CMP: AIE: رواية رحيل العاصي الفصل السادس والثلاثون36بقلم ميار خالد
أخر الاخبار

رواية رحيل العاصي الفصل السادس والثلاثون36بقلم ميار خالد



رواية رحيل العاصي
 الفصل السادس والثلاثون36
بقلم ميار خالد





قال ضياء بسرعه: 
- عمي بصراحه أنا كنت عايز أكلم حضرتك في موضوع تاني 
طالعه فارس وعائلته بدهشه ثم نظر له بدر بتساؤل وانتظر سؤاله حتى قال:
- لو مفيش مانع ممكن أطلب أيد آنسة رحيل، يعني بدل الفرحة تبقى اتنين 
وقبل أن يرد بدر قال عاصي بغضب وغيظ: 
- تطلب أيد مين؟؟ 
قال فارس بسرعه ومن الواضح أنه قد تفاجئ من طلب ضياء هذا، وقال بسرعه: 
- مش تسألني الأول طيب، معلش يا عاصي هو ميعرفش إن رحيل مخطوبة أصلاً 
قالت رحيل بذهول: 
- قول والله كده 
قال ضياء بدهشه: 
- بس هي مش لابسه دبلة! 
نظرت رحيل إلى يدها بسرعه ثم خبأتها وراء ظهرها فأكمل فارس وهو يشير إلى عاصي: 
- هي وعاصي مخطوبين، معلش يا جماعة أنا آسف على الإحراج ده 
فقال ضياء بضحكة غيظ: 
- بس هو كمان مش لابس دبله غريبة يعني 
قالت نسرين بتهكم:
- ما شاء الله خطوبة من غير دبل حتى، ولا مفيش خطوبة أصلاً وأنتم  بتقولوا كده 
نظر إليها بدر بتوتر وللحظة هرب كل الكلام عن لسانه، وساد الصمت حتى قال عاصي بضحك: 
- معقول نسيتي دبلتك تاني هفضل افكرك بيها لحد أمتى 
نظرت له بعدم فهم وظلت ترفع حاجبيها بدهشه ولكنها في نهاية الأمر استوعبت ما يحاول أن يفعله فقالت بابتسامة بلهاء: 
- ااااه دبلتي
أبتسم عاصي وقال: 
- من يوم الخطوبة وهي بتنسي دبلتها في كل حته افتكري بقى شلتيها فين 
نظر له أهل فارس بشك نوعاً ما، واصطنعت رحيل التفكير حتى قالت بكذب:
- أيوة افتكرت شكلي نسيتها في العربية عندك 
قال عاصي بسرعه: 
- استأذنكم شوية بس نروح نجيب الدبلة ونيجي عشان تقتنعوا مع إني مش شايفها مشكله يعني 
ثم تحرك مع رحيل بسرعه وخرجوا من المنزل، وما أن وصلوا إلى سيارة عاصي تنفست رحيل الصعداء وقالت بتوتر: 
- هنعمل إيه دلوقتي 
قال بطريقة عادية وهادئة: 
- عادي هتلبسي الدبلة ؟ 
نظرت له رحيل بذهول وقالت: 
- عاصي أنت بهزر!! دبلة إيه اللي بتتكلم عليها ما أنت عارف إن كل دي لعبه، غير كده هنجيب الدبلة منين
قال بنفس الهدوء: 
- نشتريها، محل دهب ده تقريباً صح؟
ثم أشار بيده على احدى المحلات الراقية الموجودة قريبة من منزلهم، وقبل أن تتكلم رحيل قال: 
- مفيش وقت، ولا أنتِ عايزه تبوظي خطوبة اختك؟
تأففت بضيق ثم تحركت معه بسرعه، كان يشعر بسعادة غامرة مختبئة بقلبه، دلف مع رحيل إلى محل الذهب ورحب بهم صاحب المكان وقال بابتسامه مجاملة: 
- الف مبروك ليكم
قال عاصي بجمود وعبوس:
- عايزين نشتري دبلتين لو سمحت 
نظر له الرجل بذهول وقال: 
- يا ستار في إيه ده وش عريس برضو، الله يكون في عونك يا بنتي 
قطب عاصي حاجبيه وتجاهل كلامه حتى قالت رحيل ببكاء مصطنع: 
- شوفت يا عمو أهو على طول كده كاسر فرحتي حتى يوم ما هنجيب الدبل بص وشه عامل إزاي 
أبتسم صاحب المكان وقال: 
- بقى حد يكون معاه بنت زي القمر كده ويكشر بوشه
قال عاصي بغضب: 
- زي القمر أه كانت بتتخطب مني من شوية 
