CMP: AIE: رواية عرف صعيدي الفصل الثاني والعشرون22بقلم تسنيم المرشدي
أخر الاخبار

رواية عرف صعيدي الفصل الثاني والعشرون22بقلم تسنيم المرشدي


 رواية عرف صعيدي الفصل الثاني والعشرون22بقلم تسنيم المرشدي

( غير قابل للمواجهة )


_ وقفت على آخر درجات السُلم تطالعه بزروقتيها الذي انطفئ وميضهم اللامع، يخلوا جوفها من المشاعر، باتت باردة جامدة لا تقدر على فعل شيء سوى مطالعته دون حديث...

_ وبعد وقت مضى لا تعلم كم تحديداً حركت قدميها إلى الأمام متوجهة نحوه حاسمة أمرها، لاحظها مصطفى الذي لمح طيفها من على بعد فتحرك هو نحوها حين أشارت إليه بالمجئ..

''في حاچة"
_ هتف متسائلاً بينما أطالت هي النظر إليه، ماذا لو عرف بالحقيقة ماذا سيفعل حينذاك؟
هل سيسامحها؟ أم سيثور عليها، لكن السؤال الأهم هنا بعد ثورته هل ستخمد نيرانه بعدها أم ستنال جزءاً من ثأره؟!

_ بالتأكيد لن يمرق الأمر على خير، فقوة لهجته وحدة ملامحه المُصرة على أخذ الثأر خير إجابة لما سيطولها إن أخبرته

_ تعجب الآخر من صمتها وحملقتها به دون داعٍ، بصوته الأجش جذب انتباها إليه:-
في ايه؟ ناديتي لي ليه؟

_ بهدوء تام مصحوب بالبرود في نبرتها قالت:-
أني رايدة أروح مع أمي عند خالي..

_ ضيق مصطفى عينيه عليه بدهشة، مرت دقيقة واحدة فقط عليها دون أن يجيبها بشئ لكنها سببت لها الذعر من نظراته المبهمة، فغر فاهة مردداً بملامح جامدة ونبرة متجهمة:-
وديه لإيه يعني؟

_ ابتلعت ريقها في محاولة منها على مواصلة الحوار معه دون توقف رغم ذلك خرجت نبرتها مرتجفة بعض الشيء:-
خطوبة أسما ب...

_ قاطعها مصطفى بصرامة:-
ديي لسه عليها أيام!






_ لم تستطيع مواجهة عينيه لمدة أطول، أخفضت بصرها مُصرة على ذهابها:-
معلاش أني رايدة أكون وياها من بدري يمكن تحتاجني في حاجة

_ طلب ورد للذهاب أثناء مشادتهم سوياً كان بمثابة تخليها عنه وهذا ما اعتقده مصطفى، أخذ نفساً عميق فعليه أن يتأني في تفكيره أولاً قبل أن يجيبها برداً على طلبها، طالعها لوقت ثم أردف بتريث:-
المشكلة اللي بينا تتحل وإحنا مع بعض مش بمشيك يا ورد!

_ قطبت ورد جبينها لتفكيره الذي وصل إلى هناك وأنكرت اعتقاده:-
أني مريداش أروح وياها عشان خناجتنا أني حابة أكون جار بت خالي في فرحتها مش أكتر..

_ لا يصدق مصطفى إصرارها على الذهاب فعلاً ولم يقتنع بما قالته فهو يربط بين المشادة الكلامية التي اختلقت بينهم وبين ذهابها من السرايا، ضغط على أسنانه بعصبية فإن أرادت تركه فليكن لها ذلك.

_ تجهمت تقاسيمه كما احتدت نبرته وظهرت غليظة صارمة:-
على راحتك يا بنت المنشاوي، طلاما ديه هيريحك

_ تعجبت ورد من منادته للقب عائلتها فلم يسبق وأن نداها به من قبل، ما هذا الآن؟ أهو غاضب أم راضٍ على ذهابها، ربما لن يفرق في تلك اللحظة الأهم أنها ستغادر فهي غير قابلة للمواجهة بعد

_ كاد أن يوليها ظهره لكنه تراجع ليسألها:-
وعلى أكده رايدة تمشوا ميتي الليلة ولا بكرة؟

_ أسرعت ورد بالإجابة على سؤاله متهلفة:-
الليلة

_ إلتوى ثغره بتهكم ناهياً الحوار بسخريته:-
تبجي يدوب تلحجي تجهزي حاجتك

_ أولاها ظهره فور انتهائه من جملته فاستشفت هي ثمة أمر في لهجته، صوبت بصرها على طيفه الذي يبتعد عنها رويداً رويداً إلى أن اختفي خلف باب السرايا.

_ تدرك بأنها سببت لقلبه الحزن بتخليها عنه لطالما لم يرضي هو بياتها في منزل آخر غير غرفته وهي جائت بكل سهولة تخلت عن غرفته وعن حضنه خير أنيس لها وفضلت الذهاب عن مواجهته!

