CMP: AIE: رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني2الفصل السادس6بقلم سوليه نصار
أخر الاخبار

رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني2الفصل السادس6بقلم سوليه نصار


 
رواية عروس رغما عنها الجزء الثاني2
الفصل السادس6
بقلم سوليه نصار

(مواجهة)

-ا...ازيك يا علي !

قالتها علياء بتوتر لينظر إليها علي بهدوء ويقول :

-هي ميار موجودة ...أنا حابب اتكلم معاها ضروري ...

رسمت علياء ابتسامة واثقة علي شفتيها وقالت :

-للاسف يا علي ميار مش موجودة ...انت متعرفش ولا ايه أنها هربت ...الله واعلم البنت دي هربت مع مين ...ممكن يكون ليها عشي.ق !

احمر وجه علي من


 الغ ضب 


وقال:

-مترميهاش بالباطل ...الله واعلم عملتي فيها ايه خلتيها تهرب !

لوت علياء فمها ولم ترد عليه ...الغبي ما زال يحبها ...ماذا فعلت تلك الفتاة ليحبها لتلك الدرجة ...فكرت علياء وهي تشعر بالغيظ ...رباه كم تكر.هها ...كم تم.قتها وتحت.قرها ولكن لا بأس ...ميار الان بين يديها وسوف تذيقها الع.ذاب الوان ..فكرت هي بمك.ر!!!

.....

رفعت ميار رأسها وصوت علي الضعيف يخترق اذنها...ارتعشت وهي تري فرصتها الوحيدة في الخلاص من والدها وزوجته المج.نونة...ارادت ان تصرخ بقوة ولكن صوتها





 لا يخرج ...فقط دموعها تنفجر من عينيها ...أغمضت عينيها وهي تستعيد بعض من قوتها وقالت بصوت عالي وان كان يشوبه الضعف :

-علي ...علي ساعدني !.

.......

سمع علي ما يشبه صوت ميار وقال :

-انا سمعت صوت ...

وكاد أن يدخل إلا أن علياء أوقفته بارتباك وقالت :

-صوت ايه يا اخويا ...مفيش اي صوت انت بس متهيالك ...ويالا امشي من هنا أنا قاعدة لوحدي وميصحش تفضل قاعد هنا ...يالا بالسلامة يا اخويا !!

وكادت أن تغلق الباب في وجهه إلا أنه دفع الباب بع.نف لتتراجع هي وتسقط علي الأرض بينما يدخل هو لغرفة ميار 

-ميار!!!

صرخ بها علي بقوة وهي يراها واقعة علي الأرض ...وجهها مكد.وم بشده ...رأسها حليقة !واثار الض.رب علي جسدها اوجعت قل.به ....





اقترب منها وهو يسحبها ويضمها إليه بينما دموعه تتساقط :

-ميار ...ميار !!!

نظرت ميار إليه وهي تبكي وتقول:

-خدني من هنا يا علي ...خدني ابوس ايديك ...

-يا حبيبتي ...يا حبيبتي !

هتف بإلتياع وهو يراها هكذا ...يراها مض.روبة بتلك الطريقة غير الآدمية....

-ابعد عنها....ابعد عنها وسيبها ....سيبها يا علي وامشي من هنا !

انفجرت البرا.كين داخل علي وعينيه السواد تشبعت من الغضب وهو ينهض ويقترب منها ...ابتلعت علياء ريقها وكادت أن تتكلم إلا أن صفعة قوية حطت علي وجنتها من علي. 

-انت اتجننت!!!

قالتها علياء وهي تصرخ بإهتياج ليصفعها علي مرة أخري وبقوة وقال:

-وديني لاحبسكم يا كف.رة يا ولاد الكل.ب ....هحبسك يا علياء !!!

ثم أخرج هاتفه وهو يضغط علي رقم ما بسرعة ...

-انت...انت بتعمل ايه ؟!

لم يرد عليها هو بينما يتصل بسيارة الإسعاف والشرطة أيضا!!!

.....

بعد قليل ....

كانت ميار تنقل الي المشفي بواسطة سيارة الإسعاف وبجوارها علي الذي يمسك كفها بقوة ويقول:

-وديني لاحب.سهم يا ميار ...هجيب حقك واحب.سهم !!

ثم تذكر اللحظات الفائتة عندما اتت سيارة الشرطة وقبضت علي علياء وعثمان أيضا الذي اتي وراي الكارثة التي حلت علي رأسه ...شعر بالتشفي وهو يري علياء تصرخ بتلك القوة وتترجاهم الا يسجنوها ...سوف يتأكد أنها سوف تتعف.ن في السجن ...تلك الس.ادية المر.يضة !!!!

..... .

في المشفي .....

فعل الأطباء ما يمكنهم لكي يعالجوا جر.وح ميار القوية ...كانت حالتها سيئة للغاية ...تعاني من الجفاف ...وسوء التغذية .....

....

كان علي يقف في ممر المشفي منتظرا اي خبر عنها !!!

خرج الطبيب من غرفة الطوارئ ليقترب منه علي بلهفة قال الطبيب براحة:

-الحمدلله زوجة حضرتك كويسة انت جيبتها في الوقت المناسب . تقدر حضرتك تشوفها بس طبعا نتيجة اللي حصل اعتقد هتحتاج لدكتور نفسي 

هز علي رأسه وقلبه يرتجف ...ثم ولج الي الغرفة ...

-علي !

قالتها ميار وهي تبكي ...ليقترب منها علي ويمسك كفها ويقول:

-وعد مني هجيب حقك يا ميار ...ده وعدي ليكي وبالذات من علياء!!

بكت ميار وامسكت يده بقوة وقالت:

-علي ...علي ...

-متتكلميش ...ارتاحي يا ميار ...ارتاحي .

شدت كفه إليها وقبلته برفق قائلا:

-خليك جمبي ..متسبنيش !

-عمري ما هسيبك...عمري 

............

لطمت ليلي علي وجهها وتراجعت لتقف بجوار مهرا المصدومة وهي تري مروان اتي الي المنزل بنفسه !!!

بينما اتسعت عيني ادم وصمت للحظات وهو ينظر الي وقا.حته ...عينيه استحالت للون الاحمر من شدة الغضب وجل ما كان بريده الان ان يق.تله ...هذا الحقير هل فقد عقله كليا ليطلب هذا ...كيف يتجرا ويطلب منه يد شقيقته !!!

-انت بتقول ايه يالا؟!

