CMP: AIE: رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل التاسع9بقلم مارينا عطيه
أخر الاخبار

رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل التاسع9بقلم مارينا عطيه


رواية هي والحياه ادم وجميله الفصل التاسع9بقلم مارينا عطيه


كانت الدنيا باهتة في الليلة دي، باهتة ولا ليها لون ولا طعم.
= جميلة أنا...
مكنتش حابة أسمع كلام شفقة، ولا كلام يغير أي حاجة فيا ولا حتى قراري.
بصيت له.
_ آسفة.
وأخدت خطوتين وبعدت عنه! 
جدت وقتها جدتي وهي بتقرب مننا وقلبها وعيونها في حُزن هي كمان.
"- أعمل لك حاجة تشربها؟" 
أخد المفاتيح من قدامه وقام.
= لا يا أمي أنا هنزل.
قرب ناحية الباب وهو بيفتح.
= هبقى أطمن عليكم.
مكنتش حابة أرفع راسي وأشوفه، رغم أني كنت حاسة أنه باصص عليا! 
خرج وستي جت وقعدت جمبي، وسألتني بضيق.
"- لية يا بنتي؟" 
رديت بعصبية محبوس فيها دموع حزينة.
_ وهنول أية منه؟ 
"- تنولي قلبُه وحُبه" 
_ مش دول السبب في اللي واصلين له دلوقتي؟ 
"- لما بيتحطوا في شخص ميعرفش قيمتهم بيكونوا وحش مفترس" 
_ وأنتِ عرفتي منين أن مناسبين له؟ 
"- من عينه يا بنتي، الشخص الحنين بيبان من عنيه!" 

قمت وأتحركت ناحية أوضتي.
_ بس أنا مش شايفة كدة.
"- مش هتشوفي كدة طول ما عقلك عامي قلبك عنه" 

محبتش أسمع منها كلمة تاني، ودخلت أوضتي قفلت على نفسي وعقلي لسة بيكرر المشهد اللي حاصل من ثواني بس، لسة ناره 




منطفتش! لسة حتى الدموع مانشفتش على خدي.
 ملقتش حد أكلمه غيرها في اللحظة دي، أنا قررت ماأعش اللحظات المحزنة لوحدي تاني.
 ‏_ أول مرة تكلميني كدة يا سُعاد.
 ‏° علشان لازم حد يفوقك.
 ‏_ يفوقني! 
 ‏° آه، يفوقك عن أذية نفسك بالشكل الخراب ده، أنتِ متستحقيش تعيشي في خوف طول عُمرك.
 ‏_ علشان كدة مش ع...
 ‏° علشان كدة لازم حد يكون موجود في حياتك على طول يشاركك اللحظات ده ويعرف يخلي باله منك.
 ‏_ أنا هخلي بالي مني.
 ‏° مش كفاية، حمايتنا لنفسنا مش كفاية، مش كفاية نخلي بالنا من نفسنا لوحدنا.
 ‏لازم شريك اللحظة اللي يفضل ورانا في كل لحظة، علشان لو وقعنا يقومنا ويعالج جروحنا.

أنا مكنتش عاوزة أقتنع، كنت عاوزة أقفل معاها وأروح أنام علشان أصحى تاني يوم بدري لشغلي.
"- هتنزلي برضه؟" 
_ أية أنتِ صاحية! 
"- أنا منمتش أصلًا" 
قربت عليها.
_ لية؟ 
"- خايفة" 
طبطبت على إيدها.
_ أنا عاوزة أعيش معاكِ أنتِ ياستي.

حسيت أنها كانت محتاجة تسمع مني الجملة دي، حسيت أنها شكت للحظة أني عاوزة أجري عليه هو وأتمتع بخيره وحنيته.
بس أنا مدوقتش منه غير كل أذية! 

معرفتش أشتغل، استأذنت ومشيت.
يمكن بعد الموضوع ده فضل الخوف مطاردني لفترة طويلة، مكنتش بعرف أشتغل ومسلمتش من زن سعاد عليا في إني أكلمه.





بس مكنتش حاسة أني ينفع أكلمه دلوقتي! 
بعد حوالي أسبوعين لقيت المحامي ده بيكلمني.
"- أيوة يا أستاذة، جلسة القضية أتحددت" 

