أخر الاخبار

رواية شد عصب ) الفصل الاخير والفصل الخاتمه بقلم سعاد محمد سلامه

رواية شد عصب 

 الفصل الخمسون الاخير
 والفصل الحادي والخمسون الخاتمه
 بقلم سعاد محمد سلامه

بالمشفى 
هرول هاشم الى جواد الذى يخرج من إحدى الغرف،وقف أمامه يلهث سألًا بترقُب:
سلوان؟.

رد جواد بعمليه:
سلوان فى أوضه تانيه ومعاها إيلاف ،بس أعتقد حالتها مش خطر إطمن .

بلهفه أيضًا سألً هاشم:
وجاويد؟. 

شعر جواد بغصه وهو يقول: 
جاويد عنده شوية رضوض فى جسمه وكمان إيده الشمال مكسوره وجروح مش خطيره وأنا عطيته مُخدر عشان جسمه محتاج لراحه حتى لو لوقت قصير، للصبح، لانه لو فاق مش هيمتثل. 

تنهد هاشم براحه قليلًا،وذهب نحو إيلاف التى خرجت من غرفه مجاوره،نظرت له بشفقه وقالت:
إطمن حضرتك،سلوان هتبقى بخير إن شاء الله.

تلهف هاشم بالرد:
يارب،عاوز أشوفها.

نظرت إيلاف لـ جواد الذي أومأ لها راسه بموافقه،يعلم مدى تعلق هاشم بإبنته الوحيده،وافقت إيلاف قائله:
تمام،إتفضل إدخل لها .

سريعًا دلف هاشم وخلفه إيلاف،وتبقى جواد بالخارج ليرد على رنين هاتفه...قائلًا:
لاء إطمني يا خالتي،سلوان وجاويد الإتنين بخير بس مين اللى وصلك الخبر إنتِ وعمِ هاشم كده بسرعه.

تعلثمت محاسن وتحججت قائله:
الخبر الرضي مش بيستني يا ولدي،هتصل عليك مره تانيه،بس عشان جلال بيعيط. 

أغلق جواد الهاتف تنهد يشعر براحه جروح جاويد وسلوان ليست خطيره يكفي عودتهما وتلك الجروح سهل مداواتها وستندمل مع الوقت.

بينما دلف هاشم الى غرفة سلوان توجه مباشرةً الى الى الفراش التى تمكث عليه سلوان 
سأم وجهه وشعر بوخزات قويه فى قلبه،حين رأى ملامح سلوان الباهته،كذالك ذاك الضماد الذى يلف عُنقها وبعض الضمادات حول يديها دمعه غصبًا فرت من بين أهدابه سقطت على يد سلوان الذى إنحني وقبل جبهتها،رغم وجع قلبه على رؤيتها بهذا الشكل لكن شكر الله على نجاتها من تلك البراثن
الشيطانيه،من الجيد أنه علم بها بعد أن نجت سلوان منها ما كان سيتحمل أكثر مما تحمل منذ إختفائها،تنهد وجلس جوارها على طرف الفراش يضم يـدها بين يديه،نظرت له إيلاف بشفقه وقالت برأفه:
سلوان نايمه بسبب المُخدر وإن شاء الله عالصبح هتفوق،حضرتك بلاش تتعب نفسك،و...

قاطعها هاشم بإصرار قائلًا:
أنا هفضل جنبها هنا لحد ما تفوق،قلبي مش هيطمن لو غابت عن عنيا مره تانيه.

رأفت إيلاف به وقالت:
تمام،أنا هفضل هنا فى المستشفى،وكمان جواد،لو أحتاجت أى حاجه..

قاطعها هاشم قائلًا بشُكر:
كتر خيرك يا بنتِ،معايا رقم موبايل جواد.

أومأت له وخرجت من الغرفه وتركته مع سلوان،إنسابت دموع عيناه للحظه شعر بالندم ،سبق وأن حذرته "وصيفه"بمصير إبنته لو عادت لهنا"بالأقصر"لكن إيمانه جعله يتهاون وإيمانه أيضًا هو من أنجى سلوان وزال ذاك الغدر الذى كان بإنتظارها،عكس ما حدث بالماضي حين فرت مِسك معه ونجيت من صالح الوغد، عادت سلوان لهنا وجاويد أنجاها بوعد عشق كان محتوم.
❈-❈-❈
بأرض الجميزه 
خلف ذلك السور 
دبر زاهر رافعه عملاقه بوقت قياسى بعد أن عاد لآعلى مره أخري بعد نزل الى الحُفره كى يطمئن على 
يسريه ومؤنس ومعهم تلك الثالثه الذى عرف هويتها أنها إحدي المجاذيب التى رأها ذات مره تجلس على مصطبه أمام المقابر،ولم يُبالى،كذالك شعر بصدمه حين تفاجئ بـ جُثمان صالح المُردي،شعر بغصات قويه فى قلبه 
رغم أنه كان يعتقد أنه لو رأه مذبوح أمامه لن يتحرك له جِفن لكن ذلك الشعور غريب،حقًا لم يحزن عليه لكن غص قلبه ربما كان يود له نهايه أخري ليته كان تاب عن سواد قلبه،سيطر على مشاعره أمامهم، رغم شعوره بإنهيار داخلي،هنالك لُغز حدث هنا، لكن وجب عليه مساعدة زوجة عمه التى كانت دائمًا تبحث له عن الخير،والدليل هو"حسني"الذى ظن أنه تورط بالزواج منها لكن هى كانت له طوق نجاة.

بدأت تلك الرافعه العملاقه بالنزول الى عُمق قريب من الحُفره،صعد عليها مؤنس ووصيفه،ترددت يُسريه للحظات قلبها يشعر بالبؤس هنا تلاقت روح جلال بجسده الهائم وإختفى هنا عثر على خلاص روحه،بالمكان التى فاضت به روحه سابقًا،تسارعت الدموع من عينيها خلفه...مد مؤنس يده لها يشعر بقلبها هو الآخر ذاق مرارة فقد الأحبه،لا آلم أقسى من هذا الآلم لكن هنالك الصبر هو ما يسلي القلب عن ذلك الفُراق المرير،كذالك وصيفه عانت من ذلك الفقد،تشارك الثلاث نفس الإحساس بذاك الآلم
تنهدت يسريه وذهبت نحو يد مؤنس يكفي الليله لم تفقد جاويد بسبب "جلال"الذى أنقذه.

بعد قليل كانت الشرطه بداخل السور مع بداية إختفاء عتمة الليل وبزوغ نهار جديد.
❈-❈-❈
بمنزل القدوسي 
لم تتذوق مِسك النوم،عقلها يثور بهزيان كلما آتى أمام عينيها منظر حمل جاويد،لـ سلوان،هو أنقذها وعادت له،ضاعت آخر فرصه لها،تقرض اظافرها بتوحش وعينيها تجحظ بغليل تُزفر نفسها تشعر كأنها تُنفث لهب من بين انفاسها،لكن نهضت فجأه وتملك منها شيطانها،خرجت من غرفتها غادرت المنزل لا تدري انها بلا غطاء
 لـ رأسها 
بدقائق كانت تدخل الى دار الأشرف،قابلتها توحيده ونظرت لها بذهول من منظرها المُخيف،كذالك مجيئها بوقت باكر هكذا،إعترضت طريقها وقالت لها بإحترام:
أبله مِسك...

لم تُكمل بقية حديثها حين دفعتها مِسك بقوه فى صـدرها وتخطتها ودلفت توجهت نحو سلم المنزل الداخلى صعدته بسرعه كانت تفتح باب غرفة حفصه،لكن وجدت الغرفه خاويه،هزت بجنون وبدأت بفتح أبواب الغرف تهزى بوعيد سافر
هبطت مره أخرى الى أسفل لحُسن حظها سمعت بُكاء ذلك البغيض الذى آتت من أجله،تتبعت صوته ودلفت الى تلك الغرفه 
نظرت لها كل من حفصه ومحاسن التى تجلس على ساقيها جلال كى تقوم بإطعامه حتى يهدأ بُكاؤه 
نظرن لها بذهول من منظرها وكذالك لهاثها،وهى تدلف عليهن تتجه بعينيها وجـسدها مباشرةً نحو ذلك الصغير كآن عينيها تضخ له شرارًا 
حاولت التهجم على جلال،لكن محاسن التى نهضت بسرعه وإستدارت بظهرها لها تحميه منها 
ذُهلت حفصه من ذالك وإقتربت من مِسك حاولت إمساكها تشعر كآن مِسك فقدت عقلها،لكن تغلبت عليها مِسك وفلتت منها وعاودت التهجم على محاسن،لكن حفصه صرخت وهى تحاول جذب مِسك بعيد عن محاسن،آتت توحيده ومعها خادمه أخرى الى الغرفه وتشاركن بإبعاد مِسك عن محاسن وجلال،قيدنها بين أيديهن،حاولت التغلب عليهن لكن أحكمن قيدها إستسلمت لقيدهن، لكن هزت بجنون تبوح ببعض أفعالها الشيطانيه ولجؤها الى الشعوذه بمصاحبة صفيه ومشاركتها بأذى سلوان وكذالك تدبير خطفها.

ذُهلن كلهن من حديث مِسك فى البدايه ظنوه هلوسه،لكن الدلائل أكدت الحقيقه. 

نظرت محاسن لـ حفصه المذهوله،نظرة معناها هل صدقتِ الآن لما لم أكن أشعر معها بالراحه،هى وأمها،الإثنين أعوان للشيطان.

حاولت مِسك بإستماته أن تفك قيدهن لها،بصعوبه فلتت يد إحداهن،دفعتها مِسك بقوه،فإبتعدت عنها أصبح سهل عليها فك قيد الأخري بالفعل دفعتها بقوه هى الأخرى سقطت أرضًا،لم تنتظر هرولت مُسرعه تخرج من المنزل،بينما جلست محاسن على أحد المقاعد تلتقط أنفاسها تضم جلال الذى يبكى كآنه إنصرع،حاولت تُهدهده الى أن هدأ بكاؤه وحاولت إطعامه بصعوبه،بينما جلست حفصه عقلها كآنه شارد كيف خُدعت بـ مِسك وكانت تريدها زوجه لأخيها وهى تضمُر كل هذا الشر بقلبها،لكن لامت نفسها وتذكرت حين أخبرتها مِسك عن إختطافها وهى كذبت وقتها وقالت لها أنها هى من أخبرتها بذالك، الآن تيقنت أن مسك كانت خلف خطفها هى الاخري لكن ماذا كان هدفها من ذالك. 

