CMP: AIE: رواية حب تحت الصراع الفصل الاخيربقلم حبيبه
أخر الاخبار

رواية حب تحت الصراع الفصل الاخيربقلم حبيبه



رواية حب تحت الصراع
 بقلم حبيبه محمد
الفصل الاخير




ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺭﺣﻠﺘﻪ.
ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺑﻼ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺗﻨﺪﺛُﺮ.
ﻳﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻚ، ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺩﻣﻲ.
ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﺬ ﺑﻨﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻳﺨﺘﻤﺮ.
ﻳﺴﺎﻓﺮ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ.
ﻭﻟﻢ ﺍﺧﻄﻂ ﻟﻪ.. ﻟﻜﻨـَّﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ.
ﻫﺰﺍﺋﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻌﻄـَّﺮﺓ.
ﺇﻧﻰ ﺑﺤﺒﻚ ﻣﻬﺰﻭﻡ .. ﻭﻣﻨﺘﺼﺮاً.
ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺭﺣﻠﺘﻪ.
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺇﻻ ﻣﺨﺎﻃﺮﺓ.
ﻭﺃﻧت ﺃﺟﻤﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺒـﻚ ﺍﻟﺨﻄﺮ.
ﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﺣﺒـﻚ .. ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻓﻤﻲ.
اﻟﻰ ﺣﺪﺍﺋﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺜﻤﺮ.
ﺟﺰﺍﺋﺮ ﺍﻟﻜﺤﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻣﺪﻫﺸﺔ.
ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺄﻓﻌﻞ ﻟﻮ ﻧﺎﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ!.

«الــنــهــايـــه».

___________________________________________

‏لم أكُن أنْويكَ حُبًا ، قد وقعتُ فيكَ سهوًا.

«بعد مرور اسبـوع».

تــركـض هُنا وهناك بسرعه وعجله وهيا تحمل بين يديها حِذائها ذو الكعب العالي وقد تبعثر أساس المنزل من حولها وخلفها يركض مُسعد الذي يحمل العديد من الحقائب بين يديه ويتعثر من ثانيه إلى أخرى ويسقط أرضاً ومن ثم ينهض ويجمع ما سقط منه ويكمل الركض خلف شــمــس التي تَلعن ريـحـان ويعقـوب بداخلها ليهتف مُسعد بتعب وقد انهار أرضاً والى جواره الحقائب:

_أمال هيا راحت الكوافير تعمل إيه يا ست شمس لما نسيت الفستان وكل حاجه هنا! كانت هتتزف ليه بالبجامه ولا إيه؟.

ضحكت شمس على حديث مُسعد فقد غادرت ريحان على عجله ونسيت كل شئ وهاتفتها أن تأتي مُسرعه لتتنهد اخيراً وهيا تحمل حقيبه سوداء اللون بين يديها وتهتف بمرح:

_يعقوب الله يسامحه جاي ليها من الساعه خمسه الصبح وعمال يزمر ويقولها يلا هنتاخر على الفرح.

ضحك مُسعد وهو ينهض واقفاً ويقترب من شمس ويحمل منها الحقيبه الأخيره قائلاً بمرح:

_انا اول مره اشوف حد مستعجل على الجواز كده الاسطا يعقوب كلها يومين وهيندم ندم العمر كله.

_سيبه يعيش ليه يومين حلوين يا سيدي دي القادره كاتبه كتابها عليه بقالها اربع سنين الواد يا عيني مبقاش طايل لا سما ولا ارض.

ضحك مُسعد بقوه وهو يتذكر الضجه التي احدثها يـعـقوب صباح اليوم وكيف أتى من بدايه الشارع وهو يطلق صفير سيارته كـ القطار مما دفع بعض أهالي الحي في الخروج والنظر إلى سبب تلك الضجه المبكره لـ يتفاجئ الجميع بـ يعقوب الذي يقود سيارته ويخرج ليل من سقف سيارته ويجبره على إمساك ميكروفون وقد بدا على ليل أنه استيقظ لتوه من النوم.

_يلا يا ليل انده.

هتفت يعقوب بسعاده بالغه وهو يجد جميع أهالي الحي قد خرجوا ووقفوا في نوافذ بيتهم ليهتف ليل بغيظ وحنق:

_ده انا هنده وهقول توفي الى رحمة الله تعالي انت عبيط يلا هو نص كيلو بصل هنبيعه!.

لم يُبالي يعقوب بحديث ليل بل اكمل في الضرب على "كلاكس" السياره وهو يخرج رأسه من النافذه ويهتف بغناء وصوت مزعج:

_إنهارده فرحي يا جــدعان عاوز كـله يـبـقى تمام ،إنهارده فرحي يا جــدعان عاوز كـله يـبـقى تمام ،هتجوز هــتــجـوز هـتجوز.

ضحك أهالي الحي وقد أدركوا هواية ذلك الرجل المجنون ومن يكن غير قـيس المجنون بـحب ليلاه نظر يعقوب صوب ليل الذي كان يمسك نفسه بصعوبه بالغه من الضحك على منظر صديقه الذي يقسم أنه قد جُن على يد ريحان ليقول يعقوب ببرود:

_عارف يا اسطا ليل لو معملتش اللي بقول عليه هخلي ريحان تقول لـ شمس على المفاجأه اللي انت مجهزها ليها وانت حر بقى .

_وتبعني يا صاحبي!.

_انا انهارده بالذات ابيع امي عادي.

ركله ليل بقدمه فأصابة كتفه ليضحك بإستفزاز وهو ينظر له ليهتف ليل في الميكروفون متنحنحاً وقد أبصر خروج شمس وريحان وهم ينظرون لهم فارغين البصر والفاه:

_بشره سعيده لـ جميع أهالي حي الإبراهيميه وأخيراً وبعد طول انتظار نتشرف بدعوة سيادتكم لـ حضور حفل المرحوم اقصد الأسطا يعقوب البرعي على المرحومه قصدي الانسه راء والدعوه عامه للجميع ويوجد بوفيه مفتوح يوجد به جميع انواع الطعام اللي يعقوب صرف عليها دم قلبه وحسبي الله ونعم الوكيل.

انفلتت الضحكات من بين أفواه الجميع بقوه وقد سقط بعضهم أرضاً من شدة الضحك وضعت ريحان يدها على وجهها وهيا تخبئ وجهها الذي احتقن بالضحك على يعـقوب وما يفعله بـ ليل بينما سقطت شمس إلى جواره وقد زُهقت أنفاسها من فرط الضحك لتهتف قائله:

_اكيد يعقوب ماسك عليه زله انا متأكده أن ليل اعقل من كده!.

ضحك يعقوب بقوه وهو ينظر إلى ليل الذي اغمض عينيه في غيظ شديد وهو يجد الجميع ينظر له ويضحكون بقوه ليخرج مُسعد من أحد المنازل ويهتف بمرح وضحك:

_الهيبه بقيت في ذمة الله يا اسطا ليل .

تحدث ليل بحنق قد استمع له الجميع من خلال الميكرفون:

_هيبة ايه بقى يا مُسعد انا هلف بعد أكده انده في المكرفون على الافراح ربنا على الظالم والمفتري.

ليهتف يعقوب ضاحكاً بقوه وصخب:

_مش عارف انا الناس الظالمه دي هتروح من ربنا فين.

توقفت اخيراً سيارة يعقوب أسفل عمارة ريحان وشمس لتهتف شمس ضاحكه بقوه وهيا تنظر إلى يعقوب الذي هبط من سيارته وهو يرتدي طقم كلاسيكي بينما من الجهه الاخرى هبط ليل وهو يرتدي ملابس نومه لتقول:

_ولازمتها ايه الانسه راء يا يعقوب يا ابني خايف على الفضيحه اوي ده انت شردت الراجل!.

ضحك يعقوب ضحكه حاول منعها من الخروج وهو ينظر إلى ليل الذي كان يستعد للإنقضاض عليه ليركضا سريعاً خلف بعضهم البعض ويحومون حول السياره ليهتف ليل بغيظ وهو يحاول الوصول له:

_عمرك شوفت عريس متكسح! انا بقى هخليك ترقص على كرسي متحرك.

