CMP: AIE: رواية ليدي نور )الفصل الخامس5بقلم داليا السيد
أخر الاخبار

رواية ليدي نور )الفصل الخامس5بقلم داليا السيد

رواية ليدي نور 
الفصل الخامس5
بقلم داليا السيد

الفصل الخامس
سرقة
دب الفزع في أوصالها للحظة الأولى ولكن سرعان ما استعادت


 نفسها ورائد يفلتها ويلتفت لمواجهة علاء وهو يجيبه بتساؤل "خطيبتك؟" 
ردد علاء وهي بنفس الوقت "نعم" "لا" 




نظر علاء إليها بقوة كما فعل رائد وقد تطاير الغضب بعيونه وهي تعتدل مستعيدة نفسها ونافضة تلك المشاعر 




الغريبة عنها لتواجه علاء بقوة "لا علاء أنا لست خطيبتك لم ولن أكون" 
لم يتراجع علاء وهو يقول بغضب "هذا ما 




تحاولين الهروب به أمام أمثاله لإخفاء ما بيننا" 
قالت بغضب وقوة "كيف تجرؤ أيها الوقح!؟ ليس بيننا إلا أوهام برأسك فخذها واذهب من هنا فورا" 
اقترب وقال "ليس قبل أن أفهم ماذا يفعل هو هنا؟ وكيف سمح لنفسه بأن يقبلك؟" 
كادت ترد لولا أن اعتدل رائد ووقف بينهم ليواجه علاء بحزم وقوة قائلا "أنا ببيت خطيبتي، وأقبل خطيبتي فأين الغريب بذلك يا أستاذ؟" 
تراجع علاء بقوة "ماذا؟ أي خطيبة! لن يكون، بالتأكيد أنت واحد من أولئك الذين يطمعون بأموالها وأملاك العائلة أملاكي، اسمع يا هذا أنا لن أسمح لك" 
قاطعه رائد بقوة "اسمع أنت يا من تكون أنا لا يخبرني أحد بالمسموح من غير المسموح وما بيني وبينها أمر لا يخصك" 
ولكن علاء لم يتوقف وهو يحاول تجاوز جسد رائد إليها ويقول "بل يخصني هي ابنة خالتي وأخبرتك أنها" 
كاد يتخطى رائد لينقض عليها ولكن وقبل أن يتحرك خطوة أو يمد يده تجاهها كانت يد رائد تمسك بيده بقوة ويجذبه بعيدا عنها ليفقد علاء اتزانه حتى كاد يسقط وهو يقول "أنت لم تسمعني جيدا، ابنة خالتك هذا أمر لا يمنحك أي حق بالتدخل بحياتها أو أن ترفع يدك وتمسها هل تفهم؟ ليدي نور" 
التفت ليواجه عيونها التي لبت نداؤه فأكمل بغضب "هل ترحبين بابن خالتك بالقصر؟" 
نظرت لعلاء بازدراء واشمئزاز وقالت "أنا لم أدعوه أصلا للحضور ولست على استعداد لاستقبال أحد خاصة وأنا أحتفل الليلة بخطبتي عليك" 
تراجع علاء أمامها وقال "هكذا نور؟ أعدك أن تندمي ولن أجعلك تتمتعين بيوم واحد بعد اليوم" 
وتراجع علاء مبتعدا فأدركت أنه لن يتوقف عن كلامه فابتعدت وهي تتنفس بقوة لتستعيد هدوءها بينما أشعل هو سيجارة والتفت إليها وقال "ماذا كان بينكم نور؟" 
التفتت إليه بنظرات لائمة على سؤاله وقالت "هل جننت؟ ليس بيننا أي شيء لا هو ولا سواه، الكل يعلم أن لا رجال بحياتي" 
ابتعد وقال بنفس الغضب "وماذا يعني بإخفاء ما بينكم؟" 
ضاق صدرها من الأمر وهي تعلم أن هناك عيار ناري أطلق وإن لم يصيب فقد أثار ضجة وهي تعاني الآن تلك الضجة لذا عليها أن تكون حازمة وقاطعة في ردها بما لا يترك لرائد مجال لأن يشك بها
قالت "اسمع رائد لو كنت تشك بي لحظة فيمكنك الذهاب الآن والتراجع عما أردت لأني لن أدافع عن أوهام بذهن مجنون مثله" 
التفت وتحرك تجاهها وأمسك ذراعها بقوة وقال "أنا لا أسمع لأي أوهام أنا أسألك أنت ماذا أراد من وراء كلماته هذه؟" 
نفضت ذراعها من قبضته رافضة ذلك الأسلوب بالتعامل ربما هو رجل يتفوق عليها بالقوة ولكنها ليست كأي امرأة ولم تعتد على تلك المعاملة فقالت بنفس القوة 
"من فضلك ابعد يدك، ولابد أن تفهم أنه ما أراد إلا ما يفعله كل يوم من التشكيك بي وبسمعتي بين الجميع كي يضغط علي وأوافق على الزواج منه أو أعيد له ما حرمه جدي منه، ميراث أمه ولكن كل تصرفاته هذه لا تهز خصلة من شعري بل وقادرة على مواجهته جيدا فلا داعي لأي كلمات تجعلنا نندم فيما بعد" 
مرر يده بشعره وهو ينفخ دخانه دون أن يذهب الغضب ثم نظر لها بقوة وقال "لا ليدي أنا لا أطلق الكلمات هباء، لو كان هو يفعل بك ذلك فربما يكون هذا سبب موافقتك على خطوبتنا؟ كي تثبتي للجميع براءتك منه وأنك لست كما يدعي؟" 
حدقت به بقوة واشتعل بركان من الغضب والألم داخلها ولكنها لم تقذف حمم بركانها بوجهه بل على العكس خلعت خاتمه واقتربت منه ووضعته بيده وقالت وهي لا تسمح للضعف بأن يسكن أي ذرة من خلاياها فحتى لو أن ذلك الرجل حرك 






