رواية غلطه وندم الفصل التاسع عشر19بقلم مروة محمد



رواية غلطه وندم 
الفصل التاسع عشر19
بقلم مروة محمد




الحياة دائما تقدم لك فرصه ثانيه...تسمي غدا...ترى لمن تكون الفرصه الثانيه الي شهاب أم غاده أم طارق...طارق اللعين الذي هتف بكلماته بدون حرج.كأن وراءه طوفان 

أخذت غاده تنظر الي شهاب وهو واقف بجوارها بكل ثقه ممسكا بيدها لا تستطيع افلاتها منه ينظر الي طارق نظرات مليئه بالتحدي حاولت غاده أن تفلت يدها ولكن كانت تزداد  قبضه يده علي يدها كثيرا لتنهار شجاعتها وشعرت أن الارض تميد من تحتها لتتماسك قائله بتوتر

=أنا...كان عندي محاضرات قبلك فاضطريت أنزل وانت نايم...وكنت جايلك علشان أقولك اني مصدعه وهروح ومش هقدر أحضر محاضرتك.

حول أنظاره اليها بغضب قائلا

=احضرى المحاضرة وبعدين نروح سوا....لأن النهارده هنسهر بره....بمناسبه عيد ميلادك.....شكرا يا طارق انك كنت أول واحد تقول  لمراتي كل سنه وهي طيبه.

علمت غاده أن النيران اشتعلت بينه وبين صديقه واعتقدت أنه علم بعيد ميلادها منه فقط فتحسرت علي حالها وتنهدت وحاولت الاستئذان قائله

=طب أسبقك أنا علي المحاضرة....شكلك عايز تدخل المكتب الاول...تظبط دفاترك وتشرب قهوتك...كده ولا كده لسه ربع ساعه...تاخد فيهم راحتك.

ليرفع حاجبيه اليها ليعلمها أنه فهم ما يجول برأسها ومحاولاتها للهروب لتبتلع ريقها وتتظاهر ان جائها مكالمه ففتحت حقيبتها وأخرجت هاتفها وابتعدت قليلا قائله باصطناع

=أيوه يا ماما....هاااا....اه أنا لسه تعبانه...وعايزة أروح...بس شهاب مش راضي....ليه قولتي له يا ماما ان عيد ميلادي النهارده...طب خلاص يا ماما هسمع الكلام...سلام.

كادت أن تقول انه سوف تذهب الي البيت لأن هذا مطلب والداتها ولكن وجدته يزفر بحنق قائلا

=قدامي علي أوضه المكتب....وبلاش حجج فارغه....والدتك مش هي اللي عرفتني بعيد ميلادك ولا طارق كمان...انتي ناسيه انتي تبقي مين...انتي مراتي يا غاده

حاولت غاده الهروب من الموقف ولكن قضي الامر قبض علي معصمها مجددا وجرها خلفه متجاهلا لطارق الذي لم يستطع النطق بأي كلمه ....أدخلها الي غرفه مكتبه لتتوتر وتخاف منه قائله

=طب ايه مالك بتعمل كده ليه...ايدي وجعتني وربنا...يا تسيبني أسبقك علي المحاضرة....يا أروح لأمي...أنا مليش دعوة ....هو اللي وقفني.

ضيق عينيه ونظر اليها بتحدي وغضب هو يقترب منها يقبض بشفتيه علي شفتيها لا يهمه أي مكان يوجد فيها ...يريد فقط غزو شفتيها الناعمه الرقيقه ليبلع باقي حروف كلماتها جراء قبلته المحمومه ليتركها بعد فترة لتأخذ أنفاسها قائله بكلمات غير مفهومه

=انت....انت عملت ايه....وليه اللي عملته ده....ده لا مكانه ولا وقته...انت اتجننت صح...كل ده علشان هو قالي كل سنه وانتي طيبه...

ابتسم شهاب بخبث قائلا

=لا طبعا أنا ميهمنيش هو قال ايه....أنا يهمني أنا قلتها ازاي...وأظن ده أحلي عيد ميلاد حصل ليكي في حياتك...عارفه ليه....لأني جوزك حاليا.

