رواية غلطه وندم
الفصل الرابع والعشرون24
بقلم مروة محمد
إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكاً للآخرين ونحن بعد أحياء، إن مجرد تصورنا ...ان الحزن يدوم طويلا...فهو تصور خاطئ ...لأن الحزن طال ام قصر فنهايته فرحه مثمرة
بعد ما قام شهاب بلكمه والتوعد له بأشد الوعيد مسح الدم من علي ثغره وزفر بحنق وكأنه يلعن نفسه لما يقوم به من أعمال خاصه أنه لن يستفاد منها بشئ وان استفاد سيستفاد بغاده ولكن كجسد بلا روح...كان قد رتب نفسه أن يسافر بعيدا وينطلق ويكمل دراسته ولكن عجزه واحتياجه المال أذله وأهانه وجعله لعبه في يد امرأة لا ترحم هدفها الاول والاخير هو تدمير غاده وسحقها من الدنيا....حتي تقطع عليها حياتها الهنيئه...قام بترتيب ملابسه وذهب الي أخته زيزى زوجه غانم الثانيه اندفع داخل فيلتهم قائلا
=أنا مش هكمل يا زيزى....معنديش استعداد انضرب واتهان والكل يكرهني وسمعتي تبقي زفت في الجامعه علشانك...تقدرى تقوليلي هستفاد ايه؟
ردت عليه زيزى بهدوء وهي تضع ساق فوق ساق قائله
=كل حاجه يا طارق...انت مش معاك فلوس تكمل دراستك بره...فيها ايه لما توقع بينهم ويبقي ليك جزء بسيط من فلوسها....وانا أتمتع بالباقي أنا واولادي.
صرخ في وجهها قائلا
=وشغلي اللي فقدته قبل كده بسبب خططك وسمعتي اللي بقت في الارض....انا مش عايز من فلوسها حاجه أنا عايز حقي اللي انتي نمتي عليها انتي وجوزك.
ردت عليه بجبروت قائله
=بص بقا..انا أبوك كتب ليا كل حاجه قبل ما يموت..انا متعلمتش زيك ولا زى أختك فصعبت عليه...أما انت وهي اتعلمتوا ده غير البيت اللي انت عايش فيه احمد ربنا اني مقعداك فيه ببلاش....والهانم أختك مخلفتش زيي.
تم استطردت حديثها بصوت مرتفع قائله
=وكفايه العربيه اللي جبتها ليك علشان تزغلل عين السنيورة...بس انت اللي خايب...والخايب ملوش بقا حقوق عندي..عايز حقك هتاخده بس يتم المعلوم.
ثم نهضت قائله
=ولو محصلش.....شوفلك بيت تاني تعيش فيه....ثانيا فلوس العربيه هترجع لأنها أقساط عليك للبنك....ثالثا هسحب وسطاتي وهرجعك جامعه بني سويف تاني.
صرخ طارق في وجهها قائلا
=انتي بني أدمه ظالمه...ولعلمك كل خططك هتفشل...عارفه ليه لأن غاده بني أدمه صافيه من جوه...انتي اللي أخدتي منها أبوها وأخدتي حق أمها يا ترى بقا البيه المغفل جوزك عارف اني بلعب علي بنته ولا ميعرفش؟
نظرت له باستهزاء وتركته وصعدت الي غرفتها غير مباليه لأمره بأي شئ ولكن بداخلها غضب شديد
،
ذهب شهاب وغاده الي المنزل لتتفاجئ غاده بوجود سيارة غانم أسفل المنزل فعلمت أنه بالأعلي.. شعر شهاب بتوترها فعرض عليها أن تبقي بالسيارة لحين الانتهاء من مناقشته ...امتثلت غاده لأوامره ليصعد شهاب ويفتح الباب ليجد غانم جالسا في الصاله كأنه ينتظره وزهيرة تجلس بعيده عنه رافضه الحديث معه..جلس شهاب ليجد غانم يهتف بعنف قائلا
=علي أساس ايه رافعين عليا دعوة طعن في حاجه من ممتلكاتي....ايه دليلكم....ولا هو لعب محاميين وتزوير أوراق وخلاص...كل ده علشان الفلوس.
