CMP: AIE: رواية شد عصب ) الفصل الثالث والاربعون43بقلم سعاد محمد سلامه
أخر الاخبار

رواية شد عصب ) الفصل الثالث والاربعون43بقلم سعاد محمد سلامه


رواية شد عصب 
الفصل الثالث والاربعون43
بقلم سعاد محمد سلامه
 
بالمشفى، صمتها لم يكُن سوا نُكران لتصديق تلك الحقيقه المريره، والداها رحل بعيدًا بلا عوده، هو كان دومًا بعيدًا لكن كانت تعلم أن لها شخصًا يهتم بشأنها أحيانًا، الآن  رحل ظنت أن وقت رحيل جدها كان الأصعب لكن هذا الشعور أصعب بمراحل،إستسلمت لواقع صعب لم يكُن بحُسبانها حدوثه فجأة رغم مرض والداها المُزمن، من صعوبة الحدث فقدت الشعور  بكل شئ حولها إختارت الغياب عن الوعى. 

بنفس اللحظه شعر زاهر بغصه ووجهه بصره نحو حسني، إنخض حين رأها تميل بنصف جسدها على تلك المقاعد، وإنخض أكثر حين رأى بقعة د ماء تصبغ ملابسها، هرول لها بلهفه قائلًا: 
حسني. 

لا جواب نظر زاهر للطبيب الذى إقترب منهم ونظر لـ وجه حسني الباهت والشاحب، قائلًا: 
أكيد أغمي عليها من الصدمه. 

نظر زاهر للطبيب بقلق كبير قائلًا: 
والد م ده أيه. 

رد الطبيب: 
المستشفى هنا فى دكاترة نسا، هتصل على دكتوره تجي فورًا. 

بسرعه حمل زاهر حسني الفاقده للوعى وتوجه الى إحدي الغرف،وضعها على الفراش ونظر له يشعر بوخزات قويه تعصف بقلبه، بنفس الوقت دلفت إحدي الطبيبات ومعها ممرضه، توجهت نحو حسني ونظرت لملامحها شعرت بالهدوء، ونظرت لـ زاهر  وسألته: 
إنت تقرب للمريضه أيه. 

فكر زاهر للحظه وهو ينظر لـ حسني قائلًا بقلق: 
جوزها.

اومأت الطبيبه له ثم قالت: 
تمام،إتفضل إخرج بره.

بتردُد خرج زاهر من الغرفه كانت عيناه مُسلطه على حسني حتى خرج من باب الغرفه 

بدأت التعامل مع حسني التى حين عادت للوعى هزت بدموع، شفقت عليها الطبيبه قامت بإعطائها إحدي الحقن المهدئه.

بعد دقائق إنتهت وخرجت من الغرفه،نظرت نحو زاهر الذى كان يقف أمام باب الغرفه مباشرةً ملامحه واضح عليها القلق التحفُز،قبل أن يسال الطبيبه،تحدثت هى بعمليه:
المدام بخير هى واضح إنها تحت تأثير صدمه أنا أديتها حُقنه مُهدئه،وهتنام كم ساعه الصبح تقدر تخرج من المستشفى.

تنهد زاهر وبخزي سأل الطبيبه:
بس دي كانت بتنزف د م؟.

ردت الطبيبه بعمليه قائله:
الد م  ده مش نزيف، ده د م عادي جدًا لإنها فى وقت عادتها الشهريه وواضح إنها مكنتش واخده حرصها.

شعر زاهر بخزي وظل صامتًا الى أن غادرت الطبيه دخل الى الغرفه،توجه نحو فراش حسني،نظر لملامحها،لأول مرة يتأمل ملامحها،كانت ملامح طفوليه لآنثي شابه كذالك بعض النمش البسيط الظاهر على ملامحها يُعطيها براءة أكثر،لاحظ تلك البسمه التى إنفرجت بها شفاها للحظه ثم زمت
شـ ـفتيها،
لكن سُرعان ما شعر بإستغراب من ذالك الشعور الذى يختلج به،قبل ساعات كان غاضبً منها، ذاهب إليها من أجل أن يتشاجر معها،والآن يشعر بالقلق عليها،تناقُض يعيش به منذ أن دلفت تلك الفتاه الثرثاره، الى منزله زوجه،يُريد إنهاء الزواج،وكان يؤجله بلا سبب مُقنع فى رأسهُ،حتى بعد أن غادرت المنزل كان سهلًا عليه الطلاق لكن مازال يعيش نفس التردُد 

تنهد بحِيره بسبب تلك الغصه التى تنهش فى قلبه،يلومه عقله:
أليست تلك هى الآفاقه التى نسجت خطة خبيثه مع زوجة أبيها من أجل توريطك بالزواج منها.