_ تجزم بأنها لن تنجح في الصمود أمام عينيه دون أن تدلي بالحقيقة، لن تستطيع النوم معه على وسادة واحدة وهي تخفي عنه شيئاً عظيم كالذي علمته من دقائق

_ حتى العبرات لا تساعدها على شعور بالراحة تأبى النزول وكأن العبرات قد جفت جميعها، استدارت نحو السُلم وصعدت فصادفت نزول صفية، طالعتها بأعين لامعتين فربتت الآخرى على ذراعها دون أن تردف شيئاً وتابعت نزولها إلى الأسفل بينما أكملت ورد صعودها للأعلى لكي تبدأ في تحضير مستلزماتها التي ستحتاجها فترة مكوثها عند خالها.

_ تعجبت والدتها من وضعها لأشياء مبالغة وآخرى زهيدة لو كانت في مكانها لما لتفكر لحظة في أخذهم، تابعت سنية بإنتباه جمعها لأشيائها وأردفت متسائلة باهتمام بعد أن حمحمت:-
واخدة كل الحاجات ديي على فين يا ورد دول كلتهما يومين وهتعاودي تاني

_ توقفت ورد عن جمع البقية ورفعت بصرها على والدتها هاتفة بجمودٍ قاسِ:-
شكلها مفيهاش عودة ياما

_ دنت منها السيدة سنية عاقدة حاجبيها بغرابة من جملتها المريبة مرددة بتوجس شديد:-
واه ليه بتجولي أكده يا ورد؟

_ واصلت ورد تجميع النواقص مجيبة إياها والرفض لما يدور داخلها مسيطر على مشاعرها:-
مخابراش، بس كان فيه حاجة جواتي بتجولي أكده

_ رددت السيدة سنية مستاءة من لسانها الذي يقدر البلاء قبل وقوعه:-
بكفياكي حديت ماسخ يا ورد هتعاودي لدارك بس بعد ما تريحي أعصابك في اليومين دولهما ومتجدريش البلا جبل وجوعه تاني، اتفائلي بالخير يابتي تلاجيه في خطوتك

_ إلتوى ثغر ورد للجانب بتهكم، بربها أي خير سيأتي من خلف ما تسببت به، لقد ساهمت في قتل نفس بكل أنانية دون أن تنظر لعواقب الأمور، أي خير تتحدث عنه إن علم مصطفى بأنها العامل الرئيسي في مقتل أخيه الذي عزم على أخذ ثأئره ممن حاول قتله! حتماً سيأخذه منها قبل أن يرف له جفن..

_ ظلت أفكارها تتأرجح ما بين الذهاب والإياب، مشاعر عدة تجتاحها لكن الشعور الاقوى من بينهم هو الخوف مما هي مقبلة عليه..

______________________________________

_ عاد طاهر إلى غرفته بعد أن علم بمراد والده، نظر إلى حيث تركد مروة مردفاً:-
جومي جهزي حالك أهلك جاين يطلبوا يد صباح لضيف

_ قطبت مروة جبينها بغرابة من كلماته التي تصغي إليها لمرتها الأولى وهتفت بعدم استيعاب:-
ضيف أخوي هيتجدم لصباح اختك!

_ شعر طاهر بالحيرة من ترديدها لحديثه وكأن هناك ثمة في الأمر يجهله، تجمدت تعابيره وهو يسألها بتجهم:-
فيها حاجة ديي؟

_ أسرعت هي بالنفي معللة سبب غرابتها للأمر:-
لاه بس يعني أمي كانت بتتحدت معايا على المحمول الصبح ومجابتش سيرة فمستوعبتش وأنت بتجول

_ تفهم طاهر موقفها وانتبه كليهما على رنين هاتف مروة التي تبسمت ما إن رأت اسم والدتها ينير الشاشة وأجابتها متلهفة:-
كنا لسه في سيرتك ياما

_ ابتعدت عنه مروة لكي تكون على راحتها في الحديث مع والدتها، لاحظ طاهر تصرفها فدلف للخارج تاركاً لها بعض المساحة.

_ في الغرفة المجاورة، تقف صباح تتمايل بجسدها أمام المرآة، هي من انتصرت في النهاية، بفضل ذكائها الداهي أوقعت بشباك ضيف المغلوب على أمره

_ أولت صورتها المنعكسة ظهرها وتوجهت إلى خزانتها وهي تتغتج يميناً ويساراً بفرحة عارمة، أخذت تجذب جميع ثيابها وتلقي بهم أعلى الفراش، وقفت أمامهم واضعة يديها في منتصف خِصرها تريد التأني في تنقية أفضلهم فاليوم ليس يوماً عادية بل سيقرأ الحضور الفاتحة مباركين علاقتها بضيف

_ لا تصدق إلى الأن اليوم أسعد أيام حياتها بل هو بكل حياتها، أخذت تزفر أنفاسها بسعادة ثم بدأت تستعد لتجيهز نفسها لإطلالة تليق بكونها عروس!!