ابتسم شهاب بمرح قائلا
=أولا منور....ثانيا طالما متأكد انها ممتلكاتك شاغل بالك ليه بقضيه الطعن....ثالثا مش شهاب النادي اللي يلجأ للتزوير علشان يرجع حاجه مش من حق حماته ومراته.
ابتسم غانم بتهكم قائلا
=بص بقا يا سي شهاب...تزوير مش تزوير حق مش حق..الممتلكات دي ملكي وملك مراتي وأولادي...انا كاتب كله بأساميهم...يعني كل اللي بتعملوه في الفاضي.
رد عليه شهاب بخوف وقلق مصطنع قائلا
=طب كويس انك قولت ليا...أروح بقا أسحب القضيه اللي ملهاش لزمه دي...مش كنت تعرفني...بس استني استني استني الحجه بتاع الممتلكات دي تبطل عقود البيع بتاعتك.
خرجت زفرة من جوف غانم بحنق قائلا
=اااه...الغلطه غلطتي...أنا غلطان وقت ساعتها مجرتهاش من شعرها وغصبتها توثق كله في الشهر العقارى....بس وربنا المعبود لأعمل المستحيل وأجيب الورق ده.
رد عليه شهاب بثقه قائلا
=ماشي ....اعمل اللي تعمله...معدتش بتفرق...احنا بقا عندنا حصانه من كله...حتي من طارق ...اللي انت بعته ليا علشان يوقع بيني وبين مراتي.
شعر غانم بريبه في حديث شهاب فهتف قائلا
=وطارق ماله ومالكم...طارق أصلا في مرة جه وقالي أنه عايز يتجوز بنتي...أنا بقا يا أخويا يا أجوزها واحد مريش ومرتاح يا اما بلاش.
جحظت زهيرة بعينيها وقالت
=هو ده طارق أخو الهانم زيزى صح....اااه وعامل فيها البرئ وانت متعرفش مراتك بتعمل ايه من وراك...الاستاذ طارق قدم في بنتك وجوزها مذكرة بيتهمها في شرفها.
انتفض غانم قائلا
=أنا معرفش حاجه من اللي انتي بتقوليه ده...ومراتي معملتش حاجه...ايه اللي يخليها اساسا تدفع أخوها لحاجه زى دي...لما طلب غاده هي اعترضت.بطلي اتهامات انتي وبنتك المريضه وجوزها..أنا ماشي بس وعزة جلال الله هلاقي الورق وهندمكم كلكم.
هبط غانم ليجد غاده تختبئ في السيارة من نظراته فابتسم بانتصار لقدرته في ارهابها وتخويفها...رحل غانم الي فيلته ليجد طارق يجلس في منتصف البهو فنظر اليه وتذكر كلمات زهيرة لتتضح له صحه حديثها فتحدث معه بجرائه قائلا
=يا أهلا بالبيه المحاضر...اللي داير ورا بنات الناس يفقع فيهم مذكرات...بقا أنا بنتي يتعمل فيها كده يا زباله يا حقير يا عرة الرجاله...كل ده علشان رفضتك.
رد عليه طارق بقوة تعجب لها غانم قائلا
=انت تسكت خالص...دلوقتي بقت بنتك...ولا علشان مش انت اللي مخطط الخطه دي...هتعمل نفسك أب بجد...روح شوف أنا عملت كده ليه.
انقض غانم عليه يسحبه من جاكيت بدلته قائلا
=أنا أقولك انت عملت كده ليه...انت عرفت ان العز اللي أنا فيه ده بتاعها وبتاع أمها...الشيطان لعب بيك تلعب بيها وتطلقها من جوزها وانت تفوز صح؟
نفض طارق يد غانم بعصبيه قائلا
=اسأل مراتك...اللي مش طايقه وجود بنتك....وجت اتفقت معايا وهي اللي قالت ليا أعمل في بنتك مذكرة شرف....وكانت عايزاني أتحرش بيها.
علم غانم تدبير زوجته اللعين في حق ابنته فابتلع ريقه قائلا
=ازاي ده حصل...هي وصلت للتحرش يا ولاد******** ...لا كله الا كده ..دي بنتي يا هجر...أقسم بالله لأدفعكم تمن غلطكم واحد واحد...
