CMP: AIE: رواية هي بيننا الفصل التاسع عشر19 والاخيرديانا ماريا
أخر الاخبار

رواية هي بيننا الفصل التاسع عشر19 والاخيرديانا ماريا

رواية هي بيننا

 بقلم ديانا ماريا

 الفصل الاخير



اتسعت عيونها بصدمة: إيه! اتسجن إزاي ؟


أبتسم إياد: والله سيد ده كان شخص عجيب جدا رغم كله اللي عمله معاكِ إنما متسجنش في حاجة متعلقة بيكي، اتسجن بسبب حيازة المواد المخدرة وتعاطيها وبعد لما صاحبي أتأكد أنه الأوراق اللي مضاها ليكي ملهاش أي لازمة بل ومزورة رفع عليه قضية.


أخذت وقت حتى تستوعب هذه الأخبار الجديدة ثم سألته بلهفة: طب وطلاقي منه؟


قال بهدوء: مفيش طلاق يا سلام.


قالت بذهول: مفيش طلاق؟ يعني مش هقدر اتحرر منه!


نظر لها بجدية: مفيش طلاق لأنه مفيش جواز بينكم أصلا زواجكم باطل.


نظرت له دون أن تنطق حرف لمدة ثم قالت بصوت يشبه الهمس: ا.. أنا مش...فاهمة حاجة.


أخذ نفسا عميقا قبل أنت يقول: عقد الجواز بطل أولا لأنه

عقد تم تحت السن القانوني ثانيا لأنه كان عقد عرفي مش رسمي وهو مكتبش عليكي تاني رسمي حتى بعد ما عديتي سن ١٨ سنة علشان كدة استشرت شيخ وكمان روحت المحكمة وبكل بساطة أنتي متجوزتيش أصلا علشان تطلقي.


حدقت إليه بإندهاش لمدة طويلة قبل أن تبدأ في البكاء وهى تضع يدها على فمها، بكت بقوة بينما ينظر لها بحزن، لا يستطيع فعل أي شيء ليواسيها.


بعد نوبة بكاء طويلة قالت بحسرة: مش عارفة أقول الحمدلله أنه خلصت منه ولا أزعل على السنين اللي ضاعت مني على الفاضي.


قال إياد بلطف: متقوليش على الفاضي أكيد ربنا كان ليه حكمة في كدة وبعدين الحمد لله أنه خلصتِ منه بسهولة دي تهمة تالتة ليه ومع كل التهم دي مش هيخرج من السجن بسهولة.


تنهدت بقوة وصمتت فقال إياد بصوت ظهر فيه الغضب: وحقك من اللي عمل فيكي كدة هيرجع هو كمان.


قالت بعدم تصديق: وأنت عرفت منين اللي عمل فيا كدة؟


نظر لها بعيونه اللي ظهر فيها تعبير حاد للغاية: أنا مش غبي يا سلام آخر حد كان موجود في الشقة هى أنتِ ودعاء ومنار بعد ما طلعت ومفيش حد غيرها كان موجود، واحدة من الجيران قالت لماما أنها شافت منار طالعة من بيتنا بتجري وباين عليها الخوف، ولما قالتلي روحت اسألها وهى أول ما شافتني انهارت واعترفت باللي حصل.


ثم تابع بإقتضاب: ودلوقتي بردو حقك هيجي منها.


سألت بصدمة: هى في السجن؟


رفع حاجبه بإستنكار: هو فيه مكان تاني المفروض تكون فيه غير ده؟


قالت بتردد: ايوا بس ده كان حادثة وأكيد مكنش قصدها..


قاطعها بعدم تصديق وهو غاضب بشدة: حادثة؟ أنتِ بتدافعي عنها وهى كانت هتمو'تك! أنا مش فاهمك!


نهض ثم خرج من الغرفة أما هى أغمضت عيونها بتعب فقد أُرهقت تماما من هذه المحادثة الصغيرة.


ثم طرق على الباب فقالت بصوت منخفض: اتفضل.


فتحت عيونها ووجدت والد منار يدلف من الباب، حاولت النهوض ولكنه قال لها بسرعة: بالله عليكِ خليكِ مرتاحة أنا جاي أقولك حاجة وأمشي علطول.


