CMP: AIE: رواية شد عصب ) الفصل الثامن والثلاثون38بقلم سعاد محمد سلامه
أخر الاخبار

رواية شد عصب ) الفصل الثامن والثلاثون38بقلم سعاد محمد سلامه


رواية شد عصب 
 الفصل الثامن والثلاثون38
بقلم سعاد محمد سلامه

بطريق أرض الجميزه، تجمع بعض الماره حول السائق المُسجى أرضًا ينزف من رأسه، وبدأوا بمحاولة إفاقته،حتى إستجاب لهم وبدأ يعود للوعي تدريجيًا  بمجرد أن عاد عقلهُ للوعى نهض واقفًا يشعر بآلم فى رأسه ينظر ناحية السيارة بترقُب وهلع حين رأى باب السيارة  الخلفي 




مفتوح ولم يرى حفصه بالسياره حاول السير بترنُح وذهب الى السياره يتأكد وضع يديه على زجاج السياره بهلع حين تأكد حدسه بعدم وجود حفصه وتأكد أن وجود جذوع تلك الأشجار كان فخًا، بنفس اللحظه سمع رنين هاتف بالسيارة،




 نظر نحو الصوت تفاجئ بهاتف بأرضية السياره جذبه سريعًا ونظر لشاشته شعر برعب فمن تتصل هى الحجه يُسريه  بماذا يرُد عليها   ويخبرها، لكن لابد أن تعلم بالتأكيد من خطف حفصه له غرض خاص من ذالك ربما طلب فديه منهم...فتح الخط للرد لكن بنفس اللحظه سمع صوت طلقات ناريه ثم إنقطع الإتصال.  
❈-❈-❈
بمنزل صالح
بسبب أصوات الرصاص
إستيقظ زاهر بجزع ونهض فورًا من فوق فراشه ألتقط قميص خاص به  يضعه على جسده وهو يخرج من الغرفه 
بنفس الوقت
إستيقظت حسني بفزع بسبب أصوات الرصاص نفضت الدثار عنها ونهضت سريعًا خرجت من الغرفه سهوًا بتلك المنامه الصيفيه دون وشاح على رأسها

تفاجئ زاهر بتناثُر زجاج بالممر بسبب تلك الرصاصات العشوائية التى مازالت مستمره،تتناثر هى الأخري من خلال تلك الشبابيك الزجاجيه بالممر، بتلقائيه منه إنحني أرضًا بعيد عن ذالك الرصاص والزجاج المتناثر، لكن بنفس اللحظه برغم رؤيتها لذالك الزجاج المنثور كذالك أصوات الرصاص  بفضول زائد من حسني إقتربت من أحد الشبابيك بالممر، وكادت تقف أمامه، لكن رأها زاهر الذى نظر لها بغضب قائلًا بأمر:. 
حسني بعدي عن الشباك يا حسني وطي عالأرض جنب الحيطه. 

لم يقُل هذا فحسب بل زحف حتى إقترب من مكانها، بينما حسني ذُهلت من ذالك الرصاص الذى يتناثر من تلك الشبابيك ، لكن سمعت أمر زاهر وإنحنت بسرعه أسفل الشباك، لكن ذُهلت من تلك الرصاصه التى أصابت الحائط لو لم تنحني الآن لكانت تلك الرصاصه إخترقت رأسها، كذالك نظرت لـ زاهر الذى إقترب منها بلهفه سألًا: 
إنتِ بخير. 

أومأت حسني برأسها وشعرت أن جسدها مرخي جلست أرضًا، مازال إطلاق الرصاص مستمر، لكن إندهشت من فعلة زاهر الذى قام بجذبها وجلسا خلف حائط بعيد عن الشباك وضمها دون وعي منه سألًا مره أخرى:
فى أى إصابه طالتك. 

شعرت حسني بإحساس خاص بالدفء والأحتواء  لم تشعر بهما  سابقًا، رغم أنها لا تعلم تفسير لتلك المشاعر، أرادت البقاء بين يدي زاهر  هكذا لأطول وقت، لم تعُد تبالي، بأصوات ذالك الرصاص التى تخترق المنزل من الخارج، حتى زاهر، شعور غريب يتسرب له كذالك لأول مره يشعر بهدوء نفسي  عكس ذالك الإعصار الهائج الدائر بالخارج... 
بنفس اللحظه كان يصعد صالح  الى أعلى يُشهر سلاحه بغضب أهوج قائلًا: 
مين اللى إتجرأ وقدر يضرب رصاص على دار صالح  الأشرف.
أصابته رصاصه طائشه بيده سقط السلاح منه أرضًا،  بجُبن منه إنحنى  هو الآخر  أرضًا خلف ذالك الشباك، يتألم. 

رأت ذالك حسني، بطيبة قلب منها رجف قلبها وقالت لـ زاهر:. 
أبوك إتصاب. 

قالت هذا وكادت تبتعد عن يديه لكن هو أحكم يديه عليها ونظر لها، فجأه إكتشف أنها بمنامه حريريه بنصف كُم كذالك ليس على شعرها وشاح 
كانت بنظرهُ فاتنه سواء بتلك المنامه الناعمه التى تُبرز أنوثتها البسيطه كذالك بخُصلات شعرها الناعمه الثائره على جيدها ووجنتيها، شعر بغضب قائلًا:. 
إزاي تخرجي من الاوضه بالبيجامه وكمان  شعرك مكشوف. 

