رواية غلطه وندم
الفصل الثاني والعشرون22
بقلم مروة محمد
من خلال وضع نفسك مكان الاخرين، وتخيّل ما ستشعر به في حال كنت أنت الشخص الذي لم تتمّ دعوتك.وها هي ثراء تشرب من نفس الكأس الذي أرادت أن تسقي به غاده يوما ما.
نظرت اليه ثراء ووجدت في عينيه أنه أعلن الحرب فأغمضت عينيها بتعب لتوهمه أنها دخلت بحاله اغماء.استمعت ثراء الي كلمات شريف عن خطبته والاستعداد لزواجه ليدور برأسها فكرة استمالته من جديد فأوهمته أنها دخلت في حاله اغماء ....أما عنه فقام بحملها ووضعها علي الاريكه وذهب ليأتي بزجاجه عطره التي تنفر منها حتي من قبل الحمل...قربها من أنفها بقوة لتنتفض وترفع رأسها تسعل من رائحتها ليبتسم بسخريه قائلا
=ليه يا ثراء....بيغمي عليكي ليه...المفروض تفرحي...ان في واحده هتشاركني فيكي...وترتاحي من رخامتي...ولو ان يعني هفضل هنا في نفس البيت.
دلف في هذه الاثناء ذكي وشاهد بعينيه ثراء وهي ممدده علي الاريكه تضع يدها علي رأسها وتعض علي شفتيها بغيظ شديد ليتأكد ان ما استمع اليه من شريف حقيقي وأنه سوف ينفذ تهديده بالزواج من أخرى ليندفع قائلا
=مش قلتلك شريف مش بيهدد يا ثراء...شريف بتاع تنفيذ وانتي استهترتي...وفكرتي طالما غاده رفضت يبقا مفيش بديل...عرفتي ليه قولت ليكي سايسي أمورك.
أخذت ثراء تهز رجلها بعصبيه قائله
=عرفت...ومفيش داعي لكلامك ده...اللي حصل مجرد خطوبه...قرشين حلوين للبرنسيسه اللي رضت تتجوز واحد متجوز... واكيد هي محتاجه علشان كده رضيت بيه.
نظر اليها شريف بحقد قائلا
=مفيش حاجه اسمها قرشين حلوين...ده هيبقي جواز ورسمي...وهنا في بيتي هيكون كتب الكتاب...والعروسه هتعيش معايا هنا...وهيبقي ليها جناح زيك بالظبط.
تنهدت ثراء بتعب ووضعت يدها علي رأسها بندم قائله
=كل ده هيتعمل علشان حته بنت لا طلعت ولا نزلت...وأنا ثراء بنت خالتك تعمل فيا كده...ليه ان شاء الله...اسمع لما أقولك...انت تشوف ليها أي شقه صغيرة تقعدها فيها وتبقي جوازة والسلام.
نظر اليها بقوة وهو يفرك رأسه باستمتاع من ذلها قائلا
=وأبعد عنك يا ثراء ...وعن ابننا...يعني أيام ما أكون هناك مع عروستي تبقي انتي لوحدك...لا مقدرش...وبعدين بلاش كلمه جوازة والسلام دي يا حبيبتي لأحسن ديما بتقلب بجد زى شهاب وغاده.
حاول ذكي استرضائه فترجاه قائلا
=طب فكر تاني يا ابني..انت عارف انها طايشه وكانت مفكراك بتهددها وخلاص...بس أهي قلبت بجد وخافت...بلاش يا ابني وحاول تعتذر للبنت.
نظرت ثراء الي والداها بحقد قائله
=انت السبب في كل اللي بيحصل معايا ده...انت علشان الفلوس بعتني له...وقعدت تقنعني أتجوزه...أهو ده نتيجه طمعك وجشعك....كنتي سبني أتجوز شهاب.
توجه اليها شريف وهو ينظر اليها باستهزاء وتعالي يضعه يده علي كتفيها يرفعها قائلا بصوت كفحيح الافعي
=مفيش شهاب...ولو كان فيه...كنتي هتبقي زوجه تانيه...لأنه كان رايح يخطب غاده يوم صباحيتنا حتي من غير ما يعرف انك اتجوزتي.ارضي بنصيبك اللي ربنا كاتبه يا ثراء وكفايه الدنيا ضحكت ليكي زمان مش هتضحك ليكي علي طول.
ابتعدت برأسها وأشاحت بوجهها الي الجانب الاخر تنظر الي الفراغ بيأس وندم
في النادي نظرت زهيرة الي فريال لكي تعطيها الشجاعه ترد علي زوجه غانم قائله
=انتي حضرتي..مش كنتي بتقولي بصيف في الساحل...ولا البيه المحترم جوزك باعتك تراقبينا...عموما زهيرة عرفت من جوزك اللي أنا كنت بخططه ليهم وخلاص اتراضينا أن سعاده ابني فوق كل شئ...أحب أعرفك بالباقي...حياة هانم مامت شريف وطبعا عارفه شريف...والتانيه تبقي حماة شريف المستقبليه عقبال اولادك يا حلوة.
نظرت اليها زيزى بدهشه قائلا
=ايه ده...مش كنتي هتجوزيه غاده وتخلصي منها...يالا خير كل حي بياخد نصيبه....مع اني شايفه شريف بيظلم نفسه أوى بقا بعد ثراء بنت الحسب والنسب ياخد بنت دي.
دلف في هذه الاثناء شريف ونظر الي زيزى نظرات من أعلي رأسها الي أسفل قدميها وهو مقبلا علي حياة وهاجر مقبلا يديهم وهو يقول
=أنا بلغت ثراء النهارده بخبر جوازى...وبلغتها كمان اننا هنعيش في نفس الفيلا...أظن حماتي كده فرحانه لأني نفذت كل شروطها...ما هو مش معقول بنت الحسب والنسب تعيش في وضع أقل من ثراء.
