رواية غلطه وندم الفصل الثاني عشر12بقلم مروة محمد



رواية غلطه وندم 
الفصل الثاني عشر12
بقلم مروة محمد





عندما هبطت غاده الي الطابق السفلي حيث مكاتب المشفي استأذنت حوريه أن تصعد مرة أخرى لجلب الهاتف...لتتجه راكضه من السلم الأخر تصعد بكل عزم وقوة لتتدلي شفتي حوريه الي الأسفل وتذكرت أن غاده بيدها الهاتف...تتسائل فيما بينها لما صعدت من السلم الأخر....كانت المفاجأة  التي أدركتها ثراء هي يد غاده تنظر اليها بشر لتنتفض ثراء قائله

=انتي؟

لترد عليها غاده بكل قوة قائله

=أيوه أنا...أومال كنتي فاكرة مين؟...أنا كنت عارفه ومتأكده انك هتيجي لشهاب..وبالذات بعد ما عرفتي انه فاق وسأل عليا أنا...ومش فاكرك خالص.

واستطردت حديثها بسخريه وهي تدور حول ثراء قائله

=قررتي انك تيجي علشان تشوفيه وتفكريه بيكي...حتي لو ده علي حساب صحته أو تضريه...لكن مش عارفه ان في حد هيمنعك .

نظرت اليها ثراء باستهزاء قائله

=وده مين بقا اللي هيمنعني.

ردت عليها غاده بكل ثقه قائله

=أنا اللي همنعك يا ثراء انك تدخلي عنده وتضريه...غاده اللي كنتي تعرفيها  الضعيفه الغبيه اللي كانت مفرطه في حقها خلاص انتهت...

لتستطرد حديثها بكل جبروت وقوة قائله

=أنا غاده جديده...ربنا بعت ليا فرصه جديده علشان أبدأ معاه من الأول...وأدافع عنه وعن حياتي معاه...ومش هسيبه لأي حد...وانتي لو فكرتي تقربي منه أنا هقف ليكي.

لترفع سبابتها  تستكمل حديثها محذرة ثراء وهي تقول

=ومش هسكت ليكي.

بعد خروج غاده من عند شهاب...فكر أن ينهض ويخرج خلفها...ولكن استوقفه هذا الحديث واستمع اليه جيدا ليبتسم وتتملكه السعاده حيث استشعر من نبرة حديثها مع ثراء كم الحب الذي تكنه له...أيضا وقوفها ضد أي شخص  ومدافعتها عن حياتهم معا.

بالخارج ردت عليها ثراء لتثير الشكوك لديها قائله بخبث

=علي فكرة أنا حاسه انه مش فاقد الذاكرة...وبيمثل عليكي لأنه عمل كده ساعه وفاة والده...لما أمه فكرت تتجوز...و أكيد بيعمل كده علشان يخليكي تفضلي معاه.
😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋😋

ليجز شهاب علي أسنانه وهو بالداخل قائله

=أه يا حقيرة...


ولكنه انتظر و بقلق رده فعل غاده والتي تفاجئ منها وهي ترد عليها بكل ثقه قائله

=حتي لو كلامك صح أنا موافقه المهم انه بيعمل كده علشاني...وعلشان بيحبني ومش عايز يسيبني...وبيعمل المستحيل علشان نفضل مع بعض.

ردت عليها ثراء بمكر قائله

=ومعقول هتنسي عمتي...واللي عملته فيكي ويمكن تكون بتمثل هي كمان عليكي...لحد ما ابنها يبقي كويس...وترجع تاني لنفس الحال.

في ذلك الوقت كانت فريال تراقب ثراء...متوقعه منها الغدر أنها ستحاول  أن تأتي الي شهاب...وتدلف اليه  هرعت الي المشفي لتمنعها ولكنها وجدت غاده تسبقها ..فانتظرت حتي ترى ماذا ستفعل غاده لتتفاجئ من ردها وبكل ثقه علي ثراء قائله

=ولا يهمني...مع اني متأكده ان طنط فريال اتغيرت ولا يمكن ترجع تاني بعد اللي حصل لشهاب...وأنا سامحتها.

نظرت فريال صوب غاده لتفرح بها وبحديثها...كادت ثراء أن ترد علي غاده بحقد لتتفاجئ بصوت فريال تقول بكل ذكاء ودهاء

=روحي يا غاده انتي لحوريه

امتثلت غاده لطلب فريال دون تردد أو أي قلق واتجهت لتهبط الي  الطابق السفلي عند حوريه...وقفت فريال تنظر الي ثراء  التي  تتملكها السعاده وهي تقول

=برافو يا عمتو...كنت متأكده انك بتمثلي علي غاده...

بالداخل انصدم شهاب وشعر أن الأرض تدور به تعالت أنفاسه وبدأ يتجه نحو الفراش ليستوعب صدمته  في والداته مجددا  ليستمع لصوت صفعه...تلك الصفعه التي هبطت علي وجه ثراء من فريال وهي تحدث ثراء وهي تنظر لها باحتقار قائله

=اخرسي أنا كنت متأكده انك هتيجي لشهاب...علشان كده فضلت ماشيه وراكي...وجيت أمنعك تدخلي لابني...لقيت غاده سبتها تدافع عن حقها...

ثم استطردت حديثه وهي تنظر اليها باستهزاء وتقول

=قلت أشوف هتعمل ايه علشان حبها وبيتها أما انتي بقا...لو مش بطلتي عمايلك وبعدتي عن أبني وغاده...تليفون صغير لشريف هعرفه المستخبي.

ثم ابتسمت بسخريه قائله

=وانتي عارفه شريف وخالتك هيعملوا ايه معاكي...حتي أبوكي مش هيقدر يدخل......انتي فاكرة اني ممكن كنت أجوز ابني ليكي...أنا طماعه أه بس مش حقيرة وزباله زيك.