أغمض طارق عينيه بألم قائلا
=مجراش حاجه...أنا أكبرمن ده كله...أنا مش بحب أذي بنتك وربنا شاهد...أنا مش هنكر اني كنت معجب بيها...بس انت رفضتني...اديني حقي وأنا أبعد.
نظر اليه غانم قائلا
=يا طارق أنا مليش دعوة بحقوقك...حقوقك أختك ضحكت علي أبوك وأخدتهم....الظاهر ان أنا وهي لايقين علي بعض أوى في المواضيع دي.
رد عليه طارق قائلا
=لا أنا أختي طول عمرها كويسه وحنينه عليا...بس انت عيشتها بمال حرام هي وأولادك ...فده الطبيعي...ويوم ما حبت تيجي جت عليا أنا وأختي..
رد عليها غانم قائلا
=شوف يا طارق...أختك عمرك ما هتعرف تاخد منها لا حق ولا باطل...حتي غاده مش هتعرف تفرق بينها وبين شهاب....وبالناقص من مساعدتك دي.
رد عليه طارق بغضب قائلا
=لا هعرف وهتشوف يا غانم..وساعتها هاخدها هي وفلوسها...عارف هستني لامتي لغايه ما شهاب يرجعلها حقها منك...وساعتها هضرب ضربتي وهاخد كل حاجه.
صرخ غانم في وجهه قائلا
=لا يا طارق أنا مش هسمح ليك....وقبل ما شهاب ياخد حقها هكون أخد روحه...وهاخد روحك انت كمان لو وقفت قصادي...ولو مفلحتش هاخد روحها.
غضب طارق قائلا
=انت واعي انت بتقول ايه...هتقتل بنتك علشان حق مش حقك....ما بالك أنا بقا أعمل ايه وانت ومراتك واولادك أخدين حقي...بس أنا مستني عداله السماء.
دلف غسان في هذه الاثناء بهدوء ينظر اليهم مستمعا الي حوارهم بدقه ليحاول تهدئه الامور نظرا لتعبه قائلا
=يا بابا يا خالو...ممكن تهدوا شويه....قتل ايه يا بابا اللي انت بتتكلم عليه....مش كفايه اللي عملته فيها زمان...واللي أنا وانت عملناه قريب....أنا مش هسمح لحد فيكم يلمس شعره منها دي أختي.
ابتسم غانم بخبث قائلا
=لأنها ايه يا أخويا...أختك...تعالي يا زيزى اسمعي ابنك النحنوح بيقول أختي...ومن امتي بقا الكلام ده....انت شارب حاجه صح...ولا تكون انتي اللي هتقتلها.
رد غسان بعصبيه قائلا
=الكلام ده من النهارده...ومن هما ورايح...لا في خطط ولا مشاكل...هي لازم يرجع ليها حقها.....وكفايه علي الواحد اللي بيشوفوه بسبب ظلمك ليها.
هتف غانم بقوة قائلا
=غسان...اتعدل وانت بتتكلم معايا..اه أنا أخدت من أمها ممتلكات...بس دي كانت ملاليم....عايزاهم تاخدهم بأصولهم القديمه غير كده ده حقي.
رد عليه غسان قائلا
=ليك عين تقول كده وانت أجبرتها زمان تكتبلك تنازل بسبب رميتك لغاده في الملجأ...طب انت رميتها في الملجأ...انت بقا هترميني فين...في معهد الاورام؟
ارتسمت علي غانم ملامح الصدمه من جراء السؤال الذي قاله غسان...ونظر الي ابنه ليجد حالته تؤكد له مغزى السؤال لتتراقص أمامه حقيقه أعماله التي كانت سترد يوما ما له.
ليسأله برعب قائلا
=ايه اللي انت بتقوله ده وأنا أرميك في معهد الأورام ليه؟
لتدمع عيني غسان بقوة قائلا
=لسبب بسيط لأني مريض كانسر.
سقط غانم علي الأريكيه والتي لولا وجودها خلفه لبات منبطحا أرضا.....أخذ ينظر بذهول لغسان يهز رأسه بقوة ينفض هذا الخبر يستشعر أنه ما زال عند زهيرة وزهيرة تخبره بهذا الخبر وهي تتعالي ضحكاتها بشماته.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
بعد ذهاب غانم من بيت شهاب هبط شهاب الي الاسفل ليطمأن غاده ويصعدها الي الاعلي....سرد شهاب علي غاده حقيقه طارق ومن يكون لتشهق قائله
=معقول بقا دكتور طارق أخو زيزى....ازاي معرفتش حاجه زى دي....ولا علي ايه أنا كنت هعرف منين مثلا....أنا معرفش أصلا اسمها الا من أمي.