جاء أيضا شهاب ليصطحب فريال وزهيرة الي البيت وقام بمصافحه الجميع عدا زيزى لأنه تأكد انها زوجه والد غاده ثم نظر الي شريف ليريها أنه علي علاقه جيده به فقال بحب
=ايه يا شريف هي الجوازة الجديده بتحلي ولا ايه....ما كان من الاول....بس يالا الواحد مش بيتعلم ببلاش...مبروك عليك العروسه القمر... الا قوليلي يا ماما زهيرة مش ملاحظه حاجه
قطبت زهيرة جبينها قائله
=حاجه حاجه ايه...اهاااااا....ههههههه...يخرب عقلك يا شيبو...عروسه شريف الجديده شبه مراته...يا أخويا انت بتقع في ملكات جمال....حظك حلو.
أشارت حياة لشهاب أن يذهب الي عندها لتربت علي يده قائله
=شهاب....أنا بشكرك جدا علي أخلاقك وكرمك في التعامل معايا أنا وشريف...خصوصا بعد اللي حصل بينكم..,اتمني تحضر فرحه انت وغاده....ثم التفت نحو فريال قائله
=ومش هقبل اعتذارك يا فريال لازم تحضرى وتشوفي ذكي بعد اللي عمله فيكي زمان وهو بيحرمك من قرشين تمشي بيهم حالك.
اتسعت حدقه عين فريال قائله
=بتقولي ايه؟
ابتسمت حياة بسخريه قائله
=اللي سمعتيه...تعالي يا فريال ...هتتبسطي وهتتفاجئ وهتعرفي انك ربيتي راجل بصحيح.
ربت شهاب بيده الاخرى علي يد حياة قائلا
=طبعا هحضر....انتي ناسيه ان العروسه والدها متوفي وملهاش اخوات....وكان والدها صاحب والدي...فبالتالي لازم أكون ولي أمرها.
هنا اجتمعت المعلومات لدي غصون ابتعدت عنهم وتركتهم تتوعد اليهم بافشاء الاسرار...أما عنهم ابتسموا لبعضهم البعض تتعالي ضحكاتهم لنجاحهم في عدم ذكر اسم هاجر أو نورسين
ذهبت زيزى الي غانم وأخبرته بكل شئ سمعته في النادي والذي سرعان ما هاتف ذكي وأخبره بكل شئ ليتوجه ذكي الي ثراء بكل حنق قائلا
=عجبك كده...الموضوع طلع حقيقي...البيه هيتجوز بنت واحده صاحبه أمه ...لا وكمان أبوها صاحب جوز عمتك...لا وعمتك معاهم....
ابتسمت ثراء بسخريه قائله
=حلو أوى أنا كده اطمنت...طالما عمتي معاهم... يبقا الموضوع فاشل وبكره أفكرك... عمتي هتلعب لصالحنا...مش ضدنا أنا متأكده من كده.
شفق ذكي علي غبائها قائلا
=خليكي عايشه في وهم ان عمتك هتساعدك زى ما ساعدتك زمان...يا بنتي فوقي...عمتك اتغيرت خلاص...بقي يهمها راحه ابنها وسعادته...زى ما انا دلوقتي بدور علي سعادتك لقدام...علشان خاطرى حاولي تعملي حاجه تمنعي بيها جوازة شريف...البت اللي هيجوزها غنيه مش فقيرة زى ما احنا فاهمين.
نظرت اليه ثراء بلامبالاة وتركته وصعدت الي غرفتها لا يهمها ما سوف يحدث في الايام المقبله
بعد مرور أسبوع من الترتيبات لعقد قران شريف أخذ شهاب يحاول مع غاده اقناعها بضرورة حضور كتب الكتاب وهي ترفض تماما لا تريد أن تشاهد ثراء وهي تسقي من نفس الكأس الذي شربت منه منذ أربعه شهور ....ليله عقد القرآن طفح الكيل لدي شهاب فزفر بحنق قائلا
=استني بس يا غاده...انتي يا حبيبتي مش هتعملي حاجه انتي بس هتتفرجي عليها...زى ما هي اتفرجت عليكي وانتي بتنهارى...انا وعدتك أنتقم من كل اللي أذوكي.
نظرت اليه غاده باستغراب علي تغيير شخصيته ودوافعه للانتقام لتنهره قائله
=وعد..وعد ايه يا شهاب....وعد اني أشمت في الناس...مستحيل أشمت في حد....وبعدين احنا ساعدنا ماما حياة وساعدنا نورسين الباقي بقا هما حرين فيه.
وضع شهاب يده في جيب بنطاله قائلا بثقه
=وعدتك..اني أنتقم من ثراء..ومن أبوكي...وبعدين دي رغبه ماما حياة...لازم تحضرى يا غاده...وبعدين الموضوع كله يخص خالي أكتر ما يخص ثراء.
أخذت غاده تفكر كثيرا في الامر تتمني أن يحدث في غانم مثل ما سوف يحدث لذكي وهو التعرض للذل والندم علي تركهم لبناتهم وتفضيل الغير عليهم لتجد شهاب يضغط عليها بالموافقه قائلا
=قولتي ايه يا غاده...نورسين كمان عايزاكي...هتطمن لما تشوفك...اتفرجي عليها وحقها بيرجع واتمني ان انتي كمان ربنا يرجعلك حقك.
ظلت غاده متردده تارة توافق وتارة تغير رأيها بأخر لحظه الي أن ربت شهاب علي ظهرها قائلا
=كملي جميلك يا غاده مع ماما حياة ونورسين...وتعالي نروح مش هنخسر حاجه...وبعدين نورسين هتظهر في أخر لحظه هي ومامتها.