داخلها مشاعر لم تعرفها من قبل إلا أنها ستظل كما نشأت لا تقبل الإهانة ولا الضعف أو الاستسلام 
"لست بحاجة لأن أفعل ذلك أنا لست بهذه الخساسة أستاذ رائد" 
تحركت لتذهب من أمامه وكلها يقين أنها ربما تندم بيوم ما أنها تخسر رجلا سمحت له بيوم ما أن يقبلها، صحيح لن تنكر أنها فكرت بذلك الحل ولكنها تراجعت عنه عندما شعرت بالخساسة به وحاولت إيقاف رغبة رائد الليلة وطالبته بمراجعة نفسه ولكنه أصر وموافقتها على الخطوبة كانت نابعة من داخلها عليه كرجل أرادت أن تسمح لنفسها أن تخوض معه التجربة و
يده أوقفتها وتناثرت أفكارها وهو يعيدها أمامه وهو يقول بقوة "من منحك الحق بتقرير مصير علاقتنا وحدك؟" 
أجابت بغضب "ليس بيننا أي علاقة أستاذ رائد ولن يكون، الشك أول ضربة من ضربات الانهيار يجذب خلفه دمار من الخسة والعار وأنا أرفض ذلك ولأني لست كذلك، ربما علاء فعل بي ذلك وشكك الجميع بي ولكني لم أكن بنفس الخسة لاتخذك سبيل للدفاع على الأقل لم أكن لأخبرك بالأمر من أساسه ولا تنسى أنك أنت من عرض الزواج مني أستاذ رائد وتذكر أيضا أني كنت أرفض ولم أشجعك عليه حتى الليلة لذا لي كل الحق بإنهاء ما كان قبل أن يبدأ" 
وتحركت مرة أخرى كي تدخل ولكنه أوقفها وقال بصوت حاول أن يقلل من حدة غضبه به "كفى نور تعلمين أن ما حدث لابد وأن يثير كرامة أي رجل" 
قالت بقوة أكثر "وأنا لم أقلل من رجولتك بل منحتك رد للكرامة" 
مرر يده بشعره وهو يبعد وجهه ويغمض عيونه لحظة ثم عاد إليها وقال "حسنا فقط لنهدأ ونجلس وتمنحيني تفاصيل عن ذلك الرجل الذي أثار جنوني وغضبي" 
أبعدت وجهها فأمسك يدها فأبعدتها ولكنه عاد وجذبها بقوة ووضع الخاتم وقال "اسمعي نور نحن ارتبطنا بعلاقة رسمية لها أصول وقواعد وعليك مراعاتها لأني لن أسمح لك ولا لسواك بالتقليل منها ولا تفكري مرة أخرى بنزع هذا الخاتم من إصبعك ليس معنى خلافنا أني سأقبل بانفصالنا لأني لا أنوي التراجع بأمر زواجنا مهما كلفني الأمر في سبيل إتمامه هل تفهمين؟" 
نظرت له ولم ترد وربما جعلها كلامه وتمسكه بها تهدأ فجذبها إلى أقرب مائدة وأجلسها وجلس أمامها وقال "من أول السطر نور، كل شيء عنه" 
لا تعلم لماذا تراجع غضبها منه! ربما لأن علاء كان من الخسة والنذالة وهو يذرع الشك بينهما؟ حكت له محاولات علاء الكثيرة وأفعاله والإشاعات التي حاكها حولها وأنهت كلماتها
“لا أنكر أن الجميع اقترح فكرة زواجي من أحدهم لتكذيب كلماته"
ثم رفعت عيونها لعيونه التي غطاها الدخان وأكملت "لكني لم أفعل لأني لا أحب ذلك الطريق من الغش والخداع" 