______________________________________

_ أنتهت ورد مما تفعله مع غروب الشمس، طالعت الغرفة بحزن واضح وكأنها لن تحظى بدخولها ثانيةً، أفكارها تزداد سوءاً كلما أدركت هول المصيبة الذي تسببت فيها..

_ سحبت حقيبتها ومن ثم نادت على والدتها التي تقف في الشرفة تلتقط أنفاسها بدلاً من ضغط جدران الغرفة عليها:-
أني خلصت ياما

_ جائت السيدة سنية وعينيها يشع منهما الندم الشديد بسبب زلة لسانها التي أوقعت بإبنتها في تأنيب ضمير وإيلام لا ينتهي، لم يكن لديها ما تقوله لها فمهما أردفت الأن سيكون هباءاً ففضلت الصمت في تلك الأثناء حتى تستجمع ورد شتات وجدانها ثم يتحدثان معاً..

_ ولجن إلى الخارج ومن ثم هبطن درجات السُلم معاً، تفاجئ خليل بحقيبة ورد التي تجرها خلفها، والأحر أن مصطفطى جالس بجواره ولم يتحرك خطوة نحوها..

_ عقد حاجبيه بغرابة وألقى بسؤاله في الوسط بصوته الأجش:-
واه واخدة شنطتك وعلي فين يا ورد ؟

_ ازدردت الأخرى ريقها وحاولت جاهدة أن تجمع كلمات تجيبه به فعقلها متوقف ولا ينتج أي أفكار سوى رسم مواقف لمصطفى وهو ينال منها بعدم رأفة.

_ تدخلت السيدة سنية حين لاحظت الحالة التي تسيطر على إبنتها وصعوبة حديثها:-
بت أخوي ماهر خطوبتها الجِمعة الجاية وهنروحوا ويا بعضنا وتبجي ورد تعاود وجت ما الخطوبة تخلص

_ لم يقتنع خليل بتلك التراهات فمازال هناك العديد من الأيام كيف ستقضيها بعيداً عن منزلها؟، وجه بصره تلقائياً على مصطفى الساكن على غير عادته وحاول أن يخترق سكونه بحديثه:-
ما تجول حاجة يا مصطفى ساكت ليه؟

_ بجمودٍ في نبرته أجاب والده:-
هي رايده تهمل السرايا معنديش جول بعد اكده

_ استشف خليل عدم رضاء مصطفى برحيلها وعلى ما يبدوا لا يود إحزانها، لكنه لن يرضى إحزان ولده أيضاً، حمحم لـ يلين من حشرجته هاتفاً بأمر:-
يبجي تخليكم لبكرة ياجماعة السفر في الليل مهواش أمان

_ كان يحاول كسب المزيد من الوقت في صالح مصطفى ربما ينجح في تغير موقف زوجته من المغادرة على الرغم من تعجبه لحالة مصطفى الهادئة وأسلوبه يعكس ما يخفيه داخله فهو لم يرضخ يوماً لشئ لا يقتنع به إذاً لما الأن؟

_ ردت عليه السيدة سنية محاولة الفرار من البلدة ومافيها من أعباء تكثر كلما عاودت إليها مرة أخرى:-
اعذرنا يا عمدة بس الجطر هيفوتنا

_ اتسعت حدقتي خليل بذهول كما لم يكن مصطفى أقل منه ذهولاً فأي قطار تتحدث عنه؟ حرك رأسه مستنكراً ما يحدث وما يزيد الطين بلة أنه لا يقدر على مواجهتها ورفض تلك السخافات التي تقوم بها فهي اختارت وقت غير مناسب بالمرة لذهابها وهذا ما أخذه مصطفى بعين الإعتبار..

_ حمحم خليل أبِه خروجهم من السرايا اليوم، فالرفض يتجلى في أعين ولده وعليه أن يفعل ما يمكنه فعله لكي يعطيه فرصة التحدث معها وإخبارها بعدم رغبته في ذهابها.

_ نادى صفية بنبرة مرتفعة:-
صفية

_ جائته بخطى سريعة فأمرها بصرامة:-
جهزي أوضة الضيوف لأم ورد

_ وجه بصره عليهم متابعاً حديثه الأمر قبل أن تقاطعه إحداهن باعتراض:-
تقضوا الليلة إهنه وبكرة إن شاء الله مصطفى يوصلكم بالعربية بلاها حكاية الجطرات ديي مبطمنلهاش

_ أغلق جميع السُبل أمامهم بحديثه الذي لن تتجرأ إحداهن اعتراضه، أخرجت ورد تنهيدة مرهقة فهي تود الفرار من هنا غير مستعدة لمواجهة أعين مصطفى تريد المضي بعيداً مهما كلف الأمر، لم يكن أمامها سوي الرضوخ فهو حكم ولابد من تنفيذه

_ تركت حقيبتها مكانها ففي النهاية هما ليسوا سوى عدة ساعات ستقضيها وتغادر، لم يعجب خليل بتصرف ورد وقبل أن تصعد للأعلى أمر ولده بنبرة تميل إلى الحدة:-
مرتك باينها مجدراش تطلع بالشنطة شيلها أنت عنيها

