رواية غلطه وندم
الفصل السابع7
بقلم مروة محمد
توقفنا عند قبله شهاب المفاجئه لغاده...والتي لم تكن في حسبانها اطلاقا...حيث كانت متوقعه خلود والداتها للنوم معها...وليس هو...حاولت التملص منه ومن قبلته...ولكنه أحكم حصاره عليها جيدا...كان يريد أن يتذوق طعم شفتيها جيدا...حاولت السيطرة علي مشاعرها..ولكن دون جدوى...ولكن صوت عقلها نادها لتزيحه من أمامها وهي تضيع يدها علي صدرها تزفر بحنق....وهو يمتلكه الغيظ من نفورها منه...كان علي اعتقاد أنها ستنهار من قبلته وتتجاوب معه...ليشعر من نفورها هذا بأشد الندم أنه استسلم لمشاعره الجارفه لها...عاود يجذبها مرة أخرى اليه يحدثها بقسوة قائلا
=عمرى ما كنت أتصور ان دي تكون رده فعلك...مالك مش عايزة...أومال اتجوزتيني ليه...مش ده حقي الشرعي...ولا أنا بيتهيأ ليا...ولا تكوني زهقتي من اللعبه.
تملصت منه مرة أخرى وحزنت علي حديثه هذا...هي تتمناه جيدا ولكن صوت عقلها يرفضه وذلك من جراء ارتباطه بأخرى...ذهبت الي فراشها وجلست عليه باستكانه وحزن واضح في عينيها تتنهد ببطء شديد...ليتركها ويخرج من المنزل بأكمله...ذهب الي بيت أسامه صديقه الذي اندهش لرؤيته...وعلامات الضيق علي وجهه ليفهم أنهم تشاجروا...بعث برساله الي حوريه لكي تقوم بالاتصال بصديقتها أو السيده زهيرة...
دلف شهاب عند أسامه ليحاول أسامه بأسلوب المرح قائلا
=أيوه بقا...جاي تصالحني طبعا...بعد ما عرفت اني مليش ذنب في جوازة ثراء...واني خبيت عليك لمصلحتك...طب كنت قولي أجي أبات عندك أسهل.
ليزفر شهاب بحنق قائلا
=دي الحفله عليا بقا الليله...انت من جهه وأمي من جهه...أنا غلطان اني جيت لك...الظاهر اني حسبتها غلط...كنت أروح أبات عند أمي أحسن.
ليبتسم أسامه بسخريه قائلا
=تبات عند مامتك! ...طب والهانم وعدتها اللي لسه مخلصتش...مش فاهم هي مش بتروح تقعد في بيت أبوها ليه...وليه أبوها لغايه دلوقتي مرجعش.
ليتنهد شهاب بتعب قائلا
=يجي ميجيش...مش هتفرق...هي خلاص كرهته وبصراحه عندها حق...مين يستحمل أب بالشكل ده...الحمد لله ان أبويا كان راجل محترم.
رفع أسامه حاجبيه باستمتاع قائلا
=أقولك مين ممكن تستحمل أب بالشكل ده...عندك غاده مثلا... حوريه قالتلي ان أبوها مطلق أمها...راجل متخلف ...علشان أمها مش بيعيش ليها ولد.
ليرفع شهاب عينيه الي أسامه بقسوة قائلا
=قولي بقا...سيادتها سايبه الشغل...ودايرة تتسرمح في المستشفي...وتحكي حكايه صحبتها للكل..
هز أسامه رأسه لينفي ما قاله شهاب قائلا
=أبدا...أنا شفت حوريه زعلانه...بسألها مالك حكت حكايه غاده...وقد ايه الست ثراء بالرغم بمعرفتها بحكايه غاده...بس بتضايقها لدرجه ان غاده عايزة تسيب الشغل.
مسح شهاب علي وجهه بغيظ يتنهد بصعوبه قائلا
=ملكش دعوة بغاده يا أسامه
ليبتسم أسامه بخبث لنجاحه في اثارة غيرة شهاب علي غاده
...علي الجانب فور وصول رساله أسامه الي حوريه قامت باجراء مكالمه بينها وبين والده غاده لتبلغها بالخبر...ردت عليها زهيرة بصوت حزين قائله
=أنا قلت ان أخوكي هيكون ليها الاب والاخ والصديق والزوج...وهيكون الضهر...بس أنا شفت بنفسي...ده مكملش في أوضتها ربع ساعه.