نظرت له بإستغراب قائله ببراءة: 
والله لما سمعت ضرب النار مفكرتش أنا صحيت من النوم مفزوعه أساسًا بسبب صوت الرصاص، بس أبوك شكله إتصاب. 

نظر زاهر نحو مكان والده شعر بتحجُر فى قلبه وذكري رؤيته لدماء والداته وهى  مرديه على الفراش بعد أن قتلها، أمام عيناه، تحجرت عيناه هى الآخري لم يرفق قلبه عليه، لكن حسني إستغربت نظرة عين زاهر القاسيه لوالده،لكن  كادت تخرج من بين يديه قائله: 
هروح أشوف فيه أيه، لازمن نساعده بسرعه. 

قبل أن تسلت حسنى جسدها ضغط بقوه على عضد يدها قائلًا بغضب: 






هتروحي  فين مش سامعه صوت الرصاص اللى لسه شغال، وكمان بالبيجامه  اللى مفسره مفاتن جسمك، غير شعرك المكشوف  ده 

شعرت حسني بخجل مصحوب بآلم من ضغطه على عضد يدها ورفعت وجهها تلاقت عيناهم ظل الإثنان ينظران بتأمل لعيني بعض، يسري بقلب كل منهم شعور لا يعرفه، لا تفسير لديه، أو بالأصح يطمسهُ بعقل كل منهم لديه فكره خاطئه عن الآخر، لكن بلحظه حتى تلك الفكره تلاشت مع أصوات الرصاص التى بدأت تختفي تدريجيًا الى أن شبه تلاشت ، بغفوه  من عقل زاهر أحني وجهه وإقترب من وجه حسني إختلطت أنفاسهم التى إرتفعت كاد زاهر أن يُقبل حسني، لكن إنقطع ذالك التواصل حين سمعا الإثنين آنين وسِباب صالح الفج... 

بلحظه عاد زاهر لوعييه وتملك عقله مره أخرى نظر لـ حسنى قام بخلع قميصه ووضعه على رأس حسني قائلًا  بأمر: 
إدخلي إنتِ لأوضتك. 

رغم أن حسني  مازلت تشعر بتوهان،شعرت بخجل من رؤيتها زاهر نصف عارِ،أخفضت بصرها  وكانت ستعترض وكادت تنهض قائله: 
أبوك بينزف و... 

جذبها زاهر لتجلس مره أخرى وقطع حديثها بآمر : 
ممنوع توقفي،خليكِ موطيه الرصاص ممكن يرجع تانى، وإسمعي كلمتِ وإدخلى لأوضتك من سُكات،متدخليش فى اللى مالكيش فيه. 

كادت حسني تعترض مره أخرى لكن نظر لها زاهر  بتحذير، إستسلمت وكادت تتحدث، لكن زاهر قال لها بأمر نافذ: 
على أوضتك غيري بيجامتك وأستري شعرك،وحاذري أو وممنوع تقربى من البلكونه. 

إمتثلت حسني لآمر زاهر وذهبت نحو غرفتها حبوًا، لكن قبل أن تدخل الى الغرفه رمقت زاهر  بنظره دافئه 
دخلت الى الغرفه ذهبت نحو الفراش وجلست عليه وضعت يدها على موضع قلبها الثائر ويدها الاخرى قربتها من شفاها وتذكرت تقاربُها مع زاهر وهي بين يديه وأنفاسه التى إختلطت بأنفاسها، ما تفسير تلك النظرات، كذالك لاول مره تشعر بإحتواء، بهيام تاهت حسني للحظات تشعر بشعور يختلج كيانها... لم تكُن تتمني أن تبتعد عن زاهر،تذكرت نظرة عيناه هل كان حقًا يخاف عليها من الأذى، تنهدت بحِيرة قلب،جذبت ذالك القميص الخاص بزاهر الذى وضعه على رأسها كى يسترها به،ضمت ذالك القميص 






لصدرها وتبسمت ، لكن بنفس اللحظه عادت من ذالك الهيام  وذمت نفسها، على حقيقة فسرها عقلها أن ذالك ربما كان فقط مجرد إحساس بالمسؤليه بوقت الخطر، وتذكرت حِدة زاهر مع والده لم ترى حتى بعينيه نظرة شقفه لوالده، حقًا رغم أنها لم تُعاشر صالح الا قليلًا، لكن لا تشعر بالإرتياح له،كذالك تبغض من نظراته تشعر أحيانًا كأن عيناه تخترق ملابسها، تحاول تجنُب رؤيتهُ، لكن بالنهايه هو والده حتى إن كان   أسوء إنسان. 

بينما رغم تحجُر عين وقلب زاهر على صالح لكن فقط مجرد واجب  منه كأن من أمامه يتألم شخص غريب عنه، وإن كان قلبه ليشفق على غريب، لكن مجرد واجب، إقترب من صالح قائلًا: 
مكان الرصاصه فين؟. 

مثل صالح الآلم قائلًا: 
هو أيه الرصاص ده كله هى الحرب، قامت إهنه. 

رد زاهر بسخط: لاه مش حرب، وخلاص صوت الرصاص وقف خليني أشوف الرصاصه فين. 

رد صالح بآلم واهي: 
الرصاصه باينها جت فى كتفي. 

