CMP: AIE: رواية علي عرش قلبي الفصل التاسع9 بقلم همس محمد
أخر الاخبار

رواية علي عرش قلبي الفصل التاسع9 بقلم همس محمد



رواية علي عرش قلبي
 الفصل التاسع9 
بقلم همس محمد



سدل همست بإرتجاف وهي بتبص في عيونه : أ.. أنا مش عقـ ـيمه يا جاسر!

قضب جاسر ما بين حواجبه وهو بيبصلها بترقب وبيقول بهدوء : يعني ايه؟ 

بلعت ريقها وهي بتهمس بخو"ف : دي كانت وسيله عشان أدافع عن نفسي وأحافظ على الباقي مني، لو عرف إني لسه بخلف مكنش هيطلقني.. كان هيكمل التد" مير فيا لآخر لحظه.. أنا سليمه، عارفه اني اللي عملته غلط بس أرجوك افهمني.. 

كانت بتراقب ردة فعله، بعد عنها وهو بيسند بدراعه على ركبته : مين عارف الموضوع ده؟ 

فركت ايدها بتوتر وهي باصه للأرض : انت بس.. 

اتسللت الابتسامه على وشه وهو بيلفلها وياخذها في حُضنه جامد، استغربت من رد فعله وحاولت تخرج من حُضنه وهي بتهمس : انا آسفه.. قررت اقولك دلوقتي عشان من حقك تعرف! 

سكتت وهي حاسه بيه مغمض عيونه وبيهمسلها : انتِ عارفه يا سدل إنك حاجه جميله اوي في حياتي؟ ربنا كرمني بيكي في وقت مكنتش مُتخيل انك هتكوني ليا لسه، ولسه كرمُه بيزيد.. 

ابتسمت بإرتجاف وخجل وهي بتبعده عنها بس كان ماسك فيها جامد، همست بتوتر : جاسر إبعد.. 

نفى بصوته وهو على نفس وضعه.. 

جسمها بدأ يرتجف بشكل ملحوظ وهي بتهمس : سيبني أرجوك! 

بعد عنها بسرعه وهو بيبص ليها، شافها مغمضه عيونها وشفايفها بتترجف.. 

فتحت عيونها وشافته بيبصلها بقلق وهو بيفرك كفها.. همستله بإضطراب واضح : أ.. انا.. هو........... 

حط صوباعه على بوقها وهو بيقول بقلق ظاهر في صوته : متكمليش، والله انا هجيبلك حقك.. مش هسيبه يا سدل، وهتشوفي عقا"ب ربنا ليه! 

همست بتوتر وعيونها بتدمع : مش عايزه أفضل هنا.. خدني معاك يا جاسر، بالله عليك متسيبنيش! 

هز راسه وهو بيقف وبيمسك ايدها : حاضر يا عيون جاسر، هنطلع دلوقتي نحضر شنطتك وناخد حاجاتك ونمشي.. 

هزت راسها وخرجت وهي ماسكه ايده وبتبص للأرض.. 

وقفتهم صفاء وهي بتقول بإستغراب : على فين يا ابني؟ 

زفر بإبتسامه خفيفه وهو بيهز كتفه : سدل مش هتقدر تقعد هنا ومحتاجه تغير جو، هاخدها تقعد مع ماما شويه.. 

هزت إحسان راسها وهي بتطبطب على رجل صفاء : جاسر معاه حق، البيت طاقته وحشه بالنسبه ليها.. 

هزت صفاء راسها ببطء وهي بتقول : بس انا عايزه اتطمن عليها وهي قدامي.. كل ما بتبعد عني بيحصلها حاجه! 

ابتسمت إحسان بخفه وهي بتقول وبتشاور على جاسر : اخص عليكي، والحيطه اللي جنبها ده مش مالي عيونك؟ 

كتمت سدل ضحكتها وهي بتحط ايدها على بوقها.. 
بصلها جاسر بضيق وقال لإحسان : ما تحترميني يا أمي شويه! 

وجه كلامه لصفاء بإقتضاب وهما بيقربوا عشان يقعدوا على الكنبه جنبهم : يا صفاء هانم والله مش هيحصلها حاجه بإذن الله.. وأنا هجيبهالكم كل يوم عشان تشوفوها.. لكن هي مش هتتعافى بوجودها في مُحيط بيفكرها بذكرياتها، نفسياً مش هترتاح.. انا هحاول على قد ما اقدر اني اسعدها نفسياً وأخلي عندها إستقرار نفسي من غير تلخبط او إضطراب.. انا مش عايز غير سعادتها وده اللي انا هسعى ليه إن شاء الله .. 

