CMP: AIE: رواية شد عصب ) الفصل الرابع عشر14بقلم سعاد محمد سلامه
أخر الاخبار

رواية شد عصب ) الفصل الرابع عشر14بقلم سعاد محمد سلامه


رواية شد عصب 
 الفصل الرابع عشر14
بقلم سعاد محمد سلامه


شعرت يُسريه بدوار فجأه وكاد يختل توازنها حين أجاب عليها جاويد: 
العروسه تبقى سلوان حفيدة الحج مؤنس بنت بنتهُ.

إستغرب جاويد وإقترب سريعًا يسند يُسريه بلهفه قائلًا:
ماما مالك،جواد أكيد لسه هنا فى الدار إجعدي وأنا هطلع أنادي له يقيس ليكِ السُكر.

وضعت يُسريه يدها فوق كف جاويد قائله بتطمين:
لاه، سيب جواد نايم ده بيرجع وش الفچر،أنا زينه بس يمكن دى دوخة چوع أصلي متعشتش عشيه إمبارح وخلاص كبرت مبجتش أستحمل الچوع  من يوم ما جالى السُكر.

تنهد جاويد بلوم قائلًا:
ليه يا ماما متعشتيش.

ردت يُسريه:
مكنش ليا نفس بعد اللى حفصه جالتلي عليه.

إستغرب جاويد مُتسألًا بإستفسار: 
وأيه اللى حفصه جالتلك عليه خلاكِ تنامي من غير عشا!. 

ردت يُسريه: 
فسخت خطوبتها من إبن عمتك. 

تبسم جاويد غير مُستعجب قائلًا: 
ده كان شئ متوقع من حفصه. 

نظرت يُسريه لـ جاويد بعدم فهم. 

إبتسم جاويد قائلًا:. 
حفصه نسخه تانيه من حضرتك ياماما، تبان أنها بتنطاع للى قدامها، بس مستحيل  تكمل فى شئ هى مش مقتنعه بيه،ميه فى الميه، كنت متوقع حفصه تعمل كده فى أى وقت بس بصراحه لما جولتلى أنكم حددتوا ميعاد كتب الكتاب جولت يمكن أقتنعت بأنها هتقدر تسيطر على أمجد فيما بعد،بس واضح إن حصل حاجه وخاب ظنها فقالت الإنفصال دلوك أفضل من بعد كتب الكتاب على الاقل متنحسبش عليها چوازه من مفيش.

نظرت يُسريه له بفهم قائله:
هو دلوك فعلًا أفضل من بعد كتب الكتاب،بس الحرج جدام الناس فى البلد  هيجولوا أيه،فسخت خطوبها قبل كتب الكتاب بيومين.

تنهد جاويد قائلًا:
وفيها أيه،حتى لو قبل كتب الكتاب بدقيقه ده مش هيضرها أكتر ما تكمل فى جوازه فاشله،وبعدين متخافيش اوي إكده الناس هتتلخم فى أمر تاني وهتنسي.

تسألت يُسريه كآنها نسيت ما أخبرها به قبل قليل:
وأيه اللى البلد هتتلخم فيه؟.

إبتسم جاويد قائلًا:



كتب كتابي والفرح،إنتِ لحقتي تنسي يا ماما.

شعرت يُسريه برجفه فى قلبها كذالك تشعر ببعض اللغبطه فى عقلها لكن تنهدت قائله:
يمكن عقلى إتبرجل،بس اللى أعرفه إن بنت مِسك مجتش البلد غير مره واحده يوم دفنة أمها حتى يمكن وجتها محدش شافها إهنه... هتتجوز بنت عمرك ما شوفتها!. 

رد جاويد مُبتسمًا يشعر بشوق لرؤية سلوان:
لاء يا ماما، سلوان هنا فى الاقصر من كام  يوم. 

إزدادت الرجفه بقلب يُسريه، وتذكرت لقاؤها مع غوايش، حديثها لم يكُن تخاريف، شعرت بقلق وتوجس، لكن إبتسمت بأمل أن تخيب بقية تخاريفها، بسبب رؤية تلك السعاده الظاهره على وجه جاويد،لن تُعكر صفوه،ليحدث بالمستقبل ما يحدث، أحيانًا قد يكون الأفضل عدم مُعاندة القدر.  
❈-❈❈-❈-❈
بالحقل الخاص بـ مؤنس والمجاور للـ النيل 
سارت سلوان خلف خطوات مؤنس ،للحظه كادت أن تتعرقل أثناء سيرها لكن وضعت يدها على كتف مؤنس الذى إستدار لها باسمًا يقول:
مش تاخدي بالك فين بتخطي برِچلك يا خد الچميل،وهتشوفى كيف والنضاره واكله نص وشك،إجلعي النضاره،السمس مش جاسيه(قاسيه) لسانا فى أول النهار .

