رواية غلطه وندم
الفصل السادس والعشرون26
بقلم مروة محمد
خيانه التعبير من اسوء الأخطاء التي توقعنا في المحظور
خرجت غاده من المشفي ورجعت الي منزلها بعد حفظ تعليمات أسامه المشدده لها والتي حرصت علي العمل بها للحفاظ علي نفسها وعلي جنينها...جلست زهيرة بجوارها علي الفراش تحتضنها قائله
=خدي بالك منه يا غاده..حتي لو قاعده لوحدك في الأوضه...متقوميش من علي السرير الا لما تندهي علي حد مننا...انتي سمعتي وضعك صعب.
بكت غاده وبشده اثر تذكرها حاله غسان وعند شهاب ورفضه نقل له النخاع وحملها المفاجئ ليدلف شهاب يجدها تبكي لينظر الي عينيها قائلا
=مش عارف بتعيطي ليه دلوقتي...عادي يا غاده...انتي لا أول ولا أخر واحده حملها يبقا صعب...وبعدين البيه بيسوق علينا التقل...ايه المشكله؟
نظرت له غاده تسأله بقلق قائله
=هو مفيش أخبار عن غسان...يعني لقي متبرع...ولا هيسافر ألمانيا...أنا حابه أطمن عليه يا شهاب...وبعدين أكيد اتصلوا وأنا في المستشفي.
نظرت زهيرة الي شهاب لتجد وجهه مكفهر من الغيظ لتتحدث يقلق قائله
=بس لو حتي كان اتصل...شهاب مكنش هيرد عليه...ولو حتي رد...كان هيقوله انك حامل ومينفعش...والمفروض ساعته كان اتصل يبارك.
زفرت غاده بحنق قائله
=ده عمره ما يعملها...تلاقيه لو عرف اني حامل يتمني انه ميكملش...علشان خاطر غسان...
اغتاظت زهيرة من حديث غاده فنهضت قائله
=أنا هروح أطبخ حاجه تاكليها...علي بال ما تبطلي تفكير...وتفكرى في حاجه واحده في اللي في بطنك وبس يا غاده...انسيهم...هما هيعرفوا يدبروا حالهم.
تنهدت غاده قائله
=الحمد لله ...يمكن لو كنت مكان غسان كان محدش قدر يحل مشكلتي...وكانوا عمرهم ما فكروا بيا...بس برضه القلق هيقتلني عليه...معرفش أنا متعلقه بيه أوى كده.ليه
وضع شهاب يديه علي الفراش يحاوطها بغيظ قائلا
=غاده ...عايز أسالك سؤال...انتي بتعملي فيا كده ليه..ليه دايما شاغله بالك بيهم...وأنا واللي في بطنك أخر اهتماماتك...انتي لسه قايلاها...انتي ولا حاجه ليهم.
شعرت غاده بالذل والاهانه من كلماته لتتنهد قائله
=أصل انت مجربتش الاحساس ده...احساس ان يبقالك أخ...ويوم ما يحس بيك يبقا مريض وبيموت...انت لو مكانه عمر حوريه ما هتتنازل عن مساعدتك.
اقترب أكثر وقبض علي معصمها قائلا
=انتي بتتكلمي عن مين...عني صح..انتي معاكي حق....حوريه عمرها ما هتسيبني ولا أسامه هيرفض...انما أنا لا.... لأن أنا مش غسان.
عند ثراء وحياة وشريف
كانت ثراء تجلس تضع يدها علي خديها لتنظر لها حياة بيأس قائله
=ما خلاص بقا يا ثراء...وبعدين مش انتي اللي طلبتي يبعد عنك...زعلانه ليه دلوقتي...لو زعلانه أوى ..أجيبه راكع تحت رجلك...بس اوعي انتي تروحي له.
أغمضت ثراء عينيها بمرارة قائله
=أروح له ازاي...طب بلاش يشوفني...محاولش حتي يرن عليا....هو ما صدق يا طنط...تلاقيه صايع مع السكرتيرة...ولا أنا في حساباته.
فجأة دلف اليهم شريف يتحاشى النظر الي ثراء التي يعلم أن نار الغيرة تنهش فيها ليميل علي يد والداته يقبلها قائلا
=قلقت عليكي النهارده يا ست الكل لما مردتيش عليا...بلاش تقلقيني عليكي أكثر من كده...لأن اللي فيا مكفيني...في ضغوطات في الشغل.
نظرت اليه ثراء بقلق لم يكن يوما شريف بهذا الوضع من الانهماك لتتنازل عن كبريائها وتسأله قائله
=تقصد ايه يا شريف...ماله الشغل...وبعدين ايه البهدله اللي انت فيها دي...من امتي وانت مش بتاخد بالك من نفسك...ولا مش حابب تعرفني؟
وضعت حياة يدها علي رأس شريف الذي يدفن رأسه في حجرها لتبتسم قائله
=كل ده علشان صفقه يا شريف...راحت منك...ما أنا قلتلك...بلاش تدخلها...انت اللي وثقت في البنت اللي عندك ودخلتها...وأهي ضيعتك.
