رواية غلطه وندم
الفصل السابع والعشرون27
بقلم مروة محمد
احتاج الى الشعور بالرضا والي نور يهدى طريق العامه بداخلي
قامت غاده بعمل الفحوصات اللازمه ليتأكد الجميع ان الأنسجه مطابقه ليتم تحديد موعد العمليه..لتوضع علي فراش العمليه وهي شارده لتعلق ذهنها بأخر صورة لشهاب...انقضت العمليه بسلام وأمان...وتم ادخال كل شخص منهم في غرفه منفصله...كانت زهيرة تقوم بالتناوب بينهم...أثناء دخولها عند غسان..قام بخطا مسرعا الي غرفتها ودلف وأغلق الباب من خلفه يستند عليه وهو ينظر اليها وهي شاحبه الوجه ملقاة علي الفراش أمامه ليستشعر مدي قسوته وهو يحدث نفسه قائلا
=عجبك كده...قعدت أقولك مستحيل أجي وأشوفها...بس انت يا قلبي ضعيف...مقدرتش أصريت تدفعني بجنون ليها..وأهو الجنون هيبقا علي حق لو فاقت.
اقترب من فراشها ليجدها معلقه بالمحاليل ليتأثر من مظهرها ويتذكر كلمات والداتها ليفور من الغيظ ويستشعر أنها فعلت ذلك لتنقذ أخيها ليدنو منها قائلا
=دا اللي كان نفسك تعمليه من لحظه ما عرفتي انه مريض...مش هنكر انك رفضتي لما عرفتي انك حامل..لكن أخر لحظه تضيعي ابني مني علشانه؟
ليشاهد قطرات مفاجئه تخرج من عينيها المغلقه كأنها تستمع الي كلماته ليضع يده علي يدها قائلا
=أنا مقدرتش مجيش وأشوفك...لأني لسه بحبك رغم اللي عملتيه فيا.
ليتفاجئ من ضغطه يدها علي يده لينتفض قائلا
=انتي فايقه صح...ومش قادرة تواجهيني؟
ولكن دون رد كانت لمستها عبارة عن استشعارا ناتجا من اللاوعي ليعتصر دموعه وهو يهبط بشفتيه ليقبلها قائلا
=أنا هبعد...ويمكن في البعد ترتاحي وأنا أرتاح...بس خليكي فاكرة اني كنت متمسك بيكي لأخر لحظه...سلام يا غاده القلب.
ترك يدها وتركها ليتوجه صوب الباب ليفتحه ويجد أمامه زهيرة التي شهقت باسمه وهي تحاول التمسك بيه وسرد له كل ما حدث ولكنه رفض وهجرها وهجر الجميع الي حيث الراحه التي يعتقدها وحده...لم يكن يعلم ان هذه الراحه التي اختارها سوف تكون مصدر عذابه وللأبد
رحل شهاب وبدأت رحله العذاب في غيابه ..فاقت من العمليه...وتذكرت وجوده..كادت تود أن ينتظر حتي تفتح عيونها وتمنعه من الرحيل...ولكن يبدو أنه يعلم لو انتظر أكثر سوف تفشل خطته في البعد...ظلت أسبوع هي وأخيها بالمشفي...ورفضت أن ترجع الي منزلها وقررت الرجوع الي بيتهم القديم رغم عرض غانم الرجوع الي الفيلا الا أنها اعترضت...وغسان وافقها الرأي وذهبا معهم الي البيت القديم..دلفت غرفتها تجلس بفراشها تتذكر جلستها مع نفسها وحبه الذي أخفته خلف جدران هذه الغرفه لتنزل العبرات من عينيها وتدلف في نفس اللحظه زهيرة تتحسر علي الحاله التي وصلت لها غاده لتدنو منها وتحتضنها قائله
=اهدي يا حبيبتي..احنا قلنا ليكي.. نروحله ونقوله الحقيقه.. انتي اللي عندتي وركبتي راسك...والله يا غاده ده بيحبك أوى...واسأليني أنا.
أجهشت غاده بالبكاء وغرقت كتفي زهيرة بالدموع وهي تقول
=مش محتاجه أسالك...أنا مكنتش متبنجه...ولو كنت لسه في البنج بس هحس بيه دون عن أي حد دخل ليا الأوضه...عارفه أنا استغربت لما قولتي ليا ان الراجل اللي اسمه أبويا دخل يشوفني...رغم انه دخل بعد شهاب بيوم بس محستش بيه.
أخرجتها زهيرة من أحضانها تلمس علي كتفيها بحنان قائله
=أنا حاولت أوقفه.. بس هو رفض..وخفت أعلي صوتي تصحي وتشوفيه وهو ماشي..وتزعلي...بس انتي كنتي حاسه بكل حاجه...طب كنتي قومي وقفيه.
ارتمت غاده في أحضان زهيرة مرة أخرى قائله بحسرة وألم
=كان نفسي يا ماما...كان نفسي أصرخ وأقول متسبنيش واللي اتكسر يتصلح..تعالي نعوض كل حاجه...بس مقدرتش..هو نفسه قالي انه مش هيقدر.
تمسكت غاده بأحضانها قائله
=ربنا وحده اللي عالم أنا كان نفسي أصرخ واقوله استني ...وكنت هعمل كده بس افتكرت لما سابني وأنا مرميه في دمي...حتي لو شاكك فيا مكنش يسيبني.
