رواية غلطه وندم
الفصل الثالث عشر13
بقلم مروة محمد
وقفت غاده مذهوله مما يقوله شهاب...غير مستوعبه ما يحدث..تغيره المفاجئ والغير متوقع...وعده لها الان بالتعويض عما حدث في السابق..السابق الذي يقال أنه لم يتذكره بعد...اغمضت عينيها وسرحت بمخيلتها فيما حدث بالسابق...حزنها وقهرها واستسلامها ومن ثم ثورتها...والتي تراجعت بسبب مرضه المفاجئ...كل هذا يشعرها بالحيرة في أمرها...وقراراتها...تخشي أن تستمر معه فتحبط من جديد...انتبهت علي مداعبته لرموشها بطرف اصبعه لتفتح عيونها الزمرديه وتنظر له و هو يقول ببحب
=قولتي ايه يا حبييبتي...موافقه نبدأ مع بعض من جديد...وكأني لسه شايفك لاول مرة في بيتنا...ولا لسه عايزاني أفتكر...القرار ليكي...
لترد عليه غاده بتساؤل قائله
=تفتكر لو بدأنا من جديد...ورجعت انت افتكرت كل اللي حصل من يوم ما اتجوزنا...هيكون ايه مصير اللي بدأنا ايه...هنكمل فيه...ولا كل واحد هيروح لحاله؟
اخذها من يدها وسحبها للسيارة مرة أخرى قائلا وهو يجلس بجوارها
=بالنسبه ليا ...مفيش حاجه هتتغير...ولا في أي قوة علي وجه الارض هتبعدني عنك...انتي كل حياتي..اللي اتمنتها زمان...جايز ما عملتش حاجه علشان أفوز بيكي...بس ربنا قدرك ليا..ودي أحلي حاجه يا غاده القدر.
ازدادا وجهها اشراقا بعد كلماته ليذهبا الي منزلهم ويتناولوا طعامهم تعويضا عن طعام المطعم الذي لم يستكمل بسبب ثراء وشريف...دلفوا الي غرفتهم..لتنظر اليها بخجل شديد...ثم تتوجه نحو الدولاب لتختار بيجامه بلون الكنارى لتبتسم في نفسها عندما علمت بتذكره الفستان ولونه الذي شاهدها به أول مرة..أخذت بيجامتها وخرجت من الغرفه لتدلف الي الحمام ليفرط قلبه من السعاده والخوف في أن واحد...السعاده لاستسلامها اليه وموافقتها علي البدء من جديد...ولكن كان يخشي أن يكشف أمر ذاكرته...وتتركه وترحل...خاصه عندما علم من حوريه...ان والداها
يساندها ولأول مرة في هذا الامر...وذلك بسبب الملعون شريف...عندما قام بعرض الزواج علي غانم بعد تطليقه لها ...لتصبح زوجه ثانيه لشريف بالاضافه الي استرجاع ثراء من جديد....ولكن بدأ يرواضه الشك كيف لذكي أن يوافق علي هذا الملعوب...خاصه أنه سوف يؤذي ابنته ويجعلها زوجه ثانيه ويسبب لها الذل والاهانه خاصه لو كان أمام غاده...فابتسم بسخريه وتأكد جيدا...من خطه شريف الخبيثه...فمن المؤكد أنه اقنع ذكي بهذه الخطه مع وعد كاذب أنه لن يتزوج غاده مطلقا...انما هي خطه لاسترجاع ثراء فقط...أيضا استغرب رجوع شريف وتواجده في محيط ثراء...فعلم جيدا أن دهاء شريف وصل منتهاه...انه اقنع الجميع انه سينهي أمر زواجه من غاده..ولكن نظرات شريف لغاده ان دلت فهي تدل علي أنه سوف يظفر بها دون مراعاة اي وعود منه لأحد...تنهد شهاب بشده ورأي أن أمر تمثيل فقدان الذاكرة هو أمر صائب لوضع غاده بداخل أحضانه حتي يصيبهم الملل ويتركوهم...ويظفر هو بغاده...التي تمناها يوما ما.
دلفت غاده الي الغرفه بخجل شديد تعدل من حمالات بيجامتها الرفيعه ينفرد شعرها علي وجهها ليخفي لون عينيها ليتقدم منها شهاب قائلا بعشق
=والله مش عارف أنا بحب شعرك ملموم زى ما شفته أول مرة...بس برضه لما تفرديه بيجنن...بس بيخبي عيون الزمرد عني...وأنا مبقدرش أقاومهم.
لترفع غاده خصلات شعرها خلف أذنها لتظهر عينيها قائله
=لا علي فكرة أنا مش بحب أفرده خالص...لأنه فعلا بيغطي علي عيني..وانا عينيا ضعيفه ومش بشوف بيها كتير حتي من بعد ما عملت الليزك مفيش فايده.