غمزت فاطمه وآيه لسدل اللي كانت مستنيه جواب صفاء، فنزلت وشها في الأرض بخجل وهي بتحاول تسحب كفها من كف جاسر اللي مش راضي يسيبها. 

قالت صفاء بتردد : وانتِ شايفه ايه يا حبيبتي؟ 

قالت بتوتر وهي بتقبض على فستانها البسيط جامد : اللي تشوفيه يا ماما.. 

هزت صفاء راسها وهي بتتنهد، وبعدين بصت لجاسر اللي ابتسم بثقه : ماشي يا جاسر، خلي بالك منها يا حبيبي.. انا هبعت حد يحضرلها شنطه فيها كل اللي هتحتاجه.. 

همس جاسر بكلمات لسدل بعد شوية وقت ووقف وهو بيبوس راسها بخفه وخرج من الفيلا كلها.. 

نطت فاطمه وآيه جنبها وهما بيبتسموا بسعاده.. 

همست آيه بضيق وهي بتبص على الجروح : اول مره أشوف واحده متبهد"له كده في كتب كتابها.. محظوظه اوي انتِ.. 

بصتلها وهي بتقول بحسره : وهي جات على دي يا آيه؟ انتِ مش ملاحظه الوضع اللي اتجوزت فيه؟
 
بصت فاطمه لآيه بحده وقالت عشان تغير الموضوع وهي بتغمز لسدل : قوليلنا قالك ايه؟ وايه اللي حصل؟ 

احمرت خدود سدل وهي بتقول بصوت منخفض : مفيش حاجه، اتكلمنا شويه.. و.. وفهمني شوية حاجات عشان اتقبل الوضع! 

قالت فاطمه بلؤم : اممم.. بس كده؟ 

قالت بسرعه : والله بس كده.. 

ضحكت آيه وهي بتضر"ب كفها بكف فاطمه.. 

قالتلها آيه بصوت واطي : انتِ مشوفتيش كان واقف خا"يف عليكي ازاي.. 

كملت فاطمه بأبتسامه حالمه : ولا بيبصلك ازاي.. 

وقفت سدل بسرعه وراحت قعدت جنب إحسان وصفاء وهي بتبص عليهم بعيون متوتره..

همست صفاء وهي بتمشي ايدها على ضهرها : مالك يا حبيبتي.. شكلك تعبا"نه! 

بصتلها بحز"ن د" فين ودخلت في حُضنها وهي بتقول بشرود : هو انا من حقي أتحب؟ 

هزت إحسان راسها بعدم رضا : ليه بتقولي كده؟ 

ابتسمت بحز" ن وهي بتخرج من حُضن صفاء وبتقول بتشتت : يعني اللي في حالتي دي مين هيستحمله؟ أنا مش كامله.. جوايا حاجات كتير ناقصه! 

مسحت إحسان على رأسها وهي بتقول بضحكه خفيفه : الكلام ده تقوليه لجوزك وهو هيعرفك حبه ليكي ، انتِ جميله اوي يا سدل من جوه ومن بره.. انتِ مش قادره تشوفي ده، بتحجمي نفسك في صفات بتحسسك بالسو"ء، شوفي الجانب الكويس منك.. 

همست بتردد وهي بتبصلها بتمعن : وايه الحاجات الحلوه اللي فيا؟ 

هزت إحسان كتفها وهي بتقول : قوتك اللي اتخطيتي بيها كل ده، املك في الحياه وتمسكك بيها وده اللي ظهر من الحاد"ث اللي اتعرضتيله النهارده، قدرتك على المواجهه ووقوفك على رجلك في عالم ملكيش دعوه بيه.. والاهم من ده كله إنك مش بتقدري تأ"ذي حد حتى اللي ظلمك.. 

