CMP: AIE: رواية اسيرة وعده الفصل الاول1بقلم مروه البطراوي
أخر الاخبار

رواية اسيرة وعده الفصل الاول1بقلم مروه البطراوي


 رواية اسيرة وعده 
الفصل الاول1
بقلم مروه البطراوي


هي جنة وليست جنية ولكن جمالها وفتنة جسدها  جعلها مثل  الجنيات التي تسحر أي شخص يراها إلا شخص واحد وهذا ما دفع والدها لطلب الحماية منه. الحماية من طاغية يريد أن يحتلها فهي في نظره الثروة التي تقدر بأموال ولكن عليه الحذر فالمطلوب لحمايتها لن يتهاون في حقها . 


كان عابد يجلس على المائدة التي تضم الكثير من الأطعمة يتناول ما أمامه سريعًا في لهاث وعيناه شاردتان في صورتها التي لا تفارقه منذ لحظة وجودها في عرينه عندما أتت لوالدها وهو يقامره تخبر والدها حينها أن دواء والدتها نفذ وعليه الإتيان بالمال حتى تسرع بجلب الداء  كان يحاول الاقتراب منها في تلك الليلة ولكن والدها على قدر ما هو منغمس في لذة القمار إلا أنه حافظ على مسافة آمنة بين عابد وابنته جنة





علي الجانب الآخر كانت تجلس السيدة فوزية والدة جنة وزوجة محسن الرجل الذي تتجمع به كل الصفات الحسنة عدا لعبه للقمار نظرت فوزية إلى ابنتها الوحيدة جنة وهي ترتجف من البرد لتشعر أنها تجاهد نفسها حتى لا تشعر أحد  أنها في أمس الحاجة لتغيير المنزل نظرًا لأنه بالدور الأرضي يدخله ماء الشتاء وتعاني من مسحه وإزاحة المياه كل يوم في الشتاء. 

-هانت يا حبيبتي أبوكِ وعدني أننا هنعزل من هنا قريب و يشترى لينا شقة تانية. 

ابتسمت من داخلها بسخرية فهذه هي وعود الرجال التي لا تنفذ أبدًا كانت جنة مثل الطفلة البريئة الجميلة الهادئة بالرغم من تعبها دنت من والدتها تقبلها تهمس بصوت ضعيف تكتم بكائها: حقك عليا أنا يا ماما كان لازم أنزل أشتغل الشهر ده بس مقدرتش.

#موكا_سحر_الروايات رواية #اسيرة_وعدة 


علي الجانب الأخر في منزل محمود حنفي ابن عمها الذي كان يبحث عنهم منذ فترة لكي يرجع والدها إلى قريته يستلم أرضه التي كتبها له شقيقه و لكن  توفاه الله وقد أوصى محمود بذلك ولكن أوصى ابنه  أيضًا بعدم تسليم أموال تسليمه الأرض مع التشديد بعدم بيعها نظرًا لمعرفته بحب شقيقه للقمار، كلف محمود الكثير من الرجال للبحث عنهم ولكن دون جدوى. 

ارتفع صوته واحتد لدرجة ارتجف لها الجميع بالرغم من صغر سنه إلا أنه يستحق هذه الهيبة: ازاي يعني مش لقيته لا هو ولا مراته ولا أولاده هو أنا لازم أعمل كل حاجة بايدي؟ 

اقترب منه شقيقه خاطر الأصغر منه بسنة واحدة: اهدي يا محمود هتلاقي عمك  إن شاء الله هتلاقي أولاده. 

التفت اليه محمود و قد اكتست عينيه بالحزن رؤية شقيقه تذكره بوالده فهو شبيهه تذكر وصية والده مجددًا أنه لا بد من إيجاد عمه لأن الأرض هي ورثه من جده. 

-ازاي بس يا خاطر اللي مستغرب له أنه كان عايش في شقه تمليك ومش معاه يغيرها للدرجة دي القمار خلاها يبيعها؟ 

عبث خاطر بخصلات شعره وهو يفكر في الأمر، فالأمر يغضب أي شخص وكيف يتم تسليم أرض كهذه لهذا الشخص وهو يلعب القمار؟ 

-ليه بس كده يا بابا؟ ليه؟ ده أنا لو اطلعها لأي جمعية خيرية كان أرحم. 

ليجد من يقف بجوارهم يلتفت إلى ابنه نبيل ذو العشر سنوات، نعم خاطر متزوج قبل شقيقه فقد طلب والدهم من محمود أن يتزوج ويجلب له حفيد ولكن محمود رفض الأمر فهو لم يرى فتاة تجذبه تفاصيلها إلى الآن ولكن خاطر كان لديه الرغبة في تأسيس عائلة فتزوج و انجب نبيل 

نبيل: نفسي أشوف جدي. 