احمر وجهها خجلا من ذكره أنه زوجها لتبعثر كلماتها ولا تستطع النطق ليتابع قائلا

=ومينفعش أبقي جوزك والنهارده عيد ميلادك وتنزلي من غير ما أصبح علي عيون الزمرد  دي....قلت أجي ألحقك قبل المحاضرة....بس يا خسارة كنتي واقفه مع دكتور طارق.

انهارت شجاعتها وقواها أمامه  ولا تملك شئ في المدافعه عن نفسها لتهتف بصوت مبحوح قائله

=وده طبعا اتهام ليا اني غلطت صح........طب ليه مسمعتش ردي عليه؟

ليبتسم شهاب علي حزنها بدون فائده فهو يعلم جيدا مدي احترامها ليكتم ضحكاته قائلا

=هو انتي شيفاني غبي....لعلمك أنا فاهم طارق من ساعه ما دخلتي عليا وعليه المكتب أخر مرة...بس ده ميمنعش اني عرفت ...انه عينه منك من زمان.

ثم تابع بقسوة قائلا

=مفيش فايده فيكي يا غاده....ديما مش صريحه...أنا مش بتهمك...وعارف انك مش ملزومه تقوليلي حاجه زى دي...بس علي الاقل عرفيني وأنا بوزع جدول محاضراتك...خصوصا ان تخصصه في كتير ماسكينه.

كلماته أشعرتها أنه يتهمها بعدم احترامها  وعدم الخوف من احساسه وشعوره بالغيرة من شخص مثل طارق كادت أن ترد عليه ولكن قاطعها قائلا

=ده انتقام منك ليا...علشان تجاهلتك صح....قلتي تتجاهليني انتي كمان...وواحده بواحده والبادي أظلم...ده حتي بعد موقف المكتب ...محاولتيش تعرفيني.





اقترب اليها يقبض علي خصرها قائلا بتملك

=انتي ملكي...ولوحدي...ومهما يحصل بينا هتفضلي طول عمرك ملكي مهما طال الزمن....مش هسمح لا لطارق ولا غيره ياخدك مني.

حاولت غاده التملص منه ولكن وجدته يتملكها بطريقه جنونيه فردت قائله بقوة شديده

=أنا مش ملكك....

احتضنها وضمها بقوة قائلا

=بس انا جوه  قلبك.......الغي عقلك يا غاده..زى ما أنا لغيت عقلي...واحتل مكانه الجنون بيكي.

أغمضت غاده عينيها وهي بين أحضانه قائله بدون اراده ورغما عنها

=وانت هتفضل مجنون بيا كده علي طول...وعايزني أتجنن بيك زى ما اتجننت زمان ووافقت عليك بسرعه....انت اتغيرت جدا يا شهاب.

أخرجها شهاب من بين أحضانه ينظر اليها وهو يرتب خصلات شعرها بعنايه قائله

=كل شئ بوقته حلو...أنا لو عليا مكنش في دماغي أعيشك يوم واحد وحش...بس هعمل ايه بقا كان لازم أعمل كده 

=وبعدين تعالي هنا وأنا أقولك...كل سنه وانتي طيبه يا غاده القلب...وعقبال ميه سنه بس وانتي معايا...وأم أولادي...ورفيقه دربي...اللي اتمنيتها.

شعرت غاده بفراشات تدغدغ معدتها من فرط السعاده لتتوتر قائله

=اتمنيتها...انت فعلا بجد يا شهاب..من أول مرة شفتني فيها اتمنيتني...ولا حابب بس أحس بحبك اللي افتقدته وأنا معاك...صدقني أنا مش هزعل.

هتف شهاب كالموسيقار الذي يعزف علي أوتار قلبها قائلا

=مصدقك...وعارف انك مش هتزعلي...بس  فعلا والله...من قبل حتي ما تجيلنا البيت وأشوفك...جالي صداع بسيرتك...لدرجه ان بقي عندي شغف أعرف مين غاده لغايه ما بقيتي غاده القلب.

