أخر الاخبار

رواية رحيق الهلالي الفصل السادس والعشرون26الاخير بقلم داليا السيد

رواية رحيق الهلالي


 الفصل السادس والعشرون26الاخير

 بقلم داليا السيد

عودة
بصعوبة وصل إلى الغرفة التي ازدحم بها الجميع وهو



 يتمايل يمينا ويسارا ولكنه تحامل على ساقه




 وهو يخترق الجميع وهو يعلم أنها هي لقد أخبرته عمته لذا تحرك بقوة بينهم وهو يصرخ بقوة





“رحيق، رحيق ماذا حدث؟ هيا انهضي"
حاول أحدهم أن يبعده ولكنه دفعه وقد بدأ جرحه ينزف مرة أخرى وهمد جسد 



رحيق ولكن الأجهزة لم تهدأ حتى وصل طبيب آخر وما أن عرف الوضع حتى أعطى تعليماته بقوة وصرامة وخبرة 





واضحة ودون حتى أن يهتم بوجود فراس الذي أمسك بيد رحيق وهو يناديها ولم يشعر بم يفعله الأطباء من حوله حتى هدأت الأجهزة من حوله واستقر جسدها على الفراش وشعر بيد تربت عليه والطبيب يقول
“اطمئن لقد مرت الأزمة، هي بخير الآن"
لم ينظر إلى الرجل وهو ينظر إلى وجهها الذي زالت منه الدماء وازرقت شفاهها وتاهت عيونها العسلية تحت جفونها المغلقة بين غيابات السواد الذي تحلق حولها وفجأة انتبه إلى حملها وأولاده، وقبل أن يذهب الطبيب التفت إليه وهتف 
“أولادي؟" 
انتبه الطبيب إليه وقال "نعم، هما بخير بالحضانة حتى تستعيد المدام نفسها وأظن ابنك الكبير مع جدته الجميع 





موجودين بالخارج ولكن نحن نمنع الزيارة كي لا نفتح مجال للشرطة والتحقيق الآن حتى تستعيد صحتك" 
ظل ينظر إلى الطبيب الذي ربت على كتفه ثم تغيرت ملامحه وهو يحدق بكتفه ويقول "أنت تنزف، هل تأتي معي إلى فراشك؟" 
انتبه للألم الذي بكتفه ولكنه لم يهتم وهو يقول "أنا بخير لن أتركها حتى أسمع صوتها" 
اقترب منه الطبيب ونظر إليها ثم عاد له وقال "وهي تحتاج أن تراك بخير عندما تعود، أنت ما زلت بحاجة للرعاية الصحية أنت هنا بالعناية المركزة ولو ظللت تنزف هكذا ستخور قواك وستفقد وعيك ولن تجدك بجوارها، ألا يصح أن تسمع لي وتأتي لنداوي هذا الجرح قبل أن يحدث ذلك؟" 
نظر إليها ثم انحنى عليها وقبل رأسها وتحرك مع الطبيب بصعوبة واستقر بالفراش واستسلم للطبيب
مر الوقت وقد أثقله التعب فنام ثم عاد إلى وعيه مرة أخرى وهو يسمع صوت عمته مرة أخرى دون أن يراها فنهض دون أن يجد أحد حوله وتوجه إلى فراشها حيث استقر جسدها فاستند إلى طرف فراشها وهو يتأملها، لأول مرة يشعر بتلك المشاعر تجاهها، وكأنه يعرفها اليوم لا، بل وقت الحادث عندما تحلت بالقوة والشجاعة وهي تحارب لإنقاذه، لم تهرب أو تختبئ وإنما كادت تموت من أجله رغم أنها كانت تحمل أولادهم.. 






