أخر الاخبار

رواية عشقت الشيطان الفصل الرابع والعشرون24 بقلم نور سعيد

رواية عشقت الشيطان

 الفصل الرابع والعشرون24

 بقلم نور سعيد

مرت ثوان ثم استقامت ماسة لتنظر الى والدتها بنظرة خالية،

ماسة بهدوء :ممكن افهم سبب الكف دا 

اسماء بغضب :لسة عندك وش ترفعي عينك بعيني بعد عملتك السودة ،ثم القت لها بالهاتف لتلتقطه تكتشف سر تحول والدتها المفاجأ

زين بغضب واستغراب:اشماء! في ايه لكل دا

اسماء بسخرية :تعالى تشوف اخرة تربيتك ايه يا زين 

ماسة بهدوء وهي تقدم الهاتف لوالدها :لو خلصتي كلامك

اطلع جناحي،ولم تنتظر اجابتها 

ظل الجميع يحدق في اسماء وزين الهادئ بتعجب باستثناء

لمياء التي كانت قريبة من زين واستطاعت رؤية محتوى الهاتف والذي كان صورا لماسة وخالد(فايز)،احست بالذنب لما تعرضت له ماسة بسببها ،ونظرت لعمتها بعيون لائمة كما فعل الشباب رغم عدم معرفتهم بالمشكل لكن الواضح ان ماسة هي المظلومة 

زين وهو يمر بقرب اسماء مغادرا الصالة:بعملتك دي هديتي كل محاولاتك السنين دول ،ثم غادر تاركا اسماء في دوامة من الندم والحزن على فعلتها الشنعاء فهي اكثر من واثقة ان ابنتها ليست هذا النوع من الفتيات لكن تسرعها وصدمتها برؤية الصور كانت اقوى .

في جناح ماسة توضأت ثم توجت الى الله تشكو له كسرتها ،لم تهتم لالم خدها لو جرح فمها لكن كسرتها كانت من تصديق والددتها لهكذا صور عنها ،بعد انتهائها قامت وغيرت ملابسها الى قميص ابيض عليه دريس اسود وكوتشي ابيض ورفعت شعرها ذيل حصان واكتفت بوضع واقي الشمس فالمكياج ليس من اساسيتها ،حملت حقيبتها السوداء ثم توجهت للخروج ،تفاجأ من بالقصر بجلوس ماسة معهم تتناول غذائها في هدوء ،غير عابئة بالنظرات التي تتابعها من شفقة و تشفي واخرى ندم 

ميرا لاسماء :الله ،هو بنتك مبتتكسفش على روحها على الاقل تطلع من البيت بلاش تورينا خلقتها 

روان بغضب :والله لي لازم يتكسف هنا هو انتي وستي اما ماما فمبتستحقش غير ترفع راسها 

اعجب الجميع بحديث روان وشجاعتها رغم صغر سنها 

ريم بخفوت سمعه سيف واسد :هذه الشبلة من تلك اللبؤة 

فابتسم اسد بفخر بتلك الصغيرة 

ميرا بغيظ :تلاقيكي انت كمان بنت واحد من لي كانت ماشية معاهم فمشفتيش جنيه تربية ،كاد السكين يخترق حلق ميرا لو لا لطف الله 

ميرا بصدمة و ارتباك :في ايه انت معدتيش تحترمي لا كبير ولا صغير ،كان عماد يشاهد الوضع بهدوء فهو معتاد على الوقوف مع الحق ولو ضد عائلته ،ومن الواضح امامه ان ماسة لها كل الحق في تصرفها ذاك ،بل انها اشد رحمة من غيرها 

ماسة بعيون حادة تحولت الى الازرق القاتم ؛قسما بالله ياميرا اسمعك مرة ثانية بتوجهي لبنتي اي كلمة او تصرف لكون دافناك محلك هالمرة عفيت عنك المرة الجاية مهتفلتيش ،ثم اخذت روان وغادرت القصر باكمله ،في حين قامت لمياء من طاولة الطعام تحبس دموعها فهاهي من حقدت عليها وكرهتها بلا سبب تتقبل جريمة لم ترتكبها ذنبها فقط انها تساعدها ،وفي ذات الوقت والدتها التي توجه لها اقسى الالفاظ ولحد الان لم تفكر ماسة في فضحها ،اما على الطاولة فكانت اسماء لا تقل حزنا عن لمياء فلو لا حديثها معها امام الجميع ماكانت ميرا وجدت الفرصة لتقلل من ماسة ،واعادت التفكير :لما لم تنتظر حتى تنفرد بها لتفهم سر تلك الصور ؟لما لم تستحضر عذرا لماسة ،والكثير من الاسئلة وكان الجواب واحد تسرعها سبب كل ما حدث ،

