رواية فرحة القلوب
الفصل الاخير
بقلم مروة حمدي ومني عبد العزيز
حبيتك و مش هسمحلك تبعدي و تخرجي تاني من حياتي أنا ما صدقت لقيتك يا كل حياتي حتى لو ما كنتش ليكي ولا انتي ليا انا مش هنساكي يا نور عنيا و هعيش دايما بيكي و ليكي هكون الهوا و المية و الخضره و العصافير و الشجر من حواليكي زي ما انتي ليا دنيا هكون ليكي أحلى جنة.
الخاتمة
أن ال شاغلني دلوقتى مين ال قال على موضوع الفرح، ملاك هى ال قالتلك على الموضوع ده.
كارم : مال ملاك ومال فرحك انت وجنه.
صالح: هههههههههههه هههههههههههه شكلك واخد مقلب إنما تمام، ايه يا عم قولى قولى حصل ايه؟
سامر بضيق: صالح انا مش فايقلك دلوقت قولى بعد اذنك يا بابا فهمنى ايه موضوع الفرح ده وحضرتك اتفقت مع عم عبد الله ازاى؟
كارم يعود بذاكرته إلى ساعه مضت، عندما تلقى اتصال هاتفى، من عبدالله يخبره بعمل مفاجئة له وحجز تذاكر لاداء رحلة الحج بعد عدة ايام وسفره مع ابنه وزوجته واتصل به يطلب اجازة من العمل.
كارم بسعادة له: حج مبرور وذنب مغفور بإذن الله يا حج عبدالله.
الا قولى سامر عرف بموضوع السفر ده؟ جنه قالتله أنها هتسافر معاكم؟
عبدالله من الجهة الأخرى: للاسف جنة مش مسافرة.
كارم عاقدا لحاجبيه: اومال هتقعد فين لما انتوا كلكم هتسافروا.
عبدالله: جنة هتقعد عند عمتها فى البلد الفترة دى.
كارم: انت بتتكلم بجد.
عبدالله باستغراب: ايوه يا كارم بيه.
كارم: ازاى يا عبدالله ال بتقوله ده، جوزها فين من ده كله هو مش المفروض جنة متجوزة برضه؟!!وجوزها يعرف كل حاجة.
عبدالله: اكيد انا كنت هتصل عليه وابلغه وجنة اكيد هتعرفه قبل ما تروح لعمتها.
علياء متدخلة بالحوار: فى ايه يا كارم.
ليميل عليها يخبرها، علياء باعين لامعه تقترح عليه: ما تيجى هنا يا كارم تقعد معانا مع ملاك فى اوضتها.
صالح متدخل: ومع ملاك ليه ما تيجى على اوضة سامر على طول.
علياء: اتلم وبطل سخافتك وهزارك البايخ ده، اسفين يا أستاذ عبدالله انت عارف صالح وسخفته.
صالح: انا ما غلطتش فى حاجه يا عم عبدالله انا اقصد ان حضرتك انت مسافر مع حضرة الظابط سراج مسافرين الحج وهتقعدوا فترة فليه منعنلش فرح جنة وسامر اخر الاسبوع ده وتبقى الفرحة فرحتين: الحج وجواز جنه وخلاصك منها.
يصل إلى مسامعهم صوت شهقة عالية أتت من الجهة الاخرى ليتحدث صالح سريعا: سورى يا جنه انا مش عارف بابا بيقول الكلام ه ازاى بس مش عارف يابنتى ماله ، الأ انت عليك حركات يا بابا.
كارم: انت بتلبسنى مع جنه.
صالح ببراءة مصطنعة: ابدا يا بابا.
كارم: من رغم قلة اد*بك وانك بتوقعنى مع جنه ال انت قولت احلى كلام دلوقت.
كارم : ايه رايك يا عبدالله نعمل فرح الاولاد اخر الاسبوع ده، حتى تسافر وانت مطمئن عليها.
عبدالله: بالسرعة دى لسه جهازها ناقص كتير .
كارم : جهاز ايه ال بتدور عليه، هما هيعيشوا معانا هنا فترة والفيلا جاهزة من كله وبعد كده يبقوا يجهزوا بيتهم براحتهم.
دلوقت كل ال يشغلنا أننا نطمئن على البنت وتكون وسطينا.
عبدالله بحيرة: حقيقى مش عارف اقولك ايه يا كارم بيه طب ناخد رأى جنه.
علياء: اديها التليفون اكلمها لحد ما نيجى لحد عندها ونشوف طلباتها ال هتأمر بيها ايه.
صالح متابعا لحديث والده: وطبعا ماما كالعادة بكلامها الموزون ورقتها قدرت تقنع جنه ومبروك يا بشمهندس فرحك اخر الاسبوع ولا داعى للشكر.
سامر بسعادة مخلوطة بالدهشة: انا مش مصدق ال بسمعه ده، معقولة؟
انا وجنة هنتجوز بعد كم يوم.
كارم : ايه ال مخليك مش مصدق.
صالح: يا بابا ده فرحان انت مش شايف السعادة ال على وشه.
سامر: انا مش بس فرحان انا مش مصدق نفسى مش متخيل أن بعد كم يوم جنه هتبقى مراتى رسمى،.
صالح : المفروض تدعيلى.
سامر: بجد انت تستاهل احلى بوصة على أفكارك دى، طب كده يا جماعة احنا هنروح امتى علشان نتفق على حاجة ونجيب فستان الفرح، قوليلى يا ماما ناوين على امتى؟
سامر مسرعا: يالا بينا يا جماعة نروح لهم بسرعة مافيش وقتها ورانا حاجات كتير لازم نعملها ونحضرها.
علياء: عندك حق، احنا كده كده جاهزين ناقص بس ملاك تبدل هدومها وتيجى على طول.
سامر بهلع: ابوس أيديكم بلاش ملاك، تيجى معانا.
علياء: كده برضه يا سامر تقول على اختك كده.
سامر باستسلام: امرى لله اصلكم مش عارفين حاجة.
كل هذا تحت ضحكات صالح العالية ليتحدث من بينها بصعوبة: مش قولتلك.
سامر : صاااالح مش وقتك خالص.
بعد وقت يقود سامرالسيارة وصالح إلى جواره بعد مشادة كلامية وحركات طفوليه من ملاك مع عناد من صالح على ما تخبره له من حديث وتوعد علياء بداخلها لخالد وتمتمه كارم لنفسه: ايه ال انا عملته ياربى لنفسى كنت عايزها تخف من كامل لما طلعلى خالد .
صالح: فيها ايه يعنى لما تقعدى جنبى هعضك مثلا؟!
ملاك: خالد محرج عليا مقعدش جنب حد وبالاخص انت بالذات .
صالح: يا سلااام.
كارم وقد فاض به الكيل: بسسسس انتوا الاتنين اانا تعبان مش فايقلكم وبعدين انت مكنش المفروض تيجى معانا يا بنى انت لسه تعبان ومحتاج راحه.
صالح بابتسامه وهو ينظر لاخاه: مكنش ينفع مكنش موجود يا بابا.
ربط سامر على قدم أخيه الجالس إلى جواره بمحبه.