ردت عليه غاده بخوف قائله
=طب ما أظهر معاهم في اللحظه دي...بلاش أرجوك أبقي في المواجهه من الاول...ومش يمكن ثراء تتواقح معاك قدامي...ساعتها ممكن أفضح الدنيا.
وضع يده علي وجهها قائلا
=معايا مش هسيبك...مش معقول هسيبك تظهرى في الاخر....ولو فرضا اتواقحت..أنا هعرف أوقفها عند حدها....وكفايه عليها اللي هتشوفه.
🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃🏃
جاء يوم عقد القرآن وكان أصعب يوم بالنسبه لغاده فهي تكره المواجهات والمشاحنات قامت بارتداء كنزة سوداء يصل كمها الي كوع يديها وارتدت تحتها بنطالا واسعا من الشيفون الاسود وفردت شعرها لتغطي به عينيها لأنها لا تريد رؤيه أي شئ ...نظر اليها شهاب وتوجه نحوها وأخذ يرفع خصلات شعرها خلف أذنها وينفخ في عينيها بهدوء لترمش كثيرا وتنصهر بين يديه وهو يقول
=برضه هخليكي تشوفي بعينك كسرتها قدامك...مش هسمح انك تخبي عيونك الجميله دي...بس بصراحه عجبتيني انك نقيتي لون أسود..
عضت غاده علي شفتيها وارتبكت قائله
=احتارت ألبس ايه...قلت مش معقوله دي مناسبه يتلبس فيها لون مفرح...والله أنا حاسه اني راحه عزا....وكمان مش ممكن اليوم ده هيعدي علي خير.
ابتسم شهاب بحب قائلا
=غاده متخافيش...انتي محسساني ان الموضوع يخصك..انتي يا قلبي ملكيش دعوة بحاجه...انتي متفرجه وبس...اتفرجي وانبسطي...ولو حبيتي تقولي ليها كلمتين قولي ده حقك.
غاده بحنق
=شهاب وده وقت كلمتين...كان زمان وجبر...كنت بتكلم وبقول حكم...دلوقتي أنا مش عايزة أشوفها أساسا...لا في قوتها ولا في ضعفها.
تعالت ضحكات شهاب قائلا
=تمام أوعدك ان دي أخر مرة تشوفيها فيها...الا بقا لو انصلح حالها وبقت كويسه...ساعتها هنضطر نشوفها كتير...ادعيلها يا غاده انتي قلبك أبيض.
💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃💃
تنهدت غاده وهزت رأسها باستسلام وتوجهوا الي فيلا شريف وأول ما دلفوا وجدوا ذكي يجلس واضعا يده علي وجهه ليتنحنح شهاب ويرفع ذكي رأسه قائلا بلوم وعتاب
=بقا بعد ما ربيتك واعتبرتك ابني...جاي تقف ضد بنتي...وكل ده بتنتقم منها علشان رفضتك...ما هي رجعت ليك تاني...وقعدت تبيع وتشترى فيها.
أخذ شهاب يصفر ويدندن وهو محتضنا لخصر غاده بتملك أمام ذكي الذي ندم أنه لم يعطيه ثراء يوما ما.... ليتحدث شهاب قائلا بجمود
=مين اللي باع يا خالي...مش انت...ومين اللي اشترى...أنا طبعا....بس اشتريت غاده...مش ثراء...
هبطت ثراء من فوق الدرج قائله بتعالي
=ده اللي بتحاول تفهمه لغاده يا شهاب....علشان خايف لتسيبك...بس خلاص متخافش....شريف خلاص هيتجوز....فخليك صريح حتي مع نفسك.
أخذت دقات قلب غاده تتعالي صعودا وهبوطا تنظر اليه بلوم وعتاب علي اجبارها الحضور ليبتسم اليها ويوجه حديثه الي ثراء قائلا بلهجه دبت الرعب فيها
=مش صحيح...الصحيح اني كنت مخنوق منك ومن تصرفاتك....عمرى ما كنت راسم اني أتجوز واحده زيك...بس عايزك تعرفي حاجه انك مش كويسه ولذلك لا أنا ولا شريف طايقينك.
عجزت عن الرد عليه لتنطلق غاده قائله
=مش كده وبس....يوم كتب كتابنا كله كان تمثيل عليكي علشان يحميني من جبروت أبويا اللي عرف انك هتوصلي وتبوظي الجوازة...في نفس الوقت كان معروض عليه جوازة أحسن من جوازة شهاب وكان هيجبرني عليها...يا شيخه احمدي ربنا ان أبوكي في صفك مش عمال يبيع فيكي.
رفعت ثراء يدها لتصفع غاده لولا أن شهاب أمسك يدها ينحبها أرضا بكل قوة قائلا بحقد
=لو فكرتي في يوم تاني هتعمليها هتشوفي مني وش عمرك ما شفتيه يا ثراء...كفايه أن أبوكي شايفك ومش عارف يردك ويخليكي تعدلي عن اللي في دماغك.
نكس ذكي رأسه أمامه فهو يعلم جيدا أن شهاب لديه الحق فيما يقوله عن تقصيره في تربيه ثراء
أزاحت يدها وذهبت بعيدا لتجلس بمفردها تتأكل من الغيظ تود أن تحرق الفيلا بأكملها لا تريد أن ترى نظرة الشماته في أعين أي أحد
...جلست غاده تزفر بحنق تقول له بتعب
=احنا ايه اللي خلانا نيجي...عجبك كده...قولت ليك بلاش..انت اللي أصريت..مبسوط أوى وهي عماله تحرق في نفسها وتحرقنا معاها؟
كتم شهاب ضحكاته قائلا
=متقدرش...هي نفسها الصراحه تولع في الفيلا...ويمكن تعملها...بس أنا مش خايف...عارفه ليه...لأني هموت والع في حبك...يا غاده القلب.