_طب جرب تلمسني كده بت يا ريحان لو لمسني افضحيه فاهمه يا بت!.

ضحكت ريحان بقوه وقد وجدت ليل قد توقف عن الركض خلف يعقوب وهو يتوعد له أنه لن يترك هذا الأمر يمر هكذا مرور الكرام ليتلاعب يعقوب بحاجبيه لـ ليل بإستفزاز قبل أن يهتف وهو ينظر إلى شمس وريحان قائلا:

_انتي لسه مجهزتيش يا ريحان هنتأخر يا حبيبتي على الفرح!.

_فرح ايه يا يعقوب اللي الساعه خمسه الصبح إيه هنعمله فوق جردل لبن!.

قهقه جميع أهالي الحي الواقفون يتابعون المشهد وكأنها مسرحيه مُضحكه ليهتف يعقوب بتذمر وحنق وهو ينظر إلى ساعته بجديه مضحكه:

_ما هو على ما ينجدوا وشك ويلبسوكي الفستان الخمس طوابق اللي انتي شرياه تكون الساعه بقيت خمسه المغرب هنلحق نرقص بقى امته ؟.

هتفت ريحان بصدمه وهيا تضرب على صدرها بحركه شعبيه وشاهقه:

_ينجدوا وشي! شايفني شقه على المحاره يا ابن برعي!.

ليتدخل ليل هاتفاً بخبث وقاصداً إشعال الجو:

_اخص عليك يا يعقوب في واحد يقول لمراته كده برضه انا لو مكانك يا ريحان على الكلمه دي أقوم مأجل الفرح خمس عشر شهور كمان!.

ليصرخ في وجهه يعقوب بغضب وهو ينطلق راكضاً خلفه وليل يضحك بقوه:

_ده انا اللي مش هخليهم يأجلوا جنازتك ساعه واحده خد يلا تعالى!.

ضحكت شمس بقوه لتهتف وهيا تسقف بمرح قائله:

_الله عليك يا ليل الله يا فخر البوتجازات.

لم يكن أحد يُصدق ما تراه أعينهم ولكنهم كانوا يعلمون أن هؤلاء الاربعه عانوا الكثير والكثير لكي يصلوا إلى تلك اللحظه التي ستجعلهم يضحكون بها بدون شوائب وبدون عوائق ،وقد علموا أن السعاده التي تأتي بعد شقاء وتعب أعلى درجات الراحه والرضا والسلام.

إستفاقت شمس من تذكر ما حدث صباح اليوم وهيا تستمع إلى صوت رنين هاتفها لتجده لـيـل لـ تبتسم وتجيب عليه وقبل أن تتحدث جابها صوت ليل الغاضب:

_هو انتي عندك مشكله لو رملة صحبتك انهارده!.

ضحكت شمس بقوه وهيا تهبط درجات السلم وخلفها مُسعد قائله:

_ايه اللي حصل بس!.

_الباشا سابني محتاس هنا وهرب بكلمه بيقولي أنا رايح اجيب ريحان القادر رايح يجيب ريحان قبل معادها بساعتين!.

احتقن وجهه شمس من شدة الضحك وقد وقفت أمام العماره تهز رأسها بإستسلام لتهتف قائله:

_معلش يا حبيبي انت عارف هو مستني اليوم ده من امته ابقى دغدغ عضمه بعدين.

_انا هوريه ابن عبدالغفور البرعي ده المهم انتي فين دلوقت؟.

_بسبب الأستاذ يعقوب ريحان نسيت الحاجات في الشقه فرجعت بجيبها ورايحه انا ومُسعد نوديها ليها.

ابتسم ليل بحب وهو يشير لأحد الراجل الذي يشرعون في ترتيب الطاولات من حوله والكراسي أن يضع أحد الطاولات بعيداً قليل وهو يقول:

_عقبال ليلتك يا جميل.

ابتسمت شمس بحب وقالت :

_يارب يا ليل.

_انا هقفل دلوقت عشان الحق اخلص قبل ما المجنون يجي عاوزه حاجه!.

_عاوزاك كويس يا حبيبي.

تبسم ثغر ليل في حب وقد أزالت كلمات شمس اجمع التعب الذي كان يحمله على عاتقيه ليستمع إلى صوت إغلاق الهاتف ليأخذ نفساً طويلاً مستعداً لبدأ حكايته هو وشمسه تلك الليله.

بينما تنهدت شمس برفق وهيا تجد مُسعد قد وقف إلى جوارها وهتف مبتسماً:

_هنروح فين دلوقت يا ست شمس؟.

تبسم ثغر شمس وقد لمعت عينيها بـ شئ ما وقالت وهيا تنظر له بمكر :

_هنروح نجيب العربيه اللي هنزف بيها يعقوب وريحان.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بحسٌ كأنو أنا وُلدتُ ، لأِوقع بِحُبك .

كـان مُسعد ينـظر إلى الرجال الواقفون ينظرون إلى تلك الحسناء التي تقف أمامهم وهو يزفر أنفاسه بضيق فكانت أعينهم البشريه تاكلها وهم يتفحصونها إنشاً إنشاً وقد كانت شــمــس كـ حور العين الهارب من الجِنان لـ فـستانها الازرق الطويل ذو الذيل الطويل والاكمام المُزخرفه بالورود البيضاء وخصلاتها التي صَففتها كـ تصفيفة سَندريلا والمكياج الهادئ الذي اظهر جمال عينيها العسليه كانت جميله حد الفتنه وقادره على سرقة انفاس الجميع، كانت كـ شعاع الشمس الذي أشرق في أول ساعات الفجر مُنير الآفاق.

زفرت شـمـس أنفاسها بضيق وهيا تنظر إلى ذلك الرجل الذي يقف أمامها ويرفض إعطائها سيارة "ريحان" التي قد سبقت وباعتها لأجلها ويرغب في إعطائها بـ نصف الثمن لتهتف بحنق:

_عربية ايه اللي عاوز تبيعها بـ ١٠٠ ألف جنيه ده انت لو قطعتها خرده مش هتجيب حقها!.

نظر لها الرجل صاحب الورشه لتصليح السيارات وبياعتها بتعجب ومن ثم رفع حاجبه بتعجب وهتف :

_ولما هيا متساوش التمن ده عاوزه تشتريها ليه؟.

تنهدت شمس بآسى ومن ثم هتفت وقد أغرقرت عينيها بالدموع:

_عشان العربيه دي غاليه على صحبتي وهيا باعتها عشان اعمل عمليه لـ عيني وارجع اشوف ،وعشان هيا غاليه انا عاوزه ارجعها ليها من تاني فهمت!.

تبسم ثغر الرجل وهو ينظر إلى تلك الفتاه الجميله قلباً وقالباً ليهتف بهدوء:

_عشانك هبيعها بـ ٨٥ الف والباقي عليا.

هتفت شمس بحماس وهيا تمد كف يدها وتصافحه بقوه قائله:

_٦٠ ألف ومتنزلش قرش زياده.

ضحك الرجل بقوه وهتف وهو يصافحها ويهز كفه بقوه:

_٧٥ ألف ومش هبيع بأقل من كده.

ربتت شمس على كتفه وهتفت بثقه وقالت:







_خلاص ٦٥ ألف على الطربيزه عشان خاطر جمال عيونك بس.

ضحك الرجل وهز رأسه في إستسلام ومن ثم آماء برأسه موافقاً فصرخت شمس بسعاده واخذت تُصفق بيدها بـ فرحة صغير حازت على دُميتها المفضله مما جعل الرجل صاحب الورشه البالغ الاربعون من عمره يبتسم بـ حنو وهو ينظر إلى سعادتها وهتف وهو يهز كتفه مبتسماً:

_معقوله كل ده عشان العربيه دي؟.

ابتسمت شمس وهتفت وهيا تتخيل فرحة ريحان حين رؤيتها لـ سيارة والدها:

_كل ده عشان فرحة اختي متتخيلش هيا هتفرح بالعربيه دي ازاي ،دي الحاجه الوحيده اللي بقيت ليها من موت والدها وياما رفضت تبيعها أو تجددها وانهارده فرحتها وانا عاوزه افرحها زي ما هيا فرحتني كتير.