نفخ الدخان وما زال الشك يعتصره منها ولكن تلك المرأة تسلبه عقله وتوقف تفكيره عن الصواب، أطفأ السيجارة وقال "ولكن خطبتنا كانت حل جيد بوقت مناسب" 
قالت بضيق "لست أول من يطلبني للزواج رائد ولا أخبرك ذلك لتحسين موقفي وإنما لأنها الحقيقة، أنا أرفض الزواج منذ سنوات كثيرة وما زلت لكن إصرارك" 
نظر بعيونها مباشرة وقال "لو لم يكن علاء سبب لقبولك طلبي فما عساه يكون؟" 
ضاقت عيونها الجميلة واختفى لونها تماما وراء البحث عن إجابة جيدة ولكن تبدو الكلمات وكأنها تتنصل منها وتفر هاربة من الليدي التي استرجعت ذاتها والتي لم تفقدها إلا أمام عيون ذلك الرجل فقالت
“أنت منحتني مهلة للتفكير بإكمال الأمر وإصرارك ساعدني على القبول"
أدرك أنها لن تمنحه ما يريد أن يسمع، لن تخبره أنها سقطت صريعة حبه لكن على الأقل يكفيه موافقتها على الارتباط به لشخصه هو وليس لغرض آخر فهو حقا أرادها كما لم يرد امرأة من قبل وأدرك برؤية عيونها أنه لن يرى عيون أخرى سواها ومع ذلك ما زالت الغيرة تأكله من ذلك الجبان ونزعة الشك تتملكه من أنها أخذته لهدف بذهنها
نهض واقفا وقال "حسنا نور إصراري عليك كان وما زال لكن لو تأكدت بيوم أن موافقتك كانت غش أو خداع فلن أعرف ماذا يمكنني أن أفعل" 
نهضت وقالت مبتعدة "حررتك من وعدك رائد وما زلت أفعل وأنا لا أحب التهديد رائد" 
تحرك تجاهها وقال وهو يقف أمامها متغاضيا كلماتها عن التهديد "أنا لا أهددك نور ولكن هذا أيضا يزيد من شكي حقا؛ عدم تمسكك بعلاقتنا وإغفالك عن حقيقة أننا نحن الاثنان طرف بتلك العلاقة برغبتنا دون إجبار يجعلني أدرك أني لا أمثل لك أي شيء" 
رفعت رأسها لتواجه بقوة وقد أدركت صحة كلماته ولكنه أبعد وجهه وقال "أعلم أنك بحاجة للوقت كما اتفقنا وهو ما سأمنحه لك نور ولكن احذري من التلاعب بي، أظن أنك بحاجة للراحة" 
ظلت عيونها تراقبه وهي لا تجد كلمات حتى استوعبت كلماته فهزت رأسها بالإيجاب فقال "حسنا طابت ليلتك" 
وتحرك إلى سيارته دون أي كلمات وما زالت الأفكار تتلاعب به وتابعته هو وهو يذهب وعيونها لا تبوح بما يجول داخلها
بالصباح أدركت من عيونها أنها لم تنل القسط الوافر من النوم ككل ليلة وأن رائد استحوذ على كل تفكيرها وغضبها من علاء أيضا ولكن ما أن نزلت للإفطار حتى رن هاتفها برقم رائد فعاد الإحساس وكأنها تستقبل هدايا عيد ميلادها من جدها وجدتها بسعادة غامرة ولم تعرف سعادة أخرى بعدها
نظمت أنفاسها وحاولت أن تبدو جادة ولكن نبرة صوتها لم تطاوعها وخرجت رقيقة وهي تجيب "صباح الخير" 
تأمل الصباح المشرق من حوله وبدلا من أن يسمع صوتا قويا نابضا بالقوة وجد صوتا رقيقا يأخذ العقل يجيبه فانهار قناع الغضب الذي كان يرتديه وزم فمه وهو يقول "هل استيقظت مبكرا؟" 
تحركت لغرفة الجلوس ووقفت أمام النافذة الكبيرة وقالت "لا وأنت؟" 
أغمض عيونه وهو يتذكر الليلة الطويلة التي مر بها دون أن يغفل وقال "نور" 
انحرف قلبها عن مساره الطبيعي من الطريقة التي نطق بها اسمها مما جعل قلبها يزداد دفعا داخل صدرها وبح صوتها ولم تستطع أن تجيب فعاد يقول "نور، ما حدث بالأمس لم يكن لابد أن يحدث لقد كانت ليلة مميزة" 






