CMP: AIE: رواية اسيرة وعده الفصل الخامس5بقلم مروه البطراوي
أخر الاخبار

رواية اسيرة وعده الفصل الخامس5بقلم مروه البطراوي


 رواية اسيرة وعده 
الفصل الخامس5
بقلم مروه البطراوي

هبطت جنة إلى الأسفل قبل والدتها حتى تساعد سهير في تحضير الغداء ولكنها عدلت عن ذلك وخرجت إلى حديقة المنزل حيث ثمار الفاكهة ليتفاجئ بها العامل الكبير بالسن والذي يقوم بمساعدة محمود في الحديقة لخبرته القديمة:

-بسم الله الرحمن الرحيم، أنتِ مين؟

استغربت جنة من سؤاله وخوفه منها حيث أنها شبيهة لجدتها وبالرغم من خوفه وكبر سنه إلا أنها تجرأت قائلة:

-مفيش حد ما يعرفنيش يا عمو أنا جنة بنت محسن حنفي.

جاء محمود في هذه اللحظة ولاحظ غرورها وتكبرها على العم بيومي ليرد عليها عوضًا عنه ببرود:

-ازيك يا عم بيومي؟ قلتلك انت ترتاح اليومين دول علشان تعبك وما تشغلش بالك بالضيفة، علة فكرة لما تتكلمي معاه تقولي له عم بيومي.

استمع له بيومي وهو يوقره فابتسم ورد عليه بهدوء: الحمد لله يا بني وتشكر على كلامك ده بس هي مكنتش تعرفني.

ثم نظر إلى ملابسه وحذائه حيث يشير أنه عامل واستطرد قائلًا:

-و بعدين ما أنت عارف يا محمود يا ابني أني بحب أشتغل في الفاكهة ومش بحب الرقده.

انحنت جنة وتناولت العدة التي نحاها بيومي أرضًا و نهضت تنظر إليه قائلة برجاء:

-أنا عايزاك تعلمني ازاي أزرع فاكهة وأهتم بيها وأشوف إنتاجي كده بيكبر قدامي.

نظر إليها محمود مطولًا وهتف في نفسه يسخر منها ليأخذ بيومي منها الأدوات ويهز رأسه بالموافقة:

-وماله يا بنتي تحبي هنا ولا في أرضك؟

أخذت تفكر بخبث وهي تنظر إلى محمود الذي شرد أمامه لتتجه نحوه وتقف بجانبه قائلة لبيومي:

-خلاص طالما عندي أرض يبقي أتعلم فيها.

لا يعلم لما قفز قلبه من مرقده عندما وقفت بجواره هذه اللحظة و لكن قرارها دفعه لاتخاذ قرار لم يتوقع أن يأخذه حتى لو توفي عمه رغم أنها وصيته، ذهبا لتناول الغذاء مع سهير و والدتها وذلك بعد أن أفصح لسهير عما يود فعله واتخذ قراره بالذهاب إلى عمه.

تناولوا الغذاء في صمت مطبق لا يسمع فيه سوى الأدوات وصرحت سهير لفوزية عن طلبها ووافقت على الفور فهي تنظر إلى مصلحة ابنتها فقط.

جلست سهير بجوار جنة تبتسم إليها : أنا مبسوطة أوي إنك هتبقي في وسطنا يا جنة كده أنا اطمنت علي أخواتي الاتنين ولما زين يشتري بيت همشي ومرتات أخواتي هيبقوا ستات البيت ده.

التفتت جنة بعينيها مسرعة إلى محمود وهي تسأل سهير بتوجس: هو محمود متجوز؟ أمال فين مراته؟ اوعي تقولي إن عنده عيال كمان.

توترت سهير من أسئلتها  وأخذت تنظر إلى محمود بحيرة ليشجعها بعينيه أن تجازف بطلبها ولكن من قامت بالرد عليها هي فوزية والدتها: هو ممكن نقول إنه خطب النهارده يعني وإن شاء العروسه توافق محمود مفيهوش عيب ولا غلطة.