ربتت زهيرة علي ظهرها بحنان قائله
=أنا السبب يا بنتي سامحيني...طول ما انتم بعيد عن بعض عمرى ما هسامح نفسي...ياريتني كنت اتخرصت ساعتها ولا كنت قلت الكلمتين دول.
خرجت غاده من أحضانها مسرعه تضع يدها علي شفتي زهيرة قائله
=بعد الشر عنك يا ماما...ربنا يباركلي فيكي انتي وأخويا غسان...انتوا خلاص بقيتوا حياتي..سبحان مغير الأحوال... كل شئ بيتغير...
ابتسمت زهيرة ابتسامه حنونه قائله
=ايه مش هتقومي بقا تشوفي حياتك ونشوف أخوكي ده اللي طالع نازل ...مش فاهمه في ايه....يالا ما هو مش واخد علي قعده بيوت السكني.
ابتسمت غاده ونهضت لتخرج من غرفتها لتجد غسان يقف في منتصف الصاله شاردا لتلوح اليه بيده ليخرج من شروده قائلا
=البيت ده كله ناس عواجيز...الا ما فيه واحده حلوة كده زى ماما... اسندني يا ابني وطلعني يا ابني...المهم سندت الراجل اللي في الشقه اللي جبنا...وياريتني ما طلعته ولا رنيت جرس بابهم.
تعالت ضحكات غاده لتفهم ما تفاجئ به أخيها لترد قائله
=امممممم...ليك حق تتفاجئ من بين سكان العمارة الكبار اللي في السن تشوفها...تصدق وحشتني...أهي دي بقا ملكه جمال العمارة...منوش.
ليبتسم غسان بسخريه قائلا
=منوش...دي محصلتش فتوش...دي بت سمجه...أه هي الجمال عدي الكلام فيها...بس لسانها مرذبه...بقولها بعد اذنك أدخله...تقولي نعممم تدخل فين.
استمعت اليه غاده باعجاب من شجاعه منه لترد قائله
=أنا بصراحه مبسوطه منها انها عملت معاك كده...واحمد ربنا انها متهورتش...يا ابني دي معاها الحزام الأسود....ومحدش في المنطقه يستجر يكلمها.
ابتسمت زهيرة بألم قائله
=ربنا يرحم أبوها وأمها ماتوا في حادثه ومن ساعتها عايشه مع جدها...الكل كان خايف اكمنها حلوة وصغيرة هتقلب الشارع...بس البت أثبتت للكل انها بميت راجل.
ليبتسم غسان بسخريه قائلا
=وحاليا بقا بجمالها ده...ندخلها قايمه الرجاله ولا الستات...وبعدين هو أنا عملت حاجه أنا كنت هدخله لجوه...تقولي شايفني ناقصه ايد ولا رجل.
ابتسمت غاده علي ثقه منه قائله
=أنا برضه شايفه انها عندها حق..انت ساعدت الراجل وطلعته..مهمتك انتهت.. ترجع بيتك زى الشطور وتبطل طلوع ونزول... هنا مش المهندسين يا غسان.
زفر غسان بحنق لتندهش زهيرة منه قائله
=هو انت لما فتحت ليك الباب ...دخلته علي طول...ولا وقفت تعاكسها بعيونك يا ابن غانم...أه ما أنا عارفه العرق دساس...طفس زى أبوك.
راقص غسان حاجبيه لزهيرة قائلا
=لما انتي عارفه ي زهورتي اني مصيبه زى غنومتي...يبقا تفتكرى هشوف الجمال ده ومش هبحلق..دي بتقول للي قدامها بحلقلي وبوصيلي.
تعالت ضحكات غاده قائله
=انت مصيبه يا غسان...معلش بقا استحمل اللي يجرالك..لو عايز تكمل عيشتك معانا بسلام... معنتش توصل جدو محمد لفوق...خلي حد تاني.
ابتسم غسان بخبث قائلا
=لااا...أنا قاعد مرابط تحت العماره ...همشي البواب وهشتغل مكانه..وهطلع الراجل وهتشوفي يا فتوش....اما عملت منك سلطه مبقاش أنا غسان.
رفعت غاده كتفيها قائله
=أنا اللي عندي قلته...احنا لسه طالعين من عمليه وصعبه كمان...فبلاش تخبطك خبطه تأثر علي الباقي..وبعدين أنا أخر مشوار للمستشفي ومش هدخلها تاني.
ليرد غسان بامتغاص قائلا
=أخر مرة...ليه ان شاء الله...أومال أنا مين هيقولي خالو...ايه مش ناويه تجبيلك كام عيل كده يقولوا بابا وماما وخالو وتيته وجدو...ويقولوا لفتوش يا مرات خاله.
انخفض بصر غاده في الأرض لتعاود ذكرى يوم فقدان جنينها من جديد لتردد قائله
=الله يسامحك غسان...بلاش تفتح السيرة دي تاني...أنا خلاص من بكرة هجهز نفسي علشان الامتحانات قربت...وبعدها هاخدكم وهسافر علشان الماستر.
