CMP: AIE: رواية اسيرة وعده الفصل الثالث3بقلم مروه البطراوي
أخر الاخبار

رواية اسيرة وعده الفصل الثالث3بقلم مروه البطراوي


 رواية اسيرة وعده 
الفصل الثالث3
بقلم مروه البطراوي
 
لفظت فوزية بكلمات كما لو كانت تهذي بأن التاريخ يعيد نفسه من جديد و بدايتها مع محسن وركضها نحوه وتركها لأهلها لتبقى  امرأة زوج مدان، عاد محمود من جديد إليهم لتنظر جنة في



 عينيه تراه بطلًا بعكس والدها الذي كان أبًا من العدم لا تعلم أن محمود سيكون لها يومًا ما عقابًا عندما يعلم أنها كانت تتردد علي عابد وما صار بأخر يوم، سيكون لها مؤدبًا، لترى البطل وحشًا كاسرًا مثله مثل عابد، نظرة واحدة منه تجعلها تشعر كما أن الجدران حولها تهتز، عيناها تحمل نوعين من الصفات الخير لمن فيه خير والشر لمن ينافي قراراته، تحتار في أمره هل هو ضوء للنجاة، أم ظلام دامس سيعميها، هل هو الدواء أم الداء نفسه؟ 
قامت جنة بزيارة والدها متلهفة ما أن رأته قائلة: بابا أنت كويس؟ 
نكس رأسه في الأرض يبادر محمود بالحديث معه: لو تعبان أنا ممكن أبلغ إدارة السجن و يتم  نقلك المستشفى. 
اندهش محسن لعدم وجود فوزية معهم فسألهم في قلق ليس عليها و إنما منها أن تكون رفضت استكمال حياتها معه: فين فوزية؟ 
ابتسم محمود : متخافش يا عمي هي كويسه وهتجيلك الزيارة الجاية. 
كان محمود يتحدث وهو يربت علي يد عمه بحنان ليشعر محسن بهذا ويسأله متأملًا فيه ردًا معينًا: هتيجي لوحدها؟ 
ابتسمت جنة بسخرية: أنا هاجي معاها يا بابا. 
التفت محسن إلى محمود منتظرًا منه أن يخالفها الرأي 
محمود كان جاي بالصدفة لما تأخرنا في الرد عليه ولما عرف اني جاية جه معايا أعتقد مش يوقف مصالحه علشانا. 
انتهت الزيارة ولكن بعد حديثها طلب محسن منها أن تنتظر محمود بالخارج سرد عليه أمرًا هامًا جعله يخرج مدهوشًا مما سمعه ينظر إليها بغضب وعصبية تعقد هي  ما بين حاجبيها قائلة: ايه أنت بتبص لي كده ليه؟ 
انتبه إلى نظراته تكسو ملامحه البرود وهو يرد عليها: ايه يعني فاكرني معجب بيكي مثلًا؟ 
استغربت جنة من رده فهو مخالف نظراته الغاضبة: ايه اللي بتقوله ده معجب مين أنت بتبص ليا زى ما أكون ارتكبت جريمة. 
انتبه بالفعل إلى أفعاله  وتنحنح قائلًا: عمومًا مش وقته لما نروح هقولك مالي. 
نظرت إليه نظرة استهزاء من الأعلى إلى الأسفل قائلة: كده كفاية أوي أنا هروح من طريق وأنت علي بلدك يا ابن عمي. 
تنهد محمود بتعب ولما لا فالتعب منها وليس من أي شخص أخر فهي شخصيه مستفزة: مش هروح بلدي إلا لما نقعد ونتكلم سوا يا جنية. 
جحظت جنة بعينيها وهو يستهزئ باسمها لترفع من صوتها قائلة: نعععععععم. 
ارتفع صوته هو الأخر وكان ذلك بعد ما قام بفتح سيارته و إجبارها على الصعود يلتفت هو إلى الجانب الأخر قائلًا: مش اسمك جنية برضه؟ 
زفرت جنة  في حنق قائلة: في أهل يسموا بنتهم جنية؟ أنا اسمي جنة. 
ابتسم بلطف مصطنع وهو يقول: أهلك كانوا مستبشرين فيكي الخير لذلك سموكي جنة. 
كان يحدثها وهو يشيح بوجهه إلى الجانب الأخر يتخيل عابد وما حاول فعله معها لتضع يدها علي خديها منتظرة بقية حديثه قائلة 
-ها وبعدين هو ده الموضوع اللي عايز تكلمني عنه؟ 
التفت إليها بهدوء: لا الموضوع أن عمي وصاني إنك ترجعي معايا البلد أنتِ و والدتك. 
هي لم تتفاجأ بل كانت متوقعة هذا الشئ ومع ذلك امتعضت للأمر قائلة: لا هو محاولش جوه يقولي علي كده لأن عارف إن مفيش قوة ترجعني معاك. 