جاوبه قلبه الذى تحكم:
أين هى تلك زوجة أبيها ذهبت وتركت زوجها الذى كان يحتضر،لو غيرها لتمسكت بالبقاء كما تمسكت حسني،تلك الشاحبه الراقده بالفراش تُثير حر ب بين عقلهُ وقلبه،لأول مره يشعر أنه مثل الشريد بين عقله وقلبه.
زفر نفسه بحِيره لا يعرف سبب لها،أهى شفقه على حسني،أم واجب عليه،لأنها زوجته 
زوجته!
تلك الكلمه رنت برأسها تهكم للحظه قبل أن يهز رأسه ليس مُستغربً،أليست بالفعل زوجته قولًا وفعلًا... الآن عليه أن يترُك تلك الحِيره لـ فيما بعد، عليه الآن الإنتهاء من إلاجراءات الخاصه بوالد حسني.
خرج من الغرفه،أخرج هاتفه،قام بإتصال وإنتظر الرد.

  زفر نفسه حين رد عليه الآخر ثم طلب منه:
جواد والد حسني إتوفي فى المستشفي.

تثائب جواد وبلحظة خُبث سأل :
مين حسني؟.

تنهد زاهر  بعُمق قائلًا: 
حسني مراتى يا جواد. 

رد جواد ببساطه: 
آه معليشي نسيت إنك متجوز أصلي فى الفتره الاخيره مش مركز شويه،عالعموم البقيه فى حياتك. 

علم زاهر أن جواد يتهكم عليه، شعر بغضب من نفسه، لكن قال:
أنا متصل عليك عشان محتاج خدمه منك كـ دكتور.

سال جواد:
خير عاوزني أطلعلك شهادة الوفاه.

رد زاهر:
لاء والد حسني توفي فى المستشفى أساسًا،وإنت عارف إجراءات المستشفيات فى الحالات اللى زى دي بتاخد وقت على ما بيطلعوا تصريح خروج جثة المتوفي،أنا سهل أطلب من الدكتور يخرجه على إنه مازال عايش بس هرجع تاني أجيب دكتور تاني يكشف عليه علشان أطلع تصريح دفن،إنت بصفتك دكتور ممكن تساعدنى أكيد لما يعرفوا إنك زميل لهم،سهل يطلعوا تصريح الدفن ومعاه شهادة الوفاه.

تنهد جواد بآسى قائلًا:
تمام قولى إنت فى مستشفى أيه وأنا هتصرف.  

اخبر زاهر جواد إسم المشفى،ثم أغلق الهاتف،ثم نظر الى حسني يشعر بحُزن عميق فى قلبه 
ذهب نحو شباك موجود بتلك الغرفه ظل  واقفًا لوقت طويل  يتأمل
الظلام الذى بدأ يتلاشى أمام إكتساح النور،شعر أن بداخله يحدُث  مثل ذالك،ظلام يتبدد ،هو كان دائمًا يرى بحياته ظلام فقط،لا ينال ما يريد 
بدايتًا من أسره صغيره يسود الحُب بين أطرافها 
زوج وزوجه وطفل ينعم بحنانهم ودلالهم،لم ينال ذالك بل تربى على جحود ونزوات رُجل كان ومازال عديم الرجوله،ظن أن رجولته فقط فى جسده،قاتل دانيئ،كَبر بلا إحساس كان يحسد كل من حوله حت حين يراهم يلهثون الى أبويهم،وهو يسمع اصوات ضجيج شا ذه نهاية كل ليله حين يعود والده وهو يترنح بسبب تلك المحرمات التى يحتسيها كان يكره أن يقترب منه فتتوغل رائحة النساء الغواني اللاتى كان عندهن من أجل مُتعه زائفه يحصل عليها فقط بسبب سخاؤه  المالى الذى يُغدقهن به ويتغاضين عن ضعفه،حتى حين خفق قلبه 
خفق لإبنة عمته التى حين أباح لها بمكنون قلبه ناحيتها سخرت منه،بل وصفعت قلبه أنها مُغرمه 
بـ جاويد "المغوار" فى نظرها ليس إبن سِكير ربما يرث خِصاله السيئه،حقد وكُره لو كان فسح لهم المجال فى قلبه لكان أصبح نسخه أخري من والده...

توقف زاهر للحظات وعاتب نفسه
لكن مهلًا ألست مثل والدك،هو كان يُعامل والداتك بسوء لأنه لم يكُن يُريدها زوجه سوا للفراش فقط،لم يكن يريدها شريكة تسير معه بـ درب الحياة 
بحلوها ومُرها،أنت ماذا فعلت مع حسني حتى لو كانت آفاقه وكاذبه كما تعتقد،جرحتها بأبشع طريقه،رد فعلها كان غير توقعك ماذا ظننت أن تلهث خلفك مثلما كانت تفعل "أمك" مع جحود والدك وتتقبل هى الأخرى نزواتك وصفعاتك وبالنهايه تقتُلها مثلما فعل أبيك،كنت تقول أنها طامعه ولفقت كذبه من أجل أن تتزوج بك،لكن منذ أن تزوجتها لم تفرض نفسها عليك لمره واحده،لم تقترب منك،لم تتعمد إغواءك،كانت تختفي من أمامك مثلما أمرتها ليلة الزفاف،كُنت شبه لا ترى طرفها،لماذا كانت تفعل ذالك،لو كانت كما تقول أنها طامعه،ما كانت إنتظرت كثيرًا قامت بأفاعيل تُرغمك على قبولها،حتي بعد تلك الليله لو كانت كما تظن،لكانت ساومت بالبقاء غصبًا عنك،لكن هى غادرت ولم تأخذ معها سوا بعض ملابسها،ولم تتحدث معك،حتى حاولت إرسال نفقاتها مع إيجار المخزن كانت تأخذ فقط قيمة الإيجار والباقى تردهُ،لم تكُن تُريد المواجهه معها،لما؟