ملاك : انا فرحانة قوى علشان خاطر ابيه سامر وجنة اكيد هى فرحانه اوى دلوقتى اكتر من سامر عارفين اكيد...
سامر مقاطعا: ملاك من فضلك ما تتكلميش كفاية ال شربته من تحت استشارتك.
تربط ذراعيها بتذمر طفولى من ضحكات صالح الساخرة عليها: انا غلطانه.
وصلت السيارة أمام منزل الاستاذ عبدالله، يتقدمهم سامر وهو يصعد الدرج بسعادة متلهفا مشتاقا.
فتح لهم سراج الباب ليدلف منه وخلفه الباقية يستقبلهم الأستاذ عبدالله ويرشدهم لغرفة الضيوف، ينادى على ابنته التى أتت منكسة الرأس، رفعتها على صوت علياء وهى تنادى عليها ، صدمتهم هيئه عينيها الحمرا صوتها المتحشرج من اثر البكاء، طلب والدها منها جلب الضيافة لتهز رأسها بطاعة راحله من أمامهم تاركا إياها يجلس على جمر هيئتها تلك أثارت بقلبه القلق، آلاف الأسئلة تدور برأسه، لما تبكى؟ هل هى حزينة من زواجهما،؟ ترى الا تحبه كما يفعل هو،؟
اخذ عقله يربط طريقة حديثها مع ردها الجاف عليه وبكاءها الان ليتوصل الا ان جنه لا تريده.
اغمض عينيه بألم لتلك الفكرة، رفع نظره يتامل حوله، يجد أخاه يتحدث إلى سراج بامتنان وود يشكره على حسن صنيعه معه وتبرعه له بالدم و على الجهة الاخرى يجلس والدها بجوار السيد عبدالله يتحدثان باندماج شديد بأمر زواجه، فقد القدرة على السيطرة على أعصابه ليهب من مجلسه واقفا ناظرا لعمه : عم عبدالله بعد إذن حضرتك انامحتاج اتكلم مع جنه على انفراد .
عبدالله وهو يشير له على المطبخ: اتفضل يا بنى ادخلها دى فى الاول والاخر بقت مراتك .
شكره بابتسامة مقتضبة تاركا اياهم وذهب لها بقلب مرتجف خائف، وصا له صوت شهقات منخفضة لينادى عليها بهمس وصل لها لتنتبه عليه جميع حواسها
سامر: جنه.
التفت له سريعا تنظر له باعينها الحمراء ، يشحب وجهه ويهبط قلبه الملتاع أرضا لينادى عليها مرة أخرى برجاء وتمنى أن تخلف ظنونه: جنه.
لتكن تلك الإشارة لها لتلقى بنفسها داخل ذراعيه تتمسك بقميص من الامام تكتم صوت شهقاتها وهو مصدوم حائر لا يعلم ما يفعل، لتتجه يده تلقائيا تحاوطها والأخرى تربط على ذرعها كطفلة صغيرة، يسألها بألم مزق احشاؤه : مالك يا جنه ايه ال مزعلك قوى كده؟ قوليلى واى انتى عايزاه حتى لو هيدبحنى هعمله.
جنه من بين دموعها:انا زعلانة اوى يا سامر، يرضيك بعد بابا ما كان وعدنى أن انا وهو هنروح الحج سوا هيصبنى ويروح لوحده مع أبيه سراج ويسافر ويبعد عنى المده دى كلها فى نفس اليوم ال ياما حلمت بيه مع الانسان الوحيد ال حبيته يرضيك ده،؟
سامر ببلاهه: اه.
جنة: ايه؟ بتقول ايه مش سامعه؟
سامر : بقول قولى تانى كده.
جنه : ايه؟
سامر بتنهيدة وهو يشتد بضمها له: ال نشفتى ريقى علشان اسمعه منك.
جنه وقد تداركت حالها وأنها الان محاصرة بين ذراعيه ترفع راسها تحاول التملص منه.
سامر: توتو انسى ده مكانك ومش مسمحولك تسبيه يا جنتي.
اطرقت بخجل ليقبلها أعلى جبهتها مغمض العينين يحمد ربه داخله يهمس لها قرب أذنها: اه لو تعرفى دموعك دى عملت فيا ايه؟
جنه بهمس: ايه؟
سامر : جرر..
يقطع حديثه على صوت علياء تنادى عليها لتجيبها جنة سريعا بعدما استطاعت الهرب منه ينظر باثرهابحب راحة وفرحة.
*******
مرت الأيام سريعا على أبطالنا والجميع منهمك بتحضيرات الزفاف وغضب خالد من اصطحاب علياء لملاك كل يوم هى وجنه لا تترك له فرصة لرؤيتها وقد اشتاق لها كثيرا.
أتى اليوم المنتظر لقلب ذلك العاشق بعيون الكريستال .
اجتمعت الفتيات جميعا داخل ملحق الفيلا وقد تكونت بينهم صداقة من نوع خاص فى تلك الفترة القصيرة .
تستمع الفتيات إلى جنه تخبرهم عن ججابها ولما فضلت النقاب عاد إلى أذهانهن حديث جدتهم ووالده كا واحدة منهن بعد ذلك.
أتى المساء يشرف بنجومه على الجميع يقف سامر بحلته السوداء وبجواره صالح ودكتور فؤاد.
يكاد ينفجر من الغيظ وهو يقف خارج باب الملحق يتساءل عن سبب هذا التأخير من والده والأستاذ عبدالله فى احضار العروس، ماذا يفعلون كل هذا؟
فؤاد: اصبر يبنى انت مالك مستعجل كده ليه؟ انت ناسى أن الحج عبدالله هيسافر بعد الفرح على طول .
سامر من أسفل اسنانه: ماده ال مخوفنى، ربنا يعدى الليلة دى على خير.
صالح بضحكه وقد فهم على أخيه: ربنا يستر والعروسة ما تشبتش تروح مع ابوها وتسيب سامر يقضى شهر العسل لوحده .
ليتأوه اثر لكمه سامر له على كتفه.
سامر: انت ايه ال موقفك جنبك.
صالح باستفزاز: اخوووك يا جدع عيب عليا اسيبك وانت بتتروق لوحدك.
فؤاد: انا هروح اقعد جنب خالد الشايط لحسن الموضوع هيطول وانا تعبت من الوقفة.
سامر: هتسبنى يا فؤاد افرض جنه كانت منهارة علشان سفر باباها ومحتاجه تهدئ.
صالح: مش الدكتور فؤاد ال ينفع فى المواله دى يا هندسه.
صالح وهو يقف امام سامر يمثل به ما يقوله تحت ضحكات فؤاد العالية: دى محتاجة ناخدها فى حضنك، تبوس راسها وبعد كده خدها وبعدين تديها وحده على شفايفها
ليزيحه سامر بحده: يخرب بيتك انت بتعمل ايه؟
صالح: الله يا جدع مش بقولك.
فؤاد بضحك هستيرى: هو هداك اهو ووراك العلاج فى ثانية بس على فكرة اخوك محتاج حد يشوف هرموناته ليكون جنس تالت ولا حاجه.
صالح: نعممم.
سامر بضحكه تشفى: عندك حق يادكتور اوعدك بعد الفرح هعمل كده.