صرخ به ادم وكفه ما زالت معلقة بالهواء...ابتلع مروان ريقه وهو يشعر بالر.عب ...كان خائف كثيرا منه ...ولكن كلمات احمد اتت في عقله فجأة عندما اخبره انه لن يتخلي عن حياة ...وهو أيضا لن يتخلي عن ليلي بتلك السهولة وشقيقها يجب أن يسمعه .. يعطيه فرصة ليتحدث ...

-قولت عايز اتجوز ليلي ...آه...

صرخ مروان بقوة بينما ادم يلكمه....اختلطت من صرخاته صرخات حسناء التي قالت:

-ادم ابني ....

-امي متتدخليش ...اياكم حد يتدخل ...

جذب ادم مروان للداخل واغلق الباب ثم بع.نف دفعه ليصطدم ظهره بالباب وقال:

-عيد تاني كده يا روح امك ايه اللي بتقوله....عيد عشان اقت.لك واخلص منك !

لم يتراجع مروان ...ولم يبد أي محاولة حتي بل كان ينظر الي ادم ....

اقتربت ليلي من مهرا وهمست:

-لو الواد.ده قاله علي أن أنا وانتِ روحنا عنده...احنا كده انتهينا ...انتِ هتتطلقي وانا هتشرد !

-وطي صوتك يا ليلي ...ربنا يستر وميقولش...

هزت ليلي راسها وهي تشعر بالخوف وقالت:

-والله يا مهرا الواد ح.مار وتربية زرايب اتوقع منه أي حاجة ...ربنا يستر ....

تكلم مروان بينما ادم يمسكه بعن.ف من كنزته ...كان يتكلم بهدوء كأنه يتحدث مع طبيبه النفسي:

-شوف انا عارف اني كنت واط.ي وحق.ير ..وعارف اني مستاهلش اختك ...بس انا اتغيرت والله اتغيرت وبحاول ابقي كويس ومحترم ...وبصحح كل اخطائي و...

-وانا مال اهلي ..مال اهلي أنا ...

صرخ به ادم وهو يهزه بعنف حتي اصطدم بالباب ...

-انا عايز اتجوز اختك ...لو سمحت اديني فرصة ابينلك ان اتغيرت ...أنا لما قولتلها كده رفضتني ....

-يا سواد الحلل...الواد هيقوله علي كل حاجة ...ادم ممكن يقت.لني !

قالتها ليلي برعب 

-قالتلك امتي ؟!!

سأله ادم بغضب ..ليرد مروان ببساطة:

-روحتلها الكلية وطلبتها وهي هزقتني!أنا بحب ليلي صدقني وعايزها في الحلال !

- متجبش سيرة ليلي علي لسانك !!!

صرخ ادم بعن.ف ثم بدأ يض.ربه بقسوة شديدة حتي آد.مي وجهه...

-يا لهووي ..

صرخت حسناء وهي تحاول ابعاد ادم ...اخيرا أبعدته وامسكت ذلك الشاب واخرجته من البيت بينما ادم يصرخ ويتوعد له ...

-اهدي يا آدم ..اهدي يا بني !!

قالتها حسناء وهي تمسكه بقوة بينما ادم كان في قمه غضبه وهياجه...

-سيبيني يا امي وديني لاق.تله...والله لاق.تله !!

-خلاص يا بني ابوس ايديك!

قالتها حسناء بتعب ليبعدها ادم عنه ويتجه الي ليلي

-يا ساتر يا رب جاي ليا ده ليه ؟!

قالتها ليلي برعب وما كادت أن تركض الا أن ادم امسكها من كنزتها وقال:

-تعالي يا حيلتها!مقولتليش ليه أن الز.فت ده اتعرضلك تاني ....ليه مقولتليش...

ارتعشت ليلي وقالت بتلعثم:

-يا أبيه يعني اي حد يجي يتقدملي هاجي واقولك !!ينفع يعني ؟!

اتسعت عيني ادم وقال:

-انتِ فيه ناس بتتقدملك ومن ورايا ...

هزت ليلي رأسها نفيا بسرعة وبخوف وقالت:

-والله ابدا يا أبيه ...مفيش كل.ب بحر معبرني...ولا حد عرض عليا الجواز حتي كأني شفافة ...مفيش الا المعتوه ده ...وده يدل يا أبيه أنه غير متزن عقليا ...مسكين ليس علي المريض حرج ...وبعدين أنا اصلا مش موافقة عليه ...شكله مش حلو وعامل زي القرود وأنا هتجوز واحد وسيم .

أبعدها ادم عنه وقال :

-لو اتعر.ضلك تاني قوليلي !أنتِ فاهمة يا ليلي؟!

هزت ليلي رأسها بسرعة وقالت:

-عيوني يا أبيه...تحت امرك يا باشا !

...........

بعد قليل ...

كانت مهرا تجهز نفسها كي تذهب الي جدها...ولج ادم الي الغرفة وقد هدا قليلا وقال؛

-رايحة عند جدك ...

ابتسمت مهرا وقالت؛

-ايوة ..

شهقت فجأة بينما يجذبها هو ويلصقها به ويقول:

-متباتيش النهاردة هناك ...النهاردة بعد الشغل هروح لأنس  عشان اتصل بيا وطلبني وبعدين هجيلك ..

ابتسمت له بلطف وقالت:

-مينفعش اب...

قاطعها وهو يقبلها علي وجنتها برفق قائلا:

-لا مينفعش يا روحي ...مينفعش ...النهاردة انا محضر مفاجأة حلوة اووي  ليكي ...

قبلها علي وجنتها الثانية وقال:

-لو بايدي اخليكي طول اليوم معايا ...ها مش هتباتي اتفقنا ..

ابتسمت وهي تقول :

-حاضر يا سيدي مش هبات ...

اقترب هو واسقط شفتيه علي رقبتها وبدأ في تقبيلها!

-لا لا يا آدم ...بغير والله ..

قالتها مهرا وهي تضحك بقوة بينما هو مستمر في تقبيلها .

..... ....

كان يمسك صورة ابنه ودموعه تنساب علي وجهه ...لقد كان دائما يتأ.لم بسبب فقدانه لابنه ...صحيح أنه دوما كان يحاول أن يكون قا.سيا غير مبالي وذلك بتحميل حسناء ذنب موته ولكن لن يخد.ع نفسه بعد الان ...هو السبب هو من تسبب بم.وت ابنه علي ...ظن أنه يعا.قب علي وحسناء ولكن للاسف لم يكن يعا.قب الا نفسه ...وقد خسر ...خسر الان كل شىء ....الآن هو يتمسك بالحياة بقوة حتي يسامحه ادم وحسناء ومرام وليلي ...يجب أن يسامحه الجميع....حينها سوف يمو.ت ويرتاح ...هو لن يضحك علي نفسه ...يعرف أنه سيمو.ت قريبا !هو يشعر بقرب أجله ويجب أن يتحرك بسرعة ...سيفعل المستحيل كي يحصل علي الغفران ...