لما!؟
سؤال غريب لا تعرف إجابته،أنت عقلك مثل ذالك الظلام لكن مازالت  تود أن يستطع نور بحياتك،نور يعود به قلبك للنبض،نور يجعلك تُبصر على بداية طريق جديد وأنت ترسم بخطواتك هدف يتحقق مع كل خطوه تخطيها،أمل تسعي إليه،لا تنتظر أن يسعي هو إليك،أفِق لن ينقشع الظلام من عقلك إن لم تسمح للنور أن يدخل قلبك ويُفتت قسوة الماضي... 
أنت بمواجهه قويه وعليك الإختيار الآن إما أن تُبدد ظلام عقلك أو ستجد نفسك ملعون بصوره أخري من "أبيك" الذى تبغضه،
لا إختيار آخر أمامك الآن 

بنفس لحظة مواجهة زاهر لنفسه،سمع همس من خلفه،إستدار ظنًا أن حسني قد عادت للوعي،لكن حين نظر لها كانت مازالت مُغمضة العينان ولم يُفسر من همسها سوا نُطقها لـ "زاهر"
كآنها كانت تُنادي عليه،عاود النظر خارج الشباك للحظات، كان الظلام شبه إندثر وطيور بدأت تُحلق فى السماء سعيًا،عاود نظرهُ الى حسني الراقده على الفراش رغم غصة قلبه لكن تبسم حين سمع همسها مره،لكن هذه المره وضح همسها بإسم والداها، رأها تحاول فتح عينيها إقترب من الفراش شعر بإنشقاق فى قلبه من تلك الدموع التى تسيل من عينيها زخات رغم هدوئها حاولت النهوض بوهن منها،وقالت بعذاب:
أبويا،أنا لازم أخلص إجراءات المستشفى وكمان إجراءات الدفن.

حين وضعت قدميها على الارض وكادت تقف عليهم شعرت أنهم مثل الهُلام،جلست مره أخرى على الفراش.
إقترب منها زاهر سريعًا بلهفه وجلس جوارها بتردُد منه وضع يدهُ على كتفها...وكاد يتحدث،لكن حسني نظرت له نظرة خيبة أمل وإبتعدت بكتفها عن يدهُ وإستقوت بعزيمة قلبها ونهضت واقفه تسير بخطوات  تترنح موؤده بكبرياء هش.

غص قلب زاهر بوخزات قويه ونهض وإقترب منها سريعًا ضمها لحضنه قبل أن تترك الدفه لجسدها وتهوا أرضًا جاثيه تبكي بشده بحضن زاهر الذى هاود ضعفها وجثي لجوارها يضمها بين يديه تركها تبكي بنشيج ،مثلما هو كان يود يومً أن يرمي نفسه بحضن ويبكي قسوة ما يشعر به.              
❈-❈-❈
صباحً
بمنزل صلاح
أغلق صلاح الهاتف قائلًا بآسف: 
البقاء والدوام لله. 

إرتجف قلب يُسريه قائله: 
فى أيه يا صلاح، مين اللى كان بيكلمك عالموبايل. 

رد صلاح بحُزن: 
ده جواد  ، بيقولى إن زاهر إتصل عليه وقاله إن والد حسني توفى وأنهم خلصوا إجراءات الدفن، وهيندفن بعد صلاة الضهر. 

إلتقطت يُسريه نفسها  تشعر بآسى وقالت: 
يا حول الله البِت دي غلبانه من أول ما شوفتها حسيت إنها طيبه واللى فى قلبها على لسانها، وبحس بالندم بسبب زاهر معرفشي أيه حصل بينهم، حاولت أصلحها وأرجعها تاني بس هى قالتلى إن حياتها مع زاهر مستحيله لانه  بيكرها. 

تنهد صلاح بسأم قائلًا: 
والله خايف زاهر يمشى فى سكة صالح. 

ردت يسريه: 
لاء معتقدش زاهر مختلف تمامً عن صالح، زاهر عايش الوهم طول ما مسك قدامه مفكر فى أمل أنها تحس  بالوهم اللى هو عايش فيه، بس غريب إزاي عرف إن أبو حسني أتوفي..

رد صلاح بتخمين:
يمكن تكون هى إتصلت عليه وإستنجدت بيه.

ردت يُسريه بنفي:
معتقدش بعد ما شوفت تصميم حسني  إنها مترجعش تاني إنها ممكن تطلب مساعدة زاهر.

فكر صلاح قائلًا:
يمكن مرات أبوها.

عقلت يُسريه قول صلاح وقالت:
ممكن فعلًا،عالعموم أنا هتصل على محاسن أقولها واجب علينا نبقى جنب حسني،وكمان هاخد سلوان وحفصه يعزوها.