جلست على أحد المقاعد تشعر بندم وتذكرت معاملتها الجافه مع سلوان فى بداية زواجها من جاويد كانت تبغضها بسبب ميلها ناحية مِسك تلك صاحبة القلب الجاحد.
❈-❈-❈
بينما بجنون عادت مِسك الى دار القدوسي،دلفت الى المطبخ مباشرةً لم تجد أحدًا من الخادمات تلفتت حولها بجنون وهلوسه حتى وقعت عينيها على قنينة كيروسين بشُعله صغيره،قديمه مازال جدها يأخذها معه من حين لآخر وهو ذاهب الى الحقل،يفعل عليها شاي أو قهوه وأخذته كذالك وقعت عينيها على قداحه قريبه من الموقد أخذتها هى الأخرى وصعدت الى غرفتها صفعت الباب خلفها بقوه إرتج مفتوح ذهبت نحوه أوصدته من الداخل بالمفتاح وأخرجت المفتاح وألقته على طول ذراعها ذهبت نحو خزانة ملابسها فتحت إحد الضُلف،لمعت عينيها وبدأت بجذب تلك الملابس الأنيقه وعبوات العطور بماركاتها العالميه وكذالك أدوات الزينه وملابس ناعمه خاصه بالنوم،بعثرتها بالغرفه تنظر لهاوهى تضحك بهستريا،تلك الأشياء كانت تبتاعها من أجل أن تظهر بها أمام نضر جاويد،كانت تود الظهور أمامه فى أبهى صوره،لكن هو لم يراها من الأساس،صرخت بحده وتهجمت على نفسها بالقول بيقين:
لاء جاويد بيحبني،بس هى سلوان اللى ضحكت عليه وخدعته،هى حقيره وهيفوق من كدبها ويرجعلى.

بنفس الوقت تعود لليأس وتهزي بحده:
جاويد خلاص ضاع مني،هو كان طول عمره بيتهرب منى،أنا كنت موهومه.

تعود للوهم وتنهر عقلها 
بين اليأس والهزيان نظرت الى تلك الأغراض شعرت أنها مُبعثره مثلها، حسمت أمرها قامت بتجميعها بمكان قريب من فراشها، فتحت قنينة الكيروسين وقامت بسكب محتواها على تلك الأغراض وأضرمت النار فيها نظرت لها تتراقص عينيها مع ألسنة النار،لم تُبالى وذهبت نحو الفراش وتمددت عليه تنظر لسقف الغرفه ترى إنعكاس النيران عقلها شبه مُغيب أو ربما مغيب بالكامل لم تشعر أن النيران إشتبكت بطرف ملآة الفراش وبدأت تشتعل هى الآخرى حتى وصلت النار الى أعلى الفراش شعرت بلسعتها لجسدها،نهضت من فوق الفراش وحاولت تبتعد لكن النيران إشتبكت فى ملابسها وببعض أغراض الغرفه أيضًا،بدأت تصرُخ تضحك تهزي،كآن النيران بجسدها مثل لسعات الكرباج،ذهبت نحو باب الغرفه تفتحه لكن كان موصدًا بحثت بعينيها عن مفتاح الغرفه لم تعثُر عليه والنيران أصبحت تشتد،بينما عقلها يذهب أكثر لا تبالى بقسوة لسعاتها على جسدها فقط تهزي بجمر قاسى وضياع عقلها.

بينما بغرفة صفيه التى تلتزمها منذ الأمس،لا تعلم كيف نعست وهى جالسه، فتحت عينيها بفزع بسبب صوت صرخة مِسك،نهضت واقفه تسير بترنُح تشعر أنها مثل الخاويه،عقلها هى الاخري أصبح يطن به منظر 
ليالى وحماية محمود لها،محمود الذى عشقته منذ أن وعت على الحياه،لكن هو لم يراها حتى بعد زواجه بها،تعلم حقيقة سبب موافقته على الزواج بها كان إنقذًا لسُمعة والده كى يُداري على فضيحة هرب 
"مِسك"ليلة عقد قرانها على صالح،وافق محمود وأصبح هو المُنقذ لسُمعة أبيه من فضيحه كانت كفيله بؤد قيمته وهيبته الكبيرة والغاليه. 

صُعقت حين رأت ألسنة النيران تخرج من أسفل عُقب الباب، صرخت وهرولت نحو باب الغرفه وضعت يدها على المقبض لكن كان نُحاسى ساخن بسبب حرارة النار، صرخت بقوة تحاول دفع الباب حتى ينفتح، إبتعدت للخلف خطوه حين بدأت النيران تشتعل فى الباب،بنفس الوقت آتت إحدى الخادمات فزعت هى الأخرى من رويتها لباب الغرفه الذى يحترق للحظه ترددت وهى تنظر الى صفيه التى تتبدل ملامحها كإنها تفقد عقلها، تشجعت دفعت الباب بقدمها بالفعل سقط الباب رأين الإثنتين جسد مِسك التى يحترق،إرتجف قلب الخادمه وخشيت أن تنالها النيران هرولت تآتى 
بمطفأة الحريق المنزليه كذالك تطلب المساعدة والدعم،كذالك إتصلت بـ هاتف محمود الذى رد عليها،أخبرته عن الحريق،وأخبرها أنه سيأتى سريعًا... 
بينما صفية رغم أنها إبتعدت عن باب الغرفه لكن عقلها كآنه زهد،لا تشعر بشئ جثت على رُسغيها كآنها ترى عرض تلفزيونى لا حقيقه مُفجعه،النار كآنها إنحصرت بداخل الغرفه حتى عاودت الخادمه ومعها شخص آخر وقام الإثنين بإطفاء النار بطفيات منزليه،حتى إنخمدت النيران إقتربت الخادمه من جسد مِسك التى أصبح بالي،شعرت بالرهبه المُخيفه من منظرها كذالك بعض الآسى عليها.
❈-❈-❈
بالمشفى 
أصرت يُسريه على الذهاب الى المشفى من أجل الإطمئنان على جاويد 
بمكتب جواد أعطت إيلاف حُقنه مُهدئه لـ يُسريه،حتى تشعر بالإسترخاء بعد أن أطمئنت على جاويد،ثم نظرت الى جواد الذى تحدث لها بسؤال:
جاويد وسلوان بخير يا ماما،أنا مش فاهم حاجه من اللى حصل،وأيه سبب وجود حضرتك فى أرض الجميزه.

مازالت يُسريه تشعر بالآلم مما حدث لكن قالت:
أنا مُرهقه يا جواد. 

نظرت إيلاف لـ جواد نظرة تحذير الا يضغط عليها، بينما قالت لـ يُسريه: 
أنا عارفه إنك مش هتطمني غير لما جاويد وسلوان يعودوا للوعى، ومش هتقبلي ترجعى للبيت، بس
فى هنا فى الاوضه سرير حضرتك تقدرى تريحي جسمك عليه ساعتين .

أومأت يُسريه لها بموافقه، بينما إمتثل جواد ولم يضغط عليها.
❈-❈-❈
بمنزل القدوسى 
عاد محمود بعد فوات الآوان 
إحترق جسد مِسك 
كانت كُتلة جسد مٕهترئ وقف للحظه مصعوق القلب منظر تلك الملآه التى تُغطي جسدها لم يظهر سوا وجهها الذى إختفت معالمه، بينما هى گآنها فصلت عن الحياه، إقترب منها بتك الزخات التى تتساقط من أهدابه، بحسره كانت تلتقط أنفاسها الآخيره...بدموع مُضنيه جثى جوار جثمانها أرضًا همس جوار أذنها لقنها الشهاده يحاول السيطره على نفسه حتى لايصرخ متألمًا،يشعر بندم يذم نفسه هو ساهم فى وصول مِسك الى تلك الحاله الميؤس منها،ربما حاول وتمني كثيرًا أن تفوق مِسك من وهم عشقها لـ جاويد،لكن تأخر بأخذ موقف حاسم...
بنفس الوقت كان يدلف مؤنس مُنهك من تلك المواجهه،لكن سمع صُراخ إحدي الخادمات 
بآرهاق صعد الى مكان الصُراخ 
نظر الى صفيه التى تجثو أمام باب غرفة مِسك صامته لا تُعطي أى رد فعل رأى أثر حريق باب الغرفه دلف سريعًا،إنشطر قلبه وهو يرى محمود يضم جسد مِسك لم يرا سوا وجهها وضع 
يديه على موضع قلبه يحاول أن يُسيطر على فاجعة قلبه الذى يآن بدمويه لم يستطع التحمل ترنح جسده قبل أن يسقط أرضًا فاقدًا للوعى.
❈-❈-❈
بالمشفى 
بدأ جاويد يهزى بإسم سلوان قبل أن يفتح عينيه 
تنهد جواد الذى كان يُرافقهُ بالغرفه ببسمه قائلًا:
حتى من قبل ما تفوق بتهزي بإسمها يا إبن الأشرف.

فتح جاويد عيناه يرا بغشاوة أغمض عيناه ثم فتحهما مره أخرى شبه تلاشت الغشاوة،نظر لـ جواد الذى يقف جوار الفراش وسأله:
سلوان؟.

إبتسم جواد وجاوبه:
سلوان بخير،إطمن.

تنهد جاويد براحه قليلًا رغم شعور الآلم بجسده وسأله بترقُب:
كانت بتنزف أيه السبب،وكمان جرح رقابتها.

جاوبه جواد بتوضيح:
متخافش الجرح اللى كان فى رقابتها مكنش غميق بس الحركه الكتير زودت إندفاع الدم
وكمان النزيف التانى طبيعي،ناسى إنها والده مكملتش عشر أيام،بس يمكن برضوا الحركه الكتير زودت طبيعة النزيف مش أكتر،إطمن.

أغمض جاويد عينيه يتنهد براحه،لكن سُرعان ما حاول النهوض من فوق الفراش.