تبسم الرجل بحنو وهتف:

_ربنا يخليكم لـ بعض يا بنتي وتكونوا ونس لـ بعض طول العمر.

آمنت شمس على دعائه لتنظر إلى مُسعد الذي كان يرتدي حُلى كحليه اللون وقد أمره ليل بأن لا يفارق شمس طيلة اليوم خوفاً عليها ليقترب مُسعد من شمس ويهتف مبتسماً:

_بتخيل شكل الاسطا يعقوب لما يعرف إنه هيتزف في العربيه دي ممكن يروح فيها.

ضحكت شمس وهيا تتخيل رد فعل يعقوب وهو ينظر إلى سيارة ريحان الحمراء والصغير ذات الموديل القديم لتهتف بمرح:

_مش هو مزهقنا من ساعة ما عرفناه لازم انا برضه ازهقه.

_انتي كده هتنقطيه.

ضحكت شمس بقوه ومن ثم هتفت بسعاده وهيا تقترب من السياره وتمرر أناملها فوقها وتهتف مبتسمه :

_عربيه صغيره اه بس نينجا.

ضحك مُسعد ومن ثم اقترب من الرجل صاحب الورشه وقام بدفع له النقود وانطلق صوب شمس غامزاً لها بمرح:

_يلا نلحق نزينها معدش باقي على معاد الفرح كتير.

ضحكت شمس ومن ثم انطلقت صوب مقعد السائق وترجلت إلى داخلها وإلى جانبها مُسعد لتهتف بمرح:

_هيا بنا نفاجئ ريحان وننقط يعقوب.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ها قد وقعتُ ما بـ اليد حيله.

لا تُوجد كلمة في القاموس تعددت معانيها، وتنوّعت، وتناقضت بقدر كلمة أُحبك، وأكاد أقول إنّ هذه الكلمة لها من المعاني بقدر عدد الناس؛ أيّ أربعة آلاف مليون معنى.

كـان يـجلس ببـرهة "البــيوتي سـيتر" ينتظر ريحان بدون سئم وقد أدرك أن تلك اللحظه التي لـ طالما تمناها ها هيا لا تَبعد كثيراً ،كان يقف أمام المرأه يـنظر إلي حُليته السوداء وقد كان وسيم للغايه وكأنه أحد مشاهير بوليود وقد تألق بشكل جذاب وساحر ومؤكد أنه سيخطف به الأنظار جميعها إليه الليله ،لولا أن حبيبته سوف تكون إلى جانبه وستنال حظاً من لفت الإنتباه.

تبسم ثغره بسعاده وهو ينظر إلى بوكيه الورد الاحمر والابيض الذي يحمله بين يديه وكم شعر أن ريحان تُشبه تلك الورد كثيراً في جمالها ورقتها وخجلها حين تُداعبها الرياح وتغازل عِطرها السمي ،البعض قد ظنه اليوم متهوراً ،طائشاً، قد هرب منه عقله ،ولكن ولا احد منهم يعلم مدى المُده التي استطالت وهو ينتظر ذلك اليوم ،وهو ينتظر إمرأته الجميله وهيا تُزف إليه وتطل عليه بالأبيض ،لا أحد يعلم كيف كان شعوره وهو ينظر إلى شقتهم التي سوف يقنطون بداخلها كل يوم وهو يتخيل هنا سوف يضحكون ،هنا سوف يركضون خلف بعضهم البعض ،هنا سوف يُعانقها بدون موانع ،هنا سوف يصنعون جميع ذكرياتهم التي لن ينسوها أبداً ،أبعد كل ذلك ألا يريدونه أن يُجن؟.

حبيبتي يا أجمل نساء الأرض، بماذا أصفكِ، بماذا أشرح إحساسي نحوكِ، وأنتِ من تغلغل حنانكِ في أوردتي، وتسربت نسمات هواكِ في شراييني، بماذا أصفكِ وكل الحزن يتبدد بين راحتيكِ، يا من ترسمين بابتسامتكِ الفرح لقلبي وتنشرين عبيركِ زهواً ،يا إنْتصاريَ وصـراعَي الأبدي.

نظر يعقوب إلى ساعة يده الفضيه وتنهد بسئم وقد بدأ القنوط يتسلل إلى داخله ليهتف قائلاً:

_وكانت زعلانه اوي وانا بقول إنهم بينجدوا وشها ده انا شقتي مخادتش الوقت ده كله!.

شعر بوقع ضربات فوق درجات السُلم البيضاء فألتفت سريعاً فوجد ساحرته ،وسكريته تهبط من فوق درجات السلم وعلى وجهها أجمل إبتسامه قد رأها.

هبطت "ريحان" من فوق درجات السُلم وهيا تمسك بجانبي فُساتنها الابيض وتهبط وكأنها أميره تستعد لـ التتويج، وقد كانت أشد جمال من تلك الورد البيضاء التي تحملها ،نظر ملياً يتأملها بإنبهار وقد بدت كـ ملكه بـ فستانها الأبيض المنفوش ذو الطبقات العديده وقد زُخرف بخطوط لامعه ومتعرجه ،كانت اكمامه ذات نفشه بسيطه من عند الكتفين وفتحه صغيره من عند منطقه الصدر ذو ذيل طويل للغايه وقد افترش درجات السُلم بأكملها ،رفعت ريحان عينيها تنظر صوب يعقوب الذي كان ينظر له بأعين منُبهره جعلت ثغرها يضحك لتتمرد خصله من خصلاتها البُنيه وتداعب وجنتيها الحمرواتان وقد تقابلت عينيها الخضراء كأغصان الورق بعينيه الزرقاء كـ الموج ،كان جميع الواقفين من عاملين ينظرون إلى تلك الأميره بأعين مُنبهره بجمالها الأخذ والذي سلب قلبهم فـ ما بال المجنون بها؟.

انبهر بها إنبهار لم يكن يتوقعه فتقدم ووقف أسفل السُلم تماماً حتى وصلت إليه ريحان وتبسمت اكثر وهيا تنظر إليه فأغمض عينيه وهتف بعدم تصديق:

_اقرصيني اقرصيني انا حاسس إني بحلم!.

ضحكت ريحان بقوه وقد كانت هيا الأخرى حالها لا يختلف عنه لتهتف وهيا تمد كفي يديها وتعيد تعديل لياقة بدلته المبعثره قائله بحب:

_كنت فاكره زيك كده وانا فوق ،كنت فاكره إني فعلا بحلم ،كنت فاكره إن كل اللي انا فيه ده حلم جميل انا بحلم بيه كل يوم بس لما لبست الفستان ووقفت قدام المرايا عرفت أن دي حقيقه مش حلم ،عرفت إن اليوم اللي فضلت مستنياه انا وانت كتير أخيراً اتحقق يا يعقوب.

فتح يعقوب عينيه وقد نظر لها وهيا قريبه منه للغايه للحد الغير مُباح فدمعت عينيه بفرحه عارمه ومن ثم احتضنها بقوه ،احتضنها كـ منتصر عاد بعد الحرب إلى حبيبته سليماً وكان يتوقع هزيمته ومقتله ولكنه قُتل في حبها وأعطاه عشقها أملاً في العوده إليها من جديد سقطت دموعه فلامست رقبتها فأغمضت عينيها هيا الأخرى وبادلته العناق بـ فرحه لا تقل عن فرحته .

_وهل أخبرتكِ بأنكِ زرعتِ بي شيئاً أعمق من أن يحكى!.

هتف بها يعقوب وهو يبتعد عنها وينظر صوب عينيها التي دمعتا ليرفع كف يده ويجفف دموعها لتفعل هيا المثل وتقول بحب ضاحكه:

_لا مقولتليش!.

تبسم ثغر يعقوب ومن ثم قام بمد بوكيه الورد لها وهتف قائلا بعشق :

_أما بعد فلن أحب أحداً بعدك، أما قبل فأنا أساساً لم أعرف الحب إلّا بك.

أمسكت ريحان بـ بوكيه الورد وهيا تنظر له بحب بائن ومن ثم مدت يدها وامسكت بكف يده بحب وقالت:

_لو كان الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي، لكن الحب أرواح توهب فهل تكفيك روحي!.