ليزفر غسان بحنق قائلا
=....... وأنا مش هسيبك تدمرى نفسك....بلا ماستر بلا بطيخ
زفرت غاده بحنق قائله
=......أنا خلاص لازم أشوف مستقبلي ..
لينظر اليها غسان بجمود قائلا
= كل ده بسبب العمليه اللي دمرت كل حاجه بينكم...مرضي نفسه شقلبلك حياتك..هفضل عايش بعقده الذنب من ناحيتك...مش كفايه اللي عملته زمانط
قبل سفره بيوم بعد الاطمئنان علي غاده ذهب اليه غسان ليشرح له ما حدث ليحتج قائلا
=انت متتكلمش خالص...انت أناني وما صدقت انها سقطت...أنا كنت مساعدك وجبتلك المتبرع وكنت هتسافر...مكنش في داعي تيجي في اليوم ده ....
رد عليه غسان مدافعا عن نفسه وعنها قائلا
=طب وأنا كنت أعرف منين اللي هيقوله؟...وهي ذنبها ايه؟...تسيبها ليه في الظروف دي حتي لو كانت جانيه؟
زفر شهاب بحنق قائلا
=سبتها علشان بحبها...وكاره ان حد يقرب منها حتي لو كنت انت....لأنها فعلا ملكيه خاصه زى ما هي قالت...انا لما لقيت الحمل راح...اتجننت.
هز غسان رأسه بقله حيله ويأس قائلا
=انت للأسف محسبتهاش صح...كان ممكن تفضل معاها وأنا في اللحظه دي كنت سبتها وسافرت...علشان مطمن عليها انها معاك...بس انت اختارت الهروب اللي كان نتيجته انه مقدرتش تتخلي عني.
قطب شهاب جبينه قائلا
=يعني لو كنت جمبها كنت انت هتنسحب؟
هز غسان رأسه قائلا
=أيوه هنسحب علشان راحتها...كفايه يا أخي انها أول ما فاقت سألت عنك....وفضلنا نهدي فيها ساعه...حتي بعد العمليه...سألت عنك وانت سايبها.
أغمض شهاب عينيه قائلا
=معدش في فايده من الكلام ده....لو رجعت هي مش هتقبل....بس مش هسيبها وزى يا غسان ما كنت السبب انتي وأبوك في اللي حصل...لازم تساعدني اننا نرجع حتي لو امتي
ذهب الي والداته ليدعوها للوقوف بجانب غاده ومسانداتها وبعد أن أملي بتعليماته عليها ردد قائلا
=أنا جيت ليك يا أمي لأنك انتي الوحيده اللي هتحسي بيا... انتي عارفه أنا لسه بحبها قد ايه....أرجوك خليكي جمبها وطمنيني عليها.
تنهدت فريال قائله
=ماشي يا ابني...هعمل كل اللي بتقول عليه...بس والله أسامه قال انها ملهاش ذنب...والجنين راح من الضغط العصبي...بلاش تظلمها يا شهاب.
نهض شهاب ووضع يده في جيب بنطاله قائلا
=عرفت بس خلاص معدش يجي منه.
عند غسان وغاده تركته ودلفت الي غرفتها بدون أن ترد عليه ليرن جرس الباب ويفتحه ليجد أخر شخص يتوقعه فدلف اليها قائلا
=حوريه أخت شهاب بره...غاده أنا عارف انك متغاظه منها ومقدرتش بسبب موقفي أبص في وشها وأعرف هي ناويه علي ايه..بس أي ان كان خليكي هاديه
انتفضت غاده وخطت خطوات سريعا حتي وصلت اليها لتجد حوريه تجرها بين أحضانها وغاده مثل الجليد بين يديها تستمع الي كلمات حوريه وهي تبكي قائله
=أنا عارفه انك مقهورة مني...بس انتي عارفه اني متخفله...وبجرى ورا دماغ غلط...أرجوكي يا غاده سامحيني...حقك عليا يا أختي..غاده أنا مش قادرة أعيش واحنا متخاصمين.
لتبتسم غاده بمرارة قائله
=أيوة مش قادرة تعيشي وأنا مخصماكي...ما بالك بيا بقا وأنا عايشه ميته بسبب غلطه معملتهاش...وانتم كلكم حاسبتوني عليها...جايه بعد ايه يا حوريه؟
ابتلعت حوريه ريقها وهزت برأسها قائله
=عندك حق...بس علي فكرة أنا وماما كنا هنجيلك ونشوفك..واحنا أساسا منعرفش طريقه..بس خوفنا لتطردينا...بس معدش ينفع بقا انتي هتبقي الحاجه الوحيده اللي من ريحته في قلب البلد دي.
قطبت غاده جبنيها لتجد حوريه تفتح الباب لفريال لتدلف وهي تتحاشي النظر الي غاده قائله
=أنا عارفه اننا مش مرحب بينا...لذلك خليت حوريه تدخل قبلي.. غاده أقسملك اني لسه شايفه شهاب الصبح بس...كان بيودعني زى ما ودعك.
قطبت غاده جبنيها قائله
=ودعني...ودعني ازاي.. وودعك ازاي...مش فاهمه..ايه مثلا سافر........
ذهبت اليها فريال تربت علي كتفيها قائله
=أنا أم يا غاده وانتي هتعذريني في يوم من الايام...كنت حاسه بيكي أقسم بالله..يقيني انك معملتيش كده مكنش ليه حدود...بس هو برضه ابني.