ارتفعت ضحكات خاطر بسخرية وهو ينظر إلى أشقائه ويتذكر ما دار بينه وبين زوجته ومحمود منذ أن جائت جنة: -ما أنا يا بني ومراتي قلنالك كده الصبح أول ما وصلت بالسلامه شفتي يا تقي وقال زعل لما خمنتي وهو قالك بلاش أوهام.

لم يهتز محمود لكلمات خاطر بل كان ينظر لها وهي تقطب جبينها بعدم فهم وينظر إلى شقيقته يعطيها الثقة وينظر إلى فوزية التي كانت تبتسم له بارتياح: جنة أنتِ لما زورتي والدك في السجن وقالك سيبيني مع محمود، محمود طلب ايدك منه وباباكي وافق علشان كده محمود جابك هنا وبجد ده أحلى خبر في حياتنا.

جحظت عينيها بذهول فهي لم تصدق تلك الترهات: طلب ايدي أنا ازاي؟ وهو كل طريقته معايا كأنه بيسحب بهيمه للاسطبل؟

ومن ثم نهضت بغضب وهي تنظر نحوه كأنها تصوب رصاص من أعينها عليه ثم جزت أسنانها بشر كالنمرة الشرسة:-ده لو أبويا قاعد هنا في وسطنا وقالي إنك طلبت ايدي برضه مش هصدقك، الحكاية وما فيها أنا فاهماها كويس أن مينفعش أعيش وسطيكم من غير ما أكون حلالك يا بيه.

انتفاضتها ونظراتها وحديثها أصابته في رأسه كأنها قامت بسكب ماء ساخن عليه ليحترق بالكامل وكان عليه أن ينتفض ويرد عليها كما تجرأت وهتفت بتلك الكلمات اللاذعة  ولكنه تفاجأ بمرورها من جانبه ليوقفها بصوته الجهوري الذي رج أركان المنزل وجعل الجميع يرتجف ويتأهب لما ينوى فعله 
-رايحة فييييييين؟ 
لم تبعتد كثيرًا عن مرماه والتفتت إليه بكل غرور ولكنها قطبت جبينها عندما نظرت داخل عينيه وشعرت بظنه أنها ستترك المنزل لتؤكد له إحساسه: -زي ما أنت شايف ضيفة ومش عاجبها الضيافة بتاعتك فترجع من مطرح ما جبتها . 
تفهم محمود الأمر، ودار حولها ثلاث مرات في صمت دون أن ينطق ببنت شفه وفجأة أتاه صوت خاطر شقيقه يتخلله الخبث: مش هيرضى يخرجك بره البيت يا حبيبة بابا. 
أشار محمود بسبابته لخاطر ليصمت تمامًا وألا يتدخل، وهنا لم يتوجه بنظره نحوها، فقط هتف بصوت جهوري وهو يقف خلفها يعلمها أنه ليس صغيرًا أمامها أو أنه مثل والدها الذي كانت تلح عليه بطلباتها خاصة في أمر الخروج من المنزل فيمتثل لها علي الفور: أنا حاليًا ابن عمك يمكن مليش حكم عليكي ولذلك انتهى يا جنة هتجوزك غصب عنك علشان يبقي ليا حكم ونص. 