فحص زاهر كتف صالح وجد الرصاصه بنهاية عضد يدهُ مكان غير خطر،حتى نزيف شبه بسيط تنهد ونهض قائلًا: 
هروح أجيب لك مُطهر وشوية قطن نكتم الجرح. 

تحدث صالح: 
إطلب لى إسعاف من أى مستشفى، ولا أطلب البوليس، هو فين إزاي مسمعش أصوات الرصاص دى، زمان البلد كلها سمعته. 

تنفس زاهر بقوه قائلًا بتهكم: 
  مش سامع سرينات البوليس،وأكيد ده السبب فى وقف صوت ضرب النار  ، بس حرجك مش خطير، عالعموم هطلب لك إسعاف من المستشفى، بس لازم نكتم الدم الاول، إنت بقيت راجل كبير، ودمك غالي. 

ترك زاهر صالح يشعر بغيظ ليس من تلميحات زاهر الفجه،ولا  من عدم إهتمام زاهر بشآن إصابته  فقط، بل أيضًا من منظره مع تلك الجميله التى أخفاها عنه وأمرها بالعوده لغرفتها، شعر بحقد أكثر حين كاد زاهر أن يُقبلها أمامه، وإحتواؤه لجسدها بين يديه كآنه كان يُخفيها عن نظره. 
❈-❈-❈
بمنزل صلاح 
بغرفة صلاح 
بعد أن جمعت يُسريه قطع الهاتف قامت بتشغيله مره أخري تنهدت حين رأته عاد يعمل مره أخري، لم تنتظر كثيرًا وقامت بالإتصال على حفصه أكثر من مره كذالك السائق لكن الإثنان هواتفهم فقط تُعطي رنين ولا أحد منهما يرد،زاد الهلع بقلبها




 وبدأت تهمس بإستجداء،فى نفس الوقت  
خرج صلاح من حمام الغرفه سمع همس يُسريه وهى تنظر لشاشة الهاتف بيديها، كآنها تستجدي أحدًا ، إستغرب ذالك،سألًا: 
فى أيه يا يُسريه بتتصلِ بمين بدري عالصبح كده. 

ردت يسريه بزهق وقلب مأخوذ: 
بتصل على حفصه،وموبايلها بيرن ومش بترد عليا،غير كنت بتصل على السواق هو كمان مش بيرد. 

إستغرب صالح  قائلًا:
غريبه فعلًا، بس يمكن هى فى المحاضره وعملاه صامت، والسواق  يمكن نزل يشتري جاحه  عالسريع وسايب موبايله بالعربيه. 

ردت يُسريه: 
مش عارفه، بس أكيد زمانها موصلتش حتى للجامعه دى خارجه مبقلهاش ساعه. 

للحظه شعر صلاح هو الآخر بسوء لكن حاول تهدئة يسريه قائلًا: 
عادي إنتِ عارفه حفصه ممكن تكون ضغطت عالسواق يسوق بسرعه، إهدي إنتِ وبلاش قلبك الخفيف ده. 

تنهدت يُسريه  تحاول تكذيب شعورها السئ منذ أن رأت الطيف يصعد للسياره خلف حفصه لديها شعور مؤكد بحدوث سوء، لم تنتظر كثيرًا 
حين قامت بالإتصال على هاتف حفصه مره أخيره تنهدت براحه حين فُتح الخط، لكن لم تستمر تلك الراحه حين سمعت صوت إطلاق رصاص مُكثف، بخضه وقع الهاتف من يديها  كذالك تناثر زجاج شُرفة الغرفه 
بتلقائيه من صلاح جذب يُسريه وتجنب  بعيد عن تلك الشُرفه وإنزوي الإثنان بأحد أركان الغرفه بعيد عن مرمي الرصاص، لكن يُسريه رجف قلبها وكادت تنهض قائله: 
جاويد. 

جذبها صلاح للمكوث جوارها قائلًا: 
إهدي يا يُسريه مش سامعه صوت الرصاص وكمان قدامك أهو الرصاص بينتشر فى الأوضه، أكيد جاويد هيبعد عن الرصاص. 

شعرت يُسريه بخوف مضاعف قائله: 
أيه اللى بيحصل ده.  

إحتوي صلاح جسد يسريه قائلًا: 
مش عارف، حاولى تهدي خلينا فى مكانا بعيد عن الرصاص .

بكت يسريه بجزع قائله: 







إحنا بعيد عن الرصاص والله اعلم جاويد وكمان مراته، وبقية الشغالين فى الدار، مش سامع أصوات الرصاص،ولا أرضية وحيطان الاوضه اللى ملاها الرصاص. 

رد صلاح بجزع هو الآخر: 
شايف وسامع بس حاولى تهدي خليكِ مكانك وأنا هزحف أجيب الموبايل بتاعى وأتصل على موبايل جاويد نطمن عليه هو ومراته،وبقية الشغالين أكيد زمانهم هما كمان بعدوا عن الشبابيك والبلكونات وإستخبوا فى مكان آمن بعيد عن الرصاص.

خلال ثوانى عاد صلاح جوار يسريه جاثيًا وقام بفتح الهاتف وإتصل على هاتف جاويد،وفتح مُكبر الصوت قائلًا:
فتحت الميكرفون اهو عشان تسمعي بنفسك رد جاويد وتطمني. 
لكن زاد القلق أكثر، حين لم يرد جاويد، وأعطي الهاتف لهم إشعار أن الهاتف الآخر مشغول بمكالمه أخرى.