يبتعد عنهم فؤاد باتجاه خالد، يوقفه سمير مرحبا به.
سمير: انا مش عارف اشكرك ازاى يا دكتور فؤاد.
فؤاد بابتسامة: على ايه يا بشمهندس، ده حتى انت مجتش العيادة من يومها حتى فى معادنا ال اتفقنا عليه.
سمير: بشكرك على نصيحتك وانى لقيت نفسى.
فؤاد: لقيت نفسك ودى ازاى بقا؟
سمير: كله بفضل نصايحك وانا مشيت عليها بالفعل والكم يوم ال عدوا دول انا واسماء اتفاهمنا كتير وقررنا نأجل الفرح شوية نفهم بعض اكتر ونقرب اكتر واتفقت انا واسماء انى أبلغ الجماعة انهاردة.
فؤاد : طب وخد النصيحة دى كمان وأجل الكلام فى الموضوع ده يومين تلاته.
سمير وهو يعقد حاجبيه: ليه؟ ما هو كده اسماء هتزعل.
فؤاد: اتحجج أنك ما لقتش فرصة.
سمير: ده كله ليه؟
فؤاد: طالما انت قولت انك لاقيت نفسك يبقى اسماء هى كمان حست بده وهى ال هتطلب منك تخلى معاد الفرح زى ماهو.
سمير بفرحة يهم بحضنه: بجد انا مش عارف اشكرك ازاى.
فؤاد وهو يبعده: يعم ابعد حد قالك عليا صالح بريستيجى يا جدع.
يقف خالد سريعا مع قدوم جده ووالده وقدوم عائلة الخديوى جميعا ينظر إلى عمه عادل وابنيه المتذمرين بضحكه وهو يرى السعادة على وجهه يمسك بيد آمال يسير بها بمهل وتروى.
يجلسوا جميعا فى انتظار الفتيات.
يذهب صالح للترحيب بهم.
آمال: ايه يا صالح فين الأغانى فين الدى جى يا بنى فين حركاتك فين تكاتك يا صالح.
صالح: انتى الوحيدة ال فهمانى يا طنط بس اصتبرى عليا انا عامل حسابي بس مش دلوقت علشان جنه ممكن تولع فيا لو عرفت ال ناوى عليه وتسيب الفرح وابقى الشهيد صالح ال اغتيل على ايد اخوه.
تضحك آمال ضحكتها العالية بعفوية.
صالح: اهلا ابعد انا قبل ما اكون شهيد بيت الخديوى انهاردة.
يقف الجميع يصفقون عقب خروج علياء وكارم من الداخل وخلفهم الفتيات بحلتهم الجديدة وقد اصابت الشباب بصدمه جعلتهم جالسين باماكنهم كلا ينظر إلى من دق وثار بها القلب عشقا بسعادة، تتحملها الأعين بفرحه بهيئتهم الملائكية وقد سلبت عقولهم، ليتوجه كل واحد منهم إلى زوجته يقترب منها يقبل جبهتها تتأمل عينه غطاء رأسها بيد ترتجف يمسك عليه وهو يبلع ريقه ينظر لعينيها بعشق خالص فاض به القلب.
سمير لأسماء: انا مش مصدق نفسى ، تعرفى انر كنت ناوى اكلمك فى الموضوع ده بس مكنتش عارف ابدا ازاى.
ياسين لمروة: بحبك وهحبك على طول.
يوسف لرحاب: جوهرتى الغالية ال قيمتها عليت وعليت ربنا يديمك فى حياتى نعمه.
اتجه الفتيات إلى مكان جلوس العائلة تنحى كل واحده تقبل يد والديها وجديها ويجلسون جوارهم.
فؤاد وهو ينظر إلى حنان ببلاهه لا يتحرك من مكانه وسط استغرابها ليلكزه خالد بيده: مالك ياد مبلم كده ليه؟
فؤاد: انا مش مصدق ال شيفه بعينى اختك دى ولا ملاك خارج من الجنة.
خالد وقد وقفت كل حواسه عقب لرؤيته لملاك تخرج خلف جنه ليقول بفستانها بلونه السماوي طويل يصل إلى كاخلها يتسع قليلا من الخصر ببعض الفصوص اللامعه على الجانب الأيمن اكمامه الطويله زينتها الهادئة وقد برزت معالم وجهها الفاتنة وأكثر ما اشعل النيران بقلبه لتتقاذف دقاته والتى كادت تسمع للعلن هو ذلك الحجاب الابيض وهو يزين رأسها لينطق بدون وعى منه: ملااااك.
يقترب منها بسعادة مفرطة يمسك يدها يستوطنها داخل يده يقبلها هامسا: احلى مفجأة فى عمرى "
ملاك: بجد يا خالد.
خالد : بجد يا ملاكى.
علياء من الخلف : احم احم .
خالد: سبينى مع خطيبتى خمسه الله يخليكى ده حتى فرح ابنك.
نظرت لها ملاك برجاء.
علياء وهى ترحل من أمامهم: خمسة بس.
بينما سامر تكاد قدماه الا تلامس الأرض وهو يخطو باتجاههم يمد يده لعبد الله يسلمها له يقبض عليها برفق يقبل جبهتها بعمق مغمض العينين يهمس بحمده لله ليتسع ابتسامتها الخجلة أسفل نقابها عليه لينظر لعينيها بشغف يهمس بينهما بعشق جارف: بعشقك.
التقط يدها يضعها بين يديه يسير بها نحو المنصة المخصصة لهما وهى تسير إلى جواره بحال لا يختلف عنه كثيرا.
اتجه نحوهما سراج يلتقط شقيقته يقبلها بحنان جارف ، شعر بدموعها.
سراج: أهدى شوية يا جنتي.
سامر بغيرة : بعد اذنك يا حضرة الظابط دى جنتى انا.
سراج بضحكه: هههه ما تزعلش يا جوز اختى دى جنتنا كلنا .
توالت المباركات من الجميع عليهما والتقاط الصور العائلية.
بينما صالح بعالم اخر ينظر لتلك المتوسطة لاحضان والدها بفستانها وحجاب رأسها وقد زادها جمالا فوق جمالها بعينيه.
ليهمس بداخله وعينيه لا تفارقها: مبروك يا ليلى.
بعد جلوس الجميع وعم الهدوء المكان ، صدحت أصداء موسيقى عالية لينظر الجميع بزهول تجاه صالح.
صالح: ما تبصليش كده يا حج فرح اخويا الوحيد وعايز افرح فيه.
ليمسك المايك وهو ينظر إلى الشباب: يالا يا شباب ما تعملوا حس للفرح .
ياسين: صالح مش مستغنى عن مراتى وابنى.
يوسف: رحاب نو.
ينظر صالح لآمال: لتضحك عليه كان نفسى والله بس مينفعش.
صالح: ليه يحبيبتى ده انتى لسه فى عز شبابك.
آمال وهى تشير على بطنها: وال جوه ده اعمل فيه ايه.
ينظر لملاك يشير لها، تهب واقفه بسعادة.
خالد بحده: رايحة فين؟
ملاك: اهيص مع صولى علشان جنة وسامر.