ميرا للجد بغيظ :انت شايف حفيدتك يابابا دي شوي وكانت هتطير رقبتي ....

الجد بمقاطعة :لمي لسانك يا ميرا دي مهما كان حفيدتي 

في الخارج استقلت ماسة سيارتها مع روان لتغادر في اتجاه المشفى حيث يمكث والد مليكة ،

روان وهي تتلمس خد ماسة :ليه مابرأتيش نفسك ادامهم 

ماسة :مش محتاجة هي حكمت ونفذت الحكم دفاعي مهيغيرش شيء 

روان بطفولية مغيرة الموضوع :نحن رايحين فين 

ماسة بنفس نبرتها :فكرت انك مليتي القعدة بجحر الافاعي فهاخذك لعند زوجة ادهم المستقبلية

روان بتصفيق :اشطة ،بس من الواضح انو من يوم قعدت بداك البيت وانتو عم تلعبوا من ورا ظهري 

ماسة بسخرية :اه معلش اصلنا كنا بنلعب غميضة ونسيناك 

روان :بس انا زعلانة منك 

ماسة باستغراب :مني انا ليه ان شاء الله 

روان :اتفسحي مع ابيه ارسلان من غيري 

ماسة بغيظ :انا بس بدي افهم رضى ذراعي اليمين انا ولا انتي 

روان بلا مبالاة :مفيش فرق يا بوص 

ماسة :من الواضح انك تربيت سراج بلا منازع ،ثم توقفت امام المستشفى فقالت :انزلي يا اخرة صبري 

لتنزل روان وتبعتها ماسة لتذهب الاثنتان الى غرفة عمر 

طرقت ماسة الباب ،ثم دخلت لتجد مليكة وسندس مع عمر 

ماسة بمرح :سلامو عليكم يا اهل ،رجعت ارزل عليكم شويتين 

عمر بابتسامة :انت تشرفينا يابنتي فاي وقت تحبي

روان وهي تتخطى ماسة وتصعد السرير لتجلس قرب عمر المندهش من تلك الصغيرة :وانا ياعمو 

عمر :وانت يا ..

روان بمقاطعة :روان رورو ريري اي حاجة من تمك مقبولة يا عسل

عمر بضحكة :وممكن ريري الصغنونة تقولي مين لي جابها 

روان :البنية لي واقفة دي قالتلي انها هتعرفني بزوجة ...

ماسة بمقاطعة :بعرفكم دي روان بمثابة بنتي 

روان :ماتخلينا نتعرف على بعض براحتنا وروحي مطرح ما تريدي 

ماسة بتوجس :روان عمو عمر تعبان خلي تعارفك لبعد ما يصح اوك 

روان بغيظ :الله ما انا قلت هنتعرف مو هنتنطط 

ماسة لمليكة :لو عملت شغلة هيك ولا هيك رنولي بس ولو ماجاوبتش رنو على ادهم 

روان :في ايه يا اختشي انت ضيعتيلي برستيجي ،انفجر الثلاثة ضحكا في حين قامت روان باخراج ماسة ،لتلحق بهم سندس بعد اشارة ماسة 

ماسة :خلاص انا رايحة بلاش تزقي 

سندس بضحكة :ممكن نتكلم شوية 

ماسة بهدوء :اوك تعالي نروح الكافيه 

فذهبتا الاثنتان ،ودخلت روان الى الغرفة 

في الكافيه طلبت ماسة عصيرا لسندس وجلستا على احد الطاولات 

سندس :الصراحة ما بعرفش كيف هشكرك 

ماسة :مفيش داعي نحن اتفقنا ،مصاريف المستشفى هتنقسم بينك انت ومليكة انت هتردي من مرتبك ،ومليكة بعد ماتشتغل هترد الباقي ،ولو على الشغل فانا كثير استفدت اني الاقي سكرتيرة زيك قدرتي ترفعي ارباح الشركة للضعف فاقل من شهر ومعدتش بحمل هم الاجتماعات لانك بتفكري بنفس طريقتي 

