رواية القدر
الفصل الخامس عشر15
بقلم رحمه ايمن
- انت مجنون!
= ششش
- ششش اي نزلني! بنت اختك انا؟
= والله مكه فيها عقل عنك فعلا
- اياااد نزلننننني
= متصوتيش في ودني! ، مش كفايه انك تقيله كمان
- انا تقيله! طيب نزلني عشان معضكش اقسم بالله، نزلننننني
قعدت اصوت في ودنه فعلا وهو بتحرك ومتجاهلني تماما
فتح الاوضه برجله وفتكرت انه هيرميني علي الارض وستعدت لده، لكن لقته بتحرك علي السرير ونزلني عليه بهدوء.
- بتعمل اي؟
= نامي هنا انهارده، الارض برد عليكي وانتِ لازم تعرقي
- ومن امتي الخوف عليا بقي؟
= اسمها شهامه يا بيبي، خلينا ناخد حسنه واحد فيكي علي الاقل
- حسنه واحده فيا! ، حد قلك قبل كده انك مهزق
= لاء انتِ بس الي عندك قصر نظر اذا مكنش منعدم، بس قالوا لي قبل كده اني وسيم مثلا؟!
بصت له بقرف كده فأبتسم بسماجه إبتسامه صفره وبعدها جمد وشه تاني
انحرك من قدامي علي الحمام وبعدها رجع تاني وقال بضجر
= هنام جنبك عشان الجو ساقع، ول هتعملي فيلم هندي وحركات فعمل حسابي واجيب الاغطيه من تحت؟
- لاء هعمل فيلم هندي وحركات فعمل حسابك وجيب الاغطيه من تحت.
ببعثرت شعره بضجر:
= أدي اخره الي يعمل خير وربنا ، ام المسلسلات الهنديه الي لحست دماغكوا دي، بتاعت حوارات انتِ
- قول كل جمله لوحدها عشان اشتمك بتدريج
= افصلي.
قلها بقرف وفتح الباب الاوضه ونزل فعلا يجيب الاغطيه
واي افصلي دي، هو شايفني آله كهربائيه!
دقيقه هو انا بضحك لي! حقيقي هموت مضحك.
مشاعري كلها متلغبطه، لكن اكبر شعور طاغي عليا
التعب الجسدي القاتل، و سعاده بإهتمامه وقربه عن اي وقت فات
هو بقي بيتكلم معايا بتلقائه زيهم ول انا بهيس.
انا لازم انام فعلا مبهزرش.
بعد نصف ساعه.
كنت ببص في السقف علي السرير وهو قصادي علي الارض وببص في السقف بنفس الطريقه ودراعه ورا راسه ، إضائه خافته وبسيطه والهدوء مسيطر علي الاوضه.
حكيت ايدي في بعض بتوتر، عايزه انام وجسمي كله مرخي لكن وجوده جنبي قلقني ومطير النوم من عيني
قطع صوته الصمت وهو بقول بخفوت:
= ازاي بتنامي في التلج ده، ظهري مش حاسس بيه ولابس جاكت وبلوڤر وسقعان، كنتِ بتلبسي بجامات خفيفه كده ازاي؟
بصوت يغلب عليه النُعاس قليلا
- متعوده البس بجامات خفيفه في البيت ووقت النوم
= لعلمك انا مبسوط بحاجه زي كده عادي
-.....
مردتش فضحك فتكسفت اكتر ورفعت اللحاف علي وشي وانا حرفيا محرجه، عيل بارد.
= بقلك؟
- امم
= ابقي البسي بجامات تقيله وتغطي كويس الفتره دى ؟ مش كل شويه يجيلك برد ونعالجك بقي ونلف حوليكي
متصدعناش مش خلفتك ونسيتك انا
-"اللهم ما طولك يروح "
= بكلمك علفكره
رفعت نفسي وقعدت قدامه وانا حرفيا هنفجر فيه :
- سيبني احس بذره كده من الامتنان ليك، ذره واحده متفصلنيش فيها منك ومن اسلوبك، ممكن لو سمحت؟
= بنصحك لوجه لله، مشكله انك تعمل خير في البلد دي والله
بالجز علي أسنانها بديق:
- تصبح علي خير ها، انا هنام
قلبت نفسي علي جنبي اليمين بنرفزه عشان محدفش عليه المخده واكتم نفسه واخلص، ودفنت راسي في اللحاف وانا بسحب في النوم بريحته الي محوطاني من كل إتجاه علي السرير، هي ازاي ريحته بطمن القلب وبتوترني بشكل ده.