أمائت سلوان له وخلعت النظاره، وسارت خلفه بحذر الى أن وصل الى جسر عالي صغير يفصل مياه النيل عن الارض، أُعجبت بالمنظر البديع وآشعة تلك الشمس التى تساقطت فوق المياه تعطيها لون عُشبي كذالك تلك شجرات الموز المُصطفه على الجسر ومنها المائل على النيل كآنه يتهامس مع المياه، وأيضًا بعض أنواع شُجيرات أجرى،توقفت خلف جدها وهو يتحدث مع أحد العاملين ويتشاور معه بـ جز بعض أشجار الموز،سمع له العامل وذهب يفعل ما أمره به،نظرت سلوان لـ مؤنس بعد ذهاب العامل بإستفسار قائله:
هو إنت ليه أمرته يقطع أشجار الموز مع إنها خضره.

إبتسم مؤنس وتذكر نفس السؤال سألته يومً إبنته "مِسك"كأنهن لسن فقط شببهات بالملامح،أيضًا بالعقليه والتفكير... رد عليها بتفسير:
شجرة الموز لازمن تنجطع من چدرها كل سنه عشان الخِلفه اللى حواليها ترعرع وتثمر هى كمان.

تعجبت سلوان قائله:
كل سنه لازم تتقطع،طب ليه مع إنها لسه خضره؟.

رد مؤنس:
شجرة الموز مش بتطرح فى السنه غير مره واحده وبعدها الشجره مش بتطرح مره تانيه،بس من عجايب ربنا إن الشجره الواحده بتخلف جنبها يچي أربع أو خمس وِلدات، أو شُجيرات صغيره بتحل مكانها وعشان تكبر بنجطع الشجره الكبيره.

تفهمت سلوان قائله:
آه فهمت عشان كده بقى بيطلقوا شجرة الموز"قاطعة أبيها".  

أومأ مؤنس رأسه بموافقه،لكن تعجبت سلوان حين رفع مؤنس يده،ظنت فى البدايه أنه سيضعها على كتفها لكن، كآنه أشار بيده" بـ سلام"  ثم سُرعان ما خفض يده جواره فى لحظات مُبتسمًا

إستدارت سلوان برأسها ونظرت الى الطريق القريب من الارض،رأت سياره بماركه عاليه تذكرت أنها رأت تلك السياره سابقًا بنفس الطريق وقت أن آتت لهنا اول مره،لكن تسألت بفضول:
مين اللى بتشاور له ده؟.

رد مؤنس ببسمه:
ده "جاويد الأشرف".

نظرت  سلوان بفضول نحو السياره لكن كان قد مرت السياره ولم ترى السائق، لكن إستدارت تنظر لـ مؤنس قائله بسؤال:
ومين بقى" جاويد الأشرف ". 

قبل أن يُجيب عليها مؤنس آتى العامل نحوهم قائلًا:
حج مؤنس هنعمل أيه بشجر الموز اللى چزناه، نرميه فى النيل؟. 

رد مؤنس: لاه چمعه وحطه على سطح العِشه اللى على راس الأرض... كمان  شجره التوت اللى چار العشه إهنه فيها كم فرع ناشف عاوزك تجطعهم عشان الطرح الچديد.

رد العامل بإحترام وموده:
حاضر يا حج مؤنس،بس ليا عيندك طلب،أنا بتِ هتتچور كمان سبوعين وكنت طمعان إكده فى إنك تصنع لها قُلل الفرح اللى هناخدها لدار العريس يوم الشوار.

إبتسم مؤنس له قائلًا:
إبجي فوت عليا بعد يومين وفكريني،وفالك زين،أنا كنت چايب طمي من أسوان من كام يوم يظهر مكتوب عليه يتصنع للأفراح.

إبتسم العامل قائلًا:
ربنا يديم الأفراح يا حج مؤنس وعجبال ما تفرح بالعروسه اللى چارك دى هى والأستاذه بنت عم محمود.

شعر مؤنس بغصه قويه فيبدوا أن السعاده دائمًا منقوصه،تذكر مِسك حفيدته ماذا سيكون رد فعلها حين تعلم أن جاويد سيتزوج من أخرى.

تذكر قبل يومين لقاؤه مع جاويد بالمنزل 
[فلاشــــ/ــــباك] 
بعد ان سمع جاويد ومؤنس نعت صفيه له بأنه كبر وربما أصبح يتناسى، تغاضى جاويد عن ذالك وإبتسم لترحيب صفيه الحار له،تنهد مؤنس الذى يشعر بالضيق من صفيه قائلًا:
أنا بجول بلاها وجفتنا إكده،تعالى إمعاي للمندره يا جاويد،وإنتم ياريت واحده فيكم تجول لـ "نبيه"
تچيب لينا كوبايتن شاي ومش عاوز واحده منيكم تقرب من باب المندره.