ابتسم محمود للصغير ونظر خاطر إلى محمود فهو الوحيد المكلف بهذا الرد : مينفعش يا نبيل . 

هز نبيل رأسه بضيق: طب ليه الكويسين يموتوا؟ 

أخذ الصبي من يدي شقيقه وخرج به الي الأرض الزراعية لكي يتنزه سويًا لعله ينسى أمر جده


عودة إلى فوزية وجنة 

شعرت فوزية ببعض التعب تنهض جنة وتتوجه صوب باب شقتهم توقفها فوزية: راحه فين يا جنة؟ 


صمتت جنة وعلمت أنها لو أخبرت والدتها أن ستذهب إلى مكان والدها تثور عليها خاصة منذ أخر تحذير تحدثت جنه  بإرتباك : راحه أجيب الدوا من الصيدلية يا ماما ليه في حاجة؟ 

هزت فوزية رأسها  وهدأت قليلًا قائلة: لا يا حبيبتي ولا حاجة أنا يسأل بس فكرت راحة لأبوكي تاني أوعي يا جنة.






فعلت جنة ما برأسها وذهبت إلى مكان والدها ولكنها لم تجده وجدت عابد الذي وجدها فرصة مناسبة ولكن لم يرتب لها جيدًا حيث في لحظة انقضاضه عليها تعالت صرخاتها قائلة: الحقوني يا ناس الراجل هيغتصبني. 


ليصل صوتها تحديدًا إلى زوجاته، نعم عابد متزوج ولا يخجل من ارتكاب الفحشاء في فتاة صغيرة أمام أهل بيته ليجد في هذه اللحظة زوجة من زوجاته تنتزع عابد  من فوقها بكل قوتها لدرجة أنه لان معها من أثر شرب الكحول الذي جعله لا يدرى بنفسه عندما رأى جنة أمامه: دي عيلة صغيرة تموت في ايدك ومش تطول منها حاجة تلبس جريمة وكلنا نشهد عليك.





على الجانب الأخر 

انقبض قلب السيدة فوزية فجأة وصرخت قائلة: بنتي. 

تأتيها جنة في هذه اللحظة ممزقة الثياب من أثر فعلة عابد الذي كان يريد الاعتداء عليها لتشعر فوزية أن ابنتها قد نال منها تهتف بأسى: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ليه رجعتي تروحي هناك رغم اني محذرا يا جنة؟






على الجانب الأخر 

كان محمود يسير بين الحقول ومعه نبيل الذي كان يركض ولكن محمود كان شاردًا يسير ببطء كأنه يبحث عن شئ وسط القش يسأله نبيل : بتدور علي ايه يا عمو؟ بتدور على جدو زيي؟ 

نظر إليه محمود نظرة حزينة وتحدث بتمني قائلًا: جدو عارفين مكانه فين. اللي بدور عليهم مش عارف مكانهم. نفسي أعرفه. 

تحدث نبيل مثل  الكبار قائلًا: أدور معاك عليهم أنا أشطر من بابا .





عند عابد بعدما منعته زوجته من الاعتداء على جنة قام بإزاحة زوجته  ليذهب إلى غرفة أخرى بها زوجة أخرى يجدها وجهها يزينه ابتسامه خبيثة : بس الشهادة لله المرة دي ذوقك عالي أوى بت صغيرة وحلوة لا وجيالك برجلها لوزة وتقشر علي ايدك يا عابد بس فشلت طول عمرك فاشل. 


جذبها من ذراعيها ونظر إليها بغضب وهو يتحدث بنبرة دبت الرعب في جسدها فهو يقدر عليها عن الأخرى التي ترك لها الغرفة: أنتم كلكم عليا ولا ايه؟ مش المهم ما اتجوز علشان مفيش واحده فيكم تطلق طب وديني لأتجوزها وأنتِ هتبقي بره ما هو أنا كفاية عليا تلاته. 

ابتلعت زوجته ريقها فهو مصدرها الوحيد للعيش وإن تركها خاصة وأنها لم تنجب منه سوف تتسول : هو أنت هتطلقني أنا؟ طب ليه؟ ده أنا أجدد واحدة فيهم ولا علشان مجبتش عيال؟ وبعدين ما كفاية جواز ده أنت اتجوزت وطلقت 17 مرة. 

تشنجت عضلات وجهه وهو ينظر إليها  بكل استهزاء واردف بقوة: أيوه يا حلوة علشان ما خلفتيش وأنا حر إن شاء الله 100 مرة. 

وضعت برأسها أن تحاول قدر المستطاع أن يبقي اسمها  علي ذمته مالت علي أذنه: ما أنت عارف اني مليش غيرك يا عابد مستعدة أبقى خدامة ليها بس بلاش تطلقني. 