أغمض محمود جفنيه في محاولة كبح جماح غضبه منها: عمي وصاني ترجعوا معايا كمان وصاني أن في حاجة هتم لو لا قدر الله مات. 
التفتت إليه وعينيها تطلق شرارات الغضب قائلة: يا رب يبارك لنا فيه، لو افترضنا كلامك صح ليه مقالش الكلام ده قدامي؟ 
تنهدت مطولًا وبعمق قائلًا: ما حبش يجرح فيك  وخصوصا وهو فرض عليكي أمر إني هكون وصي عليكي. 
اتسعت حدقه عينيها بصدمة قائلة: أنت بتقول ايه؟ 
واستطردت وهي تمسح على وجهها بغيظ: أكيد أنت بتحاول تستفز فيا  مش أكتر. 
لتتابع وهي تهز رأسها غير مستوعبه للموقف : لا يا محمود بيه أنت لو قدرت تخدع بابا علشان الأرض مش هتقدر تخدعني. 
نظر إليها نظرات كادت أن تحرقها منذ أن تحدثت عن الأرض لتشعر بارتفاع درجة الحرارة بالرغم أنهم في موسم الشتاء 
أنت رفضت الوصاية صح؟ 
ضغط على المقود بكل قسوة حتى أن مفاصله ابيضت: خليكي فاكرة كلمتك اني طمعان في أرضك لأني مش هنساها. 
لملمت حقيبتها وكادت أن تهبط من السيارة يوقفها بيد واحدة وبقوة 
-شيل ايدك عني لا أصوت و أعملك فضيحة. 
ترك ذراعها وكادت أن تهبط لولا أنها سمعته يقول: الأرض تتباع بعد بكره والفلوس يتعمل بيها حساب ليكي. 
اتسعت حدقه عينيها بذهول خاصة عندما تأكدت أن أمر الوصاية ليس للأرض يستطرد هو: بس لغاية ما عمي يخرج بالسلامة هتكوني ضيفة عندي أنتِ والست والدتك. 
وافقت ولكن تذكرت أمر الوصية الأخرى إن مات والدها ماذا سيحدث لذلك صكت على أسنانها قائلة: لا يا محمود مش هجي معاك برضه. 
استغرب إصرارها لتستطرد هي قائلة: لا ودي أخر حاجة عندي. 
فتح باب السيارة بكل هدوء قائلًا: إنزلي وأنا ارجع لعمي وأبلغه إنك رفضتي. 
توقفت شاردة ليخرج هو ما في جعبته قائلًا: بس عايز أقولك أن وجود أبوكي في السجن بسببك. 
نظرت جنة إلى الأسفل بحزن يستطرد ضاغطًا عليها: عابد سواء أبوكي جوه السجن أو براه يوصلك إلا إذا كنتي حابة كده. 
رفعت بصرها تنظر إليه ليجد الحزن ملأ عينيها لدرجة تدفق دموعها: يا ريتني مت. 
تنهد هو قائلًا: أيوه أي انسان يتعرض لموقف سيء يتمنى الموت أنا ما يهمني كل ده أنا يهمني عمي وشرفه. 
ردت عليه بحدة: شرفه! كنت فين أنت  وأهلك زمان لما جاين تدوروا علينا علشان ترموا لنا الفايض بتاعك لو كنتم موجودين مكنش بابا بالحال ده. 
رد عليها بهدوء ينافي عصبيتها منه قائلًا: عايز أخر رد منك ترجعي معايا البلد ولا لا؟
💜💜💜 
علي الجانب الأخر قبل ذهاب محمود إلى القاهرة أخبر شقيقته سهير أنه ذاهب إلى عمه ومن المفترض العودة بأهله نظرًا لسجنه هرعت إلى غرفتها توقظ زوجها لأنها تذكرت تهديد شقيقها خاطر أنه يخرجها من المنزل هي وزوجها إذا عاد محمود بزوجة عمه وابنته 
-زين اصحى . 
هب زين من مضجعه كمن لدغته عقربة لأن صوتها كان يحمل رجفة يعقد ما بين حاجبيه على ضيقها الظاهر على وجهها 
يلا قوم جهز الشنط معانا احنا نمشي من هنا. 