ضم الصورة إليه مرة أخري وبدأ في البكاء مثل الاطفال!!!

.........

ولجت مروة الي غرفة عمها لتعطيه العلاج ...وجدته يمسك صورة ما ويبكي ...وقد عرفت بالتأكيد صورة من ...صورة علي ! منذ مرضه وهو قد شعر بحجم الخطأ الذي ارتكبه في حق علي وأسرته...هو يعاني بقوة لان ادم يرفض أن يعفو عنه ...لقد شعر الان بتأنيب الضمير ...صحيح أن شعوره جاء متأخرا ولكن هذا افضل ...ربما ستكون هناك طريقة ما ليحصل علي غفران ادم ...ربما سيستطيع اخيرا عنها أن يزيح هذا الحمل عن قلبه...كم هي مشفقة علي عمها ...قلبها يؤ.لمها عليه ...تتمني أن تستطيع التخفيف عنه ...تعرف أنه أخطأ كثيرا في حق ادم وعائلته ...تعرف أنه ارتكب اشياء لا تغتفر ولكن الله يسامح وهي متأكدة أن يوما ما ادم سوف يسامحه!

اقتربت مروة منه وهي تمسح الدموع التي هزمتها وانسابت علي وجنتيها...يجب أن تهون عليه !!اقتربت أكثر وربتت علي كتفه ..

-هون علي نفسك شوية يا عمي ابوس ايديك ..متعملش كده في روحك !

قالتها مروة والدموع تتصاعد لعينيها ...كان قلبها يعتصر من الا.لم عليه ...هز جابر رأسه وقال بتعب:

-انا ايه اللي عملته ده يا مروة ...ازاي كنت اعمي بالشكل ده ...حق.دي علي حسناء ضيعني وخلاني اضي.ع ابني من أيدي ..حسناء جات تترجاني عشان ...

اختنق صوته وتساقطت دموعه بقوة واكمل:

-ابني ...ابني كان بيم.وت يا مروة ...كان في أيدي أنقذه بس انا ...أنا ..

أمسكت مروة كفه وهي تبكي ...كانت تري صحته تتراجع لذلك قالت بقوة:

-عمي ..عمي اهدي ...بالله عليك انت عامل عملية خط.يرة مفروض متجهدش نفسك ....

هز جابر رأسه وقال وصوته يتمزق من الالم:

-انا قت.لت ابني يا مروة ...قت.لته ورفضت اعترف بالحقيقة دي ...كنت خايف لو اعترفت احس بالذ.نب...بس دلوقتي وانا عارف ان الموت قريب مني مقدرش أنكر. .مقدرش !!

-بعيد الشر عليك يا عمي ...متقولش كده بالله عليك ...

مسح جابر دموعه وقال:

-مش هنضحك علي بعض يا مروة ...أنا عارف اني همو.ت ...خلاص يا بنتي هعيش لحد امتي ؟!أنا عارف ان وقتي قرب ...وقتي قرب وحفيدي بيكر.هني ...ومش هو بس مرام..مرام بتكر.هني وليلي كمان ...الكل مش هيقدر يسامح يا مروة ...أنا اذ.يتهم....د.مرت حياتهم وأحلامهم ...ازاي ممكن يسامحوا حد بش.ع زيي؟!.. 

انفجرت الدموع من عيني مروة وهي تضمه إليها وتقول:

-هيسامحوك.يا عمي ...أنا واثقة أنهم هيسامحوك ...بالله عليك متجهدش نفسك ...

ابتعدت عنه وجلست بجواره وهي تمسك كفه وتمسح دموعه وتقول:

-ربنا بيسامح يا عمي وربنا بإذن الله يحنن قلبهم عليك .

-يارب يا بنتي يا رب ...

قالها جابر بأ.لم ثم أكمل وهو يعود وينام علي فراشه :

-اول واحدة مفروض اطلب منها السماح هي حسناء ...هي دي اكتر واحدة غلطت في حقها !!!

.........

في شركة أنس ...

جالس علي مقعده وهو ينظر إلي خاتمه بسعادة...ذلك القيد الذي قيده بها ...ولاول مرة يحب أن يكون اسير احداهن ...هو يفخر أنه اسيرها ويريد أن يبقي هكذا للنهاية....رفع كفه وقبل خاتمه برفق منتظرا اليوم الذي سوف تكون ملكه ...يقسم أنه لن يتركها ابدا !!!

طرقة خفيفة علي الباب جعلته يعتدل ويقول بصوت معتدل :

-اتفضل ...

دخلت السكرتيرة الخاصة به وهي تبتسم بلطف ...كان مزاج انس رائق اليوم هذا واضح عليه بسبب خطبته لمرام ...لقد انقلبت الشركة لخبر ارتباطهما ولكن لم يجرؤ أحد أن يعلق...الجميع يعرف بق.سوة انس في العمل.   رغم أنه شخص رقيق وطيب إلا أنه لا يسمح ابدا أن يتجاوز أحد حدوده معه ...وهذا كان واضح عندما طرد فتاة من قبل لأنها تجاوزت حدودها معه ....

-استاذ انس ...آنسة ليل برة عايزة تقابلك !

الابتسامة تجمدت علي فمه وزم شفتيه ...أراد أن يطردها ولكن لن يفعل هذا !

سمح لليل بالدخول ...

.....

ولجت ليل الي المكتب ..عينيها تبرق بغضب ...ترتدي فستان اسود يعكس سوداوية مزاجها ...نظرت  إلي أنس بقه.ر وقالت:

-مبروك  يا عريس ...مبروك ..

-الله يبارك فيكي يا ليل...ها خير ...

اقتربت ليل من مكتبه وضر.بت عليه بعن.ف وقالت:

-اقسم بالله يا أنس لأخد ملك منك واحر.ق قلبك عليها ...

ابتسم ببرود وقال؛

-اللي عندك اعمليه يا ليل ..يالا دلوقتي اتفضلي ورايا شغل ولا احب اجيب بتاع الأمن يرميكي برا الشركة !

مسحت دموعها التي تساقطت وابتعدت وهي تخرج وشيا.طين العالم تطاردها!!

......