تنهد صلاح هو الآخر  يزداد القلق بقلبه، لكن قال: 
هتصل عالشرطه، أكيد المجرمين دول لهم هدف، والشرطه هى اللى لازم تتعامل معاهم بسرعه. 

بدموع وخفقان قلب يرتعد أومأت له يُسريه بموافقه، تبتهل أن يتبدل ذالك الشعور السيئ الذى يملأ قلبها. 
❈-❈-❈
بغرفة المكتب. 
إنخفض جاويد بجسد  سلوان  أرضًا بعيدًا عن مرمي الرصاص، لكن إنخلع قلبه حين تراخى جسد سلوان، ليس هذا فقط  بل زاد شعوره بالهلع واللهفه حين سحب يده من خلف سلوان ورأي تلك الدماء عليها، حضن جسد سلوان عليه رأي دماء قريبه من كتف سلوان، عاد ينظر لوجهها، ملامحها الشاحبه، لكن لاحظ تلك الدماء التى تسيل على نهاية ساق سلوان، إرتعب قلبه وحاول إفاقة سلوان لكن لافائده الدماء تسيل 






من سلوان من كتفها كذالك تتكاثف أسفلها.

ضم سلوان لحضنه وسريعًا أخرج هاتفه وبيد مُرتعشه قام بالإتصال بأحد رجال الشرطه وطلب منه المساعده فورًا أخبره  ما يحدث،أنهي الإتصال وقام بإتصال آخر بأحد المستشفيات الخاصه طلب منهم إرسال سيارة إسعاف بها طبيبة نساء.   

أغلق الهاتف وضعه بجيبه وحاول إفاقة سلوان لكن لم تستجيب له، ضم جسدها بقوه يشعر بإنسحاب فى قلبه، كذالك يشعر بعجز خائفًا أن ينهض ويحمل سلوان ويخرج من الغرفه غير مُبالى بتلك الرصاصات التى تندفع بهوجاء  لأي مكان،لكن حين سمع صوت سرينة الشرطه من بعيد هدأ صوت الرصاص،وبدأ يتلاشى نهض فورًا يحمل سلوان وتوجه للخروج من الغرفه
بنفس اللحظه تقابل مع يُسريه التى بمجرد أن هدأ صوت الرصاص،خرجت من الغرفه تبحث عنه..
صدق حدسها،حين رأت جاويد يحمل سلوان بين يديه تنزف،لكن إنصدمت أيضًا به هو مُصاب بكتفه ينزف هو الآخر غير مُبالي بآلمه أو ربما لا يشعر به بسبب هلعه على سلوان 
قبل أن تتحدث يُسريه توجه جاويد نحو باب المنزل،خرجت خلفه يُسريه،بنفس اللحظه كانت وصلت سيارة الإسعاف والشرطه التى بمجرد وصولها هرب الأوغاد بتلك الشاحنه الكبيره التى كانوا بها ذهب بعض من عناصر الشرطه لمطاردتها والبعض ذهب الى داخل المنزل تقابلوا مع صلاح...
تحدث إليهم وأخبرهم ما حدث،
دخل صالح الى منزل صلاح بغضب وإدعى اللهفه عليه وعلى من بالمنزل قائلًا:
طمن قلبي وجولى محدش إتصاب. 

حين وقع نظر صلاح على صالح ورأه يرفق يده لصدره وبقايا أثار دماء  نهض بلهفه سألًا: 
مالها يدك.

نظر صالح لـ يده قائلًا:
المجرمين صابونى،جولى أيه اللى حصُل اللى حصل ده  أول مره حد يتجرأ ويتهجم على كُبرات عيلة الأشرف،اللى حصل لا يمكن ينسكت عليه،وإنت يا حضرة الظابط كنتم مستنين أيه،تدخلوا بعد المجرمين ما يصفونا كلياتنا.

نهض الضابط قائلًا:
إحنا بمجرد ما وصل لينا خبر إتحركنا فورًا،ولما وصلنا العربيه الكاميون اللى كان فيها المجرمين هربت بس فى وحدة شرطه إتبعتهم وتأكد  







المجؤمين مستحيل يفلتوا مننا، وحسب أقوال السيد/ صلاح إن اللى المجرمين محدش منهم دخل لداخل البيوت رغم أنه كان سهل عليهم الدخول،أكيد كان ليهم هدف.

للحظه إرتبك صالح وقال بتهكم:
بس إياك المجرمين مش يفلتوا من الشرطه،وياترى بجي أيه كان هدف المجرمين ده.

رد الضابط ببساطه:
لحد دلوقتي معرفش،بس أكيد هيظهر الهدف،ولو سمحت ممكن تسيبنى أكمل شُغلى وكمان فى وحدة إسعاف موجوده بره قدام البيت،تقدر تروح لهم يساعدوك واضح إنك مصاب،وكمان هحتاج اقوالك إنت وكل اللى كانوا فى مُحيط ضرب النار.

بنفس اللحظه 
دخل زاهر ومعه حسني الذى خشي أن يتركها بالمنزل وحدها،لا يعرف سبب لذالك لكن تحمل كثرة أسئلتها وحديثها الكثير،حتى حسني رحبت بالذهاب معه ليس فقط خوفًا من ما عاشته قبل قليل كان سهل أن تنتهى حياتها برصاصه،لكن هنالك شعور توغل منها تشعر بالآمان برفقة زاهر الذى بالكاد يرد بكلمه كآنه مُغصبًا.