شعرن صفيه ومِسك بالخزي،فى البدايه تحركت صفيه بضيق وظلت مِسك واقفه تنظر لـ جاويد 
بهيام،أفقتها صفيه منه وجذبتها من يدها بضيق...
سارت خلفها مِسك بضجر
بينما أشار مؤنس بيده لـ جاويد قائلًا:
خلينا نتحدت بالمندره.

بعد لحظات بغرفة المندره،تحدث مؤنس:
بشكرك يا جاويد بفضلك النهارده إتجابلت مع حفيدتى الغايبه،بس ليا سؤال منين عرفت إنها چايه؟.

إبتسم جاويد قائلًا:
سلوان هنا فى الاقصر من كام يوم،وإتجابلت إمعاها صدفه وسألتينى عن البلد هنا،وانا اللى وصلتها لاول البلد وهى كملت لوحدها وسالت لحد ما وصلت لدارك.

لاحظ مؤنس تلك اللمعه الخاصه التى بعيني جاويد وتسأل:
طب ليه موصلتهاش إنت بنفسك لحد الدار إهنه.

رد جاويد:
بصراحه هى متعرفش أنى جاويد الأشرف،وده اللى چاي عشان أتحدت فيه وياك دلوك...سلوان هترجع مصر فجر بكره.

شعر مؤنس بغصه قائلًا:
هتعاود بسرعه إكده،أنا لما نبيه جالت لى إن فى صبيه شبه مِسك الله يرحمها  جت وسالت عليا مصدجتهاش، لكن لما إنت إتصلت وأكدت عليا أفضل إهنه فى الدار عشان فى ضيفه  عاوزه تجابلك، من المفاجأه نسيت أسألها هى نازله إهنه فين،كان لازمن أجول لها تچي تجعد إهنه بـ داري.

رد جاويد:
ملحوقه،ممكن ده يحصل لو وافجت على طلبِ منيك.

تسأل مؤنس بلهفه سريعًا:
وأيه هو الطلب ده؟.

تبسم جاويد قائلًا:
أنا بطلب أيد سلوان من حضرتك.

تعجب مؤنس بإستفسار قائلًا:
جصدك تتجوز سلوان،طب ومِسك.

سأم وجه جاويد قائلًا:
مِسك بالنسبه ليا زى حفصه أختى مش أكتر من بنت عمتي،أنا مش مسؤول عن اوهام وكلام فاضي إتقال قبل إكده،أنا بطلب أيد سلوان،وعارف هتجولي إن ممكن أبوها فى مصر ميرضاش،بس هجولك أنا باخد موافجتك الاول وبعدها ليا طريجه هتحدت فيها ويا أبوها ومتأكد  أنه هيوافج،بهدين فى الاول والآخر كل شئ نصيب ومِسك يمكن نصيبها يكون مع شخص أفضل ميني،ها مجولتليش ردك أيه .

تنهد مؤنس قائلًا:
فعلًا حديتك صح،كل شئ نصيب،وإن كان عليا أنا موافج على چوازك من سلوان،بس ده هيتم كيف وإنت بتجول سلوان هتعاود مصر بكره الفچر.

رد جاويد بثقه:
لاه سلوان مش هتعاود مصر،بس إنت اللى هتساعدنى على إكده،سلوان نازله إهنه فى فندق فى الأقصر وأنا خابره،وهجولك على خطه لو نفذتها متوكد سلوان هتفضل إهنه فى الاقصر.

إبتسم مؤنس قائلًا:
جولى عالخطه وانا هنفذها.

إبتسم جاويد قائلًا:
بس قبل ما أجولك الخطه...سلوان متعرفش آنى جاويد الأشرف،هى فاكراني شخص تانى،وده لظرول خاصه مالوش لازمه تعرفها،بس عاوزك تنسى إنك تعرفني جدامها،وأنا متوكد إن سلوان هتوافج تچي  إمعاك للدار إهنه.

تبسم مؤنس وتسمع لخطة جاويد،الى أن إنتهى،تنهد مؤنس قائلًا:
تمام يا ولدي،بتمني سلوان متعندش.

إبتسم جاويد بثقه ونهض واقفًا يقول:
لاه إطمن سلوان جواها حِيره ومحتاجه اللى يوافقها على غرضها، هنتظرك قبل الفجر جدام اللوكانده،بلاش تتآخر.

نهض مؤنس هو الآخر قائلًا:
لاه متخافيش هنكون جدام اللوكانده قبل الميعاد يا ولدي. 
[عوده]

عاد مؤنس ينظر لـ وجه سلوان مُبتسمًا على إحمرار وجنتيها بسبب آشعة الشمس،قائلًا:
خلينا نشوف مكان ضل نجعد فيه بعيد عن السمس.