ثم أخرجت من حقيبتها شئ وأعطتها اياه قائله باستحقار

=دي حاجه تعرفك انا قصدي علي ايه

جحظت ثراء بعينيها وابتلعت ريقها قائله

=انتي عرفتي ازاي؟

نظرت اليه فريال بسخريه قائله

=مش مهم عرفت ازاي المهم اني بحذرك لأخر مرة...ابعدي عن ابني وغاده لأني مش هسمح ليكي تقربي منهم تاني...ومن النهارده معدش ليكي مكان بينا...

ثم رفعت سبابتها لها محذرة اياها وهي تقول

=ومتدخليش بيتي تاني.

رحلت ثراء بكل حقد وغل.


..وانشرح قلب شهاب من والداته وقال

=أمي تستاهل انى كنت أعطيها فرصه تانيه.
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
علي الجانب الاخر دلفت غاده الي غرفه مكتب شهاب لتتنهد  بتعب  وهي تنظر الي حوريه المستغربه لأمرها لتقول 

=بقالي تلات أيام اللي بنام فيه بصحي فيه...نفسي أصحي من نومي وألاقي نفسي مرتاحه...بس ازاي...الراحه مش مكتوبه ليا...ليها ناسها.

سألتها حوريه بتوجس قائله

=انتي كنتي فين بالظبط؟

زفرت غاده بحنق قائله

=كنت بلحق الست ثراء...كانت داخله لشهاب واحنا نازلين لمحتها قمت طلعت ليها من السلم التاني.

انبهرت حوريه لغاده قائله

=يا غاده يا جامد وبعدين  عملتي ايه مشتيها ازاي؟

هزت غاده كتفيها بلا مبالاه قائله

=مامتك جت وقالتلي سيبيني معاها..فنزلت

خبطت حوريه علي صدرها قائله

=يا طوله بالك مش خايفه ماما تكون في صفها.

هزت غاده رأسها بالسلب قائله

=مستحيل...مامتك اتغيرت أوى يا حوريه....


كانت فريال تقف خلف الباب تستمع الي  حديث حوريه وغاده  لتفرح فرحا شديدا لأنها علمت أن غاده تصدقها وتثق في تغيرها  ولم تشك في كلامها  لتبتسم بداخلها قائله

=أنا من دلوقتي هعمل كل حاجه علشان أعوضك يا غاده.
🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد

كادت حوريه أن ترد

ليستمعوا لصوت طرقات علي باب المكتب ليجدوا فريال تبتسم لهم وتدلف

...ابتسمت فريال لغاده قائله

=ايه رايك يا غاده بعد ما شهاب يخرج من المستشفي...تيجوا تقضوا معانا يومين...منها يرتاح...وانتي تاخدي بالك منه...وترتاحي انتي كمان...انتي تعبتي كتير الايام اللي فاتت.

لتجحظ حوريه عينيها استغراب علي عرض والداته وتقول

=ايه يجوا يقعدوا معانا...طب ازاي بس يا مامتي...وثراء.

لترد فريال بكل ثقه قائله

=مشيت امبارح...

استشعرت غاده  حب فريال فهتفت قائله

=أنا طبعا يبسطني ان أجي أقعد عند حضرتك...بس والله الحكايه أكبر من كده...والدتي تعبانه بقالها فترة...وقاعده عندي..فايه رأيك تيجي تقعدي معانا انتي كمان.

ابتسمت فريال بحنان قائله

=كلك ذوق والله يا غاده...ربنا يشفيلك مامتك يا حبيبتي...أنا ان شاء الله هبقي أجي أزوركم...وأهو فرصه أكل من أكل مامتك اللي بسمع عنه.

ابتسمت غاده قائله

=....مدام حضرتك طلبتي...يبقا مش ماما اللي هتعمله...أنا اللي هعمله بايدي لحضرتك.







انتهي اليوم ورجع شهاب الي منزله ليدلف قائلا

=يا سلام البيت ده أنا فاكره  كويس   وأنا بجهزه...بس مكنش بالدفا ده..أكيد من كتر قعدتنا فيه...اللي أنا مش فاكر أحداثها كانت ايه...بس واضح انها أثرت علي البيت...ومليته دفا وحب وحنان.

لتكتم حوريه ضحكاتها لأنها تأكدت أن أخيها يمتلك حسا تمثيلا عاليا فبلعت ريقها قائله

=دي حصل في البيت ده شويه حكايات...مش بس تخليه دافي...دي حكايات كفيله...تخليه نار يا حبيبي نار...أصل حبكم ولع في الدرة...

ليضيق شهاب عينيه بغيظ من حوريه قائلا

=عقبالك لما تقابلي واحد وتولعوا في بعض وتخلصوني...رغم اني حاسس انك قربتي...أو بمعني أصح مش فاكر ...ولو افتكرت كل حاجه ودي مفتكرتهاش يبقا تقولي علي نفسك يا رحمن يا رحيم...لأن ساعتها هعرف ان المياه مشت من تحت رجلي.

لتشعر غاده أن الحديث يخص أسامه فخشت أن يتذكر  بأمرها وأمر اقحامها في الموضوع لتثير غيرته فردت بارتباك قائله

=بس مفيش حاجه حصلت مع حوريه في الفترة اللي  فاتت...أقصد يعني غير كل خير..يمكن اعجاب...بس أكيد حوريه مش بتاخد  بالها...

خرجت زهيرة من غرفتها حيث كانت نائمه فرحبت به قائله

=حمد الله علي سلامتك يا ابني...والله يا ابني ما تزعل مني...أنا لو كنت أقدر أجيلك وانت خارج كمان ...مكنتش هتأخر...غاده بنفسها والدكتور أسامه منعوني.

ليرفع شهاب حاجبه لحوريه باستمتاع لتنتفض قائله

=اااه ..أسامه قال لطنط زهيرة كده...بس بالتليفون طبعا...احنا معندناش رجاله يدخلوا البيت ده...والا كنت قتلته وقتلت طنط كمان...لأحسن يغرغر بيها وهي حلوة وزى القمر كده.

