أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل الرابع عشر14بقلم داليا السيد


رواية ليدي نور 

الفصل الرابع عشر14
بقلم داليا السيد
 
موت
نظر رائد لتلك الفتاة خمرية البشرة قصيرة القامة بأوائل العشرينات شعر أسود طويل وعيون بنفس اللون تقدمت إليه وقالت "لن يحضر الأستاذ عز فهو يشعر بالتعب متى سنذهب نحن؟" 

ترك قيثارته وقال وهو ينهض لهاتفه "لن نذهب لأي مكان بدون عز" 
اتصل بعز الذي أجاب "آسف رائد لن أستطيع الحضور فأنا متعب حقا" 
قال وهو يطفئ السيجارة "هل أحضر الطبيب!" 
قال عز "لا، ليس الأمر بهذه الخطورة ربما بعض الإرهاق بالأيام السابقة" 
أغلق الخط فقالت الفتاة "هيا رائد الجميع ينتظرك بالقاعة" 
ابتسم لها وأحاطها بذراعه وقد منحه وجودها ابتسامة أذهبت بعض من أحزانه
بالصباح اتصل بعز ولكن هذا الأخير كان متعب جدا فأسرع إليه بالطبيب وما أن انتهى من الكشف حتى قال "حالته ليست جيدة أستاذ رائد، لابد من نقله المشفى" 
ولكن عز قال بتعب واضح "لا رائد أنا لن أذهب لأي مكان" 
هز الطبيب أكتافه وخرج بينما تحرك رائد إليه وجلس أمامه وقال بقلق عليه وقد تبدلت ملامحه فقال "عز علينا بأن نذهب" 
أغمض عز عيونه لحظة ثم فتحها وقال "لا يا صديقي لم يعد هناك وقت، اسمع رائد هناك أشياء ربما لو عرفتها تهون عليك أحزانك التي تسكن قلبك، الليدي ليست امرأة سيئة يا رائد، كان عليك أن تبحث بصحة الأوراق التي وصلتك" 
ابتعد رائد وقال "لم يكن هذا رأيك وقتها عز" 
ابتلع ريقه بصعوبة وتعالت أصوات أنفاسه وهو يقول "لأني لم أكن أريدك أن تفعل، كنت أظن أن تلك الزيجة ستبعدك عن العمل وتفقدنا ما أمضينا سنوات في تجميعه وبناؤه" 
لم يرد وهو يستعيد تلك الأيام وقد انقضى وقت ليس بقليل عليها، أوقات ملأها الحزن والألم والذكريات، قال بألم "إنها حتى لم تلحق بي أو تبحث عني لتدافع عن نفسها" 





أجاب عز "هذا لأن جدتها سقطت صريعة المرض بذات الوقت وماتت بعدها مما أوقفها عنك" 
نظر له بقوة ثم قال "وماذا عن الأمير؟ والإجهاض؟ لا عز كل ما تقوله لا يبرر أفعالها لقد انتهت نور من حياتي ولن تعود" 
شهق عز بقوة فأسرع إليه رائد وقد جحظت عيونه وهو يحاول أن يتنفس وجسده يرتجف بقوة حتى همد جسده فجأة وسقطت رأسه على جانب الوسادة وثبتت عيونه دون حركة ورائد يناديه ولكنه أدرك أنه لم يعد يسمعه بل لم يعد بالدنيا أصلا
كان لابد أن يعيد جثمان عز إلى أمريكا حيث موطنه الأساسي وانتهت مراسم العزاء وتملكه الحزن على صديقه الوحيد وشريك حياته ومشواره وابتعد عن الأضواء ولم يعد يرغب بأي حفلات أو لقاءات من أي نوع وقد سرق الموت صديق عمره
****
دخلت مكتب المحامي الذي رحب بها وجاكلين التي بدا أنها لم تعرف بعد شيء عن علاء، ابتسمت وفرانك يقول "سعيد جدا بحضورك ليدي" 
جلست حيث أشار وهي تنظر لخالتها بينما قال فرانك "الآن يمكن أن نبدأ تلاوة الوصية" 
ولكن جاكي قالت "وجيس؟" 
لم ترد هي بينما قال فرانك "لا داعي أصلا لوجودها فهي لم تذكر بالوصية" 
لم تتبدل ملامح نور الباردة بينما نظرت له جاكي وهو يفتح الظرف ويخرج الورقة ويبدأ القراءة "وصية شرعية، أكتب أنا ليدي جاسمين وأنا بكامل قواي العقلية أني أترك ثلاثة أرباع تركتي لحفيدتي ليدي نور غالي والثلث الآخر لابنتي جاكي" 