تسالت حسني قبل زاهر بلهفه:
جولى يا عمي صلاح محدش جراله حاجه،فين الحجه يُسريه،وسلوان.

تنهد صلاح بآلم قائلًا:
الحجه يسريه راحت مع جاويد،سلوان إتصابت وكمان جاويد.

سأم وجه حسني قائله:
سلوان حِبله،ربنا يلطف بيها هى جاويد،أى مستشفى عشان أروح أطمن عليهم.

نظر زاهر لـ حسني الذى شعر بقلق هو الآخر على جاويد وزوجته قائلًا  بنظرة تحدير لها: 
أنا هروح أطمن عليهم يا عمِ، بس أيه اللى حصل ده أنا أول مره أشوفه فى الحقيقه صحيح سمعت عن حاجات زى دى بس اول مره أشوفها، وكمان كان الغرض من ورا ده أيه. 





تنهد صلاح قائلًا بآسي: 
والله يا إبني ما أعرف سبب، وياريت فعلاً  تتصل على جاويد وتشوفه فى أى مستشفى  وتبقى جانبه. 

أومأ  زاهر لـ عمه وأخرج هاتفه، بعد أكثر من إتصال رد عليه جاويد وأخبره أنه  ذاهب الى إحدي المستشفيات الخاصه، وأعطاه إسمها. 

أغلق الهاتف  ونظر لـعمه قائلًا: 
جاويد قالى على إسم المستشفى  اللى رايح ليها هروح أحصلهم. 

أوما له صلاح ونظر له بشُكر قائلًا: 
تسلم يا ولدي إبقى طمني عليهم وكمان خُد أبوك معاك هو لازمه دكتور يشوف إصابته. 

نظر زاهر  لـ صالح  ربما كان يود أن يتركه ولا يُبالي به، لكن الواجب تحكم كذالك طلب عمه... 
أشار زاهر لـ صالح أن يذهب أمامه، تفوه صالح ببعض المهترات وإلقاء الاتهامات قبل أن يذهب مع زاهر الذى بداخله يستهزء من هُراء صالح، بينما حسني تعقبت زاهر لكن قبل أن يخرج من المنزل نظر لها بحِده سألًا: 
على فين؟. 

ردت حسني ببساطه: 
هاجى معاكم المستشفى  أطمن على سلوان وواد عمك وكماا... 

قاطعها زاهر بآمر قائلًا: 
إنتِ تفضلي  هنا مع عمي فى الدار ومتخرجيش منها لحد ما أرجع مفهوم. 

كادت حسني تعترض، منا جبر زاهر قائلًا بآمر نافذ: 
مش هكرر حديتي ممنوع تخرجي من دار عمي. 

برطمت حسني  ببعض الكلمات 

تضايق زاهر منها قائلًا: 
مفهوم. 

ردت حسني بسخط: 
مفهوم... بس...

قاطعها زاهر قائلًا:
كلمه واحده مش عاوز رغي كتير عالفاضي،وأنا هبقى أتصل أطمنك.

إنشرح قلب حسني وتبسمت له وقالت بإختصار:
مفهوم،بس وإبحي طمني عليهم.





أومأ زاهر رأسه وغادر ومعه صالح الذى يشتاط غِلًا.    
    ❈-❈-❈
بالمشفى 
تبسم ناصف يشعر بنصر وقام بإلاتصال على إيلاف وطلب منها الذهاب فورًا الى المشفى... 
وضع الهاتف وتبسم للذى دخل الى غرفة المكتب قائلًا: 
خير إتصلت عليا ليه. 

تبسم ناصف قائلًا: 
خير، تعالى أقعد نشرب قهوه على روح المرحومه. 

إستغرب الآخر سألًا: 
مين المرحومه  دى!. 

تبسم ناصف  بإنشراح: 
الدكتوره  إيلاف حامد التقى. 

إستغرب  الطبيب الآخر قائلًا بفزع: 
هى الدكتوره  إيلاف ماتت. 

رد ناصف: 
لاء، بس بعد كده مش هتفضل دكتوره. 

إستغرب الطبيب  ذالك قائلًا  : 
مش فاهم وضح كلامك وبلاش مراوغه. 

تبسم ناصف وسحب ورقه من أمامه وأعطاها للطبيب قائلًا: 
الدكتوره إيلاف إتقدم فيها بلاغ من أهل المريض اللى توفى إمبارح  إنهم شاكين إنها السبب فى وفاته، وأنا بصفتي نائب المستشفى  والمدير المؤقت وقفت إجراءات تصريح خروج المتوفى وكمان حولته للجنة الطب الشرعي. 








إستغرب الطبيب  قائلًا  بفرح: 
وده حصل إزاي؟ إزاي أقنعت أهل المتوفي يقدموا البلاغ ده؟... وهما عارفين إن ممكن جثة المريض هتتحول ويتوقف تصريح دفنه لحد ما يسمح  تقرير طب الشرعي.

تبسم ناصف بمكر قائلًا:
أنا معملتش حاجه،أنا طبعًا مع زميلتي الدكتوره الشاطره والإنسانه،بس طبعًا الممرضه زرعت فى عقل أهل المريض ان سبب موته هو عدم إهتمام الدكتوره،ويمكن كمان فى سبب تاني،الله أعلم ممكن يكشفه الطب الشرعي بعد تشريح الجثه.