اخدت زفير و غرقت في نوم بعد ما صوته أمتنع واعتقد انه نام هو كمان.
اليوم التالي. 6:00 صباحا.
رمشت بعيني علي كيان قدامي سنده براسي عليه ، ففتحت عيني بهدوء وانا بفتكر اني بحلم، لقيته فعلا قصادي ودفنه راسي جواه
ابعدت عنه بسرعه
وحركت ايدي علي بقُي بحركه تلقائيه لما صوت صرخه خفيفه كان هيطلع مني من الخضه، نام جنبي امتي، وازاي محستش بيه! هو.. هو بهزر.
بعد فتره نزلت ايدي وسندت علي كفى اليمين وانا برقبه بهدوء، وانا بوزع نظري علي كل تفصيله في ملامحه.
معرفش مر قد اي من الوقت وانا كده، وانا قلبي بينبض وسرحانه في، ومستوعبتش نفسي غير بعد ما رَمش وبيفتح عينيه فحركت عيني ونزلتها بسرعه من عليه، وانا بقول اكيد هيديقني و...
بصوت ناعس قليلا
= احسن دلوقتي؟
- ها!
= كويسه ول اي؟
- احم اه الحمد لله احسن
= طيب كويس، مقدرتش استحمل السقعه ف نمت جنبك، ارجو اني مكنش جرحت روح الفمنست الي جواكي.
قال كده بغمزه وابتسم وحرك الغطاء من عليه وهو بيمشي إتجاه الدولاب عشان يدخل الحمام.
وانا مسمره عيني عليه وببص له بزهول، هو بكل البساطه دي بيتكلم! ، هو الموضوع بسيط وعادي كده ، معقول مفيش سنس توتر حتي، انت متبلد الشعور يغلام والله.
بحمل ملابسه وتحرك للحمام
= علفكره الساعه 6:30
- بتقول ايه! لاء اكيد انا متعوده اقوم...
تحركت علي الاتجاه التاني جنب الكوميدينو وانا ببص لساعه
فلقتها فعلا 6:30 فتخضيت وانا بشيل اللحاف بسرعه من عليا وتحركت جري علي الدولاب.
ازاي اقوم دلوقتي ومحسش بالوقت! حتي لو كنت بموت كنت بقوم الساعه 4:00 ديما.
ورايه لسه تنظيف وتحضير اكل ولسه عايزه اعمل اصناف كتير وتاخرت، عايزه اعيط!
بخبط الباب
- انجززز عايزه انزل بسرعه
= اي! اي! بقالك نص ساعه بتخبطي! براحه.
بشده من كتفه وتحريكه خارج الحمام بلهفه
= اتحرك بس ورايه شغل كتير
تدخل بجري وتقفل الباب خلفها بقوه تحت نظراته وإبتسامته علي حرّكاتها العفويه، يحرك شعره في المنشفه وهو يفكر في تصرفاته
وطريقته معاها التي لم يعد يفهمها هو شخصيا، لكن.. يحب ذلك
هو يحب ذلك فحسب.
بالخروج من الحمام وتنشيف شعرها ايضا
- مصلتش الفجر حضور، مديقه اوي وغير كده لسه معملتش اي حاجه وتاخرت
= لسه بدري، العصر يامن هيجي وكمان فيروز هتجيلك بعد شويه
ببتسامه مريحه
- نسيت انه فيروز جايه، علي الاقل هتساعدني شويه
"بنزع الفوطه ونظر له" رايح الشغل؟
= امم، هرجع مع يامن
بإحراج.
- ممكن تبقي تبعتلي رساله لما تخرجه من شركه عشان اعمل حسابي؟
= تمام
- شكرا
= بس في حاجه.
- حاجه اي؟
= ممعيش رقمك
بتوتر
- ط..طيب ابقي ابعت لفيروز وهي تبقي تقولي
= عهد
- نعم
= هاتي رقمك.
تحرك علي تحت ف قلتله هعمل اكل بسرعه ف قلي هياكل في الشركه وشويه وكنت
هسمع منه "عايزه حاجه؟" واعيط من الفرحه
هو.. هو بقي بيعاملني حلو صح؟ اكيد صح انا مبحلمش
مسدت خدودي بإيدي بفرحه وبعدها افتكرت البلاوي السوده الي عليا وجريت في البيت زي النحله عشان اخلص وانا بدعي لخاله بصحه والعسل الدايم علي التركيبه الي فوقتني في يومها دي
شالله تنستر يا رب يا خاله يا سُكره انت .