هبت جاكي واقفة وهي تصرخ "ماذا؟ أنا ابنتها وأحق بكل ذلك وليست حفيدتها" 
نظر فرانك لها وقال "وأنت أيضا كنت ابنة الماركيز يوم حرمك من كل شيء مدام وتركه لحفيدته" 
نظرت له بقوة ثم عادت لنور وقالت "هذه الوصية مزيفة وسأطعن بتزييفها بالمحكمة" 
رفعت نور عيونها لها وقالت "كما فعلت بوصية جدي وخسرت القضية وشوهت سمعتك بنفسك ليتهامس الجميع على الابنة التي حرمها والدها من الميراث بسبب أفعالها المشينة" 
احمر وجه جاكلين وقالت بغضب "كيف تجرؤين؟ أنت وقحة" 
قالت نور بغضب "كفى جاكلين كفي عن تصرفاتك الغبية هذه ولا تثيري غضبي واجلسي لم ينتهي الحديث بعد" 
كانت نبرتها قوية وقد تراجعت جاكلين ونظر فرانك لنور وهي تنظر لخالتها وتقول "تعلمين لماذا فعل كلاهما ذلك بك وبها فلا مجال للجدال والدخول بحرب خاسرة لا طاقة لك بها، تعلمين أيضا أني أمنحك ما يكفيك أنت وابنك فلا داعي لكل تلك الزوبعة فقط" 
تراجعت جاكي وهي تردد بضعف "فقط ماذا نور؟" 
نظرات نور كانت قوية وهي تنظر بعيونها وقالت "تخبريني، لمن أعطيت الصور والمستندات التي سرقها علاء من القصر وحاولي أن تفكري جيدا قبل أن تجيبي لأني أستضيف علاء عندي وما سأقدمه له من واجب الضيافة يعتمد على ما 




ستخبرينني به الآن ولا تقلقي من مستر فرانك فهو كاتم أسراري" 
تراجعت جاكي بمقعدها وهي تدير عيونها بين نور الهادئة وفرانك الذي أسند رأسه على أصابعه وهو ينظر إليها بنفس الهدوء قبل أن تعود لنور كي تجيب
عادت للمكتب بوقت متأخر فوجدت موريس يتبعها وهو يقول "كنت على حق أجهزة المراقبة كانت بكل مكان ليدي" 
جلست خلف مكتبها وذهنها مشوش ولكنها قالت "هل أوقفتها؟" 
جلس وقال "نعم، الخطوة القادمة؟" 
أغمضت عيونها وهي تسند رأسها على يديها الاثنان قبل أن تقول "ليس بعد موريس، فهي لابد أن تكون متقنة وإلا لن نحقق أي شيء فلم يعد الامر سهل" 
قال "لا أفهم ليدي هل وصلت لشيء من جاكي؟" 
رفعت وجهها إليه وفكرت قليلا ثم قالت "ربما، أطلق سراح علاء لم أعد بحاجة له وراقب جاكي جيدا، هل وصلت لأي شيء خاص بجيس؟" 
قال "ليس بعد، هل لي بسؤال؟" 
وافقت فقال "فيم احتياجك لها؟" 
نهضت وابتعدت إلى النافذة وقالت "لديها شيء هام أحتاج إليه موريس، فقط ابحث عنها جيدا" 
انشغلت بالأسابيع التالية بالسفر لعدة مدن لإنهاء ما يتصل بالعمل وأيضا خططها التي كانت تسير قدما للأمام حتى عادت أخيرا لندن وما أن دخلت القصر حتى رن هاتفها باسم الأمير فأجابت
“سموك اختفيت مؤخرا ترى أين؟"
قال بهدوء "أنا من اختفى نور أم أنت من أحطت نفسك بهالة من الأسرار لا أعرفها" 
جلست على مقعد جدتها بغرفة الجلوس وقالت "أي أسرار سموك؟" 
صمت قليلا ثم قال "متى سأراك نور؟" 
ضاقت عيونها وملامحها تتبدل وقالت "عندما يسمح وقتك" 
قال "إذن أنا قادم" 
قالت على الفور "لا سموك، لا تنسى أني أقيم وحدي الآن، لنجعله عشاء بأي مكان تختاره، كلانا محاط بعيون من الصحافة ولسنا بحاجة للقيل والقال" 
أجاب بتأني "تمام نور نتقابل بالثامنة بفندق.." 