جحظت بعينيها وما أن كادت ترد عليه حتى تركها بل والكل تركها بإشارة منه صعدت إلى غرفتها وهي تجر أذيال الخيبه لتنام نوم متقطع وتستيقظ علي يد والدتها الحنون التي أمرتها أن تنهض وترتدي ثيابها للسفر، انفرجت أساريرها لعودتها إلى القاهرة ولكنها صدمت عندما علمت أنها ستذهب إلى زيارة والدها وتعود في نفس اليوم، رفضت في بادئ الأمر ولكنها وافقت ظنًا منها أن والدها سيتعاطف معها، ذهبت معه دون النطق ببنت شفه طوال الطريق تحدق في الشوارع والطرقات تتمنى اللحظة التي ترتمي فيها بأحضان والدها وما أن وصلا وقام بتقديم طلب الزيارة الذي سعي له منذ ليله أمس مع المحامي حتى خرج لهم محسن لتتسع حدقتيه وهو يراها تبكي وترتمي بأحضانه ليسأل محمود: محمود جنة بتعيط ليه؟ 
انتحبت بشدة حتى يرى والدها كم الظلم الذي عايشته ليوم كامل مع محمود وهي تلتفت إليه تنظر إليه بخبث تقول من بين شهقاتها المصطنعة: معلش يا بابا السبب أنا مش عارفة أعيش هناك وكمان ده عايز يتجوزني غصب وبيكذب عليا ويقول إنك موافق. 
أخرجها محسن من أحضانه ينظر إليها بحدة ويرد عليها بغضب:-محمود مقالش حاجة كذب يا جنة. 
صدمت من رده الحاد وابتلعت ريقها بصعوبة لدرجة أنها أصبحت غير قادرة على إخراج الكلمات من فمها وارتجف ذراعيها من هز محسن لها: بابا أنت بتقول ايه؟ 
شعر بخوفها فأخذ يمسد ذراعيها بحنان :-أنتِ هتبقي كويسه لو اتجوزتي محمود يا جنة، هو الوحيد اللي هيقدر يحميكي، عابد جالي السجن بعد ما جالكم البيت واكتشف إنكم لسه ما اتجوزتوش. 
هزت رأسها بهذيان وهي تهتف بصعوبة نتيجه للثورة القائمة بداخلها:-أنا الحمد لله قاعدة بعيد عنه مش هيقدر يقرب لي جوازي من محمود مش هيمنعه يا بابا. 
ما زالت تعاند وتكابر حتى أنها بعد ما ألقت كلماتها لم تنتظر أي رد وهمت بالخروج بوجه بارد خالي من المشاعر ليوقفها محسن:-استني يا جنة لو ما اتجوزتيش محمود هترجعي هنا ولوحدك من غير أمك، أمك سمعت الكلمه من يومها ومش هترجع هنا حتى علشانك. 
التفتت مرة أخرى إلى والدها تمعن النظر إليه جيدًا تجده غير والدها المتساهل الذي تعرفه: أها قلت لي كده يعني زى ما هو قال جوازة بالغصب، تمام يا بابا فرصة سعيدة اني شفتك، يمكن منقدرش نشوف بعض تاني، سلام. 
أقسمت من داخلها أن تندم الجميع علي أمر الزواج بالغصب وأن تريهم من هي جنة ستبعث جنونها نحو الجميع وتغرقهم بالكامل. 