ليبتسم شهاب قائلا
=يعني بتلمي شعرك علشان تعرفي تشوفي...طب وبالنسبه يوم حفله التخرج...مكنتيش حابه تشوفي حد ولا ايه...وبعدين ليها حق العيون دي متشوفش كويس كفايه لونهم.
ليقترب منها أكثر ويلامس بشرة وجهها باصبعه وينفخ في عينيها لترمش كثيرا وهو يقول
=طلعت عيونك جميله أوى يا غاده..في الأول كنت محتار في لونهم...لغايه ما جيت أنقي خاتم ليكي...ساعتها قلت بس زمرد...الا صحيح مش كانوا يفتحوها قبل ما يسموكي...أكيد هيسموكي زمرد.
لتبعد وجهها عنه بمرح قائله
=شهاب بلاش كده وحياتي عندك...كده عيوني هتوجعني أكتر...وهيضعف نظرى...يرضيك الزمرد يبوظ...وبعدين انت كان لازم تفقد الذاكرة من زمان.
ليجذبها من كفيها ويميل علي وجنتيها يقبلهم بحنان قائلا
=أعمل ايه بس...عيونك سحراني..وايه كان لازم أفقد الذاكرة من زمان...يكونش مكنتش بعمل كده...يبقا وربنا...كنت راجل أعمي النظر.
لتبتسم غاده قائله
=لا متقولش علي نفسك كده...يمكن الغلط كان مني أنا...أنا يمكن حنيت بعد اللي حصل معاك...ولما حنيت انت ما صدقت خرجت كل المواهب.
ليميل بأنفه علي أنفها يداعبه قائلا
=يبقا نصحح المعلومه بقا...ياريتك كنتي حنيت يا غاده من زمان...كنت خرجت المواهب دي...صح كده...وخلي بالك كل اما تحني..اطلع مواهب أكتر.
ثم جذبها أكثر واحتضنها قائلا
=أريد حبا وحنانا...عايزك كده علي طول يا غاده...طريقتك معايا زمان لما كنتي صحبه أختي...بلاش منها...وطريقتك معايا بعد اللي حصل برضه بلاش منها.
ليقوم بامتلاك ذراعيها قائلا
=عايز اعتذرلك علي حاجه...في مرة لمحتي ليا بحبك....وأنا كنت جاف في مشاعرى معاكي...بس صدقيني...كان نفسي أدخلك جوه حضني وأقولك اني بحبك وحاسس بيكي.
لترتبك غاده وتخرج من أحضانه قائله
=لا محصلش...أنا عمرى ما لمحت ليك بحاجه..أنا كل اللي قلته ....تعمل ايه لو عرفت ان حد بيحبك...قلت ليا ...مجرد التفكير غلط...ومكنتش عايز تعرف حاجه.
ليجذب يدها مرة أخرى ويقبلها قائلا
=انتي فهمتي غلط...أنا كنت فاهم وحاسس بيكي...من أول مرة شفتك فيها...بس قلبي ده قاسي...كان ديما عقلي بيسيطر عليه....
أخذها بين أحضانه وسار بها الي الفراش ليجلسها قائلا
=كان نفسي أصرخ زى المجنون...وأقوال أنا عايز غاده وبس...بس كنت عاجز...لغايه ما ربنا دبرها من عنده...مقدرتش أصبر...جيت جرى ليكي.
ابتسمت غاده بمرارة قائله
=ياااه يا شهاب...للدرجه دي مقدرتش تصبر...مش خفت أعرف وازعل...ولا علي ايه...أنا كنت عارفه...ومع ذلك مزعلتش...يمكن غلط اني وافقت.
ليضع يده علي شفتيها يمنعها من استكمال حديثها قائلا
=انتي اللي عملتيه الصح...عارفه لو كنتي رفضتي...كنتي كسرتيني...بس علي فكرة أنا مكنتش هييأس....عارفه ليه...اللي يصبر لغايه ما يجي الفرج من عند ربنا...قادر يصبر علي حاجات حلوة كتير....وبعدين هرجع أكرر كلامي أنا كنت جاي أرتبط بيك أساسا وهتعرفي قدام كل حاجه.
ليستطرد بحب قائلا
=انتي كمان أكيد صبرتي كتير..علي معاملتي الوحشه ليكي...واتهامي ليكي ديما انك عصبيه...وعجرفه ثراء معاكي...ومعامله أمي ليكي وتعاليها عليكي....بس أنا لما فوقت وشفت تعامل أمي معاكي فرحت جدا ومتفائل ان بينا أيام حلو كتير.
ليقبلها من جبينها قائلا
=اتكلمي يا غاده...طلعي كل اللي جواكي...مستعد أسمع ليكي ...ومش همل ولا هبرر أخطائى.. بالعكس أنا جوايا ندم علي اللي فاكره...ما بالك اللي مش فاكره.