_ أزفرت ورد أنفاسها بضجر فخليل يضغط عليها دون أن يعي ما يفعله بها، تابعت صعودها إلى الأعلى برفقة والدتها بينما توجه مصطفى إلى تلك الحقيبة اللعينة وحملها ثم صعد عائداً إلى غرفته، لم يتوقع عدم وجود ورد فيها بالتأكيد لازالت برفقة والدتها، شعر مصطفى بغرابة تصرفاتها فلما كل هذا؟ فالمشادة لم تكن عظيمة كما تتصرف هي نتيجة لها، عزم بأن يحادثها ويراضيها فهو لن يقدر على بعدها عنه تلك الأيام، جلس على طرف الفراش يطالع ساعة الحائط بفروغ صبر في انتظار عودتها..

______________________________________

_ اجتمعت العائلتين في منزل حمدان أبو ''العروس''، تبادلا الترحيب فيما بينهم بحفاوة شديدة فاليوم مناسبة خاصة فريدة من نوعها.

_ يجلس ضيف برفقة والده وزوج شقيقته وعلى الجانب الآخر يجلس حمدان وإلى جواره ولده طاهر، يتسامران في الحديث غير آبين لشرود ضيف وعدم انتباهه لما يتناولونه في الوسط

_ في المجلس النسوي، تجلس ثريا مرحبة بأميمة فالجلسة قد تكررت لكن الأدوار اختلفت، حضرت صباح حاملة لصنية المشروبات والحلوى، وضعتها أعلى الطاولة ثم رحبت بالحضور وسعادتها تتحدث عن نفسها..

_ لم تتحلى بالحياء كالفتيات في موقفها ذاك، بل كانت تشاركهم أطراف الحديث ومن آن لآخر تفتح هي بعض المواضيع المثيرة لكي تجذب انتباههم إليها ..

_ في الخارج وبعد أحاديث عدة قد تسامروا فيها بدأ الحاج حنفي في إدلاء ما جائوا لأجله بعد أن حمحم قائلاً:-
جاتني يا حمدان جبل سبوع وأيام تطلب يد بتي لابنك ويشاء الجدر الجاعدة تتعاد تاني بس المرة ديي أكون أني ابو العريس

_ فغر حمدان فاهه مشكلاً ابتسامة عريضة لتظهر أسنانه الصفراء المثيرة للاشمئزاز، لم يتردد في إبداء موافقته بتهلف:-
هنلاجي زي ضيف فين يا حاج حنفي

_ بادله الآخر ابتسامة وسأله للتأكيد:-
يعني افهم من أكده أنك موافج يا أبو طاهر؟

_ أسرع حمدان في الرد عليه بتلقائية عابثة:-
ونجروا الفاتحة كماني

_ رفع جميع الحاضرين أيديهم يباركون العلاقة بقراءة سورة الفاتحة بعدما أعطوا خبراً للنساء ليفعلن ذلك معهم

''ولا الضالين أمين''
_ أنتهى حمدان من الفاتحة ثم عاد ببصره إلى أن ضيف قائلاً:-
مبروك يا عريس

_ أنتبه الجميع لحالة ضيف المريبة حينما لم يجيب على مباركة حماه، حمحم إبراهيم ولكزه في ذراعه لكي يلفت انتباهه، أنتبه ضيف لفعلته ورمقه في حالة توهان شديدة فعلل الآخر سبب لكزه له:-
حماك بيباركلك

_ أشار ابراهيم بأهدابه حيث يجلس حمدان فوجه ضيف بصره نحوه وبنبرة متلعثمة هتف:-
الله يبارك فيك

_ تعجب طاهر من أمر ضيف فحالته تشبهه كثيراً يوم تقدمه لطلب يد مروة، أهو مجبوراً على زيجته من أخته هو الأخر أم يعطي للموصوع اكبر من حجمه؟

_ ارتفع صوت حنفي في الأرجاء موجهاً كلماته إلى زوجته قائلاً:-
جدمي الدهب يا أم ضيف

_ أجابته من الداخل بقولها:-
تمام

_ نهضت أميمة بعدما سحبت علبة صغيرة واقتربت من صباح التي تتلهف لرؤية ما يوجد بها، تبسمت أميمة بحرج ثم فتحت العلبة فبرق لمعان الخاتم في عيني صباح، لوهلة لم تريد التخمين أنه ألماس قبل أن تأكد لها أميمة ذلك

_ حمحمت أميمة وساعدتها في إرتدائه متممة حديثها بـ:-
ديه ألماظ ميجايش إلا للغالين

_ رباه! لقد أكدت لها أميمة حدسها، دقت أساريها بسعادة مفرطة لا تسعها، لم ترفع بصرها من على الخاتم غير مصدقة أنها ترتدي ألماس حقاً كما في الافلام تماماً، كم ودت أن تضعه في وجه ابنة عمها بعجرفة فعلي الرغم من زيجتها من ولدي العمدة إلا أنها لم تحظى بنصف ثمن ذاك الخاتم.