تراجعت للمقعد وجلست وهي تشعر بجفونها ترتجف وأدركت أنها لابد أن تنطق ولو بكلمة فقالت "ولكنه حدث، رائد أنا حاولت إخبارك أن حياتي مختلفة، معقدة، لست كأي امرأة جدي لم يسمح لي بأن أكون لذا لابد أن تفهم أني" 
قاطعها برقة وقال "سأفهم نور، أعدك أن أفعل لكن دون أن تمنحيني شعور أن وجودي بحياتك كان غصبا عنك ودون رضاك وأنه لا يمثل لك شيء" 
أغمضت عيونها وأسندت رأسها بأصابعها الرقيقة وقالت "لا، أنا لم أقصد صدقني فقط حاولت أن أضعك على الطريق الصواب وهو أني لست بتلك الصورة السيئة رائد وعلاقتنا لم تكن لتقوم بدون رضائي وأنت تعلم ذلك وعلاء أنا أعرف تماما كيفية رده ولست أنت سلاحي" 
صمت قليلا ثم قال "حسنا لنكتفي بذلك، لا أحب أن نتشاجر نور فعندما تغيب ابتسامتك تظلم سماء حياتي" 
ابتسمت من كلماته ولم تجرؤ على الرد فناداها "هل ما زلتِ معي؟" 
قالت "لم أبرح مكاني" 
قال "هل نتناول الغداء سويا؟" 
تعلق عقلها بكل ما يدور حوله وهو يستنكره ويرفضه لكن هاجس آخر داخلها كان يجذبها إلى ذلك الرجل مما جعلها تقول "نعم" 
المطعم كان رائع حقا وذلك الرجل كان رائع هو الآخر وهو يرتدي قميص أبيض مفتوح الصدر على بنطلون أبيض من الكتان السميك مما منحه عمر أصغر بكثير من سنواته الكثيرة التي أدركتها من تلك التجاعيد البسيطة التي حلقت بعيونه وزوايا فمه ولكن ما أن يبتسم حتى تزول وتستقر غمازتين بنهاية شفتيه لتمنحه جاذبية فوق جاذبيته
بالطبع لم يكن ليتجنب المعجبين من حوله وهو يوقع لهذه أو صورة مع تلك ولكن سرعان ما ينسحب بأدب لفاتنته التي تنتظره على مائدة الغداء بعيون تسكر القلوب وقد لاحظ نظرات إعجاب بعيون الرجال من حولها
جلس أمامها وقال "أدين لك بالاعتذار" 
أخفضت عيونها وقالت "لست كذلك" 
ثم رفعت عيونها ثانية وقالت "أعلم أن لك كثير من المعجبات" 
ابتسم وقال "كنت أسعد لذلك ولكن قبل أن أسمع صوتك" 
ظلت تنظر لعيونه وقالت "ولكنك لا تردهم" 
اقترب لينظر بعيونها مباشرة وقال "أحسد نفسي أن صاحبة أجمل عيون بالعالم تتملكها الغيرة" 
تراجعت وضاقت عيونها وهي تردد "غيرة، أنا لم" 
تسللت يده ليدها التي تخلت عن القفاز فبدت بيضاء ناعمة رقيقة الأصابع طويلة ورفيعة وقال "نفس الأصابع التي لمستها بتلك الليلة" 
زاغت عيونها بعيونه لا تملك إجابة لكلمات ذلك الرجل الذي يلقيها بعالم لا تعرفه تترنح به بدون هدى كادت تسحب يدها ولكنه قبض عليها وقال "لن تفعلي" 
أخفضت عيونها وتمنت لو تختفي من أمامه كي لا يرى ضعفها الذي ترفضه ولكنها لا تستطيع مقاومته، قالت بصعوبة "رائد أنا لا أعرف إلى





 أين تقودني ولا ما تدفعني إليه، أنا امرأة عاشت ونمت على أنها مطالبة بحمل مسؤوليات عدة لا حصر لها وغير مسموح لي بالخطأ وعلي أن أفكر بكل كلمة، لا ترفيه بحياتي سوى تلك الاحتفالات الرسمية التي رأيتك بها لأول مرة وأنا صغيرة وكانت بصحبة جدي حتى لزم الفراش واستلزم الأمر كثيرا حتى وافق على أن أفعل وحدي ولم أرافق أحد بأي حفلة سوى جوان مؤخرا لأنه الوحيد المسموح له من قبل جدي بأن يفعل نظرا لنشأتنا سويا لذا لا تنتظر مني الكثير" 
لم يترك يدها وهو يبتسم لتظهر غمازاته الفاتنة ويقول بهدوء "لن أفعل الآن وسأنتظر حتى تفعلين من تلقاء نفسك ولكني اليوم أسألك مرة أخرى هل تقبلين بالزواج؟ زواج لا هدف من وراؤه سوى الأسرة والاستقرار" 
قالت "تعلم أني قبلت وأرتدي خاتمك كل ما أطالبك به هو وقت كي أعتاد الأمر فأنا لم أفكر يوما بالزواج" 
هز رأسه وابتعد وهو يرى النادل يحضر الأطباق ومع ذلك ظلت العيون مترابطة وكلا منهما يرسل رسائل للآخر يبتغي أن يعرف منها معنى تلك العلاقة الغير مفهومة والتي ولدت بيوم لم تتخيل هي أن تقابله وتعود إليه مرة أخرى وقد أبعدته ظروفها القاسية عن حياتها واستسلمت للانفصال بدون عودة حتى أسقطته السماء أمامها لتتوقف حياتها عنده دون أي تحذير والغريب أنها لا تعرف كيف ترفضه وإنما بالعكس هي تريده وتنجذب إليه بل وربطت نفسها به بعلاقة لا تعلم متى ستنفك
كان يوم رائع تركها عند الشركة بعد أن قبل يدها برقة وكلماته الرقيقة ترافقه لتأخذ عقلها، اندمجت بالعمل كالعادة بجدية وحيوية اكتسبتها من السعادة التي منحها لها وجوده حتى عادت بالمساء مجهدة من قلة النوم، تناولت العشاء مع الجدة ثم قبلتها وعادت لغرفتها أخذت حمام دافئ أعاد لها الراحة والسكينة ودخلت الفراش ونامت باستسلام
قبل السادسة رن هاتفها باسم موريس فانتفضت وأجابت فقال "المخزن الشرقي ليدي، تعرض للسرقة وفقدنا نصف المحصول قبل أن يوقفهم رجالنا ويفروا هاربين" 
هبت من الفراش وقالت "أنت تمزح موريس إنه مخزون العام كله ولا يعرف طريقه سوى القليل من الرجال" 
قال "أعلم ليدي هل أطلب الشرطة؟" 
قالت بحزم "أولم تفعل بعد؟ ماذا تنتظر؟ أنا قادمة" 
لم تصل التحقيقات لأي شيء سوى بعض البصمات لا يعرف أصاحبها وسيتم تتبعها ولكن هي كانت تعلم أن علاء كالعادة وراء ذلك ولن تتركه وهو أيضا يعلم أنها لن تفعل فهما منذ زمن هكذا ما بين صد ورد 
على الظهيرة انتهت التحقيقات ورن هاتفها باسم الممرضة فأجابت لتخبرها بتعب الجدة وضرورة الذهاب للمشفى فلم تتردد بطلب الإسعاف 