لتتعالي ضحكات غاده فجأة من جراء كلماته المرحه لينظر كلا من ثراء وذكي لها باشمئزاز وكادت ثراء أن ترد عليها لولا دلوف حياة علي الكرسي المتحرك ترتدي فستانا أسود أنيق مرصع بحبات االلؤلؤ الأبيض لتتحدث بسعاده بالغه وتقول
=يااااه وأخيرا رجعت بيتي من جديد...كنت مفكرة مش هرجعه تاني...ده حتي شريف من ساعه ما نزلت مصر وهو بيتحايل عليا أرجع بيتي...بس حلفت اني مش هرجع الا لما عروسته الجديده تنوره معايا.
توجه اليها شهاب يجلس علي عقبيه يقبل يدها قائلا
=نورتي بيتك يا ماما حياة...طب كنتي شرفيني في بيتي أنا وغاده....باعتبار انك صاحبه حماتي....ولا تيجي علي الغدا وبس...عموما بيتي مفتوح ليكي اقامه وغدا وعشا.
ابتسمت حياة بحنان قائله
=شكرا يا ابن الاصول...كفايه وقفتك جمبي واحنا بنختار العروسه المناسبه لشريف ابني...عمرى ما هنسي انك حكمت عقلك وشفت الصح فين ووقفت جمب الحق.
نهض شهاب ونظر الي ذكي بجمود قائلا
=ايوة حضرتك قلتي في كلامك حاجه مهمه...اني شوفت الصح فين ووقفت جمب الحق....لأني عمرى ما هشوف حق حد بيضيع وهسيبه.
اندهش ذكي وثراء لحديثهم وعلاما يلمحون لتنظر حياة الي ثراء بحزن قائله
=اوعي تفكرى يا ثراء انه سهل عليا أعمل فيكي كده...أبدا ده صعب جدا...خصوصا بعد ما أمك وصتني عليكي...بس صعب برضه أشوفك مأخدتيش منها ولا صفه وأسيبك تدمرى الباقي فيكي.
لينظر اليها ذكي بتعالي قائلا
=هي عملت ليكي ايه يعني...أمرتي تتجوز شريف واتجوزته...بس ابنك قاسي طالع ليكي....عاملها أسوء معامله خلاها تهرب وتطلق منه.
حركت حياة الكرسي الخاص لديها الي أن وصلت الي ذكي قائله له بحقد وكره
=لا ابني كان مدلعها أخر دلع...هي اللي كفرت من ساعه ما عرفت ان غاده هتتجوز شهاب...نزلت تبوظ جوازتهم..اطلقت وهي حامل .
نظر اليها ذكي بجمود قائلا
=ماشي يا ستي هي أغنيه....وخلاص اتعاقبت ورجعت ليه وعرفت ان الله حق....لزومها ايه بقا انه يتجوز عليها...هو مش كان بيدوب فيها زمان؟
أخرجت حياة من حقيبتها المستندات الخاصه بورقه الزواج العرفي لذكي وشهاده ميلاد نورسين وأعطته اياها قائله باستهزاء
=أيوه كان بيدوب فيها...زى ما انت كنت بدوب فيها زمان وفي غيرها....بس يا ترى بعد ما تشوف الاوراق دي....هتدوب في مين يا ذكي؟
ارتجف ذكي منذ لحظه رؤيته للأوراق المطويه بين يديه لتظر غاده الي شهاب بخوف قائله
=هي مش دي الاوراق بتاعت الجواز العرفي وشهاده ميلاد نورسين...بس ليه ظهرتهم دلوقتي...كانت تستني لما تظهر نورسين وأمها.
ابتسم شهاب باقتناع أن هذا الحل الامثل وهمس الي غاده قائلا
=ده أحسن وقت...هو من اللحظه دي هيفكر....وهيستنتج ان العروسه هي نورسين...بدل ما وقت الصدمه ينكتب الكتاب وهو لسه في صدمته
انتبهت ثراء لهمهمات غاده وشهاب والي انهيار ذكي ذهبت نحوه لترى الاوراق ولكنه منعها فذهبت الي شهاب قائله بتساؤل
=شهاب ...انت تعرف حاجه عن الاوراق اللي في ايد بابا...وايه علاقه الاوراق بجوازة شريف التانيه....هو هيتجوز بنت وزير وانا مش واخده بالي.
أزاحتها غاده ووقفت في المنتصف بينها وبين شهاب كحائلا تقول
=العروسه الجديده....زيك بالظبط في الشكل ...وحتي في المستوى الاجتماعي والمادي...الفرق انها عندها أم وانتي عندك أب....ايه رأيك جوزى أبوكي لأمها وتبقوا أسرة في بعضيكم.
ابتسم شهاب وكتم ضحكاته قائلا
=اسكتي يا غاده لتضربك..ثراء قويه ومفتريه...والله أنا خايف علي العروسه الجديده....بس الشهاده لله يا ثراء لا تقل عنك في العنف...تقوليش تؤام.
أفاق ذكي من شروده فوجد ثراء تقف نحو شهاب وغاده فخشي أن تعلم حقيقه الامر فهتف قائلا
=ممكن تسيبوني مع حياة لوحدنا....في كلام كتير مرت عليه سنين ولازم يتقال...أعتقد أن الاوان...خلينا نصفي الحسابات سوا....اطلعي انتي يا ثراء أوضتك.