نظر صلاح لـ يُسريه بنظرة تقدير وإمتنان. 
❈-❈-❈
ترجلت إيلاف من سيارة الأجرة أمام باب المشفى وقفت للحظات تتردد فى الدخول الى المشفى لكن تذكرت قول جواد لها بالأمس، أنه لا يُريد أم ضعيفه لأبناؤه، وهى لن تكون ضعيفه بعد الآن ستواجه ولن تخسر أكثر من ما خسرت سابقًا حين كانت تتواري أو تتخاذل فى الدفاع عن ما تؤمن به، بشجاعه واهيه حسمت أمرها وخطت الى داخل المشفى، غير مُنتبه الى بليغ الذى كان يُراقبها من سيارة أخري، للحظات شعر بآسى من وقوف إيلاف أمام باب المشفى وظن أنها ستعود مره أخري ضعيفه  ومتخاذله، لكن  حين دخلت الى المشفى إنشرح صدره وعلم أن إيلاف كانت تحتاج لإجتياح جواد لها وكلماته القاسيه، خوفها أن تفقده جعلها شجاعة  وبدات بالمواجهه وحدها وكان هذا هو ما يريده قبل جواد، لكن جواد كان المُحفز لها 
تنهد بليغ ببسمة إنشراح قائلًا: 
فعلًا الحب والمستحيل مفيش بينهم تضاد، بينهم كل التوافق. 

أما إيلاف فى البدايه كانت تشعر بإرتجاف الى أن أصبحت بداخل مبني المشفى، شعرت بنظرات بعض العاملين تغاضت همسهم وسارت بشموخ جديد عليها، كذالك ثقه بنفسها رغم الهمس واللمز،لكن تلك الثقه الواهيه جعلتها تتغاضي عن تلك النظرات المُستغربه،دخلت الى غرفة الأطباء بثقه ألقت عليهم السلام،بإستغراب منهم ردوا عليها،رغم أنها رأت بوجههم أسئله وإتهامات لكن تجاهلتها وجلست وسطهم لوقت قليل قبل أن تنهض وتتجه لبدأ عملها فى الكشف على المرضى،حتى إقترب الوقت من الظهيره بتردُد منها توجهت الى مكتب جواد تود أن يعرف أنها عادت للعمل بالمشفى ولن تكون ضعيفه،وقفت أمام باب المكتب بتردُد طرقت على باب الغرفه لكن لم تسمع رد،بفضول فتحت باب المكتب وتفاجئت بعدم وجود  جواد بداخله 
رأت إقتراب أحد الإداريين بالمشفى نظر لها ببسمه قائلًا:
الدكتور جواد لسه مبلغني إنه مش جاي النهارده للمستشفى.

إستغربت إيلاف من ذالك أومأت برأسها للإداري،الذى قال لها بإستغراب:
هو حضرتك متعرفيش ولا أيه،الدكتور جواد بلغني إن سبب عدم حضوره النهارده هو حالة وفاة لشخص قريب منه.

إرتجف قلب إيلاف وتوترت  وتركت الإداري وقامت بإخراج هاتفها وفكرت أن تُهاتف جواد لكن أرجأت ذالك وإتصلت على يُسريه،التى ردت عليها قائله بهدوء:
بنت حلال كنت لسه هتصل عليكِ،وأقولك إن واجب عليكِ تعزي حسني مرات زاهر إبن عم جواد فى وفاة والداها.

تنهدت إيلاف بإرتياح قائله:
طبعًا لازم أعزيها هو العزا فين.

ردت يُسريه:
العزا فى دار والد حسني،إتصلي على جواد يجي ياخدك لهناك.

أغلقت إيلاف الهاتف ووقفت بتردُد قبل أن تحسم أمرها وقامت بالإتصال على جواد الذى رد بعد أكثر من إتصال...بخزي تحدثت إيلاف:
أنا عرفت إن والد حسني توفي وواجب عليا أروح أعزيها.

إنشرح قلب جواد من حديث إيلاف بعد أن علم من بليغ أن إيلاف ذهبت الى المشفى،لكن لن يستسلم سريعًا،ورسم البرود وأنه لا يعلم بذهابها الى المشفى قائلًا:
تمام،هفوت عليكِ فى البيت أخدك بعد ساعه ونص،لأن خلاص ده وقت الدفن.

اغلق جواد الهاتف بلا إسترسال فى الحديث،شعرت إيلاف ببعض الآسف لكن لابد أن تُثبت لـ جواد أنها لن تكون ضعيفه مره أخري وتتخاذل.
❈-❈-❈

بعد دفن جثمان والد حسني 
كانت  حسني تجلس بين النساء تتلقى منهن التعازي، بقلب مُنفطر، نظرت محاسن لـ يُسريه بنظره فهمت مغزاها  
نهضت يُسريه نحو حسني وإنحنت تمسك يدها، رفعت حسني وجهها لـ يُسريه، أومأت لها، وجذبتها لتنهض معها، بإمتثال نهضت حسني معها وتوجهت نحو تلك الغرفه الخاصه بها، كذالك ذهبت خلفهن محاسن، جسلن الثلاث على الفراش بالمنتصف كانت حسني التى ضمتها محاسن تُربت على ظهرها بحنان وهى تبكي بحُرقه، حاولن مواساتها. 