ضحك يعقوب بحب ومن ثم مال بجذعه وطبع قُبلة مُحب فوق جبينها لـ تغمض ريحان عينيها في راحه كبيره اخيراً قد عرفت قلبها ليبتعد يعقوب عنها برفق وهو يستمع إلى صوت زغروطه عاليه ملئت الارجاء ليبتسم هو وريحان وهم ينظرون الى شمس التي وقفت في منتصف البهو وهيا تطلق زغاريط عاليه دون إنقطاع يدل على مدى فرحتها لتتوقف بعد ما قارب عشر دقائق وهيا تنظر صوب ريحان.

لم تكن تتوقع أنه سوف يأتي عليها ذلك اليوم الذي قد ترا به اختها ،وصديقتها، وونيسة دربها ،ورفيقة عمرها ترتدي فُستان الزفاف وتكن في اجمل حُليها ،تبسمت في فرحه بالغه وهيا تنظر صوب وردتها الياسمينيه التي نزعت عنها اخيراً الأشواك وباتت تنعم بحياه جميله في إكناف الحب فـ سقطت دموعها في سعاده وهيا تقترب صوب ريحان التي ابتسمت وقد لمعت عينيها وهيا ترا أن فرحتها يُشاطرها بها اقرب الاقربون إلى قلبها.

مدت شـمـس كف يدها وتحسست وجنتي ريحان بحب بالغ وهتفت قائله بحب اخوي صادق:

_معقوله الجمال ده كله!.

_يمكن عشان عيونك الجميله دي هيا اللي شايفاني!.

ضحكت شمس ومن ثم لم تستطع تمالك نفسها أكثر واحتضنتها بقوه وقد هبطت دموعها في سعاده وحمد لله على ما قد وصلوا ايه أخيرا من راحه وسعاده وسلام ،لـ تُربت ريحان على ظهرها بحنو وهيا تمنع دموعها من السقوط هيا الأخرى قائله:

_طب بتعيطي ليه دلوقتي بس!.

_كان عمري كله هيضيع على الفاضي لو مكنتش شوفتك في فستان فرحك يا ريحان ،مش مصدقه اني شايفاكي جميله الجمال ده كله ، انتي عامله زي الحوريه بجد ،انا بعيط من فرحتي إني قدرت اشاركك يوم زي ده بكل لحظه فيه وعندي استعداد مشوفش بعدها عادي بس كفايه إني اشوفك وانتي بتتزفي لـ حبيبك ونور عينك.

صفعتها ريحان على ظهرها بغيظ وهتفت بغضب :

_بعد الشر عنك يا شمس اوعي اسمع الكلمه دي منك تاني.

ضحكت شمس ومن ثم ابتعدت عنها ضاحكه بمرح وهيا تجفف دموعها الساقطه:

_ايدك تقيله اوي الواد ده هيتحمل ايدك دي ازاي!.

ضحك يعقوب ومن ثم اقترب واحتضن ريحان طابعاً قُبله فوق وجنتيها قائل:

_يا ستي انا راضي خلصوا بس روحوني.

ضحكت شمس بقوه وهتفت وهيا تهز رأسها بيأس:

_انا عمري ما شوفت واحد واقع كده.

_لا يختي في ليل.

توردت وجنتي شمس بخجل لتضحك ريحان هيا ويعقوب ويهتفان في مرح :

_واضح أن مش ليل لوحده اللي واقع.

_انتوا الاتنين ارخم من بعض والله .

ضحك كلاهما من جديد ومن ثم سارا خارجان من البيوتي سيتر الر الخارج وما أن خرجا حتى وقف يعقوب وهو ينظر إلى ما أمامه بصدمه.

سياره حمراء صغيره مُزينه بورود بيضاء وقد كتب على مقدمتها اول حرف من اسمه واسم ريحان ليرمش بعينيه بعدم تصديق واغمض عينيه متظاهراً بالأغماء هاتفاً:

_يارب اللي اكون شايفه ده هلوسه من الفرح يارب.

بينما شهقت ريحان بصدمه وهيا تنظر إلى سيارة والدها الغاليه الواقفه أمام نصب عينيها لتنقل نظرها صوب شمس سريعاً التي ابتسمت بفخر وقالت:

_انا قولت لازم اجدد عربيه نزلت السوق تزف العروسين عشان تعرف بس يا يعقوب شمس لما تفكر بتعمل اي.

_ياريتك ما فكرتي ياريتك اه يانا يابا انا حد ناظرلي الجوازه دي!.

نظرت ريحان صوب شمس بحب وهتفت وقد لمعت الدموع بين عينيها:

_ليه يا شمس! ليه! ضيعتي الفلوس اللي كنتي محوشاها لـ جهازك ليه ؟.

اقتربت شمس وجففت دموعها وقالت بحب:

_لـ نفس السبب اللي بعتي فيه العربيه عشاني حبيت ارد ليكي ولو جزء بسيط من اللي عملتيه ليا ،انا عارفه غلاوة العربيه دي على قلبك ومهانش عليا أنك تبيعيها وعلى فكره لسه في مفاجأه كمان.

نظرت لها ريحان وهزت رأسها في عدم تصديق واحتضنت شمس بقوه هاتفه بفرحه:

_متعرفيش انتي عملتي فيا ايه يا شمس! انتي رجعتي الحياه لقلبي من تاني ،العربيه دي غاليه عندي اوووي .

اقترب يعقوب وهتف بتذمر وحنق:

_عربية ايه بس يا ريحان دي يدوب تاخدك بـ فستانك بالعافيه.

ضحكت شمس على حديثه ليتقدم مُسعد الذي هبط من السياره هاتفاً بمكر:

_ما تاخدها مشي يا اسطا يعقوب مش مشكله.

_انتوا ليل مسلطكم عليا صح! هو مفيش غيره اللي عاوز يبوظ ليا الجوازه حسبي الله ونعم الوكيل.

_مش عارف انا يا اسطا يعقوب الناس الظالمه دي بتنام ازاي.

نظر له يعقوب بغيظ ليقهقه جميعهم بقوه على حديثهم ليتبسم ثغر يعقوب وهو يرا نظرات ريحان السعيده ليهتف وهو يقترب ويمسك بكف يدها سائراً صوب السياره:

_وعشانك يا ريحان هركب عربيه تطيرها الرياح.

ضحك الجميع بقوه عليهم واسرعوا جميعهم صوب السياره وقبل إنطلاقهم إستمع يعقوب إلى أصوات صفير عاليه وإحتكاك عجلات من حوله فوجد العديد من "الموتسيكلات" والعربيات "الملاكي" التي تقم بالصفير بجانبهم ليهتف مُسعد وهو يدير السياره منطلقا:

_اهل الحاره بيوجبوا معاك يا اسطا يعقوب.

_دول سارقين مخزن موتسكلات ايه كل ده!.

ضحك مُسعد ومن ثم أدار السياره منطلقاً وخلفه العديد من الموتسيكلات والعربيات الملاكي التي كانت تطلق صفير حاد وتقديم ما يدعو بـ "الزفه" يعبرون بها عن كدا حبهم وسعادتهم لزواجهم ليبتسم كلا من يعقوب وريحان على طيبة قلوب هؤلاء الشباب الذين لا يعرفونهم ولكنهم كانوا حُسن الأهل لهم.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
لقد قَطَفتْ تلك العينان، قلبي .

وقـف ليـل وإلى جواره عمه عمــران على مشارف باب القاعه يستقبلون المتوافدون إلى حفل الزفاف ،كان يرتدي ليل بدله كُحلية اللون جعلته يبدو في غاية الجمال والتناسق مع فُستان شمس الذي أخبرته بلونه ريحان ،كان يبتسم في وجهه القادمون وبداخل حناياه يتراقص قلبه على إيقاع سعادته لـ صديقه ورفيق دربه على فوزه اخيرا بنصيبه من الحياه وهو ريــحــان.