خرجت من مكتبه وهي تمسح باقايا  الدموع التي انسابت علي وجهها ...عينيها الخضراء كانت تبرق الان ولكن من الغضب !!!كانت تغلي من الغضب وهي تراها ...مرام ...تلك التي سر.قت منها حب حياتها...هي لن  تسامحها ابدا ...تلك الفتاة سرقت  سعادتها ...اخذت تنظر إليها بقر.ف ...ما الذي جذب انس لفتاة بتلك السوقية 





...ملابسها لا تليق ابدا بمركز أنس ...هي مغلفة بالكامل كما أنها عرجاء ...ما الذي يجبر أنس علي الزواج  بتلك السوقية ...اي سحر ألقته عليه ...لماذا يحبها هي ؟!ليل اجمل منها وأكثر رقيا ...فكيف انس ينجذب لفتاة بسيطة مثلها ...لا تمتلك الا وجه جميل !

اقتربت ليل من مرام ....

-انسة مرام .

نظرت مرام لتجد ليل تنظر إليها بكر.ه ...عينيها الخضراء مشبعة بالكر.ه !.

-افندم .

قالتها مرام ببرود لترد ليل:

-ممكن نتكلم شوية في الكافتيريا بتاعة الشركة ...ده لو عند حضرتك وقت مش هعطلك ..عشر دقايق مش اكتر ...

رغم أن مرام لم ترد أن تتكلم معها ولكن لم ترد الهروب ...لذلك هزت رأسها وقالت:

-اوك...

.... 

بعد دقيقتين ...

في الكافتيريا كانت تجلس ليل وتنظر الي مرام بكره بالغ ...لم أن النظرات تقت.ل لكانت مرام ما.تت منذ زمن !!!

-حضرتك اكيد مش جيبتيني هنا عشان تتأمليني يا ليل هانم ...اتفضلي عايزة تقولي ايه ؟! 

-هو أنتِ فاكرة انك خلاص اخدت انس ...فرحانة يعني ...لا يا حبيبتي انس ملكي أنا وبس ...فمتفرحيش اووي ...

قالتها ليل بعصبية والدموع في عينيها ...كانت علي وشك الانهيار ....نظرت إليها مرام بذلك البرود المستفز ...ليل كانت علي وشك الانهيار بينما مرام تقابلها ببرود تام ولعل برودها الان كان افضل سلاح لديها ضد عديمة الكرامة تلك !

-اخدته منك؟!...اخدته منك ازاي يعني مش فاهمة؟!هو مكانش ليكي ومظنش برضه هيكون يعني أنتِ قدامه من زمان لو كان بيفكر فيكي كان طلبك...لكن هو جه لحد بيتي وطلبني من اخويا وانا وافقت ...مش هلاقي دايما حد متمسك بيا للدرجادي ...أنا يا آنسة ليل مش بسعي عشان اخد حبيب من حبيبه ...أنا مش عديمة الكرامة للدرجادي...لو أنتِ كده دي مشكلتك الخاصة !

ثم ببرود تام نهضت وتركتها وعلي وجهها ارتسمت ابتسامة شقية نادرة للغاية !!

..................

-ايه اللي حصل لوشك؟!

قالها وائل بصدمة وخوف وهو ينظر الي وجه مروان المكدو.م بشدة ...كان كأن سيارة قد مررت من فوق وجهه!! ..

-وقعت !

هكذا قالها كاذبا ببساطة ...وبالطبع وائل لم يصدقه بل اتجه إليه ومد يده وهو ينظر الي وجهه جيدا وقال بتعب؛

-يا بني انت بتضحك علي مين ؟!مين ضر.بك؟!دي علامات ضر.ب .

ابتعد مروان ونظر الي والده ببرود وقال:

-مفيش حاجة يا بابا ...روح أنت لشغلك ومتهتمش بيا !

ابتعد وائل ونظر الي مروان بعمق ...وجل ما كان يريده في تلك اللحظة ان يضم ابنه بقوة ويبكي .

.يبكي كل شئ!ولكنه عرف انه فقد تلك الفرصة ...ابنه لن يرغب ان يقترب منه ابدا ...هو فقد تلك الميزة..ويبدو انه فقدها للأبد!

اعطاه وائل ابتسامة بسيطة ولكن كانت تحمل كم من المشاعر لم يراها مروان من قبل !!

بهت مروان قليلا وهو ينظر الي والده ...وضع وائل كفه علي كتف مروان وقال :

-خد بالك من نفسك ..ونضف الجرح اللي علي وشك ...هو بسيط ..سلام يا بني .

ثم تركه وذهب....شعر مروان بقلبه يضطرب ...والتوتر يتصاعد داخله !

ماذا حل بوالده ؟!ذلك السؤال كان يشكل عبئا كبيرا علي عقله وقلبه بسبب التوتر الذي يشعر به..

-مروان!

أخرجه من شروده صوت حياة التي خرجت من غرفة الضيوف ونزلت للاسفل....

نظر مروان إليها لتشهق وهي تضع كفها علي فاها وتقول :

-ايه اللي عمل في وشك كده ؟!

اتجه مروان الي الأريكة وجلس عليها بتعب وقال:

-متسأليش..

اقتربت حياة وجلست بجواره وقالت:

-اتكلم يا مروان ..مين شو.ه وشك كده ؟!اوعي يكون احمد ؟!

قالت جملتها الأخيرة بفزع ليهز مروان رأسه ويقول:

-اخو ليلي !

-ادم!

قالتها حياة بصدمة ليه مروان رأسه لتقول حياة :

-انت روحت لليلي تاني كليتها وهو شافك ؟!

هز مروان رأسه وقال:

-لا روحت البيت وطلبت اتجوزها وهو مسح بكرامتي الأرض !

-يخربيتك ايه الج.نان ده ...طبيعي يمسح بكرامتك الأرض ...الحمدلله انك طلعت عايش ..يا مروان انسي الموضوع ده !مستحيل ادم ولا ليلي يرضوا ...متنساش انت عملت ايه في مهرا ...

أغمضت عينيها وقالت بإختناق:

-اقصد عملنا ...ده ذ.نبنا احنا الاتنين يا مروان ...

فتحت عينيها مرة أخري وهي تقول :

-ادم مش هيخلي اللي اعتد.ي علي مراته يتجوز أخته!مش هتضبط صدقني الاسهل انك تنساها ...

-انا ملمستش مراته!!!!

قالها مروان بإنفعال لتقول حياة بصدمة:

-ايه ...ايه اللي انت بتقوله ده ؟!

ابتلع مروان ريقه ونظر إلي حياة وقال:

-انا ملمستش مهرا يا حياة ...مقدرتش المسها!!

.......

فلاش باك ....

كانت شبه عارية علي فراشه ...كان يبتسم بش.ر بينما يتجرد من كامل ملابسه وما كاد أن يقترب ويلمسها ينفذ مخططه الدنئ حتي رآها أمامه .والدته!!تنظر إليه بخذلان..