نظر الطبيب لـ ناصف مُعجبًا بدهاؤه قائلًا:
ضربة معلم،مش دكتور.

تبسم ناصف قائلًا:
كده خلصنا من الدكتوره فاضل بقى الدكتور الإنساني لما يرجع ويتفاجئ إن رفقية الإنسانيه متهمه بشبه قتل مريض،ومش بعيد هو كمان  تجي سيرته فى التحقيقات اللى هتحصل بصفته خطيب أو زوج الدكتوره وكمان مدير المستشفى،لو وصل للجنة التحقيقات إن ممكن يكون هو موالس عليها.

نظر الطبيب الآخر بإعجاب قائلًا:
دى تبقى ضربة معلم بصحيح وضربت عصفورين بحجر...وبالذات لو كمان إتذكر فى التحقيقات الدكتوره تبقى بنت "لص قاتل"،يعني البذره من البدايه فاسده. 

بعد قليل دخلت إيلاف الى ذالك المكتب  
ألقت السلام ثم قالت: 
خير يا دكتور حضرتك إتصلت عليا، رغم النهارده يوم راحتي. 

رسم ناصف الكذب قائلًا: 
مش خير يا دكتوره للآسف وده بسبب المريض اللى توفي إمبارح. 

رجف قلب إيلاف وقالت: 
مش فاهمه حضرتك تقصد أيه بالمريض اللى توفى إمبارح. 

رد ناصف: 
المريض أهله قدموا بلاغ أنهم شاكين ان المريض توفي بسبب تقصير أو عدم إهتمام بيه. 







ردت إيلاف: 
أى تقصير، أنا كنت  بهتم بالمريض ده بنفسي، وكمان   إستغربت فعلاً  إن حالته فجأه إدهورت بعد تقريباً  ما كان خلاص شبه إنتظم تنفسه وكنت هسمح بشيل جهاز الأوكسجين من عليه.

رد ناصف قائلًا:
أنا للآسف تابعت الحاله فى آخر لحظه،بس إنتِ لسه المفروض دكتورة إمتياز وممكن تكون قلة خبره،بس أنا حبيت أنبهك لأن إتخذت الإجراءات بناءًا على تقديم أهل المريض شكوي،ووقفت تصريح الدمن وحولت المريض للطب الشرعي.

تسألت إيلاف:
مش فاهمه أنا دخلي أيه فى الموضوع ده؟.

رد ناصف:
إنتِ اللى كنت الدكتوره المسؤله عن حالة المريض مباشرةً،ولو أتثبت فعلاً إن المريض مات بسبب تقصير منك أو شُبة جنايه ده فيها عقاب أكيد.

إندهشت إيلاف وتزعزعت ثقتها فى نفسها لكن حاولت الهدوء والتبرير قائله:
شُبة جنايه،أنا مش فاهمه أنا دخلى ايه حتى موته حتى  لو انا اللى كنت مباشره حالة المريض، انا أديت مهمتي لآخر لحظه معاه. 

إبتسم ناصف بداخله من إرتباك إيلاف وشعر بزهو قطع نصف الطريق الصعب والباقى أصبح سهلًا. 
❈-❈-❈
بمشفى خاص
خرج جاويد من إحدي غرف العمليلت بناءً على طلب الطبيبه منه...بصعوبه إستجاب لها 
خرجت خلفه يُسريه  قائله: 
جاويد إطمن سلوان  هتبقى بخير، بس إنت كمان لازم يشوفك دكتور، إنت كمان متصاب برصاصه فى آخر إيدك ولازم دكتور يشوف الجرح، الرصاصه ممكن تسبب فى جسمك تسمُم. 

إعترض جاويد بلوعه قائلًا: 
سلوان يا ماما. 

مسدت يسريه على كتف جاويد السليم قائله بإقناع: 
هتبقى بخير، بس إنت كمان لو فضلت كده الرصاصه فى كتفك نزف الدم والرصاصه هيضروك إنت كمان وممكن تقع من طولك لازم تهتم بنفسك عشان تقدر تبقى جنب 




سلوان...ومتقلقش على سلوان أنا هبقى جنبها لحد ما ترجع.

بصعوبه إقتنع جاويد وذهب الى أحد الأطباء بالمشفى كى يُضمد جُرحه، لم يغيب وقت طويل ولم يمتثل لقول الطبيب الذى أخرج له الرصاصه من غضد يدهُ الذى طلب منه الإسترخاء قليلًا، وعاد الى مكان غرفة سلوان 
وجد يسريه جالسه على مقعد أمام باب غرفة العمليات سألها بلهفه:
محدش طلع من الأوضه.

تصعب قلب يُسريه حين رأت جاويد يرفق يده لصدره بحامل طبي،وقالت له:
لاء بس أكيد خير.

تنهد جاويد بآسى وعلم أن والداته تحاول طمئنتهُ،لكن هو رأي حالة سلوان،كانت بين نزفين.

جلس على مقعد آخر جوار يُسريه ينتظر هو الآخر واللحظه دهر من الزمن والأفكار السيئه هى من تفرض نفسها وبقوه.

بعد وقت ليس بقليل خرجت تلك الطبيبه:
وقف الإثنين بلهفه حين سمعا صوت فتح باب الغرفه،تسألت يُسريه:
خير يا دكتوره  طمنينا.

