CMP: AIE: رواية عروس رغما عنها الفصل الحادي والعشرون21بقلم سوليه نصار
أخر الاخبار

رواية عروس رغما عنها الفصل الحادي والعشرون21بقلم سوليه نصار

رواية عروس رغما عنها 

الفصل الحادي والعشرون21

بقلم سوليه نصار

شعرت وكأن العالم يميد بها وهي تقرأ رسالته ...لا تصدق ...لا لا هذا حلم بكل تأكيد ...لا لا...تراجعت قليلا وهي تضع كفيها علي اذنها....هذا كابوس ....هذا لا يحدث ...مستحيل ان يتخلي عنها أحمد بتلك السهولة ...مستحيل ان يحط*مها بتلك الطريقة الخسيسة....لا يمكن أن يكون عق*ابها هو احمد ...هي تتحمل كل شئ الا هذا ...

اقتربت من الشاب وقالت :

-فين احمد فين ...

-معرفش ...

رد عليها ببرود لتهتاج هي وتمسكه من قميصه وتصرخ:

-انطق فين ...فين احمد مستحيل يسيبني في يوم زي ده ...حرام عليه ..انا كده همو*ت. 

توتر الشاب وهو ينظر إليها وقال وهو محاولا ابعاد كفها:

-انا معرفش ...معرفش هو فين ....

-انطق والا هقت*لك....

صرخت به وقد شعرت ان العالم يدور بها ...اقترب جلال.وابعدها عنه وهو يضمها اليه ويقول الشاب:

-امشي انت دلوقتي ...وقول لأحمد يخاف علي نفسه لانه هيضطر يواجهني أنا .... 

ذهب الشاب بسرعة لتنظر حياة الي جلال وتقول وهي تضحك ودموعها تنساب من عينيها:

-ده مش حقيقي يا عمو مش حقيقي ...احمد مستحيل يعمل فيا كده...هو بيحبني مستحيل يعمل كده صح ...

-حياة ..

قالها جلال وهو ينظر إليها بشفقة ...

نهض المأذون وقال:

-طيب استأذن أنا بقا بما ان العريس والشهود مجوش ....

اقتربت حياة وهي تصرخ به :

-لا اقعد ...اقعد ...احمد هيجي دلوقتي ...ده مقلب فيا ...احمد بيحب يضايقني ...بس أنا مش هسامحه بسهولة علي اللي عمله فيا ...

اقترب جلال وهو يحاول أن يسيطر عليها ...فحالتها ساءت كثيرا وبدأت تهذي ...

-يا حياة ...

قالها جلال لتقاطعه حياة وتقول وهي تمسح دموعها:

-الميكب باظ يا عمو ...شايف مقالب احمد عملت فيا ايه ...أنا لازم اروح اصلحه ...لازم ابقي جميلة ...احمد بيقول اني لازم ابقي جميلة...وانا جميلة أنا جميلة...مش صح يا عمو ..مش انا حلوة ؟!

التمعت عيني جلال بالدموع  كان مصدوما وهو يراها في تلك الحالة... لم يراها مح*طمة  بهذا الشكل من قبل ...كأن احمد احر*ق حياتها وذهب .... نظر الماذون الى حياه المنهارة بتوتر وقال:

-يا بنتي وحدي الله بس ...واضح أنه مش هيجي فخليني امشي ورايا كتب كتاب .. 

-وكتب كتابي أنا أعمل فيه ايه !!!

قالتها حياة  والدموع تطرف من عينيها ...توتر المأذون أكثر وقال:

-ما هو مجاش يا بنتي ...هكتب كتابك ازاي ...

انسابت دموعها أكثر واقتربت منه وهي تقول بتوسل :

-يا شيخ ابوس ايديك اصبر شوية ...هو جاي علي فكرة ...انت متعرفش احمد ...هو مش قا*سي للدرجادي ...مستحيل يعمل فيا كده ...عارف هتلاقيه جاي دلوقتي بس ابوس ايديك متمشيش ...

جذبها جلال وهو يقول:

-حياة بنتي كفاية ...كفاية ..

ذهب المأذون لتقف حياة متجمدة...الدموع تنساب من عينيها وهي تقول بصوت ميت؛

-عق*ابي كان أحمد ...عقا*بي علي اللي عملته كان أحمد ...

وضعت كفها علي قلبها واكملت وهي تشعر بالدوران:

-هو قدر يك*سرني ...اخد حقها مني ...

نظر إليها جلال بحيرة وقال:

-قصدك ايه يا حياة؟! ...

-هو اخد حقها ...احد حقها مني ...احمد كان عقا*بي ...كان عقا*بي ...

اخذت حياة تهذي بتلك الكلمات وهي تتجه الي الحمام ...كانت كمن يحتضر ...

..

ولجت الي الحمام واتجهت الي الدش ثم فتحت الماء ليندفع عليها بقوة ...كانت دموعها تختلط بالماء...كانت تبكي بعن*ف وهي تتذكر كلمات الحب التي اغدقها بها ...هل كان كل شئ كذ*بة معقول ...هل حبه مزيف...لمعة عينيه.وكلامه المعسول...رباه انها تمو*ت ...تمو*ت 

اخذت حياة تضر*ب وجهها وتقول بإن*هيار:

-مكنتش عايزة أنك انت تكون عقا*بي ...كنت مستعدة اتحمل اي عقا*ب غير ده ...غير العقا*ب ده يا احمد ...

  .......


كان يقف امام النهر ...يشرب سيجارته بهدوء وداخله اعاصير ...لقد خطط ان يكسرها بتلك الطريقة ...كان يقصد...أذن ما هذا الشعور ...لماذا يشعر بالإختناق ...لماذا قلبه يؤلمه ...هو حصل علي الشقة وقرر العمل بمكتب محامي آخر ...حياته علي ما يرام فعليا ...وحياة خارجها تماما ...هو ابدا لا يكن مشاعر ناحيتها ولا يفكر بها  من الاساس ...ولا يمكن ان يفكر بها ...لن يسمح لنفسه ان يغرق بالشعور بالذنب.؟.هي تستحق ما حدث لها....تستحق لانها غبية...كيف ظنت انها سوف تتزوج ...كيف ؟!الفتيات مثلها لا يتزوجون بل هن مجرد تسلية الشباب وهو بالتأكيد لن يربط اسمه بإسم فتاة مثلها ...هذا مستحيل .. 