لكن حاول جواد منعه من النهوض قائلًا بنهي:
جسمك كله رضوض يا جاويد ولازم تفضل ممدد عالسرير،مش لازم تتحرك.

شعر جاويد بآلم وقال بإصرار:
ساعدنى ألبس هدومى لازمن أطمن على سلوان بنفسي.

زفر جواد نفسه بقلة حيله قائلًا:
سلوان زمانها نايمه تحت تآثير المُخدر،بلاش تعاند.

أصر جاويد على طلبه قائلًا:
بلاش مناهده يا جواد ساعدنى لازمن أشوف سلوان،كمان نسيت أسألك عن ماما والحج مؤنس.

إستسلم جواد لرغبته وقال ببساطه:.
تمام خلينى أساعدك،بس لازم تاخد حُقنه مُسكنه الأول،وإطمن ماما بخير وهى هنا كمان فى المستشفى،وعاندت زيك كده ومرضتش ترجع الدار،نايمه فى مكتبِ إيلاف إديتها حقنه مُهدئه،والحج مؤنس معرفش،بس يمكن روح دارهُ،بس قولى أيه اللى حصل؟.

آن جاويد بآلم قائلًا:
بعدين أحكيلك اللى حصل،بس دلوك إديني أى حقنه مُسكنه،وبعدها أشوف سلوان.

بقلة حيله إمتثل جواد وأعطى جاويد حُقنه مُسكنه وساعده على إرتداء ملابسه.

بغرفة سلوان 
بدأت هى الأخرى تعود للوعى تدريجيًا فتحت عينيها إنصدمت بنور الغرفه فأغلقتها مره أخرى،لكن قالت بهمس مسموع:
جاويد.

سمع هاشم همسها ونهض من على تلك الأريكه وذهب الى الفراش جلس على الطرف وأمسك يدها ونظر لها تبسم حين فتحت عينيها مره أخري،لكن سلوان عاودت السؤال:
جاويد.

إبتسم هاشم وأخبرها:
جاويد بخير.

أغمضت سلوان عينيها تشعر براحه،بينما رجف قلب هاشم وقبل أن يتحدث سمع صوت فتح مقبض باب الغرفه،تبسم حين رأى جاويد يدلف الى الغرفه يستند على جواد،كذالك هنالك حامل طبي موضوع حول عُنقه يضع ذراعه بداخله،تبسم له قائلًا:
حمدالله على سلامتك يا جاويد.

أومأ له جاويد برأسه وسأله:
سلوان؟.

رد هاشم ببسمه طفيفه:
سلوان كانت صحيت من ثوانى وسألت عليك ورجعت نامت تانى،أكيد من تأثير العلاج. 

غص قلب جاويد وهو ينظر لوجه سلوان كذالك الى ذاك الضماد حول عُنقها وبعض الجروح الظاهره
بيديها، مر أمامه ما حدث قبل ساعات بتلك الحُفره،وتذكر ضعفهُ الذى كاد يودي بحياة سلوان أمام عيناه لولا تدخل طيف توأمه هنا تذكر تلك الآيه القرآنيه
"سنشد عضدك بأخيك"
حقًا رغم أنه كان طيفًا،لكن أنقذه من براثن آثم مجهول بقوة جبارة،الآن فقط تيقن لما كان يبغض عمهُ،كان شعوره صحيحًا،طوال الوقت كان يكرهه حتى من قبل مقتل جلال الذى قتله بدم بارد ونسي صلة الدم والرحم،دمعه ترغرغت بعينيه آبت الخروج من بين أهدابه حين شعر بيد توضع على كتفه تؤازه بقوه قائلًا:
قولت لك سلوان بخير،إنت كمان لازمك راحه يا جاويد.

نظر له ببسمه وأخوه قائلًا:
بصفتك مدير المستشفى أعتقد مش صعب عليك تجيب لى سرير هنا فى نفس الاوضه مع سلوان.

نظر له جواد وحاول تخفيف الموقف قائلًا بمرح:
كله بتمنه يا ريس وعشان الأخوه متنازل عن تعبي معاك،لكن حق المستشفى لاء،هتتحول للقسم الإقتصادي إنت ومراتك،ومتقلقش هجيبلك هنا سرير تاني وستاره كمان عشان الإحراج.

بآلم تبسم جاويد وحاول المزح:
راحت فين رساله الطب الساميه،هتاخد من أخوك مقابل لخدماتك.

تبسم جواد قائلًا:
أهو إنت قولتها فاكر،إنت وساميه مكنش فى بينكم إتفاق يبقى هتدفع يا "وِلد الأشرف".

تبسم هاشم على مزحهم،بينما دلفت يُسريه الى الغرفه تستند على إيلاف وسمعت مزح جواد وجاويد،رغم بؤس قلبها على"جلال"لكن تبسمت على مزحهم زال البؤس من قلبها،أبنائها كما ربتهم 
يشدون عضد بعضهم بوقت الحاجه
علمت من إيلاف إهتمام جواد بـ جاويد بالأمس وسهرهُ جواره بالغرفه كان يرافقه معظم الوقت ليس كـ طبيب،بل طغت الأخوه...كانت دائمًا تزرع فيهم أن الأخ هو عضد أخيه عليه أن يشد عصبهُ وقت الحاجه يكون الداعم الأول له.
❈-❈-❈
ظُهرًا
بقسم الشرطه 
خرج كل من صلاح وزاهر الغير مصدوم بمساوئ والدهُ،لكن يحاول التماسُك، خرجا من غرفة النائب العام الذى حقق معهم فى سر تلك الحُفره بهذا المكان خلف ذاك السور، كانت إجابتهم مُختصره
" لا نعلم شئ"
صاحب السر إنتهت حياته بهذه الحُفره. 

شعر صلاح بـ زاهر البائس الوجه كذالك التائه، وضع يدهُ على كتفه قائلًا: 
جثة صالح إتحولت للمشرحه عشان يعرفوا سبب وفاته.

نظر زاهر لـ صلاح بداخله يتهكم بمراره،فسبب وفاته واضحه،الطمع الذى كان يسير خلفه دائمًا،هو رأى ذلك الباب الآثري بأسفل الحُفره،لكن لم يفهم سبب وجود سلوان وجاويد،كذالك مؤنس ويُسريه وتلك المرأه الثالثه وهنالك جثث أخرى كانت بالحُفره،هنالك سر،ربما بداخله يخشى معرفته،يزداد بُغضه لأبيه،لكن لا مفر من ذالك.
❈-❈-❈
بالمشفى
بقلب يآن بضنين 
كان محمود يقف أمام غرفة الرعايه المُركزه،يسمع حديث الطبيب الذى خرج من الغرفه يُخبره:
للآسف دى مُضعافات جلطه فى القلب،وحالة المريض مش مُستقره.

لما لم يكُن هو الآن مُمدد على هذا الفراش مكان مؤنس،ألا يكفي ضنين قلبه على إبنته التى فارقت الحياة بطريقه بشعه،لم يكُن ظالمًا ليستحق هذا العذاب الذى يشعر به،لكن الإيمان الذى زرعه مؤنس فى قلبه كفيل أن يجعله يتقبل القدر مهما كانت قسوته بلحظة. 
❈-❈-❈
مساءً 
بالمشفى
بـ مكتب جواد 
نظر نحو باب المكتب الذى إنفتح،رسم بسمه لـ إيلاف التى دلفت تحمل بيدها بعض ألاكياس قائله:
إنت طول اليوم مأكلتش وكمان بقالك كم يوم شبه مبتنامش.

نظر جواد الى تلك الأكياس الذى علم محتواها ونهض من خلف مكتبه وتوجه الى مقعد أمامه جلس بالمقابل لـ إيلاف،تنهد وهو يضع يـديه على وجهه يحاول نفض الإرهاق عنه قائلًا بحُزن:
والله بسبب اليومين اللى فاتوا وكم الكوارث اللى حصلت فيهم،كل ده كفيل إنى أفكر فى أجازة طويله،بس للآسف الأجازه مجرد فكره،يعنى يادوب إطمنت على حالة جاويد وسلوان 
إتصدمت بحالة الحج مؤنس،والله الراجل ده طول عمره كان طيب هو عمِ محمود،كمان إتفجعت لما عرفت إن مِسك ماتت محروقه،يمكن كان عندها صفات سيئه بس عمِ محمود والحج مؤنس مكنوش يستاهلوا يعيشوا العذاب ده كتير عليهم،بالاخص عمِ محمود 
بين نارين 
حالة الحج مؤنس وكمان وفاة مِسك،غير كمان وفاة 
عمِ صالح.

وضعت إيلاف يدها بحياء على يد جواد وقالت بتهوين:
كله هيمُر يا جواد،يمكن القدر بيختبرنا عشان يشوف مدى قوتنا،الحج مؤنس الحمدلله بدأ يعدي مرحلة الخطر،وكمان لازم تحاول تفصل شويه وتريح جسمك،إن لبدنك عليك حق،أنا جيبت لك أكل من المطعم اللى قريب من المستشفى رغم إنى عارفه إن طنط يُسريه دايمًا بتحذرك من الأكل بتاع الشارع.

تنهد جواد ببسمه وهو ينظر الى يد إيلاف،شعر بهدوء نفسي كذالك إنشرح قلبه،كان إختياره صحيحًا،أراد إمرأه قويه تعاونه على تقبُل مصاعب الحياة،إيلاف تبدلت بآخرى غير تلك الهشه الذى عشقها منذ أول لقاء،كانت رقيقه هشه،مازالت رقيقه لكن إكتسبت الصلابه من المِحن الأخيره اللذان مرا بها.
❈-❈-❈
بعرفة سلوان 
رغم وجع عُنقها،لكن نظرت الى الفراش المُمدد عليه جاويد تنهدت بإرتياح بصوت مسموع، لاحظه هاشم كذالك لاحظ نظرها نحو جاويد نهض من فوق تلك الاريكه وإقترب من فراشها قائلًا بحنان:
سلوان حاسه بأى ألم أطلب ممرضه تجي تديكِ مُسكن.

لم تحتمل سلوان هز رأسها وقالت بخفوت:
لاء يا بابا أنا كويسه.

