أخر الاخبار

رواية رحيق الهلالي الفصل السادس عشر16بقلم داليا السيد

رواية رحيق الهلالي 
الفصل السادس عشر16
بقلم داليا السيد


طلقني.. ندم 
التفت بالغطاء بمجرد أن ابتعد عنها وهو يعتدل على طرف الفراش وكأنه الآن فقط أفاق من الدوامة التي اجتاحته بقوة لتأخذ عقله وتجعله يأخذها بعنوة ليفقدها عذريتها دون رضاء منها





نهضت وهي تلملم دموعها التي أغرقت وسادته وفراشه بجوار تلك البقعة التي تركتها له ربما تجعله يندم على ما فعله بها وهي تسرع إلى غرفتها وأغلقت بابها بقوة وهي تبكي بألم وقهر على ما فعله بها وتألمت فلم تقو قدماها على حملها فاستندت إلى الباب ولكنها لم تتحمل وهي تنهار ببكاء هستيري جعلها ترتجف روحا وجسدا لتسقط على الأرض بانهيار لم تشأ أن يصاحبها أحد فيه.. 
تابعها وهي تسرع من غرفته بعد ما حدث منه وظل جالسا على طرف الفراش وهو يحاول أن يستوعب ما فعل وكأنه لا يصدق أنه فعل بها ذلك، كيف تحول إلى وحش، حيوان لا معنى للإنسانية داخله، كيف فكر؟ وماذا أراد من وراء تلك الهمجية والعنف والقسوة؟ لم يكن هكذا بأي يوم
ألقى رأسه بين يديه قبل أن يفكر بما وصل له الأمر بينهما وما يمكنها أن تفعل بعد ما فعله بها، هل يمكن أن ترحل؟ هل تترك البيت وتترك جواد بل وتتركه هو؟ 
رفع رأسه ونهض وهو يستدير حول نفسه وكأنه لا يعرف أين هو حتى رأى تلك البقعة الحمراء على فراشه فارتد إلى الخلف وهو يدرك ما وصل إليه الأمر بينهما ولم يمكنه أن يفكر بم يمكن أن يحدث نتيجة ما فعل
أخذت حمام وغيرت ملابسها وقد قررت، اتجهت إلى حقيبتها وأخرجتها، لم يعد لها مكان بهذا البيت، صحيح هو زوجها ولكن ليس من حقه أن يفعل بها ذلك، أين المودة؟ أين الرحمة؟ لقد انتهى كل شيء
دق بابها فانتفضت بقوة وتشنج جسدها وهي لا تريد أن تراه، دق الباب مرة أخرى فأسرعت إلى الباب لتوصده بإحكام، لا لن تراه ذلك الوحش، لن تقف أمامه مرة أخرى، لم تعد قوية بعد أن سلبها أغلى ما تملك
تحرك الباب ولكنها دفعته بجسدها وصرخت به "ابتعد عني، ابتعد عني لا أريد رؤيتك" 
تراجع وأغمض عيونه وهو يدرك أن ذلك أمر طبيعي لم حدث ولكنه قال "رحيق، لابد أن نتحدث" 
صرخت به "لا أريد أن أسمع صوتك، اتركني أنا لا أريد أن أراك أو اسمعك أنا أكرهك، أكرهك" 
رفع يده من على الباب وتراجع من كلماتها المؤلمة وبكائها الذي وصل إليه، نظر إلى غرفة جواد خوفا من أن يصل إليه ما يحدث فاقترب من الباب وقال
“رحيق اسمعيني، لابد أن تسمعيني أنا لم أكن بوعيي صدقيني، رحيق أنت تعرفين أن ذلك التصرف لم يكن ليخرج مني لو كنت سليم معافي لذا افتحي ودعينا ننهي الأمر"
أوقفت شهقاتها وقالت "نعم لابد أن تنهي ذلك" 
وفتحت الباب فجأة ليتراجع من مظهرها الذي لم يتخيل أن يراه يوما وهو سببه فقد حطمها وكسر كبرياءها والآن يرى فوارغ إنسانة انطلقت روحها منها ولم يعد لوجودها أي بقية
قالت بدموع لم توقفها "طلقني فراس، الآن" 