ربت شريف علي يد والداته وارتفعت أنظاره لها قائلا
=الكلام ده ملوش فايده دلوقتي...اللي حصل حصل...وكان لازم يحصل من زمان...علشان أفوق من الوهم والجبروت اللي أنا فيه...يالا خير.
لتنتفض ثراء من مقعدها وتنهض ببطء نظرا لثقل حملها قائله
=لا اللي حصلك ده...علشان جيت عليا وكتير كمان...اهانتيني وضيعت كرامتي قدامها...والنتيجه ايه سقيتك من نفس الكاس اللي انت شربتيني منه.
لينهض شريف متجها نحو الباب لتوقفه حياة قائله
=يا شريف هي متقصدش...هي برضه ست ومحروقه ان جوزها اتحط في موقف وحش زى ده...بلاش انت كمان تفهمها غلط..تعالي يا ابني.
استدار شريف لينظر اليها قائلا لوالداته
=ولما هي يا أمي راحت وضيعت كرامتي زمان...دي كنت أسميها ايه...لما كان هدفها تخرب بيت واحده ملهاش ذنب ...أسميها ايه...هي كده صح؟
انهارت ثراء وارتعشت باكيه تقول
=مكنتش أعرف ان الاحساس اللي حطيت فيه غيرى هتحط فيه...فعلا صدقت لما قالتلي غاده..أصل انتي مجربتيش...أنا جربت وحسيت.
نظر اليها شريف بجمود قائلا
=عموما اللي حصل حصل...وشغلي وخسارتي مش هيأثروا معاكي لا انتي ولا اولادي...دي حاجه بسيطه وأقدر أرجعها...بس مش في دماغي.
عند غاده وشهاب
استشعر شهاب أنه ضغط عليها ليضغط أكثر قائلا
=غاده...مش عايز أسمع سيرته تاني...التفكير حتي ممنوع...متخليناش نخسر بعض..اللي فات كوم...واللي جاي كوم تاني...اللي جاي لازم يكون من غيرهم.
هزت غاده رأسها باستسلام قائله
=حاضر يا شهاب...وأسفه اني شبهته بيكي..أنا مقصدتش..أنا بس كنت عايزاك تقف جمبهم..وبعيد عني...وأنا خلاص مش هفكر حتي أتواصل معاهم.
نظر اليها بجمود قائله
=نامي انتي دلوقتي علي بال ما مامتك تحضرلك الغدا...وملكيش دعوة أنا هتصرف معاهم ازاي...سيبيني أشوف شغلي...نزولك من علي السرير ممنوع.
لتهز غاده رأسها باستسلام وتغمض عينيها ليخرج من الغرفه يزفر بحنق
عند ثراء وشريف
تنازلت ثراء عن كبريائها واتجهت نحوه قائله
=خلاص يا شريف...حقك عليا..سامحني أرجوك وانسي اللي فات...وتعالي نبدأ من أول وجديد...احنا بينا هيكون أولاد...بلاش يشوفوا أبوهم وأمهم بيكرهوا بعض.
شريف بغضب
=ثراء...بلاش الحبتين دول مش عليا...أنا حافظك وقاريك كويس...انتي خايفه لأدور عليها وأجيب حقي منها..وأتجوزها عليكي صح...؟
عند شهاب سمع صوت طرقات عاليه علي الباب فتحه ووجد غانم في حاله مرذيه له فربع يده فوق صدره قائلا
=وبعدين بقا...مش هنخلص بقا من أم الطلب بتاعك ده..قلنا مينفعش...التحاليل حتي بتاعتها مطلعتش مطابقه...ولا هو عافيه وخلاص...؟
توترت زهيرة من وجود غانم وهتفت قائله
=أكيد انت اتجننت يا غانم...بقا بعد اللي عملته فيها عايز تيجي تاخد روحها كده بكل سهوله...انت مش حاسس انها بنتك ومن صلبك....؟
زفر شهاب بحنق قائلا
=طب بزمتك يا أمي..ده هيحس ازاي...ده خايف علي الواد البكرى يضيع...وخايف علي اخواته الصبيان..يا شيخ اتقي الله...واعتبرها حكمه من ربنا.
انتظرت زهيرة رد فعل غانم ولكن ظل صامت لتتنهد قائله
=فرضا انها وافقت وجوزها وافق...أنا فين من ده كله يا غانم...شقا عمرى عليها فين...حقي فيها فين...عايز كمان تضيع البت اللي حيلتي.
نظر اليه شهاب ليجده في حاله شرود ليتحدث قائلا
=ما تقول أي حاجه...هو انت جاي مستمع ولا ايه...ولا الصدمه خلتك مش بتنطق...أه الصراحه انت بقا شكلك وحش قدامنا كلنا...حتي قدام ابنك.