علي الجانب الأخر عند سهير وخاطر 
-كانت سهير تجلس بشرود غير مصدقة لقرار شقيقها السريع بخصوص جنة، فهو دائمًا معتدل في قراراته وحكيم أتاها صوت صفير خاطر لتزفر بضيق وتوجه له الحديث بسخرية: مش هتبطل طبعك السمج ده يا خاطر؟ 
ابتسم خاطر باصطناع قائلًا:-يا حبيبتي يا سهورة اللي عملته ده صح لينا كلنا، البت دي جنية مسحورة هتطربق البيت علي اللي فيه، شفتي سحرت ازاي لمحمود اللي كان مضرب عن الجواز؟ 
شردت سهير في حديثه ليستطرد ببرود قائلًا: أنا اللي مجنني هي رفضته وهو مصمم يتجوزها غصب يارب يطلع ظنها على حق ويطلع أبوها ميعرفش الليلة وتفضل هناك في مصر. 

عودة إلى جنة ومحمود 
وهما خارجين من الزيارة خطت بخطواتها بجواره حتى يصلا إلى مكان السيارة، كانت تبتعد عنه وما أن وصلا للسيارة  حتى هم بفتح الباب لها لتبتسم باقتضاب وتصعد إلى السيارة تنظر إليه تزفر بحنق وتتحدث على مضض: شكرًا إنك جبتني هنا وضحت لي أمور كتير عمرى في حياتي ما كنت هصدقها بس الظاهر لازم لأي واحد فينا في حياته مواجهة بسيطة علشان يعرف قيمته. 
هل يعاقبها على الرذيلة التي يراها فيها أم يوجهها إلى الفضيلة ويعلمها الآداب الحميدة؟ أم يفعل الاثنتين؟ يعاقبها بسبب وجود عابد في حياتها أم يذهب إليه يعاقبه وحده؟ يعاقب نفسه على اختياره لها وهل حقًا هو اختياره أم اختيار متفق عليه بينه وبين والدها؟ 
نظر إليها بقسوة جامحة وتعالى صوته الثائر الغاضب: أنتِ لسه معرفتيش قيمتك كويس يا جنة، المفروض لما كبيرك يؤمرك بحاجة متحاوليش تتخطيه وتنفذي اللي في دماغك. 
ردت عليه جنة وقد تحولت ملامحها إلى الحزن: مفيش مشكلة، أنت شايف إن أبويا مش مربيني كويس ربيني أنت. 
ابتسم ابتسامة خبيثة ظهرت فيها أسنانه الحادة لتوضح أن غضبه اشتد من ردها وانطلق بسيارته مسرعًا عائدًا إلى البلد حيث كان خاطر يتحدث مع شقيقته مطمئنًا من عدم رجوع جنة مرة أخرى نظرًا لتأخرها فوثب بكل حماس قائلًا: أنا هطلع فوق للست فوزية أرجعها أنا بنفسي لبنتها أينعم المشوار طويل عليا بس فدى إنهم راجعين. 
كان يدلف في هذه الأثناء محمود من البوابة واستمع إلى كلمات شقيقه فابتسم بسخرية وهو يرى خاطر يتوجه نحو المنزل من الداخل ليتوجه هو خلفه مسرعًا ليستوقفه بصوت ماكر قائلًا: فرقت معاك دقايق يا خاطر أنا رجعت بجنة وكتب كتابنا الجمعة الجاية. 
تسمر خاطر مكانه يرى جنة تصعد الدرج المؤدي إلى غرفه والدتها ليستدير هو لشقيقه يحاول رسم الابتسامة على وجهه: أنت بتتكلم جد؟ ألف نهار مبروك يا أبو حنفي، أيوه كده فرحنا وفرح أهل البلد أخيرًا هيكون لك ست وبيت وأولاد لا ومراتك من لحمنا ودمنا. 
كانت تصعد الدرج أمامه بهدوء تسترق السمع لحديثهما ليتوجه محمود نحو خاطر يربت على كتفيه ويبتسم ابتسامة خبيثة قائلا ببرود: -أحنا هنتجوز في الدوار اللي جمبنا اللي كنت بقعد فيه الضيوف اللي بيجوا من مصر هو مناسب وعصري لجنة الضيوف بقي يبقوا يباتوا عندك البيت بقى فاضي عليك. 
اغتاظ خاطر من أمر منزل الضيوف فهو مرتب بشكل أنيق ودائمًا محمود يقوم بالتجديد فيه كاد أن يعترض ويلتفت ليرفض حتى وجد محمود يقف بجوار أذنه:-عايزك تأمن الدوار كله يا خاطر. 
- جنة غريبة وسطنا وهتبقى مرات الكبير بتاعكم لازم ليها حماية. 
ثم أضاف بغضب: حاجة كمان يا خاطر لازم تفهمها أنت ملكش الحق تمشي مين ما كان من بيتي إلا بإذني 
صعدت سهير إلى جنة لكي تطمأن عليها خاصة عندما شاهدت حالتها من الانكسار حين دخلت 
-عمي أخباره ايه يا جنة؟ يا رب يكون بخير. اتأكدتي يا حبيبتي أن محمود طلبك فعلًا للجواز؟ 
نظرت جنة إليها وإلى والدتها التي عينيها كانت متسائلة:-ماما ممكن تسيبيني مع سهير لوحدنا. 




جحظت فوزية من طلبها ونهضت تفر هاربة بدموعها من قسوة ابنتها: دي أمك يا جنة ليه بتعملي فيها كده؟ ذنبها ايه أنها عايزة تفرح بيكي؟ه و محمود مش عاجبك؟ 
عبست جنة بوجهها قائلة:-سهير علشان خاطري كفاية اللي بيحصل معايا. 
أذعنت سهير لطلبها وهزت رأسها بالموافقة على طلبها: ماشي يا جنة اللي يريحك أنا هقعد وأسمعك وأوعدك مامتك مش هتعرف. 
هبطت فوزية لتستفهم من محمود ماذا حدث ليعلم منها أنها عاملت والدتها بجفاء، هبطت سهير هي الأخرى بعد ما سردت لها جنة ما حدث لها وطلبها اللحوح لها لا تعلم كيف تمرره لها فأمر الخدم أن ينادوا له جنة هبطت بعد أن هدأت نوعًا ما، تنحنحت ما أن وصلت إليه ليلتفت إليها ويحدثها ببرود:-مكنتش أعرف إنك قليله الذوق حتى مع والدتك . 