بالطبع كانت الطلقة كقذيفة مدفع مدمر أخل بتوازنه للحظة وهو يستوعب ما قالت فهو لم يفكر لحظة بتلك الكلمة ولا هذه النهاية ولكنها أعادتها 
“طلقني، لا أريد البقاء هنا لحظة أخرى"
استوعب الأمر وتذكر جواد وتداعيات حالته لو سمع كلامها عن الرحيل فتحرك تجاهها وهو يدفعها برفق إلى الداخل ويغلق الباب خلفه ولكنها تشبثت به وهي تضربه بكلتا قبضتيها بقوة بصدره وهي تصرخ بحالة هستيرية
“ابتعد عني، اخرج من هنا أيها المتوحش، ابتعد عني أنا أكرهك، أكرهك، اتركني واخرج من حياتي لا أريد البقاء هنا لم يعد لي شيء أنت حرامي مغتصب اغتصبتني أيها الجبان"
ظلت تنطق بكلمات بدون وعي وهي تضربه بكلتا يديها دون أن يحاول إيقافها وهو يعلم أنه سبب ما حدث حتى فقدت وعيها بين يديه وقد رفض جسدها أن يمنحها مزيد من القوة للتعبير عن الغضب والألم والحزن
عندما أفاقت كانت بالفراش ومرتضى يجلس أمامها وهو يطمئن على انتهاء المحلول الموصل بذراعها قبل أن ينزع الإبرة من ذراعها بدون ألم. 
شعرت بصداع يدق برأسها بقوة وألم بكل جسدها، نظر مرتضى إليها وقال "وأخيرا، كيف حالك الآن؟" 
هزت رأسها بصعوبة وهي تحاول أن تستوعب ما حدث وما كان، ثم قالت "بخير ولكن الصداع شديد" 
هز رأسه وقال "نعم الانيميا تسبب أكثر من ذلك، والآن أنت بحاجة لنظام غذائي جيد أنا أندهش لأني منذ عرفتك وأنا معجب بقوتك ومجهودك الواضح بالبيت فماذا حدث؟" 
أبعدت وجهها ولم ترد وهي تحاول ألا تبكي ولكن خانتها دموعها وهي تشعر بحزن على حالها الذي تبدل للضعف بعد القوة والهزيمة بعد الانتصار والذل بعد الكرامة.. 
اقترب مرتضى منها وهو يرى دموعها وجلس أمامها وقال "كل بيت يحمل داخله شبكة مختلطة من المشاكل مرة والسعادة مرات، وتتبدل الأحوال بينهم يا ابنتي ومع الوقت نتعلم كيف نتحمل ما يمر علينا دون أن ننهار ونسقط في فوهة اليأس والألم" 
لم تنظر إليه وهي تدرك أن كلماته صحيحة ولكن أحزانها أيضا صحيحة ومحرقة ولا تستطيع تحملها
اقترب منها مرتضى وقال "فراس رجل عاقل وإذا فلت منه الزمام ببعض الأوقات فتأكدي أنه ليس بوعيه أو ربما فاضت به الهموم فأفقدته وعيه وإدراكه وكلاكم مر بالكثير الفترة الماضية، ربما يفقد الرجل السيطرة أحيانا ولكن اعتدنا أن المرأة هي العباءة التي تلف أحزانا وهمومنا وتوقفها عندها مهما كانت صعبة وقوية وعندما تفتح عباءتها تفوح منها أصوات الحب والحنان والعقل لتعيد إلينا صوابنا ونحن نعلم أن لا غنى لنا عنكم فأنتم من يكمل نصفنا الضائع" 
كانت كلماته تصيب أهدافها وكأنه كان يعلم بم كان بينهم وأخيرا نهض وقال كلمة أخيرة "فراس بحاجة إليك يا ابنتي، خاصة الآن لم يعد له سواكِ هو وجواد فلا تدمريه كما فعل به الآخرين من قبل، أنا أكثر الناس معرفة به" 
ثم تركها وخرج فأغمضت عيونها وعادت إلى البكاء بصمت وهي تحاول أن تنزع نفسها من ذلك النزاع الذي يمزقها ما بين الرحيل من أجل كرامتها والبقاء من أجل جواد الذي لا ذنب له بأي شيء.. 