ردت عليها حوريه بقله حيله قائله
=أنا عايزة أعرف حصل ايه بينهم...شهاب لما عرف انك تعبانه ..صمم يجيبك عنده علشان هي مش تمشي...وعلشان يقرب منها...ايه اللي بعده؟
كادت زهيرة أن ترد عليها لولا دلوف غاده قائله بحزن
=شهاب ملوش ذنب يا ماما...ومتحاوليش كتير...أنا اللي مش هقدر...أنا خايفه منه...ومش هقدر أوثق فيه...بعد ما نصرها عليا يوم كتب كتابي.
أغلقت زهيرة الهاتف مع حوريه ونهضت تحتضن غاده قائله
=انسي يا غاده اللي حصل...هو مكنش ينفع يكذبها...خصوصا انها حكت عن مكالمه شريف...اللي انتي خبتيها عنه...انتي اللي غلطانه.
انتهي اليوم بما فيه من أحداث ليستيقظ شهاب علي صوت أسامه المزعج وهو يقول
=نفسي أفهم...هو انت لما تعيش لوحدك تصحي من بدرى وتروح تفتح المستشفي قبلنا...ودلوقتي مستني حد يصحيك...ده زى ما يكون ان كنت عايش مع واحده بتظبط مواعيدك.
ليبتلع شهاب ريقه قائلا
=صباح الزفت فوق دماغك...ايه الكلام اللي انت بتقوله ده...واحده مين اللي هعيش معاها تظبط مواعيدي...بطل تلقيح كلام علي الصبح.
ليبتسم أسامه بمرح قائلا
=انت زعلت يا أخويا...خلاص متزعلش...ايه النشاط ده يا شيبو...تعالي بات عندي كل ليله...بصراحه كنت عامل صوت في البيت...شخير شخير شخير.
ليجز شهاب علي أسنان قائلا
=أنا بشخر يا جزمه...ولا انت اللي عمال تشخر وترفص...وحالتك حاله...أنا مستغرب ليه مش عايش في بيت أهلك...او حتي كنت هات ليك فيلا ولا انت بخيل.
ليرفع أسامه كتفيه بلا مبالاة قائلا
=لو عايز هجيب من الصبح...انما أنا واد رومانسي...لو جبت فيلا...لازم حبيبه قلبي هي اللي تختارها...وتختار العفش وكله حاجه...انا عليا أختارها هي وبس.
ليتوتر شهاب قائلا
=عليك تختارها وبس...وانت ملقتش واحده ألمانيه ...او واحده مثلا مصريه وعايشه هناك....او من بنات اصحاب أبوك...هي ايه مواصفات اللي هتختارها.
ليبتسم أسامه بخبث قائلا
=لاااا بنات ألمانيا مين يا عم...ولا حتي تكون سافرت بره القاهرة تخيل...وعايزها متكونش مدردحه...أنا عايزها طيبه وحنينه...وغلبانه زى غاده.
ليتفاجئ أسامه من نهوض شهاب الغاضب من الفراش يمسكه من تلابيبه قائلا
=طبعا من ساعه ما حوريه حكت ليك حكايتها وانت متعاطف معاها...وصدقتها صح...ويا ترى بقا قالت ليك ايه تاني...طبعا جابت سيرة ثراء بحاجات وحشه.
ليقطب أسامه حاجبيه باتقان متصنعا الدهشه ويقول
=انتي ليه متحامل علي غاده بالشكل ده...دي بالرغم من ظروفها مع أبوها قدرت تحقق ذاتها ...عكس ثراء اللي بالرغم بكل اللي عندها بس طماعه....
اضطرب شهاب قائلا
=يعني ايه...انت ممكن تفكر تتجوزها؟.
ليرد عليه أسامه وهو يتركه ويخرج من المنزل قائلا
=وايه المشكله...... بصراحه مش هلاقي أحسن من غاده.
كان يريد شهاب تحطيم كل شئ أمامه ...وكالعاده بدا يحس بالذنب لأنه دائما يظلمها ...وهذا غير موجود في أخلاقه...ولكن ما يستفزه أكثر هو أخلاقها الذي يعجب بها الكل...الكل الذي يتمنوها ويحبوها...
😢😢
ارتفع صوت هاتفا واذا بها السيده زهيرة تقول له
=صباح الخير يا شهاب...أنا صحيت علشان نفطر سوا احنا وغاده زى ما اتفقنا...بس غاده قالتلي انك بايت بره...هو انتي ليك بيت تاني واحنا مش عارفين؟
ليضع شهاب يده علي وجهه قائلا
=لا معنديش يا حاجه زهيرة...بس امبارح غاده عصبتني...ومكنش ينفع أبات في البيت...الا لو نمت علي الكنبه في الصاله...فمشيت علشان هي ترتاح.
☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕☕
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
علي الجانب الاخر بعد هبوط أسامه من شقته هاتف حوريه ليخبرها بكل الاخبار قائلا
=حوريتي الجميله...أنا وصلتلك شهاب لحاله انه هيولع فيا وفي غاده وفيكي ان شاء الله...أصلي ناوى أفتن عليكي....أي خودعه يا حبيبتي.
لتتنهد حوريه قائله
=يعني ابتدي يشرب المقلب ويحس انك بتحب غاده...طب والله كويس...بس أنا مش خايفه الا من غباء غاده...لتحكي له كل حاجه...تصدق انها صعبت عليا امبارحط
عوده الي مكالمه شهاب وزهيرة
زهيرة بتعب
=أنا مش عارفه أقولك ايه يا ابني...بس انت السبب لأنها فقدت الثقه فيك ساعه اللي حصل في كتب كتابكم ...وكمان انت خليت ثراء تشتغل معاك ...وفوق كل ده كمان بتقولها انك هتتجوزها ...قولي ها تثق فيك ازاي وانت عارف هي مرت بايه من أبوها...وانت للأسف مكنتش السند ليها ....
تتضايق شهاب من اتهامها له رغم علمه أنها محقه فقال
=أنا بعتذر لك يا حاجه زهيرة...بصي أنا حاسس اني متلخبط ومش عارف أعمل ايه...أول مرة في حياتي...أبقي بين نارين...وبندم علي حاجات كنير.
لتقطب جبينها قائله
=بتندم انك اتجوزتها صح يا شهاب...لسه مش مصدق انها ملهاش ذنب بموضوع شريف وثراء...يا شهاب الغلطه الوحيده اللي غلطتها بنتي انها وافقت عليك وهي عارفه انك مجروح.
لتتسارع النيران في صدره قائلا
=أنا مش ندمان اني اتجوزتها...غاده كانت مقدر ومكتوب ليا...بصرف النظر عن ظروف جوازنا...وزى ما هي غلطت...أنا كمان غلطت لما طلبتها في التوقيت ده بالذات.
سخرت زهيرة منه قائله
=طب هي بنت وحساسه وجرت ورا مشاعرها وما صدقت انك طلبتها...انت بقا راجل وكبير وعاقل والمفروض بتفكر بعقلك قبل قلبك ليه طلبتها في الوقت ده بالذات؟
ليرد بغضب قائلا
=المطلوب مني ايد دلوقتي...أرجع الزمن لورا...وبلاش اطلبها...ماشي كنت أستني ...بس عارفه كان فاتنا دلوقتي مش متجوزين...لأن ثراء كانت هترجع.
لترد عليه زهيرة بذكاء قائله
=أنا هقولك بقا...ثراء مكنتش ها ترجع الا لما تعرف انك اتجوزت غاده...الدليل علي كده ...ايه اللي عرفها انك في بيتنا و بتكتب كتابك..ولا انت اختارت تصدق الطبخه وبس.؟
زفر حانقا وقال
=أنا مش بختار حاجه علي هوايا...أنا ببني أفعالي علي حقائق...ومش من مصلحه ثراء انها تسيب العز اللي هي فيه...وتيجي تدفن نفسها بالحيا معايا.
تنهدت زهيرة قائله
=طيب يا ابني براحتك...هي عموما نزلت الشغل...يعني لو مش حابب تشوفها متروحش ...بس بحذرك يا شهاب أنا هفضل جمبك أساعدك تقرب من غاده...لكن لما غاده تقرر تسيبك... وانت مستمر علي نفس وضعك أنا هقف أول واحده معاها في أي قرار..
أغلق شهاب هاتفه وخشي أنه من الممكن أن تتركه خاصه وهو الذي أوصلها الي عدم الثقه به...لأنه دائما يخذلها ...ولكن هذا يتم رغم ارادته...احتار شهاب بين عقله وقلبه...قلبه الذي فاض بالندم تجاهها وتذكر أمر أسامه فهرول مسرعا الي المستشفي
😉😉😉😉😉😉😉😉😉😉😉😉😉😉
#غلطه_وندم بقلم #مروة_محمد
ودلف الي غرفه مكتبه يجدها تنظر في الاوراق التي أمامه بخوف أن تنظر اليه تنحنح لترفع عينيها تنظر اليه ليشعر بالحزن في عينيها ليعاتب نفسه ويحزن بداخله ليتحدث قائلا
=غاده انتي فطرتي ولا أبعت أجيب فطار...أصل كنت بايت عند الزفت أسامه...وبيته بارد زيه...مش زى بيتنا دافي ومليان أكل...وانتي فيه.