لتغمض غاده عينيها وتتنهد بتعب ليحزن عليها قائلا
=الظاهر ان أنا عذبتك كتير بعد ما اتجوزنا...حقك عليا...أنا طلبتك في وقت غلط..ومعملتش ليكي فرح...ولا جبت ليكي فستان...بس مستعد أعوضك.
لتهز غاده رأسها برفض قائله
=لا...أنا مش عايزة تعويض...احنا خلاص اتجوزنا...ويعتبر عملنا فرح....أنا كل اللي عايزة انك تبقا كويس..وتفتكر كل حاجه...وبراحتك أنا مش مستعجله.
نظر اليها بخوف واضطراب قائلا
=غاده ...انتي ناويه تسيبيني بعد ما أفتكر صح...طب ليه...أكيد أنا كنت وحش معاكي...بس الانسان اللي بينسي...بيبقا فاكر أحلي حاجه في حياته والدليل علاقتي بيكي دلوقتي.
هزت غاده رأسها قائله
=صح...انت فعلا فاكر أحلي حاجه حصلت معانا...وده لوحده مفرحني...تعرف أنا نفسي يحصل معايا زيك...وانسي وأفتكر بس يوم فرحنا...
أخذ رأسها يدفنها بين أحضانه قائلا
=انتي خوفتيني أوى يا غاده...وشكلي كده أول اما أفتكر...مش هقولك اني افتكرت حاجه...خصوصا لو حسيت انك هتسيبيني...لان ممكن أموت.
لتخرج من بين أحضانه قائله
=انت فعلا ممكن تعملها معايا...طب لو عملتها معايا...وانا رجعت عرفت...تفتكر ايه هتكون رده فعلي...هكمل ولا هسيبك...انت لو في مكاني هتعمل ايه؟
ليهز رأسه بعدم معرفه قائلا
=مش عارف...ممكن ألتمس ليكي العذر...انك كذبتي عليا...علشان بتحبيني...وده في حاله اني بحبك جدا...لكن لو انتي انسانه عاديه في حياتي هتلكك ليك.
ليتذكر أمر شريف واتهام ثراء الزائف لها بالتواطئ مع شريف لمنع زواجه بثراء...ويتذكرجموده يومها ...ويلعن نفسه ورده فعله الخاطئه ..ولكن رده فعله كانت تحت مسمي الغيرة علي غاده ليندفع قائلا
=أنا حاجه واحده بس تخليني أتخنق منك...لما أعرف انك ممكن تكوني لحد غيرى...أو أقولك فاكرة لما شوفتك واقفه مع شريف يوم حفله التخرج؟
لترتبك غاده قائله
=انت لسه فاكر...وبعدين أنا وشريف مفيش حاجه بينا وانت عارف كده كويس...وشوفت بنفسك يوم الجامعه قال عليا ايه...ويوم حفله التخرج هو اللي جه وكلمني.
ليتنهد شهاب بحنق قائلا
=انتي ازاي تسمحي له يكلمك ولا يقف معاكي...وبعدين أنا نفسي أعرف اتفاق ايه اللي كان متفق معاكي فيه...هااا...مصيبه ليكون معاه رقمك كمان
لتضيق غاده عينيها وتقطب جبينها قائله
=رقمي...لا اطمن أنا عمرى ما أعطي رقمي لحد...اذا كان انت أخدته من حوريه قبل الفرح بيومين...بس علي فكرة شريف لو عايز يجيب رقمي هيجيبه من مراته.
لتضيف قائله
=انت مفكر انه شريف صعب ان يجيب رقمي...أبدا...وعلشان تبقي عارف..أنا هقولك علي حاجه .. مش عارفه ان كنت هتفتكرها ولا لا
ليفزع من مواصله حديثها ويضع يده علي شفتيها بحزم قائلا
=غاده.. انا مش عايز أعرف حاجه...كل اللي أقدر أقوله ليكي...لو الواطي ده حاول يتصل بيكي...لازم تعرفيني...مش تتصرفي بمزاجك.
لتعلم أنها أخطأت بعدم اخباره بمكالمه شريف فترتبك قائله
=لا ...متخافش...هقولك طبعا...غلط فعلا ان واحد زيه يكلمني وانت متعرفش...
ثم تندفع بغيرة قائله
=وانت كمان بلاش تسمح لمدام ثراء تكلمك كتير...نراعي شعور بعض لو سمحت.
ليرد بخبث قائلا
=ثراء بعيد من يوم ما اتجوزت...حتي أنا استغربت رجعتها النهارده...الظاهر ان الاستاذ كان مستني اني أتجوز وبعدين يرجعوا...معندوش ثقه في نفسه.