اغتاظت زهيرة من صمته لتنتفض قائله
=أنا هقولك يا غانم...اطلع بره بيتي..واوعي تفكر تطلب من بنتي حاجه تاني..اعتبرها مش بنتك...زى ما أنا عمرى ما هعتبر ولادك دول أولادي.
خرجت غاده من غرفتها رغم تحذيرات شهاب لها الذي نظر اليها بشراسه لتبتلع ريقها قائله
=امشي ..انت اتأخرت كتير...كان ممكن يحصل ده من شهر لكن حاليا مقدرش...مقدرش أضحي بابني ولا ابنتي...علشان أخ مشوفتش منه يوم حلو.
تقدم منها غانم ببطء وهي ترتجف منه وتحاول الابتعاد قليلا لتصطدم من قوله بانهيار قائلا
=انتي جواكي روح دلوقتي وأكيد حاسه باللي أنا فيه...بس اللي انتي متعرفهوش ان غسان مش أخوكي وبس يا غاده...غسان أخوكي شقيقك.
قطبت جبينها غير مصدقه ما قاله للتو تحاول نفض أذنها مما قاله تنظر الي زهيرة المتسمرة بمكانها الجاحظه بعينيها غير مستوعبه لما يقوله لتنتفض الاثنتان علي صوت شهاب وهو يصرخ به قائلا
=أيوه بقا ..ادخل علينا بهبلك..يا راجل اتقي الله...بقا بعد اللي عملته فيها هتصدقك...يا جبروتك...هو ايه اللي شقيقها....دي محاوله خبيثه..ده لو الحاجه زهيرة صدقت أنا مش هصدق.
التفت غانم وهو ينظر الي زهيرة المذهوله وهو يقول
=غسان ابنك يا زهيرة...عارف ان الكلام متأخر...ويمكن عمرى ما فكرت اني أقولك الحقيقه...بس ده أخر ولد ولدتيه بس ما ماماتش...عاااااش.
شهقت زهيرة بفزع تهز رأسها بعنف ترفض ما يقوله تنظر إلي غادة التي أخذ صدرها يعلو ويهبط سريعا وهي ترى شهاب يحاول خرص غانم حيث
أمسكه من تلابيبه ليخرصه غير مشفقا علي حاله قائلا
=أنا من الصبح ساكت ليك...ولد ايه اللي عاش..دي حجه علشان تعطيه النخاع..تعرف حتي لو مش حامل..عمرها في حياتها ما هتعطيه.
أغمض غانم عينيه بحسرة قائلا
=عمرى ما كنت أتخيل اني أوصل للحاله دي...وأبوح بالسر اللي من عشرين سنه...أنا كنت بحب زيزى بجنون...بس هي كانت رافضه تتجوز علي ضرة...غلطنا مع بعض...ولدت في نفس اليوم اللي ولدت في زهيرة...بس خلفت ولد ومات ...اتجوزتها وبدلت الولدين ونسبت غسان ليها.
اهتز كيان زهيرة ببشاعه تتذكر بشاعه هذا اليوم وصرخاتها بسبب فقدان وليدها....الذي اغتصب منها ليوضع مكانه طفل ميت ويتم استكمال مشوار الحياة وهي مهانه بأن ذكورها مفقودين...وتبقي لها غاده التي عانت الأمرين معها ...غاده التي بدت الرؤيه لها مشوشه غير مستوعبه ما يحدث لها.
وضع شهاب يده علي رأسه قائلا
=ده انت شيطان يا أخي...استحاله تكون بني أدم....ده انتقام ربنا قليل عليك..جاي بعد ايه تقلب في الجروح..ياريتك ما نطقت...انتي جاي تبعتر حياتنا؟
سقطت زهيرة مغشيا عليها علي الأرض من هول الصاعقه التي ألقاها غانم في وجهها...أما عن غاده فقامت بلمس أسفل بطنها تصرخ بتأوه ليركض نحوها شهاب ويسندها ويجلسها علي الأريكه متناسيا سقوط زهيرة والتي ذهب اليها غانم ليفيقها بانهيار قائلا
=قومي يا زهيرة...متسيبنيش في الوقت ده بالذات...عمرى ما كنت محتاجك زى دلوقتي...قومي ساعديني نعمل ايه في ابننا...ابنك بيموت يا زهيرة.
أزاحت غاده شهاب وقامت مستنده الي أن وصلت الي والداتها وجثيت علي ركبتيها تملأ الدموع مقلتيها قائله
=قومي يا سندي...قومي يا ضهرى...متصدقيهوش...ده كذاب زى ما قال شهاب..
ثم حولت أنظارها البغيضه اليه وهي تصرخ في وجهه قائله
= قلتلك امشي ابعد...انت مش أبويا..انت راجل ظالم...
فتحت زهيرة عينيها ببطء ثم صمتت للحظات تستوعب ما حل بها وهي تنظر إلي الفراغ لتنطق قائله بخفوت
=أنا عاوزة أعمل تحليل dna... .
ثم أغمضت عينيها بتعب قائله
=.والله لو طلع غسان ابني ما هسكت علي حقي..وهاسجنه...ربنا ينتقم منه..حسبي الله ونعم الوكيل.
