رواية غلطه وندم
الفصل العاشر10
بقلم مروة محمد
#محادثه هاتفيه هزت عرش الثقه من جديد...ارتفع صوت شريف عاليا يقول بدهاء
=أيوه شريف يا شيبو...ازيك وازاي مراتك يارب تكونوا بخير...بس ازاي وثراء موجوده...يالا بالشفا...هي معدتش تهمني ... أنا اكتشفت اني غلط لما اتجوزت ثراء وبما انك لسه عايزها سيب غاده ليا لأني عرفت الفرق بينهم .
انتفض شهاب ينظر أمامه بذعر وهو مواليا ظهره لغاده قائلا بغضب
=يالا يا زباله يا حقير...اوعي تفكر انك هتقدر تاخدها مني ...... دي ملكي بتاعتي أنا لوحدي...حقي
ليغلق الخط ويضعه يده علي المكتب يتنفس بصعوبه من سوء المحادثه ليتفاجئ بصدور شهقات عاليه منها فيلتفت ليجد الدموع مجمعه في مقلتيها بسبب فهمها الخاطئ حيث فهمت أنه يتحدث عن ثراء أخذت تتعالي شهقاتها واضعه يدها علي صدرها قائله
=حقك...يعني انت عملت كل ده علشان ترجع حقك فيها...أومال ليه بتحاول معايا...ما تسيبني...وتريحني...أدور علي حقي في الحب والسعاده.
ليجحظ بعينيه ويبتلع ريقه بصعوبه من سوء فهمها الخاطئ وانهيارها أمامه..بعد انهيار غاده أمامه فقد أي خيط ليحاول استرضائها لأنها لن تصدقه ...هي أيضا رفضت التماس أي عذر له بسبب ذكرياته معها..خاصه بعد سمعها الخاطئ عن ثراء وحقه فيها...واعلانه لملكيتها... تقدم منها ليفهمها حقيقه الامر لتزيد من بكائها وتنظر له نظرات له نظرات لوم وعتاب...حاول معها كثيرا أن يفهمها معني حديثه ..ولكنها منعته ورفضته بشده... .

بعد تطاول شريف بالكلام مع ذكي خشي علي ابنته من بطش شريف الجامح...فقرر الاتصال بها لتعدل عن قراراتها ومن ثم عودتها لشريف...حتي لو أدي الأمر أن يكشف حقيقتها أمام شهاب...ولولا منع شريف نزوله الي مصر لكان لحق بها منذ أن نزلت...استيقظت ثراء تتمطع في فراشها وتفكر بخبث فيما تفعله اليوم للتفريق مجددا بين غاده وشهاب...علا صوت هاتفها لينير شاشته باسم والدها لترد عليه بعصبيه قائلا
=نعم يا بابا...لسه جاي تفتكريني دلوقتي...بقالي شهرين نازله مصر...وكل اللي بعته حته رساله...عودي يا ثراء...شهاب مش هيوفرلك سبل الحياة.
ابتسم ذكي بوجع يؤنب ضميره قائلا
=ما كنتش أعرف ان الضفر اللي بيطلعوا شهاب برقبه عشرة من شريف...بس خلاص قضي الامر...واللي حصل حصل...أرجوكي يا بنتي ارجعي.
لترد عليه ثراء بحده قائله
=يعني انت متصل تقولي ارجعي...مش هرجع يا بابا...أنا كنت عايشه ومستحمله عيشته اللي تقرف هو وخالتي...بس لما أعرف ان أبويا يغدر بيا يبقا عليا وعلي أعدائى.
رد عليها ذكي وهو يبتسم بمرارة قائلا
=حقك عليا يا بنتي...أنا مكنش نفسي ترجعيله...وخفت لما ترجعي مصر تحني...وغاده كانت أقرب واحده له...واللي سهل الأمر ان بعد مكالمتك ليه راح خطبها من نفسه.
ردت عليه ثراء بعصبيه قائله
=انتي بتعرفني ان هو اللي خطبها بنفسه...طب ما أنا عارفه...بس ده يأكد ليا انه خطبها وهو مجروح مني...يعني أنا مؤثرة في حياته...
ابتسم ذكي بسخريه قائلا
=ولا مؤثرة ولا بتاع...انتي لو فعلا كده..مكنش خدها علي بيته بعد ما افتريتي عليها بالكدب...كان رماها وخصوصا ان محدش هيلومه.
اغتاظت ثراء من رده وقالت
=مسيرى أخليه يرميها رميه الكلاب...بقا خلاص داقت بيكم الدنيا..جايين تجوزوه غريمتي...لا وألف لا...ده حتي لو هيعيش راهب انما هي لا.
زفر ذكي بحنق قائلا
=هو من ناحيه هيعيش راهب هيحصل...خصوصا بعد اللي شريف ناوى يعمله...شريف هيرجعك ليه يا ثراء...ومش كده وبس ...هيخلي غاده تتطلق من شهاب.
عضت ثراء علي شفتيها بخبث قائله
=طب حلو...انا بقي هتفاوض مع شريف...وهوعده اني مش هتجوز شهاب...وهرجع ليه...بس في المقابل..يلعب لعبته ويخلي غاده تطلق من شهاب.
سخر منها ذكي قائلا
=وانتي مفكرة ان شهاب ممكن يطلق غاده كده بالساهل...فتحي مخك يا بنت قلبي...أنا عارف شهاب بيفكر ازاي...شهاب لا يمكن يفرط في غاده بالساهل.
لوت ثراء شفتيها قائله
=شريف شيطان...بيعرف يلعب بالبيضه والحجر...وكفايه كلامي عنها وعن لعبتها مع شريف علشان يزيحوني من طريق شهاب...شيبو بيحبني يا بابا ولا يمكن يصدق غيرى.