نظرت اليه ثراء بخوف قائله
=انت ايه اللي غيرك كده...وايه الورق اللي في ايدك ده...هو في ايه بالظبط وايه الالغاز دي... ايه علاقه الورق ده بجوازى...وبشريف؟
نظر اليها ذكي بجمود قائلا
=خلاص يا ثراء....متخافيش شريف مش هيتجوز....أنا هخلص الليله دي...بس اوعديني تهدي بقا وتفوقي لبيتك ولاولادك ولجوزك...
نظر شهاب لغاده وجدها متوتره فربت علي يدها قائلا
=متقلقيش بقا....كل حاجه هتتحل دلوقتي....هو لسه قايل أهو...هيخلص الموضوع....أرجوكي يا غاده,...أنا عارف اني غلطت اني جبتك.
اخذت تنظر اليهم ثراء ببلاهه لا تفهم شئ الكل يفهم فيما عادا هي فصرخت قائله
=أنا بنتك ولازم أعرف الورق ده في ايه....انتي مخبي عليا اي...هما ممضينك علي حاجه....ولا أنا مش بنتك.....يعني شهاب وغاده يعرفوا وأنا لا؟
نظر اليها ذكي بقوة قائلا
=ثراء ...دي حاجه متخصكيش...اللي يخصك انك تخلصي من جوازة شريف الجديده....والورق اللي معايا ده كفيل يخلصك منها.....ريحي انتي نفسك بس.
نظرت ثراء الي شهاب برجاء قائله
=شهاب....قولي انت الورق ده في ايه....أرجوك...وأنا أوعدك خلاص هشيلك وهشيل غاده من دماغي خالص.. أنا خلاص هعيش لبيتي ولجوزى ولابني بس أفهم.
ابتسم شهاب بسخريه قائلا
=بعد ايه يا ثراء...بعد ما كسرتي بخاطر غاده وكسرتي فرحتها ....تعرفي ان جرحك لسه معلم في قلبها....قلبها النضيف اللي كان مخليها ترفض تيجي النهارده.
🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩🤩
كادت أن ترد عليه لولا دلوف شريف ومعه نورسين متبطأة ذراعه ومن خلفها والداتها ووالده شهاب لتشهق بصدمه وهي تجد شريف ينظر لها بكل قوته قائلا
=وأدي يا ستي عروستي الجديده...زيك تماما...نفس درجه الجمال...نفس درجه الحسب والنسب....بس الفرق انها عقلت....أما انتي هتفضلي طول عمرك غبيه.
صرخت ثراء باحتجاج قائله
=مش هيحصل يا شريف.....مينفعش أساسا....انت اللي غبي واختارت غلط....انتي مش عارف دي تبقي مين..وانت يا شهاب دي كانت بتساعدني أوقع بينك وبين غاده.
نظر اليها شريف باستهزاء قائلا
=محدش يقدر يقولي مينفعش أعمل ايه.. أنا حر...وبعدين كلنا عارفين الخطه الزباله بتاعتك....وده أكبر رد عليها....علشان تعرفي تمشي بمبدأ عدو عدوك صديق.
نظر اليها شهاب بقوة قائلا
=باقي بقا رأيك انت يا خالي...يا ترى هتقف في طريق شريف وتمنع الجوازة زى ما قلت من شويه....ولا نطلق ثراء منه ونجوزه نورسين.
طأطا ذكي رأسه للأسفل قائلا بذل
=أنا همنع الجوازة دي....لأنها هتكون باطله....لأن نورسين أخت ثراء....أنا كنت متجوز هاجر عرفي قبل ما أتجوز ام ثراء....ولما عرفت انها حامل جوزتها واحد كان شغال في مصنع حمايا.
انهارت ثراء أمامهم وجلست بتعب قائله
=مش ممكن مش معقول....أنا شكيت فيك وحاولت كذا مرة ألمح يمكن تقولي....لكن عمرى ما كنت أتخيل انك بالظلم ده....انت تعمل كده؟...أكيد ده كله كذب
أعطاها الاوراق التي بين يديه وقال بانكسار
=هقولك كل حاجه...زمان كنت بحب هاجر بس كانت فقيرة وأنا انسان طموح اتجوزتها مكنش ليها
أهل....قلت أقضي معاها يومين ولما أزهق أسيبها عرفت انها ليها صاحبتين واحده متجوزة والتانيه لسه وأبوهم عنده بيتين ومصنع لفيت وراها زى التعبان واتجوزتها قبل فرحي عليها جت أم نورسين وقالتلي انها حامل طردتها وهددت أفضحها قدام اصحابها خافت واختفت بعدها رجعت بنورسين وقالت انها مش خايفه وهتفضحني جوزتها واحد كان شغال في مصنع جدك واندفن السر لغايه ما الراجل ده مات جت هددتني تاني قلتلها أعلي ما في خيلك اركبيه معرفش عملت ايه بس أمك تعبت بعدها وماتت وهي سكتت بس دلوقتي أنا عرفت كل ده اتفتح ليه تاني.
أخذت ثراء تهز رأسها برفض ترفض ادخال كل هذا بعقلها ليتحدث شريف بشده قائلا
=ايه مش مصدقه صح...وكنت مفكراني ان أنا اللي وحش بس..طلع أبوكي ما شاء الله جه عليكي وعلي مراته وعلي الزوجه الاولي وعلي بنته التانيه.
نظرت ثراء الي شهاب تستعطفه ليبتسم بسخريه قائلا
=أنا أسف يا ثراء...أنا ياما نصحتك...تكوني انسانه كويسه...بلاش ليا وبلاش لشريف....لنفسك علي الاقل...بس للاٍسف انتي ركبتي راسك.