لتضحك وهي تضع يدها علي وجهها قائله
=والله ما أنا عارفه هما رجعوا لما عرفوا اننا اتجوزنا ليه..واشمعنا احنا بالذات...تفتكر من صاحب القرار في رجعتهم...شريف ولا ثراء؟
ليبتسم شهاب بخبث قائلا
=أنا عارف مين صاحب القرار...ثراء طبعا...ثراء فضلت شريف عليا...ولما لقيت اني مش بكلمها تاني ولا بتحايل رجوعها...قعدت تدور ورايا لغايه ما عرفت اني اتجوزتك قامت راجعه...ولعلمك أنا كنت متوقع رجوعها...ثراء مش راجعه علشاني دي راجعه علشانك انتي...راجعه تظهر قدامك علشان تتوترى وتدمرى ساعدتك وتفكرى اني لسه بحبها...بس أنا عمرى في حياتي لا حبيت ولا هحب غيرك.
لتستغرب علي ذكائه الذي لم يستخدمه وهو بكامل ذاكرته لتقول
=أنا طبعا السبب في رجعتها صح...لان شهاب مسموح ليه يتجوز اي واحده بعد ثراء...انما غاده لا...مش صح كده يا شيبو...
لتجز علي أسنانها بغضب قائله
=انسانه غبيه.
ليهز شهاب رأسه وهو مبتسم قائلا
=برافو عليكي..شطورة... اخيرا فهمتي...الحمد لله..وطبعا كيس الجوافه جاي جرى وراها ...خايف لتروح منه...وشهاب يكسب وهو يخسر
لتنفرج شفتيه مما يقوله كأنه لم يفقد شيئا لتقول
=وليه متقولش انه خسر...وانها اطلقت وحبت ترجعلك...وتبقي انت الكسبان...جوازك مني..وترجع ثراء لحضنك من جديد...بس هو هيستحمل الخسارة؟
ليتنهد بحب قائلا
=أنا بقا هخليه يكسب...أنا ثراء متلزمنيش...مش عايز أقولك لا قبل جوازها ولا بعده...أنا هقولك حاجه واحده...اني يوم ما جيت طلبت ايدك...صدقيني كان هيحصل سواء سابتني أو لا....وكنت أتمني ان خبر ارتباطها ميوصلش ليا قبل ما أجي وأخطبك...علشان متحسيش الاحساس ده....اترددت أجل طلبي...بس مقدرتش كنت كل يوم وانتي بعيده عني بحس انك هتضيعي مني....ومش قادر أتقبل الاحساس نفسه.
سألته قائله
=هي سابتك علشان الفلوس...بس افرض مثلا انها رجعت وبينت ليك قد ايه انها ندمانه..وانها كانت مجبرة علشان خالتها وبابها ضغطوا عليها...هتعمل ايه؟
ليطلق شهاب صفيرا وهو يدور حولها بخبث ليقف بجوار أذنها قائلا
=لا مش هرجع...بصراحه بقا أنا ما صدقت انها اتجوزت.....ثراء صعب تصديقها والتعاطف معاها ...مفيش حد بيجبر راجل ولا ست انهم يتجوزوا......
لترد عليه غاده بتحدي قائله
=لا في...ساعات في رجاله بيتجبروا يتمموا جوازهم بواحده وهما مش مقتنعين...كنوع من التعاطف...أو جبران الخاطر...مش عارفه انت قابلت النوعيه دي ولا لا.
ليرد عليها بعنف قائلا
=غاده يا بنت أم غاده...بتلمحي علي ايه..أنا عمرى ما هتجوز حد جبران خاطر...شيلي المواضيع دي من دماغك....انا مش متجوزك شفقه.
رفعت حاجبيها ببلاهه وردت قائله
=ماشي...هنشوف ده رأيك برضه بعد ما تفتكر...ولا لا...ولو اني بعد الكلام ده كله أشك انك ناسي...أو هقولك انت بتفتكر حاجات في بعض.
ليضع جبهته علي جبهتها قائلا
=يا غاده حرام عليكي...أقسملك اني اتجوزتك علشان بحبك....لا ثراء ولا غيرها في تفكيرى أصلا...ولو رجع بيا الزمن....مش هحب غيرك ولا هتجوز غيرك.
استغربت غاده في أمر شهاب كثيرا...ودخل رأسها الشك أكثر و أكثر لتتوتر قائلا
=طب لو افتكرت؟
ليهز رأسها بيأس وهو يكور قبضته يده يضربها برفق في رأسها قائلا
=أبو شكلك مش عايز أفتكر.
لتتعالي ضحكاتها قائله
=شهاب...مش ممكن انت بتقول حاجات هتخليني أشك فيك فعلا...ما تريح قلبي يا شيبو.. وتقولي انك فاكر...وهتتغير علشاني...والله ما هسيبك.
احتضنها شهاب جيدا ووضع ذقنه أعلي كتفها يخشي أن يفقدها ويصارحها بالحقيقه ليستمع اليها وهي تقول
=أنا مش هسيبك يا شهاب...متخافش عليا...لا من بابا...ولا من ثراء...ولا من شريف....كل دول مش يهموني في حاجه...انت عندي أهم من كل دول.