رفعت أنظارها قائله
=شهاب أنا أسفه..أنا مكنش قصدي اني أنفر منك ولا حاجه...كل الحكايه ان مكنش عندي استعداد لخوض التجربه...بس ده حقك...وأنا تحت.....
لم تكمل كلماتها ليحزن أكثر عندما اعتذرت له وقالت تلك الكلمات ليخبط علي سطح مكتبها قائلا
=أنا اللي غلطان يا غاده...غلطان علي كل تصرف بايخ مني ليكي...بس أرجوكي قدرى موقفي أنا مضغوط...ومش قادر....وبقيت متهور في كل تصرفاتي.
كادت أن ترد عليه لولا دخول أسامه المرح قائلا
=بلاش خبط ورزع في المكاتب....المستشفي فيها مرضي...وده ازعاج يا باش محاسب غاده...ولا يكون انت اللي خبطت المكتب...ما أنا عارف ايدك طارشه.
لوى شهاب ثغره قائلا
=أنا قايلك ميت مرة تخبط علي الباب قبل ما تدخل...هي وكاله من غير بواب...ولا علشان احنا شغالين عند سيادتك...هتهيص بقا علينا...
ليزم أسامه شفتيه قائلا
=انا خبطت والله بس صوت ايدك كان أعلي خفت لتكسر المكتب ...انت لسه زعلان مني يا شيبو...طب ده أنا لسه منيمك عندي امبارح...وعاملتك معامله الاب لابنه...في صاحب بيعمل كده لصاحبه...طبعا لا.
لاحظ شهاب هبوط غاده الشديد فقال
=غاده انت مفطرتيش صح...شفت أنا كنت ناوى أبعت أجبلها أكل...وانت السبب عطلتنا...جزائك بقا تنزل حالا تجيبلنا أكل..علشان نفطر.
امتثل أسامه الي أوامر شهاب وغمز لغاده بعينيه وهو يخرج من الغرفه....اتجه شهاب نحو غاده برهبه شديده يحتضنها حتي لا تسقط وهي تقول
=مكنش في داعي تحرجه...وبعدين ابعد يا شهاب شويه...هو يمكن يدخل علينا تاني...هتفسر له حضنك ليا ده بايه ...انك بتسندني مثلا...
لتدلف في هذه اللحظه حوريه وهي تحمل صينيه الفطار قائله
=يا نهار أسوس...ليييه...ما ليكم بيت يلمكم...حبكت انت وهي..هتفضحونا...فالحين بس لما تتلموا في أوضه واحده واحد منكم يفلق...كويس ان أنا اللي جبت الفطار.
أجلس شهاب غاده علي المكتب وذهب الي حوريه ليأخذ منها صينيه الافطار قائلا
=أنا قلت ان قعادك مع أسامه في مكتب واحد...مش هيجي من وراه خير ابدا...ما شاء الله عليكي...بقيتي نسخه منه...يا خسارة تربيتي فيكي.
ليدلف أسامه مرة أخرى وهو يتصنع العبوس وحاملا قياس الضعط وبتوجه نحو غاده ليقيس ضغطها قائلا
=كورى ايدك...خدي نفس...شهيق زفير...واو ضغط واطي وابن ستين في سبعين...ضغط مش حاسس بقيمه الجوهرة اللي في ايده...بدل ما يظبطها.
لتفرج غاده شفتيها قائله
=ضغط مين اللي ابن ستين في سبعين مش فاهمه...ههههههه...هو الضغط بيحس بصاحبه...هو انتو درستوا كده في الطب...أول مرة أعرف.
ليجز شهاب علي أسنانه من الغيظ قائلا
=اخرج بقا بره علشان تاخد راحتها وتعرف تاكل..بدل ما انت شافط الاكسجين كده...وترجع تقول الضغط واطي...ما طبيعي وانت عامل زحمه في الاوضه.
ليبتسم أسامه بخبث قائلا
=تاخد راحتها طيب ماشي..أنا فعلا غريب وده ميصحش...انت بقا ايه موقعك من الاعراب...لا أبوها ولا أخوها ,,,ولا خطيبها ولا جوزها
لترفع حوريه له حاجبيها قائله
=ما خلاص بقا يا عم أسامه...لهو انت متعرفش...ان غاده أختنا في الرضاعه...أصل أمي السيده المنمقه فريال...مرضيتش ترضعني علشاني بنت...راحت الحاجه زهيرة الله يسترها رضعتني.