وضع ذكي يده علي رأسه يفركها من ألم الصداع قائلا بتعب
=بصي شريف ممكن يلجا لاحتما ل انه يكذبه...بس ده موقف ضعيف...مش هيلجأ ليه الا في الاخر...لأنه عارف ان شهاب مش سهل ومش بيحبك يا ثراء .
ابتسمت ثراء بسعاده قائله
=ولما هو عارف...بيحاول معايا ليه...خليه ينساني يا بابا...لو عايزني بجد..خليه يخلصني من غاده...وأنا هرجع ليه سالمه غانمه...انما مش هسيبها تتهني بشهاب.
تنهد ذكي بتعب قائلا
=في كلا الحالتين هي هتكسب وانتي هتخسرى...سيبها يا ثراء..أحسن ما الموازيين تتقلب فوق دماغك...اللي زى غاده دي منحوسه...بس الظهر بيلعب معاها علي أخر لحظه.
تعالت ضحكات ثراء قائله باستهزاء
=ظهر مين يا بابا...ومع مين...مع غاده..دي نحس هي وأمها...انت مشوفتش أبوها بيقول عليهم ايه..هو ذات نفسه ما صدق يخلص من نحسهم.
نفخ ذكي بضيق قائله
=لأنه أهبل زيك...مش عارف ان شريف حاوى ومخبي ليكم انتو الاتنين مفاجاة...بالنسبه ليكي صاعقه..وبالنسبه لغانم مفاجاة عظيمه...هتخليه يحب بنته.
قطبت ثراء جبنيها قائله
=مفاجاة مفاجأة ايه ان شاء الله..مش فاهمه...وبعدين أنا أي حاجه مش مهمه بالنسبه ليا...في مقابل طلاقها..ورجوع شهاب ليا...ومحدش هيقدر يعطل مخططاتي.
ضحك ذكي مستهزئا بها وقائلا
=لا في حد هيعطل كل ده...وهيخليكي تسفي التراب...عارفه هو ايه...أينعم شريف هيسعي في طلاق غاده...بس مش بلعبه تخلي شهاب هو اللي يطلقها...
زفرت ثراء بحنق قائله
=أومال هي اللي هتطلب الطلاق مثلا...استحاله دي لزقه ..ما صدقت الحيوانه ان شهاب يطلبها...وهي عارفه انها مسكن ومع ذلك وافقت.
رد عليها ذكي بحنق قائله
=علشان بتحبه وأوى كمان...واللي بيحب بالطريقه دي...ممكن يكره بنفس الطريقه...النهارده شريف بدأ مخططه في انه يكره غاده في شهاب.
ابتسمعت ثراء بسعاده قائله
=بجد يا بابا...انت متعرفش الخبر ده فرحني ازاي...ده أنا كنت لسه صاحيه من النوم بفكر أعكنن عليهم ازاي...يعني انت متصل تفرحني بقا.
ابتسم ذكي بسخريه قائلا
=علي قد ما انتي ذكيه...فانتي غبيه بما فيه الكفايه...تفتكرى ايه مصلحه شريف انه يوقع بين غاده وشهاب...وفي نفس الوقت كده بيعطيكي الفرصه تقربي أكتر.
رفعت ثراء كتفيها بلا مبالاة قائله
=معرفش...وميهمنيش أعرف...المهم تخلي عندها كرامه وتطلب الطلاق وتحل عني وعن شهاب بقا...دي حاجه أستغفر الله...وراه في كل حته.
زفر ذكي بحنق قائله
=لأنها ذكيه وبتحبه..ولو مبقاش ليها...هيبقا لحد تاني ...حد هيعرف قيمتها مش شهاب اللي انتي دايرة وراه...لأن شريف ناوى يطلقها من شهاب يعني هيطلقها.
ردت ثراء علي والدها بغضب قائله
=عمال تقول هيطلقها هيطلقها هيطلقها....وانت متعصب....ليه معرفش...تكونش هي بنتك وأنا لقيطه مثلا...فوق يا بابا...أنا ثراء من اسمي باخد كل حاجه.
مسح ذكي علي وجهه قائلا بتعب
=طب اسمعي يا ثراء...انتي مش هتتجوزى شهاب...دي حاجه ...الحاجه التانيه غاده هتطلق...الحاجه التالته شريف معدش عاوزك وهيفضل ورا غاده لحد ما يتجوزها ...الحاجه الرابعه شريف مش هيرجعك بس بالنسبه ليه هتكوني زى البيت الوقف.
ثم استطرد بسخريه قائلا
=ما هو انتي متعرفيش شريف بيفكر ازاي...بيفكر يكسرك وأكبر كسرة ليكي ان غاده تبقي ضرتك...وواضح من كلامه انه شايف ان غاده تستاهل تعيش مرتاحه.
لترد ثراء بحقد قائله
=مستحيل يا بابا...انت سامع...عارفه ان مش غاده اللي هتوافق عليه...وتسيب شهاب...حتي لو شهاب باعها وممرمط بيها الأرض...مش هترضي ترتبط بغيره.
ليزفرذكي بحنق قائلا
لا هتوافق لما أبوها يغصب عليها...ويفضل وراها لحد ما تطلق...ويجوزها لشريف...شريف اللي عاوز يذلك ويسعدها...بعد ما عرف الفرق بينكم كويس...وحس أنه غلط في جوازته منك...وكمان هيفتح حساب محترم لأبوها في مقابل جوازته منها...وهيعملها كل اللي نفسها فيه...فلوس في البنك وعربيه وفيلا باسمها.
سقطت ثراء منهارة علي الفراش عندما علمت بكل ما يخطط له شريف وصرخت قائله
=كل ده ليها...علشان ايه...ايه فيها مخلي الكل يحبها وعايزها...بس لاااا مستحيل أسيبها تنبسط...لا يا بابا...مستحيل أسيبها تشوف الراحه أبدا.
مط ذكي شفتيه قائلا
=أنا وعدته اني مش هدخل غير اني هنصحك وانتي حرة...انتي بقا بلغيه الكلمتين دول....وارجعيله يا ثراء...بدل ما تلاقي نفسك زوجه تانيه.