هتفت غاده بصوت مبحوح قائله

=أنا مصدقاك....ومتزعلش مني في اللي حصل قبل كده...لأنه غصبن عني...أنا نفسي انكسرت أوي ...وما زالت ثراء مكمله...ومتأكده انها هتتخطي كل الحيل في التوقيع بينا

زفر شهاب بحنق قائلا

=أنا ثراء جت مكتبي بعد ما كنت في المستشفي...وعرفتني باللي حصل يوم كتب كتابنا....بس أنا عرفتها اني بمثل عليكي...وان هي ولا غيرها يفرقوا بالنسبه ليا.

اندهشت غاده  باصطناع لما يقوله ونهرته قائله

=طب كنت قولي...بدل ما الهانم جاتلي كمان وأكدت ليا انك بتمثل عليا...وأنا من غيظتي...قولت ليها وماله....طالما بيعمل كده علشان افضل معاه.

ابتسم شهاب لغضبها قائلا

=اللي حصل حصل يا غاده...هو أنا أهبل برضه أجي أقولك اني بمثل عليكي...بس ايه الشطارة دي يا وحش...أيوة بقا....حلاوتك وانتي بتديها فوق دماغها.

نظرت اليه غاده ببلاهه قائله

=اللي حصل حصل بالبساطه دي..أقسم بالله أنا معاناتي معاك حاجه..وصراعي معاها حاجه تانيه...دي لو ضرتي مش هتعمل  كده ...ولا علي ايه ما هي كانت هتبقي ضرتي.

تنهد شهاب بنفاذ صبر قائلا

=مكنش هيحصل...كنت هجي لحظه كتب كتابي وهفضح الدنيا وهوقعها في شر أعمالها...لكن رزقها بقا ...بصراحه هي تستاهل كل خير....شريف عمل عملته وظهر الحقيقه بدرى.

ابتسمت بسخريه ليفهم معني سخريتها ليقول

=يعني هو وهي واحد...هي ممكن تسيبني لأي ست ما عادا انتي...وهو ممكن يسيبها لأي راجل ما عادا أنا....بس هو تفكيره عقيم..بيدور علي واحده يذلها بيها.

شردت غاده عندما تذكرت أن شريف سيفعلها بجديه مع أخرى بعد رفضها له ...شفقت علي حال ثراء فبالنهايه هي امرأة مثلها لا ترضي بالذل والاهانه حتي لو كانت علي خطأ ليخرجها شهاب من شرودها متسائلا

=غاده...هو أنا لو كنت فعلا طلعت زباله وحقير...واتمسكت بثراء بعد اللي عملته هي وأمي...انتي كنتي هتكملي معايا...ولا هتقبلي بعرض شريف؟

ارتفعت أنظارها اليه من جراء السؤال المفاجئ  لتتنهد بداخلها قائله

=أنا كنت مقررة من قبل ما انت ترفض اني أسيبك....بس اللي حصل معاك...قصدي تمثيلك وقفني....شل تفكيرى بالمرة..بس برضه كن بس هرفض عرض شريف .

كان يستمع اليها مغلق العينين يخشي أن تقول له أنها ستوافق علي عرض شريف ليستمع الي باقي كلماتها يتنهد بأريحيه وهو يفتح عينيه قائلا

=انتي نضيفه أوى يا غاده...أنا كنت صح لما اختارتك انتي...طبعا مش مصدقاني وبتقولي ازاي اختارني وهو مرتبط...ارتباطي بثراء كان زى الواجب لغايه ما انتي ظهرتي.

توجه اليها ورفع يدها يقبلها بعشق قائلا

=غاده ....ظهورك ليا كان أكبر نعمه ظهرت في حياتي...مش هنكر اني كنت بكابر...ومفكر نفسي مراهق...لأني عمرى ما حسيت بالمراهقه.

رمشت بعينيها قائله

=أنا في البدايه غيرت من حوريه ان عندها أخ زيك...واتمنيتك كأخ...علشان كده زنيت علي ماما تكلم بابا يعرفني بأخواتي...بس للأسف مرضاش.