_ أخرجت تنيهدة حارة وهي تتخيل وجه ضيف المحتقن وهي تبارك له لعلاقتهم التي بدأت للتو، انتبهت على صوت والدتها وهي تقول:-
الغالين ميجدموش غير الغالي كيفهم يا أميمة، تسلمي أنتِ وولدك

_ أجابتها أميمة بدون تكلف:-
متجوليش أكده يا ثريا صباح ديي كيف بسمة ومروة

_ تولت صباح الرد عليها مازحة:-
كيفهم ايه عاد يا خالتي اني أكده مجوزش لولدك

_ انفجرت أميمة ضاحكة كما شاركنها الأخريات وتفوهت من بين قهقهتها:-
شوف البت لاه ناصحة يا صباح، خلاص ولا تزعلي غلاوتك من غلاوتهم

_ بسعادة واضحة ردت عليها:-
اذا كان أكده يبجي ماشي

_ تابعن الحديث فيما بينما في الخارج سأل حمدان بحماسة ظاهرة في نبرته:-
وكتب الكتاب هيكون ميتى أن شاء الله كيف ما عملنا في طاهر ولا...

_ قاطعه ضيف ناهياً سخافته التي يريد الوصول إليها:-
لاه

_ توجهت الأنظار اليه متعجبين من رفضه، فحاول هو إيجاد مبرراً لرفضه الذي خرج عفوياً:-
أني حابب يكون لي دار لحالي مش مع أبوي وأمي وديي محتاجة وجت ياما

_ قام حنفي بالرد على حديثه هاتفاً بنبرة غلظة:-
الدار وموجودة وانت بنفسك اللي شاريه، ولو على كد التجهيزات فيه ملحوجة تخلص في شهر ويمكن أجل كمان

_ لا يهم شهر من عام الأهم أنه أجل ميعاد زيجته من تعيسة الحظ صباح، تبادل حنفي مع حمدان أطراف الحديث عن التجهيزات وما عليهم من مستلزمات سيحتاج إليها المنزل

_ أبي ضيف وبشدة أن تسكن إمرأة فيه غير فتاته، ترفض أذنيه سماع المزيد من الترهات التي يتحدثون فيها، حاول إشغال عقله بشتى الطرق حتى لا يفقد صوابه ويهدم المكان من حوله بكل ما أوتي من قوة وحينذاك لن يقع الإيلام إلا عليه.

______________________________________

_ خرج مصطفى من شرفة غرفته ناهياً حواره مع ضيف الذي أخبره عن زيارته لمنزل صباح وطلب يدها رسمياً:-
أنت مش بتكسب وجت يا ضيف أنت بتلعب بالبت تاني

_ انفجر ضيف وأخرج مافي جوفه بعصبية شديدة:-
جولي أنت رايدني اعملوا ايه، بجولك بت الرفدي ديي بتإذي أختي، رايدني أجف اتفرج عليها لما الأذي يكون كابير في مرة!!، محدش حاسس بيا أنا جلبي عيتمزع بسبب التانية اللي مجدرش اتجوزها وهي كل دنيتي!، ومجدرش أهرب من بت حمدان لاجل أختي وأنت جاي تلومني كاني مش بشر عشان اللي بيحصولي ديه!!

_ لمح مصطفى طيف ولوج ورد بعد ساعاتٍ قضتها برفقة والدتها، كز أسنانه بعصبية وهو يطالعها، عاد إلي صديقه قائلاً:-
أهدى لاول يا ضيف عشان نعرفوا نتحدتوا، هكلمك بعدين

_ أنهى معه المكالمة وعينيها مازالت مثبتة عليها بغيظ وبصرامة باغتة أردف:-
كنتي بيتي الليلة ديي مع أمك!

_ ابتلعت ورد ريقها ولم تقدر على مواجهته أكثر من خمس ثوانٍ وسريعاً ما أخفضت رأسها ولن تعقب على ما قاله، حاول مصطفى لبس ثوب الصبر الذي لا يشبهه فهو يريد تصليح ما بينهم ليس تعقيدها

_ أخذ شهيقاً عميق وتوجه نحوها بخطى متريثة حتى وقف مقبالها، رفع ذقنها بسابته ثم حرك يديه بحركات دائرية ناعمة على وجنتها فسبب لبدنها القشعريرة واضطرت ورد إلى التمايل برأسها على يده الموضوعة على وجهها حين لم تتحمل لمساته عليها..