أغلقت وظلت صامتة وهي تنظر لصورة جدها وأسندت رأسها على ظهر المقعد وأغمضت عيونها ثم قالت "ماذا جدي؟ هل أسير على الدرب الصحيح؟" 
نهضت وهي تكمل "لن أرحم من فعل بي ذلك جدي، الانتقام له مذاق خاص"
سمعت جدها يقول "فقط هو، ما زال يسكن قلبك" 
التفتت لتجد جدها بنفس مظهره بالصورة يقف أمامها فقالت "ولكن جدي" 
شبك يديه خلف ظهره وتقدم تجاهها وقال "تحبينه يا فتاة؟" 
حدقت به دون أن تجيب فكلمة حب كانت أبعد ما تكون عن ذهنها الآن ولكنها التفسير الوحيد لمشاعرها تجاهه، وقف أمامها وقال "لم يمكنني إيقاف مشاعرك أليس كذلك؟" 
أخفضت وجهها فعاد يقول "ولكنه تخلى عنك وتركك" 
ابتعدت وقالت "أعلم" 
عاد وقال "لكنه لم يؤذيك حبيبتي، لم يسعى للانتقام منك رغم ما عرفه" 
عادت تنظر لجدها بعيون حائرة فقال "هذا يعني أنه هو أيضا يحبك ولم يمكنه أن يؤلمك، اسمعي نور أنت اقتربت من النهاية لذا عليك التفكير جيدا بالقادم ومصير قلبك فإذا كنت تحبين ذلك الرجل فلن يمكنك نسيانه وأخشى أن يدفعك الحب لطريق أمك أو خالتك لذا فكري جيدا قبل أن تحركي قدمك خطوة واحدة وستجديني دائما بجوارك" 
ثم التفت ليذهب ولكنها نادته "جدي، جدي انتظر لا تذهب" 
ولكنها سمعت رنين هاتف من بعيد ففتحت عيونها لتعتدل وهي تدرك أنه كان حلم كالمرة السابقة لترى اسم موريس على الهاتف فأجابت.. 
دخلت قاعة الفندق مع الأمير وسط انحناء الجميع له وقد بدت فاتنة بالفستان الأخضر الذي كان يغطي ساقها وقدماها ويتبعها كذيل قصير على حذاءها العالي ورأسها المرفوع بثقة حتى أجلسها الرجل وجلس الأمير بجوارها وبدا الضيق على وجهه وهو يطلب العشاء
قال "ماذا حدث نور؟ لم أعد أراك إلا نادرا" 
ابتسمت فزاد جمالها وهي تقول "أنت تعلم أن هذا هو موسم العمل جوان والأمر لم يختلف ككل عام" 




اقترب منها وقال "لم أعد أعرف عنك شيء نور" 
قالت بهدوء "وماذا عن رجالك؟" 
تراجع وقال بحدة "هل تخدعيني نور؟ تعلمين أنك كنت تفرين منهم حتى أوقفتهم" 
وضع الرجل العشاء وذهب فقالت "لأني لا أحب تلك الطريقة جوان أنا لست تابعة لأحد" 
نفخ بضيق وهو يشرب كأسه بغضب وقال "ولكنك تخصيني نور ولابد أن أعرف كل شيء عنك" 