ضحكت ثراء بسخريه وابتسمت بخبث قائله
=متخافش عليا مش ثراء نوح اللي يتعمل معاها كده...أنا هعمل مخطط يغرق شريف وغاده سوا...وهتشوف يا بابا..المهم انك توهمه اني اقتنعت بكلامه...وسيب الباقي عليا...سلام يا بابتى.
انقضت الأيام ما بين الجذب والطرد بين غاده وشهاب انقطعت فيهم عن الذهاب الي المستشفي وعند مجيئه ليلا يجدها نائمه هاربه من مواجهته...أخبرها عن مواعيد عمله الجديده...وأنه سوف يدرس بالجامعه في الصباح الباكر...وبعدها سيذهب الي المشفي...انتبهت غاده علي تذكيره لها بالجامعه وأنها سوف تقوم بالدراسه...تمنت أن يكون جدولها في الجامعه بدونه...وألا يقوم بتوصيلها أو الاحتكاك بها...نهضت من فراشها بعد نزوله من المنزل وأخذت حماما سريعا...واحتارت فيما ترتدي..ولكنها تذكرت ثراء وملابسها فأصرت أن يتفاجئ بها ...اقتنت فستانا ورديا بنصف كم وطويل ضيق من الخصر ينزل باتساع ...ذهبت الي مراءة الزينه لتضب شعرها ولكنها عدلت عن ذلك وتذكرت حديثه لها في المكتب أخر مرة فقررت فرده... جاءت لتضع بعض مستحضرات التجميل فوجدت ورقه مطويه...فتحت فاذا بها تجد مواعيد محاضراتها...زفرت بحنق وأخذت حقيبتها وذهبت الي
الجامعه...دلفت الي الجامعه وذهبت الي مكان الجدول لتطلع علي أول ماده لها لتجدها تخص شهاب...زفرت حانقه وقررت الاختباء والدخول بعده..لتوقعها طرده لها..دلف شهاب وهو يتلكع لأنه يعلم جيدا أنها ستتأخر...وبالرغم من تلكعه الا أنه لم يجدها...تنهد وتوقع عدم حضورها كهروب جديد منه...دلفت غاده أثناء شروده في كتاب أمامه...فوجدت البنات تنظر اليه بلهفه..أما عنها فمن أول ما دلفت جذبت عقول الشباب بهيئتها الجذابه...أغمض شهاب أعينه فور اشتمامه رائحه عطر اللافندر الخاص بها..وارتفع بعينيه ببطء ليتفاجئ من هيئتها وشعرها المفرود علي وجهها ليسمعها تتنحنح قائله
=اتأخرت معلش ....المواصلات كانت زحمه...ونزلت من بيتنا متأخر...لو حضرتك معترض علي تأخيرى..أنا ممكن أخرج...وأبقي أنتظم بعد كده.
لتنفرج شفاه البنات علي أسلوب استبياعها لمحاضراته..فابتسم علي خبثها قائلا بمرح انبهر بيه البنات
=طب لما انتي مستبيعه كده...ومتوقعه اني ممكن أقولك اخرجي...دخلتي بعدي ليه....بس أنا بقا محاضر ديموقراطي..هدخلك بعدي...بس هاخد اسمك وهدونه عندي علشان أنا الوجوه بتلخبط فيها...فأي حد هيتأخر هبص علي اسمه في المدونه بتاعتي...اتفضلي ادخلي.
دلفت غاده لتجلس بجوار فتاة من الفتيات ولكن الفتيات رفضوا مما اضطر الموقف أن واحد من الشباب أزاح زملاؤه لتجلس هي لتنقبض عضلات وجه شهاب غضبا مما حدث.
انتهت المحاضرة وفي النهايه استدعاها مكتبه بحجه أخذ اسمها...تضايقت غاده لانها علمت أنه سوف يقوم بتوبيخها..ذهبت خلفه ودلفت لتقول بقوة
=أنا اتفاجئت انك انت صاحب المحاضرة الاولي...انت سبتيلي الورقه ومفيهاش أسماء المدرسين...وبعدين كان ممكن تخليني أجي بدرى عن كده لو كنت فكرت تاخدني معاك.
نظر اليها بحنان بالغ قائلا
=أول مرة تطلبي مني أن أخدك معايا مشوار..لما كنا بنروح سوا المستشفي كنتي بترفضي تيجي معايا..وأقعد ساعه أسترجاكي...هو البعد بيعمل كده؟
أغمضت عينيها وزفرت بحنق ترفض أن ترد عليه ليلاطفها قائلا
=غاده احنا هنفضل بعاد عن بعد كده كتير...لو انتي قادرة...أنا مش قادر...اه بعترف اني غلطت في حقك كتير...بس انتي ظلمتيني ومسمعتيش شريف كان بيتكلم عن مين .
استطرد بحنق قائلا
=عارفه قالي ايه...قالي انه هيساعد في طلاقك مني...وهيتجوزك وفي نفس الوقت هيرجع ثراء..عارفه احساس ان واحد بيفكر ياخد منك حاجه انتي بتحبيها عامل ازاي؟
نظرت غاده اليه بسخريه وهزت رأسها بيأس قائله
=عارفه ومجرباه كويس أوى...مع حبيبه قلبك ثراء...اللي عايزة تاخدك مني...طب انتي بيدور في مخك دلوقتي شريف عايز ياخدني منك ...بس أنا مش بيدور في مخي غير حاجه واحده ان انت بتعمل كل ده علشان ثراء..
قبض شهاب علي يديه بغضب وجز علي أسنانه قائلا
=غاده...بلاش الكلام بالطريقه دي...ايه اللي يخليني أقول الكلام ده علي ثراء... هي لا حقي ولا ملكي ......ولا علشان جيت طلبتك بعد ما ثراء اتجوزت ...ما انتي كمان وافقتي عليا وانتي عارفه انها اتجوزت.