زفرت زهيرة بحنق قائله
=هما لما اتجوزوا طارق ده كان عنده سبع سنين...أنا فاكرة كان مرة هنا جالي البيت معاها....وقالها عيب يا أبله تزعقي لطنط ايه يعني لما أبيه غانم يجيلها.
تنهد شهاب قائلا
=أه مع الاسف طلع أخوها...أنا قلت برضه اللي بيعمله طارق ده مش طبيعي...والعربيه اللي ظهرت فجأة..بس هو كان قالي انه عايش في ظلم كبير من يوم وفاة والده.
ردت غاده بتساؤل قائله
=يعني ايه عايش في ظلم كبير...في راجل في السن ده يقول كده...تلاقيه كان من ضمن تمثيله علشان يكسبك في صفه...اللي زى ده يظلم بس.
ابتسم شهاب بمشاغبه قائلا
=انتي بقيتي قاسيه أوى يا غاده...بس أنا هعذرك اذا كان أنا كان ليا نصيب من قساوتك...المهم اننا عرفنا دوافعه...فبالتالي مبقاش خطر.
تنهدت غاده براحه قائله
=أيوة عندك حق...بس يارب ميطلعش لينا حد تاني...وتخلص القضيه دي علي خير...ويرجع حقي بقا....وحق أمي...خلي الواحد يرتاح.أنا من زمان مشوفتش يوم عدل.
تضايق شهاب من حديثها فنهض قائلا
=طيب أروح أنا المكتب...وأقابل المحامي...خلينا نخلص....علشان ترتاحي يا غاده....أنا برضه يهمني راحتك....وعلشان تشوفي يوم عدل في حياتك.
انتبهت غاده لكلماته بعد ما رحل لتؤنبها والداتها قائله
=زى ما انتي ...هتفضلي طول عمرك دبش....بقا بعد اللي عمله علشانك واللي لسه بيعمله راحه تقولي له من زمان مشوفتش يوم عدل...
تضايقت غاده قائله
=يعني يا ماما هكون قصدي علي أيامي معاه...دي أيام ودي أيام....أنا أقصد زمان قبل ما أعرف ان ليا حقوق...انما أنا أيامي معاه حاجه تانيه.
نظرت اليها زهيرة باشمئزاز قائله
=والله ما في فايده في دماغك دي متركبه شمال...الراجل تعبان علشان يرجعلك حقك...وانتي معندكيش كلمه حلوة تقوليها له...انتي ايه من حجر.؟
استدارت غاده حول زهيرة المربعه ذراعيها بغضب لتبتسم قائله
=خلاص بقا يا زهيرة...أنا هصالحه بطريقتي...هو أكيد مخه كبير..مش هيعلق علي حاجه تافهه زى دي...وبعدين هو عارف لما بكون منفعله بغلط.
استكمالا لمشهد ثراء وشريف وبعد تصريحه انه سوف يتزوج السكرتيرة الخاصه به وقفت ثراء في مقابلته قائله
=انت بتقول ايه يا شريف....يعني انت عارف اني حامل في تؤام ومع ذلك مش راحمني...كل ده عقاب .....شريف انا ذليت نفسي وجيت لحد عندك وبرضه مفيش فايده و......
سقطت ثراء تحت قدميه مرتطمه بأرضيه الغرفه لينظر اليها وهي تحت قدميه بلا مبالاة قائلا
=انتي هتمثلي تاني...ما قلت ليكي الحركات دي وحيلك المستمرة مش بتمشي معايا...قومي يا ثراء واحفظي كرامتك وروحي بيتك وربي عيالك.
قطبت السكرتيرة لارا جبينها وانحنت لتتحسس ثراء وأنفاسها فوجدت أنها بالفعل فقدت الوعي ولا يوجد نبض لتصرخ قائلا
=هتسيبها كده مش هتلحقها...دي فعلا مغمي عليها...ومفيش نبض يا شريف....اعمل حاجه أو اطلب الاسعاف...ده في دم مكان الوقعه كمان.