خالد وهو يجز على اسنانه: اقعدى لا نزلك طقم أسنانك كله.
صالح: يعنى بقا كده ،انا ماليش غير أمى حبيبتى.
كارم : ابعد عن مراتى يالا، انا بس اجوزك وارميك للى هتتبلى بيك واخدها ونبعد عنكم نلف العالم كله.
يضحك الجميع على صالح الذى يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو لا يجلس دقيقة واحده وقد اشعل الأجواء من حوله برقصه مرحه وغناءه مع الجميع.
وعينى سمير عليه فى البداية كانت تشع غيرة وغضب فها هو أمامه من احتل عقل حبييته فترة طويلة ، لتهدأ ثورته عندما وجده يتنقل كطفل مشاغب برزت طيبته ونقاء قلبه جليا على وجه كذلك تلك النظرات التى جمعت بينه وبين أسماء لثوانى لم تعد إطار الاخوة من الطرفين وقد اراحه هذا كثيرا.
انتهى الحفل سريعا ورحل الجميع واتت لحظة وداع جنه لوالدها واخاها.
جنه بحضن والدها ترفض تركه.
سراج: كفاية كده يا جنه لينا ساعة على الوضع ده كده هنتاخر على معاد الطيارة.
سامر: سبيه بقا يا حبيبتى بهدلتى بباكى.
عبدالله وهو يحتضنها يهمس باذنها: جنه انا مش عايز امشى الا وانا مطمئن عليكى.
ترفع نظرها له باستغراب ليبتسم ابتسامة صغيرة لها يؤمى بعينه هامسا: انتى ناسية انى فى الأصل راجل صعيدى.
صمتت بخجل ليتحدث اخاها له يميل عليه: مش يالا يا بابا شكلنا مش لطيف.
عبدالله: مش ماشى قبل ما اطمئن على بنتى.
سراج بلجلجه: بابا مينفعش ال حضرتك بتقوله ده.
يغمز له عبدالله حتى يفهم عليه وعلى راس ابنته اليابس فهى الطريقة الوحيدة التى ستعجلها تصعد مع زوجها.
عبدالله: اقعد يا حضرة الظابط يالا يا سامر خد مراتك واطلع فوق.
سامر: يالا يا جنة.
نظرت له بخوف حادت عنه بنظرها لوالدها واخاها.
عبدالله: اطلعى يا بنتى ربنا يهدى سرك.
تصعد جنه مع سامر إلى الجناح الخاص بهم وارتعاشة يدها بين يديه لا تخفى عليه.
فور صعودها يخرج عبدالله وابنه مسرعين حتى إذا نزلت من جديد لا تجدهم بالاسفل، وسط وداع كارم لهم وتاكيده على حرصه عليها والاهتمام بها فهى الان زوجه ابنه.
تلفتت علياء حولها لتشهق: فين ملاك هو انا نسيتها مع بتاع بابى .
صالح: مراته يا ماما هو شغل الحموات هيبتدأ.
علياء: تعالى معايا يا أهبل نلحق البنت منه.
تقف من بعيد وهى ترى خالد يضم ملاك الباكية بحرقة وعلى مقربة منه فؤاد متابعا وحنان تربط على ظهرها لتسرع هى وصالح بخطواتهما بهلع.
مالك حصل ايه عملتيها ايه؟ قالتها وهى تسحبها من احضانة.
صالح بخوف اخوى: مالك يا موكا مين مزعلك.
يجز خالد على اسنانه: ده انا ال هزعلك انت وامك.
ملاك تضحك ضحكه خفيفة عندما استعمت لتمتمته .
ملاك: محدش عملى حاجه يا انطى الست ال كانت هنا من شوية هى ال عملت.
علياء: حد يفهمني ايه الست دى ؟
تنهار ملاك مرة أخرى فى البكا تخرج من احضان علياء ترمى بحالها لاحضان خالد.
وقد بدأ جسدها يتشنج ليحملها خالد مسرعا متوجها بها إلى الملحق.
يدخل خلفه الجميع .
حنان دموعها لا تتوقف على تلك التى تصرخ باسم والدتها.
فؤاد : اهدوا من فضلكم انا مش عايز معايا غير مدام علياء وبس.
ناظرا لخالد : ارجوك خد حنان واطلع بره.
ليبدا جلسه مغلقة بينه وبينهما.
تهدأ ملاك مع كل كلمة تخرج من فم فؤاد ، تلفتت حولها لتسال عن خالد.
فؤاد: بره مستنى.
ملاك: انتفضت من مجلسها أسرعت للخارج فتحت الباب بقوة نادت عليه ليفزع لها سريعا لتقف أمامه: انا مش عايزة المستشفي دى المستشفى ال اخدتك زمان منى .
أشارت بيدها: مش عايزاها يا خالد مش عايزاها.
خالد: وهو يضمها ما تقلقيش يا حبيبتى انا مش عايزها اكتر منك.
صالح: فهمونا يا جماعة فى ايه.
ليتولى فؤاد المهمه : مرآة السلمي كانت ويريهم الأوراق التى جلبتها ..
صالح: ومروة السلمى تعمل كده ليه؟
فؤاد يغمز بعينه لخالد بأن يعود بملاك إلى الملحق ليقص بعدها عليهم الحقيقة كاملة.
صالح بصدنة: عرفت ده كله.
فؤاد: لا. هى بمجرد ما سمعت كلمة مستشفى وحنين انهارت بدليل أن كان كل همها المستشفي وخالد .
صالح وعلياء: يعنى.
فؤاد : يعنى ملاك واعية وفاهمه من الماضى بيخليها تهرب مش عايزة تفتكره، كل خوفها دلوقت منصب أن خالد يبعد عنها.
علياء: انت تقصد أن.
فؤاد مقاطع: ايوه انا اتاكدت ان ملاك قرأت المزكرات كلها.
صالح: مذكرات ايه؟
علياء: بلاش يا صالح خلينا نقفل الباب ده من حياتنا المهم يا دكتور طمئنا على ملاك.
فؤاد بابتسامة: رب ضارة نافعة وملاك علاجها خالد وهى حياته ال عايش ليها.
*****
فى الجناح الخاص بسامر وعقب اغلاقه الباب وقفت توليه ظهرها تفرك بيديها بتوتر، كلمات والدها تصدح باذنها.
بينما سامر بعالم أخر متشوق لرؤية وجهها كيف أصبح بعد كل تلك السنوات.
يقف قبالتها يبتلع ريقه بصعوبة يمد يده المرتجفة يرفع نقابها، ليرتد للخلف مصعوقا مما يرى.
خرج اسمها من بين شفته ينادى عليها" جنه"
رفعت نظرها له عقب نداه ليتحدث بزهول : انا مهما تخيلتك ومهما ماما وصفتلى مافيش حاجه توصف ال انا شايفة ده ما فيش تقدر توصف الجمال دهانا تخيلت على قد ما اتخيلت عمرى ما تخيلتك بالجمال ده.
جنة بخجل: سامر ما تبصليش كده وما تتكلمش كده.
سامر وهو يقترب منها : وبعد ما أسمى خرج من بين شفايفك بالجمال ده تفتكرى هيبقى فيا عقل.