نظر مرتضى إليه وقال "أنا أخبرتها أنها بعض الانيميا ولكن هو انهيار عصبي يا فراس، وشخصية مثل رحيق تمتاز بالقوة لا تنهار بسهولة، من الواضح أنها تحملت أكثر من طاقتها حتى فاضت نفسها بعد أن امتلأت عن نهايتها فسقطت غصبا" 
ظل صامتا كعادته وهو يواجه مشاكله ولم يبد أي رد عندما أكمل مرتضى "ليست القسوة سبيل للمرأة فراس، فهي كائن مهما بدا قويا فمن داخلها تحب أن تعامل كامرأة ضعيفة تجد من تستند عليه وتلقي أثقالها عليه وزوجتك منذ أن عرفتها وهي تحمل الكثير وربما جاء الوقت لتحمل عنها القليل أو الكثير فالأمر لك، ليس ضعف من الرجل عندما يشعر امرأته أنها سند وظهر أو إظهار مشاعره أمامها بل هي قمة القوة منه إذا أسكنها مكانتها الحقيقة بحياته وعرفها بها" 
ثم تركه وذهب دون أن ينتظر منه أن يتبعه وفراس ظل ينظر إلى الفراغ الذي تركه مرتضى وهو يعيد كلماته ولكنه يتحدث عن أي زوجين طبيعيين ولكن هما ليسا كذلك وما وقع بينهم مدمر ومن الصعب الإلمام ببقايا ما أصابهم.. 
دق بابها فلم ترد، سمعت بابها يفتح وبالطبع عرفت أنه هو، وشعرت به يتحرك تجاه فراشها ويجلس أمامها بصمت قتل الاثنان إلى أن قطعه هو قائلا
“حسنا رحيق، أنا، أنا آسف" 
أغلقت عيونها بألم وهي تعيد شريط ما حدث، تراجع بالمقعد وقال "أعدك ألا يتكرر ما حدث أبدا" 
لم ترد فانحنى إلى الأمام حيث أصبح قريبا منها وهي لا تنظر إليه وعاد يقول "صدقيني لم أكن بوعيي، الحمى أصابتني والغضب أعماني، رحيق لننهي كل ذلك كفانا خلافات أنا لم أعد أريد كل ذلك" 
لم تتوقف عن البكاء فمد يده ليمسك يدها ولكنها أبعدتها فأدرك ما كان فتراجع بمقعده وقال "رحيق، كلانا أخطأ، أنت يوم أخفيتي حقيقتك عني ولم تخبريني الحقيقة فجعلتني أفكر بمليون فكرة شيطانية وسمحت لدنيا أن تنخر بأفكارها الشيطانية بحياتنا، وأنا أخطأت وقت فقدت عقلي وفعلت ما فعلت فلم لا ننسى ما فات ونبدأ من جديد؟" 
قالت بألم "وهل ستعيد لي ما اغتصبته مني؟" 
مرر يده بشعره ونفخ بقوة وقال "أنتِ زوجتي رحيق" 
أدارت إليه وجهها ونظرت إليه بقوة فقال "أعلم، لكن ما أعنيه أنه لم يكن جرم فاحش أو مخالف لشريعتنا بالنهاية أنت حلالي فقط لم أجيد استخدامه بطريقة صحيحة وقد اعتذرت فلم لا ننهي ما كان، لن أتحدث عن احتياجك لأسرة وأهل كما قلتِ ولا عن رغبتي ببقائك هنا، وإنما سأتحدث عن جواد، أنت تعرفين حالته ولن يتحمل رحيلك أو فراقك وأنا أعلم أنك الوحيدة الجديرة بأن تكوني أمه فهل نكمل من أجله؟" 
ظلت تحدق به وهي بالفعل تعلم أن نقطة ضعفها ذلك الطفل الذي تمكن من قلبها، ربما كان يمكنها أن تتغلب على حبها لذلك الرجل الذي لا يستحق مشاعرها ولكنها لا تستطيع أن تراهن على قلب ذلك الطفل