دمعت عيونها جامد وهي بتحضنها وبتقول : والحاجات الو"حشه اكتر، أنا بحاول اتغير يا طنط.. بس خا"يفه افضل زي ما أنا، خا" يفه يكون جاسر اللي حاسه مُجرد حُب هتختفي زهوته بمرور الوقت، انا مش هستحمل بُعده او قسو"ته معايا.. فُراقه صعب اوي، إحساسي محدش هيفهمه غيره. هو قادر يفسرني وده اللي مخو"فني! 

قالت صفاء بقلق : في ايه يا سدل؟ 

اتعدلت في بتبتسم ببهوت : مفيش يا ماما.. جاسر راح مشوار مهم وهيرجع بعد شويه بإذن الله.. 

هزت إحسان راسها هي وصفاء ورجعوا يتكلموا تاني، وقامت سدل خرجت من الباب اللي بيفصل الفيلا عن الحديقه.. 

بعد دقايق دخل خالد عليهم وقال بهدوء : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. 

ردوا عليه كلهم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 

قال وهو بيبص على فاطمه : معلش هخطـ ـفها منكم شويه.. 

قامت فاطمه ووقفت معاه على جنب وهي بتقول بقلق : في ايه يا خالد؟ 

فرك رقبته وهو بيقول بتوتر : جاسر فين؟ بكلمه مش بيرد؟

ضيقت حواجبها بعدم معرفه : مش عارفه، كان قاعد معانا وفجأه سلم على سدل ومشي.. وهي قالت إنه هيجي بعد شويه.. 

قال بإستغراب : وسدل فين؟ 

شاورت على الحديقه من بره فهز راسه وخرج الحديقه لسدل.. 

كانت قاعده سرحانه وهي بتفتكر اللي حصل والدموع بتلمع في عيونها.. 

اتنفضت لما حست بحد وراها وحطت ايدها على قلبها وهي بتغمض عيونها لما شافت خالد واقف.. 

سألها بخفوت وهو بيبص لملامحها : جاسر فين يا سدل؟ 

هزت راسها بنفي وإستغراب : قالي انه هيروح في مشوار مهم وراجع تاني.. في حاجه حصلت؟ 

اتنهد بخفه وهو بيقعد على الكرسي البعيد : ممكن تتصلي عليه تشوفيه فين؟ أكيد هيرد عليكي.. هو أخد المُفتاح من معتز  ومش عارف راح فين.. 

هزت راسها بتوجس وخرجت تليفونها من الجيب وهي بتقول بقلق إحتل كيانها : ثواني بس.. 

بعدت عن المكان اللي واقف فيه واتصلت بجاسر كذا مره.. 

رد عليها في المكالمه الاخيره وهو بيقول بهدوء : ايوه يا حبيبي.. 

همست بإرتجاف وهي حاطه ايدها على قلبها : انت فين يا جاسر؟ 

ابتسم بخفه وهو بيقول ومركز مع الطريق : في الطريق راجع اهو.. في حاجه؟

مسحت على وشها وهي بتقول برجاء : تعالى بسرعه بالله عليك.. 

همس بقلق : مالك؟ 

بلعت ريقها وهي بتقول : لما تيجي نتكلم! 

زفر بهدوء وهو بيقول ببساطه : ماشي يا سدل، السلام عليكم.. 

همست بصوت ضعيف : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 

لفت لخالد اللي كان واقف بعيد وهي بتقول بهدوء : هو.. راجع بعد دقايق بإذن الله، انت قلقان ليه؟ 

محبش يقلقها اكتر فقال بإبتسامه مُجهده : متخا"فيش يا سدل، انا قلقت شويه بس.. 

هزت راسها بإبتسامه هاديه وهو خرج من المكان.. 
رجعت قعدت على الكرسي وهي حاسه بالقلق من خروجه، زفرت بضيق : مش هيربط نفسه بيكي طول الوقت يعني! 

بعد نص ساعه.. 

كانت سدل قاعده معاهم في الصاله ومش مركزه مع أي حاجه بيقولوها.. حست بيه بيقعد جنبها وهو بيهمس بهدوء : معلش إتأخرت عليكي، كان عندي حاجه مهمه.. 

ابتسمتله بتوتر وهي بتبعد شويه، همسلها بعد ما اتفحص ملامحها : مالك سرحانه ليه؟ 

غمضت عيونها بتعب وهي بترجع راسها على الكنبه لورا وبتقول بصوت ضعيف : دا"يخه شويه، ممكن نروح؟ محتاجه انام.. 