_ شعر مصطفى بانهيار ثوب الجمود التي تتلبسه منذ مشادتهم سوياً في الصباح وأدرك أنه حان الوقت لمصالحتها، كانت الأخرى تهرب بعينيها بعيداً عنه فأجبرها على النظر إليه بقوله:-




متشليش عيونك عني يا ورد

_ عادت ببصرها عليه فواصل هو ما يريد إرسالة لها هامساً أمام شفتيها:-
رايدة تهملي مصطفى لحاله؟

_ تجمعت العبرات في عينيها مهددة بالتساقط لكنها تحلت بالتماسك قدر المستطاع حتى لا تدلي أمامه بالحقيقة التي تخفيها عنه، أمسك مصطفى بخصلات شعرها في قبضته وأعادهم للخلف دون أن يتركهم ثم انحنى على أذنها وواصل حديثه بنبرة خافتة:-
محوصلش اللي يخليكي تسيبي السرايا كلاتها يا ورد، متهمليش السرايا وخليكي جاري وأني بنفسي هوديكي دار خالك يوم الخطوبة من بدري

_ لم يشعر منها بأي رفض فتبسم لنجاحه في اقناعها بالمكوث وعدم الرحيل، مال عليها أكثر ليضع أولى قبلاته على عنقها فشعر بقبضتها التي حاوطت ذراعه وشدت عليه تماماً كاليوم الذي أحضر لها مشبك وحاول التقرب منها لكنها شدت بقبضتها على ذراعه مثلما فعلت الأن معلنة عدم استعدادها!!

_ لم يتحملها مصطفى تلك المرة على نفسه، فيكفي إلي ذلك الحد، أرخى من قبضته على شعرها فانسدلت خصلاته كالشلال على ظهرها، تراجع للخلف ولازال يطالعها بنظرات مشتعلة، جمودها أصابه بالجنون لما تفعلي ذلك بربك أيتها الفتاة؟

_ لَقِف هاتفه سريعاً وقام بالاتصال على صديقه هاتفاً فور أجاب ضيف:-
جابلني عند الاسطبل جوام

_ مر بجوارها دون أن يلتفت لها، فهو يعتقد أنها قد نالت نصيباً مضاعفاً من الدلع، إذا ليجني ثمره تصرفاته التي لم يحسب لها، جهشت ورد في البكاء ما إن اختفى مصطفى خلف باب الغرفة، لم تعد تتحمل ذلك الذنب على عاتقها مدة أطول، تريد إخباره وليحدث ما يحدث لكن تلبسها لثوب الجمود وتصرفاتها الباردة لن تجدي نفعاً سوى تمزيق قلبها حزناً على ما تفعله به.

''اااه''
_ اخرجتها من جوفها بحرارة عبراتها التي تشعر بهم على مقلتيها، يعلوا ويهبط صدرها من فرط قوة بكائها التي هدأت تدريجياً إلى أن باتت أنفاسها ثقيلة للغاية ولم تعد أخذ أنفاسها بصورة طبيعية كما في السابق..

_ تكورت في نفسها أعلى الفراش دافنة رأسها بين قدميها محاوطة إياها بذراعيها من الأعلى، تصدر منها شهقة قوية كلما فشلت في إخفائها كغيرها متمنية بأن يسترد الله أمانته وتحلق روحها في السماء فهي والله لن تستطيع صبراً علي الأيام القادمة.

______________________________________

_ يتوسطون كليهما الطوالة ينفث ضيف دخان أرجيلته التي أحضرها خصيصاً ربما ينجح في إخراج همه مع خروج تلك الأدخنة من جوفه

_ أشاح مصطفى بيده الأدخنة المتطايرة التي سببت له ضيق في صدره، حمحم مصطفى وحادثة بضجر:-
بكفياك دخان يا ضيف خنجتني

_ ألقى ضيف بأرجيلته بعيداً وصاح عالياً بحنق:-
أدي الزفتة اللي مضيجاك أهي

_ أعدل مصطفى من جلسته ليكون أقرب إلى صديقه وسأله بإهتمام:-
ناوي على ايه؟

_ لم يعد يعلم ماذا يريد فلقد فقد زمام الأمور، وبنبرة تميل إلى قلة الحيلة قال كلماته بتجهم:-
مخابرش يا مصطفى برج من نفوخي هيطير، ممستوعبش إن بت كيف صباح ديي تلوي دراعي، دراعي أني ضيف الحمايدي!!

_ تشكل التهكم على تقاسيم مصطفى وردد مستاءً فهو من ساعدها على التجرأ عليه وفعل ما يحلوا لها:-
ممنوش العتاب دلوك خلاص اتلطيت في الجوازة، فكر بجا في الدهانات والستاير والسجاد والذي منيه

_ كان يعلم ضيف أن مصطفى قاصد استفزازه ويريد إخراجه عن شعوره لكنه لا يعلم أنه بالفعل خارج عن شعوره ويود إحراق الأرض بمن عليها من فرط غضبه وقلة حيلته







_ انتفض من مكانه موجهاً حديثه إلى مصطفى بأمر:-
محدش هيخطي الشجة ديي غير واحدة بس ودلوك، جوم معايا

_ قطب مصطفى جبينه بعدم استعياب لكلماته وسأله مستفسراً:-
ايه اللي هيحوصل دلوك واجي معاك على فين؟

_ دنى منه ضيف ومد له يده مجيباً إياه:-
جوم وأنت تعرِف

_ أمسك مصطفى في يد ضيف الموجهة له ونهض بمساعدته وسار سوياً إلى الخارج ومن ثم ركب كلاً منهما سيارته، أسبق ضيف أولاً لكي يتابعه مصطفى الذي لا يعلم إلى أين وجهتهم لكنه سيفعل اي شيء من أجل صديقه وراحته..