جحظت عيناه بقوة وهبط ليحملها ويركض بها خارج الغرفه متوجهاً سريعا بها الي المشفي.
خارج غرفه الفحص كانت تجلس حياة علي كرسيها المتحرك تعاتب شريف ابنها قائله
=ازاي تعمل فيها كده و تقول ليها كلام زى ده...فرضا لو ده عقاب بس ميبقاش بالشكل الاوفر ده...ده انتقام....وممكن يوصل بيك لندم ملوش أخر.
ابتلع شريف ريقه قائلا بتوتر
=ان شاء الله هتبقي كويسه....وبعدين أنأ حذرتها متجيش المكتب قبل كده...وهي مجنونه رسمي جايه وعمال تهددني بأولادي...وعماله تزعق....يارتني ما زعلتها....
انتفض ذكي بغضب قائلا
=وحضرتك عملت ايه لما قالت ليك انها حامل في تؤام طبعا عرفتها انك عارف...شوف أنا عمرى ما كان كلامي غلط....انت قاسي وقساوتك دي هتكرهها فيك.
فركت حياة يدها قائله
=جوز خالتك عنده حق....دي البنت وصل بيها الحال من أخر مرة جات ليك أوضتك...مش بتاكل كويس...ويا عالم كلامك ده هيعمل فيها ايه تاني.
ضحك شريف بسخريه قائلا
=ايه الكلام اللي بتقوليه ده يا ماما..مش دي ثراء اللي أبوها معرفش يربيها ...ربيها انت يا شريف وعلمها الادب....علشان تبقي أم اولادك بصحيح.أديني سمعت كلامك وضيعتها من ايدي.
ابتسمت حياة بسخريه قائله
=باللين والمسايسه...انت طول عمرك بتتعالي عليها بفلوسك....اللي هي جزء من فلوسها....مش معني اني بقولك تفهمها واجبها تقوم تهينها قدام السكرتيرة بتاعتك.
خرج الطبيب من غرفه الفحص ينظر اليهم بهدوء ولكن سأله شريف بلهفه قائلا
=خير يا دكتور ...ثراء كويسه...والاولاد اولادي كويسين....لو في مشكله...أنا مستعد للصرف ...هي هتجهض صح....مش مشكله المهم هي.
رد عليه الطبيب بعمليه قائلا
=لو النزيف وقف في خلال أربعه وعشرين ساعه...تقدر تقول ان الاجنه في وضعهم...لكن لو استمر هنضطر للاجهاض...وده يتوقف علي الحاله النفسيه.
رد شريف علي الطبيب بصوت صارم قائلا
=يا دكتور اتصرف اوقف النزيف بأي شكل....ولو هيشكل خطورة علي حياتها....هي أهم....أنا معنديش أغلي منها....وبعدين ايه حكايه النفسيه دي.
رد عليه الطبيب قائلا
=لا ولا حاجه...المدام من ساعه ما جت هنا وفوقناها ...رافضه تكشف وبتقول سيبوني أموت....وده اللي أخرنا اننا نلحق النزيف... حضرتك المدام دخلت في انهيار عصبي.
تحدث ذكي بغضب قائلا
=هو السبب...هو اللي جابلها الانهيار ده....ربنا ينتقم منك... أقسم بالله لو جرى ليها حاجه هي ولا أولادها لأكون رافع عليك قضيه انك وقعتها في مكتبك.
التفت الطبيب له ينظر اليه بشك يرتباه من جراء ما سمع فنظر اليه شريف قائلا
=متخدش في بالك...واحد وقلقان علي بنته ومفكر ان الخلافات ما بينا هي السبب.. أنا لا وقعتها ولا لمستها...وعندي شهود علي كده...
تحدثت حياة قائله
=شريف....كفايه بقا لحد كده...انا وأبوها هندخل واللي هي عايزاه هنوافق عليه...بدون اعتراض منك....أنا بعتبرها بنتي من يوم ما اتغيرت.
ابتسم شريف بتهكم قائلا
=بنتك وأنا واللي عملته فيا مش فارق معاكي صح....طب تمام شوفوا هي عايزة ايه...بس طلاق مش هطلق....من باب أولي ساعديني أنا وهي نبقي كويسين مع بعض.