بينما بالخارج وقف بصوان عزاء الرجال زاهر وجواره على يأخذان عزاء والد حسني. 
❈-❈-❈ 
 بمنزل صلاح 
أخبرت حفصه  امجد عبر الهاتف قائله: 
بكره نبقى نكمل كلامنا فى الموضوع ده دلوك لازم اقوم أجهز عشان اروح مع سلوان نزعي حسني مرات زاهر والداها توفي.

 رد أمجد:
البقاء لله،ملاحظ كده فى الفتره الاخيره إن بقى فى قبول منك لـ سلوان.

ردت حفصه:
أنا بعترف كنت فاهمه سلوان غلط،او بالاصح كان معمي عنيا ومش حاسه انها تليق بـ جاويد،بس هو إختارها هى وده النصيب،وكمان لم بدأت أتعامل معاها حسيت إنها لطيفه،وكمان محدش بيقدر يتحكم فى قلبه ويحب غصب،وده اللى الحمد لله فهمته،وكمان مِسك سلمت للامر الواقع ان جاويد مش من نصيبها وكمان إتصلت عليا الصبح وقالتلى إنها كان متقدم ليها عريس مناسب ووافقت عليه والليله هيقروا فاتحتها،يمكن ده خير لها،هي كانت قدام جاويد من زمان من قبل ظهور سلوان يبقى ليه تعيش وهم تضيع بيه حياتها،لو مش وفاة والد حسني كنت هروح وأبقى معاها بس ملحوقه فى الجواز بقى أبقى جنبها،هى زي أختي.

تبسم أمجد قائلًا:
فعلاً القلوب مش بتتبع أى قيود،وفرحت إن مِسك فاقت من وهم جاويد،زى أنا كمان ما فوقت فى الوقت المناسب وقدرت أعرف قلبي محتاج لأيه.

شعرت حفصه بالخجل لكن فى نفس اللحظه سمعت طرق على باب الغرفه،سمحت له بالدخول...
تحدثت توحيده:
الست سلوان خلاص جهزت وكمان العربيه اللى هتاخدنا توصلنا لدار أبو الست حسني هى كمان وصلت.

أومأت حفصه لها قائله:
أنا كمان شبه جاهزه يادوب هلبس الطرحه وأحصلكم فورًا.

اومأت توحيده وغادرت 
بينما قالت حفصه،لازم أقفل دلوقتي عشان منتاخرش.

تنهد أمجد قائلًا:
تمام،أنا هتصل على زاهر أعزيه،برضوا.

أغلقت حفصه الهاتف ونهضت تجذب ذالك الوشاح وتوجهت نحو المرآه كي تقوم بهندمته لكن أثناء وضعها للوشاح سقط نظرها على ذالك الجرح الذى مازال أثره واضحًا على يدها،وتذكرت حديث مسك بالامس،للحظه سهمت وقالت بإستغراب:
أنا متأكده إنى  مقولتش لـ مِسك على حكاية الخطف،عرفت منين!.

إحتارت مسك لكن فكرت قليلًا ثم قالت:
يمكنةعمتي   سمعت بالصدفه وأنا بحكي لخالتي محاسن، هى بعدها بشويه دخلت الأوضه عليا، يمكن عملت نفسها مسمعتش حاجه  عشان خالتى متقولش  عليها صناته.   
❈-❈-❈
مساءً
بمنزل والد حسني إنتهي عزاء اليوم الاول 
بغرفة حسني كان معها 
نساء عائله الاشرف 
يُسريه، محاسن، سلوان، حفصه، حتى  إيلاف التى آتت قبل وقت لموساة حسني 
سمعن طرق على باب الغرفه، سمحن بالدخول
دلف زاهر الذى غص قلبه حين رأي حسني مكلومه بهذا الشكل، لكن نظر لـ يُسريه وقال: 
مرات عمِ
عمِ صلاح هو وجواد وجاويد بره منتظرينكم.

نهضت يسريه كذالك إيلاف ومحاسن وحفصه،وسلوان التى إقتربت من حسني تنظر لها بآسى وقالت بمواساه:
ربنا معاكِ.

أومأت لها حسني وظلت صامته،خرجن واحده خلف أخري وظل زاهر معها بالغرفه ينظر لها،حادت بنظرها عنه لا تود الحديث ولا النظر له،تمددت على الفراش بصمت،غص قلب زاهر له...
وفاة أحد الوالدين قهر أما وفاتهما الإثنين فهذا هو البؤس بعينه. 
❈-❈-❈
منزل القدوسي
قبل قليل 
بغرفة المندره 
تم قراءة فاتحة مِسك وذالك العريس وتم الإتفاق على التجهيز للزواج خلال ست شهور 

بينما بغرفة مِسك كانت تشعر بغضب ونيران بقلبها، ورغبه فى حرق كل شئ، لكن مازال لديها الأمل، بمدة الخطوبه، قد تصل الى ما تريده بتلك الفتره، هى تراوغ قليلًا، ظنًا أن جاويد حين يهلم انها ربما تُصبح لغيره يفوق من سحر سلوان عليه. 
❈-❈-❈
ليلًا 
بغرفة جاويد
خرج جاويد من حمام الغرفه نظر ببسمه لـ سلوان التى تجلس تتكئ بظهر على بعض الوسائد تنظر الى السقف،نظر جاويد الى السقف ثم الى سلون،وإنضم الى جوارها بالفراش جذبها لتقترب منه،قائلًا:
سرحانه فى أيه؟. 