كان أحمد يحاول أن يدفع عنه الشعور بالذنب وهو يخبر نفسه بهذا ...ولكن مع كل حرف كان يقوله لنفسه....كان حقا يختنق ...يشعر ان شئ ثقيل يقبع علي صدره ...ولكنه فكر ان هذا الشعور سوف يكون مؤقت ...هو لن يغرق بالآسي عليها ...هذا مستحيل ...اغمض عينيه وعقله ينحرف الي ذكرياتهم سويا ...تلك الذكريات التي أصبحت تكبله بقوة فجأة ...رغم كل المبررات التي كان يضعها في عقله لتركه لها ولكن ما زال يختنق ...يحاول أن يستنتج ما حالها الان ...ولكنه كان يعرف أن حالها سئ للغاية ...هو بفعلته دمرها تماما ...وكان يعرف ...يعرف أنه سوف يدمرها ولكنه استمر ...استمر رغم الحب الذي كان يراه في عينيها !!!

......

انهي الكأس الذي يشربه ثم وضعه علي الطاولة بجوار الفراش...كانت عينيه السوداء. تبرق وهو ينظر إليها ...كانت جميلة بشكل لا يصدق ....تشبه الملائكة ...وجهها ابيض للغاية وشعرها الطويل ينتشر علي الوسادة ...وجنتها حمراء بسبب الصف*عة ...كان يشعر بالإنتشاء....بالإنتصار ...فهذا هو شرف ادم ...هذا هو ما سيك*سره ...اتي الوقت الذي سوف ينت*قم من ادم منه ...وهو سوف يستغل  الفرصة تلك ....لن يتركها تضيع هباءا ...ما زال مروان يتذكر كيف ضر*به ادم!!كيف اها*نه عدة مرات ...يتصرف بغطرسة كأنه الشخص الاهم علي الاطلاق ...ماذا يظن نفسه ...هو مجرد شخص معدم وهو الآن سوف يد*مره ...شقيقته تلك هي نقطة ضعفه...وهو سوف يضرب نقطة ضعفه بقوة ....

جلس مروان بجوار ليلي النائمة وهو يمرر يديه علي وجنتها ...كانت جميلة ...جميلة بشكل لا يصدق ...سوف يستمتع بها كثيرا ...فكر بسعادة وهو يبتسم ...امسك شعرها وهو يداعبه ...تلك الانثي مثالية ...رغم صغر سنها ولكن جمالها ناضج للغاية ...هي تعجبه بقوة ...وبالتأكيد سوف يحب ان ينالها اكثر من مرة ....اقترب بشفتيه منها ولكن فجأة توقف وهو يراها امامه ...تقف وعينيها لامعة بالدموع ...تنظر إليه وكأنه خذلها بقوة ....لقد رأي تلك النظرة كثيرا ...دوما تأتي عندما يهم بفعل.شيئا خاطئ....واغلب الأحيان يتراجع عن فعلته بسببها..ولكن ليس تلك المرة ...اذ*ية ادم مهمة جدا بالنسبة إليه ...هو يجب أن ينال ثأ*ره....انسابت دموعها امامه فاعتصر قلبه من الأ*لم واقترب منها وقال:

-ده مهم جدا بالنسبالي ...مهم عشان عايز اعلم حد اذ*اني الادب ...

مسحت والدته دموعها وقالت:

-بس دي طريقة خس*يسة يا مروان ...معقول دي تربيتي فيك ...معقول عايز تك*سرني بالشكل ده ...اومال ازاي بتقول أنك بتحبني ...اللي بيحب حد مش بيأ*ذيه وانت بتأ"ذيني يا مروان ...بتأ*ذيني اوووي ..يتأ*ذيني لما تأ*ذي البنات التانيين ...بتأذيني وانت بتتحول لشيطان...أنا قلبي بيتك*سر بسببك يا مروان وانا مش قادرة استحمل اللي بتعمله ده ...ليه يا بني تضيع تربيتي فيك بالشكل ده ...انا مش ربيتك عشان تطلع شيط*ان ...أنا ربيتك كإنسان سوي فخليك سوي !!! سيب البنت دي ...

-بس يا ماما ....

قاطعته وهي تقول :

-قولتلك سيبها يا مروان ...انت فاهم ؛؛؛

ثم اختفت من أمامه كما اتت ...اقترب مروان من ليلي وجلس بجوارها ...مجددا لا يستطيع أن يؤ*ذي أحد ... مجددا هو ضعيف .....لقد خطط كثيرا بما سيفعله بتلك الفتاة ...خطط كيف سيك*سرها ويك*سر شقيقها ومهرا أيضا ..ولكن جميع خططه فشلت تماما ...والان يجب عليه إعادة ليلي الي مكانها ...

زفر بضيق وهو يمرر أصابعه علي وجنتي ليلي البارد بينما الدموع تنساب من عينيه ...يشعر بالاختناق وكأنه سوف يمو*ت حقا ...ماذا يفعل ...ماذا ...هل يصبح كما إرادته والدته ام يصبح ش*يطان ...لأن الش*يطان علي الأرض هو الذي يعيش ....

تنهد بعمق ...لتفتح ليلي عينيها وهي تشعر بالتشويش ...اتسعت عينيها وهي تنظر إليه بصدمة ...واخيرا تذكرت ماذا حدث!!!

-ابعد ابعد ...

صرخت بها وهي تدفعه بقوة وتقول:

-انا ايه اللي جابني هنا ...

أشار مروان بكفه وهو يقول بحذر:

-اهدي ...اهدي بس هروحك ...

-انت عملت فيا ايه انطق !!!

صرخت بها بعنف وهي تلقي عليه مزهرية وتقول بجنون:

-انطق والا هقتلك النهاردة ....انطق ...