بينما جاويد الذى كان غافيًا بسبب تلك المُسكنات سمع حديث هاشم مع سلوان فتح عينيه سريعًا ونظر نحو فراش سلوان بقلق هو الآخر حتى أنه تحامل على آلمه ونهض من فوق فراشه وإقترب من فراشها بلهفه سألًا:
سلوان إنتِ بخير.

نظرة عين سلوان له كانت كفيله ببث الإطمئنان فى قلبه قبل قولها بخفوت:
أنا بخير يا جاويد،بابا هو اللى قلقان شويه.

تبسم هاشم وإنشرح قلبه،من إهتمام جاويد بـ سلوان 
سلوان التى إنشرح قلبها هى الأخرى 
هنالك رجُلان يهتمان بها
رجُلان هما حياتها كلًا منهم له مكانه وقيمه فى قلبها ليست أول مره تشعر بإهتمامهم بها لكن بعد ما مرت به مؤخرًا كانت على شفى لحظه واحده
وتُذبح لولا وجود جاويد الذى جازف ولم يهتم بقوة هؤلاء الاوغاد التى كانت تفوقه قوه كما أنها رأت ما حدث بالحُفره،حقًا كانت مُنهكه،لكن ما رأته كان جزءً حقيقيًا يُترجم كوابيسها التى كانت دائمًا ما تراها،كانت تظن أن تلك الكوابيس فظيعه لكن الحقيقه كانت أفظع...بينما جاويد لفتح سلوان عينيها ونظرها له سحر خاص أعطاه هدوء نفسي بعد ما مر به الإثنين مؤخرًا.
❈-❈-❈
ليلًا 
منزل زاهر 
بظلام غرفته القديمه جلس على فراشه مُتكئًا ساهدًا،عينيه يشعر كآنهن مثل الجمر،يشعر ببؤس 
يعرف سببه جيدًا،منذ أن رأى جُثمان والده بالحُفره،ليس بؤس موته بل بؤس قدره أن جعل له "أب"جاحد مثل هذا القاسى الطامع، ليس طامع فقط بل قاتل، تذكر أيضًا إخبار النائب العام له عن مقتل إحدى الراقصات التى وجدوا جثتها مُلقاه بمكان قريب من أحد أقسام الشرطه وتبين فى التحقيقات أنها قُتلت بالرصاص،وبسبب الكاميرات الموجوده بالمكان إلتقطت السياره التى تم إلقاء الراقصه منها وعُلم أن صاحبها هو 
"صالح الأشرف"كذالك السلاح نوع الرصاصه كان من سلاح مُرخص بأسمه أيضًا،آثام والدهُ كانت كثيره... حتى كلمة الرحمه كثيره عليه لا يستحقها 
زفر نفسه بعُمق يحاول أن ينفض عن رأسه ذلك الغضب،منذ أن عاد للمنزل توارى من عيني حُسني،حتى لا يتعرى أمامها ويُظهر كم هو بائس بسبب" أب "وضيع،إتخذ من الشيطان رفيق لرغباته الدنيئه الذى كان يبحث عنها،كذالك الأموال لم يهتم إن كانت من حلال أو غير ذالك 
الاهم لديه كان الحصول على ما يبغي،تذكر والداته وسماعه لها ليالى كانت تسهر تُصلِ وتدعى له بالهدايه وكلماتها له
" لا تكُن مثله وتدع الشيـطان يتملك من قلبك، ربما بسبب دعائها إحتفظ بتلك القطعه اللينه فى قلبه كما أخبرته أن تلك القطعه هى من ستنير لك الدرب".

على ذكر القطعه اللينه فى قلبه ها هى آتت 
حين رفع بصره ونظر نحو باب الغرفه الذى إنفتح وسرب ضوء خافت للغرفه، أخفض وجهه مره أخره قبل أن يسود الضوء الغرفه بعد أن أشعلت حسني الضوء
شعرت بآسى حين نظرت الى جلوس زاهر مُنكفيًا بوجهه  مُتكئًا بجسده على الفراش بهذه الطريقه، لديها حدس يُخبرها أن زاهر ليس حزين على وفاة والده،من رؤيتها لطريقة الحديث الفاتره والمتوتره كذالك المُتهجمه معظم الآحيان بينهم،لكن لما يقصد أن يتواري بعيدًا،منذ أن عادت من منزل صلاح مساءًا،لكن داخلها هاجس آخر،بعد أن علمت بوفاة"مِسك"
هى علمت صدفه أنه كان يكن لها مشاعر،أيكون حزين بسبب هذا ولهذه الدرجه الذى تجعله يتواري بداخل غرفته القديمه،شعرت بغِيره وآسف غصبًا،رغم أنها شعرت بشبه حُزن على طريقة وفاة مِسك لكن لو كان سبب البؤس الظاهر على وجه زاهر هذا،إذن هى ليست لها قيمه لديه...دلفت الى الغرفه وأقتربت من الفراش بكل خطوه بداخلها حرب طاحنه بين تفسير الأسباب،لكن إبتلعت ريقها وقالت بتهدج وترقُب:.
زاهر... إنت قاعد هنا فى الضلمه ليه. 

رفع زاهر وجهه ونظر لها صامتًا ماذا يقول، أيصرخ ويبيح لها كم هو مصدوم ومكدوم بائس، ليس حُزنًا بل خجلًا من أفعال أبيه الجاحد الوضيع.

بخطوات رتيبه سارت حسني حتى توقفت جوار الفراش 
للحظه قبل أن تجلس على طرف الفراش تزدرد حلقها تشعر ببروده غريبه،ربما منبعها الخوف،أن يكون سبب بؤس زاهر لهذا الشكل هو موت مِسك،بتردُد منها رفعت يدها وضعتها على فخذ زاهر وقبل أن تتحدث،جذبها زاهر لتعتدل فى جلستها على الفراش وبتلقائيه منه وضع رأسه على فخذها ثم تنهد يزفر ذلك النفس البائس.

إستغربت حسني ذالك لكن بتلقائيه منها شفقت عليه وقامت بوضع يدها تُمسد بها على رأسه بحنان صامته.

بينما زاهر شعر بيدها على خُصلات شعرهُ أغمض عينيه يترك تلك الدمعه تخرج من بين أهدابه،ثم تنهد قائلًا بآسف:
عمرهُ ما كان إنسان، قلبه هو اللى نزعه بإيديه،وزرع مكانه حجر،حتى الحجر يمكن بيلين، لكن هو كان بيستلذ بتعذيب أمي،هو اللى قتلها،كان نفسى يبقالى 
"أب"أفتخر بيه وأحكى لولادي عنه مش شخص مجرم نهايته كانت فى حُفره هو اللى حفرها عشان طمع،أنا مش قادر أبص فى وش حد حاسس إنى عِريان،وخايف من نظرات عيونهم ليا،تتهمني إنى إبنه،أنا عمري ما حسيت منه بحِنيه،زى اللى كنت بشوفها من عمِ صلاح لولاده،حتى ليا كمان رغم إنه عمِ بس كان أحن منه،حتى لما كنت بغلط كان بيصحح لى غلطِ من غير ما يحسسني إنى ضعيف، كنت بسمع حديته عشان بحبه كان نفسى يبقى أبويا،حتى أمى إستخسرها فيا وقتلها بدم بارد،ولا كآنه عمل حاجه،كنت بخاف أبقى زيه فى يوم،وقلبى يجحد،وده اللى حصلِ معاكِ فى البدايه بس خوفت أبقى زيه وأبقى قاتل،قاومت كتير وظلمتك معايا.

ربتت حسني على خُصلات شعره وتفوهت بحنان:
مفيش إنسان زى التاني يا زاهر،كمان الأخلاق والطِباع مش وراثه،ربنا بيحط قدامنا إختيارات،عشان نبقى إحنا اللى مسؤولين عن جزائنا بعد كده،بلاش تحمل نفسك فوق طاقتها،لازمن تكون أقوى من إكده،ناسي قدامك لسه مشوار طويل مش لازم تنهزم وتحس أنك كنت ضعيف أو محتاج،قدامك فُرض تقوى وتعوض النقص اللى كنت محتاج له.

ضم زاهر نفسه لـ حسني شعر براحه يحتاجها،أغمض عينيه،يطبق على تلك الدمعه حتى لا تفيض من عينيه،نادمً،لكن نهض عن فخذ حسني ونظر لها بآسف نادمً سُرعان ما ضمها بين يديه بقوه قائلًا:
قد ما كنت كاره نفسى وقت ما مرات عمِ ما غصبت عليا أتجوزك،قد ما أنا حاسس بأمل دلوقتي،إنت كنت ليا طوق نجاة يا حسني،سامحيني.

نظرت له حسني وتلألأت دمعه بعنيها ليست دمعة حُزن أو عِتاب بل فرح،خاب ظنها لم يكن حزينً بسبب مِسك هو لم يذكرها حتى،ضمته قائله:
إنسى يا زاهر أنا نسيت.

نظر لها وغصبً إبتسم قائلًا:
أنا بعترف يا حسني،زاهر الأشرف مكنش ينفعه غيرك.

لمعت عينيها ببسمه،كذالك لمعت عين زاهر ضمها يشعر بأمل هى كانت طوق النجاة الذى لم يبحث عنها بل فُرض عليه.
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاث أيام 
بالمشفى
سار جاويد مع أحد المحققين بممر المشفى، وقف المحقق ومد يده، لـمصافحة جاويد قائلًا: 
بقدم لك التعازى فى وفاة السيد/صالح، الطب الشرعي سمح إمبارح بخروج جثمانه بعد ما إتقيد سبب وفاته إختناق. 

أوما جاويد رأسه لا يشعر الآن بأى إحساس ناحية صالح،كآنه شخص غريب حتى أن الغريب قد يحزن عليه،لكن صالح بعدما تأكد أنه كان خلف قتل توأمه 
فقد كل المشاعر ناحيته،لكن تسأل بفضول:
والباب الأثري اللى كان فى الحُفره.

رد الضابط بتفسير:
ده باب وهمي،مش أثري،حتى النقوش الفرعونيه اللى عليه تقليد.

قطب جاويد حاجبيه بعدم فهم.