تنهدت سلوان بقوةووضعت  رأسها على صدر جاويد، وأجابته: 
تعرف حسني صعبانه عليا أوي، يمكن عشان عشنا حياة شبه بعض، إحنا الإتنين أمهاتنا سابتنا صغيرين، خوفت على بابا أوى مش عارفه ليه، حتى إتصلت عليه من شويه... الفراق صعب أوي، وإحساس إن عزيز عليك يفارق بالموت وإنك مش هتشوفه تانى صعب، تعرف أنا فضلت فتره كبيره بعد ما ماما توفت كنت بفكر إنى لما هسافر الأمارات هلاقيها بتقابلني فى المطار، بس ده كان تفكير  طفله، مع الوقت إتعايشت مع الحقيقه  المُره وإتقبلتها، تعرف إن مش بابا اللى قالى إن ماما ماتت، كانت عمتي هى اللى قالتلى مكنتش  مصدقاها وقولت بتكذب عليا عشان مش بتحبني. 

دموع سالت من عين سلوان على صدر جاويد شعر بها كاويه لقلبه، هو الآخر عاش فراقً لتوأمه، ضم جاويد سلوان قائلًا بآسى : 
فعلاً الموت حقيقه مريره مش كذبه. 

تنهدت سلوان ووضعت يدها على تلك العلامه الظاهره بصدر جاويد قائله: 
أيه سبب العلامه دي يا جاويد. 

أغمض جاويد عينيه يكبت تلك الدمعه الخارقه، ثم فتح عيناها قائلًا: 
جرح قديم وساب أثر. 
ثم سرد لها سبب ذالك الجرح الذى لم يندمل.
 
تنهدت سلوان تشعر بآسى سائله: 
والوشم اللى على كتفك معناه أيه... متأكده إن له معني. 

تنهد جاويد بغصه قائلًا: 
أيوا له معني، معناه "رُفقاء الروح". 

رفعت سلوان رأسها عن صدر جاويد ونظرت له بإستغراب قائله: 
" رُفقاء الروح"! 
يعني أيه؟. 

غص قلب جاويد قائلًا: 
يعني أنا و"جلال"كُنا توأم. 

ذُهلت سلوان وغرت فاها للحظه ثم قالت: 
أول مره أعرف إن كان ليك أخ توأم،عشان كده خدعتني بإسم جلال.

رغم تلك الغصه بقلب جاويد،لكن أدار دفة الحديث قائلًا:
على فكره أنا أحتمال أسافر الفتره الجايه.

تسألت سلوان:
هتسافر فين؟.

رد جاويد:
هسافر روسيا فى كذا عميل هناك و...

قاطعته سلوان قائله:
وكمان فى سنتيا،اللى سافرت لها البحر الاحمر مخصوص.

تبسم جاويد على نبرة الغيره الواضحه من سلوان،جذبها من رأسها بين يديه وقبل شفاها للحظات ثم ترك شفاها ونظر لها قائلًا:
سنتيا مش أكتر من عميله،أنا كنت فى الأحمر عشانك،وكفايه حديت لحد إكده،عيندي شغل بكره ولازمن أبجي فائق.

تبسمت سلوان له قائله بدلال:
طب واللهجه الصعيدي اللى بتتكلم بيها دلوقتي بقى معناها أيه،أقولك إنت لما بتضايق بتتكلم صعيدي.

فعلاً جاويد تضايق حين ذكرت فترة البحر الاحمر وتذكر غضبه وقتها،لكن تبسم لها قائلًا:
سلوان أنا سبق وقولت لك إني قلبي عشقك من إسمك ومفيش مكان لغيرك فى قلبي.

تبسمت سلوان وضمت نفسها لصدر جاويد،تنهد جاويد قائلًا:
أنا بقول ننام أحسن ما يجرنا الحديت لناحيه تانيه...وإنتِ وشفايفك وخدودك حمره كده شبه توت خد الجميل.

تبسمت سلوان بخجل قائله:
لاء إعتبرني الشجره المُحرمه.

تبسم جاويد وقبلها ثم ترك شفاها قائلًا:
أهو حاجه تصبيره من خد الجميل.    
❈-❈-
بعد مرور  أكثر ثلاث أشهر... عاود الخريف مره أخري. 

فى الجُنح  الأخير من الليل
بأرض الجميزه بين تلك الأسوار 
تسلل صالح الى الداخل 
يسير بترنُح بسبب سُكره،وقف امام تلك الحُفره العميقه،ينظر الى ذالك العمق السحيق 
لمعت عينيه يشعر بغِل وهو يتذكر خسارته الساحقه التى نالها بتلك الإنتخابات البرلمانيه،لم يحصُل حتى على شرف المحاوله كانت الأصوات له ضئيله للغايه،كذالك يشعر برغبة اخري تحرق جسده، لكن بنهايه بتلك الحُفره يكمُن علاجهُ،
فجأه إنخض وإرتجف حين سمع صوت غوايش خلفه قائله بنبرة أرعبته:
الوجت خلاص قرب والوعد هيتنفذ.