إبتسمت له سلوان بموافقه. 
     ❈-❈-❈❈
بـ دار المغتربات
بحوالى الساعه الحاديه عشر صباحً
إستيقظت إيلاف على صوت طرق على باب الغرفه الخاصه بها،تمطئت بذراعيها وجذبت هاتفها ونظرت الى الساعه، تعجبت قائله: 
الساعه بقت حداشر الصبح انا صليت الفجر ونمت بعدها مادريتش بالوقت، أكيد اللى بيخبط عالاوضه حد من الشغالين فى الدار هنا. 

نحت إيلاف غطاء الفراش تشعر  بتكاسل ونهضت ترتدي مئزر فوق منامتها ووضعت فوق راسها وشاح، ثم فتحت باب الغرفه مُبتسمه. 

تبسمت لها الأخري قائله: 
صباح الخير يا دكتوره، ممكن  نتكلم  مع بعض خمس دقايق. 

إستغربت سلوان  لكن  قالت لها: 
أكيد طبعًا، إتفضلي. 

دخلت الى الغرفه ثم أغلقت الباب خلفها وجلست على أحد المقاعد قائله: 
واقفه ليه يا دكتوره، الموضوع اللى جايه فيه مهم وإنت يظهر لسه قايمه من النوم دلوقتي، طبعًا كنتِ سهرانه نبطشيه فى المستشفى. 

جلست إيلاف بمقعد جوارها قائله: 
فعلًا، انا كنت نبطشيه  ليلة إمبارح وكنت أعطيت للمشرفه خبر إنى هرجع عالساعه إتناشر ونص بالليل ، بس حصلت ظروف إتأخرت فى المستشفى. 

تسألت المديره  قائله بفضول: 
ويا ترى اقدر أعرف ايه الظروف دى اللى كانت السبب فى تأخيرك فى الرجوع على ميعادك. 

سردت إيلاف لها ما حدث والهجوم على المشفى.

زفرت المديره نفسها بغضب قائله:
هو ده اللى أنا بخاف منه عشان كده بحذر على البنات الغرابه ميتأخروش بره لوقت متأخر غير لو حكمت الظروف،وطبعًا إنتِ دكتوره ووارد سهرك نبطشيات فى المستشفى،والحمد لله ربنا ستر،عالهموم أنا مطلبتش منك نتكلم خمس دقايق عشان كده فى موضوع تانى.

إستفسرت إيلاف قائله:
وأيه هو الموضوع التانى؟.

ردت المديره بسؤال:
مين اللى وصلك إمبارح لهنا بعربيته؟.

ردت إيلاف ببساطه:
ده دكتور زميلى فى المستشفى.

تسالت المديره:
زميلك بس؟.

ردت إيلاف بتعجب:
أيوا زميلي وبس...وكمان مدير المستشفى.

تنهدت المديره قائله:





آه،كمان مديرك،وليه وصلك لهنا.

ردت إيلاف:
الوقت كان اتأخر والطريق كان تقريبًا فاضى من أي تاكسيات قدام المستشفى وهو عرض عليا ووافقت بعد إلحاح منه،بس حضرتك ليه بتسألى،أنا حاسه إنك زى ما تكوني بتحققي معايا.

ردت المديره:
فعلًا تقدري تعتبري ده تحقيق،لما الأمر يتكرر أكتر من مره يبقى لازم يكون فى تنبيه،أنا هنا فى الدار عندي بنات مُغتربات من اماكن بعيده،جايين لاسباب مختلفه،زيك كده،والبنات دول انا مسؤله عنهم وكمان عن سمعة الدار،مقبلش إن حد يمسها بسوء حتى لو بدون قصد منه.

إستغربت إيلاف قائله:
مش فاهمه قصد حضرتك أيه؟.

ردت المديره بحسم:
ممنوع حد يوصلك بعربيه خاصه لهنا قدام الدار.

تعجبت إيلاف سأله:
برضوا مش فاهمه قصدك أيه بعربيه خاصه؟.

ردت المديره:
قصدي إن ممكن بنات فى الدار يشوفوا رجوعك متاخر فى عربيه فخمه زى اللى رجعتي فيها قبل الفجر ويفسروا الامر على هواهم،وكمان ممكن يقلدوا كده ويتأخروا عن قصد منهم،أنا بقالى سنين مسؤله عن الدار دي ومحدش يقدر يمس سمعتها...عشان كده انا بحذرك ممنوع ترجعى للدار متأخر فى العربيه دي،حتى لو كان زميلك او حتى مديرك بالمستشفى،فى أكتر من سواق تاكسي أنا واثقه منهم ومعايا ارقام موبيلاتهم،وهديكي الارقام دي تقدري تتصلى على أي سواق منهم وهو هيجي لمكانك فى أي وقت ومتخافيش الأجره بتاعتهم مش بيبقي غاليه.