خرج أسامه وحوريه من الغرفه ليبقي شهاب مع غاده ...ظل ينظر اليها وهي تاكل ليحزن من نفسه لانه دائما يحزنها ودائما تتعب من جراء حزنه لها ...ما يفعله بها يوصلها لحاله من الضعف والوهن ليمسح بقايا الطعام من علي زوايا فمها بحب قائلا
=كلي كويس يا غاده...سبق وقلتلك..الاكل ملوش دعوة باللي بيحصل بينا...فوقي لنفسك....أنا مش هدوم ليكي...ولا حد فينا هيدوم للتاني...
شعرت غاده بالحزن وشهقت لتضع يدها علي فمه قائله
=بعد الشر ...لو سمحت...بلاش الكلام ده أرجوك...سواء كنا هننفصل أو قصدك منه حاجه تانيه...ربنا يباركلي فيك ويدمك نعمه في حياتي.
شعر بالسعاده من درجه حبها له ليأخذ يدها من علي فمه ويلثمها بشفتيه قائلا
=ربنا يباركلي فيكي انتي كمان...ويديمك نعمه في حياتي...كلي بقا كويس..علشان نشوف شغلنا..
ثم غمز بعينيه مشاكسا لها يقول
=.بدل ما المقاطيع التانيين يخلصوا قبلنا.
ابتسمت غاده بحب وصدق قائله
=شهاب..أنا بحبك أوى..وصدقني لو رجع بيا الزمن واتقدمتلي وأنا عارفه انك مش بتحبني...برضه هوافق عليك...لان مقدرش أتخيل حياتي من غيرك.
ليبتسم برقه علي حديثها وبسعاده غمرت قلبه قائلا
=وأنا كمان...معدش ينفع أتخيل حياتي من غيرك...وانت مقدر ومكتوب..عليا..وشفته في حياتي..مش هقدر اني أتنازل عنه..ولا أعتبره مرحله وعدت.
لتبتسم ابتسامه باهته بضعف وتقول
=قلت نفس الكلام اللي لسه قايله من شويه...ما عادا حاجه واحده...مقولتليش انك بتحبني...زى ما أنا قلتلك اني بحبك...عارف مش زعلانه.

كاد شهاب ان ينطق بكل كلمات الحب ليسمع نقر علي الباب ليتوقع حوريه أو أسامه ولكن
لتدلف في هذه اللحظه ثراء بغضب قائله
=انت قاعد مع السنيورة وسايبني لشريف...عمال يبعتلي تهديدات انه هيحرمني من ورثي لو مرجعتش ليه...وطبعا كله بسبب الهانم...
لتقوم غاده من مكانها قائله
=أنا مليش دعوة بأي حاجه بتقوليها..أنا مكلمتش شريف غير يوم صباحيتكم...وهو اللي اتصل بيا...مش أنا ...أنا معييش رقمه...ومعرفش جاب رقمي منين.
لتقوم ثراء بالدوران حول مكتب غاده قائه
=معاه رقمك من زمان أوى...من قبل ما نسافر أنا وهو...من يوم حفله التخرج فاكرة...لما اتفقتوا سوا انتي وهو عليا أنا وشهاب...ولا نسيتي؟
ارتفع صوت شهاب ليصل الي مسامعهم قائلا
=محدش نسي يا ثراء.. وأنا قلتلك اني هجبلك حقك من شريف..أما بقا عن قعادي مع غاده...دي مراتي يا ثراء..وبعدين انا مش ناسي اللي عمله شريف.
ليخرج ويترك لهم الغرفه
ويقابله أسامه في الطرقه قائلا
=أيوه بقا...سبتهم مع بعض وهما ما شاء الله..ممكن نلاقي نار ودخان طالع من الاوضه...مش عارف بحسك كويس وأول ما بتيجي ثراء الدنيا بتتشقلب.
في الغرفه...همست ثراء لغاده كفحيح الافعي قائله
=شهاب معدش طايق يبات في بيتك...كان نفسي يرجع يبات في بيتهم...بس مرضاش لاني أخدت أوضته...هانت واتجوزه ويبقا حلالي.
عند شهاب وأسامه استفسر شهاب قائلا
=قولي يا أسامه...ليه عجباك مواصفات غاده....وديما تتكلم عن ثراء بطريقه مش حلوة...رغم انك تعرف ثراء من قبل ما تعرف غاده بكتير.