احتضنتها غاده بيد مرتعشه قائله
=أنا كمان مش هسكت يا ماما...بس أرجوكي اهدي واستحملي...بلاش تسيبيني يا ماما...احنا ملناش غيرك....ماما أنا تعبانه أوى...ولو حصل ليكي حاجه هتعب أكتر.
زادت زهيرة من احتضانها متنهدة بتعب وتنهج قائله
=ربنا انتقم منه بسبب دعايا عليه...بس جت في ابني...اللي الله أعلم ابني ولا بيضحك عليا...كنت بكره وجوده... من أول مرة شفته وبصيت في عينيه .
،
خرج غانم يجر أذيال الخيبه ..تبعه شهاب ليوقفه عند حده ويمنعه من الاقتراب منهم مرة أخرى حتي لو أثبت ان غسان شقيق لغاده
نظر اليه شهاب بسخريه قائلا
=انت كده ارتاحت...انت واحد أناني...حتي لو حابب تقولها خبر زى ده...المفروض خبر حملها يخرصك....تعرف هي ممكن تفكر في ايه..ممكن تجهض ابنها علشان أخوها.
ابتلع غانم مرارة حلقه قائلا
=انت بتقول ايه....انت لو تعرف بنتي صح...هتعرف انها عمرها ما هتعمل كده..أنا حبيت أقولها علشان بس تسأل عليه...شايف حالته قاعد في العربيه نفسه يطلع يشوفها وتشوفه..
هبط غسان من السيارة متجها صوب شهاب بحاله مرذيه قائلا
=أنا مش جاي أطلب العمليه..أنا جيت علشان أشوفها..ممكن أشوفها قبل ما أسافر وأملي عيوني منها..أقسم بالله ما هأذيها,,,أنا غلطت زمان لكن خلاص ندمت.
نظر اليه شهاب بجمود قائلا
=لو كنت ندمت مكنتش جيت...ولا جاي تكمل المهزله بتاعت أبوك...انها أختك شقيقتك...وأن الحاجه زهيرة أمك... لا يا حبيبي كل ده لا يعينينا بشئ.
ذهل غسان مما يتفوه به شهاب ونظر الي غانم بحقارة يظن أنه لجأ الي هذه المعضله ليثير شفقتهم نحوه ولكن وجد غانم ينكس رأسه بألم قائلا
=غاده تبقي أختك شقيقتك يا غسان...وزهيرة هي أمك....مش زيزى...وده يفسر لك ليه زيزى سفرت أخواتك عند خالتهم وبعدتهم عنك...
كاد غسان أن يتحدث ولكن قاطعه شهاب قائلا
=لا بقولكم ايه.. هي مش ناقصه...قسما بالله...اللي هيقرب منها ومن أمها لأكون قاطع رجله...أنا استحملتكم كتير....أبوك والست اللي عامله نفسها أمك هيتسجنوا.
هز غانم رأسه بانكسار قائلا
=حقك يا ابني....اعمل فيا ما بدالك....بس سيبوني أطمن علي غسان الأول..أنا أستحق أضرب بالنار...ربنا انتقم مني علشان حرمتها من ابنها.
ليتعالي صوت رنين هاتف غانم واذا بشقيقه زوجته تهاتفه قائله بشماته
=ازيك يا غانم يا أخويا...طبعا مستغرب بكلمك ليه...البقيه في حياتك...زيزى جت تاخد الولدين من عندي...خافت عليهم اكمني مش بخلف...بس قدر ربنا بقا انقلبت بيهم العربيه وماتوا...بس زيزى مرميه في المستشفي...قلتلها انتي مش ضامنه بس أهو...قلبي معاك يا غانم.
سقط الهاتف من يد غانم وسقط بكل جسده علي الأرض يضع يده علي رأسه يقوم بلطم خديه كامرأة فقدت كل شئ ..ينوح وتتعالي صرخاته ليأخذ غسان الهاتف ليستمع الي كلمات شقيقه زيزى مرة أخرى لينهار ويسقط جانب غانم ينظر اليه باستنكار ويرفع رأسه للسماء ليتأكد من الحقيقه الالهيه الوحيده ألا وهي ان الله منتقم جبار نظر اليهم شهاب باستغراب من حالتهم يستفسر عن ماهيه الهاتف الذي جاء لهم...ترى أي مصيبه حلت بهم جديدا ....ليغمض غسان عينيه بمرارة وصوته يرتفع بنحيب قائلا
=انتقام ربنا ملوش حدود زى ما انت قلت يا شهاب...يوم ما عرفت أنا وغاده اننا شققا...اخواتي الاتنين ماتوا....ماتوا يا شهاب...اااااه علي الوجع...
ثم نظر الي والده ولم تعنيه حالته المرزيه ليندفع وينظر الي بؤبؤ عينيه بعنف وغضب يجز علي أسنانه قائلا
=انت السبب يا غانم بيه
تعالت صرخات غانم قائلا
=أنا السبب...أنا اللي وصلت الكل للحاله دي...ربنا ياخدني ويريحني...كنت خدني بدالهم يارب..اولادي ماتوا...وغسان هيروح مني...