عاود المحقق التفسير:
فى لجنة من الخبراء العاملين فى الآثار جت ونزلت للحفره،وتم سحب الباب الآثري،وكان خلفه قطعة أرض وراها النيل مباشرةً،واضح جدًا إن الباب ده ممكن يكون كاهن من كهنة الفراعنه دفنه هنا تمويه للصوص المقابر،كمان اللجنه بتاع الخبراء كان معاها مجثات حديثه وأكدت إن الارض مفيش تحتها أى أثار... يعنى الأرض مش هتتصادر وهتفضل ملكيتها لعيلة الأشرف. 

تبسم جاويد وصافح المحقق الذى غادر،تنهد جاويد فكر للحظه ثم تبسم وهو يعود الى الغرفه التى تجمعه بسلوان هنا. 



الفصل الحادي والخمسون الخاتمه
علمت سلوان أن مؤنس مريض،يرقُد بنفس المشفى،طلبت من جاويد أن يذهب معها الى تلك الغرفه،وافقها وذهب معها 
بعد لحظات 
دلفت سلوان الى الغرفه التى بها مؤنس،شعرت بآسى وهى تراه مُمدد بجسده الموضوع عليه تلك المجسات الحيويه،إقتربت بخطوات بطيئه تذكرت حديث والداتها عنه 
" عارفه يا سلوان أنا بحس دايمًا أن جدك مؤنس كيف الجبل،قلبه كبير،بس مش من صخر،قلبه حنين وحاسه إنه فى يوم هيسامحني،أو أساسًا مش زعلان مني،هو كان خايف عليا،أبوي قلبه أرق من النسمه"
حقًا كما أخبرتها والداتها يومً،مؤنس قلبه رقيق،رأت ما فعله من أجلها بالحُفره،ولولا تواجده ربما كانت هلكت هى ومن معها هو كان القوه التى تحدثت بإيمان ويقين وقوه وثبات، كلماته وإيمانه أهلكت ذاك المارد،نزوله حُفره بهذا العُمق وهو بهذا العُمر كانت مجازفه كبيره،فعلها من أجلها،إقتربت من فراشه وجلست جواره،وضعت يدها بتجويف يده
وقالت:
ماما كانت بتقولى عليك إنك جبل وصعب تتهد عندي ثقه إنك سامعني،وهترجع تانى تقولى يا 
"خد الجميل"
آسفه إنى فى يوم كنت بلوم مشاعر ماما وحنينها ليك،كنت غلطانه...وبقول هى حبها ليك كان زياده،بس طلع عندها حق،أنا كمان بحبك يا جدي، هقولك كمان ماما قالتلى إنك أحسن صوت سمعته بيرتل "القرآن الكريم" 
وكنت بتمني أسمع صوتك وإنت بترتله 
هقولك على سر أنا لما جيت لهنا مكنش بس جوايا شوق أشوف قبر ماما،كمان كان جوايا فضول 
أتعرف عالحج مؤنس القدوسى اللى كانت دايمًا ماما تكلمني عنه بفخر وشوق. 

أنهت سلوان قولها وأحنت رأسها رغم شعور الآلم بسبب جرح عُنقها لكن قبلت يـ ده ثم نهضت واقفه،لكن قبل أن تسلت يدها من يده شعرت كآن يده ضغطت على يـدها، نظرت نحو وجهه مازال مُغمض،تبسمت وهى ترى تلك البسمه التى شقت شفتاه رغم أنه مازال مُغمض العينين.
❈-❈-❈
مساءً
بـ دار الأشرف 
رغم أن بالخارج كان هنالك مازال طقوس جنازة صالح الذى هى بالأصل منظر فقد أمام الناس،مجرد واجهه،وربما كى لا تسوء سُمعة العائله يكفي أن تكون جنازته مجرد واجب للمصافحه فقد،وإرسال رحمات قد يناله منها حتى لو القليل ربما تشفع له جزءًا من معاصيه.

بينما بداخل المنزل كان الفرح يعود له 
بعودة 
سلوان وجاويد الإثنين معًا 
إستقبال لهم كآنهم عروسان عائدان 
بغرفة سلوان 
إضجعت بظهرها على الفراش نصف جالسه تبسمت لـ محاسن التى دلفت تحمل"جلال"
تقول بفرحه:
والله لو مش الناس تجول إن عينديهم جنازه كنت زغرطت،حمدالله على سلامتكم. 

تبسمت سلوان لها بمحبه وإمتنان،فهى من كانت تعتني بصغيرها طوال الأيام الماضيه...
بلهفه أستقبلت سلوان صغيرها بين يديها لم تشعر بآلم عُنقها حين إنحنت تُقبله تستنشق رائحته التى إشتاقت لها كثيرًا،غصبًا تحملت خوفًا عليه أن يلتقط عدوي من المشفى،ضمته لحضنها،ثم نظرت لـ جاويد الذى جلس جوارها على الفراش وتبسم هو الآخر بحنان لصغيره الذى يبدوا أنه مُشاغبًا وقام بتقبيله يديه التى تتحرش على وجنتي سلوان،نظرت سلوان نحو محاسن وكادت تتحدث لها بإمتنان لكن محاسن تدمعت عينيها من هذا اللقاء بعد الإشتياق،حقًا لم تلد من رحِمها لكن تعلم مدي عطف الأمومه،تبسمت لها وقالت بمزح وهى تنظر لـ جاويد:
معليشى سامحونى مقدرتش أجي لكم المستشفي،بس كنت بدعى لكم،وكمان عرفت إن جاويد أول ما فاق سأل على سلوان.

نظرت سلوان لـ جاويد الذى حمل صغيره منها،وتبسمت له بمحبه.

كذالك دلفت بنفس الوقت يُسريه التى قالت بمكر:
طب ما سلوان كمان أول ما فاقت سألت على جاويد،مع إنى كنت متوقعه تسأل عن جلال.

نظرت سلوان لـ جاويد ثم نظرت لـ محاسن وقالت بإمتنان:
جلال...أنا كنت عارفه إنه مع طنط محاسن وإنها هتهتم بيه ومش هيحس بغيابِ،عشان هو يمكن بيحبها أكتر مني،بيحبها زى جِدته.

تدمعت عين محاسن وجلست على الفراش ترفع يديها تضم جاويد وسلوان التى قبلت رأسها،وقالت بفرحه:
والله إنتم الإتنين ولادي،ومكانتكم غاليه،ربنا ما يحرم ولدكم منكم...ويرزقكم بالخير.

بنفس الوقت دلفت حفصه بيدها زجاجة حليب خاصه بـ جلال ورأت ذاك الموقف إدعت التذمر وقالت بمزح:
وأنا يا خالتى كده إتنسيت،أنا كنت "داده"لـ جلال بيه الأشرف،أنا خلاص قررت أفتح حضانة لغات 
وخلاص خدت الكورس الأول بإمتياز.

تبسمت سلوان لها وقالت:
أحلى عمتو،أهو الكورس ده هينفعك بعدين مش هتبقى محتاجه خبره فى تربية ولادك.

تبسمت لها حفصه بمحبه ولكن شعرت بندم أنها يومً كانت تتعمد مُضايقة سلوان من أجل 
مِسك،مِسك التى حقًا حزنت على ما أصابها،لكن لو كان سابقًا قبل ان تعترف مِسك أمامها بخطاياها كانت ستحزن أكثر من ذلك بمراحل،لكن مِسك بإعترافها بأعمالها الدنيئه،وأنها كادت أن تكون السبب المباشر بأذية أخيها جاويد،بسبب ذلك فقدت تلك القيمه المَعَزه الغاليه بقلبها،حتى أنها إستقبلت خبر وفاتها بهدوء نسبيًا.

دلفت أيضًا حسني الى الغرفه تحمل صنية طعام قائله:
وكل المستشفى كلياته مسلوق وماسخ،وإنت يا سلوان لازمن تتغذى،إنتِ لساكِ نَفَسه،أنا فاكره مرت أبوي كانت تفضل شهر بعد الولاده تاكل كل يوم زفر وطبيخ مسبك،عشان تتغذى وتعاود ليها صحتها وتبجي منوره إكده.

تبسموا لها،وقالت لها محاسن بمحبه:
الدور عليكِ يا حسني تچيبلى حفيدة حلوه إكده،زيكِ.

تبسمت حسني بحياء وقالت:
هتوحم على سلوان عشان بتِ تبجي حلوة.

تبسمت لها سلوان وقالت يُسريه:
هتيجي حلوة وقلبها طيب كيف أمها.

تذمرت حفصه بمزح وقالت:
إكده مفيش حد يجول عليا حلوة.

تبسم الجميع وعادت السعادة بدخول إيلاف هى الاخرى إكتملت السعاده بينهم. 
❈-❈-❈
ليلًا 
بالمشفى 
بغرفة مؤنس 
كانت دموع محمود تسيل على يده يشعر ببؤس، يسترجى أن يفتح والده عيناه، ويضمه لصدره عله يُسليه ذاك الضنين، الذى يتوغل من قلبه.

بالفعل شعر محمود بتحرك يد مؤنس،رفع وجهه سريعًا ونظر لـ وجه مؤنس وجده يفتح عينيه يُهمهم بخفوت،نهض واقفًا وإقترب من رأسه يقول بلهفه:
أبوي.

همهم مؤنس له،وهز رأسه،سالت دموع محمود وهو يعود وينحني يُقبل يد مؤنس يقول:
أبوي الحِمل على قلبي تجيل جوي بلاش تغمض عنيك تاني.

بصعوبه رفع مؤنس يده وضعها على رأس محمود يشعر بآسى،تنهد ببُطء قائلًا بخفوت:
واضح إن إسم "مِسك"لعنة على صاحبته بتورث العُمر القصير.

شعر محمود بوخزات تضرب قلبه،ودموع تنساب من عينيه بحسره،بينما سأمت ملامح مؤنس وقال:
حاسس بقلبك يا ولدي،دوجت من نفس النار،كان بودى مِسك هى اللى تاخد عزايا مش العكس،بس ربنا له الشآن،ربنا يصبر قلبنا كل شئ بيدأ صغير وبعدها بيكبر الا حِزن فُراق الأحبه بيدأ كبير،بس بيهون مع الوقت،صلِ وإدعي لها بالرحمه.