نظر بعينيه صوب القاعه بـ رضا تام وهو ينظر إلى الطاولات الفضيه اللون والتي يجتمع حولها خمس من الكراسي وقد تراصت الطاولات بشكل مرتب ورائع ،الاضواء ذات الالوان المختلفه التي تضفي بهجه وروح إلى المكان ،الكوشه البيضاء التي اختارت شمس الديكور الخاص بها بعنايه واشرفت على صنعه كما أشرفت على كل شئ وتركت الباقي لليل ،كان يبتسم بإرتياح شديد وهو يشعر أن ليالي العذاب قد فارقتهم أخيرا واليوم هو حصادهم من التعب .

ابتسم عمران وهو ينظر إلى ليل التي لم تُفارق البسمه وجهه ليهاف قائلاً بحب:

_اقدر اقول أن البسمه والفرحه الي في عيونك دي سببها النداهه اللي خطفت قلبك؟.

تبسم ليل في وجهه عمه أكثر ببشاشه ومن ثم قال في فضول:

_هما ليه سموها نداهه يا عمران رغم أنها جميله وحلوه وبتسحر إي حد؟.

مد عمران يده يصافح الرجل الدالف ومن ثم هتف في صوت هادئ ورزين:

_عشان البني ادم مش بيسحره غير الصوت والكلام ،الست تقدر تدخل عقلها من نبره ناعمه وهمسه طيبه وكلمتين خفاف وقتها تقدر تسرق قلبها عشان كده اقرب طريق لقلب الست ودنها أما الراجل فـ مفيش غير الست الناعمه اللي تقدر تخطفه ،بص حواليك كده وهتعرف أن الست الناعمه بتعرف تاخد كل حاجه ،برقتها، ونعومتها، عشان كده سموها النداهه ،ناعمه وصوتها يسحر اي حد راجل بقى ولا ست ،وبعد ما تسحرك تاخد منها مُرادك زي ما هيا عاوزه ،النداهه مش اسطوره يا ليل دي حقيقه ،كل واحد فينا جواه نداهه بيخرجها ،ويرقق من نفسه ونعومة صوته وقت ما يكون عاوز مصلحه.

ضحك ليل بمرح وهتف قائلاً:

_وهو فيه راجل بينعم صوته يا عمران!.

_ايوا فيه يا ليل ،فيه راجل عشان يوصل للي هو عاوزه بيجر ناعم ،بيتكلم كلام حلو ومعسول ،سواء مع مدير شغله عشان يديله ترقيه فيقوله كلمتين حلوين ،راجل في مصلحه حكوميه عايز يخلص مصلحه فيتكلم براحه ويجر اللي قدامه بحلاوة كلامه وقرشيناته، وراجل عشان يملك قلب حد بيتكلم وده بنسميه كلامنجي ،اهو الراجل اسمه كلامنجي والست اسمها نداهه.

تنهد ليل بقوه وهتف وهو ينظر نحو عمه ويتبسم بحب :

_نفسي ابقى زيك كده يا عمي وافهم كل حاجه واعرفها!.

ابتسم عمران والتفت ناظراً له ومن ثم ربت على كتفيه بحب وقال:

_انا متولدتش عارف الحاجات دي كلها يا ليل الزمن والسنين علمتني وانت كل ما تعيش هتتعلم.

وهنا قطع حديثهم صوت صفير حاد من الخارج فضحك عمران وقال :

_قيس وليلى وصلوا.

خرج ليل مسرعاً إلى الخارج وما أن ولجت قدميه إلى الخارج حتى خرج صوته جهوراً بالضحك بقوه وهو ينظر إلى سيارة ريحان التي يهبط منها يعقوب وعلى وجهه معالم الغيظ وبالمقدمه هبطت شمس.

لم يستطع حينها أن يرا اي حد دونها ،كانت تشبه السماء في نعومتها ،وقطرات الندى في رقتها ،كانت كـ السندريلا بـ ردائها الازرق الجميل ،تلاقت عينيه بعينيها فنظر لها مبهوراً بـ جمالها الذي يُقسم أنه كل يوم يزداد ،اغداق العسل الخاصه به التي زُينت جعلته يسقط في حبها الف مره ،مائة الف في عشقها.

حبيبتي لا أجد لوصفها حداً يرام فلمثل جمالها خلق الغرام، رددي أَحرُف الهوى فكلانا في هواهُ معذب مقتول، لا تقولي سينتهي فهوانا اختيار، وقدر، فَلن يَردهُ المستحيل.

اقترب ليل مسلوب الإراده صوب شمس التي تركت الجميع وتقدمت هيا الأخرى فوقفا أمام بعضهم البعض يهتف ليل بهيام وهو ينظر لها قائلا في غزل عفيف:

_أحبك، ليس لأ‌نك شيء، بل لأ‌نك أجمل الأ‌شياء وأكثرها إدراكًا لمعاني الجمال، أحبك، ليس لأ‌نك نبض، بل لأ‌نّك أصدق النبضات وأكثرها إشباعًا بالنّقاء، أحبك، ليس لأ‌نك لست مجرد حبيب، بل لأ‌نّك نصفي الآ‌خر، أنت نبض قلبي.

توردت وجنتي شمس خجلاً لتوراي توردهما عنه وهيا تُنكساهما أرضاً ليهتف ليل قائلاً بحب:

_عاوزاني اقع في حبك اكتر من كده ايه ؟.

_وهو انت لسه عاوز تقع في حبي اكتر؟.

_كل مره بشوفك فيها بحس إني بشوفك لأول مره عشان كده كل مره بشوفك فيها بقع في حبك من تاني يا شمس.

ضحكت شمس برقه ومن ثم هتفت بنعومه وهيا تنظر صوب عينيه:

_على كده هتفضل تقع في حبي كتير اوي!.

ضحك ليل بحب وهز رأسه بإستسلام:

_معنديش مانع طالما هتكوني انتي الوحيده اللي هتسكن قلبي كل مره.

تبسمت له شمس بحب شديد ليغمز لها بعينيه ومن ثم هتف قائلا:

_محضر ليكي مفاجأه .

تبدل حالها سريعاً وهتفت بلهفه:

_مفاجأه! مفاجأة إيه؟.

ضحك ليل ومن ثم قال وهو يرا أن الجميع قد دلف إلى داخل القاعه:

_تعالي ندخل الاول وبعدين اقولك.

دلف كِلاهما إلى الداخل القاعه فوقفا إلى جانب بعضهم البعض وهم يرون إستقرار كلاً من ريحان ويعقوب في منتصر ساحة الرقص والبسمه تعتلي ثغرهم لتبدأ الموسيقى في الإنشاد ولكن كانت المفاجأة هنا أن ريحان هيا من تُغني حين اقترب موزع الأغاني وقدم لها الميكرفون ليتبسم ثغر يعقوب في عدم تصديق وسعاده بالغه ليبدأ صوت ريحان بالغناء:

الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك
وأنسى كل الدنيا دي وغمض عينيك
الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك
وأنسى كل الدنيا دي وغمض عينيك
ده إنت نور حياتي عمري كل أملي
شوق الدنيا كله مش كثير عليك
والله كل حاجة فيّ بتنادي لك
أيوة كل حاجة فيّ بتناديك

كان صوت ريحان اقرب لـ لحن تُغرده العصافير جعل جميع الجالسون ينظرون لها بإنبهار شديد بينما يعقوب كان في حالة هيام وهو ينظر إلى عيونها بعشق قد بلغ من زروته فأكملت ريحان بحب وهيا تمرر أناملها فوق وجنتيه بحب:

قالوا ياما إن القمر عالي وبعيد
والملايكة مستحيل تلمسها إيد
قالوا ياما إن القمر عالي وبعيد
والملايكة مستحيل تلمسها إيد
وأنا الليلة ديّ كل ده في إيديّ
يمكن في الدنيا دي أكون أنا الوحيد
والله كل حاجة فيّ بتنادي لك
أيوة كل حاجة فيّ بتناديك

ضمها إليه يعقوب بحب شديد وهو يشعر أن كل ما يشعر به من مشاعر حُلم ،حُلم جميل لا يرغب في الإستيقاظ مِنه ابدا ليهمس في اذني ريحان بحب:

_بـحبـك يا اغلى حاجه في دُنيتي.