ردت الطبيبه بعمليه:
خير ان شاء الله 
المريضه كان فى شظية رصاصه صابت كتفها وواضح الرصاصه مخترقتش الكتف ويمكن ده رحمه من ربنا،بس كان عندها نزيف تانى وده اللى كان له تآثير كبير،وللآسف إحنا حاولنا نسيطر على النزيف ونوقفه بس للآسف بسبب النزف ده المدام فقدت جنين من الإتنين اللى كانوا فى بطنها،وكمان مقدرش أقولكم إن المدام عدت مرحلة الخطر،لآن ممكن النزيف يرجع تاني،إحنا عطناها أدويه مضاده للنزيف ومازال النتيجه مش معروفه،بتمني كنت أقدر أطمنك،بس كل شئ بأيد ربنا،وأنا هقدم التقرير الخاص بالمدام لإدارة المستشفى لإن واضح إن فى شُبهه جنائيه فى حالة المدام وبالأخص مكان الرصاصه.

صاعقه ضربت قلب جاويد فقد أحد جنينيه وليس هذا فقط بل الآخر معرض للفقدان هو الآخر وحالة سلوان الغير مُستقره،كل هذا كثير عليه وذكريات مريره تمر مره أخري أمام خاطره تشعره بالعجز مره أخري تجعله يتمني أن يكون هو الفدو لمن يُحب.
❈-❈-❈
بمقابر البلده 
بدأت حفصه تشعر بحراره زائده على وجهها بسبب تعامُد آشعة الشمس،بوهن بدأت تفتح عينيها بصعوبه تشعر بآلم فى رأسها،شعرت أن جسدها مسنود على 




حائط خلفها،بدأ يعود لها الوعي تدريجيًا،آخر ما تتذكره هى كانت تحاول الإتصال على والداها قبل أن يضع ذالك المجرم الرذاذ على وجهها وغابت بعدها عن الوعي،رفعت يدها تحاول فرك 



ذالك الوخم عن عينيها،لكن شعرت بآلم فى يدها،بنظره مغشية رأت يدها  أثر أن  دم شبه مُتخثر،دب الهلع فى قلبها...وفتحت عينيها بإتساع نظرت حولها،لتشعر بهلع أكثر،حين تفاجئت أنها وسط المقابر، كادت تنهض ولوهنها لم تتحملها ساقيها وخر جسدها أرضًا سانده على مرفقيها مره أخرى بين ممر بين المقابر،بخوف 








تحملت ونهضت،تشعر بدوخه وسارت بترنُج تخشى لمس يديها لأحد جدران المقابر،حتى خرجت من المقابر،مازالت تسير بترنُح الى أن وصلت الى دكان زوج خالتها القريب من 





المكان،كان يجلس حزينًا،بما وصل إليه من أخبار،هو عاشر هذه العائله وأصبحت له مثل الأهل وأكثر،ولا يستحقون ما حدث،لكن تفاجئ بدخول حفصه عليه الدكان بملابس مُزريه بتراب كذالك وجهها،إنصعق حين رأى منظرها،لكن حفصه وقفت تلتقط نفسها بصعوبه وكلمة
"خالتي" 
قالتها بإستنجاد ثم سقطت أرضًا مغشيًا عليها.

نهض زوج خالتها سريعًا حملها ووضعها بسيارته الخاصه بنقل البضائع،فكر قليلًا أن يأخذها الى المشفى،لكن بآخر لحظه أخذها لمنزل صالح الأشرف...حملها سريعًا ودخل الى المنزل،كانت حسني برفقة محاسن وصلاح 
إقتربت محاسن بلهفه حين رات دخول زوجها يحمل حفصه،كذالك صلاح الذى أيقن أن حدس يُسريه كان صحيحًا بتلقاىيه منه أخذ حفصه من بين يديه بلوعة قلب،قائلًا:
حد يطلب دكتور بسرعه.

دخل صلاح بـ حفصه الى غرفتها وخلفه حسني ومحاسن التى تشعر بغصات قويه فى قلبها فأبناء أختها تشعر بهم كآنهم أبنائها لكن حاولت التماسك قالت لـ صلاح:
إهدى يا صلاح وأطلع من الاوضه وأنا وحسني هنغير لـ حفصه على ما الدكتور يوصل.  

بصعوبه خرج،بنفس الوقت تفاجئ بـ هاشم يدخل الى الدار بوجه مُرتجف قائلًا:






أيه اللى حصل يا صلاح،أيه منظر الدار ده،وكمان فى رصاص فاضى مرمى عالارض وانا داخل،فين سلوان.

صمت صلاح فماذا يقول له،لكن رحمه من الرد زوج محاسن الذى عاد ومعه طبيب من الوحده الصحيه الخاصه بالبلده.

بينما بغرفة حفصه 
قامتا محاسن وحسني بتبديل تلك الثياب الرثه بأخري نظيفه وقامت حسني بجلب منشفه وبللتها بمياه وقامت بمسح أثر الرمال من وجه حفصه،لكن تنهدت محاسن براحه حين إطمئنت أن حفصه لم يُصيبها مكروه سوا ذالك الحرج الذى بساعد يدها،والباقى سهل مدواته.
❈-❈-❈
بالمشفى الخاص 
وقف هاشم أمام جاويد يسأله عن حال سلوان 
تنهد جاويد بصمت،بينما نهضت يُسريه واخبرته أنه ستبقى بخير،لم يضغط هاشم بالسؤال فهو علم ما حدث،لكن قلبه يرتجف على حال إبنته ويود رؤيتها.