ابتسم أسامه قائلا
=اسمعني كويس...ثراء طول عمرها بدور علي المظاهر..وراحت اتجوزت شريف برضه علشان المظاهر..بس رجعت ليه الله أعلم...أما غاده مثال للست المصريه الاصيله.
عند ثراء وغاده
نظرت غاده الي ثراء وهي تحاول استيعاب أمر شهاب وهو يبوح بسر مبيته خارج منزلها لتقول لثراء
=علي كده بقا بدأتوا تجهزوا لفرحكم صح...طب حلو ...وحلو أوى كمان.. ألف مبروك...وربنا يرزقكم الخلف الصالح...مطلوب مني ايه بقا.
نظر شهاب الي أسامه قائلا
=وانتي كنت عاشرت غاده...وعرفت انها مثال للست المصريه الاصيله...ولا كلام حوريه برضه ...مش يمكن المظاهر خداعه...وانت اتخدعت فيها.
غمز أسامه بعينيه بشقاوة قائلا
=عيب عليك..أنا مش عيل...ده أنا معاشر بنات بعدد شعر راسي...والاجنبيات كمان..يبقي مش هعرف أميز البنت الكويسه من الوحشه؟
عند ثراء وغاده...ابتسمت ثراء بخبث قائله
=خلي عندك دم وسيبيه...هو بيقولك انه متمسك بيكي..بس أخلاقه منعاه يرميكي في الشارع...خصوصا وهو متعاطف مع حالتك...وحاله مامتك .
عند شهاب و أسامه..قال شهاب بندم
=تصدق الظاهر ان أنا اللي طلعت عيل...أنا بفكر في الاتنين غير تفكيرك خالص..أنا متعاطف مع ثراء وظروفها...انما غاده قويه وتقدر تقف علي رجليها.
تعالت ضحكات أسامه قائلا
=هتفضل طول عمرك متعاطف مع ثراء...وملتمس ليها العذر...بس ده مش حب...احساس بالواجب ناحيتها...بس صدقني هتنصدم صدمه عمرك.
ليزفر شهاب بحنق قائلا
=تمام...لما أبقي أنصدم ..مش هبقي أرجع أعيطلك...عارف ليه لان انت مبجيش من وراك غير المعاتبه ...مفيش مرة الا لما تحسسني اني غلط.
اقترب منه اسامه ليهمس في أذنه قائلا
=أموت وأفهم انت مركز مع غاده ليه...ما انت معاك ثراء...ما تسيب البت تشوف حالها...ولا عايز تكوش علي كله...عيب عليك...سيب لاخوك حاجه.
ليجز شهاب علي أسنانه قائلا
=أسيب ايه...ايه اللي انت بتقوله ده...وبعدين اشمعنا غاده اللي عجباك من البنات كلهم..وشغال كلام عليها صبح وضهر وبليل..هو في ايه؟
لينظر أسامه الي شهاب بخبث قائلا
=باين عليك بتغير عليها أوى...بس ليه ...تكونش بتحبها...لا لا لا.. أنا نسيت...دي أختك في الرضاعه...طب في أخ بيكره أخته اللي في الرضاعه؟
ليغتاظ شهاب قائلا
=مش أختي في الرضاعه ...ريح نفسك..دي الهابله حوريه اللي ألفت عليك الحوار ده...علشان تخرج من الاوضه وغاده تاخد راحتها وتاكل.وبصراحه أنا كان يهمني تاخد راحتها
ليزيد أسامه من غيظه قائلا
=يعني بيهمك راحتها ...طب لما هو بيهمك راحتها أوى كده...جايب ثراء معاها في قلب المكتب ليه...وانت عارف ان ثراء مش بطيقها...
زفر شهاب بحنق قائلا
=أنا فاهم كويس ثراء مش بطيق غاده ليه...بس مكنش ينفع أقول لثراء لا...ثراء راجعه مجروحه من خالي ومن شريف...وشايفه حوريه وغاده بيشتغلوا.
ليربت أسامه علي كتف شهاب قائلا
=عندك حق...بس غاده محتاجه الشغل بسبب أبوها الظالم....وحوريه محتاجه...انما ثراء...علي حد علمي شريف بعت ليه أخر الشهر ده فلوس.
ليقطب شهاب جبينه قائلا
=فهمني بقا...انت بتجيب الكلام ده منين...من والدك صح...وفاكرني هثق فيك...ده أنا امبارح عرفت منك انك كنت عارف بموضوع جوازها.