-انت مش هتعمل كده يا مروان...مش هتعمل كده!!

قالتها والدته وعينيها مشبعة بالدموع ...

ابتعد مروان عن مهرا كالملسوع فأكملت هي ؛

-دي مش تربيتي ليك ... متعملش كده يا مروان ...متعملش !!

باك ...

-يعني انت ملمستهاش!!!وسايبني فاكر انك اعتد.يت عليها !!!ليه كده !

قالتها حياة وهي تنهض وتصرخ ...دموعها تنساب علي وجهها وهي لا تصدق أن مروان خدعها بتلك الطريقة . عيشها الذ.نب وراها تمو.ت من تأنيب الضمير دون حتي أن يريحها ولو قليلا ...

نهض مروان وقال:

-حياة ممكن تسمعيني بس ؟!

هزت حياة رأسها وهي تقول:

-لا مش هيسمع ...مش عايزة اسمع حاجة ...افتكرت انك اتغيرت ..بس للاسف يا مروان انت لسه سا.دي ومر.يض ...وعمرك ما هتتغير ...عمرك ابدا ...هتفضل حق.ير طول حياتك وحلال فيك انك تتحرم من الحب !

ثم ذهبت الي غرفته وتركته منك.سرا ...

...

بعد قليل كانت قد ارتدت ملابسها وغادرت ...تلك هي اللحظة المناسبة !!!

..........

في المساء 


وقفت ترتعش أمام باب الفيلا ...دموعها لا تتوقف عن الانسياب ...هل ستسامحها مهرا ام ستطرد.ها ...لو طردتها هي لن تلومها ابدا !من حقها الكامل الا تسامحها ولكنها تمو.ت...تمو.ت كل ليلة وضميرها يؤنبها حتي بعد اعتراف






 مروان لها بأنه لم يلمسها لم ترتاح ...ربما اعترافه فقط أعطاها الشجاعة لكي تواجه مهرا وتطلب منها الغفران ...الغفران لكي تعيش حياتها ...الغفران لكي تستطيع النوم ليلا!

مسحت دموعها بقوة ...يجب أن تواجه ...طبيبها النفسي لديه حق ...ربما حياة بحاجة ماسة الي مواجهة مهرا كي تستطيع التعافي ....

ما أن رآها الحارس حتي ادخلها بكل هدوء !

.........

ضمت مروة مهرا إليها وقالت ؛

-طيب ما تباتي يا بنتي النهاردة وبعدين امشي ...

هزت مهرا رأسها وقالت:

-لا يا ماما معلش خليني اروح ...ادم طلب النهاردة مباتش ...ميقدرش يعيش من غيري ...

توهج وجه مروة وقالت بسعادة وهي تري سعادة ابنتها :

-ربنا يسعدكم يا بنتي يارب وأشوف عيالك يا مهرا ...أنا فرحانة اووي يا بنتي لانك فرحانة بالشكل ده ...ربنا يسعدك دايما ...

ابتسمت مهرا وقلبها يخفق بسعادة... واحمر وجهها وهي تتذكر تحذير ادم لها ...

-مهرا !

قالتها حياة بارتباك وهي تقف بعيدا لتختفي ابتسامة مهرا فورا وتشعر وكأن احدهما لكمها علي وجهها بعنف ....ماذا تفعل هنا ...ماذا تفعل !!

فكرت والدموع تتصاعد لعينيها ثم تنفجر متحررة من سجن عينيها !

-مين دخل دي هنا ...انتوا ازاي تدخلوها الفيلا ؟!!

صرخت مهرا وهي تبكي بينما حياة تقف بعيدا نسبيا عنها وتبكي هي الأخري...

توتر الحارس وقال:

-اسف يا ست هانم احنا اتعودنا ان آنسة حياة تدخل علطول لأنها صاحبتك ...

أغمضت حياة عينيها ودموعها تنفجر من عينيها...

بينما مسحت مهرا عينيها وقالت؛

-طلعها برا ومدخلهاش هنا تاني ...

انف.جرت دموع حياة واقتربت من مهرا وهي تقول بصوت مختنق:






-سامحيني .. ابوس ايديكي سامحيني يا مهرا ...انا بمو.ت والله كل يوم ....صدقيني حياتي اتد.مرت من اول ما عملت فيكي كده ... ابوس ايديكي سامحيني والا همو.ت ...

وضعت مهرا كفها علي أذنيها وهي تبكي وتصرخ قائلة:

-اخر.سي ...خلاص اخر.سي واطلعي من حياتي ...مش عايزة اشوفك تاني ...وعمري ما هسامحك يا حياة ...لو بينك وبين الجنة بس غفراني ليكي عندي اشوفك في نار جهنم ولا اسامحك!

-يا مهرا ابوس ايديكي يا مهرا متقوليش كده ...أنا والله مش عارفة انام من وقت ما ده حصل ...أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحيني ...

ابعدت مهرا كفيها واقتربت منها وهي تهزها بعنف:

-اسامحك!!!اسامحك علي ايه ؟!علي الخيا.نة !!علي انك سلمتيني لمروان ..تعرفي مكنتش مصدومة في مروان قد صدمتي فيكي أنتِ ...انتِ يا حياة اللي كنتي اختي مش صاحبتي وبس !!

كانت حياة تبكي بعن.ف وقلبها ينش.طر من الا لم ...

دفعتها مهرا بعنف وقالت:

-تعرفي ان حتي مروان احسن منك علي الاقل هو ملمسنيش ...مضيعش شر.في زي ما حضرتك كنتي عايزة ...الغريبة أن الكل ...الكل ...

اختنق صوتها من البكاء واكملت ؛




-الكل كان بيحذرني منك وانا مكنتش بسمع كلام اي حد لاني كنت بحبك ...كنتي اقرب صديقة لقلبي ...كنتي اختي !!بس كان لازم اعرف انك رخي.صة ...وعشان أنتِ رخي.صة كنتي عايزاني ابقي رخي.صة زيك !

رفعت حياة كفها وغطت فمها وهي تبكي لتكمل مهرا بقسوة:

-كان لازم اعرف ان الرخي.ص بيكون عايز الناس كلها زيه ...وبما أن حضرتك كنتي مقضياها مع اصحابك الولاد حز في نفسك انك تشوفي واحدة محافظة علي نفسها ...أنتِ واحدة مقر.فة ورخي.صة وهتفضلي طول عمرك كده وانا مستحيل اسامحك .. مستحيل لو شوفتك مي.تة قدامي مش هسامحك يا حياة ...اتمني انك تعيشي أتعس لحظات حياتك لحد ما تمو.تي ...