ياله من سليط اللسان ردت عليه بحقد قائلة: أنا مش قليلة الذوق وإن كنت كده فأنت أضعاف مني. 
لتجلس علي الكرسي أمامه واضعة ساقًا فوق ساق بفستانها القصير حتى توصل له أنها لن تتغير: أما تبقي تتغير وتعاملني باحترام هعاملك بنفس معاملتك أما اللي بيني وبين أبويا وأمي ملكش دعوة بيه. 
نظر إليها بإشمئزاز يتحدث معها بتعالي وكبرياء وغرور: اوعي تفكرى إن كل غلطاتك دي هتعدي حتى لو اتغيرتي. 
ثم استطرد بسخرية  وخفض صوته حتى لا يسمعه العمال:-لو أبوكي معرفش يربيكي يبقي حظك إنك وقعتي تحت إيدي. 
احتقن وجهها وتعالت الدماء في  رأسها قائلة بغضب وحنق: أنت مريض نفسي، أنت مفكرني عيلة قدامك زي ولاد أخواتك؟ 
نهضت بعدها ودلفت إلى الداخل بعد ما جعلته يستشيط غضبًا من حديثها 

أثناء وجودهم بالقاهرة لاحظ وجود سيارة خلفهم وما أن وصلا أمر رجاله أن ينقضوا عليه وبالفعل تم الأمر وما أن انتهى من أمر جنة حتى ذهب إليهم ليكشف عن وجهه 







ليجده عابد لتتعالى ضحكات محمود قائلًا: للدرجة دي يا عابد؟ مش قادر على بعدها وجاي وراها؟ لا ومن غير رجالتك كمان؟ 
انتبه عابد إلى محمود ورجاله هو لم يتوقع أن محمود بتلك السطوة شعر أنه قليل على حمايتها:-أمر واحد مني اللي سجن عمك هيسجنك  حتى لو كنت اتجوزتها وخلفت منها عيال برضه هأخدها. 
تقدم محمود من عابد يضيق عينيه باستهزاء قائلًا: طب اللي ناوى علي كده ايه اللي يخليه يقطع المشوار ده كله. 
نظر عابد وهو مقيد إلى محمود :-هموتك يا محمود و هحسرها عليك.





ابتسم محمود بشر ورد عليه بكل برود: يبقى أنا كده لازم أحمي نفسي الحمد لله أنا مسجل كل ده صوت وصورة. 
التفت عابد حوله بذعر يبحث عن الكاميرات في المخزن وهو يحاول فك قيوده: هسففك التراب بعد ما أخرج يا محمود وساعتها هتعطهالي هدية وتبوس ايدي علشان أرحمك. 
تنهد محمود بهدوء قائلًا:-يوم ما توصلها يبقى أنا مت. 
هز عابد رأسه بوعيد قائلًا:-هيحصل يا محمود هيحصل. 
كور محمود يده ومن ثم قام بلكمه وهو ينظر إليه بحقد: أنت المفروض ما تتسجنش  وبس المفروض تخرج منها مش راجل. 
تعالت ضحكات عابد بخبث وهو يقول:-وأنا أمر مني رجالتي هيردوها ليك . 
خرج محمود من المخزن بعد أن أمر رجاله بضرب عابد ليتوجه نحو المنزل متوعدًا له ألا يخرج من محبسه




 طيلة حياته مهما كلفه الأمر متعجبًا من جنة التي لو كاد هذا الرجل أن يفتك بها لكانت سوف ترى أهوال لذلك لم يكتفي بحبسه بل لا بد له من الزواج بها حتى لو لم يلمسها ومع ذلك




 القرار ابتسم في قرارة نفسه أنها ستكون زوجته فبجانب عيوبها إلا أنها لديها ميزة خطف القلوب الصلبة بعنادها.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-