عند غاده وثراء اقتربت منها غاده قائله
=اتفضلي اشتغلي..الشغل بقاله كام يوم متكوم...وحضرتك بتيجي هنا ترمي كلام وتمشي...وبيرجع شهاب يزعل ان الشغل مخلصش..
دلف شهاب في هذه اللحظه اليهم لتتحدث ثراء بدلع قائله
=شيبو حبيبي...ممكن تخلي أنسه غاده تعمل الشغل بدالي.. أصل أنا تعبانه...وجعانه...ونفسي أخدك ونتغدي بره...فرصه نرتب لفرحنا.
نظر لها شهاب بتذمر قائلا
=انتي هتقعدي هنا يا ثراء...هتشتغلي زيك زينا بالظبط...أنا منظرى بقا وحش قدام أسامه...لما مش بيلاقي ليكي شغل هنا...و بيقولي اشمعنا غاده.
لتبتسم غاده قائله
=لو جعانه يا ثراء..في أكل من فطار النهارده بتاعي فايض ونضيف علي فكرة وطازة...اتفضلي بدل ما يترمي حرام...ده نعمه من ربنا.
علت الابتسامه فوق ثغره قائلا
=فعلا غاده عندها حق...كلي ده أنا اللي باعت جايبه مخصوص...وعلشان متحسيش انك جعانه...واشتغلي بقا وورينا شغلك...علشان أسامه يسكت.
بعد مرور الوقت دلف عليهم أسامه قائلا
=الجرس ضرب.. أو بمعني أصح أنا ضربته بدرى...علشان غاده تلحق تروح لمامتها علشانها تعبانه...وطبعا شهاب هيروحها...وأنا هروح حوريه.
ليرد شهاب بتعب قائلا
=أنا فعلا عايز أروح وأرتاح في بيتي..كفايه نومتي عندك امبارح..اللي وجعتلي عضمي...منك لله يا شيخ...أنا ايه اللي خلاني أجيلك..
ليبتسم أسامه بخبث قائلا
=ماشي يا أخويا...خليك في بيتك...بس وصل البت الغلبانه دي في طريقك...وأنا هاخد حوريه...وطبعا مش هننسي حضرتك يا مدام ثراء.
ليذهب شهاب برفقه غاده الي منزلهم أمام أعين أسامه وحوريه التي تمنت لهم السعاده ...واعين ثراء الحاقده عليهم.
وصل شهاب وغاده الي منزلهم ليجدوا زهيرة وقد أعدت لهم الطعام الشهي...استغرب كلاهما ..ليبتسم شهاب بخبث...فقد بات مرض زهيرة كتمثليه في عينيه...أما عن غاده فقد نظرت لوالداتها نظرة لوم وعتاب...فقد كانت تريد ترك البيت له...لتهون علي نفسها موضوع ترتيبات ارتباطه بثراء...تناولوا الطعام ثلاثتهم...في جو من السعاده لشهاب و زهيرة..أما عن غاده فقد كانت تعبث في الطعام أمامها...متمنيه ارجاع الزمن الي الخلف...والعمل بنصيحه والداتها برفض شهاب...أما عن شهاب كان لا يريد أن يخسر غاده بأي شكل من
الأشكال...أيضا زهيرة تتمني السعاده لغاده مع غرامها الوحيد شهاب...وتحاول معها لكي تستطيع استيعاب الموقف برمته...ومحاوله احتوائه...حتي يحين وقت ازاله الغشاوة من علي عينيه...ليقينها بكذب ثراء الكامل...يقينها أيضا ان من ساعد ثراء هي والداته التي تبغض غاده...تناولوا الشاي ودلفت زهيرة الي غرفتها...ظلت غاده تنظر اليه لوقت طويل...الا أن أخذ نفسه ودخل الغرفه قبلها...ظلت ماكثه في مكانها لمده ساعه متجنبه دخول الغرفه ووجوده مستيقظا...ولكن ما باليد حيله ...نهضت ودلفت غرفته لتتنهد بارتياح عندما وجدته نائما......احتارت كيف تبدل ملابسها وأين تنام...حيث لا توجد اريكه ولا كرسي غير كرسي مراءة الزينه الضيق...فكرت أن تأخذ بيجامه من دولابها
وتذهب الي الخارج حيث الحمام وتبدل ملابسها...ولكنها فضلت أن تنام بنفس فستانها البني الداكن الذي خرجت به في الصباح لاحتشامه حتي لو تقلبت علي الفراش لم يظهر منها شئ...صعدت غاده الي الفراش وكورت نفسها بعيدا عنه في الجانب الاخر...وكانت في قمه اطمئنانها لأنها نائم منذ ساعه ..بعد أن صعدت ابتسم شهاب وفتح عينيه بخبث واستدار لها ليجدها مواليه ظهرها اليه...قام بفك خصلات شعرها لتجحظ بعينيها وتعلم أنه مستيقظا...ليقوم باستدارتها اليه قائلا
=مش غلط عليكي تنامي بهدومك اللي مليان تراب من الصبح...ده انتي حتي مفكرتيش تاخدي شاور من ساعه ما جينا...هو وجود مامتك خلاكي متاخديش راحتك.