شعرت إيلاف للحظه بالضيق من تحكم المديره الذى بنظرها  زائد وكادت تعترض، لكن فكرت قليلًا ثم تقبلت حديثها قائله:




تمام حضرتك،ممكن تديني ارقام موبيلات اصحاب التاكسي دي،واوعدك بعد كده مش هرجع فى عربيه خاصه.

نهضت المديره واقفه ببسمه تسير نحو باب الغرفه قائله:
تمام،أنا هنزل دلوقتي لمكتبي وهبعتلك قايمه بالارقام.

نهضت إيلاف هى الاخري خلف المديره الى أن خرجت من الغرفه واغلقت خلفها الباب وقفت خلف الباب تفكر فى عقلية تلك المديره المستبده قليلًا وأنها لما لم تعترض وتخبرها أن ثقتها بمن حوالها تكاد تكون معدومه،فماذا يفرق إن عادت بسياره خاصه وسائقها شخص مخترم،وسيارة أخره لا تعلم هوية سائقها،لكن هى لا تود الجدال كثيرًا معها بعقليه مُتزمته.

فى اثناء تفكيرها،آتى لخيالها منظر جواد بالأمس ويدهُ تنزف دمً،كذالك ملامح وجهه المُرهقه بعد خروجهم من المشفى،ذهبت نحو هاتفها،لكن فجأه تذكرت أن رقم جواد ليس معها،فكرت قليلًا ثم قالت:
سهل أتصل على المستشفى وأسأل عليه،بس يمكن يكون لسه موصلش للمستشفى أو تعبان من آثر الحرج،وقرر ياخد أجازه...

تحيرت إيلاف قليلًا ثم حسمت الأمر قائله: أنا هحتار ليه أنا أطلب رقم المستشفى، كان موجود هيرد عليا مش موجود يبقى مش مشكله. 

بالفعل قامت بالإتصال على المشفى وضعت الهاتف على أذنها تنتظر الرد، كاد ينتهي مدة الرنين لكن سمعت رد تسرعت قائله:
صباح الخير يا دكتور جواد،أنا الدكتوره إيلاف.

تبسم من رد عليهة قائلًا بمكر:
صباح النور يا دكتوره،أنا مش الدكتور جواد أنا ناصف،قصدي الدكتور ناصف،الدكتور جواد لسه لغاية دلوقتي محضرش للمستشفى.

إرتبكت إيلاف قائله:
آه  تمام،أنا بس كنت بتصل...عشان،عشان،
عشان انا عندي راحه النهارده مش جايه للمستشفى، كنت هقوله يتابع حالة الست المريضه اللى جت إمبارح للمستشفى،هى محتاجه رعاية فى المستشفى عالاقل كمان للنهارده.




إبتسم  ناصف بمكر قائله:
تمام يا دكتوره أما دكتور جواد يوصل هقوله،فى حاجه تانيه تحبي أقوله عليها لما يوصل.

شعرت إيلاف بحرج قائله:
لاء،شكرًا،سلام.

أغلقت إيلاف الهاتف تشعر بحرج ولامت نفسها قائله:
يارب ما يفهم سؤالي على جواد  غلط، هو شخص بحس منه إنه آفاق وعكس الشخصيه المَرحه اللى بيتعامل بيها. 

بينما وضع ناصف سماعة الهاتف بمكانها وتبسم بظفر وغيظ قائلًا: 
هو أيه ده واضح كده المشاعر متبادله بين الاحبه ولا أيه، عالعموم، كويس، لاء كويس جدًا، كده هيسهل الأمر عليا. 
❈-❈-❈
بحوالى الواحده ظهرًا 
بالحقل نظرت إيلاف الى ساعة الهاتف، ثم نهضت من جوار مؤنس قائله: 
أنا فى مشوار مهم فى الاقصر ولازم اروحه دلوقتي. 

إبتسم مؤنس  قائلًا بإستفسار: 
مشوار ايه ده، وإزاي هتروحى للاقصر لوحدك. 

تهكمت سلوان  قائله:. 
هروح زى ما جيت لهنا لوحدي مش مُعضله. 

رد مؤنس: 
طب والمشوار ده ميتاجلش لحد ما اتصل على خالك محمود يجي يوصلك للمكان اللى هتروحي له. 

ردت سلوان بتهكم، وعدم إستساغه لكلمة "خالك"
قائله:
لاء ميتأجلش.

إبتسم مؤنس قائلًا:
تمام روحي بس متتأخريش فى الرجوع للدار.

ردت سلوان:
تمام مش هتأخر،سلاموا عليكم.