لتتعالي ضحكات شهاب مما أثار اعجاب غاده ليهتف قائلا

=حوريه...انتي فعلا مشكله...تغلطي...وتلحقي نفسك...الحمد لله  ان انتي وغاده أصحاب...بس هي مش زيك...غاده دي ملاك ماشي علي الارض.

ليستمعوا الي طرقات أسامه علي الباب لتفتح له حوريه ليدلف بمرح قائلا

=انتي قومتي من السرير ليه يا ماما زهيرة..كده غلط علي الزلط...ما أنا مش كل يوم هجي أطمن عليكي بنفسي...كده هتطلع عليا سمعه اني مصاحبك.

ليرن جرس الباب وتدلف فريال بتعب قائله لاسامه بلوم وعتاب

=اخص عليك يا أسامه...هو اللي يوصل حد..مش ياخد بايده وهو بيطلع السلم..طالما الأسنسير عطلان...ولو هو علشان انت شباب...طب والله ما أجوزك حوريه زى ما اتفقنا.

شهقت حوريه ووضعت يدها علي فمها قائله

=باظت باظت باظت...والله أنا داخله علي منعطف تاريخي...هتشلوح يعني هتشلوح..هو بس شهاب يفوق من غاده...وهيفضالي...لازم أتجوز اس اس قبل ما شهاب ينكشف ورقه.



انقضي اليوم وكل شخص رجع الي منزله ورغم اصرار غاده علي مكوث فريال معهم الا أنها رفضت وودعتهم مع حوريه وأسامه..دلفت غاده الي غرفه نومها هي وشهاب مرتبكه مما سوف يحدث لتنظر اليه بابتسامه خفيفه وتقول

=تحب أجهزلك السرير علشان تنام...وبص..أنا عامله جرس ما بين الاوضه دي وأوضه ماما...علشان لو احتاجتني..أجيلك بسرعه...والمياه كمان هحطها جمبك علي الكومود.

اقترب منها وجذبها قائلا

=ايه اللي انتي بتقوليه ده..أنا عرفت من مامتك اننا كنا بنام في أوضه واحده...بس طبعا انحرجت أقولها طبيعه علاقتنا ايه...بس واضحه من تهربك.

لتبتلع غاده ريقها قائله

=لا احنا مفيش بينا علاقه أساسا...احنا مجرد كاتبين كتابنا..وأنا روحت معاك بعد كتب الكتاب...علشان بابا رفض اننا نطول...وانتي امكانياتك للفرح كانت صعبه.

ظل متمسكا بها بيد واليد الاخرى ارتفعت لتلمس وجهها قائلا بكل هدوء يتعاكس مع اضطرابها

=كانت...وكانت فعل ماضي...منسيبه في حاله...والماضي مالنا وماله..احنا في دلوقتي...ايه رأيك يبقا بينا علاقه علي بال ما أفتكر...ولا خايفه.

لتغمض عينيها من لمساته قائله

=أنا رأيي نخليها لما تفتكر...يمكن انت ترفض العلاقه دي...أو يمكن أنا..اصل انت متعرفش ايه اللي وصلك للحاله دي...مش يمكن أنا...

لترتفع أنامله الي رموش عينيها ليفتحهم جبرا عنها وينظر بداخل عينيها الساحرة قائلا

=انتي لا يمكن تكوني السبب في اللي حصل ليا...اللي حصل ليا ده شئ قوى..لأنه حصل معايا زمان...بيكون نتيجه غدر...وانتي لا يمكن تغدرى بيا.

لترمش بعيونها من تغييره الملحوظ وتتمني أن يبقي علي نفس الوتيرة لتهتف قائله

=طب تمام ...طالما انت شايف كده...دي حاجه تشرفني...بس برضه بلاش تتسرع...لغايه ما تفتكر كله حاجه...وأنا أوعدك هفضل جمبك لغايه ما تفتكر.

ليبتسم شهاب قائلا

=جمبي في كل مكان...في بيتي...وفي مكتبي...وفي الجامعه...وفي عربيتي..وعلي سريرى..مش هقبل تبعدي عني...لأن جوايا احساس قوى انك ملكي.

لتيأس غاده منه قائله

=كل اللي بتقوله ده أنا موافقه عليه...بس بلاش حته النوم دي...احنا متعودناش علي كده..انت كنت في أوضه وأنا في أوضه تانيه...لغايه ما الظروف تسمح.

ليبتسم بخبث قائلا

=الكلام ده...يتقال لو أنا مش لاقي هدومك هنا في الاوضه...لكن أنا شايف هدومك علي الشماعه..وجزمك وشنطك..حتي ريحه برفانك...موجوده.

ليقترب منها اكثر ويشتم رائحتها من بين ثنايا عنقها ليرتفع صوت هاتفه لينظر اليه ليجده اسامه  ليجز علي اسنانه من الغيظ ويرفض الرد لتحثه غاده علي الرد  ليرد عليه ليجد أسامه يهتف بمرح قائلا

=وبعدين معاك يا شيبو...السهر مش كويس علشانك...بتهبب ايه يا خلبوص..يا ورد الجناين....اااه يا ما  نفسي أفقد ذاكرتي زيك...ده أنا هزيط.

ليتعصب ويغلق الخط في وجهه ليجد غاده تزفر بحنق قائله

=انت فعلا سهرت كتير..وده هيأثر علي مخك..مش بعيد أصحي ألاقيك نسيت اللي حصل دلوقتي...نام ربنا يهديك..والصباح رباح..الصبح نبقا نتفق سوا هنعمل ايه في اللي جاي.

ليحذبها شهاب من خصرها باشتياق قائلا

=غاده...صبح ايه اللي انتي بتقولي عليه..وبعدين ازاي هنسي أي لحظه حلوة مابينا...انتي مش ملاحظه اني فاكر الحلو وبس...ومش عايز أفتكر غيره...لأني متأكد ان اللي نسيته ده كله وحش.

