CMP: AIE: رواية اسيرة وعده الفصل الرابع4بقلم مروه البطراوي
أخر الاخبار

رواية اسيرة وعده الفصل الرابع4بقلم مروه البطراوي


 رواية اسيرة وعده
 الفصل الرابع4
بقلم مروه البطراوي

وبالرغم من ذلك كانت صغيرة خاطر تبكي عندما علمت أن نور سيذهب مع والده بعد أسبوع
-عمي غلطان إنه راح يجيب البنت دي أنا بكرهها يا نور كلم عم محمود يا نبيل ما يجيبهاش.
ربت نبيل على وجهها تلفت اليه بعينيها وهو ينظر إلى الجانب الأخر الذي يجلس به نور قائلًا بثبات: كده أحسن لينا كلنا جوز عمتك غريب وما ينفعش يبقى هنا مش علشان جنة وبس لا علشان أمنا كمان.
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تشيح بوجهها تسأله: يعني مش هتكلم عمي محمود يرجعهم؟
هز رأسه بيأس من إلحاحها: هشوف لما يرجع بالسلامة إن شاء الله.
لينظر مرة أخرى إلى نور الذي كان صامتًا يستوعب حديث نبيل ولكن استجابته كانت حادة عندما قال
-اللي قاله نبيل صح كده أحسن للكل.
ليتفاجئ بمن كان يتابع حديثهم وهو خاله خاطر والد نبيل:
أنت عايز تسيبنا ليه يا نور ده بيت جدك وأخوالك.
رد عليه نور بضيق فهو لا يريد الرحيل ولكن خاطر هو السبب: ده الصح يا خالي .
هز خاطر رأسه فهذا هو حديثه: خليك معانا كام يوم لحد ما خالك محمود يرجع يمكن ميبقاش معاه حد.
وبعد لحظات من حديثه وجدوا زين يدلف إليهم ليودع ابنه: أعتقد يا خاطر إنك أكتر واحد مبسوط اني ماشي كان نفسك في كده من زمان.
هز خاطر رأسه بالنفي قائلًا: بالعكس أنا عايزك تقعد لأن قعدتك هتمنع مجيه اللي اسمها جنة دي.
نهضت سما ابنة خاطر من مقعدها تشير إلى زين احترامًا لكي يجلس : اقعد معانا يا عمو زين بلاش تمشي حتى لغاية ما يرجع عمي محمود ونشوف.
هنا اتسعت عيني نبيل ينهر شقيقته: سمااااااا!
أوصلت سما بحديثها نبيل إلى أن يشتد غضبه أمام الكبار: مالك يا نبيل شكلك أنت الوحيد اللي فينا مرحب بوجود واحدة غريبة.
هنا ابتسم خاطر في هذه اللحظة لأنه وجد في عيون الجميع عدا ابنه كراهية لجنة ولكن زين لم يكن مثله فلم يستطع الجلوس أكثر من ذلك
-أنا همشي مفيش داعي للمشاكل لا أنا وجودي معضلة للضيفة ولا وجودها معضلة لحد بس هقول ايه يلا الحمد لله محدش يعرف الخير فين.
نظرت سما بضيق لشقيقها: خلاص مبقاش عندك ذوق يا نبيل؟
ابتسم نبيل باصطناع قائلًا: أه معنديش ذوق تحبي تعلميني؟
شعر خاطر بالخطر عندما وجد أبنائه يتعاركون: الله الله الله ما تضربوا بعض قدامي بالمرة الظاهر أن تربية عمكم طرية.
هنا بكت سما فهي رقيقه الحس والمشاعر تعودت ألا تعنف وعمها ليس كوالدها زفر خاطر قائلًا: مالك يا ست الحسن شويه زعيق زعقتهم خلوكي تعيطي؟ أنا قلت تربية ضعيفة.