بحذر سارت سلوان الى ان خرجت من الحقل واصبحت على الطريق المجاور للأرض،إبتسمت حين رأت سيارة جلال من بعيد تقف على رأس الطريق،إبتسمت بإنشراح وهى تسير نحو مكان وقوفه الى أن إقتربت منه ترجل جلال من السياره ونظر لساعة يده قائلًا: 
زى ما توقعت الساعه واحده وعشر دقايق.

إبتسمت سلوان له وهو يفتح لها باب السياره قائله:
عشر دقايق مش كتير.

إبتسم جلال وهو يتوجه للناحيه الاخري ثم صعد للسياره قائلًا:
العشر دقايق دول يتغير فيهم حاجات كتير أوي،عالعموم خلاص انا أتعودت على إنك دايمًا تتأخري على ميعادك... بس أعرف سبب إحمرار وشك أوى كده ليه. 

إبتسمت سلوان وهى تضع يديها على وجنتيها قائله: 
كنت فى الغيط مع الحج مؤنس والشمس قويه، بس مش ده المهم، أنت إتصلت عليا وقولت محتاجني فى آمر نسائي اقدر أعرف أيه هو الإمر ده؟ 

إبتسم جلال وهو يقود السياره قائلاً  بمزح: 





مش بس بتتأخري على مواعيدك كمان مُتسرعه، عالعموم هقولك، أنا أختى هتتجوز كمان كم يوم وكنت عاوز أعمل ليها مفاجأه، وأشتري ليها شوية هدوم للبيت وكمان خروج، غير أى حاجه  دهب. 

إبتسمت سلوان قائله: 
طب ليه مأخدتهاش وروحت تشتري ليها اللى على مزاجها. 

رد جلال: 
بقولك عاوز اعملها  لها مفاجأه. 

إبتسمت سلوان  قائله: 
طيب،هنقول الدهب عادى ممكن تختار أى قطعه ذوقها حلو،بس إزاي هتعرف مقاسها فى اللبس.. 

رد جاويد: بالنظر، أختي تقريبًا نفس طولك  فى جسمك كده... وإنتِ دوقك جميل فى اللبس ومتأكد هيعجبها. 

ضحكت سلوان قائله: 
بس إختيار الهدوم مبيبقاش بشكل الجسم بس وكمان الذوق ممكن ذوقها يكون مختلف عن ذوقي. 

رد جلال: 
لاء تقريبًا كمان نفس الذوق، ووالله إن معجبهاش سهل تبقى ترجع للمحل اللى هنشتري منه وتبدل هى بقى على ذوقها،بس دلوقتي عاوز أعملها مفاجأه تحبي نبدأ بأيه الاول 
الهدوم ولا الصايغ.

فكرت سلوان ثم إبتسمت قائله:
الدهب انا معرفش فيه أوي،بابا هو دايمًا اللى كان بيشترلي دهب،كنوع من الهدايا وكمان للزمن هو قالى كده،إنما الهدوم أنا اللى كنت بشتري على ذوقى،بس فيا عيب.

إبتسم جلال قائلًا:
وأيه هو العيب ده بقى؟ 

ردت سلوان: 
مش بعرف أفاصل مع الشغالين فى المحلات،اللى بتقولى عليه بدفعه.

إبتسم جلال قائلًا:
ده عيب خطير جدًا،بس تمام،ممكن نتغاضى عنه فى الآخر دى هدايا ومش هدقق فى تمنها.

إبتسمت سلوان قائله بإستفسار:
جلال أنا عاوزه أسألك سؤال،إنت بتشتغل أيه بالظبط؟.

إبتسم جلال قائلًا:
ما قولتلك قبل كده بشتغل فى السياحه.

تسألت سلوان:



عارفه إنك بتشتغل فى السياحه،بس بتشتغل أيه فى السياحه بالظبط،مُرشد مثلًا،أو موظف فى شركة سياحه.

ضحك جلال قائلًا:
لا ده ولا ده.

إستغربت سلوان سأله:
امال بتشتغل أيه بالظبط.

إبتسم جلال قائلًا:
فى شغل الفُخار والخرف عندي مصنع خرف وفخار هنا بيصنع التُحف والتماثيل اللى بيشتريها السواح كمقتنيات تذكاريه وهما راجعين لبلادهم. 

إبتسمت سلوان قائله:
بجد،تعرف أنا  نفسى أشوف مصنع للفخار ماما كانت بتحكيلي عن صناعة الفخار كتير، كمان وانا  راجعه للقاهره ابقى أخد منك شوية تماثيل وتحف تذكار،بس هحولك تمنهم لما أوصل للقاهره.

إبتسم جلال قائلًا: 
تمام، فى مره هاخدك معايا للمصنع، بس دلوقتي  خلاص  وصلنا لمحل الصايغ، عاوزك تشتري أى شئ على ذوقك وميهمكيش تمنه. 

إبتسمت سلوان  بهزار قائله: 
آه طبعًا بعد ما طلعت صاحب مصنع، مش هيفرق معاك تمن حتة دهب. 