يهم بتقبيلها بلهفة ترتد سريعا: سامر ما تخلنيش اخاف منك انا هكون تحت امرك فى حاجة بس نصلى فى الاول نبدأ حياتنا بالصلاة .
سامر: طب هو انا بقا فيا أعصاب اعمل اي حاجه ده انا ابقى جدع قوى لو قدرت اقلع الجاكت.
جنة تضحك وهى تتخصر بيدها: يعنى ايه بقا هفضل واقفة كده وحضرتك تبص وبص؟!
سامر: وهو يقم بخلع جاكت بدلته يلقيها أرضا يفك ازرار قميصه.
جنه بخجل تعتدل سريعا توليه ظهرها: انت بتعمل ايه؟
سامر: انا هعمل حاجه بسيطة يا حبييتى كل ال عملتيه فيا كوم وال انا شايفه قدامى كوم تانى والاثنين هيطلعوا عليكى.
جنه بشراسة تلتف له: نعممم.
لتغمض عيناها سريعا عندما تراه يقف عارى الجزع.
لتصرخ وهى تسرع باتجاه الحمام ليتلقفها سريعا: على فين يا حلوة ناوية تفرهضينا من اولها ده انا لسه جسمى ملبش من ساعة الحضن اياه.
جنة بخجل: سامر اسمعنى.
سامر وهو يقربها اكثر لاحضانه: سمعت كتير ده وقت الفعل.
لم يمنحها فرصة للرد ليحملها سريعا بين ذراعيه يجلسها على الفراش يفك حجابها بتأنى يلقيه ارضا، يشعر بتلك الرجفة التى اصابتها .
يبتعد عنها سامر يغمض عينيه يصبر نفسه يجب أن يجعلها تهدأ بالاول.
سامر: جنه ادخلى الحمام اتوضى قدامك خمس دقايق وتكونى واقفة ورايا لابسة اسدالك ويبقى كده عدانى العيب ومحدش يلومنى،
لتقم من مجلسها تسير باتجاه خزانة الملابس.
سامر بنفاذ صبر: انتى لسه واقفة عندك الخمس دقايق قربوا يخلصوا.
جنه: اللاه مش اجيب هدومى.
سامر بغمزة: كله فى الحمام يا جميل وده برضه يفتنى انا عامل حسابى من بدرى.
تدلف إلى الحمام تغلقه خلفها، يدق عليها يصلها صوته.
" لم يتبقى سوا دقيقة واحدة"
لا يتلقى رد .
يدق مرة أخرى على الباب: لم يتبقى من الزمن سوا نصف دقيقة فقط.
شكلك محتاجة مساعدة ، ادخل؟
فتح الباب سريعا تخرج منه تخطو أمامه: انا جاهزة.
سامر بتمثيل الجدية والشده: هتوضا وجاى.
جنة بصحكه: وده اتحول امتى.
بينما سامر فى الحمام : لا مسيطر يا واد يا سامر.
انتهى من الوضوء، يؤمها بالصلاة دعا وهى تؤمم خلفه.
التف لها يقبل وجنتيها يتمتم: امين .
يمسكها من يدها ويتجه بها نحو الفراش.
يرفع إسدال الصلاة ليصطدم مما ترتديه .
سامر: روب اسود طويل وبكم ، فين ال كان فى الحمام مسودهالى ليه حرام عليكى فين ال كان ف الحمام.
جنة بمكر وهى تشلح ما ترتديه: قصدك ده؟
ليجدها ترتدى روب اخر اسفله.
سامر : اللهم طولك يا روح يا بنتى اشحال مكناش فى عزالحر كنتى لبستى قد ايه؟
يقترب منها.
" اسمحيلى اعدهم"
تصرخ وتصعد على الفراش وهو يجذب الروب يلقيه بعيدا بعدما ازاحه عنها، ليقف كتمثال وهو يراها كالفينوس أمامه.
ليصعد على الفراش سريعا لتحاول هى الهبوط من الجهة الاخرى يمسك بها.
سامر: قولنا مش ناقصة فرهده ونعقل كده نعدى على خبر علشان عم عبدالله يلحق الطيارة.
جنة: انت كنت رامى ودنك معانا.
سامر: دى تحلى حاجه سمعتها من عم عبدالله من وقت ما عرفته.
وقبل أن تنطق بكلمة أخذها بقبلة طويلة يذهب بها لعالمهم الخاص أصبحت هى له قولا وفعلا..
******
يمر الليل على الجميع ملاك تنام بحضن خالد فى الملحق
وصالح يجلس بجوار والديه متاثرا بحديثهم بما مرت به ملاك وما عانت ويلوم حاله أنها كان سبب من أحد الأسباب التى اوصلتها لتلك الحالة.
يهدأ والده بان الماضى قد فإن لابد من نسيانه وان ينتبه للقادم يصلى يقترب من ربه ويبدا فى العمل مع شقيقه حتى يمسكا زمام الأمور من بعده بحكمه.
يسير بجوارها يكاد يطير من السعادة وقد تحقق حلم من احلامه التى لطالما حلم بها، يلتفت لحديثها بغرابة، يوقفها وينهرها وهو يعيد حديثها.
فؤاد: معقولة لحد دلوقت مش واثقة فى حبى ليكى، قوليلى عايزانى اثبت حبى ليكى ازاى؟
حنان: انا مقصدتش المعنى ده، انا ال اقصده انى مش هقدر ابعد عن اهلى ولا اولادى انت هتقدر تستحمل ده؟
فؤاد: ياشيخة وقعتى قلبى ، انا استحمل اكتر من كده ، ده انا هستحمل اخوكى نفسه فى ايه اكتر من كده.
حنان مش وقت هزار يا فؤاد انا بتكلم جد.
فؤاد: وانا كمان بتكلم جد هستحمل كل حاجه عشانك واوعدك انى مش هتبعدى عنهم ولا هتفاريقهم.
حنان: قصدك ايه؟
فؤاد: بكره هتعرفى كل حاجه.
يصلا أمام منزلها يودعها من على الباب ويرحل.
بينما سمير يستلقى على فراشة يحادثها ليكن صوتها هو آخر ما تستمع له اذناه قبل أن يخلد إلى النوم كعادتهم مؤخرا لتباغته بسؤالها.
أسماء: انت اتكلمت مع الجماعة انهاردة فى موضوع التأجيل؟
سمير ويحاول الثبات حتى لا تكشف كذبته: انهاردة الكل كان مشغول بالفرح يا حبيبتى مالقتش فرصة.
أسماء بمراوغة جديدة عليها: انا بقول بلاش نزعل عمو عامر ولا ايه؟
سمير وهو يقف على السرير يهز بخصره يمين ويسار : وانا كمان بقول كده ياروحي.
مرت الأيام سريعا وملاك أصبحت لا تفارق خالد لا تتركه حتى فى عمله الجميع ينتابه القلق على حالتها تلك مع استغراب فؤاد من تلك الحالة التى تنتابها ، تمسكها بخالد وخوفها من فقدانه.