-معملتش حاجة ...والله ما عملت ...خلاص تقدري تروحي والله ما هأ*ذيكي.تاني ...ومفيش حاجة حصلت بس امشي بسرعة لو سمحتي بدل ما اغير رأيي....

ما كاد أن يقول هذا حتي شدت حقيقتها وهي تخرج مسرعة بينما تدعو أن يكون الباب مفتوحا ...وبالفعل كان مفتوحا لتهرب ...وه*ربت هي وتحررت وهي تبكي بعن*ف !!!

.........

-اتفضلي يا اختي الاكل ...اتطفحي بسرعة ومتبهد*ليش الدنيا ...كفاية اني لوحدي بخ*دمك يا برنسيسة زمانك ...

قالتها.علياء وهي تنظر إليها بقر*ف...امسكت ميار الطعام ثم بدأت بالأكل بشراهة...لقد منعها والدها من الطعام لمدة يومين ...يومين وهي تقا*سي الجوع وتبكي من الظ*لم...كانت علياء تنظر اليها بتشفي ....شعرها المقصوص بعشوائية ...طريقة اكلها التي تدل علي انها تعاني ...كل تلك الاشياء جعلت قلب علياء يرقص من السعادة ...لا أحد يتخيل كم علياء تك*ره ميار ...هي تك*رهها بشدة ...تلك الفتاة المدللة التي تظن نفسها ملكة الكون وهي مجرد حشرة لا قيمة لها ...ولكن علياء اتت وجعلت حياتها جحيم ...جعلتها تعرف ان لا قيمة لها ...وان ما تنال الآن هو بقايا طعام ...هذا ما تستحقه ...الغ*بية.د*مرت زواجها وركضت خلف ادم ولكن ادم أيضا تخلي عنها وهي الآن من تعاني ...علياء لا تتواني لحظة عن تسميم عقل عثمان ...ولن ترتاح حتي يطرد عثمان ابنته او يزوجها لرجل مسن بالإجبار لكي تتخلص منها وتري أيضا ميار تمو"ت كل يوم  ...

اقتربت علياء من ميار وامسكت شعرها القصير وقالت؛

-تؤ تؤ ..شكلك من غير شعر وحش اووي ...عارفة بطريقة اكلك دي بتفكرني بالمشردين ...

انسابت دموع ميار وهي تأكل الطعام ولم ترد عليها ...تركتها تتحدث كما أريد ...هي لا تريد أن تجادلها فيع*اقبها والدها مجددا ...

ضمت علياء فمها وهي مغتاظة للغاية ...سحبت منها طبق الطعام وصرخت:

-انتِ متستحقيش الأكل اللي بكرمي بديهولك ...

ثم حاولت الخروج لتمسك ميار ذراعها وهي تبكي وتقول:

-ابوس ايديكي أنا همو*ت من الجوع ...اديني اكل ...ابوس ايديكي ...

رفعت علياء كفها وقالت:

-يالا بوسي...

تراجعت ميار للاسفل ودموعها تنسكب علي وجهها اكثر ...كانت لا تصدق انها تتعرض لهذا الاذ*لال ...لا تصدق ان الحال وصل بها لتلك الدرجة انها تتوسل زوجة والدها الشر*يرة من أجل الطعام ...كادت ميار ان ترفض ولكن معدتها قرصتها ...انها تمو*ت من الجوع ...جائعة بشكل كبير ...وعليها الاختيار ...اما كرامتها وتم*وت من الجوع واما تاكل وتتخلي عن كرامتها ...تنهدت وهي تمسح دموعها ونظرت الي الطعام ومعدتها تأن ...كان قلبها يبكي بعن*ف ...لم تتخيل ابدا ان تتلقي تلك المعاملة المه*ينة ...وعرفت الان أنها تكبرت علي حياتها مع علي ...علي الذي فعل المستحيل من أجلها ...كاد أن يحضر العالم كله تحت قدميها ...ويبدو أن هذا هو عقا*بها لأنها حط*مت قلبه...وكم هي نادمة علي هذا ...فلو عاد بها الزمن سوف تقبل به كزوج وتعيش معه وهي شاكرة وراضية أيضا ... فالحياة في منزل والدها أصبحت كالجحيم بسبب تلك المرأة التي تكر*هها ...تري ماذا تفعل الان ...الي متي سوف تتحمل تلك المعاملة الس*يئة...هل تستسلم لمصيرها أم تحاول  الهروب لكي تعود لعلي ...مئات الأفكار كانت تعج برأسها ...ولكن توصلت الي أنها لا يمكنها ابدا ان تتحمل تلك المعاملة فهي يجب أن تهرب ...مهما كلفها الأمر ستهرب...لكن الان هي جائعة للغاية ...يجب أن تتنازل قليلا كي تسمح لها تلك الشر*يرة بأن تأكل...ابتلعت ميار ريقها ثم اقتربت من علياء...ابتسمت بسعادة وانتصار وهي تراها تخضع لها ...كان هذا المشهد أحد أحلامها ...لطالما ك*رهت تلك الفتاة وستظل تكرهها حتي الموت ..

أمسكت ميار كفها ثم قبلته ..ونكست رأسها ودموعها تنساب من عينيها ...

-يالا دور رجلي يا حلوة ...

اتسعت عيني ميار بصدمة ..لتزيح علياء عباءتها قليلا وتقول:

-يالا يا بت متنحيش ...

-حرام عليكي يا مرات ابويا حرام ...

-خلاص يا حبيبتي هاخد الاكل معايا...

-خلاص خلاص ...

صرخت ميار بقهر ثم انحنت أكثر وهي تبكي بعن*ف وقبلت قدمها...

اعطتها علياء طبق الطعام وقالت:

-شطورة يا حبيبتي ...كده تعجبيني!!!

..........

في الورشة الخاصة به ...

كان يعمل وهو يغني مع ام كلثوم....

كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا

بيني وبينك خطوتين، خطوتين، خطوتين

شوف بقينا ازاي أنا فين

يا حبيبي وانت فين، إنت فين، إنت فين

والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه

والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه

والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه، إيه

والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه

عيون كانت بتحسدني على حبي

ودلوقتي بتبكي عليّ من غلبي

وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين

وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين

فين أشكي لك فين

توقف فجأة والاغنية تستمر...تنهد وهو يتذكر مهرا ...مهرا التي تتمسك بكفه بكل قوة وهو مصر علي أبعادها عنه ...مصر لإعادتها لحياتها...علي الرغم أنه يعرف أن هذا سوف يح*طمه ولكن سيفعل هذا ...هو لن يتمسك بما ليس له ...مهرا ليست له ...يحب أن يفهم هذا جيدا ...هي لديها حياة مختلفة عنه ...هي كالأميرة المدللة كل طلباتها مجابة وهو لن يستطيع أن يسعدها ...يعلم جيدا أنه يظ*لم نفسه وهو لا يريد أن يظل*مها معه ...من حقها أن تكون سعيدة ...لن يعيد خطأ ميار .. لن يلزم مهرا بأي شئ...علي الرغم من المشاعر التي بدأت تتكون من داخله نحوها إلا أنه لن يتمسك بها سيحررها وهو متأكد انها سوف تشكره لاحقا !....

عاد ادم الي عمله وهو يكتم حس*رته في قلبه ...

-ممكن ادخل ؟!

أتاه صوتها الموسيقي الرائع ...شعر ادم أن قلبه يخفق بقوة وهو يسمعها ...لقد اتت الي هنا ...الي هنا ...رفع ادم عينيه لتشتعل زرقاوتيه بشغف وهو يراها جميلة كم لم تكن يوما ... ترتدي فستان بنفسجي طويل بأكمام طويلة يليق بها كثيرا ...بينما شعرها الرائع تلفه في ذيل حصان ...وعلي وجهها ابتسامة رائعة مثلها بينما تمسك طبقا ما 

أعطاها ابتسامة مترددة بينما ما زال قلبه ينبض بقوة ...متي أصبح قلبه ينبض لها بكل هذا الع*نف هو حقا لا يدري ...فكر بيأس

-اتفضلي يا مهرا ...

ولجت مهرا الي الورشة وهي تقترب منه وتقول بحماس:

-عملتلك كشري وقولت اجيبه وادوقهولك ...بصراحة مقدرتش استني لما انت تيجي ...

ضحك وقال:

-يااه اخيرا نطقتي اسمه صح ...كفارة يا شيخة ...

-ما تأكل بقا وتبطل برود ...

قالتها مهرا وهي تضربه علي كتفه بغضب ...

ابتسم وقال:

-حاضر يا ستي هاكل...

اخذ الطبق منها ونزع الغطاء ليشحب وجهه ويقول:

-ايه ده يا مهرا ...

-ده كشري ...

أجابت ببساطة ...نظر ادم الي الكشري الذي صنعته وقال:

-هو ليه الرز محروق ؟!

-لا لا ...هو متحرقش مني هو اخد نار بس زيادة ...

-فعلا ...

قالها ادم بشك ولكنه لم يرد أن يغضبها ويجر*حها خاصة أنها تفعل هذا من أجله ...امسك هو المعلقة وبدأ ياكل بها ...تغير وجهه فجاة عندما تذوق مدي.سو*ء الطعام....ولكن لم يرغب أن يح*رجها بل اكمل تناول طعامه بهدوء...:

-علي فكرة أنا اهو بتعود علي حياتك بسرعة يا آدم .


بتعود عليها لاني عايزاها تكون حياتي عشان ابقي معاك ...بس انت مش مقدر ده ...انت عايز تبعدني عنك وخلاص كأني مر*ض ...

هز رأسه وقال:

-والله العظيم ابدا يا مهرا ...عمرك ما اعتبرتك كده ...

-اومال ليه عايز ترجعني لجدي يا آدم ...ليه ؟!

-عشان الاتفاق كده يا مهرا ...اتفاقي مع جدك كان كده ...

-الاتفاق اتفسخ لما حبينا بعض يا آدم ...

ابتلع ريقه وقال:

-ب بطلي تقولي الكلام ده انا محب....

قاطعته وهي تقترب منه وتقول:

-بص في عينيا وقول انك محبتنيش ...قولها عشان امشي ...بس.بص  في عيني يا آدم ...

ابتلع ريقه وهو ينظر إليها ...كان عاجز كليا عن الكلام وهي تنظر إليه بتلك الطريقة وكأنها حاص*رته... شعر أنه مسحور بها ...اقترب هو بشفتيه من شفتيه بقصد.تقبيلها وقد أغلق عينيه الا ان فجأة بكاء ليلي جذبه ...

ابتعد ادم عن  مهرا وهو ينظر إلي ليلي التي اندفعت الي أحضانه ...

-ليلي ..ليلي فيه ايه ؟!

قالها ادم.بر*عب ...ابتعدت ونظرت إليه وعينيها حمراء من الدموع:

-اللي اسمه مروان خط*فني ووداني.بيته ...ولولا أني صحيت وصرخت كان ممكن يد*مر حياتي ...

اشتعلت عيني ادم بالدموع ولم يرد بل دفع ليلي وهو يخرج برا الورشة !

............

ضمت مهرا ليلي المنه*ارة إليها وقلبها يخفق بع*نف بسبب الخ*وف ...كانت الأفكار الس*يئة تدور في عقلها ...لقد ذهب ادم الي مروان ولا يوجد شك أنه سوف يقت*له ...مروان تجاوز حدوده كثيرا ولكن هذا ليس معناه أن يتورط ادم ...فشخص كمروان لا يستحق أن يدخل ادم الس*جن بسببه ...لا ...لن تترك ادم يت*هور ...ستوصل ليلي الي المنزل وتذهب خلف ادم ...لا يمكنها أن تخ*سره بتلك الطريقة ...وفكرت ودموعها تنساب علي وجهها ...

-ليلي ...ليلي فوقي...