عندما وجدها صامتة عاد وانحنى إلى الأمام مقتربا منها ناظرا بعينيها الذابلة والمتألمة وقال بنبرة مختلفة وقد كان عليه أن يقول "رحيق أنا لا أريدك أن ترحلي، ما حدث لن يتكرر، أنا أريد لزواجنا أن يستمر هذا إذا أردت ذلك بعيدا عما حدث، لكن لو أردت العودة لحياتك وأموالك بعيدا عن الصعوبات التي بحياتي فلن يمكنني أن أوقفك لأني لن أستطيع أن أوفر لك حياة مثلها ولن أسمح أيضا بأن يكون لأموالك مكان ببيتي وحياتي لذا قرارك لك لكن بعد أن تدركي مرة أخرى أني أريدك بحياتي" 
ثم نهض وخرج تاركا إياها بين ألمها وحزنها ومع ذلك كلماته عن رغبته ببقائها ضمد جزء من جرحها وكأنه سكن بعض الألم ومنحها سبب وعذر أمام عقلها لتطلب منه السماح بالبقاء، فما زالت تحبه رغم قسوته.. 
نامت كثيرا حتى انتصف النهار تقريبا ولم تستيقظ إلا على دقات صغيرة ورأس جواد يطل من خلف الباب فابتسمت له واعتدلت بالفراش فاتجه إليها بملابس المدرسة دون أن يغلق الباب ولا تعلم لماذا اندفع إلى أحضانها بقوة فأحاطته بذراعيها وهو يقول
“اشتقت إليك ماما، بابا أخبرني أنك متعبة فلم أشأ إزعاجك بالصباح ولم أتناول إفطار فراس"
ابتسمت وقالت وهي تبعد شعرها عن وجهها "لا، لم تذهب بدون طعام؟" 
قال "اشتريت البعض من الكانتين كيف حالك الآن؟" 




قالت "الحمد لله حبيبي أصبحت بخير"
رأته يقف أمام الباب وبدا هو الآخر متعب وهو ينظر إليها ويقول "أصر على إيقاظك رغم أني أخبرته بتعبك" 
أبعدت عيونها عنه وقالت "أصبحت بخير" 
لم يكثر وتحرك مبتعدا بينما قال جواد "غدا حفل نهاية العام والكل سيشارك بشيء" 
داعبت شعره وقالت "ما رأيك بكعكة كبيرة كتلك التي نحضرها بعيد الميلاد؟" 
اتسعت عيونه وقال "لا يمكن فراس لن يوافق فهي مرتفعة السعر" 
ابتسمت بحنان وقالت "ومن تحدث عن الشراء نحن من سيعدها" 
اعتدل على الفراش بحماس وقال "نحن؟ أي أنا وأنت وفراس؟" 
زالت ابتسامتها وقالت "تعلم أن فراس لديه عمل، بالتأكيد عاد إلى الأرض" 
هز رأسه بالنفي وقال "لا، لقد أخبرني أنه لن يعود وسينام، سأذهب لإيقاظه وإخباره بخططنا" 
كادت توقفه ولكن تلك السعادة التي رأتها بعيونه جعلتها تخفض يدها التي أرادت أن تمسك به.. 
غيرت ملابسها ونزلت إلى المطبخ وقد استعادت نفسها وهي ترفض أن تعود للضعف مرة أخرى، سمعت صوت جواد وهو يتحدث بحماس فزادت دقات قلبها وهي ترى الاثنان يدخلان، لم ترفع نظرها إليه وجواد يقول 
“هيا ماما أخبرينا ماذا نفعل؟" 
استسلم لجواد وهو يجذبه إلى الأسفل وهو يرى ابتسامته تملأ وجهه ليراها تقف وتجهز الأشياء بالمطبخ دون أن تنظر إليه، كان عليه إصلاح ما تهدم ببيته، الآن لم يعد شابا صغيرا لا يهتم بالخسارة لأنه وقتها كان يعرف أنه سيعوضها لكن الآن لا مجال للتعويض، ما سيضيع لن يعود، وما زالت كلمات مرتضى تتردد بأذنه عن قوة الرجل عندما يضع امرأته بمكانتها الحقيقية بحياته وهو لم يفعل بعد.. 