ثم استطرد قائلا
=انتي مشكلتك انك عمرك ما هتثقي فيا... رغم اني قلتلك علي سبب انفعالي كان انتي مش ثراء...لأنك انتي حقي ثراء مش من حقي...والمفروض أساس العلاقه الزوجيه هي الثقه.
ردت عليه غاده بحزن قائله
=فعلا أنا غلطت...بس ممكن نصلح الغلط ده...مش نداويه بغلط أكبر...بص أنا كنت هستني لما شهور عدتها تخلص وأمشي..بس أنا شايفه اني مش هقدر أستني أكتر من كده...عن اذنك أنا ماشيه من حياتك للابد.

خرجت غاده من مكتبه عازمه أمرها علي أمر واحد وهو الترك..ترك كل شئ... لتهاتفها حوريه وتصر علي احضارها الي المشفي..ذهبت غاده الي المشفي لتلتقي بحوريه لتجد أسامه هو الاخر في انتظارها قائلا بهدوء
=ليه مش بتيجي المستشفي تشوفي شغلك يا غاده...انتي شايفه ان ده حل...وبعدين ما انتي بتشوفيه في البيت...ولا الصعوبه في وجود ثراء.
لترد غاده وهي تجز علي أسنانها من كلمات اسامه قائله
=أنا غلطت يا جماعه لما وافقت أتجوزه وثراء لسه سيباه...كان لازم أستني...بس أنا كنت حاسه ان ده هيحصل...لذلك وافقت بيه وبكل شروطه.
ليربع أسامه ذراعيه فوق صدره قائلا
=ووافقتي ليه...طبعا علشان بتحبيه...طب هو بيحبك...طبعا عقلك بيقولك لا...بس الحقيقه غير كده...... حبك ليه خلاه مغرم بيكي.
لتخبط حوريه كفا علي كفا قائلا باستخفاف
=بس يا عم...وربنا انت بتزيط...ايه اللي انت بتقوله ده..عليا النعمه مش أنا عايزة الجوازة دي تدوم...بس أخويا ده مش وش نعمه...ومش يستاهل حبها.
لينقر أسامه علي سطح مكتبه قائلا
=تبقي متعرفيش أخوكي يا هبله...ايه اللي خلا شهاب يزعق لشريف في التليفون...طبعا هتقولوا علشان موضوع ثراء...لااا قسما بالله علشان غاده....
انتفضت غاده من مكانها ولم يعجبها الحديث ونظرت الي أسامه علي أنه رجل مثل بقيه الرجال...هزت رأسها بنفاذ صبر وخرجت في اتجاهها الي الخروج من المشفي قبل مجئ شهاب.
.تفاجئت غاده وهي تمر من غرفه مكتبه بعد شمها لرائحه عطره والتي اعتادت شمها في أي مكان لتعلقها الشديد به...تفاجئت بيد تسحبها وتدخلها الغرفه لتجد نفسها بين أحضان شهاب المتملكه والمسيطرة عليها بقوة...تستمع اليه يقول بحب
=شفتي أنا عرفت ازاي انك موجوده في المستشفي...رغم انك كنتي ماشيه من غير ما تعدي عليا...بس أنا شميت ريحتك أول ما دخلت المستشفي.
ابتلعت ريقها وكادت ان ترد عليه لتتفاجئ بها يخرج من جيب جاكيته قلما ليقوم بضب شعرها علي شكل كعكعه قائلا بغيرة
=وجايالاى الجامعه ولبسالي نص كم وفردالي شعرك وتقوليلي...مكنتش اعرف انك صاحب المحاضرة...فكراني عبيط...ده لو الناس كلها مفهمتش غاده...يبقا أنا الوحيد اللي أفهمها.
احتارت في ردها عليه لتجده يأخذ وجهها بين كفيه ويقوم بطبع قبله علي جبينها مصحوبه بكلمات الاعتذار بهمهمات العشق....اختلطت أنفاسهم لدرجه عدم سماعهم الي طرقات يد أسامه علي الباب...حيث علم من حوريه أن شهاب قام بسحب غاده الي غرفته فكان عليه التدخل لانقاذها...لا يعلم انها لا تريد من أحد انقاذها من ذاك الغرام...انتبه شهاب وغاده من طرقات الباب قانتفضت وركضت لتجلس علي المكتبه تبعثر الاوراق في يديها علامه منها علي العمل.
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
..قام شهاب بفتح الياب وتجهم وجه عندما رأي أسامه مبتسما أمامه وهو يتطلع الي غاده ليتحدث شهاب قائلا
=ايه اللي جايبك دلوقتي...مش قلنا متجيليش أوضه المكتب الا لما أخلص..ولا نسيت اني بكون في الكليه وراجع متأخر منها...وبعدين أنا سايب كل ملفات المراجعه عند حوريه.
ليتنهد براحه مصطنعه قائلا
=كنت خايف علي غاده لما خرجت متعصبه من عند حوريه...وخفت لتمشي وهي زعلانه مني...فكنت جاي أخدك ونروح نزورها وأراضيها...بس الحمد لله أنا أمي ديما داعيه ليا..انها لسه ممشتش ونفذت تهديدها انها هتسيب الشغل في المستشفي...أنا أسف يا غاده علي الكلام اللي قولته بس أنا نفسي تفوقي لنفسك...وتاخدي اللي بيحبك...مش اللي بتحبيه.
استمع شهاب جيدا الي كلمات أسامه التي أصابته بالاحتقان والغليان ليوجه أنظاره القويه اليها وهي تجحظ بعينيها تهز رجليها بتوتر وارتباك تبتلع ريقها وهي تنظر اليه بخوف قائله
=أنا كنت بتكلم مع حوريه في موضوع العريس اللي متقدم ليا...أنا مفيش في حياتي حد بحبه...حضرتك فهمتني غلط...وبعدين أنا مش محتاجه نصايح حد أنا كبيرة وعاقله وناضجه وعارفه مصلحه نفسي كويس.