هي بقيت جلسة،..وبقيت قضية بالسُرعة دي! 
قال ليا معاد الجلسة كانت بعد حوالي شهر إلا من الوقت اللي بلغني فيه.
مكنتش عارفة أبلغ ستي أزاي، بس كان لازم ابلغها كانت لازم تعرف علشان نستعد! 
الوقت ده عدى عليا كُله كأنه قطرات تلج بتنزل عليا في عز الشتاء ومضطرة أستحملها؛ لأني ملبستش تقيل قبل ما أنزل فكانت غلطتي أنا ! 
بس دي مكنتش غلطتي..دي غلطة مليش ذنب فيها ومرتكبتهاش ولا حتى طرف خيط فيها.
كنت عاوزة أروح أحضر الجلسة..
عاوزة أقول للقاضي كلام مُهم.
_ أنا عشت عُمري كله من غير أب، وعاوزاة أكمل حياتي من غيره، بيه بوجودة الحياة مش فارقة كتير، في حاجات لو محستش بيها وأنا صغيرة عمري ماهحس بيها وأنا كبيرة وهفضل مفتقدها طول حياتي وعُمري زي الحنية! أنا عمري ما كنت حاسة أنه شخص حنين عليا بوجوده علشان أحس بيه في غيابه، فطبيعي أنا مش عاوزة أعيش معاه لأني مش هقدر أحس بالأمان بوجوده.

أنا كنت شايلة كلام كتير أوي أقف قصاده وأقوله، بس لو كنت وقف ! كان ممكن أحنن قلبه وميخلنيش أعيش معاه، ما طبيعي أنا فوق العشرين سنة دلوقتي فـ أكيد هتحكم لهُ.
لكن كل خيالتي وتوقعاتي أتقفل بابها لما المحامي رفض حضوري أنا ولا ستي، وقالنا أن هيكون فيه تقديم مذكرات بس للقاضي ولسة بدري لحضورنا!
وفعلًا ده اللي حصل اتحددت معاد جلسة تانية للنُطق بالحُكم.

_ هو لسة في حكم! 
ردت عليا بقلة آمل.
"- المحاكم أحبالها طويلة، واللي بيدخل فيها مبيخلصش! خلي نفسك طويل" 
_ طايب.

خدت نفسي ودخلت أوضي علشان البس، فدخلت عليا.
"- أومال أنتِ رايحة فين؟" 
_ هنزل هجيب لك الدواء من الصيدلية.
"- هو خلص؟" 
_ أيوة.
"- طاب متخديني معاكِ" 
بوستها في خدها.
_ الجو برد ياستي.
طبطبت على كفتها.





_ أشربي العِدس اللي عملته لك وأقعدي أستني أجي لك.

سحبت الشال على كتفي، أفتكرت حاجة أقولها لها فـ رجعت أقولها.
_ احتمال اتأخر شوية، لو حسيتي بتعب نامي.
"- تتأخري لية؟ هتروحي فين! "
_ في شوية عروض كدة، أحتمال أروح أشوفهم.
"- ده فين؟ "
_ بعد البحر كدة بشوية.
باستني في خدي.
"- خلي بالك على نفسك" 

إبتسمت لها وفتحت الباب وخرجت، لمحتها بطرف عنيا بتفتح التلفزيون وبتمسك الموبايل في إيدها.
شاورت لها وخرجت.

كان نفسي في وقتها أمسك البواب أضربه علقة محترمة ببصاته المريبة دي! 
أشتريت لها الدواء وخدت عربية علشان الوقت، وفي نُص الطريق عجبني شكل البحر وأنا بشوفه من الشُباك فنزلت في نص الطريق! 





وقفت عنده وفضلت باصه له بتمعن، طولت نظرتي ليه رغم البرد اللي كنت حاسة بيه.
فوقت من شرودي على صوت رنة سعاد.
_ أية يا سُعاد.
° برن من بدري فينك؟ 
_ برة.
° بتعملي أية؟ 
_ شوية وهروح مالك! 
° لا حبيت أطمن عليكِ، واتأكد أنك كويسة.
'اتنفست بعمق.
_ لا أنا مش كويسة.
° أية الصوت اللي جمبك ده؟ 
_ لا الدنيا زحمة شوية بس علشان الناس اللي قاعدة عن البحر.
° امم، يعني أنتِ قاعدة عند البحر؟ 
_ أيوة في أية؟ 
° لا مافيش بُصي أشتري لك دُرة كدة وترمس وروقي على نفسك هرُد المُكالمة دي وأجي لك.
_ سُعاد أنتِ....

مكملتش كلامي ومسمعتنيش حتى ولقيتها بتقفل في وشي! 
هي أتجننت دي ولا أية ؟ 
أخدت شوية وقت طويل أسرح في البحر والناس اللي ماشية قصاده.
اللي قاعدين أسرة،
واللي قاعد هو وابنه.
 اللي قاعد هو وبنته...
 ‏اب ماسك إيد بنته وبيطبطب عليها! 
 ‏وأم ماسكة إيد ابنها وبتدي له البسكويت وهي بتحضنه 
 ‏الحبايب اللي ماشين ياكلوا دُرة وترمس، والحبايب اللي ماشين يتخانقوا مع بعض! 
 ‏وصوت الراجل العجوز 




اللي جايب اخر الدنيا وهو بيزعق في بنته وبيحرجها وسط الناس دي كلها وبيقول لها "- أنها متربتش!" 