إستدار صالح ينظر لها شعر برعب أكثر حين راى ذالك الضباب الأسود تخرج منه غوايش عينيها 
د مويه مثل عيني الذئاب،لكن سُرعان ما تحولت نظرته الى تلهف بعد أن أخبرته:
هنا فى الحفره دي كل اللى بتتمناه،بس كل شئ وله تمن لازمن يندفع.

جثي على ساقيه امامها قائلًا:
كل اللى تؤمري بيه يتنفذ فى التو.

لمعت عينيها بشر ورفعت راسها نحو السماء التى إسودت وإختفت نجومها شعرت بزهو قائله:
خلاص قرب آوان  المواجهه الأخيرة  
❈-❈-❈
فجرًا بغرفة يُسريه
كانت نائمه 
فجأه وجدت نفسها تسير بأرض الجميزه، لكن توقفت تنظر بهلع لـ جلال الذى أقبل عليها 
مشقوق صدره ينزف تشعر كأن قدميها تغرس فى طين الارض تحاول مد يدها نحو جلال حتى تضع يدها على صدره مكان النزيف عله يتوقف لكن قدميها تغرس بالأرض مازالت تحاول الخلاص والخروج،لكن كآن بـ الأرض أيادي  تسحب قدميها للتغرس أكثر،لكن جلال وضع يده على صدره ثم مدها لها بلفافه بيضاء،رفعت يسريه يديها بصعوبه وأخذت تلك اللفافه منه،نظرت لها بإستغراب وقامت بفتح اللفافه،لتُصعق من محتوي اللفافه،إنه طفل صغير يفتح عينينه ويبتسم،نظرت نحو جلال رأته هو الآخر يبتسم،وإقترب منها ونظر هو الآخر للطفل وكلمه واحده قالها
"جلال".

فجأه شعرت يسريه كأن قدميها تحررت،لكن نظرت نحو جلال وجدته إختفى،تلفتت بعينيها تبحث عنه تنادي بإستجداء لكن كما ظهر كما إختفى.

فجأه فتحت عينيها حين أيقظها صباح قائلًا:
يسريه إصحي الفجر بيأذن.

إستيقظت يسريه،ونظرت لـ صلاح ببسمه قائله:
"جلال" إسم إبن جاويد.

تبسم لها صلاح يشعر بغصه قائلًا:
كنت عاوز أقول نسميها الإسم ده بس خوفت تزعلي.

تبسمت يسريه بدمعه قائله:
جلال هو النُص التانى لـ جاويد،أنا صحيت على آدان الفجر ،قلبي حاسس إن جلال هو الحامي لـ جاويد فى المواجهه القريبه.    
❈-❈-❈
بالمشفى
حسمت إيلاف أمرها ودخلت الى  الى مكتب جواد وجدته مُنهمك بقراءة أحد التقارير.

نظرت له قائله:
جواد ممكن نتكلم شويه مع بعض.

نظر لها جواد ورسم البرود الذى يتبعه معها منذ فتره قائلًا:
مش فاضى دلوقتي. 

توجهت إيلاف  نحو مكتب جواد  ووضعت يدها  فوق الملف بتعسُف قائله: 
لاء أنا خلاص زهقت من طريقتك دي معايا، وهلاص لازم نوضع حد وحل لحياتنا سوا. 
❈-❈-❈
قبل قليل 
بمنزل زاهر قبل أن يغادر المنزل 
سمح لتلك الخادمه بالدخول  الى غرفته... 
نظر لهلع تلك الخادمه سألًا: 
فى أيه مالك مخضوضه كده ليه؟. 

ردت الخادمه: 
فى مُحضر من المحكمه بره على باب الدار وطلبك مخصوص. 

إستغرب زاهر ذالك لكن قال بهدوء: 
تمام أنا نازل أشوف هو عاوزني ليه.

بعد لحظات،خرج زاهر الى ذالك المُحضر قائلًا:
انا زاهر الاشرف،خير.

نظر المحضر لـ زاهر ثم تمسكن عليه،قائلًا:
انا مُحضر من المحكمه جايبلك إشعار بقضيه مرفوعه عليك.

إستغرب زاهر سألًا:
قضية أيه دي.

تردد المحضر وقرأ الإشعار له قائلًا:
إشعار بقضية خُلع مرفوعة على ساعتك من السيدة/حسني إبـــــ...

لم يُكمل المخضر باقى حديثه حين تعصب زاهر بغضب قائلًا:
قضية خُلع.

بيد مُرتعشه مد المُحضر يده بالاشعار،خطفه زاهر منه وغادر حتى دون أن يمضى على استلام الإنذار منه،قاد سيارته بغضب يقطع الطريق بكل خطوه يُفكر بطريقه يقتل بها حسني،وصل الى منزل والداها خلال وقت قياسي
وقف على باب المنزل يقرع الجرس بغضب،كذالك يقوم بالطرق بقوه تكاد تكسر باب المنزل.