كاد أن يخرج من بين أحضانها بعد تصريحها هذا ويصارحها بكل شئ ولكنه أجل هذه المصارحه الي وقتها ...الذي يضمن به السيطرة علي قلبها وعقلها المهلك
في صباح اليوم الثاني استيقظ شهاب من بين أحضان غاده وأخذ يداعبها بأنفه الي أن فتحت عيونها الزمرديه وابتسمت ونهضا سويا وارتدوا ملابسهم ليذهبوا الي الجامعه..حيث أن غاده لديها محاضرة تجمعها بشهاب كمدرس لها..أخذت تنظر الي ملابسها في الدولاب الي أن سحبت فستانا بلون البحر الهادئ طويل وبأكمام ومزركش بوردات...فتحت علبه السلسال وارتدته وخبأته داخل صدرها وأغلقت الزر الاعلي من الفستان حتي لا يلفت انتباه زميلاتها ويتسألون من أين أتي..يكفيها الخاتم الذي سار محط أنظار الجميع...واندرج عليه المزيد من التساؤلات....ذهبا بسيارته سويا الي الجامعه لتهبط من السيارة في منطقه قريبه من باب الجامعه
نظرت اليه بشوق وقالت
=ادخل انت...يا خسارة مش هينفع ندخل سوا...محدش يعرف اننا متجوزين...ولو حد عرف...هيقولوا ان أنا البت الصايعه اللي حطت عينها علي الدكتور بتاعها.
ليبتسم قائلا
=يعني يا غاده انتي بتقولي اننا في الجامعه من الاسبوع اللي قبل اللي فات...وأنا وانتي أخدنا أجازة...يعني مش معقول نكون اتجوزنا في المده القصيرة دي...واذا كان كده تبقي صباحيتنا النهارده...يا ستي هنقول انك مراتي من زمان.
لترتبك غاده قائله
=صباحيتنا...تصدق عندك حق...طب والله البنات هيفكروا كده...طب انت فاكر البنات دول شكلهم ايه...فاكر ضحكوا عليا ازاي لما جيت أول يوم متأخرة.
ليقطب شهاب جبينه باصطناع قائلا
=ضحكوا عليكي...واتأخرتي أول يوم...وفي محاضرتي كمان..لا واضح انك مشاكسه كبيرة ومعايا كمان...طب ما تيجي نعيد المشهد تاني.
لتتعالي ضحكات غاده وهي تبتعد قائله
=شهاب...أنا هسبقك علي المحاضرة..وهحاسبك علي تأخيرك...عارف ليه...فات ربع ساعه علي المحاضرة يا حبيبي...يالا بقي يا دكتور.
وبالفعل ركضت داخل فناء الجامعه ومن ثم الي المدرج لتنتظر الي أن دلف الي قاعه المحاضرات. مبتسما ليلفت انتباه زميلاتها بابتسامته الغير معهوده لتسمع همهمات الطالبات عليه واعجابهم المتزايد به لتسمعه يتنحنح بحنان غير معهود قائلا
=ازيكم...أسف علي انقطاعي عنكم لمده أسبوع...بس معلش حاجه حصلت في حياتي وتقدروا تقولوا انها حاجه حلوة...أنا للأسف نسيتكم...ممكن نتعرف من جديد....ونبتدي بالبنات
لتجحظ غاده بأعينيها وتوتر عندما أشار اليها لتنهض قائله
=أنا غاده غانم النمراوى...
لتجلس بسرعه مصدومه من رده وهو يقول
=عاوز الاسم والسن والحاله الاجتماعيه...طبعا مستغربين..المفروض ان أعماركم متفاوته...في اللي درس بعد الجامعه مباشرة...وفي اللي استني لما اتجوز.
لتنظر اليه بتوجس وتنظر الي الفتيات اللاواتي يتأبهن لمعرفه حالتها الاجتماعيه..والي الشباب أيضا فهي تعلم جيدا أنها محور أحاديثهم لرفضها مشاركتهم أي شئ لتغمض عينيها خائفه من عين شهاب وتقول
=لا أنا مش متجوزة...وعندي 22 سنه...لسه متخرجه السنه اللي فاتت
ليتضايق شهاب قائلا
=يعني لسه دي أول سنه دراسات عليا ليك...طب كويس انك لسه صغيرة ومش مرتبطه...أصل المناهج صعبه واحتمال متنجحيش من أول سنه.
لتتفهم ضيقه وتهز برأسها وتجلس لتندلع الفتاه الساخرة بجوارها وتقول
=ممكن قبل ما أجاوب حضرتك أسأل سؤال...هو المفروض يبقا سني قد ايه علشان أنجح من أول مرة..وسؤال كمان...أنا مكنتش مرتبطه بس شفت واحد النهارده حسيت ان هرتبط بيه...ده ممكن يعوق الحركه التعليميه بتاعتي.