نظرت ثراء الي ذكي قائله بتعب
=انت هتعمل ايه دلوقتي...هتعترف بيها ...ولا تحب أنا دلوقتي أطلب الطلاق وأخلصك من الفضيحه اللي انت عملتها زمان....ما هو أنا لازم أدفع نتيجه أخطائك.
تعالت ضحكات شريف قائلا بسخريه
=بقا أنا عامل الليله دي كلها علشان تطلقي...لا يا حبيبتي ومش حبا فيكي ...أنا عامل الليله دي مساعده مني لنورسين ووالداتها...اللي لازم أبوكي يعترف بيهم...والمأذون اللي كان هيجوزني هيجوزهم هما...وتاني يوم هتتنسب نورسين لأبوكي.
نظرت ثراء الي ذكي برجاء قائله
=هتعمل ايه يا بابا...أتمني تكون عادل وتعقل الامور...مش علشان أنا مطلقش....لا لأن ده فعلا حقهم....وكده يبقا جبت حقي أمي اللي ماتت مقهورة.
ابتسم شريف بسخريه قائلا
=لا والله....شكلي هصدقك يا ثراء وأحن عليكي....أصلا أنا كنت هتجوز ....بس أنا قلت أوقع السيد الوالد ده في الفخ...وبعدين أرتب أمورى.
نظرت اليه ثراء بلا مبالاة قائله
=انت حر....اعمل اللي تعمله...ولو عايز تطلقني علشان تتجوز نورسين...معنديش أي مانع..بس بابا يعترف بيها الاول...لاني بصراحه مش ضمناه.
رد عليها شريف بقوة وبشر قائلا
=نورسين...طب ياريت توافق...بس للأسف هي بتحب واحد تاني ومخلصه ليه....بتحسر علي حالي الكل حب واتحب ولقي الاخلاص في حبيبه....
نظرت ثراء الي حياة نظرة لوم وعتاب قائله
=وانتي يا خالتي هونت عليكي للدرجه دي...متلقتيش غير الطريقه دي اللي تاخدي حقك من بابا...بعترف اني غلطت كتير بس كان ممكن تعملي زى عمتي تحتويني وتحتوى غلطي وترديني.
ثم ابتسمت بسخريه وهي تنظر الي فريال قائله
=ولا ايه علي ايه بقا...عمتي اللي كانت بتحتويني جايه تشمت فيا.
نظرت فريال الي ثراء بحزن قائله
=أنا عمرى ما أشمت فيكي...انتي عارفه كنت بحبك قد ايه وكنت بفضلك علي اولادي...بس انتي وأبوكي كنتوا فاكرين اني مهتمه بالفلوس بس.
وبصوت يحمل في طياته الندم استطردت قائله
=وفضلت معاكي وكنت هخرب بيت ابني...لمجرد انك تبقي معاه بس لما شفت ابني ما بين الحياة والموت...افتكرت وقتها انك هتهتمي بشهاب وبمصلحته.
ثم ابتسمت بسخريه قائله
=لكن لقيت كل همك تجرحي غاده..حتي ولو علي حساب ابني...ولو هيحصله ايه فضلتي وراه وتستغلي اي فرصه عشان تفكريه حتي لو حالته هتتاخر ويضر ساعتها قارنت بينك وبين غاده هي بتعمل اي عشانه وانتي بتعملي وساعتها عرفت ان مصلحة ابني في الأول وحياته اهم وقفت قصادك ومش همني حاجه ومع ذلك قلبي هيتقطع عشانك لكن انتي مسكينه باللي في دماغك دايما يهمك مصلحتك و شايفه أن كل الناس جايه عليكي
حزنت غاده لما استمعت اليه من كلمات فريال لثراء...ونظرت صوبها نظره حزينه...نظر شهاب الي والداته نفس نظرة غاده اليها ليتوجه بأنظاره الي غاده ليجدها تبكي بكاء خفيفا ليقوم باحتضانها من خصرها ليشعرها أنه بجانبها وان تتناسي أي شئ في مقابل وجوده.
أما عن ثراء لم تتأثر بأي كلمه قالتها فريال ونظرت اليهم جميعا بسخريه
ابتسم شريف بسخريه قائلا
=حابب أقولك علي حاجه...أمي قالتلي انك ليله طلاقنا عرفتي انك حامل...ومع ذلك سابتك تفكرى...ولما صممتي هي اللي خلتني أطلقك...غير اننا عرفنا انك حاولتي تسقطي الطفل.
جحظت ثراء بعينيها وتوالت الصدمات عليها ليتبعه شهاب عندما تعالت ضحكاته قائلا
=ومش كده وبس...دي اتصلت بيا وعرفتني كل حاجه عنك وعن سبب طلاقك وعن حملك....واتفقت معايا ان أنا أمثل عليكي وأوهمك اني هتجوزك.
ليجحظ شريف بعينيه مما سمعه من شهاب عن معرفته بكل شئ
نظرت ثراء الي حياة باندهاش لما تفعله هذه المرأة وهي جالسه علي كرسي متحرك لتسمعها تقول وهي تنظر الي شريف واليها بكل ثقه
= أنا وشهاب ايد واحده يا ثراء....حتي شريف كان كل مكالماته مع شهاب كان شهاب علي علم بيها عن طريقي ....غاده بس مكنتش تعرف....وظنت ان شهاب بيكسرها بسببك.