وتبعتهم هي إلى هناك حيث قابلها فريدريك وقال بجدية
“من الجيد أنك أحضرتها، هل نبدأ إجراءات الجراحة؟"
قالت بقلق وقد حطت المصائب عليها بوقت واحد وشعرت أنها ستفقد قوتها بأقرب وقت "هل ستتحمل؟" 
قال الرجل "ليس هناك بديل نور، القلب لا يستجيب سيكون هناك خبراء على أعلى مستوى لقد هاتفت الأمير جوان وهو طلب أفضل الأطباء" 
بالفعل رأت جوان يدخل بصحبة رجاله والجميع يفسح له بأدب وينحني لوجوده، أسرع تجاهها وقال "ماذا نور؟ كيف لم تخبريني؟" 
قالت بضعف وهو ترفع يدها لرأسها الذي دق به الصداع "اليوم كان صعب جدا جوان وتعب جدتي فاجأني" 
قال وهو يلاحظ خاتمها دون أن تدري هي "لقد طلبت الأفضل وستكون بخير لا تقلقي، ما هذا؟" 
أشار للخاتم فنظرت له وأنزلت يدها وقد احمر وجهها وتذكرت أنها لم تخبره فقال "هو أليس كذلك؟ رائد؟" 
هزت رأسها وقالت "طلبني من جدتي وهي وافقت ولكن علاء لم يرحمني بث الشك بيننا كما تعلم جوان" 
قال بغضب "أخبرتك أن تتركيه لي ولكنك ترفضين" 
قالت "سمعتي على المحك جوان ورائد لمسه الشك من كلمات علاء ومع ذلك رفض التراجع، لم أفهمه" 
قبل أن يجيب وصل الأطباء واندمج الجميع بالنقاش عن حالة الجدة وعلى المساء كان القرار بالجراحة هو الفاصل وبعد ساعات قليلة دخلت العمليات ورحل جوان لاستدعاء والده له وظلت هي وحدها والقلق يملأ قلبها
مضى الليل بصعوبة عليها حتى بزغ الفجر وأعلن الأطباء انتهاء الجراحة وخرج لها فردريك وقال "هي بخير اطمئني" 
أغمضت عيونها وحمدت الله وقالت "هل يمكن أن أراها؟" 
قال "بالطبع لا، يمكنك الذهاب والعودة على الظهيرة فلن تفيق قبلها" 
قالت بإرهاق واضح "لا أستطيع تركها" 
قال "ولن يجدي وجودك نفعا هي بالعناية وتحت رعاية أفضل الأطباء اذهبي نور وتعالي بعد الظهيرة، هيا أنت بحاجة للراحة" 
ما أن خرجت من المشفى حتى رأت سيارته تقف بقوة أمام المشفى فتوقفت وهو ينزل منها ويسرع إليها ويقول بغضب "هل لابد أن ألف





 لندن كلها لأصل إليك نور؟ ألم تذكري أن لك رجل يجب إخباره بأمر الجدة؟" 
أخفضت وجهها وقد نست أن تفعل بغمرة ما قابلته بذلك اليوم فقالت "آسفة فقط الأمر جرى بسرعة ولم أملك وقت للتفكير" 
رن هاتفها فأجابت وقد كان المحقق فقالت "نعم سيادة الرائد" 
قال "هناك بعض الصور أردت عرضها عليك ليدي هل يمكنك المرور على المركز الآن؟" 
قالت "حاضر سأفعل" 
نظر لها وقال "أي رائد؟" 
قالت بعيون قاتمة وقد بدى الإرهاق على ملامحها "أحد مخازني تعرض للسرقة وأمضيت نصف اليوم بالتحقيقات والرائد يطلب مني الذهاب للمركز لرؤية بعض صور المجرمين" 
حدق بها بقوة ثم قال "حسنا متى كنت ستخبرينني نور؟" 
نزل السلم ونزلت معه وفتح لها فركبت ثم ركب وقاد فأسندت رأسها الذي يدق بصداع مؤلم فقالت "آسفة لعدم إخبارك ولكن السرقة تمت بالفجر ولم تكد التحقيقات تنتهي حتى بلغني أمر جدتي فلم أجيد التفكير"
نظر لملامحها وبشرتها الشاحبة ثم قال "حسنا، هل تشكين بأحد؟" 
قالت دون أن ترفع رأسها "بالتأكيد" 
نظر إليها ولكنها لم تفعل وقد بدا التعب على ملامحها وأدرك أن يومها لم يكن جيدا فاختار الصمت كما فعلت هي
كانت العاشرة صباحا عندما خرجت معه من المركز دون أن تصل لأي شيء، نظر لها وقال "أنت متعبة" 
قاد السيارة فقالت "لا وقت للتعب لابد أن أعود للمصنع، ما حدث سيكلفني خسارة كبيرة، علاء دائما ما يصيب أهدافه" 
نظر إليها بحدة وقد فهم كلماتها فقال "كلماتك تعني الكثير نور هل لهذا علاقة بعدم مشاركتي بكوارثك" 
نظرت له وقالت "لم أعتد ان يشاركني أحد مشاكلي رائد، كنت دائما وحدي" 
قال بغضب مكتوم "أنا لست أحد نور أنا خطيبك ألم تدركي ذلك بعد؟" 
أبعدت عيونها وقالت "أحتاج بعض الوقت وأنت تعلم" 
نفخ بضيق ومرر يده بشعره فقالت "المصنع من فضلك، من هنا الطريق" 
قال بحدة "لابد أن ترتاحي" 
قالت بإصرار "عندما أجد حلول لخسائري سأفعل لكن قبل ذلك لا أعدك بالراحة" 
قال بقوة "لن أتركك" 
نظرت له فواجه نظراتها فأبعدت وجهها دون أن ترد
لم ترفض تواجده بجوارها ولكن هو ابتعد لرؤية الأراضي الزراعية وترك لها حرية التحرك حتى رن هاتفه باسمها فأجاب "هل انتهيت؟" 
قالت وهي تتابعه من نافذة مكتبها "لابد أن أعود المشفى لرؤية جدتي" 
قال "أنا قادم" 
لا تنكر أنها كانت سعيدة لوجوده ولكن دوامتها لم تمتعها بما يحدث ما أن خرجت له حتى اصطدمت برجال من الصحافة وأحدهم يواجها ويسأل "ليدي نور هل حقا تم خطبتك على الفنان رائد؟" 
أبعدت وجهها عن الكاميرات التي كانت تزعجها منذ الصغر بينما انضم لها رائد فنال نفس السؤال، أحاطها بذراعه وقال بجدية
“نعم أنا خطبت الليدي نور وبشفاء الجدة سنقيم احتفال بمناسبة الخطوبة"