قالتها مهرا لليلي التي ترتعش بين ذراعيها ...ما زال الخوف مسيطر عليها ...لا تصدق انها واجهت هذا الأمر ...لقد كادت أن تتد*مر حياتها بالفعل علي يد ذلك الح*قير ...انسابت دموعها وهي تشهق بخوف ...ضمتها مهرا أكثر وهي تقول:

-اهدي ..اهدي يا ليلي بس انا لازم اروح الحق ادم ...لازم ...

لم تستوعب ليلي ما تقوله ...كانت في عالم اخر ...ما زالت تحت تأثير الصدمة عندما رأته قريبا لهذا الحد ارتعبت كثيرا وانه*ارت وهي تصرخ به...لقد كادت أن تق*تل نفسها...فهي مستعدة أن تق*تل نفسها علي أن يلمسها هذا الح*قير!!!

أبعدت مهرا ليلي عنها وهي تقول:

-ليلي ليلي بصيلي وفوقي...

ولكن ليلي ما زالت تبكي ....كانت في حالة إنه*يار غريبة ...كانت مهرا تتفهم الأمر ...فهي قد عانت بسبب حقا*رة مروان ...لقد د*مر حياتها دون أن يشعر بالذنب ...والان يريد أن يد*مر حياة ليلي ..ولكن ليلي قالت إنه لم يلمسها ...قبضة باردة حطت علي قلب مهرا ...هل معقول أن ليلي أخفت الحقيقة لأنها خائفة ...هل لمسها ذلك الح*قير ...هل د*مر حياتها معقول؟!التفكير في هذا فقط جعلها تشعر بالمر*ض والر*عب ...لا لا ..لا تتمني أن تعيش ليلي ما عاشته مهرا  ...هذا قاسي جدا علي هذة الفتاة ....

حاوطت مهرا وجه ليلي لتجبرها علي أن تنظر بعينيها العسليتين ثم قالت:

- ليلي خليكي صريحة معايا ..ممكن ..قوليلي الحيو*ان ده لمس شعرة منك ...قدر يأذ*يكي قولي ومتخافيش لأن ساعتها احنا هنوديه في ستين د*اهية ...أنتِ مش عليكي لوم لازم تعرفي كده ..أنتِ الضح*ية ...

لمعت عيني مهرا بالدموع وهي تتذكر شعورها وقتها ...صحيح أجبرت نفسها علي تجاوز الوضع بسرعة جدا ...ولكن لو لم تفعل هذا كانت لتق*تل نفسها بكل تأكيد ..لقد فكرت كثيرا أن تم*وت  اشمئزت من نفسها .... كانت تشعر أنها خا*طئة رغم أنها الضح*ية ...وجدها للاسف اول واحد اشعرها بهذا ...وضع اللوم عليها دون أن يضع في اي اعتبار أنها تعرضت للخ*داع ...ولكن اخيرا توصلت أنها ضح*ية ...ضح*ية خد*عة حق*يرة من مروان ومن اعتبرتها صديقتها....هي تشعر بشعور ليلي ...هي الوحيدة التي تعرف ماذا يدور بعقلها ...هزت ليلي رأسها بالنفي وهي تقول:

-لا هو ملمسنيش ...مقدرش حتي انا صحيت في الوقت المناسب ووقتها قدرت اقاومه ..وهو كان ضعيف بشكل غريب ....كان بيبكي...

تنهدت مهرا براحة رغم الغصة التي بقلبها لقد تمنت أن يحالفها الحظ كما حالف ليلي ...تمنت لو كانت استيقظت في هذا اليوم واستطاعت مقاومته والهروب ....

مسحت دموعها وقالت:

-الحمدلله...الحمدلله ...

تنهدت مهرا واكملت :

-يالا اوديكي البيت ...لازم الحق ادم ...ادم ممكن يتهور ويعمل فيه أي حاجة ...

-سيبيه يا مهرا. ..الح*يوان ده يستاهل الم*وت ...

هزت مهرا رأسها وقالت:

-مروان السويسي ابن واحد من أكبر رجال الأعمال في مصر يا ليلي لو ادم عمله حاجة ممكن ادم اللي يتأ*ذي ...لازم الحقه ...

-يا خبر ..صحيح أنا ازاي بفكر ...ادم عصبي وممكن يق*تله في أيده ...انا هروح لوحدي وأنتِ الحقيه يالا !!!

..............

نظرت الي نتيجة اختبار الحمل وعلي وجهها ابتسامة رائعة ....هي حامل ...كادت ان تقفز من السعادة ...هي تحمل طفل منه ...طفل من سامر ...وضعت كفها علي بطنها وعينيها لمعت بدموع التأثر....كانت لا تصدق السعادة التي تطغي عليها ...لا تصدق ان يحدث معها هذا ...هذا الطفل سوف يربط بينها وبين سامر ...هذا الطفل سيصلح كل الأخطاء في حياتهما ..عضت علي شفتيها بحماس وهي تفكر كيف تخبر سامر بهذا الخبر السعيد...هذا الطفل سيجعل سامر يقترب اكثر منها ويحبها ...

....

امسكت الاختبار وهي تبتسم وخرجت من الحمام ...نظرت الي سامر ووجدته جالس شارد يشاهد التلفاز ...تنهدت بآسي ...لابد انه يفكر بها الآن...رغم كل شىء ...هي لم تستطع طر*د مرام من قلبه ...احيانا تفكر أن مرام ستظل موجودة في حياتهما للابد ...لن تستطيع التخلص من طيفها في حياتهما  ...هل يا تري قد تحدث معجزة ما ويحبها كما يحب مرام ...ام انها تطلب المستحيل ...المشكلة أنها تقول انها ستكتفي بما يقدمه لها ولكن هي تط*مع في عشقه ...تريد قلبه....تريد أن تكون هي مالكة قلبه للأبد ...تريد أن تنعم معه بحياة سعيدة ولكن ربما هذا الطفل الذي في بطنها سوف يكون اول رابط حقيقي يربط بينهما ...ربما يحبها عندما تلد ابنه ...هذا الرابط بينهما عندما تنجب طفله سوف يصبح اكبر ...هي تحمست أكثر ...بجانب أنها سوف تعيش امومتها وستنجب طفل من د*مها تهتم به وتقدم له ما لم تقدمه لها والدتها أيضا هذا الطفل سوف يقرب سامر منها ...ابتسمت كارما وهي تتخيل حياتهم معا ...بالطبع سوف يكونوا اسعد عائلة في العالم ...