ليخبط أسامه علي رأسه بمرح قائلا
=أنا بقي اللي سمعت غلط...أو يمكن فهمت غلط...وبعدين عريس ايه في الزمن ده اللي يروح يتقدم لواحده ميعرفهاش...بصي...سيبيني علي الست الوالده وأنا هظبطها وأقولها سيبي غاده تحب وتتحب وتلاقي نصيبها...بلاش جواز الصالونات ده بقا دقه قديمه أوى.
نظرت غاده بطرف عينيها الي شهاب قائله
=كلكم مش بتحبوا جواز الصالونات...حتي أستاذ شهاب...لما فكر يتجوز...هيتجوز بنت خاله اللي بيحبها وبتحبه...زى ما يكون ده الاضمن لسير العلاقه الزوجيه...ولا ايه يا دكتور شهاب.
لتنفرج شفتي شهاب قائلا
=كلنا مين...قصدك كل الرجاله صح...انتي عندك حق في اللي بتقوليه...بس ساعات جواز الصالونات والمعرفه البسيطه بين أي اتنين...هي اللي بدوم في الاخر.
ابتسمت بمرارة قائله
=لا حب بيدوم...ولا سعاده بدوم...في ناس مخلوقه تحب بس الطرف التاني بيرفضها ...وفي ناس مخلوقه تتحب...وفي ناس سعادتها مدمرة لأخر المطاف.
ليضع أسامه يده علي قلبه قائلا
=بس بقا يا أوختي قلبي وجعني...انتو كلكم نكد...نفسي أخد واحده فرفوشه زيى ...بس بصراحه...اني خائف...بموت أنا في البنت الهاديه المستكينه.
لتمط غاده شفتيها قائله
=طيب دور هتلاقي...من النوعيه دي كتير...وفي ميكس برضه هتلاقي...لا تقلق...بس بلاش تاخد واحده مش بتحبها...وتعذبها معاك...
لتدخل ثراء عليهم فجأة بعد ما استمعت الي حديثهم لتقول
=اه...أنا من رأيي تعمل بنصيحه غاده...المفروض الواحد أو الواحده متربطش نفسها بواحد وهي عارفه انه قلبه ملك واحده غيرها...وخصوصا لو مجروح من التانيه.
ليرد عليها شهاب بتهكم واضح قائلا
=مش لو كان مجروح...علي فكرة المجروح ده ممكن انه مثلا يحب يصيع يمشي مع بنت...علشان يعوض النقص...لكن لو ارتبط. يبقي مكنش مجروح...ممكن نقول انه فاق لنفسه...وشاف ان اللي ارتبط بيها كانت الافضل له من البدايه.
تفاجئت غاده من رده ودقت طبول السعاده والنصر في قلبها فنظرت الي ثراء بتشفي قائله
=علي فكرة كلامك ده...هيخليني أعيد نظر في العريس اللي متقدم ليا...واحتمال أوافق وأفرحكم قريب...وأكيد يا ثراء انتي معزومه قبل الكل...أنا عارفه انتي بتعزيني قد ايه.
لتنظر ثراء الي غاده بغيظ لأنها فهمت معني العريس فهو اقبال من غاده وموافقه منها علي اتمام حياتها الزوجيه مع شهاب لتقوم باشعال فتيله الحرب قائله
=كويس انك عارفه أنا بعزك قد ايه...بعزك لدرجه اني فرحانه ليكي ...انك هتتجوزى طليقي شريف الهجان...هو بصراحه بيحبك من زمان...حتي واحنا متجوزين دايما يتكلم عنك بكل خير يا يا غاده القلب.
انتبه شهاب لحديث ثراء فرفع رأسه اليها متفاجئ بمعرفتها بحديث شريف ...لتخفض رأسها وتعض علي شفتيها من بوحها بالسر...ليتحدث بخشونه قائلا
=ايه اللي انتي بتقوليه ده يا ثراء...شريف مين اللي متقدم لغاده...شريف طول عمره بيكره غاده...ولو نفترض ان كلامك صح...عرفتي منين الكلام ده؟
بللت شفتيها من التوتر قائله
=النهارده الصبح ...بابا اتصل بيا...علي أساس اني أرجع لشريف زى كل مرة...ولما رفضت ...قالي خليكي خايبه...أهو هياخد صاحبتك.
قالت هذه الكلمات وهي تنظر لغاده بغيظ وحقد وغل لتشيح غاده بوجهها الي الجانب الاخرليعلو صوت شهاب قائلا بغضب
=بس غاده مش صاحبتك يا ثراء...وده مش يعطيلك الحق تحرجيها قدامنا...وأكيد لو هو ده العريس اللي متقدم ليها هترفضه...غاده مبتحبش تاخد حاجه من حد ...ولو سمعتك تاني بتتكلمي عليها سواء قدامها أو وراها هيبقا ليا تصرف تاني معاكي...مش معني انك بنت خالي...هسمح ليكي تجرحي في حد قدامي وهسكت...دي مبادئ وأنا عايش عليها..وانتي عارفاني كويس.وبعدين باين عليكي أوى انك متغاظه انه بيدور علي غيرك ويخطب...ولا أنا شايف غلط...لو مضايقه أوى...ارجعي انتي لسه فيها...ولا يمكن هو بيعمل عليكي حركه يرجعك وفي نفس الوقت يجيبلك ضرة .
خرج شهاب عن شعوره وانتفخت أوردته لدرجه أن أسامه خشي أن يصيبه ارتفاع في ضغط الدم...ومع كل كلمات شهاب السحريه التي كانت لابد أن تحدث مشاعر البهجه والامتنان لدي غاده...الا أن مشاعر الانكسار طغت عليها أكثر...لتتماسك ودموعها متحجرة..تأبي النزول أمام غريمتها...التي فسرت غضب شهاب أن يكون حل بينه وبين غاده علاقه...ليحاول أسامه تهدئته قائلا
=ثراء حقها تتضايق يا شهاب...ده مهما ان كان جوزها في يوم من الايام...بس أكيد ذكي بيه اضطر يكذب عليها الكذبه دي ويذكر اسم غاده بالذات...علشانه عارف انها مش بطيقها.