حاولا أن يخترقا الصحافة ولكن أحدهم قال "وماذا عن مستر علاء ليدي؟ ألم يكن خطيبك؟" 
أجابت بقوة "لم ولن يكون، علاء ابن خالتي فقط" 
قال آخر "لكنه صرح" 
قاطعه رائد بحزم "لا يهمنا أي تصريحات الليدي خطيبتي والزفاف سيكون قريب وسنمنحكم خبر بموعده" 
وجذبها بين أحضانه ليخترق بها الصحفيين ليفتح لها السيارة والأسئلة تنهال عليه وهو يركب ويقود من بينهم دون اعتبار لوجودهم 
أسندت رأسها على المقعد وأغمضت عيونها للحظة حتى قال "ماذا يفعل ذلك الرجل؟ ماذا يكن لك ليفعل كل ذلك!" 
قالت دون أن تفتح عيونها "الكثير، يكن لي الكثير" 
قال بغضب "من ماذا نور؟ الكثير من ماذا؟" 
فتحت عيونها دون أن تنظر له وقالت "من الكره والحقد والغيرة" 
أشعل سيجارة وهو يقود بغضب واضح ثم قال "لأنك رفضت طلبه؟ أم ماذا؟ هل لي بكلمات توقف جنوني قبل أن أذهب وأقتله" 
ارتجفت من غضبه وقالت "لأني كنت سبب بحرمان خالتي من الميراث وطردها من القصر" 
نظر إليها بقوة وهو يشعر بحيرة وهي تمنحه القليل من كثير ربما يشرح ما لا يفهمه فقال "وماذا؟ لا مجال لكلماتك المختصرة الآن نور أكملي" 
لم تنظر إليه وهي تقول بألم من الذكرى "خالتي تتمتع بجمال عالي جدا منذ كانت شابة وهذا ذرع بها غرور كبير جعلها تذل به والدتي لأنها أقل منها جمالا وهذا كان يغضب جدي ومع ذلك لم يعاقبها حتى بدأت تتصرف تصرفات غير لائقة بالعائلة مع الشبان من القرى المجاورة وعرف جدي بالأمر فحبسها بالقصر ورفض خروجها ولكنها سرعان ما دبرت أمورها وهربت من القصر وتزوجت فلاح من القرية هربت معه سنوات كثيرة ولم تعد إلا بعد أن مات ولم تجد ملجأ لها سوى جدي كنت وقتها بالخامسة من عمري الحفيدة المدللة ولكن بمجيء علاء اختلف الأمر شعر جدي أن حلمه بالولد قد تحقق فانصرف باهتمامه عني له، لم أهتم فذلك منحني فرصة لأعيش طفولتي لعدة شهور ولكنها لم تطول حيث عادت خالتي لعادتها القديمة وتعرفت على رجل آخر ولكن هذه المرة لم تهرب وكانت حريصة أن تكون علاقتها طي الكتمان لتحظى من جدي على المال وتمنحه لحبيبها ولكن للأسف أنا عرفت بالأمر بالصدفة ولأني كنت طفلة فلم أعي ماذا فعلت من إخبار جدي بالأمر وإفشاء سرها إلا بعد أن طردها جدي من القصر هي وعلاء الذي رفض الانفصال عنها طبعا ولأنها تزوجت ذلك الفلاح دون علم جدي إلا عندما أخبرته أنا فحرمها من الميراث حتى مات جدي وأتت وصيته بأن كتب كل شيء باسمي وتأصل كره علاء وخالتي لي بقلوبهم أكثر حتى أصبح كالدم يسري بعروقهم"