تنهدت حياة بتعب قائله
=ده اللي عماله أقوله من ساعه ما رجعتوا لبعض....بس للأسف انت ولا مرة حسستها بالامان....البنت من يوم ما رجعت ليك خايفه...
أمسك شريف يد والداته قائلا برجاء
=وأنا خايف لتضيع مني يا أمي..أرجوكي يا أمي خليها متبعدش عني...وأنا أوعدك مش هأذيها تاني ولا هاذي مشاعرها...خليها ترجع واللي هي عايزاه هاعمله.
💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
#مروة_محمد #جروب_موكا_سحر_الروايات
دلفت حياة الي ثراء تربت علي شعرها بحنان وهي نائمه لتفيق ثراء علي لمسات حياة الحنونه لتقول
=يااااه...وده من امتي حضرتك....حياة هانم المسيطرة علينا بفلوسها....جايه تطبطب عليا...بجد بدأت أحس انك أمي بجد.... كفايه تمثيل.
تحدثت حياة قائله
=انتي فعلا أبهرتيني لما عرفتي انه ممكن يتجوز عليكي وروحتي ودافعتي عن جوازك....بس زمان اتسرعتي وغلطتي وندمتي...فاضل هو بقا يندم زيك.
اتسعت حدقه عين ثراء قائله
=مين ده اللي يندم...شريف....مش شريف اللي يندم يا حياة هانم....عارفه أنا نفسي في ايه....نفسي واحد من اولادي يعوضني عن ظلمه.
لوت حياة شفتيها قائله بامتغاض
=بس مش بطريقه تفكيرك الغلط...ازاي كنتي هتقدرى تحرمي نفسك من ابنك التاني قبل ما تحرميه....طب هو مش هيبقا عارف....انتي كنتي عارفه.
استمعت ثراء الي حياة جيدا وتذكرت أمر شريف أنه يعلم بموضوع التؤام لتتأكد ان حياة تجند احد الشغالين للتصنت عليها فقامت بانهاء الحديث معها واضطرت حياة أن تخرج من الغرفه أسفه وسردت كل ما حدث بالغرفه لشريف
انتفض شريف قائلا
=ايه كانت عايزة تاخد واحد وتسيب ليا واحد....هي مجنونه...طب أنا كان ممكن مبقاش عارف...بس هي كان هيبقا احساسها ايه وهي سايبه حته منها معايا.
أثبتت له حياة ان الحاحه بالزواج من أخرى السبب فقالت
=انت السبب...علي طول بتسمعها كلام زى الزفت....أنا انتقامي كان من ذكي مش منها...لكن انت علي طول عايز تنتقم منها وبس كأنها عدوتك.
اختنق شريف وتضايق قائلا
=أنا بحبها يا أمي....بس هي مقدرتش الحب ده وجريت ورا أوهام وسراب....وانتقامات من واحده ملهاش ذنب....ثراء طماعه يا أمي.....وبالرغم من كده أنا بعشقها بجنون وخايف تسيبني.
بكت حياة بكاء خفيف قائله
=اتصرف يا شريف ...أنا معنديش استعداد أخسرها زى ما خسرت أختي...أنا لما صممت انك تتجوزها..كان علشان بتفكرني بالمرحومه أختي.
رد عليها شريف بحزم قائلا
=أنا هخدها ونروح فرنسا...أن الاوان أستقر هناك....أنا من أول ما رجعت وأنا مش مرتاح...الكل هنا فاكر ثراء وعمايلها....هي حتي ملهاش اصحاب.
خرج ذكي من عند ابنته قائلا
=اسمع اللي هقول عليك...بنتي مش هتسافر في حته...بنتي هترجع بيتي معززة مكرمه...وهتولد وهتربي اولادها عندي....وابقي تعالي شوفهم بيتي مفتوح.
كاد شريف أن يعترض لولا رد حياة لتكسره قائله
=اللي تشوفه يا ذكي....ومدام ده طلب ثراء...احنا موافقين عليه...بس أنا بقا مليش مواعيد في الزيارة بتاعتي...ولا هتحرجني وتطردني.
قاطعها شريف قائلا
=اتكلموا علي نفسكم...ثراء مش هتخرج من بيتي...وان كان علي جواز مش هتنيل...أساسا مش في دماغي....وكله اللي حصل قدامها النهارده تمثيل.