أغمضت غاده عينيها بمرارة تتحسر علي أخر فرصه لها حيث كانت تمني نفسها بمقابلته في الامتحانات وها هو قد طار محلقا مثل العصفور يأبي أن يقيد في قفصها فابتلعت ريقها قائله
=عند حضرتك حق ...هو فعلا ابنك...وحضورك علي عيني وراسي...حضرتك مرحب بيكي في أي وقت...وودك ليا حاجه كبيرة أوى
نظرت فريال الي حوريه بيأس قائله
=قلت ليكي وقلتله انه مش هينفع...بس هو أصر..أقولك حاجه يا غاده ...أقسم بالله أنا ابني لو متعذب وده حقيقي يبقا يستاهل... علشان يبقي يقدر قيمه النعمه.
ردت حوريه قائله
=بس يا غاده...احنا اصحاب من قبل شهاب...وأوعدك مش هقوله حاجه عنك ...بس بلاش تبعيديني عنك.
.نظرت فريال الي غاده لتجدها حزينه علي حالها لترفع ذقنها تنظر اليها بحنان قائله
=انسي يا غاده...اللي فات مات...واحنا ولاد النهارده....يا ستي اعتبريني صاحبه مامتك...وحوريه أختك اللي عمرها ما تستغني عنك...
لتهز غاده رأسها اليهم بالموافقه ليغادروا وهي تتقطع من الحزن علي هجره المبرح وعلي قذفه لكل الذكريات الجميله بينهم
علي الجانب الاخر وقبل صعوده الي الطائرة هاتفته فريال قائله
=علي فكرة كل اللي انت بتعمله ده غلط وهتندم عليه...وعلي فكرة أنا في صفها وعمرى ما هحاول أقولك أي خبر عنها...وحوريه لو عملتها لا هي بنتي ولا أعرفها.
أغمض شهاب عينيه بوجع قائلا
=انتي قلبتي عليا أنا...ليه محدش حاسس بيا...أنا اتوجعت أكتر منها...لما لقيت حته مني علي الأرض عبارة عن بركه دم..
وضعت فريال يدها علي صدرها كأنه ماثل أمامها تترجاه قائلا
=علشان خاطرى يا شهاب لو ليا خاطر عندك..راجع نفسك...لو اتفاجئت بيك دلوقتي كل حاجه هتتغير...وهتنسي وانت كمان هتنسي...
زفر شهاب بحنق قائلا
=خلاص يا ماما قضي الأمر...هي أكيد عرفت منكم اني هسافر...أشوف وشك علي خير يا أمي.
ليغلق الخط ويتوجه الي ساحه الطيران ويصعد طائرته لتقسم فريال في نفسها أن تسترجعه يوما ما الي غاده أو تفعل المستحيل لارسال غاده اليه
بعد اتفاقاته مع شهاب بدأ ينظر الي حاله استيقظ ذات يوم من نومه مبكرا هبط الي الأسفل مسرعا ينقر علي بابها قائلا
=علي الباب أنا علي الباب افتحلي يا بواب
تعصبت بالداخل وكورت عضله يدها تود الفتح ولكمه لتسرع بلبس اسدالها والذهاب الي الباب وهو مسنود عليه لتفتحه ويسقط قريبا منها ينظر الي عينيها الساحرة يجدها حمراء تفور من الغيظ ليقول بمرح
=مش ممكن عيون الجن الأحمر بتظهر الصبح بدرى.
ازاحته لتوقفه أمامها قائله
=انت ايه التخبيط اللي بتخبطه علي الصبح ده....عايز مننا ايه علي الصبح؟
ليراقص حاجبيه لها قائلا
=عايز أغني أغني عايز أرقص...عايز أبوسك مش عارف ليه
لتشهق جاحظه بعينيها تقول
=لااا...انت زودتها أوى...وشكلي هقلع اللي في رجلي.
ليرد عليها ببلاهه قائلا
=تقلعيه وتمشي حافيه؟
لتتعصب قائله
=أه همشي حافيه...بس هضربك بيه يا بارد الاول.
ليستمعا الي ضحكات الجد محمد وهو يقول
=مينفعش كده يا منه عيب....
التفتت الي جدها قائله
=واللي عمله ده ينفع؟
هز الجد محمد كتفيه بلا مبالاه قائلا
=كتر خيره جاي يفسحني.
ضربت منه كفا بكف قائله
=لا حول ولا قوة الا بالله....أنا مش هتكلم..
ليبتسم غسان بمرح قائلا
=تيجي معانا يا فتوش.
كتمت ضحكاتها واقتضبتها قائله
=لا ...مش هينفع...اما أبقي فتوش أبقي أجي ان شاء الله.
لتتعالي ضحكات غسان وهو يأخذ الجد محمد بين ذراعيها ويلقي لها قبله في الهواء لتقوم بصفع الباب مستنده خلفه وهي تنهار ضحكاتها من هذا الغسان.