سندس :هي شهادة اعتز بيها وانت تستاهلي كل خير انا بحمد ربنا اننا اتعرفنا على صديقة مثلك 

ماسة :طب خلينا من جو المشاعر دا ،ونحكي شوية بالشغل

سندس بجدية :اه ،شركة السيوفي اقترحت اننا نتعاقد معاهم والاجتماع هيكون اليوم بفندق*** على الساعة تسعة

ماسة بتفكير :رأيك ايه 

سندس بحيرة :مقدرش احدد من ناحية العرض فهو مثالي بالنسبة النا الارباح هتكون ٦٣٪ لينا والباقي الهم وبالنسبة للانسحاب فالشرط الجزائي خيالي اكثر من اتنين مليار جنيه ،والغريب ان المعلومات لي عرفتها عن رئيس الشركة باشا مهندس رعد ما بيقبلش باقل نسبة ارباح وشرطو الجزائي بيكون مقبول مقارنة بالمشروع 

ماسة :اوك ابعتي لي العقد وبالليل استعدي هنحضر الاجتماع 

سندس: اوك

ماسة وهي تقوم :طيب انا هخليكي هلأ عندي شغل وبليل هجي اخذك ،باي .ثم غادرت المستشفى كاملا .

كادت سندس العودة الى والدها لكن اثار انتباهها الضجيج المنبعث من احد اركان الكافيه حيث كانت تقف امرأة تحتضن فتاة صغيرة وكلتاهما منهارتين من البكاء وامامهما رجل يصيح ،رفع يده ليصفع المرأة ،لكنها ظلت معلقة في الهواء اثر قبضة سندس التي اسرعت لتحيل بينهم 

الرجل بحدة :مين انت ،ومين سمحلك تمسكيني 

سندس بقوة :مين انا فدا ميخصكش ،وليه ماسكاك فدا عشان الفعل لي كنت هترتكبوا ،ايا كانت المشاكل مابينكم ممكن تحلوها فبيتكم ومن غير ماتشوفكم الطفلة 

الرجل بسخرية:على اخر ايامي عيلة زيك هتعلمني كيف اتعامل مع الخلق ،وبتحذير :روحي العبي بعيد يا شاطرة ومتدخليش فلي ميخصكيش ،ثم دفشتها فكادت تصطدم بحافة الطاولة لو الذراع الذي امتد ليمسكها من خصرها قبل ان تسقط ،ثم ساعدها ان تقف معتدلة ليتقدم من الرجل والشرار يتطاير عيناه ،

رعد بصوت كاسمه: مين سمحلك تمد ايدك عليها 

الرجل برعب :هي لي بلشت 

امسكه رعد من تلابيب قميصه فاصبحت قدماه لا تلامس الارض :وانت رجال جاي تتشطر على البنات 

الفتاة الصغيرة بدموع :الله يخليك يا عمو بلاش تقتلو 

اسرعت سندس تحاول تخليص الرجل من براثين رعد :خلاص يارعد بيه مفيش داعي لكل دا 

تركه رعد ليسقط ارضا يحاول استعادة انفاسه 

رعد بحدة :البنات لي قاعد تتشطر عليهم هما نفسهم لي خلصوك هلأ ،ليغادر بعدها ،وتلحق به سندس بعد ان اطمأنت على الصغيرة ووالدتها 

سندس بهدوء وهي تقف امام رعد :شكرا لمساعدتك بس مفيش داعي تستخدم العنف 

رعد ببرود :والله انا براحتي اتعامل بعنف بحنية الموضوع بيخصني الباقي عليكي متحاوليش تدخلي فلي مابيخصكيش

سندس بغيظ :شوف يا اخي انت ساعدتني وشكرناك فمفيش داعي تتفشخر هلأ ،ويلا اتكل على الله شوف وراك ايه وخليني اشوف ورايا ايه انا كمان ،ثم غادرت دون ان تنتظر رده فبقي هو وقفا يتأمل طيفها ثم اردف بخبث :مفيش مانع نلعب مع القطة شوية ،وغادر هو الاخر لزيارة صديقه الذي يمكث في نفس المشفى .