يطلب من خالد أن يعقد جلسه بعدم وجوده، علشان اعرف السبب وملاك ممكن اديها علاج يخليها تهدئ وتتكلم بوجودك عادى بس انا مش عايز الخطوة دى، عايزها تتكلم بطبيعتها وهى واعية تخرج كل الخوف ال جواها علشان بعد كده اى حاجة تخاف منها.
خالد: انا موافق على اى حاجه بس هى تخف بس عايز اعرف ليه كده هى كانت كويسة ايه ال حصل.
فؤاد: خلينا واقعين الفتر ة ال فاتت انت انشغلت شوية عنها وطبعا مدام علياء عملت كل ال عليها.
خالد بتذمر: ماهى لو كانت سبتها فى البيت كانت هتلاقى ناس كتير جنبها.
فؤاد: متهيالك ملاك فى حالة صعبة وكل واحد هيسال ليه مرآة السلمي عملت كده، وانت عارف ان اكيد حنان قالت كل حاجه، فهتلاقى مليون سؤال وسؤال مستنيها، انت نفسك ما بتخلصش من الأسئلة.
يمكن أفضل حاجه حصلت أن ملاك بعيد عن العيلة، على العموم خلينا فى ملاك وازاى نخليها تتكلم بحرية.
فؤاد: هو ما فيش غير حل واحد" صالح"
خالد بغيرة: كله إلا صالح.
فؤاد: مش وقت ده خالص يا خالد، كل ال المفروض يشغلك دلوقت ملاك.
خالد: وانت بقا حتحتاج سى زف*ت ده فى ايه؟
فؤاد: ده ال هيعصب ملاك وينرفزها لحد ما تخرج كل ال جواها، زى ما تقول هى مهتصدق تلاقى حد ينكشها تتطلع عليه كل الكبت ال جواه ومن الآخر مافيش غير صالح للمهمة.
رفع الهاتف يطلب رقم صالح، يتلقى الرد ليلقى عليه فؤاد ما يريده بالظبط ويتفق معه على المكان والزمان، يغلق الهاتف ينظر إلى خالد وهو يضحك
_يالا بينا على بيت خالك كارم لحسن الواد صالح مصدق وهو بدأ قبل ما يقفل التليفون حتى الواد ده عقليته إجرامية.
خالد بحنق وهو يسير خلفه: يعنى هتستنى ايه من ابن علياء؟
*****
بمجرد دخولهم الحديقة استمعا إلى صوت صراخ ملاك العالى .
فؤاد: يخرب بيته ده مضيعش وقت.
خالد: يا ترى عملها ايه الحيو*أن.
فؤاد: الشغل بدأ ، شوفلك مكان اختفى فيه لحد الجلسة ما تنتهى.
يجرى صالح باتجاه فؤاد عقب رؤيته له صارخا.
_الحقنى يا دكتور فؤاد المجنو*نة دى عايزة تقتلنى.
فؤاد: انا قولتلك انكشها عملتلها ايه يا مجنو*ن.
صالح: نكشتها منفعش روحت بوستها من خدها وجريت.
فؤاد وهو يكمكم فمه: اتكتم يخرب بيتك هنتقتل احنا الاثنين.
فؤاد : اهدئ يا ملاك ما تقلقيش، عملك ايه المجنون ده؟
ملاك: الحي*وان ده هزاره بايخ، افرض خالد كان شافك وقتها مين كان هيرحمنا انا وانت من ايده.
خالد من خلف الشجرة عاقد لحاجبيه: هو عملها ايه بالظبط.
فؤاد وهو يكاد يلطم: ياريتنى ما جبته معايا ، ممكن تهدوا هولاكو حوالينا.
وجه كلامه لملاك: تتخيلى انا مبسوط منه جدا أنه نجح يخرجك ومن الآخر كده انا ال قايله يخرجك من بره الفيلا لأنك رافضة تقابلينى او تتكلمى مع حد فينا، ممكن نقعد ونهدي ونتكلم سوا.
ملاك: انا اساسا كنت بفكر اكلمك فى موضوع وكنت مترددة.
فؤاد: ومترددة من ايه انشاء الله.
خالد: ال شفته منك فى الجنينة يخلينى بصراحة اتردد.
فؤاد: جوزك مين، هتجبيه من بره يالا خلينا نقول الكلمتين ونمشى قبل ما ارتكب انا جنايه.
يشير الى صالح بالابتعاد حتى تستطيع التحدث براحه.
صالح بتمثيل وهو يرحل: بعد ما اخدتو غرضكم منى بترمونى، حتى اخويا ابن أمى وابويا بياخد ال عايزه منى ويقفل الباب فى وشى انا اعرف الناس بتاخد شهر العسل وتقضيه فسح مش ده ال واخد شهرين قافل الاوضه مافتحش شباك حتى.
فؤاد بصوت عالى يرفع يده لاعلى: اوعدنا يارب
، ليشير على شئ بالأعلى.
واد يا صالح فى دخان طالع من الاوضه ال فوق دى شكله اخوك بيولع من قرك.
صالح وهو يركض لأعلى: يا باتع.
فؤاد بعملية طبيب: ممكن بقا نتكلم جد وتقوليلى ايه ال مخوفك وليه بعدتى مرة وحده عن خالد بعد ما كنتى مش بتسبيه لحظة وحدة.
ملاك: المستشفى.
فؤاد: مالها.
ملاك: بكرهها مش عايزاها، زمان خدت خالد منى ودلوقتي كمان من وقت الست دى ما جت خالد انشغل بالمستشفى عنى بعد ما كان بيتصل مرة واتنين وتلاته بقا كل فين وفين لما يتصل بيا مش بيسأل انا عاملة ايه؟ ولا بيهتم بيومى ماشى ازاى؟
فؤاد بهمس: الله يكون فى عونك يا خالد.
يعلو بصوته: انتى عايزه ايه دلوقتى يا ملاك.
ملاك: اخلص من المستشفى بأى طريقة مش عايزها اخدت منى أمى وابويا وخالد مش عايزاها.
يخرج خالد من خلفها مغتاظا منها: يعنى هو ده السبب المستشفى، كنتى قولتى وعلى فكرة انا كمان مش عايزاها وبعدين بتقولى مشغول عنى ، ازاى وانتى ال رافضة تكلميني؟ وكل ما اتصل طنط علياء تقولى مش عايزة ترد ولما اجى تقولى لطنط علياء مش عايزة اقابل حد.
ملاك : علشان حسيت انى مش فارقة معاك وسألت عليك كتير فى ألبيت والشركة ومحدش كان عارف عنك حاجه ولا قادر يوصلك ، يبقى يافى المستشفي يا فى بيتك التانى.
خالد بضحكة على غيرتها الواضحة: بيت تأتى ايه بس تعالى هنا انتى وحشانى اوى ضمها بين ذراعيه بشوق، يا شيخة ده انا طالع عينى علشان أعمل ال انتى طلبتيه.
ملاك : ال هو ايه؟
خالد بمكر: افتكرى كده انتى قولتى ايه لحنان.
ملاك: بزهول معقول بجد.
خالد وهو يقبل جبهتها : جد الجد انتى تؤمري وانا انفذ ، انا عاملك مفاجأة هتعجبك جدا .
يكمل بغمزة : ايه رايك تيجى تشوفيها.
ملاك بلهفة: يالا بينا.