نهضت وجلست نصف جلسه وهي تشرد في ملامحه قائله
=شهاب...انت مش ملاحظ معايا ان ماما مش تعبانه ولا حاجه...علي فكرة أنا ما اتفقتش معاها علي حاجه...أنا بجد اتفاجئت زي زيك...
ليضع شهاب يده علي شفتيها يتحسسهم قائلا
=عديها يا غاده...يمكن أكون أنا اللي اتفقت معاها..تيجي تقعد معانا يومين علشان انتي متمشيش...ومتسألنيش ليه...لأن مش عارف الاجابه.
ثم يبدأ بالمرور باصبعه علي ملامح وجهها يتحسسه باثارة وهي تغمض عيونها من صعوبه الموقف خاصه عندما قال
=لو عليا...مش عايزك تبعدي عني أبدا يا غاده...وده اللي هيحصل أنا لا يمكن أفرط بيكي مهما عملتي...ياريت يا غاده تقدرى موقفي...بلاش تحسسيني اني ظالم.
فتحت عينيها ببطء لتنظر اليه بحب لتقول
=لا انت مش ظالم...وملكش ذنب في كل اللي حصل...أنا اللي غلطانه اني وافقت عليك وانا عارفه انك لسه مجروح...بس صدقني أنا مش انتهازيه.
تنهد شهاب يتأسف لها قائلا
=متزعليش مني يا غاده...أنا انصدمت يوم كتب كتابنا...واللي خلاني أجيبك هنا...نظرة الكسرة في عينيكي...لكن اللي خلاني أقسي عليكي أكتر...موقفك لما جينا هنا.
اقترب قليلا منها فالقرب منها جنه بالنسبه اليه...لترتبك وهو يهمس اليها قائلا
=انسي يا غاده...انتي دلوقتي مراتي...وأنا جوزك...دي حقيقه و واضحه للكل...محدش يقدر يغيرها...خلينا في الحاضر...وانسي الماضي.

لتبتسم له غاده باطمئنان وتتجاوب معه وتستسلم الي هذه اللحظات السعيده ليقطع عليهم اللحظه صوت هاتف شهاب والذي رفض أن يستجيب له ولكن لولا أن غاده أبعدته برفق عنها لكي يستجيب لهاتفه المصر علي الاتصال...اعتدل شهاب في الفراش...وأخذ نفسا عميقا وهو يبتسم لها ولكن فجأة اقتضبت ابتسامته وهو ينظر الي الهاتف مبتلعا ريقه أمامه...كان يريد أن يخرج من الغرفه حتي لا تعلم من يتصل به ولكن ما باليد
حيله...قام بالضغط علي زر الايجاب...واذا بها ثراء تبكي وتنوح له...وهي تلعن شريف الذي بعث لها برسالات تهديديه لكي ترجع له...رد عليها شهاب موضحا في حديثه لغاده الامر قائلا
=طب اهدي بس يا ثراء...أقسم لك ما يقدر يعملك حاجه...خصوصا وأنا بعيد عنك...وهو أكيد بيهددك علشانك بتشتغلي معايا...ويمكن يثبت حاجات كتير عليكي وحشه...بس وجود غاده معانا هيصعب الموقف عليه.
لتجحظ غاده بعينيها...ثم تغمضهم بمرارة......وتترك لدموعها العنان أن تنجرف اصر كلماته اللاذعه...تحتضن نفسها جيدا...ترتعش من عدم الاحساس بالأمان معه...تنتفض وتهبط من علي فراشهم ...ليندم علي ما قاله أمامها...والذي صعب عليه الموقف من جديد...هو ترنحها أمامه يحاول التحدث معها ولكن دون جدوى ...رأها تسقط تحت قدميه مغشيا عليها...ينحني يحاول افاقتها ...ولكن يبدو انها اختارت أن تهرب من عالمه .عالمه الذي تعذبت فيه حتي الثماله...عالمه الذي يضعه في مواقف تجبره علي ايذائها و خذلها.