ثم نظرت إلي الحارس وقالت بقوة:

-اطردها برا الفيلا ولو دخلتها تاني اعتبر نفسك مطرود!!!!

ومن خلف مهرا كانت تقف مروة وهي ترتعش بينما تسمع كلمات ابنتها التي تقطر حق.دا وكر.اهية!!!


.............


تنهد بعمق وهو يجلس أمام ادم الذي أخذ ينظر إليه وهو مبتسم ...لقد طلبه انس اليوم لكي يقابله في منزله...والي الان شرب ادم فنجانين من القهوة وكأسين من عصير المانجا وقطعة كعك ...

-جرا ايه يا أنس باشا انت جايبني هنا عشان تتأمل جمالي ولا ايه ...بقالنا ساعة باصين لبعض كده !

فرك انس كفيه بتوتر وقال:

-اجيبلك كوباية عصير تانية أو نسكافيه ...أو اي حاجة يعني ؟!

ضحك ادم وقال:

-جرا ايه يا أنس عايزني اتخن ولا ايه ...انت ولا كأنك بتزغطني يا جدع ..فيه ايه بس ليه متوتر.

لحظات ولم يرد عليه انس ونظر إليه بتوتر ...نهض ادم وقال:

-طيب لما تقرر تتكلم اتصل بيا يا أنس أنا ماشي ...

نهض أنس وقال بسرعة :

-لا لا ...خلاص يا آدم اقعد هتكلم ...هتكلم !!

هز آدم كتفه ببساطة وجلس ...جلس انس أيضا وهو ينظر إلي آدم وقرر أن يتكلم :

-شوف يا آدم أنا عايزك في موضوعين .

-اؤمر  .

تنهد أنس بعمق وقال:

-بصراحة كده انا عايز اقدم الفرح شوية بتاعي أنا ومرام ...

رفع ادم حاجبيه وقال:

-مش قولت نستني شوية عشان تحل مشكلتك مع جدة  ملك ؟!

-متقلقش من ناحية الموضوع ده انا هحله...أنا بس عايز اتجوز مرام ...يعني ممكن نكتب الكتاب وبعدها باسبوع الفرح...

ضحك ادم بذهول وقال:

-مالك مستعجل كده يا بني هي هتطير ؟!عموما ايه رايك تتجوزوا علي العيد ؟!اهو تكون جهزت اللي ناقصها و...

قاطعه أنس وقال :

-بصراحة يا آدم أنا عايز نتجوز قبل رمضان !

-قبل رمضان ؟!

قالها ادم بصدمة فأكمل؛

-يا ابني رمضان بعد تلات اسابيع  هلحق من أمتي اجهز ده كله في الوقت ده ؟!

-مش مهم ...مش مهم المهم اللي اتجوزها ...يا عم جيبها حتي بشنطة هدومها وان كانت حابة تغير اي حاجة في الفيلا أنا تحت امرها...

رفع ادم حاجبيه وقال:

- أيوة بس ...

قاطعه أنس بسرعة وقال:

-من غير بس يا آدم ...الفيلا كلها جاهزة والتجهيزات شرعا كلها علي العريس ايه المانع ...الفيلا جاهزة والعريس جاهز وأقنع انت العروسة .

ابتسم ادم وقال:

-حاضر يا أنس...رغم أن ده صعب بس هقنعها ..

ابتسم انس ...كان يشعر بالسعادة تتصاعد داخله ...كان ممتن للغاية لادم الذي وافق أن يساعده ...جل ما يريده الان أن تمضي تلك الأيام بسرعة ويتزوجها ...يريد أن تكون ملكه ليسعدها وتسعده ...وهو سوف يحار.ب من أجله وأجلها وأجل ملك ...رغم أن زواجه من مرام سوف يفتح عليه ابواب الج.حيم ولكنه يعرف جيدا كيف يحافظ علي ملك ...وكيف يحافظ علي مرام ...

كان آدم مبتسما وهو ينظر إلي أنس ...كان مرتاحا وهو يري. كم يحب هذا الرجل شقيقته المفضلة ...مرام ليست شقيقة ادم فحسب بل هي قطعة من روحه ...هي رفيقة الحياة ...رفيقة الكفاح ...هي مرام الرقيقة التي أمسكت كفه وهو صغير وحمسته أن يكافح من اجلهم وهي تستحق كل السعادة في العالم ...رغم خوفه من  تحفظها علي مشاعرها داخل قلبها ولكنه يعرف أن انس سوف يستطيع بكل تأكيد أن يذيب الجليد داخلها ...هو من سيجعلها تخرج مشاعرها بحرية دون تحفظ ...

نهض ادم وقال:

-طيب بما اننا أتفقنا خلاص اروح اعرض الموضوع علي مرام واحاول أقنعها أن فرحها قبل  رمضان  ....يارب متض.ربنيش بالن.ار بس ...

ضحك أنس وقال؛

-صحيح يا آدم فيه حاجة تانية عايزها ..

-اتفضل ...

تنهد أنس وقال:

-مش عايزك تاخد الأمور بحساسية بس أنا عايزك تشتغل معايا !

رفع ادم حاجبيها وكاد أن يرد عليه ولكن رنين الهاتف اوقف الكلمات في حلقه !!!


............ 

كان مهرا جالسة في غرفتها تنتظر ادم لكي يأتي ويأخذها  ...كانت بحاجة ماسة لأن ترتمي بين ذراعي ادم وتبكي حتي ترتاح ...قلبها يؤ.لمها ...كيف ظنت حياة أن مهرا سوف تسامحها...كيف تسامحها وهي من د.مرت حياتها بتلك الطريقة ...صحيح أن مروان لم يلمسها ولكن يكفي انها خدعتها وهي التي اعتبرتها صديقتها المقربة ...عانقتها مهرا ولو تتوقع أن حياة سوف تطع نها في ظهرها ...لقد اعتبرت حياة شقيقتها !كانت تحبها جدا ...ورغم أن جدها حذرها كثيرا من حياة وكان يتضايق عندما تدخلها المنزل إلا أن مهرا لم تستمع له ...كانت تهتم جدا بصديقتها ولم ترد ابدا ان تج.رحها...وقفت أمام جدها ووالدتها عدة مرات بسببها هي ...هي فقط ...وهل تلك هي نهاية المعروف !!!فكرت مهرا والأ.لم يزداد في قلبها ...ثم رفعت كفيها علي وجهها واجهشت ببكاء مر.ير ...كم تتأ.لم ...خيانة الاصدقاء هي الأسوأ علي الاطلاق ...هي لن تسامح حياة ...لن تسامحها ابدا ...ستظل طوال حياتها تكر.هها ...ستظل تلع.نها ...الخيا.نة عندما تأتي ممن





 نحب تكون قا.تلة ...وحياة قت.لتها ...فكيف تسامح من قت.لها كيف ؟!وكيف تجرؤ هي علي طلب السماح !!لا تصدق وقا.حتها !