حاولت احتباس دموعها اثر تذكرها للموقف ولكن نزلت رغما عنها ليمسحها قائلا

=مش مهم...بالناقص منه ومن أخواتك :...يا ستي أنا اخوكي...بس خلي بالك...ده لفترة مؤقته...يعني مش هنفضل اخوات علي طول....

خجلت منه قائله

=بس احنا قلنا اننا هنفضل كده لأخر السنه...بعدها هقرر اني أفضل هنا ومعاك...أو أسافر ألمانيا ولوحدي....وأعتقد ده من حقي...ومش كل شويه بقا تهاجمني بعمايلك.

لتتابع وهي تغيظه أكثر قائله

=ومتحاولش تدخل ماما بينا...أظن هي كده عملت اللي عليها قربتنا من بعض وخلاص...سيبني أنا بقا أقرر....ان كنت هكمل ولا لا...وممنوع الشك عايزة ثقه.

لتجده يكور قبضه يده كما لو كان سيلكمها لتتراجع قائله.







=انت كل اما تشوف راجل مقرب مني هتغير...وتقعد تحاسبني...بالنسبه ليا أنا بقا ممنوع أحاسبك...مش كفايه تليفونات نص الليل بتاعتك اللي مش قادرة أنساها.

نظر أمامه وارتفعت أنظاره اليها ينظر الي عينيها التي ينبثق منها شعاع التحدي ليقول

=يعني واحده بواحده والبادي أظلم...طب تمام مفيش مشاكل... انتي زوجه محترمه وأنا واثق فيكي... طارق بقا انا كفيل بيه.

ضيقت غاده عينيها قائله

=شهاب...انت ناوى علي ايه...انت لو عملت حاجه فيه  يبقا بتعملي فضيحه....  ده كان مفكر اني اتسرعت واتجوزتك.

اقترب منها بخطوات ثابته يكاد يفتك بها لتذهب نحو الباب تحاول الخروج ليغلق الباب من جديد ويحاصرها بين ذراعيا لتلتفت اليه قائله بخوف

=شهاب أنا مقصدش...أنا كنت بوضح ليك بس...ان طارق كان بيستفسر ازاي أنا وافقت أتجوزك والكل عارف علاقتك بثراء...ويمكن سأل السؤال ده لانها كانت عندك هنا.

اشتدت محاصرتها لها واقترب منها وهو يهمس كفحيح الافعي قائلا

=فوقي يا غبيه....مفيش راجل بيسأل واحده....انتي اجوزتي واحد  تاني ليه الا لما بيكون عينه منها...لا ومش كده وبس وعارف صفاتك بالمللي.

رفع يده من علي الباب وفك حصاره لتهبط يده علي وجهها قائلا بحنان

=احنا هنروح بعد المحاضرة اللي أنا وانتي هندخلها واحنا ماسكين ايد بعض....بعدها هتروحي تلاقي الفستان بتاع عيد ميلادك علي سريرك .

وضعت يدها علي يده لتزيلها قائله

=بلاش موضوع ندخل المحاضرة دي سوا....مش كفايه قلت اننا انكتب كتابنا لما كنا أخدين أجازة...وطبعا انت عارف قالوا ايه....هي دي اللي فضلها علينا.

رفع كتفيه بلا مبالاة قائلا

=اللي عملته ده رحمك من فضيحه كانت هتحصلك...نورسين هانم  كانت هتطلق عليكي لقب  مطلقه....وكانت هتعرف الكل اننا متجوزين.

كادت غاده أنا تسقط علي الارض لذهولها مما سمعته لتتماسك قائله

=مش ممكن...طب ده من ايه مثلا....علشان قالتلي اقلعي الخاتم أشوفه وأنا مرضتش...طب حتي عرفت منين اننا متجوزين...أها شريف.