أمسك يدها وقبلها بحنان همس "رحيق، لأول مرة لا أعرف ماذا أقول، أتدرين معنى أن يقف الأسد عاجزا عن التصرف أمام فريسته، كنت كذلك أمامك ولكني لم أكن أعلم أن الرحيق أقوى من الفراس 




وأصبحت أنا فريستك حبيبتي وسقط ببراثن هواك، ترى رحيق أين أنا من قلبك؟ هل يمكن للحب الذي اختارني بعد كل تلك السنوات ليهزمني أن يهزمك أنت أيضا؟ هل قلبك لي حبيبتي؟ انهضي رحيق انهضي من أجلي وأجل أولادنا فأنا أعترف أن وجودك غير كل حياتي رحيقي وأعادني إلى نفسي التي ضاعت مني، أنت من ساندني وآمن بي وضحى بالكثير من أجلي، أنا أحبك رحيق، أحبك حبيبتي لا أعلم متي وكيف حدث ذلك ولكنه حدث فهيا انهضي لأشبع قلبي بك، هيا رحيق من أجلي حبيبتي" 
تألمت ساقه فتحرك يبحث عن مقعد عندما تخيل أنه سمع اسمه فالتفت إليها ظلت ساكنة لحظة ولكن شفاهها تحركت 
“فراس، أولادي"
ركع على ركبته السليمة ولم يعبأ بألم الأخرى وهو يمسك يدها ويهتف "رحيق، رحيق أنا فراس، رحيق هل تسمعيني؟" 
سمعت اسمها من بعيد ففتحت عيونها بصعوبة وقد شعرت بالظلام يرتفع أخيرا من حولها لتسمع صوت زوجها وحبيب قلبها يناديها فالتفتت إلى مصدر الصوت لترى وجهه يتأملها بسعادة ويده السليمة تمسك يدها بقوة فقالت 
“فراس أنت بخير؟" 
قبل يدها بحنان وقال "نعم حبيبتي أنا بخير" 
أسرع الطبيب إليها ليطمئن عليها ثم قال "الحمد لله، أنت بخير الآن مدام أخيرا، أستاذ فراس هل تنهض؟ ساقك مصابة المدام بخير الآن" 
هز رأسه فساعدته الممرضة ليقف فقالت "أولادي؟" 
ابتسم الطبيب وقال "بخير مدام بالحضانة وسيتم نقلهم إليك بمجرد خروجك من




 هنا" 
نظر فراس إلى الطبيب وقال "أخرجنا من هنا من فضلك أريد رؤية أولادي" 
ابتسم الطبيب وقال "سيحدث إن شاء الله، الآن يمكنني أن أخبركم أن الله منحك عمر آخر مدام لقد نزفت كثيرا من إصابة صدرك التي كانت قريبة من القلب، والولادة أيضا كانت صعبة ولكن الحمد لله" 
لم يرد أحد ولكن لم يكتب الله لأحد عمر جديد وإنما ما زال بالعمر بقية ولم تأتي ساعته بعد فلكل أجل كتاب..
كانت سعيدة وهي تحمل طفليها بين أحضانها أخيرا بعد كل تلك الصراعات التي عاشتها وربما بتلك اللحظة ضمتهم إلى صدرها وأغمضت عيونها وعادت كثيرا إلى الخلف لتلك الليلة الممطرة عندما دقت باب ذلك البيت بيت آل هلالي ولم تكن تعلم أن جواد عندما فتح لها الباب فتح لها معه حياة جديدة مع تلك العائلة، حياة لم تكن تظن أن تحياها ولكنه فعلت.. لتستقر الآن وبين ذراعيها أولادها تهنأ برائحتهم وأنفاسهم، حتى بكائهم.. 
“حمد الله على السلامة رحيق والف مبروك فريدة وفهد" 
فتحت عيونها لتبتسم إلى حماتها التي دخلت بسعادة لتقبلها بحنان وحب فقالت
“الله يبارك في حضرتك ماما أنا لا أصدق أنهم معي أخيرا، أين جواد؟" 
جلست كوثر أمامها وقالت "مع فراس الذي أثار غضب كل من بالمشفى وهو يرفض الخضوع لإكمال شفاؤه، ماذا أقول هذا هو ابني" 
ابتسمت وقالت "نعم ولكنه لم يرى الأولاد حتى الآن، ما أن خرجنا من العناية حتى