لم تنظر له وهي ترد "أخصك هذه كلمة لها معان كثيرة سموك فأيها تقصد؟" 
لم يتناول الطعام وهو يرد "ما بيننا تعرفيه جيدا ولست بحاجة لتكراره مرة أخرى" 
نظرت له وقالت "ما بيننا بالنسبة لي هو الأخوة والصداقة جوان وهذا لا يستدعي أن تعرف كل شيء عني" 
اقترب منها وقال من بين أسنانه "ما بيننا ليس كذلك تعلمين أني أحبك ولن تنكري حبك لي فقط الديانة هي الحاجز وبإمكاني تغيير ديني لأتزوجك لو وافقت" 
تركت الطعام وقالت "لن تفعل جوان، والدك لن يوافق، أنا لن أوافق وأنت نفسك لن يمكنك أن تفعل، جوان أنا خضت تجربة جعلتني أرفض خوض أي تجربة أخرى مشابهة، لن أكون لأي رجل مرة أخرى" 
قال بغضب "إذن أنت تحبينه؟ ولكن هل كان يستحق حبك عندما صدق تلك الصور وظن بك الظنون ورحل دون أن يندم على ذلك" 
نظرت له بقوة وكأن نظراتها تعني الكثير ولكن لا أحد يفهمها، قالت "تلك الصور كانت تحيي ذكريات مؤلمة له وتجعلني متهمة بالنسبة له" 
قال بغضب مكتوم "لكنه لم يسمعك، بل وظن أنك خائنة عندما رآني معك" 
تراجعت وقالت "وماذا سيفكر أي رجل بامرأته وهي بين ذراعي رجل آخر جوان؟" 
أبعد وجهه وقال "أنت تبررين أفعاله" 
قالت بتحدي "أنا أذكرك بم نسيت جوان" 
نظر لها فأبعدت وجهها فقال "ولم تبحثي عنه" 
قالت "لا، لم يعد يهم، فات أوان التبرير" 
قال "إذن لنأخذ فرصتنا" 
نظرت له بعيون حادة وقالت "ألا تمل جوان؟ أخبرتك أني لن أخوض تجربة أخرى" 
ظل ينظر بعيونها ثم أبعد وجهه وقال "وماذا فعلت بحوار الصور؟ هل وصلت لشيء؟" 
ظلت تنظر له ثم قالت "ليس بعد، الطرق كلها سد" 
سمعا صوت أنثوي يقول "ليدي نور؟ لا أصدق" 
كانت امرأة لا تقل جمال عن نور ولكن بشعر أشقر وعيون بنية وبشرة بيضاء عشرينية العمر ابتسمت نور لها وهي تقول "ليزا!؟ لا أصدق متى عدت من كندا؟" 
قالت الفتاة وهي تصوب نظراتها للأمير الذي بدا صامتا وهو يتأملها بتفحص وهي تجيب "منذ عدة أيام" 
نظرت هي للأمير وقالت "سمو الأمير جوان، ليزا صديقتي منذ كنت أقضي أجازة بكندا" 
حياها جوان برأسه بينما أحنت هي رأسها لتحيته فقالت نور "هل تسمح لها سموك بالجلوس!" 