ابتسم ذكي بتهكم قائلا
=أنا قلت طلبات ثراء...اللي لازم توافق عليها...مش ذنبها انك بتمثل عليها...أهو ده بقا الندم اللي حلمت ثراء تدوقه ليك....حلال فيك والله.
تنهدت حياة بتعب قائله
=حقها يا ذكي...انا ابني غلط ولازم يدفع تمن غلطه...من بكرة هتروحوا بيتكم....وهو لو اتكلم أنا هتصرف معاه ...لغايه ما ثراء تسامحه.
تنهد شريف بتعب وحزن قائلا
=مستحيل ...أنا لا يمكن أسيبها تبعد عني..هترجع بيتي معززة مكرمه وهتتعامل مني أحسن معامله.
💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝
علي الجانب الاخر عند غاده ظلت تلعن نفسها وغبائها فقد تأكدت كل ظنون والداتها أخذت تهاتفه ولكن لا رد..اختنقت وشعرت بالدوار فجلست علي الفراش بهدوء قائله
=أنا غلطانه المفروض مكنتش أزعله مني...ايه اللي أنا قلته ده صحيح...ده حتي أمي معجبهاش الكلام...طب يا ترى راح فين...ممكن يكون عند حوريه
وبالفعل قامت بالاتصال بحوريه ليأتيها صوت حوريه الباكي قائله
=أخيرا افتكرتي ان ليكي صاحبه يا ندله...البيه جوزى وجوزك سهرانين بره البيت.. اسامه بيشتكي لشهاب مني...كل ده علشان عايزة أكمل دراستي.
ابتسمت غاده ابتسامه باهته وقالت
=حوريه ....شهاب أكيد هو اللي هيشتكي لأسامه مني لاني زعلته....وكتير كمان...قلت ليه اني مش شايفه يوم مفرح من زمان...وندمانه اني قلت الكلام ده.
اتكأت حوريه علي وسادتها بانتباه قائله
=أنا برضه قلت شكل وشه وهو مقلوب مش طبيعي...تصدقي بالله أخويا ده أساسا غلبان في عيشته وعمره ما شاف يوم حلو معاكي...
لوت غاده شفتيها قائله
=نفس كلام ماما...يا جماعه دي زله لسان والله...أنا عمرى طبعا ما هقصد اني أقوله كده...ده قماص بشكل فظيع....والمهم مش يعاتب لأ يهرب.
ضربت حوريه يدها علي مقدمه رأسها قائله بلهفه عندما سمعت صوت مفتاح المنزل
=ايوه بقا اس اس جه....أقوم بقا ألبس الحته بتاعتي....وألحق قبل ما يدخل الاوضه...أما انتي خدي راحتك...لسه قدامك شويه علي بال ما شهاب يوصل..سلام
شعرت غاده بالراحه لتنهض وتذهب الي الدولاب لترتدي ملابسها ولكنها تفاجئت بزهيرة تدلف الي الغرفه قائله
=ولا علي بالك..عماله تضحكي في التليفون....ولا فارق معاكي جه ولا مجاش....بس هقولك ايه....ما هو لو كان شادد عليكي ومعرفك انك غلطتي مكنش ده بقي حالك.
ذهبت غاده لترتمي في أحضان زهيره ترفع ذقنها قائله بحب
=هو علي وصول يا قمر...بس عايزة منك كلمتين حلوين....ينسوه اني غلطت..قوليله دي هبله...وخلاص ...لأني والله يا ماما مكنتش أقصد
أما فيما دار بين أسامه وشهاب...فقد أخذ أسامه شهاب الي المشفي ليطلب منه المساعده في جرد الحسابات....وجد أسامه شهاب مهموما للغايه فابتسم بمرح قائلا
=نقول مبروك...وهتجيبولنا بيبي في السكه...وسيادتك بقا من ساعه ما عرفت وانت شايل طاجن سيتي....في ايه يا عم شيبو ده شكل واحد عريس متجوز من شهرين.
ابتسم شهاب بتهكم قائلا
=عريس....بأمارة ايه بقا يا أخويا....لا وبتلبسني في حمل كمان...والنبي اتلهي...كفايه سمه البدن النهارده....وهي بتقولي عمرى ما شفت يوم حلو.