حاولت التملص منه قائله

=أنا اللي متأكده انك لو افتكرته...يا أنا اللي هسيبك...يا انت اللي هتسيبني...رغم ان أي واحده مكانى تفضل انك تفضل ناسي...بس أنا لا.
💃

تركته وخرجت من الغرفه لتجد والداتها تجلس في الصاله لتنظر لها نظرة لتتبعها الي غرفتها قائله لها

=طبعا عكننتي عليه عيشته...نفسي أفهم ليه طالعه خميرة عكننه زى أبوكي...واحد فاقد الذاكرة وعايز ينسي ويبدأ معاكي من جديد ...ليه مصرة انه يفتكر...اسمعي لما أقولك انتي جالك فرص كتير معاه....ودي فرصه العمر...وكلنا في صفك...حتي حماتك..فلمي الدور...وبلاش تفكريه ...مع اني عارفه انه حتي لو افتكر مش هيقول..علي حد علمي من حوريه..انه أخر ما بينكم كان متمسك بيكي...يبقا ارحميه

خرجت غاده من غرفه والداتها تفكر فيما قالته لتدلف بدون شعور الي شهاب الغاضب الذي يقول

=انتي كنتي فين...مش كنت بكلمك..وايه حكايه انك مصرة اني أفتكر...أنا مش عايز أفتكر...وضغطك ده بيأثر علي أعصابي أكتر...عمال أقولك مش فاكر غير الحلو..أعمل ايه هو بالعافيه.

لترد عليه بحيرة قائله

=وأنا بقيت محتارة..أقولك وأزعلك ولا أخبي...وترجع انت تفتكر وتخبي انك افتكرت..ونلف في دايرة النسيان...أنا يمكن تعبانه أكتر منك...ومش عارفه أعمل ايه.

زفر شهاب بحنق قائلا

=غاده اعملي اللي يريح قلبي...يمكن قلبك كمان يرتاح...يمكن اللي حصلي ده فرصه تانيه لينا في حاجات كتير أحلي...ولو رجعت الذاكرة مش هتغير حاجه.

خرجت مرة أخرى من غرفته ليفلت منه الأمر في محاوله استرجاعها ليبعث رساله لحوريه لتهاتفها لترد عليها حوريه بغيظ قائله

=بجد انتي غبيه...يا شيخه حرام عليكي...اعطي له  فرصه تانيه يا غاده..ليه بتحرمي علي نفسك السعاده..وعلشان مين..يا بنتي خلاص كله في صالحك دلوقتي.

ردت عليها غاده بحزن قائله

=مين اللي قالك...أكيد ماما...بصي يا حوريه...من الأخر أنا عايزة ثراء تظهر ..وتعرفه الحقيقه...وهو يختار...تقدرى تقولي نعيد المشهد تاني.

اغتاظت حوريه من طلب غاده وغلقت الهاتف في وجهها لتبعث رساله الي شهاب تعلمه الامر.

..مما أثاره ونهض ليخرج من الغرفه ويحملها وهي تحاول التملص منه دون احداث صوت حتي لا تنتبه والداتها ويدلف ويغلق الباب خلفه يرميها علي فراشه باهمال قائلا

=بصي بقا..أنا صبرى نفذ منك...خلتيني أشك انك غلطتي في حقي  وكتير كمان...انطقي انتي كنتي علي علاقه بواحد غيرى...ولا ايه بالظبط.

لتصعق غاده وتشهق واضعه يدها علي فمها  ليزيد من قسوته قائلا

=أنا اول ما فقدت الذاكرة  وقالوا ان في حاجه حصلت خلتني أنهار...استبعدتك انتي...لكن بعمايلك دي من ساعه ما فوقت...هتخليني أشك فيكي...

ليتأكلها الندم من أسلوبها معه وتتذكر نصيحه والداتها وحوريه فيما يخصه..وتستغرب علي قسوته التي لم يحدثها يوما قبل انهياره  لتنصدم أكثر وأكثر عندما سمعته يقول بسخريه

=روحي نامي جمب والداتك...يمكن تكوني حلفانه انك متناميش جمبي ولا حاجه...ولا أقولك أنا هرجع بيت أمي...وانتي خليكي هنا علي بال ما أفتكر.

ثم توجه نحو الباب ليفتعل حركه خبيثه ويحاول السقوط ممسكا رأسه يتأوه قائلا

=ااااه

لتصعق مما تراه  وتنهض من علي الفراش بفزع تمسكه من يده  مستنده اياه وتعيده الي  الفراش ليبتسم بخبث علي ما فعله بها فقط  جعلها تجذبه لها في لحظات....نام شهاب وجذبها لتستسلم  وتنام بين أحضانه لتشعر بالدفء الذي لم تستشعره يوما ما...دفن رأسها في صدره يحتويها  بالكامل ليسند ذقنه فوق رأسها يشتم رائحه شعرها التي أذابته...ليبتسم علي ركضها اليه وخوفها  عليه  ...ليعلم أن تمثيله هو الانسب لهذه المرحله
😅😅😅😅😅😅😅😅😅😅😅😅😅😅

استيقظت غاده لتشعر ببروده الفراش من حولها لتفزع من النوم..لتظن انه قد استرجع ذاكرته لتتضايق رغم اصرارها عليه أن يتذكر كل شئ...ولكن بعد أن استشعرت حبه وتمسكه بها..تمنت ألا ترجع تلك الذاكرة...حتي لا تهدم سعادتها بيدها...نهضت من الفراش تبحث عنه




 فوجدت رساله محتواها أنه ذهب الي الجامعه...تمنت أن يكون لديها محاضرات بالجامعه لتذهب اليها..ولكن تذكرت أمر المشفي فارتدت ملابسها والتي تتكون من كنزة  بلون عينيها  الذي يشبه حجر الزمرد ...وجيب واسع وطويل ورفعت شعرها علي شكل كحكه كما يعشقه شهاب ووضعت عطر اللافندر ولكن القليل حتي لا يشتمه غير شهاب...ذهبت الي المشفي ودلفت مكتبه لتتحس كرسيه وجلست عليه لتلف وتدور به وتسرح في ليله أمس لتدلف عليها حوريه وهي شارده...وتتجه ببطء بجوار اذنها لتهتف بصوت عالي لتنتفض  بفزع قائله لحوريه التي تعالت ضحكاتها

=امشي اطلع بره يا مؤذيه...بتخضيني ليه..أنا واحده أعصابها سايبه...وما صدقت أريح أعصابي...مش كفايه اللي بيجرالي...أنا تعبت أوى يا حوريه.