الساعه 8:00 صباحا.
ترن ترن ترن
بمرح وبتسامه صافيه
- اهلا اهلا
فيروز بحمل الاكياس وتحرك لداخل
: السلام عليكم
- وعليكم السلام
مكه بمرح وعناقها
: طنط عهد وحشتيني
- وانتِ كمان، مروحتيش التدريب لي انهارده؟
مكه بالابتعاد عنها قليلا وتحدث بحماس
: ماما خيارتني وقالت لاجي معاها لروح واخترت اجيلك عشان احكيلك علي اخر class وانه ازاي المتدربه مبسوطه بأدائي وبعزفي انا حققت رقم قياسي جديد
- ايوا بقي كوكي الجامد
فيروز بعقد زراعها بديق مصتنع
: ايوا وانا مليش في طيب نصيب ول اي، انا كنت بدّخل لكياس بس علفكره ومختش حقي، ابعدي عنها عايزه احضنها واتكلم معاها شويه وحشتني
مكه بتزمر
: لاء انا لسه متكلمتش معاها
فيروز
: سيبيني اسلم عليها طيب! ده انا شكلي هغير منك يا عهد كده وهنعمل عركه انا وانتِ قمااار.
بضحك
- والله يا فيروز هي حقيقه قاسيه اه بس بحبوني اكتر منك حصل
فيروز بخضه
: شوفوا البت!
بضحك وعناقها بفرحه بعد إبتعاد مكه عنها وذهبها للحمام.
- خلاص يا ستي متزعليش، انتِ زي امهم برضه
فيروز بمبادلتها العناق
: تعرفي انك وحشتينا والله، هو اه يوم بس حسينا بفراااغ ، اه صح عامله اي دلوقتي إياد قلي انك تعبانه؟
- احسن الحمد لله، قابلت دكتور صابر وعملي تركيبه ورتحت عليها
فيروز بالجلوس علي رخامه المطبخ بحماس كالمعتاد
بعد دلُفهم الي المطبخ
: بتهزري! شوفتى خاله! من زمان اوي مشفتوش
بفتح الاكياس والعمل في المطبخ وتحدث
- بَين انه إياد قريب منه اوي؟
فيروز ببتسامه
: خاله الحاجه الوحيده الي طلعينا بيها من عيلتنا كلها، يمكن الحاجه الحلوه الوحيده الي فكرينها من امي، بنسباله إياد ابنه الصُغيّر وبحبه جدا نظرا انه خلفته كلها بنات ولما إياد تولد كان عايز ياخده يربي فيامن موفقش فعشان كده كان بيجيلنا كتير يشوفه ويساعد يامن لو حصل حاجه، مقدرش انكر فضل خاله علينا وخصوصا انه طبيب العيله الي مفروض علينا علي راي إياد، منا وعلينا يعني
ضحكت لما فتكرت جملته لما قال "اعرفك علي طبيب العيله، هو مش طبيب اوي يعني بس مستحملينه لانه مفروض علينا مش اكتر ومش عارفين نعمل حاجه" ففوقت لما كملت وهي بتتكلم بتلقائيتها المعتاده
فيروز
: باقي يامن وتكوني عرفتي عليتنا كلها نفر نفر.
بضحك
- هي صراحه عليتكوا تخض اي حد يا فيروز والله
فيروز بمزاح
: هه معاكي حق، خصوصا لما إياد يرجع لطبيعته ويتروشن معانا زي زمان حقيقي بيكون الجو جميل، بحس فعلا بدفه العيله الي فقدانه من زمان.
لما بسمع حاجه عنه زمان وانه قد اي تغير، بحس انه هي السبب في كل ده، هي الي غيرته وللاسف للسوء مش للاحسن.
بقيت تلقائى قلبي بينقبض لما بفكر انه هي السبب
لما بتمني من جوايه اني كنت اجي بدري شويه، قبلها، قبل ما تدخل حياته وتبوظها لي بشكل ده، وقتها ياتري كانت علاقتنا هتكون احسن من كده؟ ياتري كان هيحبني زي ما حبها؟.