ليتقدم منها شريف وهو ينظر الي شهاب والي براعته والي لجوئه الي والدته لكي يزيحه من أمامه حتي يستثني له الأمر والحصول علي عشيقته مهما كلفه الأمر ليشعر بحجم عقله الضئيل أمام عقل شهاب ولكن ظل شريف غير مقتنع بما تقوله حياة ليسألها قائلا
=ياااه للدرجه دي بتثقي في شهاب أكتر مني أنا
ابتسمت حياة ابتسامتها الساخرة قائله
=طبعا...شهاب راجل عاقل متزن...مش بيبص للي في ايدي غيره...كلمني في مرة وقالي...ممكن تساعديني ...قلت ليه طالما خير ...أنا معاك...وكل ده علشان نبعدك عن غاده...علشان تحرم يا شريف تبص للي في ايد غيرك.
ابتسمت ثراء بشماته قائله
=يعني مش أنا لوحدي يا شريف اللي اترمي ليا طعم.انت والسيد الوالد كمان...بس السيد الوالد اترمي ليه الطعم عن طريقي...وأهو هيدبس في جوازة كمان.
لتتقدم منها هاجر قائله بقسوة
=وانتي بلعتي الطعم...عارفه ليه لانك زيك زي أبوكي...اوعي تفكرى اني جايه النهارده طمعانه انه يتجوزني...أبدا أنا ميشرفنيش أربط اسمي باسمه...أنا بس عايزة حق بنتي.
تنهدت حياة قائله
=ده درس بسيط مننا ليكي يا ثراء...علشان تعرفي انك غلط...واتخطيتي حدودك...ولو حابه تكملي في نفس الطريق هنفضل علي طول واقفين قصادك....وانت كمان يا شريف.
انتبهت ثراء لحديث شهاب وهو يقول
=علي فكرة المواجهه الاولي كانت هتبقي في فرحي ...بس بصراحه مقدرتش أكسر قلب غاده بس للاسف عرفت قبل الفرح انك نزلتي وماما حياه كلمتني يومها وكنت مستنيكي للأسف غاده برده اتكسرت فرحتها بس للاسف مكنش قدامي اي حل
=حاجه كمان عايز أقولها...ان اللي اجل المواجهه حاجات تخص ابو غاده وانتي والمشاكل اللي كنتي بتعملها لما حسيت ان الموضوع بدا يزيد خليت ماما حياه تخلي شريف يكلم غاده عشان نخلص من الموضوع ده بس للاسف مكنتش متوقع ردة فعل غاده بالشكل ده وكتر الضغط اللي كنت فيه اني ممكن اوصل للتعب ده واقع بالشكل ده وكمان كنت مستني نزول ماما حياه عشان موضوع نورسين لازم يخلص
صدمات ومواجهات ألجمت الجميع عجزت ألسنتهم عن وصف ما يشعرون به...بدايه من ذكي الذي انتفض من ذكاء ابن شقيقته والذي كان يوما ما يلعنه وينعته بالغباء.. شريف الذي يظن أنه يتملك كل شئ في قبضته ...سقطت قبضته في عقل بشريه لا ترحم ولا تسمح
لأحد أن يفكر مثلها ...أما عن غاده فكان موقفها ومشاعرها تختلف عنهم جميعا.. هي تعلم أنها وقعت في قلب رجل عاشق ولكن هذا القلب العاشق لا يقبل بأي هزة ترنحه سوى هزتها فقط...هزتها التي تدفعه للجنون والنيل من أي عين تبصر فيها بلا هواده وبلا رحمه. جعلها تحيا لحظات كانت تحت حكم عقله...لجأ الي سياسه الاسترجاع العادل...استرجع لها كل حقوقها ولكن بالعدل والعقل الرزين الحكيم.
جحظت غاده بعينيها من هول ما قاله حيث كان بيده كل خيوط اللعبه ليزيدها انبهارا واعجابا بدقه تفكيره وملاحظته القويه ...لتنظر الي فريال التي
سقط وجهها في الأرض عندما ذكر خطتها الدنيئه ضده وضد غاده.وان ابنها كان علي علم بكل تدبيراتها مع ثراء .. وهنا تذكرت يوم دعوتها اليه لتناول الغذاء والتي تناولت به معلقه فقط ولم تستكمل غذائها بحجه تعبها المفاجئ تذكرت امتغاصه عندما قال
flash back
=يعني عازماني علشان أقعد أنا وثراء لوحدنا.
هزت برأسها تنفي ذلك لتقول
=أنا تعبانه بجد وكنت هقولك بس خفت ترفض تيجي.
ليلوى شفتيه وهو تاركا لهم متوجها صوب باب المنزل يفتحه قائلا
=أنا جيت علشان حقك كأم بس...انتي كده غط..وأنا مش هقبل بالغلط عن اذنك.
back
ولكن سرعان ما ارتفع وجهها وهي تستمع الي كلمات مادحه في حق شهاب لتفتخر أنها والداته
ابتسمت نورسين بسعاده قائله
=جميلك ده يا دكتور شهاب انت وغاده وماما حياة وشريف...هفضل شايلاه علي راسي العمر كله...انتوا متعرفوش الموضوع ده كان عاملي أزمه ازاي.
ردت عليها حياة بصوت مبحوح
=أنا اللي غلطانه اني مسمعتش وصيه المرحومه اختي وعملت بيها علي طول..اخترت الهروب...كان زمان كل حاجه متغيرة دلوقتي...
هزت نورسين رأسها بامتنان قائله
=أنا حاسه بيكي يا ماما حياة....انتي مقدرتيش تعملي لماما حاجه أيامها علشان انتي كنتي مصدومه من موت أختك....يكفيني انك رجعتيلي حقي دلوقتي.
نظرت حياة الي ذكي بصرامه قائله
=أنا عايزاك بكره زى الشاطر....تثبت نسب نورسين ليك...يا اما والله العطيم هتبقي فضيحتك بجلاجل...وهشهر بيك وباسمك وسمعتك.