لتنظر ثراء الي أسامه بغيظ...فهو دائما يضطهدها...ويتعمد دائما أن يتحدث عنها بصورة غير لائقه...واستشعرت من حديثه أنه يعلم بزواج غاده من شهاب...فأخفضت صوتها قائله بحزن مصطنع
=مين قال اني مش بحب غاده...بالعكس والله أنا بحبها زى أختي وأكتر...ومن كلام بابا...وكلامها دلوقتي عن العريس...خمنت ان يكون شريف...وكنت لسه هقولها بلاش شريف يا غاده...مش علشان كان ملكي وانتي هتاخديه...أبدا أنا بس خايفه عليها ومن قساوته...انتي متعرفيش يا غاده هو وخالتي كانوا بيعاملوني ازاي...
لتحاول غاده كبت دموعها أكثر وأكثر حتي لا تنهار أمام تلك الملعونه لتبتسم ابتسامه مزيفه قائله
=عرفت يا ثراء...ولذلك أنا عمرى ما هوافق علي شخصيه زى شخصيه شريف..مش علشان اللي جرالك...لا أنا أساسا شريف مش ينفعني ...وبعدين أنا مبحبش دور البديل في حياة أي راجل...شريف زيه زى
أي راجل....عايز يعمل معاكي حركه ناقصه...يرجعك ويتجوزني أو يتجوز واحده تانيه عليكي...علشان يكمل النقص اللي عنده...بس بعد كده..أعتقد انه ممكن يرمي اللعبه الجديده...طالما القديمه انكسرت قدامه...فصدقيني..أنا معنديش استعداد أخوض تجارب زى دي...أنا كفايه عليا تجربه أمي في الحياة...مش هيبقا بختي زى بختي أمي...شؤم زى ما بيقول علينا بابا...وحتي لو بابا وافق علي شريف...مش هيقدر يغصبني...عليه...أبدا...
لتتقدم منها ثراء بخبث وتربت علي يدها بحنان مصطنع قائله
=دا انتي الاصل يا غاده...وديما بتبهريني بحكمتك وعقلك...تعرفي أنا لو عندي ربع عقلك...مكنتش فكرت اسيب شهاب وأتجوز شريف...بس هعمل ايه..انتي برضه عندك حاجه أنا مفتقداها...مامتك ربنا يباركلك فيها...انما أنا مامتي توفت وأنا صغيرة...والحمد لله ان بابا مسبنيش لخالتي القاسيه...كانت زمانها دمرتني...اااه...مش هنسي فضل عمتي فريال عليا...بس بالنهايه مش زى الام...بس أنا فاكرة بابا ازاي كان بيعامل ماما كملكه متوجه...وعلشان كده بشوف شهاب في صورة بابا...وحبيت شهاب لان بحسه ان كله بابا بحنيته وخوفه عليا...بس يا عالم مش يمكن شريف يتغير علي ايدك...لانك ملاك يا غاده...أنا رأيي لو فضل عرضه قائم لغايه ما أوفي شهور العده وافقي عليه.
ليغضب شهاب أكثر من استفزاز ثراء لغاده قائلا
=ثراء...هي مطلبتش رأيك...وفريه لنفسك...غاده أنقي من انها تاخد واحد كان متجوز قبل كده...وبعدين هي مكبرتش علشان تتجوز وهي مضطرة....وبعدين كفايه بقا ولاحظى ان معانا واحد غريب في الاوضه.
لاحت ابتسامه ساخرة علي وجه أسامه فقال
=بس يا عم...ناقص تطردني.. وبعدين أنا كنت جاي أعتذر لغاده..قامت ثراء دخلت...وانتي زعقت...وحوار شريف...أنا ممكن أحله...بس والله ما عامل حاجه وسيبهالكم مخضرة...سلاموز يا شقيق.
بعد خروج أسامه نظر شهاب الي غاده فوجد مازال علي وجهها ملامح الانكسار واضحه...ومازالت تحتجز الدموع في عينيها ليوجه أنظاره الي ثراء التي كانت تود أن تقول المزيد الي غاده فهتف بجمود قائلا
=انا هقول كلمه ملهاش تاني.....ممنوع أشوفك بتكلمي غاده بطريقه حقيرة زى دي...غاده دي مراتي...وقولي لوالداك المحترم ان لا هو ولا شريف هيقدروا ياخدوا غاده مني.
لترد ثراء بتأفف قائله
=وأنا مالي ما تقولهم انت...مش دي مراتك وانت المفروض تدافع عنها ضد أي واحد يفكر يتجوزها...ليه لحد دلوقتي مقولتش لصديق عمرك انها مراتك....بدل ما يفكر هو كمان فيها...زى ما أنا شايفه عينه بتلمع لما بيشوفها.
لينظر شهاب الي غاده المتوقعه رفضه لهذا التصريح لينظر في اتجاه ثراء المبتسمه بخبث ويرد عليها بقوة
=أنا هوقف كل واحد عند حده يا ثراء...وهقول لأسامه ان غاده دي مراتي ...أنا كنت خايف من كلام أسامه ليا ان ازاي أسيب غاده اللي رضت بظروفي واتجوزك انتي رغم انك اتخليتي عني ومليش دعوة بحوار انهم غصبوكي...بس خلاص لحد كده وكفايه...مفيش مشاكل أسمع كلمتين من أسامه...يمكن أعرف بيهم أكفر عن ذنبي تجاه المخلوقه الوحيده اللي مشاعرى اتحركت ناحيتها....