لتتذكر كلام علياء والا تذهب إلى اى مكان بمفردهم لتقف مرة أخرى.
خالد باستغراب : فى ايه مش يالا بينا.
تهز رأسها نافية: مش هينفع اروح البيت واحنا لسه فى فترة الخطوبة، خلى كل حاجه مفاجأة ليوم الفرح.
خالد بشك : مين ال قالك كده.
فؤاد وملاك فى صوت واحد: اانطى علياء.
خالد وهو يكاد ينفجر: الصبر يارب.
****
يجلس ممسك بعدة اوراق يتصفحها تغرو عينه بالدموع وهو يقراء ما خط بأحد الاوراق أمامه وجواره زوجته متأثرة بما يقراءه تحدثه بصوت حزين.
الزوجه: هاشم معنى الكلام ده ايه؟ انا مش قادرة افهم؟
هاشم: مش قادرة تفهمي ولا مصدومة ياماجده مش قادرة تصدقي الكلام المكتوب ده.
ماجده: الاتنين ياهاشم امته وازاي عمل كل ده ومش فاكر امه ولاعيالة هيقدروا يعيشوا ازاي وهو نفسه هيقدر يعيش ازاي..
هاشم: اهدي واسمعى باقي كلامه، ليتلوا هاشم ما خط بالورقه.
«جدى العزيز بعد التحية والسلام كتبت الجواب ده وانا متردد كتير حاولت اتصل بحضرتك لكن الكلام خاني واتأكدت اني مش هقدر اوصلك ليه عملت كده.
جدو مرفق مع الخطاب هذا الاوراق الخاصة بنصيبي بالشركة والمصنع انا تنازلت عنها لماما واولادى هم أحق بيه مني، جدو ياريت تسامحنى وتطلب من الكل يسامحنى انا سافرت خارج البلد ومش هرجع غير لما ألقي نفسي واكون الحفيد والابن اللى تفتخر بيه حضرتك وإمي
،أمي أكتر إنسانه أنا ظلمتها في حياتي ظلمتها حتى من قبل ما أجى للدنيا جدو حاولت كتير اكتب جواب خاص ليها هى اطلب منها السماح لكن مقدرتش لقيت رصيدى عندها انتهي مع اني متأكد انها دلوقتي مع ولادى بتشوف طلبتهم ارجوك ياجدوا خاليها تسامحني وتدعيلي وبطريقتك الحنونه كعادتك، بلغها بسافرى.
يوقف قراءة الخطاب يلتفت لزوجته.
هاشم: ماجده نادى على أيه الكلام اللي جاي يخصها ولازم تعرف.
اومت ماجده براسها وخرجت تنادي ابنتها ودلفت وايه خلفها لغرفة المكتب ليبتسم لها والدها ابتسامه حانيه يشير لها بالجلوس يحدثها وهو يقدم لها احد الاوراق.
ايه: مساء الخير يابابا.
هاشم: مساء الفل ياقلب أبوكي، أيه خدي اقري الجواب ده في حاجه تخصك.
ايه: بقلق ونغزة بصدرها، جواب ايه ده هو لسه في حد بيكتب جوابات لحد.
لا تجد تعليق سوى ابتسامه باهته لتسرع بقراءة ما بالخطاب بعينها، تحيد بنظرها تجاه والدها تساله.
ايه: بابا ده من أمير.
هاشم: اهدي يا ايه وكملي قرايه.
تهز راسها بالموافقة وتعيد قراءة الخطاب ليعلو صوتها مع اختناقها بالبكاء.
«ماما انا جرحتك كتير وعمرك ما اشتكتي مني ولا عتبتني عمر قلبك ما اسي عليا ومتأكد ببكاكي وانتي بتقرى الجواب ده زي برة ما متاكد ببكاكي كل ليله ماما ارجوكي سامحني وعوضي اولادى غيابي عنهم وعلميهم الحب والحنان والوفاء لعالتهم، علميهم اللي حولتي سنين تعلمهولي وانا كنت جاحد مقدرتش اتعلمه، كوني امهم وابوهم ممكن اكون اناني في طللبي ده بس أنا متأكد انك افضل من يربيهم ويعلمهم _ ماما ارجوكي خالي اولادى يحبوني لاني مقدرتش ان اعمل ده لان متأكدانهم مسألوش عليا ولامرة من يوم ما غبت عنهم، قوللهم ابوكم سافر ومش هيرجع غير لما يكون الاب اللي تفتخروا بيه، وكل فترة هبعت لحضرتك جواب يطمنكم عليا، لحد ما قدم اقدر اتشجع واتصل بيكم واسمع صوتكم كلكم.
عارف ان في مليون سؤال جواكي اولهم ايه اللي حصل و ليه سافرت، وليه دلوقتي بس بعت الجواب ده واني مسافر بقالي أكتر من شهرين_ سافرت لان حاسيت اني خلاص وجودى في حياتكم اصبح مالوش قيمة، ماما استحالة هنسي نظرتك وانتي وقفه تتفرجي على حنان وهي بين
ادين فؤاد ودموعك نزله ووقت ما شفتني بعدتيها وبصتلي بنظرة عتاب وبنفس الوقت تجاهلتني كانك بتقوليلي ان البكاء ده مش عشان زعلانه لا دي من فرحتك بعوض حنان، بعدت لاني حاسيت ان رصيدي عندكم بقي بلاقيمة، وخصوصا لما شفت نظرة الجفاء في عيون جدى ولما عرفت بخطوبة سمير وأسماء وانا معرفش،انا سافرت وبعدت عشان ألقي نفسي وارجع أمير من اول. وجديد سافرت اتخلص من دياب اللي جواتي واوعدك يا امي في اللحظة اللي هكون فيها أمير هتصل بيكي واطلب من حضرتك السماح.
قبلاتي لحضرتك ولاولادى.
تعاود النظر لوالدها تمد يدها له بالخطاب تحدثه وتتركه وتخرج مسرعه تجاه غرفتها.
ايه: اتفضل يا بابا وياريت اي جواب يجي منه بلاش توصلة ليه، باعت جواب بعد شهرين يطمني عليه وانا كنت بموت طول الفترة اللي فاتت وانا معرفش حاجه عنه هو فاكر ان بكلامه ده هسمحه وبيوصني على ولاده وهو متأكد وعارف اني عمرى ما قصرت معهم ولا هقصر، باعت جواب بيقطمنا فيه اكتر ما بيعتذر، وفلوس ايه وشركة ايه اللي سيبهم لولده، بدل ما يجي يشفهم ويقرب منهم هرب وبعد عنهم بحجج فارغة.
بعد اذنكم انا سايبه الو لاد لوحدهم.
تسرع بخطواتها تجاه غرفتها تدلف اليها وتغلق باب الغرفه وتسند عليه بظهرها تضع يدها على فاها تكتم صوت بكاها
تخطوا تجاه الفراش تلتقط اطار صورة تتمعن النظر بها وتحرك يدها على زجاجها بحنان وشوق تعلو شهقاتها وسط حديثها.