لتبتسم حوريه بمرح قائله

=أنا الحق عليا اني بعاكسك...مع ان شكلك كنتي بتتعاكسي امبارح كتير...وشكل شيبو شيبك ليله امبارح...أنا مش بحسد...أنا بقر عليكي.

لتبتسم غاده قائله

=بتقرى بس...لا والله كتر خيرك...وبتقرى علينا من امتي بقا...يا أوختي...أنا سيبت له الاوضه وخرجت تلات مرات...لغايه ما صبره نفذ مني.

لتلوى حوريه شفتيها بحنق قائله

=لا والله حرام عليكي...ليه يا غاده توصليه لمرحله ان صبره ينفذ...هو أنا وطنط مش قولنالك...ان دي فرصتك...افرضي كان ساب البيت ورجع عندنا   كنتي هتعملي ايه هااااا؟

لتتضايق غاده قائله

=ملوش لزمه الكلام ده يا حوريه..لأنه فعلا كان راجع ليكم...بس  كان هيقع من طوله أصل أن فعلا ضغطت عليه امبارح .. وكفرت عن ذنبي وفضلت نايمه طول الليل خايفه  يجرى ليه حاجه ..

لتتعالي ضحكات حوريه قائله

=طب والله شيبو  ابن حلال......دوخته بس ...خلاكي تجنني.يارب أشوفك مجنونه كده علي طول.

لتتنهد غاده قائله

=لا كفايه جنان...أنا مش  هقدر أشوفه بينهار قدامي علي طول ..بفكر أتكلم معاه...يبطل القرب الزايد بتاعه ده...ده هيجنني يا حوريه.

لتبتسم حوريه قائله

=مش انتي يا غاده اللي عماله تقوليله افتكر افتكر...كنتي عايزاه يعمل ايه وعقله رافض...غاده صدقيني أنا حاسه ان شهاب رافض يفتكر علشان  خايف تضيعي  منه.

لتضع يدها علي وجهها قائله

=تفتكرى يا حوريه...انه فاكر ولو حاجه بسيطه من اللي حصل ليه قبل فقدان الذاكرة..وده اللي خلاها مش عايز يفتكر...ولا يكون بيستعبط.

لتدلف ثراء في هذه اللحظه مبتسمه بخبث وهي تقول

=أنا مش عايزة أصدمك...بس لازم  أفكرك بكلامنا امبارح...شهاب زمان مكنش فاقد الذاكرة...هو عمل كده علشان عمتي متتجوزش صديق أبوه...اه وعلي فكرة أنا وحوريه كنا عارفين وتقريبا اتفقنا معاه.

لتنظر غاده الي حوريه بغضب التي قامت بالاعتراض علي حديث ثراء بكل ثقه  وهي تقول لثراء

=انتي كذابه...لأن احنا عندنا تقارير في المستشفي تثبت كده...انتي بس يا عيني صعبان عليكي نفسك من ساعه ما حاولتي تدخلي ليه اول امبارح وغاده بنفسها اللي منعتك.

لتغتاظ ثراء من حوريه وابتسمت بسماجه قائله

=خليكي في حالك يا حوريه...ولا لازم تطبلي لغاده...وتدوخيها معاكي...ولا بتعملي كده علشان غاده تسهلك أمورك مع سي أسامه...اللي أنا واثقه ان عمتي  بتضحك عليه ولا هتجوزه  ليكي  ولا حاجه.

نهضت غاده وردت  بصوت ضعيف قائله

=لو هنفترض ان كلامك صحيح يا ثراء...وشهاب بيمثل عليا...ايه اللي هيجبره علي كده...الا اذا كان بيحبني وكتير كمان...عارفه ليه...لأن أنا طلبت الطلاق بعد ما طليقك المحترم اتصل بيا وقالي شرف ليا انك تكوني مراتي.

لترد عليها ثراء بعصبيه قائله

=والله عال...نفسي أعرف انتي بتعملي ايه للرجاله هااا...الاول شهاب جرى اتجوزك..وشريف اللي حفي علشان يتجوزني هيموت عليكي...ولا الزفت أسامه.

 ليستمعوا الي طرقات الباب ويدلف  أسامه فور سماع اسمه قائلا بسخريه ليحرج ثراء أمامهم

=هو الدرس اللي علمته ليكي طنط فريال امبارح...مأثرش مع سيادتك ولا ايه يا مدام...طب ده حتي انتي سرك  بقا معايا  أنا كمان وفي بير ...ولا حابه أفضحك.

جزت ثراء علي أسنانها وكورت كلتا يديها وخرجت من الغرفه بغضب مسرعه ليخرج خلفها أسامه ليكمل باقي تهديده لتنظر حوريه الي غاده بتوتر تخشي أن تصدق ثراء وصدمه شهاب أنه لم يفقد ذاكرته لتنطق أخيرا غاده قائله

=ماشي يا حوريه..عارفه لو طلع كلام ثراء صح...وان هو بيمثل ...هعمل فيكي ايه...هقوله علي التمثيليه بتاعتك انتي وأسامه...وقابلي بقا اللي هيجرالك....وأنا عمرى ما هسامحك.

لتخفض حوريه صوتها قائله

=عارفه اللي هيجرالي كويس...بس بصي ...هو لو طلع فاكر...أنا مليش فيه...هو أنا اللي قلتله...فحاسبيه هو...بس بلاش تطلقوا...الواد بيحبك...وكفايه عليا كده النهارده...أنا لازم أعرف اس اس مهدد ثراء بايه...سلامووز.
🤕






بعد خروج ثراء كان خلفها أسامه يحاورها قائلا

=مش عايزة تعرفي أنا عرفت منين؟

نظرت اليه ثراء بحقد قائله

=قول.