انتهت الامتحانات وبات وقت اعلان النتيجه..كان في ألمانيا ينتظر كأنه ينتظر نتيجته أو بالأدق نتيجه ابنته...سأم من وضعه وتفكيره بها ...حاول بمختلف الطرق أن يعلم أخبارها عن طريق والداته ولكن دون جدوى..فقد عزمت أمرها أن تصف بصفها...حتي حوريه لم تعد ترد علي اتصالاته يكفيها وجود غاده بجوارها فقط...كان يود أن يترك كل شئ خلفه ويعود ليطرق بابها من جديد...ولكنه يعلم جيدا رفضها..كان ينظر الي شاشه حاسوبه يحدث نفسه قائلا
=طب وبعدين يا شهاب...وأخرتها ايه في قلبك اللي بيوجعك ده..أنزل وأسيب كل حاجه ورايا...بس هي هترفض...وهنرجع تاني لنقطه الصفر
.تعالي صوت هاتفه ليسرع يبحث عنه قائلا
=دي أكيد النتيجه بانت وهو متصل يطمني..فين التليفون..ده ايه الحظ ده ياربي...التليفون سامع صوته ومش لاقيه..أستغفر الله...أنا مينفعش أتصل بيه.
ليجده ويرد قائلا بلهفه
=طمني
.ليرد عليه الطرف الأخر بفرحه
=نجحت وبتقدير مع مرتبه الشرف...وزى ما رتبت بالظبط...هيجيلها جواب من الجامعه بعد يومين انها ليه منحه في ألمانيا...أنا كده عملت اللي عليا...الباقي عليك.
هز شهاب رأسه بفرحه قائلا
=تمام...أنا هتصرف....بس اياك علي الله ما ترفض...وتقول علشان أنا هناك.
تعالت ضحكات الطرف الأخر قائلا
=انت متعرفش هي بقت مش بيهمها ازاي..دي بتتصرف مع مامتك وأختك كأنهم مش من عيلتك...غاده المسكينه البريئه ماتت...وانتي اللي موتها.
زفر شهاب بحنق قائلا
=طيب المهم بس تيجي هنا وأنا هتصرف...وهيبقي لا في غاده قديمه ولا جديده...ا
انتهت مكالمه شهاب مع الطرف الأخر وجلس من جديد وحيدا وهو ينظر الي الفراغ بشرود قائلا
=مش عارف كلامه صح عليها ولا غلط...أتمني يطلع صح لأن هي دى الطريقه اللي هتخليها مش هاممها....مش مهم أبقي في تفكيرها..المهم انها تيجي هنا.
نهض وتوجه الي الغرفه الذي قام بتجهيزها لها والتي دوما يبات فيها ...صعد الي الفراش وأغمض عينيه يتخيلها في كل مكان...يستشعر رائحتها التي افتقدها ليقول بتحدي
=هتيجي يعني هتيجي يا قلب شهاب...عارف اني غلط في حقك لما سيبتك من غير ما أسمع ليكي...ولو جيت قلت أسف هتعاندي....فالحل انك تيجي هنا نصفي حسابتنا كويس
فجأة ارتفع رنين هاتفه من جديد ليجد والداته ليبتسم بسخريه حيث وجد الهاتف في لحظه واذا أراده لن يجده رد عليها ليجده صوتها يحمل في طياته الفرحه ليستغرب هل ستخبره بنجاح غاده ولكنه قطب جبينه عندما قالت
=باركلي يا شيبو ..بقيت جده...ثراء خلفت وجابت بنت وولد تؤام...خلفت شهد لأن البنت فعلا زى الشهد قمرايه يا شهاب..الولد بقا سموه أبو الغضب..قصدي ثائر من ساعة ما نزل محدش عاجبه....عقبال ما حوريه تقوم بالسلامه...نفسي يا شهاب تيجي وتحضر ولادة أختك....وترجع لغاده وأفرح بأولادكم قبل ما أموت....وبعدين يا شهاب بصريح العبارة كده في عريس متقدم لغاده....يا تطلقها يا ترجع.
ابتسم بسخريه وقال في سره
=قال عريس قال
ثم انتبه الي والداته التي علي الهاتف المبتسمه بخبث حيث استمعت اليه ليرد قائلا
=مبروك يا ماما...حمد الله علي سلامه ثراء...وعقبال حوريه...والبركه في أسامه...أما أنا رجوع مش راجع..الهانم تقدر ترفع دعوة طلاق وتكسبها كمان...بعد اذنك يا أمي ورايا شغل.
وأغلق الهاتف في وجه والداته وقام برميه علي الفراش يجز علي أسنانه يزفر بحنق قائلا
=أنا هوريكي يا غاده...وقال ايه اتغيرت وأنا معنتش أهمها...لا واضح اني أهمها أوى وبدليل انها تقول لأمي ان متقدم ليها عريس...بس ما هو ده فعلا قله اهتمام منها.