- بسببك حالي وقف بقولك إيه طلقني 
- أنتِ هبله يا بنتي أنا اتجوزتك أصلاً!!
- اتجوزني وطلقني 
وقد تركهم صاحب المحل في شجارهم هذا واستغل هذا الوقت وبحث لهم عن دبل عصرية كثنائي مميز، وفي النهاية جاء لهم بزوج من الدبل وكان النقش الداخلي لدبلة الرجل مطرزة بنفس الشكل الموجود على دبلة الفتاة وكأنهم مكملين لبعضهم تماماً..
عاد إليهم ليجدهم مازالوا في شجارهم هذا فقال: 
- طيب ممكن تسببوا الخناق شوية وتشوفوا الدبل دي 
وعندما وقع نظر رحيل عليهم قُيد قلبها من جمالهم، نظرت لهم بأعجاب شديد وبدون أن ينتبه لزوج الدبل قال بسرعه: 
- تمام هاخدهم 
نظر له الرجل بتهكم وقال: 
- نعم؟ أنت مكسوف تلبسها الدبلة ولا إيه، يلا يا عريس ربنا يسعدكم 
نظرت له رحيل بتوتر وقالت : 
- مش لازم أنا هلبسها لوحدي 
وقد صمم الرجل أن عاصي هو من سيضع الخاتم في إصبعها، نظر لها عاصي بابتسامة هادئة ثم انحني وأمسك يدها وأخذ الخاتم، ثم وضعه في إصبعها برفق وظل يحتفظ بيدها بين كف يده، نظرت له رحيل بقلب مهتز يكاد يخرج من مكانه من فرط التوتر والفرحة، ثورة من المشاعر قامت بداخلها وقد تشوش عقلها فلم تشعر بها إلا وهي تحدق له لفتره طويلة، حتى أفاقت على صوت صاحب المكان وهو يشجعها أن تضع دبلته في إصبعه ايضًا، فأمسكت رحيل الدبلة ووضعها في إصبعه بخجل..
وهُنا جاءت إحدى السيدات التي تحافظ على نظافة المكان والتي تتميز ببساطتها واطلقت ما يسمونه بال " زغروطه " بصوتٍ عالٍ جعلهم يضحكون بفرحه، ثم خرجوا من المكان بسرعه بعدما أخذ عاصي فاتورة الخواتم ووضعها في جيبه بعدم تركيز، صعدوا إلى البيت بسرعه وقد حُلت الأمور وأخيراً وخصوصاً عندما وجدوا الخواتم في إصبعهم واعتذر ضياء من عاصي وبدر، وبعدها قرروا أن يقرأوا الفاتحة مرة أخرى ووافقت نسرين على هذا الزواج ولكن على مضض..
الكاتبة ميار خالد 
وبعد ذهابهم طلب بدر أن يجلس مع عاصي قليلاً، فخرجوا جميعاً وبقى في الغرفة بدر وعاصي فقط، أقبل بدر: 
- طبعا شكراً أنك لحقت الدنيا النهاردة بس أنا عايز أعرف اللعبة دي هتكون مستمرة لحد امتى 
قال الآخر بعدم فهم: 
- لعبة إيه ؟
- لعبة الخطوبة، يعني حاسس أنها طولت شوية 
نظرت له عاصي للحظات وشعر ببعض التوتر فأكمل بدر: 
- يعني أنت شوفت النهاردة لولا الخبر الكذاب ده كان زماني فرحت ببناتي الاتنين مع شباب كويسين 
تكوّن بعض الغضب في قلب عاصي بسبب كلمات بدر تلك، وشعر ببعض الغيظ ولم يمنع نفسه فقال بغيظ: 
- نعلن أننا فركشنا على طول يعني عشان رحيل تلحق العريس اللقطة ده 
ضحك بدر وقال: 
- هو عريس لقطة فعلاً واضح أنه بني آدم محترم باين من كلامه أنه أخلاق وعارف أنه هيحافظ على رحيل و..
وهُنا صاح به عاصي: 
- لا! 
- هو إيه اللي لا ؟
تنهد عاصي بإحراج وقال: 
- يعني أنا شايف أنه لسه بدري على الموضوع ده لرحيل، خصوصاً عشان تعبها أنت نسيت هي مش هينفع لا تتجوز ولا تبدأ حياة جديدة غير بعد شهور، تكون عملت العملية وخفت ورجعت أحسن من الأول ولا أنت شايف إيه؟
نظر له بدر بإدراك وأومأ برأسه بالإيجاب وكأنه قد نسى تلك النقطة تماماً، فأكمل عاصي: 