شهاب وهو يمط شفتيه قائلا

=شريف عمره ما يلجأ لنورسين علشان يخلص مني...هو ممكن يلجأ ليها علشان يذل ثراء....السؤال هنا ايه علاقه ثراء بنورسين...خالي كان ماجر شقته لوالد نورسين

غاده وهي تتأكل من الغيظ قائله

=طب ونادر ايه علاقته بده كله...دي معرفاني عليه...وبعدين اتفاجئت انه بيتبلي عليا ويقول اني بفهمه حاجات...وأنا أساسا كنت لسه عرفاه.

ليبتسم شهاب بسخريه قائلا

=عيب عليكي ودي حاجه تفوتني برضه....نادر ده العاشق المتيم لنورسين....بس للأسف بت بياعه وطماعه...بتفكرني بثراء...بينهم حاجات مشتركه.

ثم ابتسم بخبث قائلا

=بس الشهاده لله ...الاتنين شاطرين يقدروا يخلوكي شعله نار وغيرة..للدرجه دي يا غاده القلب بتحبيني وبتغيرى عليا....ده أنا بقا شهاب الجامد.

كادت ان ترد عليه ولكنه أشار الي ساعته وعن موعد بدء المحاضرة ليمسك بكفيها الرقيق خارجا من غرفته  متوجها بها الي قاعه المحاضرات ليلفت انتباهها وجود طارق وبعض الزملاء في الممر لتحاول اخراج يدها من يده ولكنه يتمسك بها قائلا

=متحاوليش...مش هسيب ايدك ولا هسيبك طول عمرى....عايزين نبقا حلوين مع بعضينا...والكل يشوف في عيونا الحب...ويتعلموا يتعلموا.
💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜💜

ليدخلوا القاعه وينبهر الجميع من رؤيتهم سويا رغم معرفتهم بالخبر  الا ان مظهرهم كان جذابا وملفتا للانتباه ليبتسم نادر بخبث ويهمس الي نورسين في اذنها قائلا

=شفتي...مفيش فايده...لا أنا ولا انتي ولا حتي دكتور طارق ولا شريف ولا ثراء نقدر ندخل ما بينهم...اعقلي يا نورسين وخليني أخطبك أنا مستقبلي حلو ونساعد بعض.

نظرت اليه نورسين باشمئزاز وسحبت نفسها الي أخر المدرج بعيدا عنه تفكر في عرض شريف لتعويض ما خسرته مع ثراء وذكي
🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩

انتهت المحاضرة وتوجه كلا من شهاب وغاده الي منزلهم ليجدوا زهيرة في حاله قلق لتنهض قائله

=بص يا شهاب...في واحد جاب علبه من محل ملابس...ومقالش مين اللي بعتها...وقالي لازم أستلمها....فاستلمتها....بص بقا تبقي من عند شريف ولا أبوها ولا أخوها مش عايزة عكننه.

ابتسم شهاب بمشاغبه قائلا

=ماشي مش هعمل عكننه...لأن ببساطه ده فستان هديه مني لغاده بمناسبه عيد ميلادها...وأنا اللي طلبت من المحل ميقولش اسمي...علشان مفاجأة.

وضعت زهيرة يدها علي شفتيها تلوم نفسها قائله

=يقطعني يا ابني...أنا بوظت ليك المفاجأة...طب كنت قلي أعمل حسابي...كفايه القلق اللي كنت فيه...ده أنا نفس كنت هقولك ان النهارده عيد ميلادها.

ابتسم شهاب بحنان وهو يضع يده حول خصر غاده قائلا

=حضرتك  أنا فاكر ......أنا من يوم ما ارتبطت بغاده وأنا مستني اليوم ده...اتفضلي يا غاده علي أوضتك البسي الفستان وانتظريني.
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺





دلفت غاده لتفتح علبه الفستان وتحمله لتتفاجئ بأنه فستان بلون البنفسج بحمالات عريضه يضيق من الخسر وينزل باتساع ليصل تحت الركبه بسنتيمترات قليله لتندهش كيف له أن يخرجها بهذه الحاله...أرتدت فستانها وفكت خصلات شعرها البني الفاتحه ليهبطا علي وجهها ليغطيه ويؤثر علي رؤيتها لتغطيته عينها...