بالأعلي
نهضت زهيرة ونهضت معها غاده وهي تتأوه من الألم لتقلق زهيرة قائله
=ارتاحي انتي يا غاده...ياريتك ما خرجتي ولا سمعتي...متحطيش حاجه في دماغك...لأن لو حقيقي...أحنا برضه مش هنعمل حاجه...
توترت غاده قائله
=أنا تعبانه أوى يا ماما...ونسيت أخد المثبت الصبح...وحاسه ان جسمي من تحت تقيل...خايفه أكون بسقط...
جحظت زهيرة بعينيها وهي تنظر أسفل ساقي غاده وهي ترى الدم المنساب بين رجلها لتخبط علي صدرها بقوة وتتعالي صرخاتها وهي ترى غاده تسقط مغشيا عليها
صعد شهاب درجات السلم سريعا ليعلم ما ذا حدث لتستوقفه صرخات زهيرة وهي تقول
=ليه يا غاده ليه...تعملي في نفسك كده..ليه تحسريني عليكي يا قلب أمك...كله راح...يا مصيبتي...حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا غانم انت ودخلتك علينا.
دخل شهاب ليجد غاده ساقطه وسط بركه من الدماء ليشك قائلا
=ايه ده...هي عملت ايه....سقطت ابني صح...
ليخبط علي الحائط بجواره وهو يصرخ بعنف قائلا
=ليه ليه ليه...ليه تعملي فيا كده ليه...علشان كلاب.. أنا عمرى ما هسامحك....اللي بينا انتهي يا غاده.
لم يستطع شهاب السيطرة علي انفعالاته بعد ذلك المشهد ليخرج منهارا تاركا غاده ورائه يلعنها علي شئ لم تفعله أبدا فقد خانت زهيرة الكلمات وسط صرخاتها...لتذهل زهيرة من موقفه و تجد غسان ينظر اليها قائلا
=ايه اللي خلاها تعمل كده...
لينظر الي غانم المتسمر في مكانه كأنه يرى مشهد موت أولاده جميعا ليصرخ غسان بعنف قائلا
=انت السبب...أنا عمرى ما هسامحك..انت دمرتنا كلنا.. يارب أموت وأرتاح أنا كمان.. علشان انت ترتاح
هزت زهيرة رأسها بانهيار قائله
=لا غاده معملتش حاجه..أقسم بالله ما عملت حاجه...والله دي كانت كويسه...بس المفاجأة والضغط العصبي والنفسي...واساسا الحمل مش مستقر...
حملها غسان رغم عدم قدرته علي ذلك تتبعه زهيرة الي المشفي وتم ادخالها غرفه التنضيف ليخرج اليهم أسامه يزفر قائلا
=يعني هو شهاب مش عارف ان حملها صعب....ومعرضه للاجهاض في أي وقت..ايه لعب العيال ده..والفهم الغلط...حتي التليفون بتاعه مغلق.
وضع غانم يده علي صدره يضربه بعنف قائلا
=أنا السبب...أنا اللي جنيت عليها هي واللي في بطنها....ياريتني موت قبل ما أعمل فيها كده...ربنا يخدني ويريحني...سامحيني يا زهيرة.
جزت زهيرة علي أسنانها بشده قائله
=ابعد عننا...لو عايزني أسامحك وأولادي يسامحوك...انسي انك خلفت...روحي للسينيورة هي محتاجك أكتر مننا...وأنا ربنا يقدرني أعافي أولادي.
رفض أن يتجه الي أي مكان ويتركهم ولكن تفاجئ بغسان يجره ويسحبه من يده يخرجه من المستشفي قائلا
=انتهي...اعتبرنا موتنا زيهم...سيبنا بقا نعالج نفسنا من الدمار النفسي بتاعك...أو نموت بذنبك.
انصرف غانم ليقوم باجراءت دفن أولاده وانقضي اليوم ليشرق شمس جديد علي غاده بدون شهاب وطفلها.. دلف اليها غسان ليجدها ما زالت نائمه ليلتقط يدها قائلا
=غاده...أقسم لك اني بحبك زى ما تكون حته مني...بس الشيطان لعب لعبته...خربت لك بيتك وحياتك ودنيتك...بس أوعدك اني هرجع كل حاجه زى ما كانت.
فاقت غاده علي كلماته ونظرت اليه بصورة مشوشه لتقول
=شهاب...
ثم بدت الرؤيه واضحه لديها لتستغرب وجوده وتقول
=ايه ده...انت غسان...أومال فين شهاب...وأنا ايه اللي جابني هنا...أنا أخر حاجه فكراها هي الدم...غسان هو أنا نزلت ابني صح؟
نظرت إليه لتجد منكسا رأسه يتحاشي النظر إليها يخشي البوح بما حدث .