ضحكت ريحان بحب شديد لتكمل في صوت ناعم وجميل كان قد قدر على سحر الجميع وقد كان يعقوب اولهم:

الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك
وأنسى كل الدنيا دي وغمض عينيك
الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك
وأنسى كل الدنيا دي وغمض عينيك
الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك
وأنسى كل الدنيا دي وغمض عينيك
الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك
وأنسى كل الدنيا دي وغمض عينيك





الليلة دي سيبني أقول وأحب فيك

وما انتهت ريحان من الغناء حتى حملها يعقوب ودار بها بقوه وسعاده ليقف الجميع من مقاعدهم مطلقين صفير وسقفات عاليه تدل على مدا فرحتهم.

ضحكت شمس بحب وهيا تضع كلتا يديها فوق قلبها وتنظر إلى سعادتهم بفرحه بالغه داعيه الله بداخلها أن تَدم تلك السعاده على الدوام.

وقف ليل أمام نصب عينيها لتنظر له مبتسمه ليهتف قائلاً وهو يغمز لها:

_اتفرجي بقى على الجنان اللي هيحصل.

وما أن أنهى ليل جُملته وانطلق صوب ساحة الرقص أسفل نظرات شمس المتعجبه حتى امتلئت الساحه بالعديد من الشباب والذي كان من ضمنهم زياد الذي استطاع تكوين صداقه بصعوبه مع كلا من ليل ويعقوب لتنظر له شمس بعظم فهم ولكن دقائق واتضح كل شئ.

وقف كلاً من يعقوب وريحان وسط دائره كامله من الشباب وهما ينظران الى بعضهم البعض بتعجب ودقائق واشتعلت صوت موسيقى حماسيه وتقدم ليل واقفاً أمام كلاً من يعقوب وريحان وبدأت فقرة الرقص التي جعلت يعقوب وريحان يضحكان بقوه:

عايز البنت تموت لمّا تشوفني
او اوو اووو او او
و اصرفوا ما تخافووش
او اوو اووو او او
و بلوبلاكو مخطط
و كارووهكاجولوه
اوه اوهروشنوه
اوه اوهكاجولوه
اوه اوهروشنوه
اوه اوهلبّسوه
أمريكوهاوه اوه او او اوه

ضحكت شمس بقوه حتى أزهقت روحها من فرط الضحك وهيا تنظر إلى رقص الشباب المُتزامن مع بعضهم البعض وليل الذي يرقص ببراعه وسط الجميع ليجلس الشباب اجمعهم على ركبه واحده ويصفق بمرح لتضحك بقوه هيا وريحان ويعقوب على جنون الشباب:

حسين.. عايز القميص, الكمام فيرزاتشي
و باقيت القميص فيرزاتشي
ايــــــــــــــهأووووووه
ايــــــــــــــهأووووووه
مش عايز ابئى جاكسونولا عايز ابوس مادونيا
انا عايز بس اروشِنواتهنّى و اخش دُنيا
يا ريتك تبقى جاكسونيا ريتني بوس مادونيا
انا عايز بس اروشِنواتهنّى و اخش دُنيا
طالع لجدود جدودوهأصيل و زي ابوووه
كاجولوه اوه اوهروشنوه اوه اوه
كاجولوه اوه اوهروشنوه اوه اوه

كانت اجواء الفرح مشتعله بحماس الشباب ورقصهم والذي انضم لهم يعقوب وريحان التي واقف تُصفق والى جانبها شمس وهم يضحكون بقوه اجلس ليل يعقوب على أرض المسرح واسرع الشباب بالدوران حوله والرقص بقدم واحده يقدمونها إلى الأمام والخلف:

اوه اوهاوه اوه اوه
بص يا حسينعايز الجراب من فوق فيرزاتشي
ومن تحت فيرزاتشيايـــــــــــــــه
أوووووووووووهكاجولوه اوه اوه
روشنوه اوه اوهكاجولوه اوه اوه
روشنوه اوه اوهلبّسوه
امريكوهاوه اوه او او اوه
اوه اوه اوه اوه

صوت صفقات عاليه من الجميع وقد انتهى ذالك العرض المُبهر ليضحك يعقوب بقوه وهو ينطلق لإحتضان ليل بسعاده وفرحه عارمه لـ يبادله ليل الإحتضان بسعاده لفرحة صديقه ليهتف يعقوب بإمتنان:

_ربنا يخليك ليا يا اجدع صاحب في الدنيا ويديمك سند وعز ليا دايماً.

_بتشكرني على إيه يا حمار ده انت صاحب عمري لو مرقصتش وغنيت في فرحك مين هيعمل كده!.

ضحك يعقوب وهو يربت على ظهره بحب اخوي صادق ليهتف يعقوب بهمس وهو ينظر إلى شمس:

_هتوري شمس المفاجأه امته.

_حبه كده.

ابتسم له يعقوب ومن ثم سار مبتعداً عنه ومقترباً صوب ريحان التي اشتعلت الاغاني من جديد من حولهم وشعر الجميع يرقص ويغني من حولهم في سعاده عارمه.

كانت شمس تغني وترقص في سعاده لـ صديقتها قبل أن تبتسم وهيا ترفع كف يدها وتُشير صوب مُسعد بكف يدها تُخبره بإحضار شئ ليهز رأسه موافقاً وينطلق سريعاً.






تسللت شمس من بين الفتيات التي حاوطنهم بسعاده وتقدمت صوب مُسعد الذي مد كف يده لها بهديه مُغلفه لتأخذها من بين يديه وتقترب صوب موزع الأغاني وتهمس له بشئ ومن ثم أخذت منه ميكروفون وانطلقت صوب ساحة الرقص.

توقفت الاغاني بغته حين اقتراب شمس ووقوفها في منتصف الساحه أمام ريحان التي نظرت لها بتأمل وتعجب لتهتف شمس بحب اخوي:

_لو حد قالي إيه هو اسعد يوم في حياتي هقول انهارده ،هقول إن انهارده اسعد يوم مر في حياتي كلها ،انهارده فرح صحبتي واختي وكل حاجه حلوه في حياتي ،رفيقة عمري ،و ونسي اللي عمره ما مل مني ،حضنتني في وقت ضعفي ،ومسحت عني دموعي في عز حزني ،سندتني في اكتر وقت انا كنت مكسوره فيه ،كان عندها استعداد في تضحي لما حاجه في سبيل فرحتي وسعادتي ،امي برغم صغرها ،واختي اللي ولدتها ليا الدُنيا  ،فرحتي بيها انهارده عمرها ما تتوصف ،اجمل عروسها عيوني شافتها ولا هتشوف زيها ابداً.

ترققت الدموع بين حدقتي ريحان لتترك كف يعقوب الممسك بها وتقترب صوب شمس التي تقدمت هيا الأخرى بحب وقامت بمد كفي يديها اللذان يحملان الهدايه الخاصه بها وهتفت قائله:

_دي هديتك التانيه اللي عمري ما فكرت إني أفرط فيها ريحان ،دي اول فرحتك ،واول سعادتك ،واول بدايه حلوه لينا إحنا الاتنين .

نظرت لها ريحان بعدم لتشرع في فتح هديتها في لهفه شديده وما أن فتحت وظهرت لها تَلك العُلبه القطيفه حتى نظرت إلى شمس بعد تصديق ومن ثم التفتت ونظرت صوب يعقوب الذي ابتسم لها بحب لتهتف قائله بصدمه:

_إزاي؟
طب والعمليه عملتوها ازاي لما مبعتوش الدهب!.

تبسم ثغر يعقوب وهتف وهو ينظر إلى ليل الذي كان يراقب ما يحدث مبتسماً قائلا:

_لـيـل هو اللي دفع مصاريف العمليه ورفض أن الشبكه بتاعتك تتباع ولما قولتله أنك هترفضي حاطه زي دي قالي اقولك تعتبري مصاريف عملية شمس مهرها أو اي حاجه المهم انك متبعيش دهبك.

ضحكت ريحان بعدم تصديق وهتفت وهيا تنظر نحو ليل قائله بإمتنان وحب اخوي صادق:

_شكراً اوي يا ليل مش عارفه اقولك إيه!.