هز راسه بفهم ومسك كفها وهو بيقول : جهزتي الحاجه؟ 

همهمت بهدوء، بص لصفاء وقالها : معلش إحنا هنمشي دلوقتي.. سدل تعبا"نه ومرتاحتش.. 

هزت صفاء راسها ونادت على العامله عشان تنقل الشنطه لسيارة جاسر. 

سلموا على بعض ومشيت سدل وجاسر وإحسان.. 

دخلوا السياره واتحرك بيهم عشان يروحوا شقة إحسان.. 

وصلوا بعد شوية وقت وكانت سدل نامت مكانها من ورا.. 

طلعت إحسان على الشقه وهو قالها انهم طالعين وراها.. 

خرج من السياره وهو بيتنهد وراح ناحية الباب اللي هي قاعده جنبه، مال على ركبته وهو بيربت على خدها بخفه : سدل، فوقي يا حبيبتي وصلنا.. 

انتفضت مفزو"عه وهي بتبعد عنه بسرعه وبتتنفس بعنف، اول ما شافته بلعت ريقها وهي بتقول وقلبها بيدق بسرعه : أ.. أنا آسفه مكنش قصدي.. 

غمض عيونه لثانيه وهو بيشـ ـتم صُهيب في سره، فتحها وهو بيبصلها بحنان وبيقول بعد ما مسك كفها عشان يساعدها تخرج من السياره : متتأسيفش يا سدل.. قادره تُقفي على رجلك ولا أشيلك؟

ابتسمت ببهوت وخجل وهي بتقفل صوابعها على كفه الدافي : لا انا بخير.. 

أخد الشنطه من السياره وقفلها، ودخل العماره وهو ماسك ايدها.. 

دخلوا الأسانسير مع بعض، لاحظت ريحته الغريبه فقالت ببطء : ريحتك دي؟ 

مردش عليها جاسر لغاية ما وصل الأسانسير ..

شال الشنطه وشدها برفق وخرجوا منه وراحوا على الشقه.. 

قضبت حواجبها كون إن الريحه ظهرت لما كان المكان مقفول.. 

دخلت الشقه وهو دخل وراها.. رمت نفسها على الكنبه بإنها"ك وهي بتدلك جبينها بتعب.. 

قرب منها بسرعه : إدخلي خدي شاور يريح أعصابك ونامي.. 

على صوته شويه وهو بينادي على إحسان.. 

خرجت إحسان من غرفتها وهي بتتقدم منهم وعلى وشها ابتسامه : أيوه يا حبيبي. 

باس راسها وهو بيقولها بإحترام : معلش يا ست الكل لو مفيهاش تعب تعمليلها أي حاجه تهديها..
 
قعدت جنب سدل وهي بتقول بقلق : أنا بقول برضو وشك مصفر من الصُبح، تعالي يا حبيبتي خدي دُش وارتاحي اكون عملتلك حاجه تشربيها..
 
وقفت سدل معاها وهي بتبص لجاسر من غير ما ترفع نظرها من عليه، بعتلها بوسه في الهواء وهو بيغمز لها بعيونه.. 

ابتسمت ابتسامه خفيفه وهي بتبص قدامها. 
دخلت الغرفه اللي هتقعد فيها الفتره دي وقفلت الباب وراها.. 

قعد على الكنبه وهو بيد"فن وشه بين كفوفه وبيتنفس ببطء وبيفكر في اللي حصل. 

في نص الليل.. 

جاسر قاعد في البلكونه وهو مغمض عيونه ومُبتسم وماسك سيجا"ره بين صوابعه.. 

لسه مش مصدق إنها بقت مراته وعلى اسمه، جه على باله صورتها وهي بتبصله بدموع.. وبتترجف اول ما دخل من باب الشقه! 

اتنهد بضيق وهو بيقف يطفي السيجا"ره وبيمط جسمه بتعب.. 

دخل من البلكونه وهو بيمسح على وشه بإرهاق وبيرجع شعره لورا وبيقول : يارب خليك معايا.. 

وقف قدام غرفتها متردد، هو عارف انها بتبقى صاحيه في الوقت ده عشان بتصلي.. 

رفع ايده عشان يخبط على الباب، بس قبل ما يخبط سمع صوت شهقاتها..