______________________________________

_ ولج خليل لغرفته باحثاً عن زوجته فلم يراها منذ وقتٍ بعيد، كانت ممددة ساقيها على الفراش منهمرة بين أفكارها فلم تلاحظ دخوله كأنها في عالم آخر..

_ اقترب خليل من الفراش بعدما خلع عبائته ومن ثم جلبابه ومكثت بجوارها وإلى الأن لم تشعر بوجوده في الغرفة

''أباه كل ديه ومحساش بيا''
_ هتف بهم بنبرة مرتفعة حتى يجذب انتباها إليه، حركت السيدة نادرة رأسها لليسار قليلاً فتفاجئت بوجوده وسألته بحيرة:-
أنت إهنه من ميتى؟

_ أجابها خليل وهو يلتقط جهاز المكيف الذي قام بتشغيله:-
بجالي ياما ولا أنتِ إهنه خالص وكمان جاعدة في الحر ديه كيف مش عادتك يعني

_ أخرجت تنهيدة حارة من جوفها واختصرت الحديث معه:-
مفيهش يا خليل عجلي مخربت شوية ورايدة أنعس

_ حرك رأسه بتفهم وأردفت وهو يوليها ظهره:-
إذا كان على كد النوم يبجي بسيطة، تصبحي على خير

_ لم تجيبه نادرة فرفع رأسه ونظر إليه ليراها منهمرة بين أفكارها غير أبية لما يدور حولها، وقع في حيرة من أمرها فحتماً هناك ثمة شيء يشغل عقلها لا يعلمه هو، تنهد ثم عاد لوضعه فبالتأكيد إن كان هناك أمراً عليه معرفته لكانت أخبرته به.

______________________________________

_ وضعت مفتاح من بين عدة مفاتيح مربطة معاً في الباب لكي تهم بالدخول لكنه لا يريد الفتح، حاولت مراراً معه والنتيجة ذاتها لا ينفتح، دفعت الباب بعصبية بالغة فساقيها بالكاد تحملها

_ فُتحت لها إبنتها الباب متعجبة من حالة والدتها التي هي عليها وسألتها بحيرة:-
مالك يا أما بتتخانجي ويا الباب ليه؟

_ أجابها بتجهم وهي تهم للداخل:-
مبتخانجش ولا حاجة همليني لحالي يا صفاء كفاية اللي أني فيه







_ بالتأكيد لن تتراجع قبل معرفة سبب حالتها المبهمة ربما تجد لها حلاً، سارت خلفها غير آبية لكلمات صفية التي تحثها على الإبتعاد عنها في تلك الأثناء:-
مش هسيبك جبل ما تجولي في ايه، حد ضايجك؟

_ نفخت صفية بصوت عالٍ وصاحت بها شزراً:-
بكفياكي أسئلة وتنطيط ورايا أني ممتحملاش أسمع ولا أتحدت في حاجة روحي أوضتك ونامي

_ فشلت صفاء في معرفة ماوراء عصبية والدتها، عادت بأدراجها إلى غرفتها داعية الله بأن يعدل صفوها، بعد برهة انتبهت لقرع الباب، عقدت ما بين حاجبيها متعجبة من تلك الزيارة المتأخرة من الليل فمن سيزورهم الأن؟

_ انتفضت من مكانها وأسرعت إلى الخارج مهرولة غير مطمئنة بالمرة، فتحت الباب بعد أن لَقِفت حجاب رأسها وأخفت به شعرها، اتسعت حدقتيها بصدمة حين رأته يقف أمامها ورددت حروف إسمه بذهول:-
ضيف!

______________________________________

صباحاً،
استيقظت باكراً وارتدت ثيابها التي ستغادر بها ثم جلست على الأريكة المقابلة للفراش في انتظار استيقاظه.

_ بعد دقائق معدودة بدأ يستعيد وعيه من خلف رنين المنبه المزعج، أعدل من جلسته وقام بغلقه ورؤياه مازالت مشوشة، لمح طيفها يجلس أمامه ففرك عينيه حتى يتأكد منها

_ تشكلت إبتسامة مستاءة من وضعها الحاسم لمغادرتها وكأن الذي عاشاه في الأمس كان هباءاً منثورا، نهض من فراشه مردفاً بنبرة متحشرجة:-
لساتك مُصرة على السفر؟

_ نهضت هي الأخرى ودنت منه ثم قالت بنبرة رقيقة:-
هنعيدوه تاني يا مصطفى!!