حاولت أن تنهض لتشعر بالألم ليهدئها غسان قائلا
=أنا السبب يا غاده...حقك عليا...والله لأصلح غلطي وغلط أبويا...واللي راح يتعوض ان شاء الله....وشهاب هيرجع هو بس فهم غلط...
لتتعالي صرخات غاده ناطقه باسم شهاب ليركض أسامه ويدلف اليها ليقيد حركتها مع الممرضين قائلا
=مفيش داعي للي انتي بتعمليه ده يا غاده..اهدي كده الأمور مش بتتاخد بالطريقه دي...انتي كده هتدخلي في حاله انهيار عصبي وده مش كويس.
أخذت تتعالي صرخاتها ليأخذها غسان بين أحضانه وهي متذمرة كالاطفال ليربت علي ظهرها قائلا
=أنا هروح أفهمه كل حاجه...هو فكر انك أجهضتيه...وسابك ومشي...بس والله هرجعه ليكي...متزعليش نفسك...هو بيحبك وعلشان كده مقدرش يشوفك بالحاله دي.
انتبهت غاده علي هاتف أسامه وهو يحدث حوريه قائلا
=لسه مش لاقيه يا حوريه...أيوه فاقت...يعني أعمل ايه يا حوريه..أقسم بالله انتوا فاهمين غلط...ده اجهاض وارد يحصل...وأنا قايل كده من الأول.
رفعت غاده أنظارها الي غسان تستفهم منه ليرد بارتباك قائلا
=غاده انتي لما وقعتي...مامتك...أقصد ماما ...قالت... ليه عملتي كده يا غاده...فهو شك انك ممكن تكون أجهضتي علشان عمليتي...بس أنا هدور عليه وهقوله الحقيقه.
كاد غسان أن ينهض لتمسكه غاده من معصمه وتمسح دموعها بقوة قائله
=لا يا غسان...انت مش هتروح ليه...واللي راح عمره ما هيرجع...هو وصل انه يشك اني أموت ابنه اللي هو ابني...تبقي خلصت...أنا مش عاوزاه.
دلفت زهيرة بتوتر تفرك يدها بعصبيه ولوم قائله
=أنا اللي اندفعت و اتكلمت غلط من خوفي عليكي...كنت أقصد ان ليه حصل كده...وهو فهمني غلط...هو برضه يا غاده مقدرش يستحمل المنظر .
أفاق أسامه من شروده وقال
=أنا هحاول أوصله يا غاده...وهوضح ليه ان كل الأشعه والتحاليل بتثبت ان الحمل ده كان محتمل سقوطه...حتي لو كان اكتمل كان ممكن ينتج عنه طفل مريض.
هزت غاده رأسها بصرامه ترفض عرض أسامه ليميل عليها غسان قائلا
=اقبلي يا غاده...هو هيصدق أسامه أكتر مني...علشان خاطرى لو بتعزيني...ده مجرد سوء تفاهم...عديها..اصلا الظروف بتاعتي هي السبب.
لوت شفتيها بامتغاص قائله
=أقبل ايه يا غسان...أقبل شخص شك اني موت ابنه..لاااا... والف لا... البيه قبل ما أعرف اني حامل...هددني ان لو عملت العمليه بتاعتك هيطلقني ..كده تمام أوي
رد عليها أسامه يدافع عن شهاب قائلا
=بس لما تعبتي كان هيوافق علشان يرضيك...ولما حملتي الوضع بقا صعب...بصي هي الأمور اتلعبكت وجت ورا بعضها...و زى ما غسان قال شهاب لازم يفهم.
تحدث غسان قائلا
=أنا بعد كلامي معاه تحت...والخبرين اللي عرفتهم...انك أختي شقيقتي...وان اخواتي ماتوا...حلفت اني مش هقرب منك...حسيت اني منحوس بس ما قدرتش طلعت أشوفك بعد صريخ ماما.
شهقت غاده ووضعت يدها علي فمها قائله
=ايييه...ماتوا...يعني بعد المصايب دي كلها وسابني...لا يا غسان...كده الموضوع صعب ما بينا...أنا رخصت نفسي زمان..وقالولي اني كنت غلطانه ...طب ودلوقتي.
وضع غسان يده علي فمها يمنعها من الحديث قائلا
=دلوقتي ولا زمان.. انتي طول عمرك غاليه...وطول ما أنا عايش ضهرك عمره ما هيتكسر...فهماني...وهو بيحبك وبجنون...وهيرجع.
هزت غاده رأسها برفض قائله
=شهاب أثبت انه مش بيحبني...اللي بيحب حد بيفضل جمبه حتي لو كان غلط في يوم...زى ما انا مقدرتش حتي من قبل ما أعرف انك شقيقي...مقدرتش أمنع نفسي من التفكير فيك.
احتضنها غسان بحنان قائلا
=أنا من اللحظه دي ضهرك وسندك....أنا مش خايف اني أموت...أنا بس كان نفسي أكمل معاكي وأشوف ولادك...بس القدر شكله هيمنعني عنك.