بالخارج قامت زهيرة بشكر شهاب علي ما يفعله مع غاده  ليربت علي يدها بحنان قائلا

=ربنا يقدرني وأسعدها كمان وكمان...كنت خايف لتفكر انك انتي اللي قولتيلي علي عيد ميلادها...بس الحمد لله صدقتني...يارب تصدقني ديما.

نهض شهاب وتوجه الي الغرفه ودلفا بدون استئذان ليجدها تزفر بحيرة  ليتوجه اليها ويرفع خصلات وجهها عن شعرها بحنان ويقبل رقبتها وهو يدفن وجهه في ثنايا عنقها قائلا 

=مالك يا قلبي...بتنفخي ليه...لسه شعرك برضه بيضايق عينيكي...طب فكتيه ليه طيب...مش احنا اتفقنا تلميه بره البيت علشان تعرفي تشوفي كويس؟

انتبهت غاده علي حديثه وهو يتحدث عن شعرها خارج البيت لترجع للخلف قائله

=بره البيت...لهو انت موافق ان أنا أخرج كده...أومال ليه كنت هتولع فيا وأنا حاضرة المحاضرة بالجيب القصير...غريبه أوى...معقول هخرج كده؟

استدار حولها يرمقها بنظراته قائلا

=فكرى بس مجرد التفكير...وشوفي هعمل فيكي ايه...أنا يا حبي كنت بختبرك...بشوفك هتفرحي لخروجك كده ولا هترفضي...بس الحمد لله تربيتي طلعت حلوة.

نظرت له ببلاهه ليقوم باحتضانها من الخلف  لتقول

=هههههه...صباح الخير...تربيه مين...هو أنت  مربيني ...يعني أقولك يا بابا...ولا يا أبيه...ولا يا أنكل...قال مربيني قال...أنا متربيه جاهزة .

أخذ ينفخ الهواء ببطئ في ثنايا عنقها ليرعشها قائلا

=اه أنا اللي مربيكي...وانتي بنتي مش مراتي وبس...تقدرى تقولي كمان من قبل ما أنا أعرفك...بس لما عرفتك عرفت انك كنتي بتشوفي حوريه بتتصرف ازاي وأنا مأثر فيها ازاي وبتتأثرى زيها.

خرجت من بين أحضانه تتطلع اليها بصدمه لمعرفته بهذا التأثير لتقول

=أنا اتأثرت بتربيتك لحوريه...انت عرفت الكلام ده ازاي...حوريه نفسها عمرها ما عرفت بكده....يعني أنا كده تربيتك صح...المشكله بقا ان أنا ابتديت أخاف منك.

ضحك شهاب قائلا

=تخافي مني في ايه....أنا مش ذكي أوى...بس لماح...بنت قعدت أدور علي مواصفاتها...وأزرع في اختي مواصفات للبنت دي...وفجأة تظهر..وأعرف انها بتحبني....يبقا لازم أعرف اني دي نتيجه تربيتي بس بطريقه غير مباشرة.

نظرت له غاده باندهاش قائله

=انت ربيت حوريه علي أخلاق وكان نفسك تبقي في مراتك...معقول ربنا بيحبك للدرجه دي...وخلاني أكون أنا الوحيده اللي أتعلم من المواصفات دي.

ابتسم شهاب بمشاغبه قائلا

=يمكن لو سمعتي بقيه كلامي تنبهرى...أنا وأنا بزرع القيم والمبادئ في حوريه...دعيت ان البنت اللي هرتبط بيها تكون بنفس الطريقه دي.

أدمعت عيني غاده من الفرحه قائله

=يعني كده دعوتك استجابت...يعني من أول ما عرفتني وان اتأكدت ان أنا البنت اللي بتحلم بيها...انت مش ممكن...طب كان ليه القسوة دي كلها؟

نظرت اليه بحزن تستطرد حديثها قائله

=وأنا بالذات...مع البنت اللي اتمنيتها...أكتر واحده قسيت عليها...كنت ديما أشوف نفسي وانت قاسي...اني غلط...بس أنا أهو طلعت صح.