اقتربت هي من سامر وجلست بجواره ثم قربت منه وهي تقبله علي وجنته وهي تقول :

-جاهز تسمع خبر حلو ...

-ممكن بعد الفيلم ..

قالها وهو يشاكسها ....ضر*بته علي كتفه وقالت:

-انت ليه بارد كده ؟!ده خبر مهم جدا ...

نظر إليها وقال:

-هتفرحيني وتسيبي الشغل ...

اكثر ما سيسعد سامر أن تترك العمل ...فهو لا يريدها أن تعمل ...داخله غيرة غريبة عليها لا يريد أن يجعلها تحتك بأحد ...

ابتسمت وقالت:

-حاجة زي كده ...قوم معايا عشان اقولك ...

جذبته لتجعله ينهض ... فقال:

-ها يا ستي ايه الخبر السعيد ده 

اشرق وجهها بالسعادة وهي تضع كفه علي بطنها

-انا حامل يا سامر...

قالتها كارما وعلي شفتيها ابتسامة واسعة...كانت سعيدة جدا كما لم تكن من قبل !!!

بهت سامر  وسحب كفه وهو ينظر إليها...كان جد مصدوم ...لاحظت كارما رد فعله وقالت:

-مالك يا سامر انت مش مبسوط؟!

-انتِ حامل ازاي ؟! انطقي!

صرخ في كلمته الأخيرة لترتعش بقوة بينما تتصاعد الدموع  في عينيها وتقول:

-هكون حامل ازاي يا سامر ...حامل ...زي أي واحدة متجوزة وحامل. . 

احمر وجهه من الغضب وجذبها بعنف نحوه وقال:

-ومين اللي قال اني عايز عيال منك !!!!

ابتلعت ريقها  وسالت دموعها  ثم قالت وصوتها مخ*تنق بفعل البكاء:

-ازاي يعني مش عايز مني ...اومال اتجوزتني ليه وقربت مني ليه ؟!

د*فعها بعن*ف وصرخ :

-طبعا يا هانم دي خطتك صح ...تفضلي تتدحلبي  لحد ما تربطيني بعيل صح ...هي دي خطتك الح*قيرة وانا زي الح*مار صدقتك ...يا سلام خطة ذكية بصحيح ...

هزت رأسها بصدمة وهي تقول :

-انت بتقول ايه ؟!أنا مراتك ..مراتك !!سامع بتقول ايه ...أنا مش عشيقتك عشان تقولي كده ...يعني ايه اربطك بيا...احنا متجوزين يا سامر ...

نظر إليها وقال بنبرة باردة:

-من الاخر لو عايزة تكملي معايا تنزلي الولد ده !!!

كانت لا تصدق ما يقوله ولكن ردها كان سريعا ...حازما ...كانت قد اكتفت منه ...وضعت كفها علي بطنها وقالت:

-اسفة يا سامر هختار ابني ...أنا مش عايزة اكمل معاك ...

......

دموعه كانت تنساب علي وجنتيه ...لقد فش*ل في أن يكسر اي احد سوي نفسه ...هو يري نفسه حقير الان...لقد تخيل والدته مجددا ...تخيلها وهي تو*بخه ...تنظر إليه بصدمه كأنه قد خذ*لها...وبالفعل هو خ*ذلها....هو لا يريد هذا ...لا يريد أن يصبح شخصا حقي*را ولكنه غاضب من العالم ...يريد أن يد*مر اي احد أمامه لانه لا يشعر بالحب ...يريد قت*ل اي بذرة خير داخل قلبه...لا يريد أن يكون طيب القلب وساذج ...لا يريد الحب فهو توسله من والده مرارا وتكرارا ولكن لم يحصل عليه ...هو يريد الكر*ه ..يريد أن يتشبه قلبه بالح*قد والكر*ه ...يريد الانتقام من ادم ...ادم الذي جعله أضحوكة أمام نفسه الانتق*ام من ليلي ...ليلي التي رفضته عدة مرات وحتي من مهرا التي كانت تهيم به والان لا تطيقه ؛!!! ..لقد تخلي عنه الجميع ...هو وحيد الان ...وحيد للغاية ... دموعه انسابت أكثر. هو يشهق ...كم هو ضعيف...ضعيف وهش. ..لا يتحمل أي شىء ...

جرس الباب أخرجه من شروده ...مسح دموعه بسرعة ونهض بتكاسل ليفتح الباب ....فجأة شحب. هو يري ادم أمامه ...عينيها الزرقاء تشتعل بها الني*ران وكأنه علي وشك إحراق العالم كله ...للصدق ..مروان ارتعب منه وخاصة من عينيه التي تشتعلان بالنيران ...

-ليه ...اه ...

كاد مروان أن يتكلم إلا أن ادم لكمه بعن*ف ...ثم ادخله المنزل وهو يغلق الباب ... اقترب منه ثم امسكه من رقبته وهو يضغط عليها حتي كاد أن يقتله وقال:

-انا مش قولت اللي يخصني متلمسهوش !!!...ازاي تتجرأ وتخط*ف اختي ...انطق!!! ازاي جاتلك الجراءة تعمل كده !!!

احمر وجه مروان وشعر أن الأكسجين ينتهي من رئتيه... فجأة دفعه ادم حتي وقع علي الأرض وقال وهو يخلع حزامه  :

-انا هوريك ازاي تقرب علي حد يخصني ازاي ...أنا هوريك يا مروان ...

نظر إليه مروان بر*عب ...كان جسده يرتعش بقوة ...عيني ادم تخبرانه أنه سوف يت*هور كثيرا ...عينيه تخبره أن ادم الان لا يهتم بشئ ...لقد اتي لمنزله كي يضربه ...هذا شجاعة تحسب له ..وهو ليكون صريحا ...خائف منه جدا الان...رفع ادم الحزام ثم حط به علي جسد مروان ليصرخ مروان بأ*لم وهو يشعر أن جسده يؤلمه بقوة ...ظل ادم يرفع الحزام ثم يض*ربه بع*نف ...كان يضر*به كالمج*نون ...كان فاقد اعصابه جدا ....