هدأ غضبه وقال "لم يكن ذنبك" 
نظرت له بابتسامة ساخرة وقالت "ذنب من إذن؟ أنت لا تدرك ماذا كنت أسمع منهم وأرى بعيونهم ورغم ذلك كان علي أن أتقبلهم من أجل جدتي وصلة القرابة لكن ما بعيونهم واضح وصريح وأنا أعرف كيف أقرأه" 
أمسك يدها ولكنها أبعدتها وقالت "ليس الآن رائد لا أحب الشفقة أنا بخير" 
تراجع من مشاعرها التي تختزنها داخل قلبها ومن الضعف الذي ترفضه، لم يقابل امرأة بمثل قوتها من قبل، امرأة لا تعرف كيف تكون امرأة.. 
بالمشفى أمكنها أن تزور الجدة بالعناية ولكنها لم تتحدث وأخبرها الأطباء أنها تتحسن ولكنها بحاجة للوقت، عندما خرجت كان يتحدث بالهاتف توجهت إليه فأنهى مكالمته وقال "عز سيخرج من المشفى هل نذهب إليه أم تفضلين أن أعيدك القصر أولا؟" 
قالت "يمكنني أن أعود وحدي لو أردت الذهاب، أنا بخير" 
نظر إليها بقامته الفارهة وقال بجدية "هل حقا لا تدركين معنى وجودي معك نور؟ هل تفضلين أن أذهب؟ لو كان وجودي يعيق حركتك أخبريني" 
لم تبعد عيونها عنه وهي تبحث بهم عن الراحة ولكنها لا تجدها، أبعدت عيونها وقالت "آسفة، أنا فقط متعبة ولا أجيد التفكير سأكون معك حتى توصلني للقصر بعد أن تنتهي" 
تحركت لتركب ولكنه أوقفها وقال "نور، أنا لا أقصد أن أضغط عليك أنا" 
قاطعته "أعلم رائد، هل نذهب؟" 
أدرك أنها لا تتحمل الجدال أو ليس هو الوقت المناسب فهز رأسه وتركها تركب وقاد بصمت لفهم هما الاثنان وكلاهم غارق بأفكاره حتى أخمص قدميه.. 
بالطبع تذكرت عز الذي قال "كنت أعلم أنك ذات شأن فقد أخبرته وقتها أنك تبدين كالأميرة" 
ابتسمت من بين ملامحها المتعبة وقالت "لم أكن كذلك أستاذ عز" 
لم تذهب ابتسامته وهو يقول "كنت وما زلت ليدي" 
دخل رائد وقال "هيا عز لقد أنهيت الإجراءات سأوصلك للفيلا وهناك توجد ممرضة لرعايتك" 
أسنده على المقعد المتحرك فقال عز "ومتى نعود نيويورك؟" 






رفعت وجهها لرائد الذي بادلها النظرة وقال "عندما يسمح لك الطبيب بالسفر يا صديقي" 
وصلا للسيارة فساعده للركوب وفتح لها بجواره بينما قال عز بعد أن ركب رائد "ليدي نور ستصحبك؟" 
قال بهدوء "لا، تعلم أني لا مقر لي عز ونور لن تتنقل من مكان لآخر" 
صمت عز وشعر أن الحديث خاص فصمت الجميع حتى استقر عز بالفيلا وعاد هو إليها وقال "متى آخر مرة تناولت بها طعام؟" 
نظرت له وقالت بدون تفكير "حقا لا أذكر، ربما العشاء الذي تناولته مع جدتي" 
قال "هل نتوقف بأي مطعم؟" 
قالت "لا من فضلك، الصحافة ستجدهم بكل مكان لنعد للقصر فلا أحد يصل إليه منهم وأنا بحاجة لحمام وتبديل ملابسي" 
قال "بيتي أقرب نور" 
نظرت له وقالت "لديك بيت هنا؟" 
قال "نعم اشتراه عز العام الماضي ولكني لم أبقى به كثيرا" 
قالت "لن يمكنني تبديل ملابسي، مرة أخرى رائد" 
هز رأسه، ولكنها قالت "هل ستعود نيويورك قريبا؟" 
قال بجدية "من المفترض أن أفعل هناك أكثر من حفل بنهاية الشهر وستحضره شخصيات هامة" 
هزت رأسها ولم ترد فنظر إليها وقال "هل تصحبيني بالجولة" 
نظرت له دون أن ترد فعاد وأجاب "لن يمكنك ترك كل ذلك، نعم أعلم" 
أبعدت وجهها وقالت "أنا لم أرفض رائد" 
نظر إليها فلم تنظر له ولكنه قال "لا أفهم" 
قالت "فقط لا أعلم كيف سيكون وضعنا بتلك الفترة لا أحب أن أستبق الأحداث" 
هدأ غضبه وقال "هل هذا يعني إمكانية وجودك معي!" 
نظرت له وقالت "هل هذا يعني لك شيء؟" 
نظر بعيونها وقال بصدق "الكثير نور، يعني لي الكثير، لم أهدي أي حفلة لأحد من قبل ولكن أنت فقط من أهديتها أغنيتي" 
ابتسمت وقالت "كانت رائعة، كل ألحانك رائعة رائد وأنت تعلم رأي" 
ابتسم وقال "كلماتي تمس كل الأعمار" 
هزت رأسها وقالت "ما زلت تذكر" 
جذب يدها ليده وقال "كل كلمة نور، كل كلمة" 
تركت يدها بيده وأعلنت العاصفة عن نفسها كالعادة وبدأ الرعد وهو يدخل بوابة القصر فقالت "لا يمكنك العودة" 