طرقة علي الباب جعلتها ترتجف ...

مسحت دموعها بسرعة وقالت بصوت لا يخلو من البكاء :

-اتفضل...

ولجت مروة الي الغرفة وهي تبتسم بلطف وقالت:

-ها يا ميمو أنتِ كويسة دلوقتي ؟!

هزت مهرا رأسها ...نظرت مروة الي مهرا بشفقة ...المواجهة التي حدثت بين مهرا وحياة كانت مد.مرة لكليهما ...كلاهما كان من هار ...ولكن انهيار مهرا أوج.ع قلبها .




..ابنتها كانت تعاني بسبب الخيا.نة ...علي الرغم من أن مهرا أخبرتها أن مروان لم يلمسها ولكن ما فعلته حياة من وجهة نظرها لا يغتفر !!

اقتربت مروة من مهرا وامسكت كفها وقالت:

-انا عارفة المواجهة اللي حصلت من شوية دي مش سهلة ...وعارفة انك مو.جوعة ..بس الكر.ه ده وحش يا مهرا صح ؟!

نظرت مهرا الي والدتها بصدمة وقالت:

-انتِ عايزاني مكر.هش اللي د.مرت حياتي يا ماما ...اللي خا.نتني ...عايزاني اسامحها!!!!

ابتسمت مروة بحزن وقالت:

-الغفران صعب صح يا مهرا!

هزت مهرا رأسها وهي تبكي وقالت:

-مستحيل ...الغفران مستحيل يا ماما...لما شوفتها كان نفسي اقت.لها ...كان نفسي اعمل حاجات كتير !!.

-محدش يقدر يجبرك تسامحيها ...بس كمان من العدل انك متجبريش ادم يسامح جده يا مهرا ...صح ؟!

نظرت مهرا الي والدتها وقد أدركت لأول مرة أن ادم ليس قاسي بعدم غفرانه لجده ...بل أصبحت متيقنة أن الغفران صعب ...نحن لا يمكننا أن نسامح من يأ.ذونا بتلك السهولة ...آدم محق وهي مخطئة!

........

امام الفيلا 

كان يقف ينتظرها ...صوتها كانت مختنق  عندما حدثته ...لقد ترك انس وخرج ليحضرها لانه  قلق عليها كثيرا ...يتمني أن تكون بخير ...فجأة تجمد.مكانه وهو يراها تخرج من الفيلا ...وجهها باهت وأثر البكاء واضح جدا ...ما كاد أن يسألها عما حدث حتي ارتمت بين ذراعيه تعانقه بقوة !تستمد منه الامان ...وهو لم يبخل عليها بل ضمها إليه وهمس:

-خلينا نروح بيتنا ....

.........

بعد نصف ساعة تقريبا ...

وصلا الي المنزل ودخلت مهرا مباشرة الي غرفتها ...

-فيه ايه يا آدم يا بني ؟!

قالتها حسناء بتوتر فرد ادم :

-صدقيني معرفش يا امي ...هدخل دلوقتي وأشوف ايه اللي حصل هناك خلاها كده......

ثم ولج ادم بسرعة للغرفة وكاد أن يتكلم ولكن مهرا ارتمت بين ذراعيه وهي تبكي بعن.ف ...تبكي كما لم تبكي من قبل ...كان آدم يربت علي كتفها ويقول بخوف:

-حبيبتي ...قوليلي ايه اللي حصل أنا مرعوب عليكي!

-مش عايزة اتكلم يا آدم ...

احض نني 


وبس ...أنا محتاجالك.

وفعل ما طلبته ضمها بشدة إليه ...عناق ادم يمثل لها الامان ...وهي الآن تشعر بالأمان بعد الهلع الذي أصابها اليوم !


.......................

-خدي ده من أيدي 

قالها سامر بابتسامة رائعة وهو يطعمها بيده ...أرادت كارما الاعتراض ولكن نظراته الصريحة بالحب الخالص منعتها من فعل هذا ...لم تكن تريد أن تك.سر بخاطره ...منذ أعطته موافقتها علي البدء من جديد وهو يدللها بطريقة اذابت الجليد من قلبها ...شعرت أن مشاعرها تعود للحياة مرة أخري ...ما فقده هو بغبا.ؤه استرده ببساطة !!!لقد استرد قلبها مرة آخري ..





.وربما أن قلبها لم يغادره ابدا ...فقط الغضب والحزن صور لها انها تكر.هه ولا تحبه ...ولكن يا لغب.ائها أدركت أن الحب متمثل فيه ...لقد عرفت الحب علي يديه ...عرفت كيف تكون امرأة عاشقة بجنون ...ولكن ما زال الخوف لم يغادر قلبها...





 ما زالت لم تمنحه ثقتها كاملة ...رغم أن مشاعرها كلها معه ولكن هناك شىء مفقود ...تتوقع منه الخي.انة في اي لحظة .. ما زال جر.حها مفتوحا لم يلتئم بعد ...

فكرت متجهمة لينظر إليها سامر وهو يتنهد بعمق ...قلبه يؤ لمه لأنها بعيدة عنه لتلك الدرجة ...ما زالت لا تثق به وهي محقة ...لقد قرر أن ينتظر ولكنه مشتاق إليها ...يريدها أن تخبره أنها ما زالت تحبه ...يريد أن يطمئن ولكنه لن يتسرع




 ....سيتركها علي راحتها ...سيفعل المستحيل حتي تعود وتحبه ...فهي حبيبته...مالكة قلبه وزوجته...زوجته التي نبذها ثم عرف انها وقع في غرامها ...كم هو 



غب.ي لانه أضاع الكثير من الوقت ...ولكن هذا ليس مهم هو دوما مؤمنا أنه يمكنه البدء من جديد ...وهو الآن سوف يبدأ صفحة جديدة معها ولن يفقد الأمل 

ابتسم بينما تتناول الطعام من يده ثم قالت:

-مش قادرة يا سامر كفاية ..

ابتسم سامر وقرر الا يضغط عليها ونهض لينظف الطاولة ...نهضت هي بدورها وساعدته ...

....

عشر دقائق وانتهوا من تنظيف الطاولة وغسل المواعين ثم قال سامر :

-ايه رايك نتفرج علي فيلم سوا ؟!

هزت كارما رأسها ليكمل سامر بحماس بسبب موافقتها :

-خلاص روحي جهزي الفيلم اللي حاباه وانا هعمل الفشار ماشي ...