_ أخرج زفيراً عميق وردد بعدم رضاء:-
مهجدرش أبعد عن العيون الزرج ديي كاتير

_ أجبرت نفسها على رسم إبتسامة لم تتعدى شفاها فضميرها لا يتركها وشأنها منذ معرفتها بحقيقة قتل هلال وهتفت متوسلة:-
متصعيبش الموضوع يا مصطفى دول كلاتهم يومين ومعاودة

_ رققت من نبرتها وأضافت:-
عشان كمان تتوحشني

_ انحنى مصطفى على شفتيها وطبع قُبلة حارة عليهم ثم ابتعد مردداً:-
ربنا يصبرك يا مصطفى على اليومين دول

_ بادلته ضحكة عفوية ثم حثته على الإستعجال من أمره بقولها:-
يلا بجا روح إلبس خلجاتك عشان نمشوا

_ لَقِف مصطفى ثيابه التي تناثرت في أرضية الغرفة ليلقيها في صندق الثياب المتسخة، حظى بإستحمام سريع ثم دلف للخارج محاوط خصره بالمنشفة وتابع سيره إلى فراشه التي وضعت ورد أعلاه ثيابه الجديدة.






_ كانت تتابعه بإهتمام واضح حتى شردت بذاكرتها إلى ليلة أمس حين سبقته هي داخل الغرفة ووقفت في منتصفها تخلع ثيابها، شعرت باقترابه منها فرجف جسدها فجاءة، أجبرها على النظر إليه وواصل هو خلعه لثيابها مردداً بنبرة خافتة:-
أنت بتعملي أكده معايا ليه يا ورد، مكانتش مشكلة صغيرة حوصلت لكل ديه

_ صوب بصره على زرقاوتيها وبهُيام تابع متسائلاً:-
يهون عليكي مصطفى واللي بتعمليه فيه ديه؟

_ تأثرت من سؤاله وخفق قلبها حزناً لنبرته التي يتملكها الشجن، لامت نفسها على معاملته الجامدة التي بادرت بها ودوماً ما تصده بها، لكنه أهون من أن تعامله بحُسنة وتنافقه..

_ تعترف بأنها لم تعد تستطيع تلبس ثوب البرود بعد نبرته التي حدثها بها، تبخر جمودها المصطنع وتمنت أن تتودد إليه لكي تعتذر عما بدر منها ولربما تشبع منه فهي غير متأكدة من عودتها إلى هنا مرة أخرى

_ أوصدت عينيها لتجمع شجاعتها في فعل ما تريده ثم أردفت بخجل واضح:-
اللي هتشوفه مني ديه ياريت متتعجبش منيه ولا تسأل عن سببه واصل، سيبني على راحتي اطلع اللي في جوفي يمكن ارتاح وجتها

_ رحب مصطفى لما تنوي على فعله دون علم له بحقيقة ماهو مقبل عليه، جمعت ورد قواها فهي لم يسبق وأن بادرت هي في فعل ذلك لكنها ستفعلها من أجل كليهما

_ اقتربت منه واحتضنت وجهه بكلتى يديها فتفاجئ مصطفى بقُبلتها التي خارت قواه إثرها، طالت ورد في قُبلتها كما تفننت فيها كما لو أنها ماهرة في ذلك، لم يصمد مصطفى لأكثر وحملها بين ذراعيه ووضعها أعلى الأريكة، تفاجئ بعبراتها تتساقط وكأنها في سباق من فرط سرعتها

_ تعجب من حالتها المبهمة وسألها مستفسراً والقلق قد سيطر على خلاياه بالكامل:-
واه بتبكي ليه يا ورد حوصل ايه؟

_ أجابته هي بحدة:-
جولتلك متسألش

_ تأفف مصطفى من عنادها فكيف سيمنع نفسه من سؤالها وهو يراها على حالة مريبة، حاول التحلي بالهدوء لكي يطمئنها منه ربما حينذاك تخبره بحقيقتة أمرها.

_ تشبثت في عنقه تحثه على متابعة ما توقف عنده، لكن كيف وهي مازالت تبكي، كيف يستطيع مواصلة ما تريده وعبراتها تتساقط، ألا ترأف بقلبه الذي يعتصر ألماً علي تلك الدموع المنهمرة!!

_ في النهاية واصل مصطفى ما توقف عنده حين رأى إصرارها متعمداً المعاملة معها برفق لعله ينجح في تبخر حزنها، كانت عبراتها تكثر كلما شعرت بأنها المرة الأخيرة لها معه، كلما حاولت السيطرة عليهم يعودون في التساقط مجدداً فهي والله لن تتحمل فراقه عنها!

_ طبع مصطفى قُبلة على جبينها وهمس لها وهو يملس على وجنتها بنعومة:-
بكفياكي بكا يا ورد

_ تنهدت هي وعقلها يتخبط بين إخباره بالحقيقة وبين إخفائها كما 




هي مخبئة؟!، لا تعلم أيهما الأصلح لكنها تود الإفصاح حتى



 وإن كلف الأمر مالا تتحمله هي يكفي بأنها ستتحلى براحة البال

_ طالعته لبرهة حاسمه أمورها وبنبرة تريد الخلاص هتفت:-
...............


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-