-كفاية كفاية ...

قالها مروان بصوت ضعيف ولكن ادم كان مستمر في ضربه ...عندنا رأي ادم حالة ليلي أصابه الج*نون ...شعر ببراكين العالم تنفج*ر داخله فلم يشعر بنفسه الا وهو يأتي هنا لكي يلقن مروان درس حياته ولن يذهب من هنا حتي يقت*له ويرتاح منه ومن شره . .هذا الرجل لعنة عليه بالاول زوجته مهرا والأخيرة هي ليلي ؟!!لا هو لن يسامحه علي هذا ..

كان آدم مستمر بالضر*ب ومروان مستمر في الصراخ ...ابقي فجأة ادم الحزام وهو يلهث بقوة ...كان العرق يغطي وجهه ...جذب ادم مروان وقال وهو يلهث:

-اسمعني بقا يا حيلتها وحط ده حلقة جوه ودنك 

..دي شدة ودن بسيطة ولكن اقسم بالله لو قربت من ليلي أو مراتي تاني وديني هقتلك انت فاهم !!!فاهم ولا لا ...

علي الرغم التعب الذي يسيطر علي وجهه نظر مروان الي ادم وقال :

-انا مش هستسلم ...هفضل اضايقك دايما واضايق اختك ....يمكن يعني عايز اجربها زي ما جربت مراتك !!!

اتسعت عيني ادم بغضب وقال:

-اه يا حقي*ر ...

صرخ بها بقوة ثم أمسك ذراع مروان وهو يقول:

-انا هقت*لك النهاردة ...

ثم بعنف ثني يديه حتي كُسر ذراعه !!!!

.....

بعد قليل ...

شهقت مهرا وهي تنظر إلي ادم. الذي مكبل بالاصفاد....لقد.اتت بعد فوات الاوان !!!!

......


في شركة أنس....

كان انس جالس في مكتبه ...قلبه يخفق بعن*ف ...لقد طلب رؤيتها ...قرر ان يتكلم معها اليوم ....صحيح لم يري الأمر صائبا وخاصة انه تكلم مع اخاها ولكنه كان يريد أن يعرف ما هو رأيها...يريد أن يعرف بماذا تفكر الآن ...هل تراه شخص جيد ام احمق....كان يريد أن يعرف رأيها به ...هذا التفكير يؤرقه ...ابتسم أنس وهو يتذكر مقابلته مع آدم ...لقد تفهمه ادم كما أنه تواصل معه هاتفيا وهو يعرض عليه حلول..اخبره ان يحاول لينال سعادته...لقد احب هذا الشاب فعلا ...يبدو رجلا بحق ..وهو واثق ان ادم أيضا احبه ويتمناه زوج لشقيقته ...من نظراته عرف هذا ...

.....

اقتربت مرام من مكتب انس وقلبها يخفق بجنو*ن ...ما تلك المشاعر التي تسيطر عليها كلما كانت قريبة منه...كيف القرب منه فقط يجعل قلبها يخفق بتلك القوة المجنو*نة...وكأنه يتحكم بدقات قلبها !!رغم السعادة التي تملأ قلبها الا انها كانت تشعر بخوف ...تلك المشاعر قد تؤ*ذيها ...هي تخاف الحب ...تخاف ان تظهره فتتح*طم ...مصا*ئب الحياة علمتها الا تثق بأحد الا عائلتها وهي لم تعطي ثقتها الكاملة لأحد ولا تريد أن تعطي قلبها بالكامل لأحد لا تريد أن تحب بكل مشاعرها لانها هي من سوف تتأ*ذي ...كانت نظرة مرام للحب سلبية للغاية ...فالحب يجعلك ضع*يفا...يترك مشاعرك تسيطر عليك ...وهي لا تريد أن تكون ضع*يفة ...لقد رأت كيف ادم تح*طم عندما تركته ميار وهي لا تريد أن تكون محطمة بهذا الشكل ...

تنهدت وهي تطرق الباب بينما ترتدي قناعها الجليدي ..ارتعش قلب أنس داخل صدره وقال بصوت مخنوق بفعل المشاعر التي سيطرت عليه :

-اتفضل .. 

ولجت مرام الي المكتب وهي تحافظ علي وجهها ثابت ...لا يوجد أي انفعال عليه ...خفق قلب أنس اكثر وهو يمنحها ابتسامة رائعة لم تردها هي وقال :

-ازيك يا انسة مرام. .

-كويسة يا فندم ...حضرتك طلبتني خير ...

ابتلع ريقه بتوتر وهو يتساءل كيف يمكنها ان تجعله يتوتر بكلمة ...نظرة ...ولكن كل ما في مرام يجعله 

ما يشعر له نحو مرام كان نادر...نادر للغاية ...

ابتسم وقال:

-اخوكي قالك علي ظروفي اللي كانت مانعاني اتقدملك ؟!

هزت رأسها دون أي كلام ...كانت تخاف أن تتكلم فيظهر ارتعاش كلماتها وتُف*ضح مشاعرها ...بالعكس هي تحكمت في نفسها تماما حتي لا يحمر وجهها أمامه ...

ابتسم انس بتوتر وقال:

-طيب وايه رايك ؟!

نظرت إليه وهي ترد:

-رايي في ايه ؟!

شرح بتوتر:

-يعني رأيك في العرض بتاعي ...ناوية توافقي ولا ايه ؟!تقدري تستني لما اخلص مشاكلي مع حالة بنتي ...أنتِ ايه رايك ...

قالت بهدوء:

-انا بفكر حاليا والرد ادم هيبلغك بيه ...اظن هو قال لحضرتك كده ...

ضحك متوترا وقال:

-طبعا هو قالي كده بوضوح يا آنسة مرام ...بس انا عايز اعرف رأيك المبدئي...معندكيش مشكلة انك تستني صح ... مستعدة تستحمليني شوية ...