_لو بتشكريني عشان مبعتش دهبك فلا شكر على واجب امال لو بتشكريني على مصاريف عملية شمس فـ لا ملكيش حق شمس من اول يوم شوفتها فيه وانا اعتبرتها مسؤوله مني.

ضحكت ريحان وهيا تنظر نحو شمس التي غمزت لها بعينيها وقالت وهيا تتقدم وتنظر لها بحب:

_لسه في مفاجأه كمان.

ومن ثم التفتت ونظرت صوب موزع الأغاني واشارت له بيدها ليبتسم لها ومن ثم بدأت صوت موسيقى هادئه في الإنشاد لـ تقترب ريحان وتُمسك كف يدها وتحتضنها بحب وبدأت في الغناء إلى صديقتها بحب:

اه يا قلبي على الجمال قمر ماشاء الله.
حطها في عينك دي اغلى بنت في الدُنيا.
يعني تدلع وماله ما القمر عارف جماله.
مش هتبعد عنها يوم ولا ساعه ولا ثانيه.

دمعت عيني ريحان في سعاده بالغه وهيا لا تصدق أن شمس تُغني لها! ضحكت في فرحه عارمه وهيا تحتضنها بقوه وقد سقطت دموع السعاده من بين عينيها لتحتضنها شمس في حب وهيا تنظر إلى الجميع من حولهم والذي تأثر بهم بشده لتكمل وقد ارتعش صوتها بنبره تدل على بكائها:

اه يا قلبي على الجمال قمر ماشاء الله.
حطها في عينك دي اغلى بنت في الدنيا.
يعني تدلع وماله ما القمر عارف جماله.
مش هتبعد عنها يوم ولا ساعه ولا ثانيه.

ارتفعت صوت الموسيقي قليلاً بتبعد شمس ريحان عن احضانها ومن ثم أمسكت بكف يدها وأخذت ترقص وهيا تهز ذراع ريحان أن تشاركها الرقص لتضحك ريحان بسعاده ليقترب يعقوب ويحتضنها وبدأ بالرقص سوياً لـ تكمل شمس بغناء وهيا تُشير ناحية ريحان:

دي صحبتي وعشرة عمري وما بينا سنين.
من صغري وانا إيدي في إيدها تعدي سنين.
فرحه باينه من عينيها لايق الابيض عليها.
والعريس إيده في إيديها الله على الجمال.

ا




نسجم الجميع من حولهم على صوت إيقاع الموسيقى الفرح لتضع ريحان كف يدها فوق قلبها ومن ثم تُرسل قُبله لـ شمس في الهواء جعلت الجميع يضحك بحب وتأثر بتلك الصديقتان الجميلتان التي لن يشهدن مثلهن ابدا.

_معقول الحب ده كله ما بينهم.

هتفت بها كاريمان وهيا تقف إلى جوار الطبيب رحــيم الذي ابتسم بتأثر ليهتف وهو ينظر صوب كاريمان التي تجفف دمعه قد هبطت من عينيها قائلا:

_اهو كنز الاربعه دول لا كان فلوس ولا ملك ولا سلطان ،كان كنزهم الوحيد هو حبهم لبعض واستعدادهم للتضحية عشان خاطر بعض طول الوقت.

_معقول يا رحيم؟ معقول لسه فيه في الدنيا دي ناس كده!.

_ايوا يا كاريمان لسه في ناس بتحب بجد وبصدق ،في ناس قلوبها لسه بيضه متلوثتش بخبث البشر وظلمهم ،ويمكن الاربعه دول اخر عُمله في الدنيا لكن منهم انا اتعملت حاجات كتير اووي.

اقتربت ريحان من شمس واحتضتنها قائله بحب:

_تفتكري الدُنيا فيها كام سنه كمان عشان اعمل صاحبه زيك؟.

_تفتكري انتي الدُنيا فيها كام ونس غيرك يا ريحان!.

_مش كده يا جماعه انا هعيط والله!.

هتف بها يعقوب بمرح وهو يقترب ويقف إلى جوار ريحان التي أسندت رأسها على كتفه بحب وهيا لا تزال ممسكه بكف شمس وقد شعرت أن هنا يكمن عالمها وحياتها بأكلمها.

ولم تنتهي المُفاجأة في هذا الحفل فقد سمع الجميع صوت صفير حاد مزعج قد خرج من إحدى المكرفونات فألتفت الجميع سريعاً صوب مصدر الصوت فـ فوجئ الجميع بـ لـيـل الذي يحمل بين كفي يده ميكرفون اسود اللون وقد سُلط الضوء الأبيض عليه.

ابتسمت ريحان بحب وهيا تنظر صوب ملامح شمس المُتعجبه والمصدومه مما يفعله شئ لترفع رأسها وتنظر إلى يعقوب وتهتف بحب:

_كان عندك حق لما قولت أن الحب بيخلق مجانين يا يعقوب.

_واقدر اقولك دلوقت أن الحب قدر يخلق مننا ناس قدره تتخطى الصعاب من غير هزيمه.

_والحقيقه هيا إني انهزمت فيك يا يعقوب.

ضحك يعقوب بحب ومن ثم انطفئت جميع الانوار من حولهم وسُلط ضوء واحد فقط فوض شمس التي شعرت بضربات قلبها تَعلو وتعَلو وهيا ترا ليل يخرج من الظلام وقد سُلط عليه ضوء هو الأخر لـ تنظر حولها وقد وجدت الجميع ينظر لها بترقب وقبل أن تلتفت من جديد وجدت ليل يقف امام وجهها مُباشره لترفع كف يدها وتضعه فوق قلبها مُباشره تهدأ من نبض قلبه ليهتف لـيل بحب وعشق قد بلغ ذروته قائلاً:

_تفتكري الإنسان ممكن يتولد مرتين في الدُنيا دي؟.
انا بقى اتولدت مرتين مره لما حبيتك ومره لما سمعت منك كلمة بـحبـك ،معرفش فين حبيتك وأمته وليه وإزاي بس كل اللي اعرف ان من غيرك عُمري ما يتسماش عمر ،يتسمى خراب ،دُنيا سوده ملهاش معنى زي ما كانت من قبل ما اقابلك ،كنت تايهه في طريق مش عارف هرجعه منين لكن القدر وقعني فيكي ،لأول مره اقع وارفض إني اقوم ،كنتي أجمل حاجه عيوني شافتها ،اول ما شوفتك فكرتك نداهه عشان سرقني قلبي وسحرتيني بعيونك ،عيونك اللي كل ما كنت بتبص ليها مكنتش بشوف فيها غير نفسي وبص ،كل مره كنتي بتبصي ليا ومش بتشوفيني كنت بخاف ،كنت بخاف متشوفنيش ابدا لكن كل مره اللي كان بيصبرني إني بـحـبك.

لمعت عيني شمس بـ الحب وهيا تستمع إلى كلمات لـيـل التي هبطت كـ الغيث فوق قلبها ليهتف ليل وهو يمسك بكف يدها ويهتف مُكملاً من رشفة حديثه الحُلو بحب:

_وعشان كده وقدام كل الناس دي انا بقولك إني بحبك ،بحبك وهفضل احبك لأخر العمر، بحبك يا صراعي الوحيد اللي مخوفتش اتهزم فيه ،وقدام الناس كلها بهدي الاغنيه دي ليكي.

_اغنيه ليا انا!.

_صدقيني حروف الدنيا كلها متقدرش توصف ليكي انا بحبك قد ايه.