توالت الأيام وجاء بدء العام الدراسي الجديد ومنحت الجامعه غاده بعثه الي ألمانيا لاستكمال تعليمها وافقت وبشده...هي تعلم جيدا أنها ستقابله ولكن مهلا ستلقنه درسا...لم تكن تعلم أن الدرس اليها..حاولت مرارا وتكرار أن تقنع والداتها للسفر معها الا أنها رفضت..حتي غسان بات متعلقا بمنه يرفض أن يذهب أي مكان منتظرا اتمامها للثانويه العامه وخطبتها ...اكتفي بأن قام بالاتصال بصديق له
وتأجير منزل قريب من الجامعه حتي يتثني لها الأمر في الذهاب والاياب...دلفت غاده الي المنزل..استشعرت شيئا غريبا به ...ولكن سرعان ما نفضت أفكارها....كانت تداوم كل يوم بالجامعه علي أمل أن تراه..لولا سؤالها عنه لظنت أنه رحل عندما علم بتواجدها...المنزل التي كانت تسكن بها كان به غرفه مغلقه...كان مالك المنزل شرطه ألا أحد يفتحه لأن به متعلقاته....محتفظا به لحين انهاء استئجاره...رجعت غاده يوما ما من الجامعه مبكرا أو بالأحرى نست شيئا ورجعت لتجده...وجدت باب الغرفه معلق..اقتربت منه وفتحته لتجد الغرفه كأن أحد يعيش بها...دلفت للداخل لتستمع الي صوت أحد يغني..فظنت أنه صاحب المنزل فتوجهت ووقفت خارج الحمام...لتجده يخرج يضع فوطه فوق رأسه وفوطه ملفوفه عليه من خصره الي أسفل قدميه لتضع يدها علي شفتيها تشهق قائله
=عاااااا....ايه ده...انت راجل مش محترم علي فكرة...ازاي تبقي مأجر المكان...وتدخله عادي كده...لا وتاخد شاور...امشي اطلع بره...
لتنتبه أنه الماني وتعض علي شفتيها لضرورة التحدث بالانجليزيه لتعاود التحدث من جديد وهو يلتفت اليها يمسح وجهه ويحاول ازاحه المنشفه من علي وجهه منتظرا الصاعقه التي تحل بها عندما تراه ليبتسم ببرود قائلا
=طب ما تشتمي بالمرة ولا الأسبوع بتاع ألمانيا نساكي الشتيمه المصرى...لا نساكي ايه ده انتي راحه تكلمي واحد ألماني بالمصرى...
كادت غاده أن تسقط من هول المفاجأة ليمنعها من السقوط قائلا
=أنا قلت ليكي قبل كده تبطلي تطفل وتدورى في حاجه غيرك...بس تطفلك خلاكي تشوفيني بدرى..رغم اني عملت المستحيل علشان متشوفنيش.
حاولت غاده التملص منه بغضب ولكنها أحكم حصاره لها قائلا
=لا ده كان زمان...انما دلوقتي مفيش مفر ومفيش هروب...المواجهه ابتدت...وبدرى عما توقعت...بس ايه الحلاوة دي لابسه فستان زمرد لونه عينيكي؟
ارتجفت غاده بين يديه قائله
=انت ازاي هنا...واشمعنا البيت ده بالتحديد...البيت ده صاحب غسان اللي مأجره ليا....انت صاحب غسان صح...أه ما انتو كلكم خونه.
أحكم قبضته عليها بعصبيه قائلا
=كنتي فين من زمان...وحشتيني ووحشني عنادك وطوله لسانك...بصي أنا معاكي للصبح...يا عروسه...مش انتي عايزة تبقي عروسه برضه.
قطبت جبينها باستغراب قائله
=بتقولي ايه...مين دي اللي عايزة تبقي عروسه...أنااا..أقسم بالله ده أنا علي ايدكم...كرهت صنف الرجاله...بلا هم عالم شكاكه ومقرفه...
تعالت ضحكات شهاب قائلا
=ما قولنا بلاش قله أدب...لأن ببساطه مش هتفرق معايا....انتي لسه لما تعيشي هنا زيي ...هتتعلمي البرود....وهنبقا زى أسامه لما كنت بقوله يا بارد.
تملصت منه غاده وأزاحته قائله
=أنا هروح ألم هدومي...وهدور علي بيت تاني...ولا أقولك هروح دار مغتربات...أهو أهون اني أتعامل مع برودك....لأن أنا واحده دمي حامي.
لترفع سبابتها في وجهه قائله
=هي الليله دي بس اللي هنكون فيها في بيت واحد..لو عندك دم تروح تبات بره....وترجع الصبح علشان أنا ألحق أدور براحتي...وأنقل حاجتي.
ليهز رأسه باستمتاع وفرحه علي أنها تعتبر ان أمر البحث عن منزل يكون بسهوله ليسمعها تواصل حديثها قائله
=أه ياني...أنا فعلا مغفله..في واحد هيأجر بيته لحد بالأكل.. لا والأكل بيخلص وألاقيه غيره...شكيت ان البيت مسكون..خصوصا ان كنت بحس بنفس حد معايا وأنا نايمه.
قضبت حديثها عند تلك الكلمات وعضت علي شفتيها لتتعالي ضحكاته قائله
=متكملي يا غاده القلب...ولا أكمل أنا...انتي عندك حق...فعلا كان في نفس في الأوضه...أصل أنا راجل مسكين بحب أنام في أوضتي...
هزت رأسها بعدم تصديق قائله
=أنا بستغرب علي عمايلك دي كلها...كل ده علشاني....انت نسيت ولا ايه....مش أنا اللي موت ابنك علشان أعمل العمليه لأخويا...ده انت جيت المستشفي ومرضتش تستني لما أفوق.