جسمه إتصنم وحس بقلبه بيتحر"ق مع كل شهقه بتخرج منها.. غمض عيونه وهو بيتمالك نفسه، ودخل الغرفه على طول من غير ما يخبط.. 

شافها منكمشه على نفسها وهي بتبكي بقوه وقاعده على السجاده الصلاه ، قرب منها بسرعه وقعد جنبها وشدها لحضنه بدون تردد..

إستسلمت لحُضنه وهي بتغمض عيونها بدون مقاومه وهي بتهمس بحر" قه : تعبت اوي يا جاسر.. اوي ! مش قادره أكمل أكتر من كده.. عايزه أرتاح وأعيش حياتي طبيعي.. 

غمص عيونه بألم عليها وهمس بحنيه : اهدي سدل كل حاجه هتتحل بإذنه.. 

بكت بقوه أكتر وهي بتمسك في التيشرت بتاعه جامد، باس راسها بعمق وهو بيطبطب على ضهرها عشان تهدى.. 

همسلها في ودنها : انتِ هتستسلمي في النهايه كده؟ عارف ان الموضوع فوق طاقتك بكتير اوي.. لكن ثقتي فيكي كبيره، عارف ان بعد كل حاجه هتحصلك هتقومي وتوقفي على رجلك من تاني.. اللي بتعدي بيه ده حاجه صعبه ومش اي حد يقدر يقوم منه لكن انتِ قدرتي.. سواءً بوجودي او لا فإنتِ عملتيها..

كانت بتشهق بس وهي مغمضه عيونها، همست بتقطع : انت حبيتني ازاي؟

اتكلم بخفوت بعد ما اتنهد : ممكن نتكلم بعدين؟ انتِ محتاجه راحه متضغطيش على نفسك.. 

شهقت وهي بتنفي براسها : لا انا خا"يفه، أنا صحيت لما حلمت بيه بيقرب مني.. أنا خا"يفه اوي يا جاسر.. حساه حواليا! 

وقف وشدها معاه ، راح ناحية السرير وهو بيقول بهدوء : انا هفضل جنبك هنا لغاية ما تنامي.. هقرأ قرآن لغاية ما تهدي، اتطمني يا سدل انا جنبك! 

قعدت على السرير ببطء وهي بتتغطى وبتمسح دموعها بإيدها البارده.. 

همست له بتشتت : خليك جنبي..

قعد على السرير بتوجس وهو بيقول : مش هتضا"يقي؟

دارت عيونها بتوتر واضطراب وهي بتشهق بخفه : لا خليك، بـ.. بس متقربش مني أرجوك..

زفر بهدوء وهو بيقول بتفهم : نامي يا حبيبتي ومتخا" فيش طول ما انتِ معايا.. 

اتسطحت سدل على السرير وهي منكمشه على نفسها وحاسه بالارتباك وهي بتتنفس بعنف..

حط ايده على راسها اللي عليها حجاب الصلاه عشان يمشيها عليها بالراحه فبعدت بتوتر، همس بإبتسامه : مش هترتاحي غير كده.. 

- م معلش أنا لسه مش متعوده عليك كزوج، مش هقدر أ" قلعه.. 

شبك كفه بكفها وهو بيغمض عيونه : والله مش ده قصدي.. نامي يا سدل! 

بدأ يقرأ قرآن  وهي ملامحها ارتخت لغاية ما سكنت وهي بتتنفس بإنتظام.. 

قرب باس راسها بخفه، وبعد عنها وهو بيزفر أنفاسه بضيق.. 

قعد يفكر جنبها لغاية ما راح في النوم هو كمان..
 
بعد ساعات..

قامت سدل من النوم بسرعه وهي بتشهق وعرقانه خالص، قالت بأنفاس ذاهبه وهي بتبلع ريقها الجاف : جا.. سر! 

كان حس بحركتها فقام بسرعه معاها.. 

اخدها في حضنه بتوتر وهو بيطبطب عليها بحنان همس لها بصوته الناعس : أنا معاكي.. 

في العصر.. 

كانت سدل قاعده في البلكونه وهي باصه قدامها بشرود وفي ايدها فنجان القهوه.. 

دخل جاسر بهدوء وهو بيقول بإبتسامه : صباح الجمال.. 

ابتسمت ببهوت وهي بترفع نظرها عليه : صباح النور يا جاسر.. اقعد عايزه اتكلم معاك شويه.. 