FLASH BACK

محادثه بين فريال وأسامه

=متقلقيش يا ست الكل ...اعملي بس اللي قلت لحضرتك عليه.

نظرت فريال حولها وهي تقف في غرفه شهاب بعد أن قامت بتنظيفها بعد رحيل ثراء شكا منها أنها تركت شئ لتخرب سعاده شهاب من جديده فردت بحير قائله

=تفتكر يا أسامه التهديد ده هينفع معاها؟.

هز أسامه برأسه لها ليؤكد حديثه قائلا

=أنا بنفسي لو هي تمادت في أفعالها ...هبلغ شريف...وهيصدقني.

ردت فريال بقله حيله قائله

=الظاهر مش قدامي غير الحل ده...بس هطلب منك طلب راقب الجو في المستشفي أنا متوقعه انها هتروح ليه بكره علشان أنا طردتها...بلغني أول اما توصل.

امتثل أسامه لطلب فريال وبالفعل كان أول من هاتف فريال لتلحق بثراء التي جائت المشقي منذ الصباح الباكر منتظرة خروج غاده من الغرقه .

BACK

=عرفتي بقا أنا عرفت المستخبي من مين؟

جزت ثراء علي أسنانها بغيظ قائله

=تمام انتو بتهددوني بشريف حلو أوى ..هتشوفوا اني هتحالف معاه ضدكم كلكم...سلام يا اس اس
خرجت حوريه لتشرد غاده من جديد في أمر شهاب وذاكرته ليدلف شهاب يبتسم بسعاده قائلا

=انتي هنا من امتي...كنت لسه هتصل بيكي حالا وأقولك تعالي نخلص شغلنا ونخرج سوا...ولا ايه رأيك...وفرصه تفكريني بخروجاتنا مع بعض.

لتنهض غاده قائله

=أنا عايزة أعرف ...انت بجد مش فاكر...ولا بتستعبط عليا...أقسم بالله يا شهاب لو طلعت بتستعبط...ما هيغير حاجه ما بينا...بالعكس ده هيزود.

ليتماسك من الغضب قائلا

=غاده...اللي بتعمليه ده دليل انك فعلا السبب في اللي وصلت ليه...ايه الثورة اللي انتي عملاها عليا دي...وايه الاتهامات دي جيباها منين؟

ليستطرد قائلا

=انتي بتفكريني بأيام ما كنتي صاحبه أختي...وأنا زمان فسرت ده علشان وجود ثراء ما بينا...بس ثراء خلاص بقت هوا وانتهت من حياتي.

لترد عليه بغضب قائله

=اه انتهت...ويوم ما انتهت...حبيت تعوض بيا أنا...جوازة والسلام...عارف اني بحبك وهرضي بيك حتي لو كنت مجروح...كان فيها ايه لو كنت صبرت شويه.

ليتنهد شهاب ويشرد في الفراغ أمامه ليؤنب نفسه علي كتمانه ويقول

=أنا فعلا غلطان ...اني استعجلت وجيت طلبتك بعد ما عرفت انها اتجوزت...بس أنا مكنتش أقصد أقلل منك...بالعكس انتي  أساسا    خطوة في حياتي كان لازم أعملها قبل ما يحصل ده.

لترد عليه غاده  قائله

=ايه...يعني انت ممكن كنت جيت طلبتني للجواز قبل ما هي تتجوز...طب ازاي...طب كنت هتقولها ايه لو كانت رجعت ولقيتك خاطبني؟

ليبتسم شهاب  قائلا

= هصارحها واقولها ان   عندي مشاعر في قلبي تجاهك

ليستطرد قائلا

=انتي نفسك طلعتي عارفه من حوريه كل حاجه...ومع ذلك وقفتي  قصاد مامتك...وباباكي..كل ده علشان ايه...علشان بتحبيني...زى ما أنا بحبك.

لتزفر بحنق قائله

=لا يا شهاب...انت مش بتحبني..انت حابب حبي ليك...وعارف ومتأكد اني بعشقك...وعلشان كده طلبتني أنا...وعارف اني هقدم تنازلات كتير علشان تبقي ليا.

ليهز رأسه برفض قائلا

=لا  أنا بحبك...ولو رجع بيا الزمن هختارك انتي...ومش بكذب...جايز أنا أناني......بس أنا عندي اسبابي اللي هتعرفيها بعدين.

ثم أخذها بين أحضانه ليبث لها شوقه وحبه ويهدهدها لتخضع اليه من جديد





...بعد انتهاء العمل أصر شهاب علي الخروج معها الي المطعم لتناول الغذاء ليدلفا سويا في سعاده ليتفاجأ بوجود ثراء والتي نهضت مبتسمه بخبث لهم قائله

=ازيك يا شيبو...عامل ايه وحشني موت...فينك يا عم من زمان...مش تسأل كده علي بنت خالك...ولا نسيتني زى ما نسيت حاجات كتير.؟

لينظر اليها شهاب باضطراب ويلعن حظه لوجودها في ذلك المطعم  ويحاول اصطناع الاندهاش أمام غاده لتلحق غاده الموقف قائله

=شهاب عمره ما هينساكي يا ثراء...هو بس استغرب وجودك في مصر..أخر حاجه فاكرها هي سفرك فرنسا...وجوازك ...بعد كده مش فاكر حاجه.

لتلوى ثراء شفتيها قائله

=بس كده يا شيبو...طب ليه يا غاده محاولتيش تفكريه...اه يا مكارة...أكيد انتي السبب في الخلل ده...وخايفه ليفتكر...وتضيع الدنيا...مسكينه يا حرام.

ليتمسك  شهاب بيد  غاده وبقوة قائلا

=فين شريف يا ثراء...منزلش معاكي مصر ولا ايه...أصل عايز أباركله...رغم اني باركت ليكي وله يوم الصباحيه...بس مش عارف  حابب أقولها في وشه.