عاد نور بعد توصيل والده إلى باب المنزل ليجد سما تبكي ليقف في المنتصف قائلًا: مالها يا خالي؟ أنت ضربتها؟
لينظر إليه كلًا من نبيل وخاطر بضيق لتمسح سما دموعها سريعًا قائلة لنور: أنا كويسة يا نور بس كنت هقع فعيطت.
ابتسم خاطر بخبث على ذكاء ابنته وقرر استخدامها في التمثيل ضد جنة أما عن نبيل فزفر بضيق على تدخل نور في الأمر ليذغر له خاطر قائلًا: وأنا اللي قلت أن نبيل ضربك بعد ما عطيتكم ضهري؟
نظرت إليه صغيرته ونبيل في آن واحد على تلاعبه بالأمر ليحدث نفسه قائلًا: بنت أبوكي بصحيح هتعرفي تخرجي منها زى الشعرة من العجينة هي بس حركة واحدة ضد المحروسة.
بعد خروج زين من منزل العائلة هاتف محمود يبلغه بما حدث قائلًا: كان نفسي أشوفك يا محمود أول ما توصل بس عملت بنصيحتك علشان نبطل حجة خاطر.
هز محمود رأسه بإمتنان فهو يعلم كم الحقد والغل الذي يدور بقلب خاطر تجاه جنة وخشي أن يتم إتهام زين بأي شئ يقلب حياة العائلة.
أنهي محمود محادثته الهاتفية مع زين لتظهر على وجهه علامات الارتياح لترفع جنة حاجبيها باندهاش على سعادته حيث كان منفعلًا عليها
-موافقة أجي معاك بس ما تفكرش بكده إن هيبقي ليك حكم عليا.
انتبه إليها حيث تناسى أنها تجلس بجواره ليهبط فجأة حيث كان أسفل منزلها ويذهب ليفتح لها الباب ويمد يده إليها ليخرجها من السيارة قائلًا: اطلعي غيرى هدومك وبلغي والدتك وحضروا هدومكم وأنا هنتظركم هنا.
تركته وذهبت لتفتح باب المنزل ليستوقفها قائلًا:-تعالي يا جنة عايز أقولك حاجة قبل ما نسافر بالنسبة للبسك بلاش تجبيه أنا هبعت أجيب لك لبس هناك علشان لبسك مش مناسب للقعدة في بيتنا.
لم تستوعب كلماته لتضع يدها علي رأسها فجأة تكاد أن تترنح ليسندها بيده فتزيحه يده عنها وتعتدل أمامه بكل ثقة قائلة بحنق:
-أنا مش عارفة أنت بأي حق تتكلم عني وعن لبسي بالطريقه دي.
نظر إليها بضيق وهو يهز رأسه بيأس من تفكيرها العقيم ويتحدث ليفهمها:-وأنا مش بتكلم علي أن اللبس قليل علينا لا أنا بتكلم أنه مش حشمة، البلد عندنا فلاحين فاهمة يعني ايه فلاحين نظام الفساتين القصيرة دي متنفعش.
زفرت بضيق وبغضب تعض على لسانها  حتى لا يخرج كلمات غير مناسبة: متقولش علي لبسي إنه مش حشمة ولا يمكن الفلاحين عينيهم هي اللي زايغة وده مش ذنبي.
أغلق عينيه بضيق: طب يلا اطلعي اعملي اللي قلتلك عليه وبلاش أنتِ بالذات تتكلمي عن اللي عينيهم زايغة.
توجهت بخطواتها نحو الدرج تزفر في نفسها قائلة: هقول ايه ما أنت فلاح.
التفتت إليه عندما سمعته يصيح قائلًا: هي كمان ناقصة طولة لسانك؟
ليصعد خلفها مسرعًا: اطلعي قدامي علشان في اتفاقات هتم قدام والدتك.