زفر بإستسلام وهو بيقعد : عارف انك مش بتنسي الموضوع، قولي يا ستي اللي عايزاه.. 

قالت بدون مقدمات : كنت فين إمبارح؟ 

اتنهد وهو بيسند بدراعه على الطاوله وبيبصلها : ايوه، انا كنت هناك.. 

ايدها اللي ماسكه القهوه ارتجفت وهي بتحطها على الطاوله بسرعه : ازاي يعني تروح من غير ما تقولي؟ انت متعرفش قلقت ازاي أول ما عرفت انك اخدت للمفتاح ومش بترد على حد.. قولتلك قبل كده انا مش مُستعده اخسر"ك، انت ليه مستسهل الموضوع بالنسبالي؟ أرجوك يا جاسر متستغلش خو" في عليك بالطريقه دي! قولي ازاي أصلاً تروح برجلك لواحد زيه؟ انت مش ضامن هو هيعمل فيك ايه وغير كده متقوليش؟ 

مسك ايدها اللي كانت بتحركها بعشوائيه واضطراب وباسها بخفه : أنا آسف، بس لازم أحل الموضوع ده في اسرع وقت.. ومهما حصل انا مش هعرضك للخـ ـطر بإيدي ،روحت وانا مُهيئ جسدياً عشان اواجهه واعرف هو عايز منك ايه.. متنسيش انا دكتور نفسي وعارف يعني ايه الضغط النفسي على الشخص وبيؤدي لإيه.. وده اللي استخدمته معاه امبارح! 

همست بضعف : عملك ايه يا جاسر؟ 

ابتسم بخفه : متخا"فيش اوي ، جوزك أسد! خر"شمتهولك بس.. واخدتلي كام ضر"به كده! 

خرجت منها شهقه وهي بتد" فن وشها بين كفوفها وبتبدأ تبكي.. 

فصل كفها عن بعض وهو بيضحك بخفه : يا حبيبي والله ما حصل حاجه، انا عايزك متقلقيش من حاجه، نوعه ده ضعيف قدام الرجاله بشكل لو شوفتيه مش هتصدقي ان ده نفس الشخص اللي بيستقوى عليكي! اللي كان بيشجعه هو قلة حيلتك وعدم دفاعك عن نفسك.. لكن اللي حصل امبارح كان غير، مكنش قادر يدافع عن نفسه.. هي دي الحياه يا سدل، كل قوي بيستقوى على الاضعف منه لعاية ما ييجي الاقوى منه! 

همستله ببكاء وهي بتبص في عيونه : يعني انت كويس؟ مفيش حاجه بتوجعك؟ أنا آسفه.. بسببي بيحصلك كل حاجه و"حشه.. لو مكنتش معايا مكنش حصلك كل ده.. 

قال بجديه : اسمعيني يا سدل، انا عايز اقولك حاجه مهمه.. متلوميش نفسك على كل حاجه، انا مختار الوضع ده بإيدي لأني بحبك.. وضعك معايا من البدايه كان مختلف، واحد مُد" مره نفسياً وجسدياً بسبب واحد عاله على المجتمع، واحده مش لاقيه حاجه تدعمها انها تكمل حياتها.. لما كنت بشوف تطور في حالتك معايا كنت بحس بفرحه معرفش سببها او كنت بقنع نفسي بحاجه غير كده،  حتى بعد ما حسيت بإعجابي ناحيتك مقدرتش افصلك عني وده يمكن الغلط الوحيد اللي ند"مان عليه، كان لازم اعمل كده عشانك مش عشاني.. كنت عارف انك هتتعلقي بيا ورغم كده مبعدتش.. فضلت قُربك مني، مكنش ينفع اتصرف معاكي انتِ بالذات بالعاطفه.. وانا حالياً بتصرف معاكي على اساس واحد وزوجته مش طبيب ومريضه عشان الحاله دي انتهت خلاص، الموضوع ده فتره وهيخلص، مش هقولك على اللي حصل امبارح عشان نفسيتك.. بس اوعدك هحكيلك في اقرب فرصه.. اوعي اسمعك بتلومي نفسك على وضع انتِ مجبره عليه، مش حرم جاسر سُلطان المغربي اللي هتند"ب! 