ابتسم شريف بخبث قائلا
=وكمان تكتبلها نص أملاكك...والله ده المفروض حتي تكتب لها كله...كفايه علي ثراء اللي هتاخده مني هي وابنها...أصل أنا ناوي محرمهاش من حاجه أبدا.
ليتحدث ذكي بجمود قائلا
=حاضر اللي تشوفه...بس سامحيني يا ثراء اني كسرت قلبك...وانتي كمان يا نورسين..وانتي يا هاجر...سامحوني كلكم يا جماعه..أنا غلطان.
ردت نورسن بشماته قائله
=ربنا اللي بيسامح...أما أنا كنت مستنيه اليوم ده...عمرى ما هنسي طردك لينا من غير لا فلوس ولا بيت...عمرى ما هنسي لما جيت أدعي عليكي أمي ضربتني بالقلم وقالتلي متدعيش علي أبوكي.
همست غاده الي شهاب قائله
=تعرف ياريتني ما جيت فعلا...انا الكل بقا صعبان عليا...لدرجه اني نسيت ظلم أبويا ليا...تفتكر أبويا ممكن يتكسر زى خالك كده...ولا هيفضل جبروت طول عمره.
ابتسم شهاب بسخريه قائلا
=أبوكي عمره ما هينكسر زى يا خالي يا غاده....ولو انكسر مش هيبقا منك...هيبقي من اولاده ومراته....انتي لو شفتيها هتتاكدي من كده.
زفرت غاده بحنق قائله
=لا وعلي ايه...ما كفايه عليا غسان وجبروته....مش عايزة أشوفها...كفايه انها كانت عملاني صفقه لرغباتها...للأسف الظلم هيفضل ورانا ورانا.
أمسكها من كفها قائلا
=محدش حد يقدر يظلمك وأنا معاكي...أوعدك ان كان النهارده دور ثراء وخالي....قريبا دور أبوكي ومرات أبوكي وأخوكي...هانت يا قلبي.
ابتسم ذكي بمرارة عقب كلمات نورسين قائلا
=كنت غبي...كنت مفكر اني كده هحافظ علي مراتي..كنت خايف لتسيبني...وانا مش هقدر أقف علي رجلي وأصرف عليكي انتي وأمك.
تدخل شهاب قائلا
=سامحي يا نورسين...ده مهما ان كان أبوكي برضه....سبب وجودك في الحياة....هو حسبها غلط...مكنش يعرف ان الرزق مكتوب مكتوب.
رفعت نورسين حاجبيها قائله
=عندك حق الرزق فعلا مكتوب...عندك أنا أهو يا والدي اتعلمت زى زى بنتك..ودلوقتي دراسات عليا..وان شاء الله ماجيستير ودكتوراة...
ابتسم ذكي بسخريه قائلا
=وده كله منين يا ست نورسين....منين يا ست هاجر.....ايه الست الوالده مش بتشتغل وكمان الهانم بنتها لبس علي أخر موضه...والراجل اللي كانت متجوزها محيلتهوش حاجه.
ابتسم شهاب قائلا
=أنا هقولك...الست حياة هي اللي كانت بتبعت ليهم الشهريه...وطبعا الست هاجر كانت رافضه....بس كنت ديما بقولها ده حقك لانها ببساطه كانت من شغل مكتبك.
صدم ذكي من هذا التصريح الجديد ليعلم أن النقص الذي كان يتم في عمله كان يأخذه شهاب ليسلمه الي والدة نورسين.......لم تكن صدمه ذكي فقط...فقد صدمت فريال هي الاخرى عندما علمت أن ابنها كان يساعد الجميع ويقطع الطرق لكي يستعيد كل ذي حق حقه...انتهي الاجتماعي العائلي وانصرف كلا الي بيته حتي ذكي رحل يجر أذيال الخيبه الي بيته..أما عن ثراء صعدت بانكسار الي غرفتها تنعي حالتها وأدخل شريف والداته الي غرفه بالطابق الاسفل لكي ترتاح واستمع اليها والي نصائحها في ضرورة التعامل مع زوجته وكيفيه احتوائها.
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
..رحل شهاب وغاده لينظر اليها بسعاده قائلا
=كل طير رجع لعشه...واسامه هيموت...لازم بقا نفوق ليهم...ونجهز لفرحهم....وعقبالي يارب...لما تنفك عقدتي...وأدخل دنيا علي ايدك
ابتسمت غاده بمشاغبه قائله
=ليه لهو انت لسه متجوزتش ودخلت دنيا...ده احنا بقالنا خمس شهور متجوزين...وبعدين العقد دي انت اللي عملتها من الاول...مش أنا.
احتضنها شهاب قائلا
=كان لازم أعمل كده...ده اذا كان النهارده الكل صعب عليكي...كأن محدش عمل فيكي حاجه...أومال لو كنت قلت ليكي...كنتي عملتي ايه.
مطت غاده شفتيها لينظر اليها شهاب بحيرة قائلا
=غاده هسألك سؤال بس تجاوبيني بصراحه...لو جيت في يوم وقلتلك سيبيني....ومن غير ما أقولك السبب هتعملي ايه...هتسيبيني ولا هتتمسكي بيا.؟
استغربت غاده سؤاله واحتارت كيف تجيبه ليتأكد أن سؤاله صعب وهي لا تستطيع الاجابه عليه.
ولكن تفاجئ من ردة فعل منها ومباغته غير عاديه وهي تتمسك بياقه قميصه وتقربه إليها حتي استشعر مذاق شفتيها وهي تقبله كالنعامه التي تفوقت علي الطاووس لتبتعد برأسها قليلا وهي ما زالت أنفاسها تختلط بانفاسه لتقول
=مش مسموح لابن النادى أنه يبعد عن غادة القلب