ايه: حرام عليك يابني توجع قلبي بكلامك مين قالك رصيد خلص عندي انا بتقطع من جواتي وانت غايب عني كنت هتجنن واعرف انت فين بتوصني على ولادك اللي هم روحي وبشم رحتك فيهم اه لوتعرف قد ايه اتمنيت اخد الجواب بحضني، وحستني يا امير وحشتني يابني.
******
نزل سامر الشركة مرغما بعد الحاح كلا من محمد وليلى لوجود بعض المشكلات التى لم يستطع صالح شقيقه حلها.
تمر الأيام ينشغل سامر بتلك الأعمال المعطلة وجنة تصمم العودة إلى عملها لينشب بينهما اول شجار لمعارضة سامر للأمر ليقنعه والده أنه بحاجه إليها.
يجلس على مكتبه يحاول يهاتفها منذ الصباح لا تجيب.
سامر بهمس : انا عارف انها مشغولة مع البنات انهاردة انا عن نفسى مكنتش هجى بس ضغط الشغل والهانم تعبانه ومع ذلك أصرت تكون مع ملاك من اول اليوم طب حتى تطمئنى
يطلب رقمها من جديد لا تجيب ، يدخل عليه محمد سريعا.
الحق يا سامر الحق.
سامر: سبنى ف اب انا فيه مش بترد عليا.
محمد : مين دى؟ صالح وليلى ماسكين فى خناق بعض والعمال بيحجزوا ما بينهم.
سامر: احسن يكش يخلصواعلى بعض وارتاح منهم هما الاتنين، اقولك اديهم سكا**كين خلينا نخلص.
نظر محمد له ليضرب كف بالآخر عليه، ليعود سامر بالاتصال عليها من جديد .
هامسا: خلونى فى حالى مع المجنو**نة ال جننتنى معاها دى.
فى الاسفل.
صالح: يعنى ايه مش موافقة على الخطوبة وانا خلاص قريت فاتحة مع ابوكى.
ليلى: ابوكى! ادى آخرة قعدتك مع العمال وسهرات المزاج معاهم.
صالح: لما انتى متابعه خط سير يا جميل مش موافقة تقلانه ليه ومش موافقة على الخطوبة اومال لو قولت كتب كتاب وفرح، ده سامر اخويا الابيض كتب كتابه فى عشر دقايق.
ليلى بصوت هادئ اقتربت منه: صالح انا لسه مش مهيأة دلوقت لجواز وأسرة أرجوك افهمني.
صالح: انتى قصدك ايه؟
ليلى بدموع تحاول السيطرة عليها: فى حاجات انت متعرفهاش عنى انا خايفة بعد ما اتجوز واخلف أظلم اولادى ومكنش قد المسئولية، حاجات ما تنفعش تتقال ولو سمحت سبنى فى حالى.
صالح : مين قالك أنى معرفش حاجة انا عارف عنك كل حاجه بداية من موضوع مامتك ال انتى خايفة منه وانك فى يوم تبقى زيها احب اقولك انك يستحيل تكونى زيها.
تنظر له باستغراب ليكمل هو : لو على الانتكاسة والمخدرات فاللى انتى مريتى بيه انا كمان مريت بيه، وافقى يا ليلى ومش هتندمى ، أوعدك انى هكون جوزك وطبيبك وصحبك.
تعالى ندى لبعض فرصة نتخطب ، قدرتى اغير الفكرة دى عندك وتحبينى زى ما بحبك نكمل مع بعض ، مقدرتش يبقى نسيب بعض واحنا أصدقاء.
ليلى: افهمني يا صالح.
صالح: افهمينى انتى اطلعى من كل ده انتى تستحقى تعيشى ويالا بينا احنا اتاخرنا على ملاك تلاقيها قالبه الدنيا عليكى.
تضرب على جبهتها: اخ انت السبب نسيتنى فى حاجة مهمة ملاك طلبتها منى يالا بينا بسرعة.
محمد ينظر باثرهم ببلاهه : هما مش دول ال كانوا متخانقين من شوية صحيح الحب بهدله بس اكيد دول مجانين والواحد المفروض ما ياخدش عليهم.
فى فيلا كارم بعدما أصرت علياء أن يتم تزيين الفتيات بالبيت وان تحضر الفتيات وسيدات عيلة الخديوى جميعا، حيث توطدت علاقه سيدات عيلة الخديوى وناهد وكونوا فيما بينهم جمعية نسائية حضرت معظم العضوات حضرن الوليمة وقد اعدتها علياء مخصوصة على شرفهم يتسامرن ويضحكن حتى مر وقت طويل، توزع فيه السيدات نصائحهن على الفتيات
تدلف عليهن ليلى معتذرة عن التأخير تحمل بيدها كيس مغلف كبير اقتربت منها ملاك بسرعه تهمس لها : مش قولتلك توديها لخالد على طول بنفسك وقوليله ما يفتحهاش غير لما ابقى معاه،.
ليلى: سورى يا موكا من استعجالى انا قولت اتاخرت عليكم انتى ازاى لسه مالبستيش وانا جايه على هنا شايفة المعازيم بدام يجوا.
ملاك شاهقة: اخدنا الكلام ونسينا الفرح، تنادى على الفتيات بسرعة ليتجهزن
بعد وقت قليل تقدم موكب العرس باتجاه فيلا الخديوى وهناك فرقة موسيقية تتقدمه زفة تتقدمها الخيول، وراقصة تنورة وكل عروس بيد والدها
عادل يمسك بيد اسماء وكارم بيد ملاك، عامر بيده حنان وخلفهم باقي المدعوين يسيرون في موكب بهيج من فيلا ابو المكارم لفيلا الخديوى يدلفن على اصوات الموسيقي والمزمار البلدى حيث يتقدم موكب الشباب فرقة موسيقية يسير الثلاثه معا بحزاء بعضهما سمير وخالد وفؤاد يقفوا عند الباب الخارجى للحديقة ينظروا في تحاة موكب العرائس بفرحه عامرة ليتقدم سمير اولا يقبل عادل وطمئنه على اسماء وانه سوف يضعها في عينه، ويسرع بدخول الفيلا متجها للمكان المخصص لهم وسط موسيقى اختارها سمير معبرا عن عشقة لاسماء، ثم يتقدم خالد يمد يده لملاك ويقبل جبينها بعد عناق كارم له وتوصيته عليها، ويتجه خالد بملاك في
مكانهم المخصص، فؤاد يذهب وعيناه لا تفارق تلك حنان بسعادة فقد ارتدت فستان سهرة ابيض وحجاب يزين وجهها بنفس لون الفستان ونفس التطريز، يمد يده لحنان حتى يدلفوا الي مكانهم المخصص لها ليرفض عامر.
عامر : لما نكتب الكتاب الاول يا دكتور يبق تمسك ايديها برحتك
فؤاد: يلا بينا بسرعه عشان انا تعبت
عامر: مستعجل كده ليه صبرت تلات شهور دول مش قادر تصبر تلات دقايق،
فؤاد: تلات شهور وخمس ايام وعشر ساعات مع ان ده مخالف لاتفقنا بس اعمل ايه في تحكمات سي خالد وكياسة السودة
عامر: قصدك ايه
فؤاد مقصديش حاجه ابوس ايدك بسرعة على المآذون.
تمت
