رواية نذير شؤم
الفصل الثالث3
بقلم وفاء الغرباوي
همس باسمها مرتين
متتالتين، شهقاتها المكتومة تعلو، يتلفت سالم حوله، يخشى أن يسمعه احدًا، أو يره.
هذه قرية ريفية، الصوت
بها كعيار الرصاص يصيب الصوت قبل الهدف أمامه،
انحصر عقله فى دائرة مغلقة مهيبة للموقف، وما زاد ارتيابه..تخفى نذير وحقيبتها.
سمع همس صوتها برجاء باكي:
استحلفك بالله أن تساعدني اصل إلى سيارة الأجرة، أذهب إلى عبدالله أخي
..سيزوجنى أبى صباحًا للحج محفوظ
بهتت ملامح سالم، لم يصدق ما تسمعه أذنه، لكن لامجال للتجمد في
هذه اللحظة، اقترب الآذان ..سيخرج أهل القرية، سيرونهم هكذا، سيحدث مالايحمد عقباه.
. لا يستطيع العودة بها لمنزله، زوجته عند أختها، لا يستطع
تركها هنا، نظر للسماء راجيًا المولى، ألهمه الله السفر معها فقال لها محذرًا
:حاولي الوقوف، لم
يتبق مسافة طويلة إلى السيارة، سارافقك فى سفرك، لاتجعلِ أحدًا يلمح طرفك، لا تتحدثي معي، كأنك
لا تعرفيني.فقط سارافقك حارسًا، سالحق بالسيارة ولتركبي بعدى بقليل ..وليفعل الله مايريد .
هزت رأسها بالموافقة، أمرها أن تقف فى مكان متخفية، ليعود إلى
منزله سريعًا ليجلب ما يحتاجه فى سفره، حيث خروجه دون عُدته للسفر..
دقائق قليلة وكان خارج منزله مرة أخرى، سارت خلفه كظله ولكن بمسافة مناسبة.
وصل السيارة، ألقى السلام على من بها، يعرف معظمهم، ماذا يفعل ؟
جلس يتحدث مع أحدهم، حضرت نذير لم يتبن طرفها لأحد، سألها
السائق عن وجهتها ..لم ترد فقط تحرك رأسها.
افسح لها سالم الطريق لتركب فى الداخل، وركب فى نفس المقعد .. ليترك
بينهما مقعد خالى لراحتهما ويحاسب عليه .
أكتملت السيارة بركابها، مع أذان الفجر ، فقال سالم:
انتظر يا بني قليلًا.
. نلحق صلاة الفجر جماعة، نحن على سفر..
خضع السائق لقوله، ربع ساعة مرت على نذير بالسيارة ، كأنها دهرًا ،
ربما يستيقظ أباها ولتحل بها نكبة أخرى.
قضى الله أمره، وتحركت السيارة لأربع ساعات، ووصلت إلى وجهتها..
هبط الجميع منها، ولكن نذير لا تعلم شئ خارج حدود قريتها، ماذا ستفعل
بالعاصمة، لا تعرف عنوان أخيها
كان عليها أن تفكر في أمرها جيدًا
دارت بها الدنيا حتى
وجدت تاكسي يقف أمامها