 انهالت علينا الشرطة بالأسئلة" 
هزت كوثر رأسها وقالت "نعم حبيبتي، لقد كان الأمر أشبه بالكارثة، لقد قبضت 




الشرطة على الرجلين واعترفا بم أرادته منهم دنيا التي عثر على جسدها متفحما بالإسطبل، مسكينة هي التي فعلت ذلك بنفسها" 
قالت بضيق "لقد كادت تقضي على حياتي أنا وفراس يا ماما، لقد أصيبت بالجنون" 
لم ترد كوثر ودق الباب ودخلت فايزة بزيها الأسود وميادة وسامر خلفها، ابتسمت رحيق لهما وقالت فايزة "الحمد لله على سلامتكم حبيبتي" 
قبلتها فايزة واحتضنتها ميادة برفق وهي تداعب الطفلين وحياها سامر بأدب واضح 
نهضت كوثر وحملت فهد عن ذراعها المصابة وقالت رحيق "شكرا فايزة أنا سعيدة بوجودكم معي" 
دق الباب ورأته يدخل ومن جواره جواد يسرع إليها حملت فايزة فريدة منها لتحتضنه رحيق وهو يقول "ماما، اشتقت إليك كنت أخاف أن تتركيني" 
أغمضت عيونها وقالت بحنان "الحمد لله حبيبي، الحمد لله أنك بخير" 





ابتعد ونظر إليها فقالت "كنت رجلي الشجاع" 
ابتسم فقبلته وأخيرا نظرت له من ملك قلبها، وكم اشتاقت إليه حتى وهي بالا وعي نظرتها كانت طويلة تمتلأ بالحب والشوق والخوف، تحرك ببطء من ساقه الثقيلة بالجبيرة التي تمنى الخلاص منها وترك ذراعه المصاب دون اهتمام وهو يتقدم منها ووقف أمام فراشها فتذكرت كم هو طويل القامة خاصة بالنسبة لها 
كم اشتاق لعينيها وتلك النظرة التي كانت رفيقته بالشهور السابقة وأصبح لا يتنازل عنها والآن هو بأشد الاحتياج إليها
قال بحنان واضح "كيف حالك الآن؟" 
ابتسمت وقالت "الحمد لله بخير وأنت؟" 
هز رأسه ليطمئنها ثم أبعد عيونه عنها إلى والدته وقال بتساؤل "فهد؟" 
ابتسمت كوثر وهي تقترب وتمد له الطفل ليحمله بحنان وقد 




اشتاق لرؤيته هو وأخته قبل جبهته بشوق واضح ثم نظر إلى فايزة التي اقتربت منه بفريدة ورغم ذراعه 




المصاب إلا أنه لم يهتم بالألم وقد اعتاده وهو يحمل فتاته الصغيرة بيده ويبتسم لها وهو يقبلها ويقول 
“خدعتيني رحيق، الاثنان أخذوا جمالك كله ولم يهتموا بي"
ضحك الجميع ودمعت عيونها وهي سعيدة بأنها أخيرا تخلصت من كابوس دنيا إلى الأبد.. 
قاد السيارة إلى داخل الممر وتوقف أمام الباب فظلت لحظة جالسة وهي تشعر أن كل الأحداث تمر بها الآن، أمسك يدها فنظرت إليه وقد أعادها للواقع وقال 
“لقد انتهى كل شيء رحيق، لقد انتهت دنيا اطمئني"
هزت رأسها ونزلت لتأخذ أولادها حيث وضعوهم بغرفتهم التي كانت قد أعدتها من قبل وداعب جواد أخوه وقال "ماما هل يمكن أن أبقى معهم؟" 