عند سيف كان يجلس على مكتبه في الداخلية وينظر الى الصور امامه بشرود ،لايصدق ان منافسه الاول في الداخلية هي ابنة عمته ماسة ،لكن ما اثار استغرابه هو عدم تغييرها لاسمها اكتفت بالتنكر ،دخل صديقه عاصم فوجد سيف على تلك الحالة لدرجة لم يحس بدخوله مما اثار دهشته،

عاصم وهو يجلس على الكرسي امام مكتب سيف :مالك يا صقر 

سيف بانتباه :امتى دخلت انت؟

عاصم :ثواني بس مالك اول مرة الاقيك سرحان 

تنهد سيف بضيق ليسرد على عاصم ما اكتشفه او ما ارسل له من مجهول 

عاصم بصدمة :يعني الشيطان طلعت قريبتك، ثم اكمل بتعجب :بس مين دا لي الو مصلحة انك تعرف هويتها 

سيف بحيرة :معرفش بس الواضح انو شخص بيكرها وكمان هو ذكي ،وبسخرية :اتخيل معي عشان يحافظ على سرية هويتو بعتلي الصور مع طائر 

عاصم بفضول :طب انت هتعمل ايه مع بنت عمتك 

سيف :مفيش انا لسة بحكيلك دي مفيش حد بيسألها رحتي فين رجعتي منين ،من الاخر مهعملش شيء بس هحاول اكلمها .

عاصم بمشاكسة :طب بزمتك دي اول مرة اشوف ضابط مز زيها 

سيف بحدة :عاصم !لا تنسى انها بنت عمتي بالاخر 

عاصم بخبث :متاكد ان الموضوع قرابة بس ولا الصنارة غمزت 

سيف بشرود :مفيش صنارة بعدها 

عاصم بجدية وحزن على صديقه :خلاص يا سيف هي شافت حالها بلاش تدفن حالك بالماضي 

سيف بحزن :مفيش حاولت كثير بس كل مرة ذكرياتها بتخليني اتراجع ،ومش هقدر احمل ذنب بنت ثانية وانا عارف ان قلبي وعقلي ملك حد ثاني .

في القصر كان الجد جالسا مع اسماء في الحديقة 

الجد بهدوء: ممكن تبطلي تسرعك دا بطريقتك دي هتخسري عيلتك واولهم زين 

اسماء بحزن :مبقدرش يا بابا لما شفت الصور مفكرتش فاي شي من غير انها ممكن توقع بالغلط بتصرفاتها 

الجد :انت عارفة انو تربيتك انت و زين مستحيل تكون هيك ،انت هلأ لما ترجع اطلعيلها الجناح وحاولي تعتذري منها وتفهمي سبب الصور بشويش وبلاش تسرعك دا

اسماء بخيبة امل :انت ما بتعرفش ماسة هي صعب تنسى او تسامح شخص مس بشرفها فما بالك انا لي مرابياها وشكيت ومنتظرتش انها تشرحلي 

الجد :اتكلي انت على الله وهو هيقدم لي فيه الخير 

اسماء :ياريتها تلاقي شريك حياتها ممكن ارتاح وقتها 

الجد بتفكير :انا عندي

نظرت له اسماء بتركيز ليقول اخيرا :سيف ممكن يكون الشخص لي هيكون ليها رفيق اب واخ و هيخليها تعيد التفكير بتصرفاتها 

اسماء بحيرة :بس ممكن يكون عكس دا 

الجد بتفاؤل :ان شاء الله هيكون عند حسن ظننا لازم توافق بس 

اسماء بخوف :،خير ان شاء الله.

عند ماسة بعد توديعها لسندس ذهبت الى شقتها ،فاخذت دش وغيرت ملابسها الى بنطال اسود عليه تيشرت ابيض وجاكيت بني مع بوط اسود ،واعدت لنفسها سلطة خضر مع عصيرها المميز ،بعد ان انهت طعامها نظفت المطبخ وجلست في مكتبها تراجع عقد شركة السيوفي....

        الفصل الخامس والعشرون من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-