أخذ شهاب يلعن ويلوم في نفسه قائلا

=أنا زى ما كنت قريب من ربنا وبدعيله...الشيطان كان بيقرب مني...ويغمي عنيا عنك..وديما كنت بكابر...وأقول انك فترة وهتعدي...

ابتعدت عنه غاده قائله

=أنا كنت فعلا اتأكدت اني فترة في حياتك وهتعدي..خصوصا بعد ما طلبت ثراء من خالك قدامنا...وزى ما يكون بتقولي ابعدي اوعي تستني.

اقترب شهاب ليقف أمامها قائلا بعشق

=وبعدتي...وكلما ما بعدك زاد وأنا بتحرق...عارفه انتي وثراء بعدتوا عني في نفس اليوم...هي بعدها مكنش له تأثير...انتي بعدك كان زى النار.

كادت غاده أن تضعف من كلماته لتبتعد عنه قليلا قائله

=أنا بعدت وأنا كنت بموت...كان نفسي كل يوم أكلمك وأصرخ في ودانك وأقولك..انت بني  ادم ظالم...بس مش من حقي...كرامتي كانت هتروح.

جذبها شهاب اليه مقبلا خديها بحنان بالغ قائلا

=كنت كل يوم نفسي أشوفك....

وضع يده علي وجهها يضمه قائلا

=لغايه ما خلاص جبت أخرى...اتحججت اني هجي أخد حوريه من عندك...وانبسطت لما عرفت اني هتغدا معاكم...وكنت هطلبك للجواز.

فتحت فهمها ليقابلها بقبلته الرقيقه يضم شفتيه بشفتيها ثم يرفع شفتيه عندما قامت زهيرة بالنقر علي الباب قائله

=يالا يا ولاد...عيد الميلاد جاهز...ومامتك وحوريه بره يا شهاب...قاعدين بقالهم ساعه...غاده...خلصتي يا غاده...عيب كده اخرجوا يالا.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️






ابتسمت غاده ونظرت اليه بامتنان ليخرجا الي الخارج لتنبهر غاده من الحفل المنظم رغم أنه في البيت....قامت غاده باطفاء شموع عيد ميلادها وتمنت الامنيه وقامت بتقطيع الكعكعه مع شهاب لتشرد في أنها أول كعكه وأول عيد ميلاد لها بهذا الجمال...قام شهاب باطعام غاده في فمها قطعه من الكعكه لتمرح حوريه قائله

=عقبالي يارب..يعني هو وقع من قعر الافه...مش كان يجي ويشوف الحب الحب...ايه رأيك يا غاده نتصالح بقا...شفتي عيد ميلادك حلو ازاي.

رفع شهاب أصبعه في وجهه حوريه ليحذرها قائلا

=اوعي يكون أسامه جاي...أنا جايب الفستان ده علشان أبسط غاده..والحمد لله مفيش رجاله...أنا بس اللي من حقي أشوف الجمال ده لوحدي.

غمزت لهما حوريه بمرح..لتتنحنح فريال وتنظر الي زهيرة بامتنان علي حسن ترحبيها وتنهض متوجهه الي غاده لتحتضنها بحنان وتقبل جبهتها قائله

=أنا أسفه يا غاده...طمعي وجشعي خلوني معميه...ومش شايفه اني سعاده شهاب في ايدك...سامحني يا ابني..أنا غلطت في حقكم ومستعده لأي تعويض

هزت غاده رأسها بالرفض وابتسمت وقامت باحتضانها كما لو كانت تحضنها أمها أما عن شهاب قام بضم أمه اليه قائلا بعنايه

=أمي...أنا فضلت محترم رغبتك لأخر لحظه...بس صدقيني أنا كنت متعذب ما بين رغبتك وما بين قلبي اللي سرقته غاده...بس ربنا وحده اللي يعلم باللي في قلبي ولذلك راضاني لأني رضيتك...رضاكي عليا يا أمي بالدنيا...ويمكن عدم رضاكي عني  وعن غاده...ده اللي لخبط أمور حياتنا في الاول.