لترد ثراء بغيظ

=وأنا مكنتش حابب تباركلي فيس تو فيس...ولا ما صدقت اني اتجوزت...وروحت لغاده اللي مستنياك بقالها قرن...ولولا أنا مكنتش فكرت تتجوزها.

لتغتاظ غاده قائله

=وأنا بشكرك بنفسي يا ثراء...شهاب لسه قايلي النهارده...انه كان نفسه يرتبط بيا من زمان...بس المشكله خايفه يجرح شعورك ويواجههك بحبه ليا.

لتنظر اليها ثراء بغضب قائله

=أنا محدش يقدر يجرح شعورى...أنا لو كنت متمسكه بشهاب ...كنت غصبت علي بابي يوافق علي خطوبتنا قبل ما أسافر...بس أنا عادي الموضوع بالنسبه ليا مش فارق.

ليبتسم شهاب لذكاء غاده حيث أنها نجحت في توقيع ثراء في شر أعمالها واستخراج كلمات منها تدل علي عدم حبها يوما ما لشهاب فرد قائلا





=ثراء...انتي كمان مكنتيش فارقه...بس أنا اتربيت علي الاصول...انا كنت مربوط من لساني بكلمه ووعد لأمي...بس ربنا قدرليا الخير .

ثم سحب غاده من يدها قائلا

=يالا كفايه عليا اني شوفتك يا ثراء...ممكن تسيبيني أستمتع مع مراتي بالاكل ...ولا محتاجانا في حاجه...وبعدين خايف شريف يجي فجاه ويضايق من وجودنا معاكي.

ذهب شهاب وغاده الي طاوله بعيده عن ثراء ليقول بصوت خفيف

=أنا أخر حاجه أتوقعها وجود ثراء هنا...يا ترى ايه اللي نزلهم مصر...وبعدين اشمعنا المطعم ده...ده أنا لما كنت بجيبها زمان فيه...مكنش بيعجبها.

لتتوتر غاده حيث أنها تعلم جيدا بملعوب ثراء لتبتلع ريقها قائله

=واحنا مالنا ومالها...خلينا في حالها...ولو علي المطعم لو انت مضايق...قوم نروح...ياريتني ما قلت لماما متطبخش..كنا روحنا وأكلنا في بيتنا.

ليشرد شهاب في قلقها وحيرتها ليقول

=المفروض انها هي اللي تمشي...مش احنا...بالنهايه المطعم مش من مستواها...ليه جايه دلوقتي...لولا اني مش يحب أظن في حد...كنت قلت انها جايه قاصده.

استاذنت غاده شهاب للدلوف الي الحمام فوافق علي مضض عندما علم بدلوف ثراء قبلها ..دلفت غاده الي المرحاض لتجد ثراء تقف في المنتصف قائله لها

=انتي مفكرة انك كده كسبتي...بصراحه أنا رغم تأكدي انه مش فاقد الذاكرة..الا اني حسيت فعلا انه فاقدها..بس لما يفتكر...لسه هيبقا عندك كراامه وتكملي؟

ردت غاده بغيظ قائله

=أنا حرة...بصي سواء فاقدها أو لا...هو كبير بالنسبه ليا...تمسكه بيا بعد اللي حصل...يأكد ليا انه بيحبني...شهاب قالي علي حاجات عمرى  في حياتي ما كنت أتخيل انه يقولها ليا أنا بالذات.

لترد عليها ثراء قائلله وهي تنظر الي شهاب وتوتره من مغيب غاده قائله

=ويا ترى بقا...هو قاعد خايف ليه من وقفتنا مع بعض...لو واثق ومالي ايده منك كان مش يهمه...لكن شهاب لما عرف اللي عملته أنا ومامته خاف ليخسرك ويبقا كده خسر الكل.

لتنظر لها غاده باستهزاء وتذهب الي شهاب الذي نظر اليها باهتمام أيضا الي ثراء التي رجعت مكانها في ذلك التوقيت ليقول لغاده

=انتي وثراء يعني دخلتوا سوا وخرجتوا سوا...هو انتو في بينكم حاجه...اللي أعرفه انكم مش بطيقوا بعض...ولا ده برضه جزء من الذاكرة المفقوده.

كادت أن ترد لولا دلوف شريف كالصاعقه وهو يقترب من طاولتهم قائلا

=سمعت ان شيبو حبيب قلبي فقد الذاكرة...قلت أنزل بنفسي مصر...يمكن أفكرك  بأيامنا الحلوة...يا عيني يا شيبو...نسيت يا أخويا...يا ترى شهاب نسي ليه يا غاده.؟

لترد غاده بارتباك كاد أن يوقف قلبها قائله

=مفيش..ده شئ خاص...وبعدين هو في ايه النهارده...واشمعنا كلكم متجمعين في المطعم ده...انتو بتخططوا لايه بالظبط...ممكن أفهم...

لتذهب اليهم ثراء لتبين اتحادها مع شريف ضد غاده وهي تضع يدها علي كتفيه قائله

=وبعدين معاك يا شريف...مينفعش كده...هتبقي انت والزمن عليهم...مش كفايه وش العروسه الحلوة علي شهاب...ده فقد الذاكرة بعد شهرين جواز.

لترد عليها غاده بتحدي قائله

=أنا كده فهمت الليله...واضح ان الحفله عليا...يالا معنديش مانع...وأخيرا ثنائى الشر اتحد...ده انتو سوا بقا واحنا مش داريين...طب والله كنت زعلانه عليكم.

ليبتسم شريف لشهاب بخبث قائلا

=بزمتك يا شهاب...مش سعيد وفرحان اني أخدت منك ثراء...وسيبتك تاخد غاده...تصدق أنا ساعدتك كتير...ومش عارف ده هيترد ليا بالخير ولا بالشر.

ليتنهد شهاب بغضب قائلا

=صدقني انت كنت مجرد سبب...بس بيك وبغيرك كان هيحصل.. ولسه قايل لمدام ثراء..علي فكرة أنا كنت مشتاق أقابلك وأباركلك...