ربعت ذراعيها وقالت:

-استاذ انس مفيش حاجة اسمها رأي مبدئي أنا بفكر وهقول رايي النهائي لادم ...ده جواز يعني حياة كاملة هقضيها مع حضرتك لو ربنا أراد يعني وحصل نصيب  ..

-يارب يحصل نصيب ..

رد مقاطعا كلماتها لتكمل هي :

-عشان كده مضطرة افكر كويس يا استاذ أنس واخد وقتي كمان ..لازم اشوف نفسي واقيمها أن كنت هتحمل واستني ولا لا ...ده جواز مش لعبة ...

-يعني مفيش اي مشاعر من ناحيتك ليا؟!.

سألها فجأة. .عرف أن سؤاله خطأ تماما خاصة بعد أن تكلم مع شقيقها ...حا*ربت مرام الاحمرار الذي بدأ يزحف الي وجهها وكادت أن ترد بالنفي إلا أن رنين الهاتف أوقفها ...أمسكت هاتفها وقالت:

-عن اذن حضرتك هرد ..

هز رأسه فردت هي ليشحب وجهها بقوة وهي تقول:

-ايه!!!!ادم يا مصيبتي !!!

.......

كانت تدندن وهي تسقي الورود التي بحديقة الفيلا ...تشعر بسعادة غريبة عندما بدأت تقترب من حسناء وأسرتها ...شعرت أن هذا الشئ الذي كان يجثم علي قلبها انزاح ...وكأنها تحررت من ذ*نب كبير ...تشعر أنها خفيفة ...خفيفة للغاية ...

انتهت من ري الزرع ثم بدأت بلمس الورود وهي تتنهد بسعادة وتتذكر زوجها كريم ...هو من علمها كيف تزرع الورود ...صحيح جمعتهم الصدفة لا الحب ...فكريم هو من تزوجها بعد أن رفض علي ...صحيح وقتها شعرت بالإه*انة وأنها تح*طمت كثيرا لأنها كانت حقا تحب علي ...أما كريم كان دوما بالنسبة لها شخص بارد متباعد لم تحبه ابدا ...عندما تزوجته بدلا من شقيقه ظنت ان حياتها انتهت تماما ولكنها كانت مخطئة تماما ....فحياتها بدأت مع كريم ...لقد رأت وجه جديد منه ...ليس كريم البارد بل كريم العاشق ...الذي ذوبها بحبه ...احبها كما لم يحب أحد من قبل ...دللها وعاملها كالأميرة حتي محا علي تماما من قلبها ...لقد أحبته مروة ...أحبته كما لم تحب أحدا من قبل ...كان كريم الرجل المثالي لها ...لم تصدق ان ربنا قد عوضها به ...ولكن السعادة لم تدم...كريم غادر الحياة مبكرا ...تركها هي وطفلتها ...لقد انك*سرت بعد مو*ته وظنت أن حياتها انتهت تماما ..كانت وحيدة بعد أن ما*ت والديها أيضا ...لم تعرف أين تذهب ...وكيف ستعيش بمفردها ...كل تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها ...ولكن جابر هو من مد يده لها ...هو من ساعدها لكي تتجاوز تلك المحنة بسهولة ...جابر وعد كريم قبل مو*ته أنه سوف يهتم بمهرا...لن يشعرها ياليتم ابدا ...لن يتخلي عنها أو يتركها تحتاج اي شئ ...بل عاهد نفسه أن يحقق كل أحلامها...هو من امسك بيد مروة وابنتها وجعلهما يعيشان في بيته واهتم هو بمهرا ...هو من علمها ورباها حتي كبرت ...حقق جميع أحلامها ...لم يض*ربها يوما أو يقسو عليها...بل كانت مهرا هي روحه وكأنها حفيدته الوحيدة ...دللها بشكل مبالغ فيه ...حتي عندما رفضت أن تعمل بعد تخرجها لم يعترض بل تركها علي راحتها ...كان دوما ينصحها بلطف لم يفكر يوما في ايذاءها ...حتي هي ...جابر عامل مروة بشكل جيد للغاية ... أعطاها حنان الاب ...كان يدعمها دوما ...

تنهد مروة وهي تفكر أن في الوقت الذي كانت تنعم هي به بدعم جابر عزام ...كانت حسناء وأطفالها يعانون من الفقر والحاجة ....علي الرغم من أن جابر عزام لديه الكثير من الصفات الحميدة إلا أنه ظ*الم ...لقد ظل*م حسناء وأطفالها بسبب نظرته الطبقية للآخرين ....صحيح عندما تو*في علي انهار كثيرا وبكي حتي اشفقت عليه ...ولكن لم يفكر بمساعدة أحفاده ولا أن يهتم بهم ....تلك الفكرة جعلتها تتضايق منه ولكنها اختارت الا تتدخل ...كانت تخاف أن يتخلي عن حفيدته مهرا ...فصمتت وهي تفكر يوميا في حال حسناء والاولاد ...حتي نستهم في خضم صر*اعات الحياة التي لا تنتهي ...

انتبهت فجأة عندما رن هاتفها. ..أمسكت الهاتف لتجدها مهرا تتصل بها ...ابتسمت مروة ووجهها الجميل يشرق وهي ترد عليها وهي تقول:

-عمرك اطول من عمري يا ميمي كان في بالي اكلمك ...

ولكن صوت مهرا المخنوق بالدموع جعلها تبهت بينما أصبح قلبها يدق بعن*ف وقالت بخوف:

-فيه ايه يا مهرا مال صوتك ...

بهت وجهها أكثر وهي تصرخ وتقول:

-ادم ..يالهووي ...طيب وهما اخدوه القسم ...خلاص متقلقيش يا حبيبتي ...هكلم جدك ويجيب محامي ...

ثم ركضت مروة الي غرفة جابر وقلبها يرتج بعن*ف ...فتحت الباب بسرعة وشحبت كالام*وات وهي تري جابر واقع علي الأرض ولا يبدو أنه يتنفس!!!!

    الفصل الثاني والعشرون من هنا 

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-