ضحك جلال قائلًا:
لاء مش للدجادي برضوا إعملي حساب إن لسه فى شنطة هدوم،بس اقولك أختاري على ذوقك أي طقم دهب.

إبتسمت سلوان قائله:
طقم دهب مره واحده،تمام،بس يارب يعجب أختك ذوقي.

إبتسم جلال وترجل من السياره وخلفه سلوان ثم دخلا الى محل الصائغ،وضع الصائغ امامها مجموعه من الأطقم الذهبيه،إختارت بينهم سلوان أحد الاطقم،لكن بخبث آتى جلال بخاتم ذه‍بي قائلًا:
حلو الخاتم ده.

إبتسمت سلوان قائله:
ده مش خاتم،ده دبلة خطوبه.

نظر جلال للخاتم قائلًا:
بس ذوقه حلو أيه رأيك  قسيه كده.

أخذت سلوان الخاتم من يده قائله:
لاء ذوقه مش حلو أنا شوفت هنا  اذواق أحلى منه، إستني كده.
أشارت سلوان للصائغ على خاتم أفضل 



تصميم،إبتسم جلال قائلًا:
فعلًا الدبله دى ذوقها أحلى كويس إنى جبتك معايا... قيسي الدبله دى كده

إستغربت سلوان باسمه تقول:
هو إنت بتشتري هديه لاختك ولا بتشتري ليها شبكه كامله، وبعدين ممكن صوابعي تبقى أتخن او ارفع من صوابع أختك، الطقم سهل إختياره. 

إبتسم جلال قائلًا: 
أنا مش هشتري الدبله كفايه الطقم بس عاوز أشوف شكل الدبله دى فى إيدك. 

شعرت  سلوان للحظه بإنشراح فى قلبها وتمنت أو بالاصح  تخيلت لو فعلًا كانت هذه فرصه لها لشراء خاتم زواج من جلال، لكن هذا كان خيال فقط... 
وافقت سلوان جلال ووضعت الخاتم بإصبعها... 
تبسم جلال ونظر نحو الصائع واومأ له برأسه، تفهم الصائغ إيمائته، بينما خلعت سلوان الخاتم قائله: 
واسع على صباعي شويه صغننين، خلينا فى الطقم الدهب، الطقم ده ذوقه حلو جدًا. 

إبتسم جلال لها قائلًا: 
على فكره إنتِ مُريحه جدًا فى الإختيار أنا توقعت تاخدي وقت أكتر من كده على ما ترسي على إختيار...كده معتقدش هناخد وقت كبير فى إختيار الهدوم. 

إبتسمت  سلوان قائله:
لاء بلاش تاخد فكره مش مظبوطه عني،فى إختيار الهدوم باخد وقت،إنما الذهب زى ما قولت لك قبل كده،يمكن أول مره بدخل محل دهب،بابا هو اللى بيفهم فى الدهب بحكم شُغله كمهندس كهربا.  

إبتسم جلال قائلًا: 
تمام طمنتيني،عالعموم طالما إستقريتي عالطقم ده أنا هشتريه،وخلينا نلحق محلات الهدوم عشان الوقت...عندي ميعاد مهم المسا.

إبتسمت سلوان، بينما جلال ذهب نحو الصائغ وأخرج له بطاقة سحب إئتمان، وجه له الصائغ ماكينة السحب كتب كلمة السر. 

بعد قليل بأحد محلات الملابس 
جلس جلال على أحد المقاعد ينتظر بينما سلوان وقفت تختار بعض الثياب النسائيه،كانت البائعه تمدح بذوقها الراقي حتى فى إختيار بعض العباءات المنزليه،بعد قليل جلست سلوان جواره قائله:
على فكره أختك بعد ده كله لو معجبهاش ذوقي أنا مش مسؤله،كمان البياعه هنا،شكلها خلقها ضيق،يعنى ممكن لو جت تبدل الهدوم تضربها.

ضحك جلال قائلًا:





لاء إطمني متاكد ذوقك هيعجبها.

تنهدت سلوان بأمل قائله:
أتمني ذوقي يعجبها بس مقولتليش أختك هتتجوز أمتي.

توه جلال بالحديث ونهض واقفًا يقول،هروح الحسابات أحاسب على المشتريات،وراجع فورًا.

بعد قليل عاد جلال لمكان جلوس سلوان مبتسمًا يقول:
تمام أنا دفعت الحساب والعامل بيحط المشتريات فى شنطة العربيه،خلينا نروح للعربيه كمان فى ضيف مهم على وصول ولازم أستقبله بنفسي.

نهضت سلوان قائله:
تمام،لو معندكش وقت ممكن أخد تاكسي يوصلنى.

رد جلال:
لاء فى لسه شوية وقت خلينى اوصلك بسرعه.