جلسوا سويا يتجاذبون أطراف الحديث وتعالت ضحكاتهم غمزت حوريه الي زهيرة حتي تنظر الي شهاب وغاده وهم منسجمان مع بعضهم لتنتبه غاده أن فريال تشعر بالوحده وهي معهم لتترك شهاب وتتوجه بالجلوس جانبها تتجاذب معها الاحاديث وتختلق معها أي شئ






 حتي تندمج معهم لتنظر حوريه لأخيها  نظرة هو وحده يعلم معناها وهي أن غاده الاختيار الامثل والزوجه المناسبه التي يتمناها أي انسان...أفاقوا من حديثهم علي رن جرس الباب لتنتفض حوريه وتعتقد أنه أسامه حيث قام بمشاغبتهم والوعيد له أنه سوف يأتي...انتبهت غاده لمظهرها لتذهب الي غرفتها مسرعه حتي لا يراه الطارق...ذهبت حوريه لتفتح الباب  لتجد شاب في أوائل العشرينات ينظر اليها بتمعن جيدا ليتضايق شهاب من مجيئه وخصوصا من نظراته المتفحصه لحوريه وهو يقول

=بتبصي ليا كده ليه وانتي مستغرباني...اوعي تكوني بتشبهي عليا...اكمني حلو وأمور زى غدغودتي...أنا غسان أخو غاده...انتي بقا حوريه الجنه أخت شيبو.

استمعت غاده الي صوته لتخرج من غرفتهاتقطب جبينها  قائله

=زيارة مفاجئه يا غسان......تعرف انك  ابن حلال...النهارده عيد ميلادي...وليك نصيب تاكل من التورته بتاعتي.

.لتنظر له  زهيرة باستياء قائله

=هو انت أهلك محدش فيهم علمك ان البيوت ليها حرمه ومينفعش تيجي لينا في أي وقت...ولا قالوا ليك انها وكاله من غير بواب...ومرحب بيك في أي وقت

نظر اليها غسان بتعالي  ليجلس قائلا

=قالولي يا ماما زهيرة...بس قالوا كمان ان النهارده عيد ميلاد أختي الوحيده...وكان لازم أعيد عليها وخصوصا ان ده أول عيد ميلاد ليها وهي عارفاني.

ليزفر شهاب بحنق يعلن تضايقه من وجوده لتذهب له غاده قائله

=فيه ايه يا شهاب...مضايق ليه...

شعر  شهاب أنه لو قام بطرد  غسان سوف  تحزن  غاده ليبتسم نصف ابتسامه قائله

=مفيش مشكله أنا يهمني تكوني مبسوطه
💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓💓







الكل اندمج مع غسان  الا أن حانت اللحظه التي لم تكن في الحسبان وهي استئذانه للدلوف الي الحمام حيث كانوا يقضون سهرتهم في البرندا...سمح له شهاب بالذهاب الي الحمام...شكت حوريه في أمره لتتنحنح معلله لهم أن ستذهب الي المطبخ حامله الاطباق عرضت عليها زهيرة وغاده المساعده ولكن رفضت...في هذه الاثناء كان شهاب مندمجا مع غاده ومنسجما معها...ذهبت حوريه الي المطبخ حامله الاطباق لتسمع حركه بالغرفه الخاصه بغاده وشهاب لتضع الاطباق علي طاوله الصالون وتذهب الي الغرفه تفتح بقوة...لتجده يحاول فتح درج من أدراج مراءة الزينه لتشهق عاليا  وتحاول الصراخ ليجذبها سريعا ويرميها علي الفراش قائلا  وهو يعتليها

=مفيش حد هيقدر يمسك عليا غلطه انتي جتي ورايا يعني متفقين يا موزة

صرخت حوريه بكل قوتها ليحتضنها جيدا ويسرع شهاب وغاده والوالدات ليشاهدوا المنظر لينهض عنها غسان قائلا وهو يرتب شعره وملابسه

=صدقني يا شهاب...مفيش حاجه حصلت...بس أنا برضه علي استعداد أصلح غلطتي


                   الفصل العشرون من هنا


تعليقات



<>