هز رأسه بالموافقة فجلست ليزا بسعادة وبدأت الحديث ولحظات وانفك لسان جوان ليندمج معها ونور أيضا حتى قالت ليزا "ما أحزنني هو انفصالك عن الفنان رائد نور" 
تبدلت ملامحها وقالت "هو أمر عادي ليزا ويحدث للكثيرين" 
قالت ليزا "نعم، هل عرفت ما أصابه مؤخرا؟" 
رفعت عيونها إليها بلهفة حاولت إخفائها ولكنها لم تستطع إيقاف قلبها من الدق وهي تقول بصعوبة "لا" 
اختصار كلماتها جعل جوان ينظر لها بقوة وليزا تقول "لقد مات عز مدير أعماله وهذا بالطبع أثر جدا عليه وقد توقف عن العمل مؤخرا" 
أبعدت وجهها وهي كانت تعلم ماذا يمثل عز بالنسبة له فلم ترد ولكن جوان قال "وأنت تعرفين أخباره؟" 
قالت "بالطبع، أنا من أولى المعجبات به" 
وانفصلت هي عنهما وهي تفكر به وكيف هو الآن؟ فهي تعلم شعور فقدان عزيز وغالي وتألمت له ولكنها لم تملك أن تفعل له أي شيء
****
دخل موريس مكتبها فجأة وهو يقول "آسف ليدي ولكن هناك أخبار هامة" 
رفعت عيونها إليه وقالت "إذن تحدث" 
قال "والدتك" 
تراجعت بمقعدها وهي تنظر له فأكمل "آخر مكان وصلت له كان دبي" 
أغمضت عيونها وهتفت "كيف لم أفكر بها؟" 
قال "نعم ليدي، كان علينا أن نفعل لكن ليس بنفس المكان" 
نهضت وتحركت وقالت "بالتأكيد لن يكون هي ليست غبية، أين سأجدها؟" 
قال "يومان وسأعثر عليها ليدي، الرجال لا تنام صدقيني" 
نظرت له وقالت "وجاكي؟" 
قال "كما هي، لا تحاول أن تخسر ودك" 
هزت رأسها ولم ترد للحظة ثم قالت "بمجرد أن تعرف مكانها احجز لي تذكرة" 
قال موريس "تمام ليدي، هل عرفت بما حدث للأستاذ رائد؟" 
قالت "تقصد مدير أعماله؟" 
قال "نعم، لقد تأثر جدا بالأمر و" 
قاطعته بحزم "هل ترسل لي قهوتي موريس من فضلك؟" 
أدرك أنها ترفض الحديث فهز رأسه واستأذن بالذهاب ولم ترد وهي تستجمع نفسها
****
دق باب غرفته بالفندق فلم يرد وما زال يحبس نفسه من بعد رحيل صديقه، سمع صوت الفتاة تقول "ألا يكفي حبيبي كل ذلك الحزن؟" 
التفت إليها وقد كانت ملامحه تدل على حالته فلم يرد وابتعد ولكن الفتاة قالت "لقد مر وقت كثير على رحيله فلم لا تعود لحياتك؟" 
قال بضيق "بسنت هل تتوقفي؟ أخبرتك أني متعب ولا أريد أي حديث" 
تبعته وقالت "أعلم حبيبي ولكن لن يمكنك الخروج من حالتك هذه طالما تستسلم لها، رائد العمل هو حياتك التي صنعها لك عز وهو لن يكون سعيدا الآن وأنت تهد كل شيء" 
كان يعلم أنها على حق وهو نفسه كان يفكر بذلك ويستعد لأن يخرج من حالته فقال "أنا لن أهد شيء بسنت والعمل قائم ولن يتوقف وقد وافقت على أول حفل" 
هتفت بسعادة وقالت "حقا؟ متى؟" 
ابتعد أكثر وقال "الاسبوع القادم وقد استدعيت الفرقة للاستعداد" 
أسرعت إليه وقالت بسعادة "أنا سعيدة جدا من أجلك حبيبي" 
نظر بعيونها ولم يرد وهو يحاول أن يستمد قوته من العمل ليخرج به من أزماته التي تتوالى عليه من كل جانب.. 




تركته الفتاة وخرجت وتحرك تجاه النافذة ورأى الهلال يكاد لا يضيء شيء ولكنه رأى وجهها يسكن داخل الهلال وتسللت ذكرياتهم سويا إلى عيونه وهو يسمع أغنية له، كلماتها تحكي انفصالهم فأغلق عيونه وهو يعلم أنه ما زال يحبها ولم تخرج يوما من قلبه وقد منعت ذكراها النوم من عيونه وزرعت الألم بقلبه بكل لحظات حياته
بذات الوقت كانت قد أنهت عملها وركبت سيارتها وكلمات موريس عن دبي قد جعلتها ترتد لذكرياتها الأولى معه وما يمر به الآن لتنظر للسماء فترى هلالها الذي تعلق به ذكرياتها فتمر كلها أمامها وتسمع صوته وهو يغني نفس الأغنية التي كان يسمعها بنفس الوقت بتلك الكلمات الحزينة التي تحكي انفصالهم، لتغمض عيونها بألم وقد اعترفت بما قاله جدها أنها تحبه ولم يخرج يوما من قلبها 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-