 ‏مابين الحنية والقسوة كنت واقفة أنا بتفرج، واقفة ببص على القلوب شكلها أية من برة وأية اللي جواها من جوه واللي شايلاه فوق كتافها مخليها دبلانة




 بالشكل المؤذي ده! ومخليها طايرة من الفرحة زي البنت اللي لابسة فستان وردي وبتجري بيه وهي بتحضن جوزها.




 ‏
 ‏وحسيت وقتها أن محدش بياخد كل حاجة، وأن الحب رزق ونصيب الحب رزق سواء كان في الأهل أو الحبيب.

محستش بالوقت وأنا سرحانة.

شغلت الهاند فيري على أغنية بحبها قوي.

" هنعيش ونشوف معاناة وظروف
والفرحة حترجع من تاني
والدنيا هتبقى مصالحاني
حالنا بيتغير في ثواني
وفي غمضة عين

في سباق ماشيين وفراق وحنين
الشدة تملّي تقوينا" 

وقفت الأغنية لما لمحت شخص قاعد جمبي! 
بصيت عليه لقيته آدم.
_ أنت ! 
بص ليا وإبتسم.
= اااه أنا، كنت معدي صدفة بعربيتي وشوفتك! 
_ صدفة! 
أتنفس وبص قدامه.
= شوفتي الصدف حلوة أزاي؟ 
بص جوه عنيا.
= حلوة زيك أزاي! 

مكنتش عارفة أقول أية، مكنتش عارفة أمشي حتى! كنت حاسة إني فيه حاجة بتشدني أني اقعد ومامشيش.
= أنتِ بقيتِ كويسة؟ 
حسيت أن جملته اللي قالها دي مدخل كويس أوي أني أقول له على اللي في قلبي، وأني لازم أخليه يبعد عني! 
شلت الموبايل في الشنطة.
_ مش حاسة إني بقيت كويسة و..





قاطعني في الكلام وأتكلم هو بعيون حنينه، وقتها أفتكرت جملة جدتي وهي بتقولي أن الشخص الحنين بيبان من عينه! 
= طب تحبي نشرب حاجة أو..
_ اسمعني يا آدم، أنا اللي جوايا أكبر من كدة أكبر اللي جوايا أكبر منه يختفي يوم وليلة.
_ أنت ماتعرفش عني حاجة! 
إبتسم.
= عاوز أعرف.
تجهالت كلامه وكملت كلامي أنا
_ مش حاسة إني بقيت كويسة، ولا هقدر أكون كويسة! أنت متعرفنيش علشان تتمسك بيا، أنت لحقت تحبني أمتى أصلًا! 
= مش لازم، مش لازم أعرف علشان الحق أحبك.
الاشخاص اللي بتنادي على الحُب بيبان عليهم.
_ بيبان عليهم أزاي بقى؟ 
قولتها وضحكت على طريقته اللي كانت كلها لُطف في الحقيقة مكانتش مناسبة مع الطريقة القاسية اللي بتكلم بيها.
= من عينهم! 
بصيت له بإستغراب.
_ أية مستغربة لية؟ 
= في حد قال ليا كدة برضه.
_ حد مين؟ 

معرفتش أرُد عليه بإية.
بصيت في الساعة
_ أنا اتأخرت.
= جميلة، أنا هوصلك.
_ لا مينفعش أصل ستي...
قاطعني في الكلام وإبتسم.




= أنا مستأذن من تيتا.
ضحكت.
_ مستأذن؟ وصُدفة؟ 
= هو أنا مقولتلكيش؟ 
_ مقولتش أية! 
= أنها صُدفة حلوة زيك.
إبستمت.
_ صدفة اااه.

ركبت معاه العربية في نفس الوقت اللي كانت جدتي فيه بترد، وبتتطمن عليا! وطبعًا مفيش غير سُعاد اللي وصلت لها المكان وهي قالت له! 
هما لية كل الناس مستلطفينه إلا أنا ؟ 
مكنتش بتكلم وأنا قاعدة جمبه قررت متكلمش وأفضل ساكتة.
وهو أحترم سكوتي ووصلني البيت بهدوء! 

_ عملتيها يا سُعاد.
° والله الواد قمر و يستاهل يا جميلة.
_ زمبه أية يصلح حاجة مابوظهاش؟ 
° مش فاهمة! 

مكنتش عاوزة أخد من طاقتي وأشرح لسُعاد اللي حاسة بيه؛ 




لأني كنت حاسة أن مهما أتكلمت محدش هيقدر 



يفهم اللي بحس بيه! محدش هيقدر يحس المعاناة اللي بصارع كل يوم علشان أنزعها 


من قلبي ومتأخدش من لحمه ودمه، مش عاوزها تطلع بالدم وتقتلني! 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-