ابتسمت له وقالت "بالطبع حبيبي، فأنت المسؤول عنهم الآن أنت الأخ الكبير" 
أحاطها فراس بيده وقال "يمكنني تحمل راتب مربية لتساعدك رحيق الأمر ليس بسهل بجوار الالتزامات الأخرى" 
نظرت إليه وقالت "سأجرب أولا" 
قال وهو يجذبها للخارج "سنجرب أن ترتاحي الآن ما زلت متعبة" 
دخلت غرفتهم وهو معها وأغلق فتوقفت تنظر وهي تتذكر، شعرت بيده تحيطها من الخلف وأنفاسه بجوار أذنها وهمس
“أحبك" 
التفتت إليه دون أن يفلتها ونظراتها كلها تساؤل وقلبها يكاد يتحول إلى طير أبيض ليطير بزرقة السماء ليعبر عن تلك السعادة وهي تنظر بعيونه وقد انحنى ليقترب من وجهها وهي تقول بأنفاس متقطعة
“ماذا، ماذا قلت فراس؟" 
لم يبعد عيونه التي امتلأت بالحب عن عيونها وهو يهمس "أحبك رحيق، لا أعرف كيف أو متى ولكني أعشقك" 
لا تعلم من أين أتت تلك الدموع وهي تضع يديها على وجنتيه 







بحنان وهي تحاول أن تصدق ما تسمع وقالت "لا، بالتأكيد أنا أحلم، أنا أحلم فراس أليس كذلك؟ أنت أخبرتني أن قلبك.. أنت، فراس أنا" 





همس مرة أخرى "أحبك رحيق، لم أعرف الحب إلا معك ولا أريد إلا أن أكون معك وبين أحضانك أعشقك رحيق، أعشق عيونك ونظراتك أعشق حتى أنفاسك، صوتك، كلماتك، أعشق رائحة شعرك، لا أتخيل الحياة بدونك حبيبتي فأنت الحياة" 
ثم قبل راحة يدها التي تضم وجهه وجذبها إليه بشدة وضمها وهو يمني قلبه بحبيبته التي عادت إليه أبعدها وأحاط وجهها بيده وقال "عرفت أني أحبك بتلك الليلة وكنت أسرع بالسيارة كي أخبرك بما أوقعني به قلبي ولكن ما حدث أوقفني لأجد نفسي.." 
قاطعته وهو تشبع نفسها من عيونه "أحببتك من أول يوم رأيتك فيه وأنت على هذا الفراش فراس" 
حدق بوجهها وهمس "أنا؟ لم أكن أستحق حبك رحيق" 
قالت من بين الدموع "لم يهتم قلبي بكل ما كان لأنه اختارك






 فراس ولم يتمنى سوى قربك، يومها قبلتني غصبا" 
تراجع بذهول فابتسمت وقالت "كنت




 محموم ولم تكن تشعر بأي شيء ووقتها فقط سقط بحبك حبيبي ورغم أني لم أكن أريد أي عمل لكني وافقت على العمل عندك لأني اخترت البقاء هنا




 من أجلك حبيبي وبكل يوم كنت أتمنى أن أعترف لك بحبي ولكني" 
ضمها إليه بقوة وقال "لم أكن الرجل الذي يقدر المرأة التي معه حبيبتي، آسف رحيق على كل ما ضاع 




منا بدون حب ليتني عرفت من أول يوم فأنت هدية السماء لي" 
أبعدها وعاد ليحيط وجهها بيده وقال بحنان وحب "



ولكن أعدك أن ننسى كل ما كان، فقط لا تندمي على حبك لرجل مثلي.." 
أحاطت عنقه بذراعيها وارتفعت على أصابع قدميها 




لتقبل وجنته وتقول بحب "وهل تراني امرأة نادمة يا سيد؟" 
ابتسم وهمس 



وهو يقترب من شفتيها "أراك أجمل امرأة بالكون يا رحيق آل هلالي" 


هنا.في كرنفال الروايات. ستجد.كل.ما هوا جديد.حصري ورومانسى.وشيق.فقط ابحث من جوجل.باسم. الروايه علي مدوانة. كرنفال الروايات.وايضاء.اشتركو على

 قناتنا 👈   علي التليجرام من هنا

ليصلك. اشعار بكل ما هوه. جديد من اللينك الظاهر امامك

  🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

                     تمت بحمد الله 

لقراة باقي الفصول من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-