تنهدت غاده بتعب قائله
=أنا هعمل التحاليل...علشان تطابق الأنسجه..واللي متأكده انها هتطلع ايجابيه...وهنعطي لبعض فرص للحياة من أول وجديد...وهيتحقق حلمي.
نظر اليهم أسامه ليفاجئهم قائلا
=وأنا معاكم ومش هسيبكم....لأني مؤمن بيك يا غاده انت من حقك حاليا تعملي اللي انتي عايزاه...وهو لما هيظهر أكيد هيعذرك...ويقدرك.
لترد غاده بسخريه قائله
=بجد؟...طب وحوريه هانم...اللي أنا حاسه انها في صف أخوها ومفكرة فعلا اني أجهضت ابني...دي كمان أخر قلم توقعته في حياتي...مش فارقه..
عم الصمت أرجاء الغرفه لتذهب زهيرة صوب غسان قائله والدموع متحجرة
=انت ليه من ساعه ما عرفت اللي بينا.. محاولتش تقرب مني...وكل قربك لغاده...هو انت مش حاسس ان أنا أمك...ولا ايه...أنا حتي حسيتها من أول مرة بصيت في عيونك.
ارتفع بكل جسده لينتصب أمامها لتشاهد طوله الفارغ أمامها لتترقق الدموع قائله
=يااااه...بقا انت ابني...أنا عندي راجل طويل عريض...وكل السنين دي محرومه منك...ولما اتعرفت عليك...كرهتك...ودلوقتي ايه أحبك؟
بكت وبحرقه قائله
=راحت فين الايام اللي كان المفروض اني أرضعك وألبسك وأنيمك...ليه مرجعتش الأيام دي معاك...ليه حرموني منك...أنا مليش دعوة...أنا عايزة الايام دي ترجع.
احتضنها غسان وبقوة ليربت علي ظهرها قائلا
=محدش يقدر يرجع اللي راح يا ماااما...بس أوعدك الباقي من حياتي هكون خدام رجلك..وسامحيني علي اللي عملته فيكي انتي وغاده.
ارتفع صوت هاتف أسامه من جديد ليرد بصوت قوى قائلا
=أيوة عايزة ايه...اه فاقت وعرفت باللي أخوكي عمله...وخلاص يا حوريه أخوكي صفحه وانطوت...وهتعمل العمليه لأخوها...وهو حر بقا يظهر ميظهرش مش فارقه.
انتهت مكالمه أسامه وشردت غاده قائله
=البيه أبوك فين يا غسان.. فاته فرحان دلوقتي علشان أنا مش حامل وهعطيك النخاع...بس يا خسارة.. الولدين الصبيان اولاد زيزى راحوا.
رد عليها غسان بخفوت قائلا
=اطمني ماما عملت في ما بدالها طردته من المستشفي...وهو خلاص ملوش دعوة بينا.. راح دفن اخواتنا...ومن ساعتها قاعد جمبهم...
اقترب أسامه من غاده قائلا
=طبعا انتي سمعتي المكالمتين بتوع حوريه...أنا عايزك تعذريها يا غاده...انتي عارفه انها متهورة وطايشه حتي في تعاملها معايا...بس بترجع تندم.
ردت عليه غاده يجمود قائله
=أنا مش حابه أتكلم عن أي حاجه دلوقتي...غير التجهيزات للعمليه...كفايه بقا ده قال وده عاد...كل ده هيروح من بالي أول ما أدخل أوضه العمليات.
قبلها غسان من رأسها قائلا
=أنا كفايه عليا وجودك انتي وماما في حياتي...بلاش انتي يا غاده.. انا كنت مسافر لأن لقيت متبرع بره.... فبلاش تتعبي نفسك...كفايه وجودك معايا وقتها.
زفر أسامه بيأس قائلا
=يالا لو صبر القاتل علي المقتول مكنش ده حصل....المتبرع اللي مستنيك في ألمانيا ده صاحبي وصاحب شهاب...متطابق معاك في الأنسجه....وعلي فكرة دي كانت مساعده من شهاب لغسان.
نظرت اليه غاده بدهشه قائله
=بتقول ايه...يعني هو ساعد غسان زى ما وعدني...طب ليه مقالش ...مش يمكن كان وفر علينا حاجات كتير...أنا عارفه ليه مقالش...كبريائه منعه.
تنهد أسامه قائلا
=يالا يا غاده...اللي حصل حصل...الكلام معدش له فايده...دلوقتي قدامكم حل من الاتنين يا تسافروا والمتبرع موجود يا تعمليها يا غاده لو طلعت الأنسجه متطابقه.
رفضت غاده ونهضت لتتوجه الي الحمام لتنفجر في البكاء متذكرة شهاب وتركه لها بهذه الحاله المرذيه..
.بالخارج تحدث غسان الي أسامه قائلا
=خليك وراه....لازم يعرف الحقيقه...اوعي تسمع ليها...هي بتقول لا بس من جواها هتسامحه...هي متقدرش تبعد عنه...يعني الكل فرق ما بينهم ومفلحش وده اللي هيفرقهم.