قطب أسامه جبينه قائلا
=ازاي الكلام ده...بقا بعد ده كله تقولك انت الكلام ده....ليه حصل ايه لده كله..ده انت بتخليها تشتغل وتدرس في الجامعه...أومال أختك تعمل ايه بقا.
زفر شهاب بحنق قائلا
=طارق طلع أخو مرات أبوها...ومش هدفه انه بيحبها وبس...هدفه انه يدمر العلاقه ما بينا...وياريت أبوها له في الليله...دي مرات أبوها شغاله لوحدها....فهبت منها وعايزاني أخلص ليها موضوع حقها علشان تشوف يوم حلو.
ابتسم أسامه بتهكم قائلا
=خلاص خلصوا ليها...وفرصه أكيد الفترة الجايه غانم مش هيبقي فايق ليكم....غانم هيمر بفترة صعبه....ربنا يعديها علي خير...لأن غسان عنده كانسر.
جحظت عيني شهاب وصدم حتي أنه كاد أن يقع من هول الخبر فهتف وهو يبتلع ريقه ويهز رأسه غير مستوعب الخبر قائلا
=لا مش ممكن....وانت مفكر اني هحب أخد ليها حقها وهما في الوضع الصعب ده...انا لازم أعرفها وهي تختار...يا تأجل القضيه يا تتنازل عنها..
رحل شهاب الي منزله ودلف الي غرفته بسرعه حتي لم يتسني لزهيرة أن تلحقه وتهديه من ناحيه غاده ..وجد شهاب غاده في أبهي صورتها ترتدي كنزة حمراء ناريه مفتوحه من الصدر ومن الظهر أيضا علي شكل الرقم سبعه وعاريه الكتفين تصل الي أسفل بطنها معقوده من الجانبين علي شكل فيونكات وترتدي أسفلها شورت يصل الي ركبتيها وتفرد شعرها بطريقه مثيرة وغير متنازله عن عطرها اللافندرى...نظر اليها بسخاء وابتسم بسخريه قائلا
=المفروض ان كل مرة تقولي ليا كلمه تزعلني..وأنا أغضب وأتقمص علشان أرجع الاقيكي بالجمال ده...طب ليه ميبقاش كده من غير زعل؟
ردت بصوت مبحوح قائله
=أنا بحمد ربنا أنك موجود في حياتي...وعلي ايدك شفت أيام حلوة..أنا كنت أقصد بابا وأخواتي اللي شفت علي ايديهم تعاستي...وجود اخواتي أصلا تعاسه ليا.
تنهد شهاب وأخرج أنفاسه بصعوبه قائلا
=في حاجه عايز أعرفها ليكي....ممكن تخليكي تبطلي أصلا تجيبي سيرتهم....وتتنازلي عن حقك اللي هما أخدوها منك.
ابتسمت ابتسامتها المعهودة التي شفت صدره ...كيف له أن يبوح لها بهذا الخبر ليبتلع ريقه محاولا اخراج الكلمات ويقترب منه لتوقعه سقوطها ليمسكها من كتفيها يملس عليهم بحنان يغمض عينيه بمراره لتتحرر اخيرا عقدة لسانه ويقول بصوت متحشرج
...غسان أخوكي مريض كانسر.
كانت منتبهه لكل كلماته منتظرة أن تعلم ما هو الشئ الذي يجعلها تتنازل عن حقوقها وها هو الخبر وهو المريض اللعين الذي جعلها تشهق شهقه عاليه واضعه يدها علي شفتيها تجحظ بعينيها حتي كادت تخرج من وجهها ...خبر جعل لسانها ينعقد جعله عاجز عن النطق...صدمه جعلت خلايا مخها جميعا تهتز لتحدث صدع في رأسها
وأخذت تهز رأسها مقاومه ترفض هذا الخبر وترفض تصديقه لتسقط علي ركبتيها لينتفض شهاب ويهبط لمستواها قائلا
=مش قلت ليكي يا غاده.حقك ربنا هيرجعه.بس انتي اكيد متوقعتيش زىي أنه هيرجع بالطريقه دى ...بس ده مش بأيدينا ...دى عداله المولي عز وجل.
وضعت غاده يدها علي شفتي شهاب رافضه أن يستكمل حواره فيتعذب ضميرها أكثر.