رغم تلك النيران الشاعله بصدر محمود لكن مواساة مؤنس له خففت قليلًا من قسوة جمراتها.
❈-❈-❈
بعد الفجر مع أول شعاع للشمس
بالمقابر 
سكبت يُسريه المياه تسقى تلك الزروع المصفوفه أمام قبر"جلال"
ثم وضعت القنينه وجلست على مصطبه صغيره على جانب المقبره إضجعت بظهرها على حائط المقبره،أخرجت من بين ثيابها ذلك الحجاب الذى سقط من عُنق جاويد بالحفره 
قامت بشق قطعة القماش وفتحتها بفضول 
وجدت قطعة بلاستيكيه صغيره لكن سميكه وقويه،فتحتها هى الأخرى،وجدت بعض الوريقات الصغيره قراتها وتبسمت شعرت براحه قلبيه،تلك الورقات هى آيات من القرآن الكريم،كذالك كان هنالك قطع صغيره مُفتته تُشبه الرمل لونها بيضاء،توقعت ماذا تكون 
بالفعل قربتها من فمها وتذوقتها كانت مالحه 
كما توقعت كان ملحً،نهضت من مكان جلوسها وذهبت أمام باب المقبره،وجثيت على ساقيها ونبشت الأرض الترابيه قليلًا على عُمق قريب وقامت بدفن محتويات ذلك الحجاب وعاودت ردم التراب فوقه،ثم آتت بقنينة المياه وسكبت القليل على تلك الحُفره الصغيره،ثم إستقامت واقفه ترفع 
يديها وقامت بتلاوة الفاتحه ،ثم قالت بآسى:
رغم وجع قلبي اللى هيفضل ملازمني طول العُمر يا جلال،بس أنا حاسه إنك أخيرًا إرتاحت فى قبرك،إتلاقت روحك ويا جسمك،روحك الطيبه اللى أنقذت مش بس جاويد،كمان حفصه 
رغم إنك روح لكن 
حققت معنى 
"سنشد عضدك بأخيك"
آن الآوان إن روحك ترتاح،بدعيلك بالرحمه ويصبر قلبي.
شعرت يُسريه بيد توضع على ظهرها، إستدارات تنظر لها ببسمه دامعه، كذالك الأخري، 
جلسن سويًا مره أخري
تحدثت وصيفه: 
القدر بيجيبنا دايمًا لمكان حبايبنا اللى رغم فراقهم ساكنين قلبنا. 

تنهدت يُسريه ووضعت يدها على فخذ وصيفه قائله: 
ربنا بيربُط عالقلوب يا وصيفه، بس ليا سؤال عندك. 

قاطعتها وصيفه بتنهيدة صبر: 
عارفه السؤال، ليه مقولتش ليكِ إن سلوان هى القُربان المنتظر. 

ردت يسريه بإعتراض: 
لاء، سؤالِ، إشمعنا سلوان، وكمان ليه كان عاوزها مش طاهره. 

ردت وصيفه بتفسير: 
زمان لما الأشرف حط إيده فى إيد المارد عشان يفتح له خزاين الدهب، كان المارد له وليفه من البشر كان عاشقها وهى كمان كانت زى غوايش بتحب القوه والسطوه كانت خاضعه له بس بالغلط والأشرف بيفتح مقبره من المقابر،وقع عمود عليها وماتت تحته، والسبب غلطة الأشرف، لآن الأرض كانت مهوره إتردمت عليها، والأشرف سابها وهرب قبل التراب ما يهور عليه هو كمان، المارد حاول يشيل العمود من عليها لكن قضى ربنا كان نفذ وهى ماتت، بسبب ثورة المارد فقد عين من عنيه لآن نفس العمود إخترق عينه وبقى بعين واحده، بس الاشرف عشان يرضيه وهب له بنت جميله، البنت دى تبقى أخت جدة سلوان وكانت تبقى أخت الأشرف من الأم خدها وكان هيجدمها له قُربان بس هى وقتها كانت صِغار وخافت لما دخلت للعِشه مع الاشرف،بس المارد لما شافها إنبهر بجمالها وكآنه نسي التبعيه بتاعته،بس البنت حرقت قلبه رغم صغر سنها بس كانت حافظه آيات من القرآن من اللى بتاخدهم فى "الكُتاب"،فضل يطاردها،لدرجة أنه كان أى حد يتجدم لها خاطب،كان يصيبه أى مكروه،كبرت البنت وكملت العشرين،وجتها كانت تبجي بارت وعنست،طلع أوشاعات كتير،إنها ملبوسه أو إنها عاشجه جني،كان السبب فى الاوشاعات دى 
الاشرف،بس البنت قبل ما تكمل واحد وعشرين سنه فجأة مرضت،خدوها للحُكمه معرفوش ليها علاج وجتها،المرض بدأ يشتد عليها لحد ما فاضت روحها،والمارد حِزن عليها أكتر من التبعيه بتاعته اللى ماتت مدفونه،بس البنت فى اللى ورثت جمالها،كانت "مِسك"بنت الحج مؤنس،وإنتِ عارفه حكايتها لان إنتِ اللى ساعدتيها تهرب من خباثة صالح،واللى قتله لـ جلال كان زى تار بيرده ليكِ،بس هو كان فاكره جاويد،لأن اللعنه كانت مرصوده للولد التانى لعيلة" الأشرف" لأن  "الأشرف" كان الولد التانى للعيله،وطبعًا بنت مِسك ورثت هى كمان ملامحها وجمالها،غير نفس الدم من نفس النسل،زمان لما الأشرف نقض العهد حاول يصالح المارد بتقديم قُربان له،لكن القدر دايمًا كان صاحب الكلمه،وإشمعنا كان عاوز سلوان مش طاهره،عشان يقدر يسيطر على جسمها فى الوقت ده عمرهُ ما هيكون طاهر،عشان كده قولت لك إيمانها هو اللى هيحدد النهايه.

فهمت يُسريه تفسير وصيفه لها،تنهدت تشعر بإرتياح 
بنفس اللحظه رفعت يُسريه رأسها وأغمضت عينيها سريعًا بسبب نور الشمس التى كآنها ضوت فجأه ثم عادت لطبيعتها بهذا الوقت الباكر،تبسمت وشعرت بدفء ونور مكانه قلبها. 
❈-❈-❈

بعد مرور أكثر من عام ونصف تقريبًا
صباحً
منزل الأشرف 
غرفة جاويد
فتحت سلوان عينيها تنهدت بتلقائيه ثم عاودت إغلاق عينيها مره أخرى تتنهد بإبتسام 
وهمست برقه:
صباح الخير.

تبسم جاويد الذى إستيقظ قبلها بلحظات وإتكئ
على إحد يديه يتمعن النظر لـ سلوان بعشق...
تبسم حين فتحت عينيها ونظرت له وإبتسمت لكن هى ماكره وأغمضت عينيها مره أخرى،تمدد بظهره على الفراش وقام بجذب جسدها لتصبح فوق 
جسده وقام بلف يديه عليها، فتحت عينيها وتبسمت بتنهدة رفعت إحد يديها وضعتها فوق عُنقه 
والأخري عبثت بها فى خُصلات شعره الذى فجأه غزها بعض الشيب ...رغم ذلك نظرت لتلك الخصلات بإعجاب. 

بينما جاويد قبل عُنقها ورفع إحد يديه غرسها بين خصلات شعرها وقام بجمعها على جانب عُنقها ثم قبل كتفها العاري قائلًا بشوق: 
صباح بطعم "توت خد الجميل". 
انهي قوله وإستدار بها على الفراش باغتها بقُبله، بل قُبلات 
تسحبهما معًا لعالم خاص بمشاعرهم فقط، نغمات تعزف على أوتار رقيقه تذوب مع نسمات أنفاسهم الدافئه تفيض بأنهار من العشق العذب ...
لكن كان هنالك إعتراض،أو ربما أراد أن يُعلمهما بوجوده معهم فى الغرفه...وعليهم الإنتباه له 
بضجر ترك جاويد شفاه سلوان يتصارع أنفاسه على صفحات وجهها مثلها هى الأخرى،نهض عنها وتوجه الى ذلك التخت الصغير الذى كان بأحد زوايا الغرفه،نظر لذلك الواقف يبتسم حين إقترب جاويد منه،رفع يديه كى يحمله،بالفعل حمله جاويد وذهب به نحو الفراش وضعه بالمنتصف خطي الصغير على الفراش وإرتمي بحضن سلوان التى إستقبلته ببسمه،وبدأت تُداعبه،نظر لهما جاويد قائلًا:.
جلال كمل خلاص سنه ونص أنا بقول كده كفايه يزعجنا ويفضل معانا فى الأوضه.

ضحكت سلوان وقبلت وجنتي جلال قائله:
قول إنك بتغير منه عشان بيقطع عليك.

تنهد جاويد ببسمه مُحببه وجذب جلال قائلًا:
لاء طبعًا مش غِيره،بس هو كآن عنده قرون إستشعار،وواخد دلع كل اللى فى دار الأشرف حتى إنتِ يا سلوان.

تبسمت سلوان وهى تقترب من جسد جاويد ونظرت له بعشق قائله:
محدش يقدر ياخدنى منك،وهتعمل أيه لما ربنا يرزقنا كمان بأطفال غيره.

نظر لها جاويد قائلًا بعبث:
لاء أنا مش بفكر فى أطفال تانيه يا سلوان كفايه حرمان.

ضحكت سلوان،لكن سرعان ما شعرت بغصه فهى منذ ولادة جلال لم تتناول أى موانع للحمل رغم ذالك لم تحمل طوال تلك المده،لكن سُرعان ما نفصت عن رأسها وهى ترى مشاغبات جاويد مع جلال...نهضت من على الفراش قائله:
النهارده حنة حفصه واليوم هيبقى طويل متنساش آخر اليوم 
أمجد هيجي ياخدها،عشان الفرح مُختصر عالحِنه بس زى ما حصل فى فرح جواد وإيلاف،وطبعًا تجهيزات الحنه كتير ولازم أكون مشاركه معاهم،هسيبك مع إبنك اعتبرها قاعدة رجاله مع بعض اهو تقولوا اسراركم لبعض.