بينما يصعدان السلم تفاجئا بمن يقف على حافته يهز رأسه بهدوء قائلًا: جنة مينفعش تاخد أوامر من حد إلا مني أنا عابد اللي هكون جوزها أنت بقي مين؟
عقدت جنة ما بين حاجبيها بذهول من جرأة عابد وتحديه لها: كويس إنك ظهرت يا عابد أعرفك محمود حنفي ابن عمي وخطيبي وكلامه علي رقبتي زى السيف.
استطردت وهي تقترب من محمود أكثر تنظر إلى عينيه التي كانت نظراتها حادة وقوية تجاه عابد
-يا محمود يلا ماما مستنيانا جوه بلاش نتأخر أكتر من كده.
نظر إليها بقسوة لتهرع إلى داخل شقتهم ثم تحول بنظره تجاه عابد ولكمه في وجهه قائلًا:
-حسابك معايا علي اللي فات واللي قلته دلوقتي واللي هتفكر تعمله لو قربت من جنة قريب أوي عمي هيطلع واسم جنة لو جه على لسانك هقطعه.

الفصل الرابع
دلفت جنة إلى شقتهم مسرعة وأخبرت والدتها بما حدث فأسرعت والدتها بلملمة ملابسهم  حتى يدلف محمود إليهم ويأخذهم ويرحل انتبهت جنة علي الشروط التي قال محمود أنه سوف يمليها على فوزية قبل أن يأخذهما ولكنه لم يتحدث ببنت شفة، حمل الحقائب وأشار لهما أن تهبطا أمامه متوجسًا من ظهور عابد في أي لحظة صعدت جنة بالخلف ووالدتها بجوار محمود كان الطريق طويل والصمت مطبق طيلة الطريق، نظرت إليه من مراءة السيارة وسألته
أنت مش كنت ناوي تقول الشروط قدام ماما علشان نعيش معاك من غير مشاكل؟ ولا لما شفت عابد خوفت لا أعاند وأبقى معاه؟
كان رده في بداية الأمر صوت صرير إطارات السيارة وهي تنحرف جانبًا لدرجة أن جنة انتفضت على صرخه السيدة فوزية ليلتفت إلى الخلف ينظر إليها بغضب يود جذبها بعنف ليهذبها على أسلوبها: 
-اتلمي يا جنة عابد ده مين اللي هخاف منه الظاهر إنك متعرفنيش.
اضطربت شفتيها وضاقت عينيها خوفًا منه وانخفض صوتها قائلة:
-وأنا هعرفك منين؟ وبعدين أنا كان نفسي أعرف شروطك قبل ما نسافر.
التفتت اليها فوزية ورفعت سبابتها أمام وجه ابنتها بتحذير
حتى لو كانت ايه شروطه أنا وأنتِ غصبن عننا لازم نوافق كفاية خوفنا من عابد.
نظرت إلى والدتها باستهزاء وانجرفت قائلة:
-أنا غلطانة اللي كنت بسأل ايه الشروط علشان لو في حاجة أبقى أعملها لكن خلاص طالما مش عايز يقول يستحمل.
انفرجت شفتاه باستغراب وهي تنظر إليه بكبرياء ليسخر منها قائلًا: أنتِ بتهدديني؟
وضعت اصبعها على شفتيها  وأخرجت لسانها ومررته على شفتيها تهتف لتغيظه:-أيوه بالظبط كده.
غمزت له السيدة فوزية أن يعدل عن قراره وألا يطيل الموضوع بينهما ويواصل طريقه وبالفعل واصل الطريق إلى أن وصل لمشارف البلد ليهاتفه خاطر: أنت عرفت منين اني جاي دلوقت؟
ليرد خاطر بثقة: قالولي من ساعة ما دخلت البلد يا أبو حنفي.
وصل ثلاثتهم إلى المنزل ليستقبلهم خاطر عند البوابة وما أن انفتح الباب وهبطت جنة بفستانها القصير والذي تناسى محمود أمره بسبب عابد حتى هلل خاطر وهو ينظر إلى ساقيها الورديتان فوقف محمود حائلًا بينه وبينها وصك أسنانه وهو يميل نحو أذن خاطر قائلًا:
-البنت دي تبعد عنها تمامًا.