ربع ذراعيه وتحدث ببرود قائلا
=وانتي منعتيهم كلهم يوضحوا ليا الأمر..لأنك كنتي خايفه بعد الاجهاض ان أرفض تعملي العمليه...فقلتي أعملها وكده كده هيجي مش هيستحمل يبعد أكتر من كده.
كادت أن تدافع عن نفسها ليرفع سباباته قائلا
=متحاوليش تبررى لنفسك...أنا مش هنكر اني فهمت كلام مامتك غلط....وعرفت انه اجهاض طبيعي...لكن لما أعرف ان سيادتك رافضه اني أرجع يبقا وجودي زى عدمه.
احترق ما بداخلها اصر سماعها لكلماته لتكتم دموعها وتمنعها من النزول قائله
=وانت بقا حسبتها بدماغك وصدقت اللي انت حاسه...طب فكرت شعورى ايه وأنا فايقه من بنج وتعبانه وخسرانه ابني...وألاقي سيادتك بتظن فيا سوء.
اقترب منها يحاول تهدئه الثورة بداخلها قائلا
=غاده أنا في لحظه غلطت...وكان ممكن أجي واعتذر بس انتي مبتغفريش...ولا بتسامحي....وده اللي خلاني أبعد...يمكن البعد يحسسك قد ايه اني مهم.
يجد أمامه امراءة أخرى غير التي عرفها يوما ما امراءة تتجلد وتعتصر نفسها حتي لا تسقط دموعها ليزيد لعلها تنهار قائلا
=لو كنتي فتحتي عيونك يوم المستشفي قبل ما أمشي كنت هضطر أفضل...بس أنا وانتي كنا هنفضل شايلين من بعض....بعدت علشان نرتاح.
تنهدت غاده بنفاذ صبر قائله
=دي الراحه في نظرك...انك تبعد صح...طب أنا هكون صريحه معاك...انت ارتاحت....أنا لا...
ابتسم شهاب بسخريه قائلا
=دي صراحه...مش كذب...انتي جيتي ألمانيا وعارفه اني هنا...وسألتي عليا ووصلك الكلام...وكنتي هتتجنني علشان مش بتشوفيني .
ارتبكت غاده قائله
=ممكن أفهم طالما انت بعدت علشان ترتاح..ليه خليت أخويا يأجر بيتك بالذات...وأفضل هنا وقريبه منك...رغم انك تعمدت متشوفنيش في الجامعه.
رد عليها بسماجه قائلا
=مزاج...حبيت أشوفك كل ليله وأملي عيوني منك....وعلي فكرة أنا بشوفك في الجامعه....انتي بس اللي مكنتيش بتشوفيني...وده كويس.
قطبت غاده جبنيها قائله
=كويس...ااااه...فعلا كويس...انت تشوفني لكن أنا لا.صح ...الواضح ان أنا فارقه معاك وبجد...علي العموم اللعبه ابتدت.
رد عليها بجمود قائلا
=أنا محدش يقدر يلعب معايا...وخصوصا انتي يا غاده...ومتحاوليش لأني عامل نفس الحركه بتاعت زمان...كل الجامعه تعرف انك مراتي.
هزت غاده رأسها قائله
=ماشي..ده المتوقع...وأنا كده فهمت احنا ساكنين في بيت واحد ليه...أنا بقا هسيب البيت وهطلع علي السفارة وهطلب الطلاق...وانت عيش براحتك.
ليرد عليها شهاب قائلا
=طب ما تيجي نتفق اتفاق...تعالي نعمل زى العالم المتحضرة اللي هنا...نروح ونيجي مع بعض...وأول ما ندخل البيت كل واحد في حاله.
اعترضت غاده قائلا
=ده اللي هو ازاي ده...وتقولي عالم متحضرة..انت هتقدر تقعد معايا في بيت واحد وكل واحد في حاله...لا طبعا...دي خطه انت بتخلقها لنفسك.
ذهب ليخرج ملابسه له حيث شعر بالبرد لتشغيله للمكيف وردد قائلا
=جربي مش هتخسرى حاجه..لو حسيت انك هتخسرى...أبقا أنا اللي هلم هدومي وأمشي...يعني بالبلدي اعتبريني ضيف عندك...واكرام الضيف واجب.
شردت في عرضه لتجده يحاول ازاحه المنشفه من علي خصره لتدير ظهرها وهي تصرخ قائله
=بتعمل ايه....وتقولي ناس متحضرة..هو ده التحضر يا محترم...أنا مش هقعد هنا دقيقه واحده...مش انت قلت لو حسيت اني هخسر...يا عم أنا خسرانه.
لتنتفض عندما لصق صدره بظهرها متكأ بذقنه علي كتفيها يهمس لها قائلا
=لما تبقي خسرانه مع شهاب النادي...تبقي كسبانه يا غاده القلب...وبعدين انتي قلتي زمان...مش مسموح لابن النادي يبعد عن غاده القلب.
أغمضت عينيها تتنهد بصعوبه ليواصل همساته قائلا
=غاده كفايه كلام وكفايه المفاجأة اللي حصلت ليا وليكي النهارده ...روحي أوضتك نامي وارتاحي...ولما تصحي نتغدا ونكمل كلامنا...