ليفهم شهاب مغزى كلام الطالبه وبتقدم منهم ببطء وهو ينظر الي غاده التي كادت أن تقيم عاصفه ليتحدث بهدوء قائلا
=وده هيعوق الحركه التعليميه في ايه حضرتك...وبعدين لو حسيتم ان السؤال محرج أوى كده..فإنا بسحبه...غلطه ومش مقصوده مني..ندخل في الدرس.
لترد الطالبه بتحدي قائله وهي تنظر لغاده
=لا حضرتك أنا أسفه في الاسأله ..أنا هجاوب...أنا نورسين عبد الحي...عندي 25 سنه..دي تالت سنه في سنه أولي..الدكاترة مستقصديني...بيسقطوني ديما...كنت مخطوبه وفركشت
لوى شهاب شفتيه واستكمل سؤال بقيه الطلبه علي مضض ليتأكل من الغيظ منها وعلي عدم حصوله علي الجواب منها الذي يريح قلبه.
💃
خرجوا من الجامعه كل واحد منها مبتعد عن الاخر الي أن ركبا السيارة سويا ليلتفت اليها قائلا
=انتي ليه مقولتيش انك متجوزة...علي الاقل يا ستي بلاش تقولي انك متجوزاني..قولي متجوزة وخلاص...ولا علشان الشباب اللي عينهم هتطلع عليكي؟
لتنظر له بعيون حاده قائله
=كنت عارفه انك هتقول كده...بس اللي انت متعرفوش...اني مش بختلط بأي حد في الجامعه وده كان طلبك...ولو كنت قلت اني متجوزة...مكنش حد هيسيبيني غير لما يعرفوا متجوزة مين.
ليضع يده علي وجهه يمسحه بغيظ قائلا
=أبوس ايدك يا غاده ...بلاش تعقيد...انتي بتيجي الكليه يومين في الاسبوع ...مش هيحطوكي في دماغهم للدرجه دي...وايه يعني لما تفاجئيهم ان أنا جوزك.
ليجذب رأسها اليه قائلا بحنان
=غاده أي قرار أخدته قبل اللي حصلي...خلاص انسيه..أنا عايز الكل يعرف انك مراتي...لا هو عيب ولا حرام..ومسيره هيتعرف..لو اتعرف هيبقا منظرنا ايه؟
لتقطب جبينها قائله
=تفتكر...ممكن يفكروا اننا مش متجوزين..يا مصيبتي السوده...يا فضيحتك يا غاده...بقا أنا أربع سنين أفضل محافظه علي سمعتي...وفي الاخر هتفضح علي الفاضي.
ليبتسم علي خوفها قائلا
=شفتي بقا..لا وايه أنا راجل...هقولهم البت دي غرغرت بيا...وبصراحه...أنا عندي حق...عيونها حلوة أوى يا ناس...دوبوني...زى السكر في الشاي.
لتضيق عينيها وتجز علي أسنانها قائله
=بسسس.....انتا هتزيط...في ايه مالك...ما صدقت بقا وهيصه...وغاده تخاف وتدخل جوه حضنك تستخبي...وتقولك احميني يا شيبو...
ليجذبها مقبلا جبينها بحب قائلا
=متخافيش..مفيش حاجه من دي هتحصل...عارفه ليه...لان اتضح يا حبيبتي ان حبيبك وهو مقدمه ليكي في الدراسات العليا عرف كل زمايله انك مراته.
ليستطرد بحنان قائلا
=مكنش ليه لزوم أسأل السؤال اللي سألته في المحاضرة النهارده...المفروض كنت أتعامل عادي...وفي وسط المحاضرة كنت أعرفهم انك مراتي.
لترد عليه غاده بقوة قائله
=اوعي يا شهاب...أو بس...نقول بعد شويه انك خطبتني...بلاش بعد ما الكل عرف النهارده اني مش مرتبطه...تطلعني كذابه...كفايه انهم هيقول البت اللي عرفت تلف علي الاستاذ بتاعها.
ليضع يده علي وجهها قائلا
=خلاص ماشي يا قلبي...اللي تشوفيه...هقولك المرة الجايه نعرفهم اني خطبتك...وأهو كان السؤال ليهم علشان أعرف انتي مخطوبه ولا لا.
لينظر الي ساعته قائلا بعجله من أمره
=اووبس...اتأخرنا علي المستشفي...وزمان حوريه والموكوس أسامه...مفكرين اننا بنحب في بعض...يالا بينا ده ما بيصدق...ويقعد يغني عليا.
🤕
ليرحلا بسرعه ويذهبا الي الجامعه ليدلفا الي المكتبه لتتوجس غاده من وجود ثراء في المكتب لتتنهد براحه عندما وجدت المكتب خالي....لتشعر بالحرارة وتفتح المكيف مع زر الفستان الاعلي لتعبث بقلادتها قائله
=دا الجو حر أوى يا شهاب...ولولا اني مخبيه السلسله لا البنات اللي في الكليه يشوفها ..كنت فكيت الزرار اللي فوق...والله فكرت ما ألبسها.