رفع خاطر ذراعيه باستسلام ومضى إلى الداخل يتبعه محمود وفوزية أما عنها فتباطأت وأخذت تنظر إلى الحديقة وثمار الفاكهة المزروعة بها ليعود لها نبيل فجأة وهي تقطف ثمار التوت ليضرب كفها قائلًا:
أنتِ بتنيلي ايه يا زفته؟
أزاحته كفه بعنف وهي تشير إلى ثمار التوت: بقطف توت مش من حقك تضربني وأنا بقطفها. وبعدين مين دي اللي زفته يا عيل؟ أنا جنة محسن حنفي صاحب البيت يبقى عمي الله يرحمه.
استمع محمود إلى أصواتهما وهرع إليهما ليقف نبيل منكس الرأس يتقدم أمام محمود:-أنا أسف يا عمي.
أخذه محمود من يده ووجهه نحو التوت قائلًا: اقطف طبق ليها وخلي حد يغسله وهاته جوه.
ابتعدت هي قليلًا تنظر إلى كلاهما من عم من فنبيل عمره ليس بصغير فهو بالثالثة عشر أيعقل أنه ابن خاطر معنى ذلك أن خاطر تزوج صغيرًا كيف هذا وهو يبدو أصغر من محمود بينما هي في شرودها صاح بها محمود بعد ذهاب نبيل قائلًا:
مدخلتيش ورانا ليه؟ واقفة بتعملي ايه في الجنينة ايه أول مرة تشوفي فاكهة؟
لتخطو خطوات سريعة وتمشي أمامه تتجه نحو المنزل من الداخل بدون الرد عليه.
كانت سهير تقف بالأعلى تنظر إليهما من نافذة غرفتها مهاتفه زين قائلة:
-محمود اتأخر أوى على بال ما جاب البنت دي هنا كان المفروض تيجي من زمان يا زين البنت مش شبهنا ولا هتقدر لعوايدنا.
شعر زين بالقلق نعم هو بالأمان الآن ولكنه شعر بالقلق من خاطر وتفكيره ولكنه أراد أن يطمئن سهير:
-كل تأخيرة وفيها خيرة مش يمكن دي اللي تحل عقدة أخوكي؟
انتبهت عند هذه الجملة الي والدته التي قامت بطردها عندما رفض محمود ابنتها وياللحظ فقد استمعت إلى صوتها وهي تناديه فاضطرت لإنهاء المكالمة: أهو هنشوف خلي بالك من نفسك أنا نازلة لهم سلام يا حبيبي.
بالأسفل أغمض محمود عينيه بغضب لتخطيها له ليهتف بصوت حاد:
-هو كل مرة أما هتكلم سيادتك مش هتردي؟
انتظرت كثيرًا لتستفزه ثم ردت قائلة:-أنا عايزة بيت تاني غير بتاعكم معنديش استعداد لإهانة أكتر من كده.
ابتسم ابتسامة شماته وهو ينظر إليها يرى الذل والمهانة في عينيها:-لو خرجتي من هنا هترجعي مصر بس في حالة إن عمي يخرج من السجن.
لم تعلم لما شعرت بالارتياح فبالرغم من إهانته إلا أنها شعرت أنها في منزلها خاصة عندما هتف قائلًا:
-بس مستعد أعاملك كصاحبة بيت وده في إيدك لو لميتي لسانك ومتجاهلتيش كلامي وأوامري غير كده لا.
من لحظة انتهاء جملته كان نظره مثبتًا علي فستانها القصير لتحاول جذبه إلى الأسفل دون فائدة فجذبه لن يطيله بل ينزعه:
-هو أنا فرجة النهارده أخوك من ناحية وأنت من ناحية ما فضلش غير الواد اللي ضربني على ايدي يبص هو كمان وتقولي متطوليش لسانك.