جذبها من وجهها بحدة قائلًا: هو أنا ناقص خدام ما عندي كتير؟ 

ابتلعت ريقها في  توجس قائل في  تحسر: كل ده علشان حتة العيلة الصغيرة دي؟ 

لوى ذراعها بذراع واحد منه وحاوط الاخر رقبتها كأنه يقلعها 

-أنت زعلت مني خلاص هسكت حقك عليا يا سي عابد. 

ضيق عليها الخناق أكثر لتنطلق منها صرخة استنجاد وهي تقول: بالراحة يا عابد هموت في ايدك ارحمني أبوس ايدك.



عودة إلى محمود ونبيل قاما بزيارة قبر والده و بكى أمامه 

-وحشتني أوى يا أبا شيلتيني حمل كبير مش عارف أعمل ايه. 

جلس نبيل علي ركبتيه هو الأخر بجوار عمه مندهشًا من بكائه الذي لم يره قبلًا: بتعيط يا عمي أنت قايل لي أن الكبار مش بيعيطوا. 

رد عليه محمود بصوت ضعيف: لا بيعيطوا يا نبيل بس على حبايبهم. 

زفر نبيل بحنق قائلًا: أنا كمان زعلان على جدي بس أنت قلت إنها إرادة ربنا. 

هز محمود رأسه قائلًا: معاك حق أنا يمكن موضوع الناس اللي بدور عليهم ده اللي مزعلني. 

احتضن نبيل عمه قائلًا: أنت كبير يا عمي ازاي مش قادر تشيل الحمل ده؟ أنت يا ما شيلتني وأنا صغير . 

ابتسم محمود علي حديث نبيل الصغير الذي لم يفهم بالحياة إلا القليل. 

عادا إلى المنزل يستمع إلى شجار خاطر المعتاد مع زوجته تقى والدة نبيل 

-أنت ايه يا أخي مش تحس اعمل ايه يعني أبوك ميت من قريب والبيت كله فوق دماغي ارحمني. 

كان خاطر زوج متطلب لا يكل ولا يمل ومع خضم غضبها من متطلباته مال عليها يجذب وجهها إليه: اوعي اسمع تشتكي تاني البيت يولع أجيب بدل الخدامة عشرة إنما أنتِ لا. 

أزاحت يده بكل اشمئزاز لأنها لم تعشقه يومًا ويوم تقدمه لخطبتها ظنت أن محمود هو الذي يتزوجها: قولتلك ميت مرة احنا مش عايشين في البيت لوحدنا علشان الموضوع ده يبقى عمال على بطال وبعدين الولاد أعمل فيهم ايه؟ 

واستطردت في  تساؤل: محمود لقي عمك وعيلته ولا لسه؟ 


زفر بغضب فهو يدعو ليلًا ً ألا يجدها: لا لسه، أنتِ بتسألي ليه؟ يا ريت ما يلاقي حد  احنا ناقصين. 


استمع محمود الي حديث خاطر مع زوجته وحزن أشد الحزن على موقف شقيقه من وصية والدهم ونبيل يقف واضعًا يده في يد عمه لا يفهم شئ ينتبه محمود و يلتفت إليه: اطلع لا بوك يا نبيل فاته قلقان عليك. 

هز نبيل رأسه برفض قائلًا: لا خليني معاك أنا بحبك أوى . 

اندهش محمود لرد نبيل يستطرد نبيل: أنا مش بحب حد في الدنيا دي غيرك يا عمي بلاش تتجوز وتخلف أنا ابنك. 

اتسعت حدقه عيني محمود بشدة من غيرة الصبي عليه 

-ايه يا عمي زعلت مني؟ بكره اكبر وأبقى راجل وهدور لك على اللي أنت بدور عليه . 

كان يتحدث ولا يعلم أن والده واقفًا في ظهره ليزم خاطر شفتيه بحزن طفولي قائلًا: كده يا نبيل بتحب عمك أكتر مني؟ 

ارتبك نبيل قليلًا: أنا مش قصدي يا بابا بس عمي مش متجوز وبيتخانق مع مراته ليل نهار وفاضي ليا إنما أنت وماما على طول في خناق. 

نظر محمود إلى خاطر نظرة عتاب و لوم على صوته العالي دائمًا مع زوجته مما لفت انتباه أبناؤه فأشار إلى نبيل يركض في الحديقة 

-قلتلك يا خاطر الخناق المستمر يخلي الأولاد مش مرتاحين. 

ليعود نبيل مهرولًا هو ورجل من رجال محمود: الراجل ده لقى اللي بتدور عليه يا عمي

             الفصل الثاني من هنا 

لقراءة باقي لفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-