اعتدل زين في جلسته علي الفراش فهو على علم بموضوع التهديد: خلينا لحد ما محمود هو اللي يحكم وبعدين هنروح فين؟ ما أنتِ عارفة اللي فيها. 
شردت في تخيل أن محمود سيوافق خاطر الرأي لأن جنة عزباء و لن يسمح بوجود رجل غريب بالمنزل 
-وافرض إنه وافق إننا نمشي يا زين؟ 
ابتسم بمرارة قائلًا: هامشي أنا بس مش هاخد حد معايا  لا أنتِ ولا نور مش هستحمل تعيشوا مع أمي وهي عمالة تذل فيكم  و حد يهينك. 
دلف نور في هذه الأثناء واستمع إلى كلمات والده عن الرحيل وما أن انتبه زين له كاد أن يركض يوقفه قائلًا: 
-استنى يا نور اسمعني أنت مش صغير أنت راجل، أنا ماشي من هنا مؤقتًا بس هرجع علشان أخدك أنت وماما . 
ارتمى نور بأحضان والده وهو يربت على ذراعيه كما لو كان هو الأب وليس الابن: لا يا بابا أنا هاجي معاك ستي مش هتقدر تزعلني أنا ابن ابنها البكري وابقى أجي هنا لأمي بالنهار. 
أمسك كفي نور وهو ينظر إلى سهير التي تضايقت من عدم رغبته في أخذه معها هي تعلم الحقيقة هو لم يتجنب المشاكل مع والدته فقط بل هو لا يريد جرح مشاعر شقيقته التي كانت تريد محمود في المقابل يفوز هو بسهير ولكن أبى محمود فهي لا تحمل مواصفات شريكة حياته. 
-طيب يا نور أنا هروح لستك وهجي أخدك أخر الأسبوع أكون ظبط ليك أوضتك.





 
أخذت سهير تهز رجليها بكل غضب قائلة: متبقاش تنساني يا زين أو حد يمنعك من السؤال. 
خرج نور لأنه شعر أن مشادة ستحدث بين والديه 
أنتِ مش عايزاني أروح لأهلي يا سهير طب أعمل ايه نبات في الشارع. 
ابتعدت قليلا تنظر من النافذه في  شرود قائلة: للأسف أنا وأنت يا زين اتحكم علينا نبقي في الشارع لا أهلك طايقيني و اخويا بيرميني لمجرد إني شجعت محمود يرجع الأرض لعمي. 
ثم جلست على المقعد بكل انهيار: أستغفر الله العظيم على قد ما نفسي أخرج معاك من هنا بس مش هقدر لا أمك و أختك يطلعوا عيني. طب ما تاخد مني نصيبي يا زين ونجيب بيت. 
ذهب إليها وجلس علي عقبه يقبل يدها بحنان قائلًا: اطمني أنا اخلص مقاولة كبيرة كلها شهرين وأقبض المبلغ ده غير أن صاحب البيت هيعطيني شقة فيه اي نعم ضيقة بس تقضي والفلوس نفرش بيها، و فلوسك تتهني بيهم و تجيبي بيهم الحاجة اللي أنا مش هقدر أجيبها يا سهير، أنا لو أطول أسعدك العمر كله وما اخليكم تتحوجوا لحد. 




حقًا كلمات صغيرة ووعود ولكنها كان لها التأثير في التعديل من مزاجها تحمد الله أنه لم يأخذها بذنب أشقائها يومًا.


أعدت له حقيبته وأمرت الخدم بإنزالها إلى الأسفل ثم هبطت هي الأخرى خلفهم لتجد شقيقها خاطر يستند على الحائط مربعًا ذراعيه ينظر إليها لتسأل: في ايه يا خاطر واقف عندك كده ليه؟ 
رد عليها بصوت عالي قائلًا: أنتِ هتمشي يا سهير أخيرًا؟ 
هزت رأسها بنفي وهي تقول: لا زين هو اللي يمشي أنا مش ماشيه إلا بعد ما يشطب الشقة اللي انقل معاه فيها. 
نظر إليها بحدة حيث كان يريد عودتها إلى بيت أهل زوجها لتندلع المشاكل  وتلجأ لمحمود  لفض المنازعات لتأتيه الفرصة في التلاعب بجنة. 
-هتفضلي هنا يلا إياك حماتك تجوزه واحدة من بنات أخواتها بس ما تبقيش تعيطي. 
بالرغم من أنها تعلم




 جيدًا أن خاطر يخيفها إلا أنها خشيت بالفعل والدة زوجها ليس لها مثيل في ذلك.
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-