ليقرص من وجنتيها قائلا
=لا العيب لا من الجو..ولا من السلسله ولا من الزرار المقفول...بالعكس يا هانم الزرار لازم يتقفل...وفي نفس الوقت السلسله ممنوع تتقلع...بس بدل ما نخبيها جوه...نخرجها بره
لتنظر اليه بخجل قائله
=شهاب انت بجد مش فارقه معاك ان حد يعرف في الكليه اننا متجوزين...ولا بتقول كلام كده وخلاص علشان متزعلنيش..احنا ممكن نصبر شويه.
ليغضب شهاب قائلا
=لا معدش فيها صبر...أنا مش مسؤؤل حاليا عن أي قرارات أخدتها قبل كده...وأنا لسه قايلك اني اكتشفت ان قايل لزمايلي في الجامعه انك مراتي.
لتزفر غاده بحنق قائله
=اه قولت ليا ...بس أنا شايله هم حاجات كتير...شهاب انت اتغيرت كتير ...انت مكنتش كده قبل فقدان الذاكرة...كنت بتاخد قراراتك بعقلك مش بقلبك.
لتستطرد قائله
=في نفس الوقت...مش هنكر اني مبسوطه وجدا كمان...ونفسي السعاده دي تدوم علي طول...بس خايفه لحاجه تيجي وتهدم السعاده دي.
لينظر اليها بدهشه لتبتلع ريقها قائله
=ممكن تفكر دلوقتي اني بتمنالك عدم الشفا...بس ده والله مش صحيح...أنا كل اللي بتمناه اني كنت أوقف الزمن من لحظه خظوبتك ليا لغايه دلوقتي.
ليبتسم قائلا
=بكرة صدقيني يا غاده هفتكر...وصدقيني هنضحك علي الايام دي بسخافه...لأن خلاص مش هيبقي في فايده من اعادتها...لأنها أكيد ماضي كئيب.
لتنظر اليه باستغراب قائله
=يعني انت حاسس انها كانت كئيبه...علشان كده مش عايز تفتكرها...طب ليه متقولش انها كانت حلوة بس من حلاوتها ضاعت منك...
ليهز رفضه باصرار قائلا
=أكيد طبعا كئيبه...غاده أنا شخص من يومي مش بحب الحزن والانهزام والكأبه...بس ساعات الظروف بتحطني فيه...فبهرب بعقلي منها.
ليستطرد بحب قائلا
=يعني انتي أكيد بتستعجبي ...ليه أنسي من لحظه جوازنا لغايه دلوقتي...رغم ان جوازنا ده أحلي حاجه...بس أكيد حصل يومها حاجه كانت فوق احتمالي.
ثم تقدم منها يتمسك بكفها الرقيق قائلا
=بس عايز أقولك حاجه يا غاده...واوعدني تنفذيها...لو جيت في يوم وقلتلك افتكرت..وانتي كنتي ناويه علي قرار..ارجعي فيه...بحق الايام الحلوة اللي بنعيشها مع بعض دلوقتي.
لتهز غاده رأسها بابتسامه ووعد في عيونها أنها لن تتركه أبدا.
🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧🤧
علي الجانب الأخر رجع ذكي الي مصر ليتفاجئ باتصال فريال علي الرقم المصرى...من أين علمت فريال أنه يوجد بمصر...قد علمت فريال بهذا الخبر منذ اخبار شهاب بتواجد شريف في مصر فتأكدت فريال من وصول أخيها معه رد عليه لينصدم من صوتها القوى الدال علي اختناقها الشديد وهي تقول
=اسمعني يا ذكي أنا طردت بنتك...وخليها تبعد عن ابني وغاده أحسن لها...لأني من النهارده مش هسكت لأي حد يجي علي أولادي...
ليقطب ذكي جبينه متسائلا
=ايه اللي حصل يا فريال...انتي قلبتي علينا كده ليه مرة واحده..ما كنتي حلوة وبتشجعيها....ايه مش كنتي بتعمل كل ده علشان توصلي لفلوس.
تنهدت فريال بحزن صادق قائله
=لما تجرب وتشوف ابنك اللي هو حته منك واقع علي الارض وما بين الحيا والموت هتعرف يا ذكي...ولا كنوز الدنيا تسوى يا ذكي.
ثم استطردت بحقد قائله
=وبعدين مش ده اللي كنت عايزه من الاول...ان أبعد أنا وابني عن بنتك وعنك...أنا بقا هريحك خالص...بس خلي بالك يوم ما بنتك هتقرب من ابني هخليها تندم وتبكي بدل الدموع دم... وهي عارفه كده كويس...علشان بس متبقاش ترجع وتقول اني غدرت بيكم.