إبتسمت سلوان له
بعد وقت 
أوقفت سلوان جلال قائله:
إحنا لسه الدنيا مضلمتش،نزلنى هنا وأنا هكمل مشي لحد بيت الحج مؤنس.

إبتسم جلال لها قائلًا:
تمام،هبقى أتصل أطمن عليكِ إنك وصلتي للبيت.

تبسمت سلوان قائله:
تمام،وبلاش تقول لاختك إن فى حد تاني إختار الهدوم او الدهب،كده هيبسطها أكتر إنك فكرت فبها واختارت على ذوقك.

إبتسم جلال لها قائلًا:
تمام،مع إنة متأكد إن ذوقك ممتاز.
....ـــــــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈
المسا 
بـ مطار الأقصر
خرج هاشم الى صالة الوصول إبتسم حين رأى من بإنتظاره،إلى ان وصل الى مكان وقوفه 
مد يده له بالمصافحه.

صافحه الآخر بترحيب قائلًا:
الأقصر نورت يا هاشم.

إبتسم هاشم قائلًا:
متشكر جدًا إنك قدرت تدبر لى طياره خاصه فى الطقس الترابي ده،الطيار كان شبه مرعوب،بس الحمد لله وصلنا بخير.

إبتسم له قائلًا:
حمدلله عالسلامه،خلينا نطلع العربيه مستنيانا بره المطار.





إبتسم هاشم وسار لجواره يتحدثان الى أن خرجا الى خارج المطار...تفاجئ هاشم بمن آتى عليهم ومد يده بالمصافحه 
ضحك الآخر على ملامح هاشم قائلًا:
أعرفك
"جاويد صلاح الأشرف"
عريس سلوان اللى كلمتك عنه.

إبتسم هاشم بذهول قائلًا:
جاويد.... إبنك يا صلاح. 
.... ــــــــــــــــــــــــــ❈-❈-❈
منزل القدوسي
بغرفة السفره، على طاولة العشاء 

       زفرت صفيه نفسها بغضب وهى تنظر ناحية مِسك قائله بلوم:
كان لازم تنسي موبايلك  فى المدرسه،يمكن تكون حفصه إتصلت عليكِ . 

ردت مِسك بتبرير: 
أنا مفتكرتش الموبايل غير بعد المغرب، وإنتِ  عارفه إنه مستحيل الفراش هيرضى يدخل المدرسه فى الوقت ده. 

تعجبت سلوان قائله: 
وليه مستحيل. 

ردت مِسك بنزك: 
عشان المدرسه مسكونه بـ جني، وأى بيخاف يدخل المدرسه بعد الدنيا ما تضلم. 

ضحكت سلوان بتريقه قائله: 
المدرسه مسكونه بـ أيه، جني، هو لسه فى حد بيصدق فى الخرافات دي، "ما عفريت الا بنى آدم زى ما بيقولوا" ٠

نظرت لها صفيه بضيق وضجر قائله: 
لاء فى چني ساكن المدرسه وجيران المدرسه شافوه قبل إكده. 

ضحكت سلوان متهكمه، آثار ذالك غضب مِسك التى نظرت لـ مؤنس  قائله: 
دلوقتي  هتعمل  أيه يا جدي، حفصه فسخت خطوبتها  من أمجد ولما روحت الصبح بيت خالى صلاح أسأل عليها، مرات خالي قالتلى إنها راحت الجامعه،وهترجع على دار خالتها عشان تعبانه إشوي،وأنا بصراحه انا وخالتها مش بنطيق 





بعض،حتى وانا راجعه روحت لبيت خالتها مكنتش رجعت من الجامعه وخالتها قابلتني بطريقه مش كويسه،وموبايلى نسيته فى المدرسه ومش عارفه اوصل ليها عشان اقنعها تتراجع عن فسخ الخطوبه،خلاص المفروض كتب الكتاب بكره بعد المغرب،هنقول أيه للمأذون.

نظر مؤنس نحو سلوان باسمًا يقول:
مش هنجول حاچه لآن فى كتب كتاب هيتم بكره فعلًا.

تعجبت مِسك قائله:
كتب كتاب مين؟

رد مؤنس وهو مازال ينظر لـ سلوان:
كتب كتاب سلوان.

إعتقدت سلوان أن مؤنس يمزح فقالت بمزح أيضًا:
ويا تري بقي مين العريس اللى هيكتب كتابه عمياني كده على عروسه ميعرفهاش.

نظر مؤنس بترقب لرد فعل سلوان قائلًا:
العريس هو "جاويد الأشرف".

ضحكت سلوان قائله:
نكته حلوه من حضرتك،بس بقى نفسي أعرف مين 
"جاويد الأشرف"
ده اللى من ساعة ما رِجلي خطت للبلد دي وأنا بسمع إسمه.  

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-