ليرد شريف بتعالي قائلا

=دا العشم برضه يا كبير...وده اللي يخليني أطمن من ناحيتك لو جتلك مراتك تشتكي مني في يوم من الايام...ترجعها وتعقلها...مش تقف معاها قصادي.

لينظر شهاب الي ثراء قائلا

=لو حصل يبقا اعرف انك غلطت في حقها وكتير...لأن في الاخر ثراء تبقا مش بنت خالي وبس...دي أختي التانيه زى حوريه بالظبط...

لتهبط ثراء يدها من علي كتفي شريف الذي نظر لها بشماته وتدب رجلها في الارض وترحل...أيضا سحب شهاب غاده بهدوء ورحل من أمام شريف الواقف في مكانه يتأمل غاده وسكونها ليتأكلها الندم علي عدم الفوز بها يوما ...ليتحدث في نفسه قائلا

=انا ليه مأخدتش بالي ان غاده كانت أحسن ليا من ثراء بكتير؟
🌹





رحل شهاب وغاده بسيارته ونظر اليها بطرف عينيه قائلا

=كان عندك حق...قعدتنا  في المطعم  مكنش فيها اي استفاده...احنا كنا المفروض نمشي أول ما شوفنا ثراء...لا وكملت بشوفة  الزفت شريف.

لترد عليه بغيظ قائله

=انت كنت مستني شريف...وأهو جه...انت بقا استفادت ايه...كان نفسك تشوفهم مش كويسين مع بعض ...وطلع احساس غلط...ولا ايه مش فاهمه.

ليبتسم بسخريه قائلا

=شريف لعلمك باين جدا انه وهو ثراء علي خلاف...وانه بيندم علي جوازه منها...أنا اللي استفزني كلامه عنك...وعن احساسي اني لازم أشيل جميله فوق رأسي.

لتعلم غاده جيدا غيرة شهاب عليها لترد قائله

=طب خلاص ريح راسك من جميله...وسيبني...طالما انت شايف اني جميله عملها فيك شريف...مش تروح تقوله بيك من غيرك كان هيحصل.

ليتضايق شهاب من ردها قائلا

=لأن دي الحقيقه...انا بيه من غيره كنت هاخدك...أنا كنت هتجنن وانتي بعيده عني وبعرف أخبارك من حوريه...عارفه أنا  قبل ما أعرف ان ثراء اتجوزت...أنا كنت جاي عندكم بحجه حوريه... وحجه اني هتغدي معاكم...وكنت هخطبك

ليزيد قائلا

=دي حاجه...حاجه كمان...أنا بحبك من أول يوم شفتك فيه ومش ده اليوم اللي   كنتي طالعه ورايا علي السلم...بحبك من حكايات حوريه عنك..كنت بجي الجامعه بحجه ثراء وحوريه علشان ألمحك من بعيد وانتي خارجه مع حوريه وأول اما تشوفيني تتحججي بأي حاجه وتهربي من البوابه التانيه ...حبيتك وانتي قويه وانتي ضعيفه.

لتجحظ بعينيها أمامه وبشده ليستطرد قائلا

=انا مش من عادتي اني أقابل ضيوف في بيتنا...بس لما لمحتك وانتي جايه من علي أول الشارع وماشيه مهمومه وحزينه أصريت يكون لينا مقابله علي السلم ...كان نفسي أتلفت وأكلمك بس مقدرتش..دخلت البيت...وفضلت ألف وأدور في الاوضه لغايه ما قررت خلاص لازم أخرج وأشوفك وأكلمك...معنتش قادر أستني أكتر من كده... ..يومها انتي استفزتيني بمعني الكلمه.

ليميل نحو عنقها قائلا

=ايه مش مصدقاني...تحبي أقولك كنتي لابسه ايه...فستان أصفر كنارى...زى العصافير...وعينيكي عرفت انهم لون الزمرد...وعلشان كده جبتلك الخاتم بلون الزمرد.

ليحاول تهدئه مشاعره ويفتح تابلوه سيارته ويخرج سلسال ويقترب منها قائلا

=..أنا اشتريت ده  النهارده الصبح ...لما عرفت من حوريه اني شبكتك بخاتم وبس...بس أنا عرفت قد ايه انتي ضحيني بحاجات كتير.

ليلبسها السلسال في عنقها قائلا

=غاده أنا يمكن كنت وحش قبل كده..ومش عايز   أفتكر  مدي دنائتي وحقارتي...بس صدقيني أنا ندمان...علي كل لحظه وحشه  قضيتها معاكي.

ردت عليه قائله







=أنا مش عارفه أقولك ايه...انت من ساعه اللي حصل بتفاجئيني بحاجات كتير..حاسه اني بتفاجئ بواحد تاني...بتخليني أشك فيك أكتر...

رد عليها بحب قائلا

=بقا كل الحب اللي في قلبي ليك ده وشاكه فيا...شاكه اني أكون فاكر كل حاجه وبمثل صح...وافرضي يا غاده...هتعملي ايه...هتسيبيني؟
احتارت في ردها عليه لينشلها من بين حيرتها و

يبتسم ويأخذها من بين يدها ويعبر بها الطريق الي الجهه المقابله حيث النيل والليل ونجومه قائلا وهو يحتضنها من الخلف

=تعالي ننسي كل اللي فات...ونبدأ صفحه جديده...فيها شهاب من غير ثراء...وفيها غاده اللي شهاب بيحبها وبس...صدقيني كده أحسن لينا....أنا بحبك أوى.

لتلتفت له غاده بذهول واندهاش وهو يقول

=وأنا أوعدك اني هعوضك عن أي حاجه عملتها فيكي..أي دمعه نزلت من عينك بسببي..أي قهر سببته ليكي...حتي لو نصرتها هي ولا غيرها عليكي.

لتجحظ غاده بعينيها من هول كلماته وعيونه المليئه بالوعود وامتلاكه الشديد لها.





تعليقات



<>