نفضت افكاري علي صوت فيروز وهي بتسال بإهتمام
فيروز
: سرحانه في اي؟
- ول حاجه، هه بس انتِ جايبه اندومي صح؟
فيروز بإستعاب تغير الموضوع ومجارتها
: اها، مفطرناش انا ومكه فقلت هشتري اندومي وناكل انا وانتِ وهي وكمان جبت مقبلات وسنكر ومقرمشات ولب
واه بيبسي لقره عيني عشان بحبه
ضحكت بخفه وانا بغمزلها
- قره عيني ها؟
فيروز ببتسامه خجوله
: عهد هضربك والله!
مكه بتحرك لهم
: ماما خلصته اجي، عايزه اتكلم مع طنط عهد بقا
فيروز بضجر
: تعالي يا مكه صدعينا، تعالي.
بفضول
- اومال تيتا فين؟
فيروز
: عند عمو فتحي الي ب بيع قماش، قالت اتحركي قبلي وانا هاجي وراكوا وبدال قماش وتيتا يبقي هتخلص الاسبوع الجي كده فتحركت عشان مخللش جنبها.
- وعمر؟
فيروز
: عمر راح السنتر وقلي اسلم عليكي وقلت ليامن يجيبه معاهم بعد الشغل حتي لو مكنش خلص عشان نتلم
ببتسامه مرضيه
- ايوا احسن، ويكون الاكل سخن كمان.
فيروز
: سخني المايه عبال ما اجي ناكل وساعدك اوك
- اوك
مكه
: احكيلك يا طنط عهد بقي صح؟
بببتسامه وحملها لرخامه
: احكي يا طنط عهد، سمعاكي.
اتسليت باليوم جدا وفرحت من كل قلبي بوجودهم وخصوصا تيتا الي جت ببتسامه ودوده ليا وجبلتي قماش اسود حرير راقي وفيروز الي ورتني كذا ستيل فستان بنفس القماش ووصت واحد يعمله زيه وهتبعت له القماش بكره عشان يجهز بدري .
اه تهزقت كالعاده وقلبت في ثانيه بس منكرش انه تعودت علي وجودهم وفرحانه جدا وسطهم
وانا بطفي علي المحشي لقيت رساله علي تلفوني من رقم مش متسجل مكتوب فيها
"لسه خارجين من الشركه هنعدي علي عمر ونيجي، نص ساعه كده استعدي."
ابتسمت تلقائي انه فاكر جملتي وعمل بيها، اضافته علي جهات الاتصال وانا بفكر في اسم وبعدها لقتني بكتب تلقائيه "الوقح"
فضحكت وانا بحفظه وسرحانه فيه
لقيت فيروز بتقطعلي الخلف، اي والله زي ما بقول كده
- بسم الله الرحمن الرحيم!
فيروز بضحك
: ها ها خضيتك يا سرحان انت "بغمزه" بتعملي اي؟
بتنفس بهدوء
- يا فيىوز حرام عليكي قطعتي خلفي، براحه مش كده
فيروز
: قلت فرصه اخضك والحقيقه اتبسطت اوي هيهي ، المهم مش تتهربي من الموضوع مين الي باعت عشان
إبتسامتك من الودن للودن كده ها؟ إياد صح؟ صح؟
خبيت التلفون في جيبي وتحركت من غير كلام ببتسامه لئيمه وصفره كده عشان متخضنيش تاني وعملت نفسي متجاهلها
فدبدب في الارض وتحركت ورايه بعصبيه وفضول هيقتلها
وتكلمت ب نبره طفوليه
فيروز
: عهد إياد صح، قوليلي قوليلي قوليلي عهد، عهد قوليلي
- يلا عشان نجهز السفره ونلبس حاجه للستقبال يا صدااع .
فيروز
: عاااااهد قوليليييي.
بعد فتره.
قعدت انا وفيروز علي الكنبه جنب تيتا
ننتظرهم وانا بعدل كِمام العبايه النبيتي الساده كلها ما عدا اطرفها الممزوجه بالابيض
علي بندانه بيضه وحجاب ابيض.
وعلي طرف تاني فيروز لبست بجامه طويله فوق الركبه بشويه رصاصي
والي حد ما رياضيه وربطت شعرها بمساكه وكل شويه ت بص في
التلفون وتفرك في ايديها وكانها مشفتوش امبارح مثلا
عليها شويه محن هيموتوني.
واحنا منسجمين مع الفيلم والسكوت غالب القاعده بعد جهزنا كل حاجه واستعدنا.
الجرس رن فعرفت
انهم وصله وتحركت عشان افتح فتحركت بعدي فيروز ووقفت بعيد بمسافه عني.