فتحت له ثريا التى اُصيبت بهلع من منظره الغاضب وقبل ان تتحدث،راى خروج حسني من غرفتها توجه لها يكز على أسنانه بغصب،وشهر تلك الورقه التى بيده قائلًا:
قضية خُلع.

صمتت حسني ترتجف من نظرة زاهر، بداخلها لامت غبائها،لكن أظهرت الامبالاه وكادت تدخل الى غرفتها مره أخري،لكن جذبها زاهر بغضب من يدها قائلًا:
بينا حساب لازمن يخلص،حُسني.

غضبا حسنى وحاولت نفض يدهُ عنها بصمت وغيظ،لكن زاهر جذبها قويًا،حاولت حسني الخلاص منه،لكن صمم قائلًا:
هتجي معايا غصب عنك.

لم يُمهل حسني الوقت وجذبها بقوه وقام بضرب رأسه برأسها قويًا،فى التو أغمي عليها،وإرتخي جسدها بين يديه،نظر لزوجة أبيها التى تستغرب ولا تفهم شئ قائلًا:
هاتيلى عبايه وطرحه لـ حسني.

للحظه ظلت ثريا واقفه لكن ارعبها صوت زاهر الجهور:
قولتلك هاتيلى عبايه وطرحه بسرعه.

هرولت ثريا فى لحظات عادت بعباءة سمراء وطرحه من نفس اللون.

مدت يدها بها لـ زاهر الذى مازال يقف يسند جسد حسني بين يديه،نظر لها قائلًا:
كويس إنك جيبتِ عبايه سوده عشان ألبسهالها على روحها،بسرعه ساعدنى.

فعلت ثريا ما امرها به زاهر خوفً منه فى صمت،حمل زاهر حسني وخرج من باب المنزل،لكن لسوء حظها خبطت راسها مره اخري بحرف باب المنزل،كذالك حرف باب السياره ،رغم غضب زاهر لكن تبسم قائلًا:
تستاهل كسر راسها.

بعد قليل ترجل زاهر من السياره وفتح الباب الخلفي وحمل حسني التى مازالت غائبه عن الوعى،صعد بها مباشرة الى غرفة نومه  
ألقى جسد حسني على الفراش بحِده ثم وقف ينظرلها بغضب قائلًا: 
مش عاوزه تفوق ليه، رصاصه ولا روسيه  اللى ضربتها فى دماغها... بنفس اللحظه دلفت الخادمه الى الغرفه، نظرت لـ حسنى بقلق قائله: 
هى مالها حسني. 

تنهد زاهر وفكر قائلًا: 
إنزلي هاتيلي دورق مايه وفيها تلج ومتنسيش تجبي كوبايه. 

غادرت الخادمه لدقيقه وعادت للغرفه معها مع طلبه زاهر  الذى مازال يقف على الأرض جوار الفراش عيناه حاده وثاقبه تُنذر بالغضب 

مدت يديها بالدورق والكوب  باحترام قائله: 
الدورق والكوبايه. 

أخذهم منها زاهر قائلًا: 
تمام روحي إنتِ شوفى شُغلك. 

تسألت الخادمه بقلق وإستفسار: 
هى حسني جرالها أيه. 

زفر زاهر  نفسه  بغيظ قائلًا:. 
قولتلك روحي شوفي شغلك وإقفلي باب الأوضه وراكِ. 

تتبع زاهر النظر الى الخادمه الى أن خرجت وأغلقت خلفها الباب عاد بنظرة شر نحو حسني وسكب بعض المياه بالكوب وقام بقذفها بوجه حسني مباشرةً وبتعسف وغيظ. 

فتحت حسني عينيها وشهقت بهلع لدقيقه كذالك شعرت بآلم بسبب إحدي قطع الثلج التى أصابت جبهتها،
قبل أن تستوعب، نظر لها زاهر بغضب جم قائلًا: 
أنا يا حسني بترفعي عليا قضية "خُلع"
دا أنا هخلع شعرك شعرايه شعرايه وبعدها هفتح دماغك  وأشوف المخ اللى فى راسك ده مخ بني آدمين ولا مُخ بغبغان غبي... أنا
"زاهر الأشرف" 
اللى عمر ما حد رفع صباعه فى وشي، إنت بترفعي عليا قضية "خُلع" 
قال زاهر هذا بغيظ وقام بدفعها بكوب مياه آخر على وجهها....
شهقت حسني بخضه من برودة المياه، قبل أن ترد حسني، كان يدفعها بالكوب الثالث، 

تعصب زاهر أكثر من عدم رد فعل حسني التى مازالت صامته 
تهكم بغضب من إرتجافها قائلًا: 
كان نفسي تبقى مية نار وأحرقك... ساكته ليه، فين لسانك اللى كان زى المدفع، راحت فين الرغايه اللى كنت بقول كلمه ترد عليا بألف. 

شهقت حسني  بسبب بروده المياه وأمسكت إحدي  قطع الثلج نظرت لها ثم  لعقتها ببرود وقالت بعِناد: 
مش كنت بتضايق من رغيي أنا هلتزم الصمت، ومش هرد عليه... هشغل الوضع الصامت.   
    

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-