- أول ما رحيل تخف وتعمل العملية وتكون كويسة أنا هعلن أن محصلش نصيب وكل واحد راح في طريقه وخلاص، وساعتها هي تقدر تكمل حياتها
وقال أخر جملة بحزن واضح في صوته، فربّت بدر على كتفه ثم نهض الآخر وجاء ليخرج من الغرفة ولكنه وجد رحيل أمامه تطالعه بعيون دامعة ووجه كساه الحزن، ففهم عاصي أنها قد سمعت كلامه مع والدها، في تلك اللحظة صمتت افوهتهم عن الكلام وبدأت عيونهم في سرد ما يجول بخاطرهم، كانت عيونها تتحدث وتقول له هل ستذهب بعد كل هذا، هل عمليتي هي تذكرة رحيلك عني؟! لترد عيون الآخر وتقول أنكِ قد افقدتيني نفسي، عقلي وغضبي فلم أخضع تحت سيطرتك أكثر..
وبعدها ابتسم لها وخرج من البيت..
في اليوم التالي..
ولأول مره منذ وقت طويل يستيقظ عاصي على صوت مريم أخته حتى يتناولون جميعاً فطورهم معاً، وبعد دقائق كانوا كلهم على المائدة وعاصي كان على رأس المائدة وأمامه مريم وسلمى ووالدته وكانت ليلى في غرفتها نائمة بتعب، ظل ينظر لهم بدون تصديق ولو كان أخبره شخص قبل فترة أنه سوف يرى هذا المشهد أمامه مرة أخرى لكان قال عنه أنه مختل ليس عاقل..
أنهى فطورة وذهب إلى شركته حتى يهتم بعمله مجدداً بعد فترة الانقطاع تلك، وعادت مريم بجوار ابنتها التي لم تتخلى عنها لحظة منذ أن عادت إليها، حتى أنها كانت تتناول فطورها بسرعه حتى تعود لها، وبالفعل ما أن أنهت طعامها عادت إليها وبعد فترة دلفت سلمى إليها واخبرتها أن شادي قد أتى لزيارتها، فابتسمت بفرحه وجهزت نفسها بسرعه وخرجت إليه في الجنينة حيث كان يجلس، اتجهت إليه بابتسامة جميلة وقالت:
- حلوة المفاجأة دي 
نظر لها الآخر بعيون لامعه وقال:
- طاقتك جميلة اوي شايفك اتحسنتي كتير 
قالت بابتسامة وتلونت وجنتيها باللون الوردي، أقبلت:
- جدًّا الحمدلله، أنا قررت أفتح صفحة جديدة في حياتي وهنسى كل حاجه قديمة
أبتسم هو ومد يده لها بعُلبة مغلفة ويبدو عليها هدية فنظرت لها بتساؤل، قال:
- دي بمناسبة خروجك من المصحه وبصراحه هي هديه هتفديني جدًا
ضحكت مريم وأخذت منه العُلبة وفتحتها لتجدها هاتف جديد فنظرت له بتفاجئ فتابع الآخر: 
- فيه خط جديد ومتسجل عليه رقمي عشان أعرف أكلمك في أي وقت 
قالت هي بشكر: 







- أنا مش عارفه أقولك إيه بجد شكراً جداً 
- مفيش شكر ولا حاجه أنا عملت كده عشاني مش عشانك، أنا اتعودت أشوفك كل يوم حاسس إن فيه حاجه ناقصة، على الأقل كل ما توحشيني أكلمك 
- اوحشك؟
أبتسم وقال: 
- توحشيني أه، طبيعي جداً 
- ليه طبيعي، عشان اتعودت تشوفني 
- لا عشان بحبك..
حدقت به بصدمة ولم يستوعب عقلها ما قاله قبل لحظات حتى تجرأ هو وأمسك يدها ثم قال: 
- أنا بحبك وعايز اتجوزك، ومش هضغط عليكِ خالص خدي وقتك أنا مش عايز رد منك دلوقتي، ووقت ما تحسي أنك تمام وجاهزة للخطوة هتلاقيني موجود 
ثم ابتسم وذهب من أمامها وظلت هي تطالعه بصدمه وعيون جاحظة، هل ما قاله قبل لحظات حقيقي أم أنها مجرد مزحه ثقيلة منه، لم تتخيل في يوم أن يحدث كل هذا وأن يقول لها مثل تلك الكلمات، ولكن الكارثة الأكبر كان في قلبها الذي كان ينبض بقوة، تلك المشاعر والتوتر اللطيف الذي قد هجروها قبل سنين، تشعر وكأنها مراهقة في الثانوية وأنها لم تمر بكل تلك الاحداث، جانب منها قد شعر بسعادة ولكن جانب آخر شعر بخوف كبير، وللأسف خوفها كان أكبر من سعادتها فنفضت كلماته من رأسها ووعدت نفسها أن تعيش إلى ابنتها فقط..
                                    ***
الكاتبة ميار خالد 
وصل إلى الشركة ودلف إلى مكتبه ليتفاجأ بوجود شريف! نظر له بتساؤل وابتسم له ثم قال: 
- مستني من بدري؟ مبلغتنيش ليه أنك جاي؟
أبتسم له شريف ثم استدار وقال: 
- كنت معدي من قدام شركتك قولت أسلم عليك يا سيدي واطمن على ليلى
- كويس أنك جيت كنت عايز أفهم منك كذا حاجه 
طالعه شريف باهتمام فسأله الآخر من أين تعرف على أحمد ولماذا قرر أن يساعده في الوصول إلى ليلى وما هو دافعه لكل هذا، رد شريف: 
- أنا عرفته من شغل، أنا كان عندي شركة استثمارات، مش عارف الظروف اللي جمعتني بيه كانت إيه بالظبط بس ده اللي فاكره، وبعدها فضل كل شوية يطلب مساعدتي في حاجه مره في