خرجت غاده تنظر أمامها الي أنا وصلت باب غرفتها وفتحته لتتقدم من مراءة الزينه تفتح الدرج لتخرج منها زجاجه عطره وتبتسم قائله
=شكي في محله...من يوم ما جيت هنا وأنا شاكه ان البيت بتاعه..وبقيت أفكر الازازة دي موجوده من قبل ما أجي ولا جبتها معايا...أتاريه نسي ينقلها الأوضه التانيه.
خرجت من شرودها علي صوت هاتفها لتبتسم بسخريه حيث أن والداتها هي المتصله بعد السلام والتحيه وهي تتناول زجاجه العطر وتنظر اليها باستمتاع قائله
=يا ماما يا حبيبه قلبي...انتي ليه قلقانه عليا بالشكل ده....مش انتي عارفه اني أنا هنا مش لوحدي...ما خلاص يا ماما كل شئ انكشف وبان...خلي غسان يكلمني أنا عارفه انه واقف جمبك وعارف انكم عرفتوا اني عرفت.
تناول غسان الهاتف من والداته باستغراب حيث أن شهاب لم يتصل به ليسألها قائلا
=انتي كويسه...أصلها ايه من يوم ما وصلتي عندك عايزة تكلميني...هو حصل حاجه عندك..
لا رد من غاده تنتظر ردة فعله أكثر حيث توتر من صمتها اللعين وكاد أن ينهي اتصاله ليتصل علي شهاب ويتأكد من شكه ولكنها زادت توتره قائله
=متقلقش عليا يا غسان....أنا هنا مش لوحدي....أنا معايا اللي بيحميني...وحصل زى ما كنت راسم ليه بالظبط....وزى ما قلت لماما كل شئ انكشف وبان.
جحظ غسان بعينيه ونظر الي والداته والتي هزت رأسها بيأس بدلاله أن اللعبه انكشفت وترفع كتفها بلا مبالاة قائله
=أنا قلتلك بلاش...انت اللي ما سمعتش كلامي...اشرب بقا...هتبقا طين علي دماغكم انتم الاتنين...ويا عالم ما يمكن طردته علشان كده اتحرج يتصل بينا.
ليلوى غسان شفتيه بامتغاص قائلا لغاده
=أنا حاولت أعمل حاجه صح في حياتك...بعد ما لخبطها ليكي...المفروض تشكريني....واوعي تكوني طردتيه....هو كان ممكن يجي لحد عندك بس عارف انك مش هترضي...فاعقلي كده يا بنت الناس...عايزك تنزلي مصر وانتي معاكي عيلين.. سلام يا أوختي.

غلق الهاتف في وجهها لتنظر غاده الي الهاتف باندهاش ...كيف له أن يفعل بها ذلك...لتجد نفسها وقعت في مؤامرة كبيرة لا مفر منها لتنتبه علي صوت طرقات الباب ودلوف شهاب يتحاشي النظر اليها قائلا
=لما يحصل بيني وبينك حاجه بعد كده...ياريت متجريش تعاتبي أخوكي..أخوكي كتر خيره شرحلي الموقف...وأنا قدرته وقدرت مساعدته.
اندهشت غاده من سرعه غسان في الاتصال بشهاب والاطمئنان عليه لتسخر قائله
=واضح ان مكالمه التليفون ملحقتش تبرد...علي طول قفل معايا واتصل عليك ...طب تمام كالعاده انت كسبت زمان ماما...حاليا بقا معاك ماما وغسان.
لينظر اليها شهاب بضيق قائلا
=انتي ليه محسساني انها حرب...الموضوع أبسط ما يكون....زوجين حصل ما بينهم سوء فهم...أه أنا أكتر واحد فهمت غلط...بس انتي ما صدقتي.
عضت غاده علي شفتيها بغيظ قائله
=أنا ما صدقت فعلا...
نظر اليها بجمود قائلا
=......وكفايه مفاجأة أخوكي اللي طلع شقيقك.
زفرت غاده بحنق قائله
=أنا كان نفسي أعطيه روحي...بس لما حملت الوضع اتغير... وبقيت رافضه...وحاولت أطرده قدامك...بس الخبر اللي قاله خلاني أنفعل.
رد عليها شهاب بقوة قائلا
=بقولك ايه يا غاده...انتي من يوم ما اتجوزتيني وانتي بتفهميني غلط...تمام...حصل ايه بقا لما أنا فهمت غلط...اعتبريه انفعال زى الخبر بتاع أخوكي وانفعالك بسببه.
هزت راسها باستسلام لكلامه ليستغرب اقتناعها السريع.
❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️❣️
عند زهيرة وغسان بعد اتصاله بشهاب نظر الي زهيرة المتلهفه لسماع الأخبار ليتحدث قائلا
=اطمني لا عرفت من الفلوس اللي بتلاقيها ولا من الأكل اللي مش بيخلص ولا من ازازة البرفان اللي اتعمد يسيبها في الأوضه..هي نست حاجه رجعت وعرفت بوجوده.
لتتعالي ضحكات زهيرة الساخرة حيث أنها تأكدت من ذكاء غاده لأن كل الدلائل كانت توحي بوجوده ولكنها أصرت علي وجوده متلبسا لتبدأ معه سلسله جديده من العند والمحاورة...ولكن قلبها كان مسرورا من وجوده في محيطها.