صمتت تستمع له بينما أكمل بتوتر وحزن: أنا طبعا مليش حث أطلب منك طلب زي ده بعد اللي بنتي عملته لكن كل أمل أنك توافقي، أنا جاي أطلب منك تتنازلي عن المحضر ضد منار بنتي.


رددت بتعجب: محضر؟


أومأ بحزن: ايوا أنا طبعا مش من حقي أطلب منك لكن دي بنتي الوحيدة وأنا مليش غيرها هى غلطت اه بس أنا مستعد أضمن لك أنها والله ماهتعمل حاجة زي دي تاني

بس كدة هى هتضيع خالص.


نظرت له بعطف حينها دخل إياد الذي قال بحنق: حضرتك بتعمل ايه هنا؟


نظر له والد منار بتوسل: جاي علشان خاطر بنتي يا أبني.






رفع إياد حاجبه وقال بصوت بصوت عالي: بنتك كانت هتقتل ده ملوش أي إعتبار عندك وجاي تدافع عنها وعايزها تخرج؟


اخفض والد منار رأسه بحرج، نظرت سلام إلي إياد نظرة تحذير.


قالت : متقلقش حضرتك أنا هتنازل عن المحضر.


حدق إليها إياد بذهول ورفع والد منار رأسه وعيونه دامعة وقال بتأثر: ربنا يكرمك يابنتي ربنا يريح قلبك زي ما ريحتي قلبي.


ثم انسحب بينما التقت إياد لها وقبل أن يتكلم رفعت يدها توقفه وقالت بصوت صارم: كفاية كسرة باباها قدامنا يا إياد دي مش بالساهل أبدا، ثانيا هى أكيد اتعلمت درسها دلوقتي وهتتغير وأنا مش عايزة مشاكل تانية في حياتي أنا عايزة أرتاح من كل حاجة أنا تعبت.


قال بإستسلام: براحتك يا سلام.


تنهدت بإرتياح وهى تفكر أنها أخيرا ستحيا حياتها كما تريد وستبدأ حياة جديدة كما حلمت دوما.


مرت الأيام، كانت والدة إياد تزورها دائما وكانت سلام ممتنة لها وقد أخبرت إياد ألا يخبر  أهلها عن حادثتها وخرجت سلام من المستشفى ثم عادت لبيت أهلها وجدت أمها وأخواتها فقط وأخبرت والدتها أن والدها مختفي منذ عدة أيام وهى لا تعرف مكانه، لم تعر سلام الأمر أي أهمية فوالدها قد قضى على أي عاطفة لديها اتجاهه حين باعها لسيد كما أنه لا يعتني بهم وبذلك وجوده لا يشكل فرق من عدمه بل عدم وجوده أفضل لهم، وبتحررها من سيد ووالدها فهى ستعيش هى وعائلتها في أمان وربما سعادة من الآن فصاعدا.


حين تعافت كليا قررت أن تذهب لزيارة دعاء وشكر إياد وعائلته على عنايتهم بها.


قالت سلام بإمتنان لوالدي إياد: شكرا ليكم جدا على كل اللي عملتوه معايا.


والدة إياد بحنان: ده واجب علينا يا بنتي متقوليش كدة.


دلفت لغرفة دعاء تسلم عليها،ما أن رأتها دعاء حتى ضحكت وهى تنظر لها كأنها ترحب بها فعانقتها سلام وقبلت خدها.


دلف إياد فنبض قلب سلام بقوة، استقامت ثم نظرت له وقالت: اللي عملته معايا بجد ميقدرش أي شكر يعبر عنه شكرا بجد أنت أنقذت حياتي بعد ربنا سبحانه وتعالى.


أبتسم إبتسامة هادئة: مفيش داعي للشكر.


قالت بسعادة: حقيقي ممتنة ليكي من قلبي ولو فيه حاجة أقدر اوفي بيها حق شكرك هعلمها من غير تردد.


فكر قليلا ثم قال بنبرة مشاكسة: أي حاجة اطلبها منك؟


استغربت ولكن قالت بتأكيد: ايوا أي حاجة أرد بيها الجميل طبعا.


أخرج علبة من جيبه ثم فتحها ليظهر منها خاتم جميل للغاية.