تبسم جاويد لـ جلال قائلًا:
عاجبك كده،أهى ماما سابتنا إحنا الإتنين،قولى بقى أنت عندك أسرار أيه.

شاغبه الصغير بضحكه،بينما همس جاويد له قائلًا:
أنا كان عندى سِر عاوز أقوله لـ خد الجميل اللى بسبب إزعاجك معرفتش اقوله،أقولك كنت هقولها أيه بس متفتنش عليا،ولا أقولك إفتن عادي مش هى عارفه السر،الدنيا كلها عارفه،السر 
"إنى بعشق سلوان من قبل ما أشوفها". 
❈-❈-❈
بمنزل القدوسى 
بإحد الغرف 
دلف أمجد الى تلك الغرفه نظر نحو الفراش شعر بآسى فى قلبه وهو يرى والداته راقدة فوق ذلك الفراش الطبي، هى بجسدها مجرد هيئه فقط لا تعى شئ حولها 
فقط نائمه بملكوت خاص بها تصحو حين تآتى لها الخادمه كى تُطعمها أو تبدل لها ثيابها، فقدت الحركه والنطق، تقضى معظم الوقت نائمه، إقترب من الفراش تزداد الغصات فى قلبه وهو يفكر فيما أخبره به والده منذ فتره عن لجوء والداته للشعوزه والسحر من أجل الوصول الى ما تريد وأنها كانت السبب الرئيسى بفقد مِسك التى اوهمتها منذ الصغر وسحبتها معها الى ذلك الطريق المُعتم والذى إحترقت بآخره.... لم يبقى لها سوا هذا الفراش لا تستطيع ان تنهض من عليه فقط عين تنظر ونفس تتنفسه وتُزفره، هذا كل ما تستطيع فعله، رغم عرضها على كثير من الأطباء، لكن لا علاج، فقط راقده تنتظر رحمه إلاهيه بأي وقت ليتها تكون سريعه قبل أن يتآكل الفراش من جسدها. 

خرج أمجد من غرفة صفيه وأغلق الباب، جفف تلك الدمعه عن وجهه، لكن سرعان ما تبسم على تلك التى رغم فقدها لبصرها لكن بصيرتها أكبر، تتحدث مع الخادمه بود تُعطيها بعض الأوامر كى تنفذها من أجل زواجه الليله،إقترب منها،تبسمت له الخادمه قائله:
صباح الخير.

رد عليها:صباح النور يا أجمل "ليالي".

تبسمت ليالى وقالت:
أمجد أنت صحيت يا عريس،أكيد مش جايلك نوم بتفكر فى العروسه،عالعموم كلها كم ساعه وتبقوا مع بعض .

تبسم لها بينما إنسحبت الخادمه وتركتهم معًا،
أمسك يدها وسار معها يتحدث بود، نمي بداخله 
رغبه لما لم تكن تلك الجميله الحنون هى والداته،ما كان شعر بهذا القهر فى قلبه.
❈-❈-❈
بمنزل زاهر 
إستيقظت حسني تشعر ببعض التقلصات ببطنها نظرت نحو زاهر النائم ونهضت من جواره ذهبت نحو الحمام زالت تلك التقلُصات، غسلت وجهها،لكن عادت تشعر مره أخرى بالتقلصات 
تذكرت أنها آتت بالأمس، بإختبار حمل كى تتأكد من شكها،جذبت أحد الادراج بالحمام وأخذت ذاك الأختبار وقامت بإجرائه،إنتظرت لوقت حتى ظهرت النتيجه تؤكد حدسها،وضعت يدها على فمها بصدمه،وخرجت من الحمام،تفاجئت بـ زاهر يحمل طفلتهم صاحبة الأشهر القليله نظرت له بصمت على عكس عادتها ،بينما شعر زاهر بالضجر قائلًا:
بقالك ساعه فى الحمام مش سامعه عياط بِتك أنا صحيت على عياطها 
إتفضلِ خدي سكتيها.

إستغرب زاهر صمت حسنى حتى أنها أخذت منه الطفله بصمت على عكس عادتها،لكن وقع بصره على ذالك الإختبار الذى بيدها،سألها:
أيه البتاع اللى فى يدك ده،ومالك ساكته ومسهمه إكده ليه؟.

ردت حسني وهى تنظر للإختبار:
ده إختبار حمل يا زاهر...ومع الآسف نتيجته إيجابيه.

إستغرب زاهر هو الآخر لكن تبسم بمكر وغمز بعينيه قائلًا:
حامل بالسرعه دى.

نفضت حسني ذاك التوهان وقالت بآستهجان:
مش عارفه إزاى ده حصل مع إن خالتي محاسن قالتلى بلاش تاخدي مانع حمل كده كده بترضعي طبيعي يبقى مش هتحبلي دلو.

ضحك زاهر قائلًا:
خالتى محاسن هى اللى قالتلك كده.

ردت حسني:
آه والله وكمان مرت ابوي أكدتلى نفس الأمر.

ضحك زاهر غمز عينيه قائلًا بإيحاء وفخر :
كمان مرت ابوك أكدتلك،أكيد هما مش كدابين بس أنا اللى جامد. 

نظرت له حسني ولوت شفاها بإستهزاء قائله:
إنت بتتريق،عليا،قال جامد قال،انا هقول أيه دلوك،وهعمل أيه،ده البت لساه يادوب عمرها شهور.

تبسم زاهر قائلًا:
بسيطه جدًا،ربنا رايد إكده،هنعترض وكله خير،إفردي وشك وعلى ما أستحمي تكوني حضرتلى فطور.

نظرت له بإستهجان قائله:
فطور! 
وبِتك اللى زى الدبانه مش مبطله زن دى،أجولك أنا هنزل للشغاله أجول لها تجهزلك الوكل عشان أنا يادوب هغير هدومى أنا والبت ونروح دار عمِ صلاح عشان حِنة حفصه.

كاد زاهر أن يتحدث لكن صمت بسبب بكاء طفلته التى جلست حسني تطعمها كان منظرهن مُشرح لقلبه،رأى لمسات حنان حسني لطفلتهم كذالك رغيها معها تبسم بإستسلام ودلف الى الحمام مُبتسمً.
❈-❈-❈
مساءً
كانت حفلة حِنه بسيطه بين الأهل والأقرباء 
والاحباب فقط للنساء من أجل إتمام زواج حفصه وأمجد،مراعاةً لحزن محمود ومؤنس على فُراق مسك.
بغرفة العروس كان معها 
سلوان،إيلاف،حسني،يبتسمن ويمزحن يسود بينهم ود أخوات 
حتى دلفت عليهن الغرفه محاسن قائله:
ايه صبايا كل ده والعروسه لسه ملبستش فستان الزفاف،النسوان قربت تزهق والعروسه لسه حتى ملبستش الفستان،شوفوا جبت لكم معايا مين 
الست "ليالى" اللى أحلى من القمر.

تبسمت ليالى التى دلفت خلف محاسن تمسك بيدها 
نظرن الأربع لـ ليالى تلك الجميله 
تمعن النظر لـ عينيها الزرقاء الصافيه،همست لهن حسني قائله:
أنا هركز فى عين الست ليالى عشان بِتِ تاخد نفس لون عنيها الزرقه.

تفوهت سلوان:
للآسف أنا مش حامل بس برضوا هركز فى عنيها يمكن لعل ولعسى أحمل الفتره الجايه وأجيب بنت عنيها زرقه.

كذالك قالت إيلاف:
كانت فين دى قبل شهرين وأنا كنت لسه حامل يمكن كانت بنتِ طلعت عنيها زرقه.

ضحكت حفصه علي همسهن وقالت لهن أنا بقى هفضل أبص فى عين طنط ليالى ليل ونهار عشان أجيب بنوته بعيون زرقه وأغيطكم.

نظرن الثلاث لـ حفصه وبنفس واحد قولن:
يا بختك هتعاشري ام عيون زرقه...ضمنتِ جودة الإنتاج. 

ثم قالت سلوان: 
أنا بحجز بنتك لأبني من دلوقتي.

ضحكت محاسن على همسن وقالت لهن:
فوقوا يا حلوين خلاص النسوان بدأت تجي عشان الحِنه،نص ساعه وتكونوا مجهزين حفصه كانت غلطه كان لازمن نتفق مع كوافير،بس أنا قولت إنتم عندكم خبره،طلعتوا مايعين،إستعجلوا وبلاش ترغوا في الفاضى...يلا تعالى معايا يا ليالى نروح نستقبل النسوان.

تحدثن الاربع بنفس واحد:
طب سيبِ معانا طنط ليالي.

نظرت لهن محاسن بزغر قائله: 
لاء وإستعجلوا كفايه مياصه. 

تهكمن الاربع بعد ذهاب محاسن ومعها ليالى..لكن إنتبهن للوقت.
❈-❈-❈
بعد وقت 
إنتهت الحِناء 
ذهبت حفصه مع أمجد الى منزل الأشرف 
إستقبلها مؤنس بترحيب وحفاوه وكذالك محمود ومعه ليالي التى كان وجودها دومًا رثاءً لقلبه الذى مازال يآن لفراق إبنته
ذهبت حفصه مع أمجد الى تلك الغرفه المُجهزه له 
لتبدأ فصول قصة غرام وعشق كان منذ مهدهم الإثتين مُقدر لهم برضائهما.
❈-❈-❈
بمنزل صلاح 
غرفة جواد 
تمدد جواد على الفراش أغمض عينيه يشعر بإنهاك نظرت له إيلاف وهى تضع طفلتهم بمهدها الصغير،ثم عادت وتمددت الى جواره
نظرت الى وجهه المرهق بشفقه قائله:
جواد أنا بفكر أقطع أجازة الوضع وأرجع أمارس تانى فى المستشفى فتح عينيه ونظر لها بإستغراب قائلًا:
تقطعِ أجازتك طب والبنت.

ردت إيلاف:
البنت،أنا مجرد وعاء جابها طول اليوم مع طنط محاسن أو طنط يسريه،وأنا يادوب المُرضعه مش أكتر.

ضحك جواد قائلًا:
بس إنتِ لسه فى أجازتك أكتر من شهر ونص. 