هزت راسها بتفهم وسكتت رغم فضولها تعرف ايه اللي حصل وهي بتبتسم من بين دموعها : عايزاك تكون بخير يا جاسر، مش هستحمل يحصلك حاجه، خليك متأكد انك بقيت حاجه كبيره اوي عندي.. وجودك جنبي بقى عامل أساسي ليا عشان أستمد طاقتي.. مقولتليش ايه اللي خلاك تحبني؟ واحده كئيـ ـبه كلها طاقه سلبيه.. ايه اللي خلاك تحبني؟
 
هز كتفه وهو بيقول ببساطه : شكلك نسيتي اني دكتور ومش بشوف الحاجات دي فيكي، انا بشوفك بصوره غير الناس يا سدل! انا الوحيد اللي قادر افسر سدل الحقيقيه من منظوري.. سدل اللي انتِ د"فنتيها مش اللي بتظهريها واللي انتِ حاسه بيها، تقدري تقولي اني حبيتك عشانك وبسببك! 

كانت عيونها بتلمع بلمعه مقدرش يستشفها لأنها نزلت راسها الارض بخجل وهي بتمسح خدها الأحمر من الدموع.. 

كمل كلامه بتساؤل وهو بيتفحصها : وانتِ مش قادره تحددي مشاعرك لسه؟ 

همست بتوتر احتل كيانها من كلامه ونظراته : ا.. انا محتاجه افسرلك اللي بحس بيه! عايزه آخد جلسه تاني يا جاسر.. محتاجه افضفضلك اوي ! 

ابتسم بهدوء وهو بيمسك كفها يفركه ببطء : محتاج اكلمك في الموضوع ده!. 

حست برعشه في كل جسمها من لمسته الدافيه على بشرتها البارده، غمضت عيونها وهي بتتنفس بإضطراب وبتقول : سمعاك.. 

ابتسم على حالتها وساب ايدها عشان تركز في الكلام معاه : بُصي يا ستي من الآخر كده العلاج انا مش هكمله معاكي، قولتلك ان علاقتنا دلوقتي اتغيرت بشكل جذري.. احنا اتجوزنا يا سدل! علاقة المعالج وطبيبته مش هتنفع نهائي في الحاله دي، انا دلوقتي مش هقدر اشوفك غلطانه، مش هيكون في مصداقيه في التشخيص! هتلاقيني متعاطف معاكي بنسبه أكبر عشان المره دي انا ببصلك بنظرة عشق مش شفقه! انا هعملك حالة فصل عشان تتابعي مع أخصائيه.. انتِ بتعاني من معاناه في انك تتأقلمي مع غيرك وانا مش شايف اي مشكله انك تسعي عشان تعالجي الخلل ده! 

قوست شفايفها وهي بتبصله بعيونها الحمراء : انا عايزاك انت ! 

اتحكم في ضحكته وهو بيتنحنح وبيقول بإبتسامه هاديه : وانا معاكي وهبقى سامعلك دايماً كزوج حتى لو مش هفيدك بحاجه، لكن صدقيني مش هينفع! 








هزت راسها بنفي وهي بتبص قدامها : لا يا جاسر ، خلاص انا مش محتاجه حد غيرك يسمعني.. رغم كلامك الا انك الوحيد اللي فاهمني، مش عايزه حد يشاركك في الميزه دي! انت لو سمعتني انا هكون كويسه ومش عايزه اكتر من كده.. 

باس ايدها بخفه وقال ببساطه : بالله عليكي اسمعي كلامي، انا بدور على مصلحتك يا سدل.. 

بصتله ببراءه وهي بتسند راسها على الطاوله : مش عايزه!

قضب ما بين حواجبه وهو بيبصلها بحده : بلاش دلع.. 

عند صُهيب.. 

ماسك التليفون وهو لابس النظاره عشان تداري على الكد"مات وبيتكلم بخفوت : انتِ فين انا مشتنيكي من بدري؟ 

ردت كاميليا من التليفون : انا داخله اهو.. 

دخلت كاميليا من باب المطعم بخطوات واثقه وهي بتدور عليه، ابتسمت بسخريه لما شافت منظره المتبهد" ل وضحكت وهي بتقرب منه : صُهيب؟ انا معرفتكش يا راجل.. ده مين اللي خفى ملامحك ده؟ 

زفر بضيق بس ظهر الجمود على وشه : متتفرعيش كتير وقولي عايزه ايه؟ 

اتكلمت وهي بتبصله بثقه وبتربع ايدها : الفلوس؟ 

اتوتر وقال بتلعثم : معنديش حاجه دلوقتي.. ا.. انتِ عارفه الظروف! 

