رواية نذير شؤم
الفصل الثاني2
بقلم وفاء الغرباوي
أنجزت الأعمال الخاصة بالمنزل، أخرجت آآه الألم من صدرها، متمتمة ببعض
الدعاء، والتضرع إلى الله ليزيح عنها هم عمل المنزل،
الذي لا ينتهي، تحركت فى بطء شديد لتصل إلي غرفتها، لتلقي قليل من الراحة قبل حلول الفجر، لتدور ساقية عملها مرةً أخرى..
صوت رجاء والداتها، جعلتها ترهف السمع نحو باب الغرفة المغلقة
:_ استحلفك بالله يا أبا عبدالله لا ترميها هكذا، لا تستحق هذا الرجل، أُفضل أن تبقى عانسًا، ولا تلقيها إلى حدفها
أنه رجل غير سوى، ولديه من النساء اثنتين، كيف ستكون الثالثة لرجل يكبرك عمرًا
صرخ بها قائلًا ويده تسبق لسانه فوق خدها..
:_أغلقي فمك يا امرأة، انتهى الحديث بكلام الرجال، فى الصباح عقد قِرأنها على الحج محفوظ.. أنها نذير شؤم
حفظت شهقاتها، وهرولت إلى غرفتها؛ جلست تبكي حالها، فتاة العشرين زاد عمرها وكبرت بضع سنين قبل اوانها فى إذلال
وخضوع، يكبرها أربعة رجال أشداء البِنية، ينبذها والداها لأنها فتاة وكان يريد الخامس؛ ليبقى كف
يده معلقًا فى وجه الناس، متباهيًا بخمس ذكور ، لم تلق حنانًا سوى من والداتها وأخيها الكبير عبدالله والصغير باخوته كارم؛ أما صلاح وسعد فهم مثل
والدها فى الطبع والمعاملة، أشداء ليسوا رحماء..كيف ستقف فى وجههم؟
هل ستلجأ لأحد من اخويها، لاتعلم، ربما يضيع الوقت هباءً فى التفكير وهم فى المدينة لمتابعة أعمالهم..
شقت طريقها نحو الخزانة
وحملت حقيبة صغيرة بها القليل من ملابسها، وحمدت ربها أنها تمتلك بعض من أوراقها الرسمية. ستذهب إلى أخيها عبدالله.
مر الوقت بطيئًا حتى حلول الفجر، لتخرج من بيتها على أطراف اناملها، لتلحق بأول سيارة تسافر من البلدة كما يفعل أخواتها
فى سفرهم..
خرجت تتلفت اليمين واليسار، يملأها رعب كثيرًا، مرت بمنزل الشيخ
سالم فوجدته يغلق الباب، ارتاح قلبها قليلًا واستكان، ستمشى خلفة للقرب من المسجد والسيارة
حتى علقت قدماها فى أحد الأحجار فانكبت على وجهها
بدأت تئن وتنادى بصوت غير مفهوم، حتى سمعت صوت عصى سالم تقترب منها
وصل اليها وهى تشبه كومة الرماد، لرداها الاسود، متخفية.. كشف عن وجهه، بعد ان اخبرته شهقاتها أنها امراة..
فقال بصوت منخفض
:نذير