قال بجدية "جدتك ليست بالقصر نور" 
هزت رأسها وقالت "أعلم ولكن من الخطر عودتك" 
مرر يده على وجنتها وقال "من الجميل خوفك علي" 
أخفضت وجهها فرفعه بطرف يده وقال "أفضل أن يكون عقد قران نور بدلا من خطوبة، أنا لن أتراجع عنك بأي وقت ولم يعد هناك مجال للتفكير كلانا يعلم أن مصيرنا واحد وأن حياتنا مرتبطة وقد أصر القدر على إعلامنا بذلك عندما التقيتك بعد تلك السنوات"
زاغت عيونها وهي تفكر بجدية وقالت "ولكن أنا ظروفي معقدة الآن رائد ولابد أن أنهي كل ما يدور حولي"
ابتسم وقال بحنان "ننهيها ونحن سويا نور بمجرد عقد القران يمكنني أن أتصرف بحرية أكثر" 
زاغت عيونها مرة أخرى وتدافعت الأفكار برأسها من كل النواحي وهي ترى إصراره وسمعت صوت المطر على السيارة فقالت "عقد قران أي زواج رائد أليس كذلك؟" 
هز رأسه وقال "نصف زواج أميرتي، بالزفاف يكتمل النصف الآخر ولكنه يمنحني الحق بأن أنفرد بك وأدخل معك القصر دون وجود جدتك لأني سأكون زوجك وأنا أفضل ألا ننتظر فلا يمكنني الانتظار" 
تراجعت قليلا دون أن تفلت يده وتملكها الصمت وهي تتذكر أن جدتها أخبرتها أن الخطوبة لا تعني شيء وأنها مجرد فترة للاستعداد للزواج فلا مجال أمامها للهروب 
لاحظ ترددها فقال "تحتاجين للوقت، ما مشكلتك نور مع الزواج؟ أنا لن أدمرك" 
تقلبت نظراتها وتحولت عيونها للبني وحاولت أن تهدأ وهي تقول "ما زال هناك وقت قبل أن نقرر رائد فمن فضلك اترك لي مساحة من التفكير هل تفعل؟" 
رفع يدها لفمه وقبلها وقال "لا أملك إلا أن أفعل" 
ثم عاد بيده لوجنتها وأكمل "لأني أريدك نور وسأنتظرك حتى تختاري الوقت الذي يناسبك، لن أجبرك على أي شيء" 
واقترب منها وهو يجذب وجهها برقة ليأخذ قبلتها مرة أخرى وقد كانت تأخذه لعالم آخر فهو يريدها هي فقط هي من استمتع بقبلتها واستنشق عطرها بسعادة وتمنى لو ضمها 






لأحضانه 
ذهبت الأنفاس فانتقل لوجنتها وهو يطبع قبلات رقيقة حتى ابتعدت وقد صرخ وجهها من الاحمرار وجسدها من الحرارة وقد أشعلت قبلته داخلها لهيب من المشاعر الدافئة جعلتها تستسلم له دون مقاومة وكأنها ترغب بقربه ولمسته و، قبلته
فتحت عيونها لتواجه عيونه القريبة جدا وسمعته يهمس "أعشق قبلتك أميرتي فهي تمتلأ بمشاعر لم أعرف لها مثيل من قبل جميلة كجمالك ورقيقة كرقتك ليدي" 
ابتسمت وتحركت لتنزل ثم قالت "احذر بقيادتك رائد الطريق خطر" 
قبل يدها مرة أخرى وهو يبتسم لها وقال "لا تخشين شيء أحتفظ بعيونك لترشدني للطريق" 
ابتسمت وما أن نزلت حتى تلقتها الخادمة بالمظلة وارتد هو بالسيارة حتى خرج من البوابة فدخلت القصر والقلق يساورها عليه.. 





صعدت غرفتها وظلت تتحرك بدون هدى والرعد يزداد والبرق أيضا فتوقفت أمام النافذة باحثة عن أي شيء يجعلها تطمئن عليه ولكن لا شيء
تراجعت وهي لا تدرك إلى أي مدى وصل بها ذلك الرجل كي يأخذ كل




 اهتمامها بهذا الشكل؟ حتى أنه يتعجلها بالزواج وهي لا تعلم ما هي مشاعرها وعليها أن تفكر جيدا لأن جدتها لن تسمح لها بإطالة الخطوبة فهي




 ليست من عادات العائلة، ورائد نفسه لن يسمح بذلك ولكن هي؟؟ 
دخلت الفراش مبكرا جدا للتعب الذي حل بها واستسلمت للنوم ما أن


 غرقت بالنوم حتى رفعت رأسها بصعوبة عندما سمعت طرق على الباب فاعتدلت وأذنت والظلام يحيط حتى دخلت الخادمة بملابس النوم



 وأضاءت وهي تقول بفزع
“ليدي نور السيد رائد بالأسفل وهو مصاب بشدة و.. "
لم تنتظرها لتكمل بل نهضت وجذبت روبها وأسرعت إلى الأسفل لتجد رائد جالسا على المقعد والدماء تملأ 


وجهه وتنساب على عنقه فأصابها الفزع وهي تقول "رائد ماذا حدث؟ ماذا أصابك؟" 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-