تنهد أسامه قائلا
=طيب... من غير ما تقول...بس مش عارف ليه حاسس انه سافر بره البلد...بس هجيبه لو فين...غبي ومتهور ومتسرع...أنا قايل له أي ضغط عصبي سقوط الجنين هيبقا نتيجته..
خرج غسان وأسامه من الغرفه لتنال قسطا من الراحه ليتنحنح غسان قائلا
=دلوقتي أنا حابب أتأسف ليك أنا كمان علي الحركه الواطيه بتاعتي...بس والله هي مكنتش مقصوده...يمكن أقابل ربنا وأنا بعمل العمليه فحابب يكون الكل مسامحني.
زفر أسامه بحنق قائلا
=يالا بقا اللي حصل حصل..ده لا وقته ولا مكانه...وبعدين أنا لو في دماغي حاجه...مكنتش قلت لشهاب انك مريض أصلا...احنا مش وحشين علي فكرة.
دلف غانم الي المشفي ليجدهم أمامه لينظر اليهم بقلق قائلا
=باين ان غاده فاقت صح...ممكن أشوفها وأتكلم معاها...وتسامحني...أنا مقدرش أستغني عنها....ولا عنك...انتو دلوقتي اللي فاضلين ليا.
ليرد عليه غسان بصرامه قائلا
=مش هتدخل...هي مش عايزة تشوفك...وماما عندها حق...ابعد عننا وعن حياتنا...احنا هنعيش وهنكمل بعض...بس انت مش هتكون معانا.
هز غانم رأسه بانكسار قائلا
=حقكم عليا...أنا ضيعتكم من ايدي.. وضيعت كرامتها هي بالذات...ولما جه الراجل اللي يحفظ كرامتها..فضلت أحارب لغايه ما سابها.
رد عليه أسامه قائلا
=طبعا انت كلامك تلات أرباعه صح.. بس حط في بالك هو مش سايبها بسببك...لا هو سمع كلمتين غلط فجن جنونه... بس شهاب راجع.
ليتبعه غسان بصرامه
=غاده بس تعمل العمليه...وكل حاجه هترجع زى ما كانت وأحسن...وأعتقد القضيه اللي مرفوعه ضدك ملهاش لزمه...روح بقا عيش مع الست زيزى.
هز غانم رأسه بانكسار قائلا
=ماشي يا ابني...زيزى قبل ما تتشل صرخت وقالت ياريتني أنقذت غسان...وقالت هاتلي ابني غسان...قلتلها غسان عرف مين أمه الحقيقه.
خرجت غاده من المرحاض منهزمه ومكسورة أسندتها زهيرة قائله
=تعالي يا بنتي .. ارتاحي..وحقك عليا.. يا غاده...والله ما كان بايدي...كل جه ورا بعض...حسيت اني بخسركم واحد واحد...ربنا يرجعك يا شهاب.
تحدثت غاده بصوت مبحوح قائله
=ممكن يا ماما...مش تقولي اسمه تاني قدامي...أنا مش حابه أسمعه...كل ما بسمع اسمه بحس بالاهانه ...لو بتحبيني بلاش...وسيبي الأيام هداويني.
دلف غسان قائلا
=انتي بتمرضي نفسك أكتر...وعمر ما الأيام هداويكي...وبعدين احنا كلنا بنحبك...وعلشان بنحبك لازم نرجعه ليكي...بس هو هيرجع أصلا من غير ما نطلبه.
نظرت زهيرة الي غسان بسعاده أنها أنجبته فقط فقالت
=أنا هنادي علي الممرضه...تجبلكم أكل تاكلوا مع بعض..رغم اني نفسي تاكل من أكلي يا غسان...بس بعد العمليه يا حبيب قلبي...ربنا يباركلي فيكم.
كادت غاده أن تعترض علي الطعام فنهرها غسان قائلا
=لا بقا بقالك خمس وعشرين سنه بتسمعي كلام ماما...ولما أنا جيت هتتملعني.. لا أنا هسمع كلام مامتي حبيبتي وهاكل...وهتاكلي معايا.
دلف أسامه قائلا
=الأكل هتجيبه الممرضه وأنا حددت ميعاد التحاليل...ولو النتيجه ايجابيه هنظبط شويه حاجات...وبعد بكره العمليه ان شاء الله...وسألت الدكاترة قالوا ان حالتك مش اجهاض يستدعي ان احنا نسيبك أربعين يوم.
خرج أسامه وهاتف رقم ليعلمه بما حدث ليرد الطرف الأخر قائلا
=علي طول كده.. طب كانت تستني...ايه ما صدقت يعني...وانت كمان ما صدقت تساعدها...ولا علي بالك انك بمساعدتك دي بتتعب قلب غيرك.
ليزفر أسامه حانقا وهو يقول
=ماشي مش هساعدها علشان متعبش قلب غيرى.