ضحكت بصوت عالي لفت انتباه الناس : لا يا حبيبي، الكلمتين دول تضحك بيهم على حد تاني..
وبصراحه كده في كلمتين محشورين في زوري وعايزين يخرجوا.. وانا حابه الوضع! 

غمض عيونه من تحت النظاره بتوتر : اصبري عليا كام يوم كده.. 

زفرت وهي بتبص على وشه بإنتصار : ماشي يا صُهيب.. مقولتش مين اللي عمل في وشك كده، بصراحه حابه اشكره.. 

شتم بصوت واطي وهو بيقوم وأخد حاجته ومشي.. 








ضحكت بصوت عالي وهي بتبص لضهره.. 

تاني يوم.. 

سدل كانت قاعده مع جاسر في المطعم بيفطروا وهي بتبص حواليها بتوتر.. 

همست لجاسر : كان لازم نخرج لوحدنا؟

ضحك وهو بيمسك ايدها اللي شدتها بسرعه وهي بتبص على الناس : انا مش فاهم فايدة كتب كتابنا يا سدل.. ولا عارف المسك ولا اكلمك ولا اخرج معاكي، يا بنتي والله احنا متجوزين! 

بصتله بشفقه ومدت ايدها بتردد تمسك كفه وهي بتقول : انا آسفه يا جاسر، عارفه انك كمان مغصو"ب على الوضع ده عشاني.. 

بصلها بأمل وهو بيمد ايده بلقمه : مفيش حاجه تبل ريقي كده؟ ولا يا حبيبي ولا قلبي ولا حاجه؟ 

ضحكت بخجل وهي بتاكل من ايده وخدودها حمرت : ماشي يا حبيبي.. 

ضحك بصوت عالي وهو بيقول : اللهم صلي على النبي، بركة دعاكي يا إحسان.. 

فركت ايدها بإرتباك وهي بتضحك بكسوف ، مد ايده بلقمه تانيه فبصتله ببراءه : كُل انت، انت مكلتش! 

دخل اللقمه بوقها وهو بيقول بتوها"ن : اسكتي ده انا ماصدقت اصلاً.. 

خلصوا فطار وجاسر راح معاها للشركه عشان يظبط معاها اللي حصل خلال اليومين دول.. 

دخلت المكتب وهو شددها من ايدها، سلمت على سما اللي كانت عارفه باللي حصلها اليومين اللي فاتوا.. 

ابتسمتلها : ألف سلامة عليكي يا سدل هانم، والف مبروك ليكي انتِ والدكتور جاسر.. 







ابتسمتلها سدل وهي بتاخدها في حضنها : الله يبارك فيكي يا سما، عارفه اني تقلت عليكي اليومين سامحيني.. 

هزت راسها بالنفي وهي بتبتسم.. 

دخلوا المكتب سدل وجاسر بعد ما أخد من سما الفايل.. 

بيقول بجديه : ايوه ،في شركه محتاجه تدخل معاكي في شراكه.. 

قالها وهو بيمد ايده بالفايل ،قضبت حواجبها بإستغراب وهي لسه بتبتسم واخدت الفايل منه..

شافت اسم الشركه اول ما فتحت الفايل، دققت في الاسم وهي بتقول : الشركه دي كانت بعتالي ايميل فعلاً، بس انا رفضت عشان......... 

لف جاسر ووقف جنبها وهو بيسند ايده على الكرسي وراها وبيميل جنبها : دي شركته... 

بصتله بتعجب : شركة مين؟ 

بصلها بمعنى هي فهمته.. 

همست : صُهيب ؟





هز راسه بنعم.. 

زفرت بإرتجاف وهي بتقول : مش هيسيبني يا جاسر.. 

مسك ايدها ورفعها لبوقه ببطء : متخا"فيش هفهمك كل حاجه.. 

بصتله بخو" ف : انت عارف؟

هز راسه بأيوه وشدها من ايدها وراحوا على كنبه هما الاتنين.. 

قال بهدوء : بصي يا ستي................. 





 
                            الفصل العاشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-