ظل شاردًا لتلوح بيدها حتى يخرج من شروده: هنفضل واقفين كتير؟
جائتهم في هذه اللحظة ابنة شقيقه الصغيرة سما وهي ليست بصغيرة فهي سبع سنوات ولكن حديثها مثل الفتيات الكبار:
-أنت جيت من السفر يا عمي؟ هي دي اللي روحت تجبيها؟
فركت جنة جبينها وهي تستمع لهذه الصغيرة وكأن لسانها يندلع بسخرية لتجده يهبط إلى سما يداعب خصلات شعرها :
-دي أبلة جنة بنت عمي يا سما سلمي عليها واضح أنكم هتكونوا اصحاب.
جلسوا سويا لتسأله جنة:-هو أخوك عنده كام سنة وعنده أولاد غير دول؟
انفتح الباب في هذه اللحظة ودلف نور ابن سهير إليهم لتظن جنة أنه شقيق سما ونبيل ولكنه قال:
-حمد الله على سلامتك يا خالي.
ليحتضنه محمود بحب قائلًا:-الله يسلمك يا نور سلم على أبلة جنة.
مد نور يده ببساطة لتغضب سما وتنظر إليه ليأخذها بعد سلامه إلى اللعب قائلًا:-تعالي يا سما.
نهضت جنة تلقائيًا بعد خروجهما وبدأت تتأمل المنزل من الداخل خاصة بعد أن اطمئنت على والدتها لتجد بعض الزهور في النافذة لتمد يدها لكي تقطعها فيصدح صوت محمود من خلفها قائلًا:
-جربي تقطعيها كده وشوفي هعمل فيكي ايه.
أغمضت عينيها تتحسس كفيها من أثر ضربة نبيل لها لتسمع محمود يتحدث بهدوء قائلًا:
-كفاية قطفك للتوت في الجنينة اتعودي مش كل حاجة تشوفها عنيكي تمدي ايدك عليها يا جنة.
كان خاطر يراقبهم من بعيد ليتذكر كلمات تقى حيث أنها رأتها من الأعلى هي الأخرى بالإضافه أن نبيل سرد لها ما حدث:
-تقي قالتلي إن البنت دي هتوقع محمود أخوك وأهو من ساعة ما وصلت وهو بيلف حواليها وماله أهو فرصة أخلص من الكل.
هبطت في هذه اللحظة سهير شقيقتهم لترحب بها لتبتلع جنة اجابتها عليه وتبتسم لها وتتأمله وهو يقدم شقيقته كمن يتفاخر بها قصدًا:
-أختي سهير ست البيت هنا يعني وأنا مش موجود الإذن بيكون منها ومامت نور اللي شفتيه من شوية احترامها من احترامي دي أختي الكبيرة.
تجاهلت سهير سخافته مع جنة واقتربت منها لتحتضنه : نورتي البلد يا جنة سيبك من محمود هو بيحب يكبرني شويه.
لولا احتضانها لها لكانت نفرت منها ولكنها شعرت أنها وجدت الدفء:-ربنا يعلي مقامك يا سهي، فرحانة جدًا اني لقيت ست هنا في قلب البيت .
أخرجتها سهير من أحضانها ليشير لها محمود قائلًا بعجرفة: وده الدور اللي هتسكني فيه أنتِ والست والدتك أنا خليتهم يجهزوه.
صعدت هي وسهير أمامه ليشرد في الفراغ يتذكر كلمات عمه ووصيت : قولها أنها هتوحشني أوى يا محمود وإني عملت الصح علشانها لأنها لسه صغيرة.
ليخرج من شروده على صوت خاطر وهو يقول:-إنما هي ازاي وافقت بالسهولة دي إنها تيجي معاك؟
التفت إليه محمود بثقة قائلًا: ده اتفاق راجل لراجل يا خاطر اتفاقي مع عمك وهي متقدرش تقول لا.