نظرت اليها غاده ولم تصدق كل ما يقوله لتجده يتجه نحوها ينتشلها بيده من علي المقعد الذي تجلس عليه ويرفعها وهو ما زال متمسك بيدها ينظر الي داخل عينيها بمنتهي العشق يهبط الي مستوى يدها وينحني برأسه لها ولم يحاول رفع يده الي شفتيه ليقبلها بنعومه وهو يرفع عينيه لها قائلا
=تعالي معايا يا غاده القلب...نروح لأسامه دلوقتي...وأقوله علي جوازنا.
لم تستوعب غاده ما يقوله استشعرت أنها بداخل حلم من أحلامها...شردت في ملامحها أغمضت عينيها وفتحتهم كثيرا لتجد نفسها تخرج من المكتب معه وهو يحتضنها من خصرها أمام الجميع متوجهها بها الي غرفه أسامه تحت أنظار ثراء الكارهه لغاده...لتجز علي أسنانها وتتوعد بالانتقام منها أكثر وأكثر.
تلعن حظها وتحقد علي سعاده غاده...غمرت السعاده غاده وهي تسير بين أحضانه حيث الذهاب الي غرفه أسامه والاعتراف أمامه بزواجهم...بعد فترة أكثر من شهر ...لتكتم أنفاسها من السعاده المفاجئه التي حلت بها والتي لم تتوقعها منه ومن ردوده وجرحه لثراء أمامها..
😒
.اتجه الي غرفه أسامه وفتحها ليجد حوريه تجحظ بعينيها فور رؤيتهم في أحضان بعضهم ووجه غاده يعلوه الفرحه...لتجد غاده خلو الغرفه من أسامه ...ولا يوجد سوى حوريه...التي تتحدث مع نفسها بغرابه عن المنظر الذي تشاهده أمامها...أيضا شاهدت من خلفهم وجه ثراء الغاضب فقطبت جبينها مما تشاهده...سألها شهاب عن أسامه فأجابته قائله
=مشي...أول اما رجع من مكتبك...قال انه ماشي لان وراه مكالمه دوليه لوالده.
زفر شهاب بحنق قائلا
=يعني علي طول لازق...ويوم اما أحتاجه ...يتبخر زى الزئبق.
تعالت ضحكات حوريه قائله
=وربنا حلوة ياشيبو...بس انت كنت عايز منه ايه...ده راجع من عندك زعلان وبيقول انك طردته.
نظر شهاب الي غاده وابتسم لها ابتسامه جذابه قائلا
=كنت ناوى أعرفه...ان أنا وغاده متجوزين...بس ملحوقه أنا هقوله بكره ان شاء الله...وفرصه نعمل حفله صغيرة في المستشفي ونعرف الكل...ولا انتي ايه رأيك يا غاده.
نظرت له غاده بسعاده قائله
=اللي تشوفه يا شهاب...كفايه بس انه يعرف...مفيش داعي للمصاريف.
رفع يدها الي شفتيه ليقبلها قائلا
=كله علشان خاطر عيونك يا غاده...وبعدين ده الصح اللي المفروض كان يحصل من زمان...بكره كل حاجه هتتحل.
عضت حوريه علي شفتيها من السعاده وغمزت الي ثراء لتغيظها..لتبتسم لها ثراء ابتسامه خبيثه حيث لديها الفرصه لافتعال أي شئ قبل البوح لأسامه...ولكنها تذكرت أمر ما لما لم يعرف أسامه الأن...وخاصه أن والده صديق مقرب لوالدها ووالده شريف...تيقنت من تصرفاته أنه يعلم جيدا ويفتعل تلك الاشياء ليضغط علي شهاب للاعتراف بزواجه ...خرج شهاب أمامها ممسكا يد غاده وهي تنظر اليهم بكل وعيد.
..انقضي اليوم وفي صباح يو م جديدا...استيقظت غاده من نومها ولم تجده فعلمت أنه سبقها الي الجامعه...تنهدت بسعاده..تتذكر ما حدث بالأمس ووعوده اليها أنه لن يلمسها قبل الاعتراف لأسامه والثأر لكرامتها وتخيلت ما سوف يحدث اليوم في المستشفي...نهضت مسرعه لتفكر فيما ترتدي...ليأتيها اتصال من حوريه تستدعيها الي منزلهم حيث لا توجد لا ثراء ولا فريال...ولا تعلم أين ذهبوا وفيما دبروا...ولشكها المستميت أنهم سوف يذهبوا الي المشفي لتفسد والداتها مخطط شهاب...ذهبت غاده الي منزل حوريه علي مضض قائله وهي تدلف
=مش فاهمه انتي جيباني هنا ليه...ولا حابه تحطي الجاز جمب البنزين...وبعدين انتي نسيتي ان شهاب النهارده هيقول لأسامه والعقد كلها هتنحل.
لتجز حوريه علي أسنانها وتتحدث بغضب قائله
=انتي غبيه وهبله...أنا كانت أمنيه حياتي يبقا موجود ساعتها في المكتب ونخلص...بس حظك الفقر..اهي جت امبارح عيطت لماما...واتصرفي يا عمتي...وخروجهم من وش الصبح ده يدل ان أمي اتصرفت وصح كمان.
قطبت غاده جبينها قائله
=مامتك...واتصرفت...اتصرفت ازاي يعني...مش فاهمه هي مامتك ممكن تعمل ايه...مامتك أخده موقف مني...بس متقدرش تعمل حاجه وتبوظ حاجه عايز شهاب يعملها.
ابتسمت حوريه بسخريه قائله...
=لا من ناحيه تعرف...فماما المتسببه الاولي في تدمير سعادتك ليله جوازك...هي اللي بعتت قالت لثراء,,,وهي اللي نزلتها...وهي اللي ألفت حوارشريف ...كمان امبارح سمعتها بتقول أنها هطلع شكل أسامه في عين شهاب كذاب...وهتقول لشهاب ان أسامه بيلعب عليك وعارف بجوازك من غاده ومع ذلك طمعان في مراتك.