هزت كارما رأسها واتجهت نحو الصالة بينما ابتدأ سامر بعمل الفشار ...كان متحمسا كما لم يكن من قبل ...

.....

كانت تبحث كارما عن فيلم مناسب علي أحدي المنصات الرقمية إلي أن وجدته ...فيلمها المفضل 



لكم تعشق هذا الفيلم ...بالحقيقة هي تحب بطله أيضا هيث ليدجر ...كان أحد الممثلين التي تحبهم بقوة وتتمني الزواج بشخص مثله ...ضحكت وهي تتذكر ايام المراهقة حيث أنها كانت مختلفة تماما عن باقي الفتيات ...لم ترتبط ابدا كما فعلوا صديقاتها ...ولم يجذبها اي من الفتيان حولها ...بل طموحاتها كانت أكبر ...وقعت بشدة في غرام الممثلين ...وارادت دوما أن ترتبط بأحدهما ...ولكن لم تعرف لوعة الحب الا حين قابلت سامر  ...سامر  الذي أُغرم بمرام ولم يراها حتي ...حاولت بقوة أن تنساه ولكن فشلت تماما واستسلمت للحب ...ودمرها الحب !فكرت بيأس...

خرج سامر من المطبخ وهو يحمل الفشار ويقول:

-الله حلو الفيلم ده يا حبيبتي ...يالا عشان نتفرج ...

ثم سحبها من كفها بيده الحرة ووضع الفشار أمامهما...ثم جذبها لترتاح علي صدره بينما يضمها إليه ويطعمها الفشار بيده ..وبين الفينة والاخري كان يطبع قبلة قوية علي رأسها....

أغمضت عينيها وهي تستمتع بقربه وتحاول أن تمحي من عقلها اي لحظة حزن ...انك.سار ...

....

بعد ساعة ونصف  تقريبا ...

كان الفيلم قد انتهي....

نهضت كارما لتذهب الي غرفتها لكي تنام بينما جهز سامر الأريكة لكي ينام عليها ...

نظرت إليه وابتلعت ريقها وقالت:

-مفيش داعي ...تقدر تنام في الاوضة و..

صمتت وهي تتنهد بتوتر  ثم أكملت :

-انا عايزة انك تنام جمبي ...

نظر إليها بصدمة وشوق ولكن لم يتأخر واقترب منها بنية تقبيلها ...ابعدت رأسها وقالت بخجل :

-لا انا عايزاك تنام جمبي بس !


..........

في عيادة طبيب المخ والأعصاب 

كان يضع كفه علي رأسه ...عينيه ملبدة بالدموع...قلبه يعت.صر من الا.لم ...كان يشك في الأمر ...تعبه المستمر مؤخرا جعله شبه متأكد وخاصة أن والده وجده ما.توا بهذا الم.رض الل.عين ...سرطان



 الدماغ ...الصداع المتكرر الذي كان يصيبه والغثيان والدوار ونسيان بعض الاشياء كلها تلك كانت من أعراضه وهو لم يخد.ع نفسه وقرر أن يطمئن علي نفسه وقد عرف النتيجة مسبقا ....

نظر وائل الي الطبيب وقال:

-قدامي قد ايه وامو.ت يا دكتور؟!

نظر إليه الطبيب بشفقة وقال:

-احنا لسه في البداية ممكن نجرب الكيماوي و ...

هز وائل رأسه وقال:

-لا انا عارف النتيجة مسبقا يا دكتور ...عارف قد ايه المرض ده متعب ...وعارف أن مفيش امل ...

-يا وائل بيه ؟!

قالها الطبيب معترضا لينهض وائل ويقول:

-انا عايز اعيش باقي ايامي يا دكتور من غير كيماوي وتعب ...أنا شوفت المرض ده بيمو.ت والدي بالبطئ...شوفت الكيماوي وهي بيد.مره ويش.وه ملامحه ...وفي الاخر ما.ت ...وانا راضي بمصيري...شكرا يا دكتور ...قراري النهائي اني مش هتعالج!!

ثم خرج من العيادة وفي قلبه حزن العالم بأكمله !

.........

كان يجلس علي الطاولة يأكل بمفرده ...كان يائس للغاية ...عندما أخبر حياة بالحقيقة هاجت كثيرا ...وجر.حته بكلامها ...كلامها كان كالخن.جر الذي مز.ق قلبه !!!وقد كانت محقة ...مروان ما زال يرتكب الأخطاء ...ما زال يكذب ويخفي بعض الاشياء التي قد تكون في غاية الأهمية ...لقد راي حياة تعاني وكادت أن تمو.ت ولكنه لم يحرك ساكنا ولم يخبرها أنه لم


 يل مس 




مهرا ...لماذا فعل هذا ؟!هو حقا لا يدري ...لا يدري لماذا هو سا.دي بتلك الطريقة ...

تنهد هو بحزن وكاد أن يأكل عندما دخل والده وهو يسير كأنه مي.ت ...نهض مروان ونه.ش القلق



 قلبه واقترب من والده وهو يقول :

-بابا!فيه ايه ؟!

ابتسم وائل ببهوت وقال:

-لا...أنا ...

كان يتكلم بطريقة غير متزنة وهذا ما اقلق مروان أكثر ...كاد هو أن يسقط إلا أن مروان 


امسكه بقو  ة 


وهو يقول بفزع:

-بابا فيه ايه؟!

لم يرد عليه وائل بل انف.جر بالبكاء وهو يعانق مروان بقوة ....

فزع مروان وهو يري والده بذلك الضعف ...بدأ قلقه يزيد حتي تصاعدت الدموع في عينيه ...ارتج قلبه بقوة وهو يربت علي كتف والده محاولا بأقسي قوته الا يبكي !.....

......

بعد قليل ...

كان مروان يجلس بجوار والده ويمسك كفه ويقول:

-قولي يا بابا فيه ايه ...ابو  س

 ايديك قولي ايه اللي حصل ؟!

نظر وائل الي ابنه ...قلبه يعت.صر من الا.لم ...ابنه عاني كثيرا ...ابنه لم يحصل علي الحب ...والان سوف يخبره بهذا الخبر السئ!!

هز وائل رأسه وهو يرفض أن يتكلم ...ولكن مروان شد علي كفه وقال:

-بابا ابوس ايديك اتكلم ...ابو  س    

 ايديك!

كان وائل ينظر إلي ابنه بيأس وقال بصوت ضعيف:

-انا عندي كانسر ..



.كانسر في الدماغ يا مروان!!!!

وانك.سار مروان في تلك اللحظة كان لا يقارن بأي لحظة انك.سار عاشها !!!

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-