قال إياد برقة: طب أي رأيك تتجوزيني؟


اتسعت عيون سلام بقوة حتى كادت تخرج من مكانهما وهى تنقل بصرها بين إياد والخاتم الجميل.


قالت بصوت لاهث: اا..اتجوزك؟


أومأ برأسه ثم قال بنبرة مفعمة بالعاطفة: ايوا أنا من أول ما شوفتك يا سلام وفيه حاجة جوايا اتحركت ناحيتك لكن لأني خاطب قولت أكيد ده مش حاجة وحاولت أنكره بأي طريقة ولما اكتشفت أنك متجوزة اتصدمت صدمة كبيرة وعملت رد فعل مش كويس الحمدلله أنه بابا وقفني عنه والا كنت هرتكب أكبر غلطة في حياتي بس بعد ما فسخت الخطوبة مبقتش قادر أنكر مشاعري ناحيتك.


تسارعت نبضات قلبها بقوة من حديثه بينما تابع: وكان نفسي أساعدك كمان بأي طريقة واوعي تفتكري أنه مساعدتي ليكي كانت بسبب كدة لا أنا كان نفسي أساعدك بجد علشان تعيشي حياة اللي تستاهليها حتى لو مش هتكوني ليا.


حدثت إليه وهى غير قادرة على الكلام ثم أنهى حديثه: مهما كان ردك أنا مش هزعل منك أنا نفسي بجد تعيشي حياة سعيدة بس هقولك أنه لو وافقت عمرك ما هتندمي طبعا بعد التجربة اللي مريتِ صعب عليكِ تدخلي فى تجربة تانية بس أنا عايزك تثقي فيا.







نظر لها بترقب وهى تفكر عميقا يحاول أن يستشفي ردها من ملامحها ولكن كانت ملامحها مغلقة تماما.


بعد مرور دقائق طويلة مرت على أيام كأنها ساعة كاملة،

أبتسمت سلام أروع إبتسامة رآها إياد أبدا ثم أومأت برأسها موافقة ووجهها يحمر خجلا.


حدق فيها غير مصدق ثم ضحك فجأة بسعادة بينما هى نظرت فى الأرض من شدة خجلها.


قال به فجأة: فيه حاجة مهمة لازم تعرفها الأول.


قال بتوجيه: إيه هى؟


أحمر وجهها بشدة ولكنها قالت بتلعثم: أنا... أنا لسة بنت.


قال بدهشة: إزاي؟


قالت سلام بهدوء: مكنتش بخليه يقرب مني أبدا مهما حاول أو عمل حتى لو ضر'بني ومراته كانت بتساعدني لأنها طيبة أنا مكنتش متقبلاه أبدا وعندي أهون أموت ولا يلمسني مع الوقت هو زهق مني ومبقاش عايز حاجة مني غير الفلوس اللي بجيبها.


أبتسم بحب: مع أني دي أخبار كويسة لكن أنا ميفرقش معايا أنا عايزك زي ما أنتِ مهما حصل.


انتشرت السعادة والحب داخلها، ضحكت دعاء بسعادة وقوة وهى تنظر لهما وكأنها فهمت ما حدث وتعطي موافقتها عليه، كان مشهد جميل مسالم لم يحدث منذ مدة طويلة وعم الفرح المكان ووالدي إياد يدلفا ليعرفا الخبر المفرح ويرحبان بسلام كإبنة جديدة لهما.






ذهب إياد إلي شقيقته التي تضحك له ولسلام ثم عانقها بقوة: عمرك ما هتكوني بيني وبين أي حد أنتِ قبل أي حد يا دعاء علطول أنت أولهم وقبلهم كلهم.


أقتربت سلام وجلست بجانب دعاء وأمسكت بيدها وهى تقول موافقة: طبعا هى أهم وأحسن واحدة ودى من أهم الحاجات اللي خلتني أعجب بيك و أوافق عليك وأنا مطمنة حبك ليها وتمسكك بيها وعلطول هتكون معانا وهتكون أختى زي ماهى أختك.


أبتسم والدي إياد لبعضهما وهما يشاهدان بينما أبتسم إياد لسلام بحب وهو يتطلع ليمضي بقية حياته ليحبها ويعتني بها كما تستحق.


             تمت


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-