شهقت غاده شهقه عاليه وجحظت بعينيها مما تسمعه تحاول اخراج الكلمات من حلقها بصعوبه لتتفاجئ بوضع حوريه يدها علي فمها تشهق هي الاخرى شهقه عاليه فور رؤيتها لشهاب الذي استمع اليها وهي تتحدث عن والداته ليقول بصوت مبحوح قائلا
=كملي يا حوريه...وايه كمان...أسامه فعلا عارف صح...وامي تعمل فيا ده كله...ليه...للدرجه دي حبها لثراء عميها عن كرامتي...ويا ترى ثراء مطلقه ولا هربانه من جوزها.
ليأتي غاده اتصال من شريف التي لم تترد في رفضه بل علي العكس بكل جمود فتحت صوت المكبر ليستمع الكل الي مكالمته وهو يقول
=غاده القلب...طبعا مستغربه اتصالي...متستغربيش يا قطتي الجميله...أنا بس حابب أقولك ان حماتك المصون هي اللي دبرت تدمير جوازك...وهي اللي بعتت تجيب ثراء من فرنسا...واه أنا طلقتها بسبب انها تطاولت علي أمي...ومكنتش ناوى أرجعها لو شهاب رفضها...بس هو استفزني زى ما يكون بيقولي تعالي لم زبالتك ...طلع ناصح ابن الايه ...عرف ازاي يخليني أرجع وأخدها تاني ...كاد شهاب أن يأخذ الهاتف من يديها ليرد عليه لتقوم برمي الهاتف تحت قدميها وتحطيمه الي أشلاء بكل غضب قائله
=عايز ترد عليه تقوله ايه...عندك رد...طبعا لا...عارف ليه لان كلامه كله صح... .
بدأت دقات قلبه في الانخفاض قائلا بضعف
=غاده..شريف ده واحد واطي...صعب عليه اللي عملته فيه ثراء...فحابب ينتقم مني فيكي...وأنا معرفش أي حاجه عن اللي عملته أمي...
نظرت اليه باستهزاء قائله
=ولو كنت عارف...مكنش في حاجه هتتغير.....
هز رأسه برفض لكلامها قائلا
=أنا فعلا غلطت في حقك في الاول...وكتير كمان...بس أنا عندي أسبابي اللي انت متعرفيهاش...ومع ذلك مقدرتش أكمل وأنا ضاغط علي مشاعرى مش قادر أطلعها ليكي لأنها كانت هتبوظ كل حاجه...غاده لو كنت رفضت ثراء ساعتها كانت هتعمل أي وسيله علشان تخنقك بتصرفاتها وكانت هتنجح علشان انتي ضعيفه...بس لما عرفت قد ايه كنت ممكن أخسرك...قلت خلاص مكالمه شريف واصراره علي رجوع ثراء ظبطت كل حاجه بدأت اني أتراجع عن قرارات كتير...وفعلا النهارده كان أول قرار اني أقول لاسامه
لتحتجز الدموع في مقلتيها قائله
=ردود أفعالك من الاول لا تغتفر...وعمرى ما هنساها...شريف الوضيع طلع عنده حق في كل حاجه..الغلطه الوحيده اللي عملها أنه زاح ثراء من طريقك...كان فاكر انه كده بيخدمني...بس للأسف هو كده دمرني...او أنا دمرت نفسي مش فارقه...عموما ورقه طلاقي تكون عندي في أقرب وقت..أنا استحاله أكمل مع واحد زيك.أنا ماشيه...سلام يا حوريه اما أروح ألحق الهوانم قبل ما يعملوا فضيحه في المستشفي.
هبطت غاده درجات السلم بخطوات مسرعه حتي لا يستطيع الالحاق بها ووصلت الي المشفي مسرعه ولم ترد علي أي أحد يتحدث معها حتي وصلت للمكتب لتتفاجئ بوالداته تجلس بمفردها تنظر لها باستهزاء لتبدأ دفه الحديث وهي تقول
=أخيرا شرفتي يا هانم...دي ثراء زهقت...وراحت كلمت شريف علشان نخلص بقا من الفيلم الهندي ده....
ابتسمت اليها غاده بسخريه قائله
=مبسوطه لما خربتي بيتي أنا وشهاب.....استفادتي ايه لما بعتي لثراء تيجي يوم كتب كتابنا...وضيعتي علينا فرحتنا أنا وهو...للدرجه دي بتكرهيني...طب ابنك هو كمان مش فارق معاكي سعادته...حسيتي بايه وانتي
شايفه شهاب تعبان ومحتار بينا وحزين...انتي كده راضيه وهو كده...علي العموم أنا هريحك خالص وهسيب البيت وهطلق منه...علشان تبقي سعيده...لما يتجوز ثراء....بس يا ترى انتي شايفه بقا أنه هيكون مبسوط مع بنت أخوكي..وانتي عارفاها كويس...
استمعت اليها فريال جيدا وأحست بالندم وسألت نفسها..هل من الممكن أن يكون شهاب سعيد مع ثراء وبكل صفاتها اللعينه لتخرج من هذا الشعور والتساؤل
رأت ابنها يدخل عليهم ينهج وبشده اصر ملاحقته لغاده يبدو عليه التعب فانتفضت من مظهره وخشت من رده فعله لتتلعثم قائله
=شهاب.
ليتنهد بتعب قائلا
=ردي عليها يا أمي.
ثم استطرد قائلا وهو يضع يده علي قلبه
=مبسوطه يا أمي لما خربتي بيتي...مبسوطه وانتي شيفاني حزين وتعبان الفترة اللي فاتت...وقد ايه كنت محتار...ارتاحي يا أمي.
حزنت غاده عليه وهي تراه بهذه الحاله ولكن صوت العقل ارتفع عندها ليذكرها بقرار الانفصال لتجده ينظر لها بندم واضح في عينيه وتعب قائلا
=أسف