حاول خاطر أن يعلم ماهية هذا الاتفاق فسأله بخبث: وهما ميقدروش يبيعوا الأرض ويطلعوه من السجن؟
توجه محمود نحو الدرج يتجاهل سؤال خاطر يرد عليه باقتضاب: كبر دماغك أنت يا خاطر دي حاجة بيني وبينهم وأنا حلتها بسهولة.
مع من يتحدث ؟مع خاطر؟لا وألف لا سوف يشغل عقله سبب حضورهم هنا ليستطرد محمود: أنا طالع لهم أطمن لو عايزين حاجة خد بالك مرات عمك مريضة ويمكن ده من الأسباب اللي خلاهم يجوا معايا.
أوقفه خاطر وهو يصعد الدرج بسخرية قائلًا:-أنا هبقى أنزل تقى تسلم عليها ما هي بنت عمي برضه دي حتى بتقول إنها لايقة عليك يا عالم يمكن يبقوا سلايف.
هز محمود رأسه باستخفاف: ابقى خلي تقى مراتك تبطل أوهام.
هنا هبطت تقى ووقفت في مقابلة محمود:-حاضر يا محمود أنا أسفة، أنا بس حسيت إنها لايقة عليك.
بالأعلى قامت سهير بترتيب الغرف مع جنة ووالدتها وما أن انتهت  حتى ابتسمت لهما قائلة:
-هستناكم تحت شويه والغدا هيكون جاهز غيروا هدومكم وانزلوا وهبقى أبعت ليكم سما تنده عليكم.
بعد خروجها جلست جنة بشرود لتبدأ الحديث وتسرد على والدتها ما حدث منذ لحظة ذهابها إلى السجن لرؤية والدها.
أوصتها والدتها ألا تعاند وتتحدى محمود فهو مثل والده من الممكن أن يطردهم وبالنسبة لهم هو الحماية من عابد 
بالأسفل ترك محمود خاطر وزوجته وذهب إلى عمله لتتفاجئ تقى بصوت خاطر الحاد وهو ينهرها قائلًا:
-مرة تانية متتأسفيش لحد حتى لو كان الحد ده أخويا الكبير.
أغمضت عينيها وهتفت بصوت مبحوح:-مينفعش أسمعه بيقولك عليا كده وما أعتذرش.
ثم استطردت بغضب قائلة: وبعدين أنت ليه رايح تقوله تقي بتقول؟
رد عليها بحدة قائلًا: ملكيش فيه أنا أقول اللي أنا عايزه.
هتفت بحنق قائلة: أنت خطر علي الكل يا خاطر.
اقترب منها ليحاصرها خلف الجدار:-أيوه أنا خطر على الكل وأولهم انتي.
أبعدته عنها بشدة قائلة:-ايه مش بتشبع مش لسه كنا الصبح.
ابتسم بخبث حينما تذكر ما دار بينهم في الصباح ليعود ويحاصرها مرة أخرى
-لا يا خاطر قلتلك ميت مرة احنا مش لوحدنا في البيت هات بيت لينا زي ما زين هيعمل وخد راحتك.
نظر إليها باستهزاء من أعلى إلى أسفل: أنا عارف أنا بعمل ايه كويس ومش هنمشي من هنا لأن هنا هيبقى بتاعنا لوحدنا.
ارتجف قلبها وخشت من كلماته التي كان يهتفها بوعيد ليستطرد يؤكد لها قائلًا: كبيرنا وحابب يترهبن يمكن ملوش في الجواز وأنا ميرضنيش أن البيت ده يبقي لسهير.
صدمت من حقده الدفين لشقيقاه: دول اخواتك.
واستطردت وهي تحبس الدموع:-ما تعملش زى أبوك اللي كان نايم على حق عمك مهما كان عمك وحش صحيح هو اتأخر بس رجع الحقوق احنا عندنا اولاد.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-