💞💞💞💞💞💖💖💞💞💞💞💞💞💞
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
غلقت الهاتف في وجه ذكي تتنهد بتعب حيث كان لديها مخزون من الغضب تجاهه...جلس ذكي علي فراشه مستغربا لأمر فريال التي انقلبت بالكامل ضد ابنته...ابنته التي ليس لديها أي حل سوى الرجوع لشريف والكف عن أعمالها الشيطانيه...ليستهزأ بنفسه عندما تذكر فريال وهي تدافع عن ابنها لمجرد أنه سقط أمامها ..وها هي ثراء تسقط أكثر أمامه وهو متجمد لا يستطيع السيطرة عليها لينهض بقوة ويخرج اليها و يحاول الوصول الي حل معها
تحدث كثيرا وحاول باللين في البدايه
ومن ثم صبت ثراء كل غضبها علي ذكي وأخذت تضايق فيه قائله
=أنا حاسه انك اتفقت عليا انت وأختك وشريف طبعا...نفسي أفهم سر رجوعك انت وهو...وخصوصا بعد ما عمتي زهقت مني...واتعاطفت مع غاده.
ليتضايق ذكي منها قائلا
=أنا هقولك...احنا كنا راجعين يا هانم بعد ما شريف اتصل بغاده وقالها علي حقيقتك وحقيقه كذبك انتي وعمتك...لا وايه شريف كان متفق مع غانم انه يطلقها من شهاب ويتجوزها عليكي بعد ما يرجعك غصبن عنك.
لتهز ثراء رجلها بغضب قائله
=ايييه...أنا ثراء نوح يتجوز عليا غاده بنت غانم...ليه هو عبيط...ميقدرش يعملها لانه جبان...أصلا غاده عمرها ما هتوافق بيه...بس أنا فعلا كان نفسي تطلق من شهاب.
ليسخر ذكي منها قائلا
=ما هي كانت هتطلق ...بس يالا نصيبها بقا...ان شهاب يجراله اللي يجراله وتفضل جمبه...غير كده كانت هتبقي عروسه شريف بعد ما تنتهي عدتها من شهاب.
لتبتسم ثراء بسخريه قائله
=لا مكنش هيحصل...هي كانت هتطلق بس...وديتها هنرمي لأبوها قرشين...ونقوله أمك في العش ولا طارت...وكنت هعرف ألف دماغ شريف وأخده ونرجع فرنسا.
ثم تعالت ضحكاتها قائله
=يا بابا يا حبيبي...شريف رجع وعرض عليا نكمل الخطه سوا.. أصل بيكره شهاب أوى...وبيحب يشوف شهاب ديما خسران...وقالها له قبل كده هخسرك غاده وثراء.
ليسخر ذكي منها قائلا
=مش شهاب اللي هيخسر يا ثراء صدقيني...وبكره تشوفي...علي فكرة شهاب مخسرش زمان ..بالعكس كسب ...كسب واحده نفسه يرتبط بيها....
ثم نهض ذكي وبكل ما أوتي من قوة قائلا
=الموضوع وسع منك يا ثراء...بس أنا بقا هلمه...عارفه ازاي...البركه في أسامه...هو اللي كشف سرك...وهددك ومفيش فايده...بس هو قالي علشان أتصرف معاكي...يمين بعظيم يا ثراء...لو ما اتلميت ورجعتي لجوزك...لأكون قايله انك حامل ومخبيه علي الكل...وشوفي بقا يا هانم الحامل ملهاش عده...يعني انتي دلوقتي مرات شريف الهجان...وده ممكن يمرمطك في المحاكم...ويقول عليكي ناشز...لا وشهاب بقا لما
يفتكر انك كذابه ومكمله في كذبك وحامل...وكنتي عايزة تتجوزيه...وعارفه لو أجهضتي الحمل...هجيب التحاليل وصور السونار من عند المستشفي اللي عملتي فيها أصل صاحب المستشفي طلع صاحب أسامه ...ومش أنا أبوكي...بس هثبت عليكي ده كله...وعليا وعلي أعدائى...حقيقه في فرق بينك وبين غاده...هي أحسن منك أبوها مدخلش في تربيتها ورماها لأمها...بس طلعت ست بميت راجل...انما أنا غلطتي اني سيبتك لعمتك تربيكي علي الانحلال والجشع والطمع...كان لازم أبعتك عند خالتك المشلوله في فرنسا تربيك وتعلمك الادب...صحيح الست الصح تربي صح...فين عمتك اللي بدبرلك وتخططلك...دلوقتي رمتك علشان ابنها...رضت بغاده علشان ابنها...انتي ملكيش غير شريف هو اللي يقدر يربيكي مع اولادك...وفعلا دي الخطوة الصح واللي هعملها...علشان أنا يسأت منك ومن دماغك الغلط...حسبي الله...