لا تنكر أنها كانت ساعات سعيدة تلك التي شارك فيها ثلاثتهم بإعداد تلك الكعكة الكبيرة وكتبت عليها اسم جواد وتوقف الثلاثة يتأملون نتيجة ما فعلوا بعد أن تحول المكان من بعد النظام إلى الفوضى ولكن لم يهتم أيا منهم والسعادة ترتسم على وجه جواد وهو يحتضنها بقوة وقال
“شكرا ماما، أنا أحبك جدا، أنت حقا ماهرة"
ثم التفت إليه وقال "شكرا فراس لم أظن أنك ستوافق على مساندتنا" 
نظر فراس إليها ولكن رموشها أبت أن تسمح له بالفوز بنظرة من تلك العيون الحزينة، عاد إلى جواد وقال "ولكني فعلت، والآن هل نعيد ترتيب المكان؟ رحيق ما زالت متعبة ولن تفعل وحدها" 
لم تنظر إليه وكادت ترد عندما أسرع جواد يقول "نعم عليكم أن تفعلوا وأنا سأحرص الكعكة كي لا يمسها أيكم" 
ورغم الأحزان وجد الاثنان أنفسهم 







يضحكون من كلمات الصبي وعندما توقفوا رفعت عيونها إليه فالتقط نظرتها بعيون مختلفة وكأنها كانت تنتظر تلك النظرة طالبة السماح دون أن يحاول منع نفسه مما يشعر به.. 
تحركت لإعادة تنظيم المكان وتولى هو غسيل الأطباق وعندما انتهى الاثنان لاحظا أن جواد نام على المائدة فاتجه إليه وقال 
“سأحمله إلى الفراش"
هزت رأسها ولم ترد وأكملت ما تفعل وقد عاد كل شيء إلى مكانه وجهزت للشاي هذا لو عاد وقد ظنت أنه لن يعود ولكنه عاد وجلس على مقعده فسكبت الشاي له ولها ووضعت له كوبه أمامه وتراجعت ولكنه أمسك يدها 
جذبتها ولكنه عاد وأمسكها ليوقفها ونهض ليقف خلفها دون أن تنظر إليه وقال "من الجميل بقاءك معنا" 
أخفضت رأسها وقلبها يعلن عن دقات الضعف ولم ترد شعرت به يعيدها أمامه وقال "لا أريدك أن تكوني مجبرة على ذلك" 
لم ترد ولم تنظر إليه، لمس وجهها بيده ولكنها تراجعت وابتعدت من أمامه وقالت بقلب ما زال مجروح "لست مجبرة على شيء، تعلم أني أحب جواد" 
كانت كلماتها واضحة من أنها بقت من أجل جواد وهو ما تحجج به من قبل، قال "أعلم، رحيق ما بيننا" 
التفتت إليه بقوة وقالت بتساؤل "ما بيننا؟" 
ظل يواجها بنظراته لحظة قبل أن يبتعد ويقول "ما زلنا زوجين ونعيش تحت سقف واحد وجواد" 
قاطعته "هو جواد، ما بيننا هو جواد، أنت أضعت كل ما غير ذلك فلا تتحدث عنه" 
التفت إليها وقال "أخبرتك السبب لم لا تفهمين؟" 
ابتعدت وقالت "وما المطلوب مني؟" 
أدرك أنها لن تسمع فقال وهو يبتعد إلى الخارج "لا شيء" 
استندت إلى المائدة، ربما كانت قاسية ولكن جرحها أنساها 


الرحمة والحنان فقد منحته الكثير ولكنه قابلها بم أضاع كل شيء.. 
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-