تبسمت إيلاف وهى تقترب من جواد الذى فتح لها ذراعه، قائله: 
عارفه، بس فعلاً حاسه إنى مجرد مُرضعه للبنت، فبقول أستغل الوقت وأكمل الدرسات العُليا إنت عارف إنى كنت بدأت فيها بس جوازنا اللى تم وبعدها حملت بسرعه آجلتها شويه والحمد لله مرت مدة الحمل بخير وربنا رزقنا ببنت وانا حاسه بفراغ،وبعدين إنت المفروض تشجعني وتساعدنى. 

ضمها جواد لصـ دره بقوه قائلًا:
تمام طالما إنتِ شايفه كده،ممكن تبدأي فى إستكمال الدرسات العليا،بس بلاش تقطعى أجازة الوضع أهو تستغلِ شوية وقت فاضي قبل ما تنشغلى بشغل المستشفى تاني.

اومأت إيلاف رأسها بموافقه.

تبسم جواد ثم سحب يده من أسفل رأسها،لتتمدد إيلاف على الفراش نظر لها بعبث قائلًا:
بتقولى عندك وقت فراغ،أنا بقول نستغل الوقت ده فى حاجه مفيدة ولذيذة فى نفس الوقت.

تبسمت له إيلاف بترحيب لتلك المشاعر التى تخوضها معه يذهبان برحله خاصه بعالم زهري،
من التألف بين الـ جواد وإيلافهُ. 
❈-❈-❈
بعد مرور خمس سنوات

أمام أرض الجميزه سابقًا 
كان هنالك لفيف من قيادات مدينة الأقصر،ومعهم كل من 
زاهر وجاويد وعلى رأسهم صلاح الأشرف 
جائوا  جميعًا من أجل إفتتاح 
تلك المبانى التى شُيدت على تلك الأرض التى كانت سابقًا بور،الآن شُيد عليها 
مسجد للصلاه والعباده.. 
مشفى لمداواة المحتاجين من أهل القريه والاماكن القريبه منها بدعم كامل مجانًا..
كذالك مصنع لصناعة الخزف والفخار يعمل به عُمال من أجل صناعة تُعبر عن تُراثهم وتبرزه أمام العالم أن من شيد تلك الاعمدة والمسلات والمعابد الفرعونيه مازال هنالك أيدى مازالت خشنه تحول طمي النيل الى أشكال متعدده من صناعتهم الذى إشتهروا بها على مر العصور.
❈-❈-❈
بـ لندن 
بأحد المؤتمرات الطبيه العالميه 
كان جواد يجلس يضع يد إيلاف بيده 
ينظر لها ببسمه، إزادت حين سمع نداء إسمه بأول المكرمين بتلك الجائزه الطبيه العالميه، ترك يدها ونهض صاعدًا الى المنصه وقف بثقه يشرح نتائج بحثهُ الطبي. 

بينما إيلاف مازالت تجلس بالمدرج بين نُخبه من الاطباء بجنسيات مختلفه، تستمع لشرح ذالك، الـ جواد الخاص بها وهو يشرح نتائج أحد أبحاثهُ الطبيه، الى أن إنتهى، وقف بمنتصف المنصه يبتسم وهو يتسلم تلك الجائزه الطبيه من تلك الجهه العلميه العالميه، تقديرًا لنجاح بحثه الأخير، هامت به منذ بدأ بإلقاء شرح البحث، لامت نفسها كيف يومًا ترددت بقبول عشق هذا "الفارس النبيل" 
مثلما كان معها منذ البدايه، بمعنى إسمه"جواد" 
كان 
جوادً وجَواَدٍ
جاد بالعشق لها وأنقذها من وهم رسم خيوطه من كانت تخشى نُطق إسمها أمام أحد ويعلم أنها إبنة اللص القاتل 
برهن لها وشد من آذرها وجعلها لا تهاب أن تذكر إسمها كاملًا مُقترنًا.. بـ أنا الطبيبه "إيلاف حامد التقي".. وزوجة من أعطاني الثقه وقت ضعفِ 
"جواد الأشرف" . 

إنتهى المؤتمر، عاد جواد الى جوارها مال عليها يهمس قائلًا:
بحبك يا إيلاف.

شدت من ضم يده وهمست هى الأخرى،وأنا بعشقك يا" جوادِ". 
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل زاهر،صعدت حسنى لجواره على الفراش تشعر بإرهاق 
بينما أقترب زاهر منها ببسمه خبيثه وضمها 
همس جوار أذنها: 
أنا بقول كفايه كده وتوقفي وسيلة منع الحمل. 

رفعت نظرها له وظلت للحظه واحده صامته، ضيقت عينيها كآنها تُفكر، بينما قالت بغباء: 
مش فاهمه إنت تقصد أيه باوقف وسيلة منع الحمل. 

تبسم زاهر قائلًا: 
يعنى أنا عاوز طفل صغير. 

ردت حسني ببساطه: 
طب ما إحنا عندنا أربع أطفال صغيرين مش طفل واحد...

كبت زاهر بسمته بتنهيد وقاطعها: 
واحد كمان مش هيأثر. 

تنهدت حسني قائله: 
إحنا الحمد لله عندنا أربع أطفال قسمة العدل ولدين وبنتين... يعنى ربنا مش حرمنا من حاجه. 

رد زاهر ببساطه: 
لاء، للذكر مثل حظ الأُنثيين. 

تهكمت حسني بسخريه: 
للذكر مثل حظ الأُنثيين، إحنا بنوزع ميراث، أربعه حلوووين أوي وكفايه. 

حاول زاهر بأقناع حسني: 
لا نجيب الخامس عشان الحسد، لما حد يسألك عندك كم عيل، ترفعِ كف أيدك فى وشه إكده. 

قال زاهر هذا وفتح كفه ووضعه على وجه حسنى بالكامل 

إستغبت حسني بالرد: 
إنت بتخمس فى وشى هو أنا هحسد عيالي. 

زفر زاهر نفسه بضجر وبمحاولة إقناعها قائلًا: 
لاه، طبعًا، أنا قصدي إن طفل كمان مش هيضر. 

نظرت له حسني بضيق قائله: مش مكفيك أربعه...وعاوز الخامس طبعًا،إنت بتتعب فى أيه طول اليوم بره الدار وأنا اللى زى النحله الدايره أكل ده وأهدهد،وأرضع ده،وووو 

قاطعها زاهر وهو يعلم أنها لن تكف عن الثرثره 
لكن ربما تلك الطريقه تنفع معها... 
جذبها من عُنقها وقام بتقبيل شفاه...
لكن حتى تلك الطريقه لا تُجدي نفعًا مع حسني، وعاودت الإعتراض، قاطعها زاهر قائلًا: 
أنا راجل البيت وأنا اللى كلمتِ لازمن تمشي وعاوز طفل خامس. 

تهكمت حسني قائله: 
راجل البيت آه، لكن فى دى بالذات بجي أنا اللى كلمتِ هتمشي يا زاهر. 

نظر لها زاهر بحِده مرحه قائلًا: 
حسني. 

ردت حسني بتصميم على رأيها: 
زاهر.

بين قول 
حسني وزاهر إنتفض القلبان وذهبا معًا الى رحله أزهرت بـ الحُسن ندا سقي القلبان. 

❈-❈-❈
تبتسمت شِفاه سلوان وهى تترجل من السياره 
علمت الى أين آتى بها جاويد بعد أن أخذها من المنزل، آتى بها هنا لأول مكان جمع بينهم 
لم تتردد للحظه وهى تنظر الى يدهُ الممدوده لها 
وضعت يدها، تبسمت كذالك جاويد الذى تذكر اول رحله لهما بالمنتطاد وخوف وحذر سلوان حتى لمسة يدها وقتها، الآن مختلفه جذبها لتصعد الى المنتطاد الذى بدأ يرتفع بهم من فوق الأرض أصبحا
بين السماء والأرض
هنا 
كانت بداية قصة العشق هنا كانت الشراره التى إندلعلت بقلبيهم 
عادا مره أخرى لنفس المكان وجمله واحده تطن بأذن سلوان 
" هتشوفي الأقصر كلها فى ساعه "

بينما نظر جاويد نحو محطة القطار
تبسم هنا كان اللقاء الذى إنتظره وهى يذم نفسه كيف صدق الخرفات،لكن لم تكُن خُرافه كان مُقدر له أن يعثُر على عشق "خد الجميل" التى أبدلت صحراء قلبه القاحله وأنبتت العشق

عاود الإثنان النظر لبعضهم 
إقترب جاويد أكثر وضم سلوان بين يديه لكن كان هنالك حائلًا يمنع عنه رؤيه وجهها، رفع إحدي يديه وازاح ذلك الوشاح عن وجهها، ونظر الى شفاها المُبتسمه تذكر تلك الامنيه التى تمناها من أول لقاء، اليوم لكن لكن تظل أمنيه، بل قبلها بين السحاب 
إستقبلت سلوان تلك القُبلات وتذكرت تحذيرات هاشم لها يومً أن لا تذهب الى الأقصر،كان يعلم أن هنالك مجهول ينتظرها، لكن هى أرادت أن ترا هذه المدينه 
وقد كان آتت الجميله الى أرض البدايه، لم ترا بها فقط أعمدة وسهول الأقصر بل عاشت مع جاويد العشق المكتوب لهما من قبل اللقاء هنا مع "المُخادع" الذى هام بها عشقًا، بهذه الأرض التى كآن بها سحرًا جذب الجميله لتآتى من أجل أن تتحقق نبوءة العشق 
بأرض كانت منبع لخُرافات تحققت 
وأصبحت مكانً
يضم قصص عشق هائمه بشمائل لن تسقط أبدًا بل ستظل تُحلق هنا فى سماء الوجدان
بين" أرض ملوك شيدت العشق". 

هنا .في كرنفال الروايات. ستجد.كل.ما هوا جديد.حصري ورومانسى.وشيق.فقط ابحث من جوجل.باسم. الروايه علي مدوانة. كرنفال الروايات.وايضاء.اشتركو على

 قناتنا 👈   علي التليجرام من هنا

ليصلك. اشعار بكل ما هوه. جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

                     تمت بحمد الله

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-