توردت وجنتي شمس بـ حُمرة الخجل لتبدإ موسيقى هادئه للغايه في الإرتفاع لتنظر شمس صوب عيني ليل وتبتسم له بحب ليحتضن هو كف يدها ويسير بها إلى ساحة الرقص وشرع في الغناء في صوت هادئ ولم تبرح عينيه اغداق عسلها:

ما بعمري مآمن بالحب 
اللي اسمعته بقصص الخيال 
بس لمّا شافك هالقلب 
ما خلى لعقلي مجال 
خلاني آمن بالحب وفيكي 
ولو بكتب كل الأشعار 
بجمالك ما بوفيكي 





كان صوته كـ طرب الناي الهادئ يجعل الأذان تُذهل من جمال صوته ذو البحه الرجوليه ،كان قادر على سرقة قلبها الف مره ولكن تلك المره كان قادر على امتلاك قلبها بلا شك ،وصلا إلى منتصف ساحة الرقص فوقفت تنظر له بحب تغلغل إلى داخل قلبها كـ نسيم العطر ترك ليل كف يدها وابتعد عنها قليلاً واختفى في الظلام والضوء الابيض مُسلط عليها فقط اخذت تنظر حولها بقلق فظهر لها بغته كما اختفى وهو يجلس أمامها على ركبه واحده يـمد كف يده لها بـ باقة من الورد الابيض الأقحواني المفضل لديها بحب مبُتسماً لها لتلتقفه يدها منه وتمسك به ليكمل ليل بصوت جميل وقد ارتفع صوت الموسيقي قليلاً:

حبيبي كم انت جميلة
هقد وقعت ما باليد حيلة 
في الحب لا لا مستحيل 
فاسمحي لي أن اكون لجمالك رسول 
جمالك مش من هالكون 
عليكي احلى عيون 
ما فيي نزل لنجوم 
لنجمة انا 
لموني بحبك مجنون 
ضايع بسحرك عم بكون 
ما بصدق يجيني نوم 
و احلم فيكي انا 

كيف يقوم انسان بفرض سُلطته على إنسان اخر؟.
أن يُذبه عشقاً ويغمره آماناً أن يملئ قلبه للحد الذي أن غاب باتت جميع الاوجه شاحبه، والشوارع مُغبره، والأشجار عاريه، لا يرى الكون سوا ثقب أسود يبتلع كل الألوان من حوله ،كيف لإنسان اخر أن يكون قادر على سرقة قلب أحدهم وإمداده بـ حباً لا يذوب ولا يطفو على سطح من الزَبد.

كان الجميع ينظر لهم وقد كانوا يتهامسون فيما بينهم أنه من أين لهم أن يعثروا على رجل مثل لـيـل!.

سقطت دموع شـمـس فوق وجنتيها في سعاده لا تستطيع أن تسع قلبها وكأن فضاء العالم بأجمعه لم يعد يملك القدره على إساعة أجنحتها وقف لـيـل ومد كف يده وجفف دموعها المتساقطه وتبسم في عشق بائن لـ الأعمى واكمل قائلا:

رح امشي بكل الكون 
و احكي عنك 
كان في بليلى مجنون 
صار في مجنون منك 
رح خلي كل الناس 
تعرف انت و معي 
فيي شو بصير 
رح غنيها اسمعي 
انت و معي 
بحس الدني 
اجمل من حلم اللاوعي 

تبسم ثغر شمس في حب قد عصف بكل كيانها ليبتعد ليل عنها من جديد في الظلام وتلك المره ابتسمت وهيا تنتظر أن يعود إليها من جديد لـ تجد أحدهم يقم بخبطها في كتفها لتلتفت لتجدها ريحان التي ابتسمت لها وهيا تمد لها باقة الورد الخاصه بها فضحكت شمس في ذهول وقد أصبحت تحمل باقتين من الورد لتشعر بضربه أخرى على ظهرها من الجهه الاخرى لتلتفت بوجدت ليل الذي جلس على ركبتيه من جديد وقد مد لها كف يده تلد المره عُلبه بها خاتم جميل ذو فصوص لامعه لتشهق في عدم تصديق وهيا تنظر صوب عينيه آلامعه بسعادتها ليكمل من غنائه بصوت جميل هادئ ناسب هدوء الموسيقي:

و مشي معي 
مشي معي 
نمشي عغيوم 
نحكي لنجوم 
ننسى لهموم 
سوا انطير 
حد القمر 
حلو السهر 
و اكتب شعر بقول 
حبيبي كم انت جميلة 
هقد وقعت ما باليد حيلة 
في الحب لا لا مستحيل 
فاسمحي لي أن اكون لجمالك رسول

توقفت الموسيقى أخيرا وتزامن معها إنطلاق الصفقات والصفير الحار الذي خرج من افوه الجميع السعداء نهض ليل ووقف أمام شمس وهتف بحب بالغ:

_تــتـجـوزيــني يا شــمـسي!.

ضحكت شمس بقوه ومن ثم تركت باقتي الورد تنزلقان من بين يديها وقفزت محتضنه ليل بقوه وهيا تبكي على كتفه بقوه قائله:

_مــوافــقه مـوافـقـه اتجوزك يا اجمل حاجه حصلت في حياتي ،يا كُل حياتي وآمالي يا نور عيني ومن غيره أتوه ،موافقه يا ونس العمر .

دار بها ليل بسعاده بالغه ليسقف الجميع من جديد بقوه وسعاده بالغه وقد انطلقت بعض الصورايخ الناريه من حولهم واشتعلت موسيقى حماسيه تُناسب ذلك الموقف.

ضحك يعقوب بقوه وسعاده اـ فرحة صديقه وهتف وهو يحتضن ريحان التي كانت تبتسم بحب لـ فرحة صديقتها:

_سرق مني الفرح القادر.

ضحكت ريحان وهيا تستند برأسها فوق صدره ليجابيهم صوت صراخ مُسعد الفرح وهو يقول:

_المـأذون وصــــل.

التفتت شمس سريعاً صوب مُسعد الذي كان يسير خلفه رجلاً شيخاً وهو يبتسم ببشاشه لتهتف وهيا تنظر صوب ليل بصدمه:

_هتكتب كتب الكتاب دلوقت!.

_وابقى حمار لو آخرته ثانيه بعد كده ،الشهود موجودين ،والناس كلها موجدين يعني وفرنا وقت الإشهار انتي لابسه فستان وانا لابسه بدله إيه اللي يمنع بقى!.

ضحكت شمس بقوه وهيا تهز رأسها بعدم تصديق قائله:

_انت مجنون!.

_كنت عاقل من قبل ما اقابلك.

_ولما قابلتني؟.

_بقيت مجنون بيكي ونسيت العقل وسنينه.

ضحكت شمس وهزت رأسها بإستسلام ليمسك لـيـل بكف يدها ويسير بها صوب إحدى الطاولات التي جلس عليها المأذون والطبيب رحيم زياد ومُسعد ووقف حولهم يعقوب وريحان التي أسرعت في احتضان شمس بسعاده بالغه ليجلس جميعهم في حلقه كامله وبدأ المأذون في إجراءت الزواج.







هتف المأذون وهو ينظر صوب شمس مبتسماً ببشاشه قائلاً:

_تقبلي يا شمس ياسين عوض بـ ليل كارم الرضواني زوج ليكي.

ابتسمت شمس ومن ثم نظرت صوب ليل وهتفت بصوت عالي:

_اقـــبـــل.

صفق الجميع بسعاده بالغه واطلقت ريحان زغروطه سعيده ليهتف المأذون وهو ينظر صوب ليل قائلاً:

_تقبل يا ل....

قاطعه ليل صارخاً بصوت عال:

_أقـــبـــل أقــبــل أقـــبل .

ضحك الجميع من حولهم بقوه على جنون ليل وكذلك المأذون الذي ضحك بهدوء وهتف:

_فين وكيل العروسه؟.

نظر الجميع الي بعضهم البعض بترقب لتلمع عيني شمس وقبل أن تتحدث تقدم عمران ووقف إلى جوارها وهتف بحنان ابوي:

_انا وكيل العروسه يا شيخنا.

التفتت شمس تنظر صوب عمران ذلك الرجل الطيب الذي قدم لزيارتها ذات مره وهما في المستشفي لتبتسم له بإمتنان ودقائق وجهر صوت المأذون قائلا:

_اعلنكما الآن زوج وزوجه على سنه الله ورسوله.

ضحكت شمس بقوه وهيا تشعر بـ ليل يحملها ويدور بها بقوه وقد انطلقت اصوات الزغاريط العاليه من حولهم.

وأن كان دل ذلك على شئ فهو نهاية حكايتنا.

تراقص القدر والحب والحياه أسفل موسيقى الزفاف التي أنشدت من حولهم وقد كُتبت النهايه اخيرا.

وقد فاز الحب على الصراعات.
وكتُبت حكايه جديده أسفل سطور القدر.

حـــب تــحــت صــراع.


                   تمت
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-