لكن بنفس اللحظه آتى صالح الى مكان جاويد يفتعل هوجاء إزدادت إشتعالًا حين رأى غريم الماضى،تعصب بإستفزاز قائلًا له:
أنا عارف مين اللى سبب ضرب النار على دار الاشرف،وعارف ايه هى نيته؟.

إستغرب جاويد وزاهر الذى كان جواره سألًا:
ومين اللى عمل كده وأيه غرضه.

رد صالح بيقين:
أكيد المُرشح المنافس ليا فى الإنتخابات،غرضه أنه يرهبني.





تهكم جاويد بالكاد تحدث:
وهيرهبك ليه،وطالما إنت اللى كنت مقصود،ليه الرصاص كمان كان بينضرب على بيتنا.

رد صالح بلوم:
تمويه،شوفت آخر مساندتك له،بدل ما تسانديني،فى الآخر لما حس إنى ممكن أخد منه العضويه،غدر ومتأكد هو اللى بعت المجرمين اللى ضربوا على بيوتنا نار.

تهكم جاويد بداخله ونظر لـ صالح بحقد وكُره وذكري واحده أكدت له أن من خلف هذا الحادث هو ذالك الشيطان 
ذكري رؤيته الاخيره لشقيقه جلال وتوأمه ورفيق روحه...آخر مره رأه كان يسير نحو ارض الجميزه،

[فلاشــــــ... باك] 
كان جلال وجاويد بعمر الثانيه عشر تقريبًا،كان توأمان يرافقان بعضهما بكل شئ حتى فى اللعب يمرحان  مع أطفال بنفس اعمارهم فى البلده،لكن إقترح جلال فكره قائلًا:
شجرة التوت بتاع عم الحج مؤنس اللى على راس أرضه فيها توت 





خد الجميل مستوي وطعمه حلو جوي،أنا هروح أشوفه فى الغيط وأطلب منه الاذن يسبني أطلع عالشجره أقطف شوية توت.

تبسم له جاويد قائلًا:
وأنا هرجع للدار بسرعه أقول لـ ماما وأجيب كيس وأجيلك.

تبسم جلال وقال له تمام،بس متتأخرش عشان التوت خد الجميل بيبقع الهدوم وماما بتضايق وبتقول البُقعه مش بتطلع.

تبسم جاويد قائلًا:
لاء مش هتأخر على ما تاخد الإذن من عمِ الحج مؤنس هكون جيتلك على الارض.





ذهب جلال نحو أرض الجميزه،بينما جاويد توجه نحو المنزل لكن رأى  جاويد صالح يقترب من جلال،لم يُبالي بذالك،وعاود السير نحو المنزل،وأخبر والداته التى شعرت بسوء لكن نفضته قائله:
اللى يطلع على شجرة التوت يحاذر بلاش يطرف ولا يقف على فروع صغيره.

وافقها جاويد وغادر المنزل لكن تقابل مع جواد الذى كان يلهو فى




 الشارع وأخبره،ذهب جواد معه هاربًا من أصدقاؤه الذى كان يلهو بينهم،لكن بمنتصف الطريق 
كان هنالك فرسً جامحًا فلت لجامه يجرى  بسرعه قويه بهوجاء  كان جميع من بالطريق يتجنب خوفًا من هيجانه،كذالك جواد وجاويد بعد ان كانا جوار بعضهما إنتصف بينهم الطريق وتجنب كل منهم الى ناحيه،لكن الفرس إقترب من جاويد وصهل ورفع ساقيه،  وضرب صدر جاويد ضربه ربما غير مُتمكنه لكن مؤلمه للغايه، شعر جاويد  بـ "حدوة الفرس" كآنها سكين مسنون تخترق جلد صدره  
بسبب ذالك سقط أرضًا ينزف بغزاره،  كانت أصابته خطيره فـ رفسة قدم  الفرس القويه كانت فوق قلب جاويد مباشرةٕ،وسببت حدوة الفرس الحديديه جرح غائر بصدر جاويد،شدة الألم على جاويد جعلته يشعر أنه 



مسلوب الروح وقتها لم يشعر سوا بيدي جواد ودموعه تنساب فوق جسده وكان آخر شئ شعر به هو جواد وهو يحاول وقف نزف دماؤه بعد أن خلع كنزته بطفوله ظن أنه حرج صغير،لكن كان جرحً غائر والدماء لم تتوقف عن النزيف،ظل جاويد بالمشفى بعدها لعدة


 أيام،إستغرب الجميع من نجاة جاويد فلو تمكنت منه قدم الحصان لكان تردى فى الحال قتيلًا،لكن ظل غائب عن الوعى لفتره زمنيه،حتى حين إستعاد وعيهُ كان يشعر بنقص شئ من روحهُ


،كان يتسأل عن جلال،لكن لم يخبروه أنه رحل إلا بعد أن  شبه تعافي لكن علم ماذا كان ينقصه،إنه أصبح يحيي بنصف روح 
فلقد رحل النصف الآخر لروحه 
لكن لم يرحل التخاطُر بين... "رُفقاء الروح"

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-