 فلوس ومره في واسطه لحاجه كذا مره يعني، لحد ما في النهاية أحتاج مساعدتي أنه كان عايز بيت يستخبي فيه هو وبنته مع إني عارف حكاية بنته كلها وعارف المعاناة اللي مريم مرت بيها، هو اللي حكالي كل ده، ده غير أنه مره طلب مني أعرف أختك مريم فين وأنا وقتها مرضيتش اساعده عشان مليش دعوة 
كان عاصي ينظر له في نصف عينيه ليعرف هل هو صادق أم لا وكان الآخر على قدر كبير من الاقناع لدرجه أنه لم يترك شك لو بنسبة صغيرة داخل قلب عاصي، فأكمل شريف بمغزى: 
- بس أنا حاسس أنه في حد تاني معاه 
انتبه له عاصي وقال: 
- ليه؟؟
رد الآخر: 
- مش هيتحرك بالثقة دي غير وفي حد بيساعده، وبصراحه أنا عارف من الأخبار أد إيه بنت أختك غالية عليك عشان كده قررت اساعدك، وأهو أكون اتعرفت عليك واتشرفت بيك
أبتسم له عاصي وقال براحه: 
- مش عارف أقولك إيه بس شكرًا، أنت جيتلي من السما حقيقي، وجميلك ده أنا عمري ما هنساه لو احتاجت أي حاجه في أي وقت أعرف أن بابي مفتوح ليك دايمًا 
أبتسم شريف بسخرية وحاول أن يسيطر على ملامحه وخصوصاً أمام عاصي حتى لا ينتبه، ثم وقف مكانه وقال: 
- أكيد هحتاجك الفترة اللي جايه، حاجه أول مره تعرفها عني إني كاتب، وموضوع كتابي اللي جاي الأمراض النفسية وإيه هي العقدة اللي بتتكون جوه المريض، حسب ما عرفت من الأخبار أن أختك أنا آسف يعني بس كانت موجودة في مصحه، هي أكتر واحده ممكن تفيدني في كتابي وهتقدر توصلي المريض عموماً بيفكر إزاي وليه اختارت تفضل هناك بإرادتها






نظر له عاصي بتفاجئ وتغيرت نظراته إلى الآخر ثم قال بغموض: 
- واضح إنك متابع الأخبار جداً 
قال شريف: 
- صدقني دي هتكون مساعده صغيرة ليا بس هتفرق معايا جداً، خصوصاً أني مش هذكر في الكتاب أي حاجه عن أختك هكتب بس تجربتها دي، أرجوك بلاش ترفض 
صمت عاصي وظل يطالعه بغموض ثم رد: 
- تمام معنديش مشكله، بس أنا هكون موجود في المقابلة دي 
قال شريف بابتسامه: 
- أكيد، حدد الوقت المناسب معاك وابقى كلمني 
أبتسم له عاصي بمجامله ثم خرج الآخر من المكان..
                                ***
الكاتبة ميار خالد 
في المديرية..
كان أحمد يجلس في تلك الغرفة الصغيرة نوعاً ما، وكان يطالع هذا الباب الحديدي الذي يمنعه عن الحياة في الخارج، كان ينتظر أن يتم تحويله إلى النيابة ولكنه بداخله قد نشأت ناراً بسبب هذا الذي يدعى شريف، وفجأة شعر وكان الباب يُفتح فوقف مكانه فجأة وعندما وجده أحد العساكر عاد إلى مكانه مرة اخرى، ولكن ما لم يحسب حسابه هو تقدم هذا العسكري إليه وقبل أن يفتح أحمد فمه طعنه العسكري في صدره بقوة! ثم أخرج السكين وطعنه مرة أخرى فسقط الآخر غارق في دماءه وفر العسكري هرباً!!






تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-