CMP: AIE: رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل الثامن8 بقلم دعاء احمد
أخر الاخبار

رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل الثامن8 بقلم دعاء احمد


رواية صغيرة في قلب صعيدي 
 الفصل الثامن8
 بقلم دعاء احمد




في صباح يوم جديد.....
ملاك صحيت مش عارفه تتحرك، فتحت عنيها بضيق لكن  شهقت بصدمة و هي شايفاه حضنها و هو عاري الصدر ، وسعت عنيها من الصدمة و زقيته بعيد عنها بقوة... 

جاد قام و بصلها باستغراب و حدة
:في اي؟ 

ملاك بغيظ
:هو ايه اللي في اي! أنت بتستعبط 

جاد ابتسم باستفزاز و في لحظة اعتلاها و بهمس مخيف
:مين بقا اللي بيستعبط!

ملاك بسرعة و خوف:أنا....

جاد بابتسامة :شاطرة يا ملاك.....

جاد سابها و قام دخل ياخد دش، ملاك حطت ايدها على قلبها بتوتر و ارتباك
قامت بسرعة اخدت هدوم ليها و استنيته لما خرج ...... كان لابس تيشرت نص كم لونه احمر و عليه كلمة بالانجليزي باللون الرصاصي و بنطلون اسود... ملاك فضلت تبصله و هو واقف أدام المراية 
جاد لاحظ نظراته في انعكاس المراية و ابتسم و هيبلعت ريقها بارتباك و اخدت هدومها و بسرعة دخلت تاخد دش...... 

بعد لحظات 
كانوا نازلين سوا و الكل قاعدين على السفرة منتظرينهم على الفطار

جاد :صباح الخير يا حج

المحمدي بجدية:صباح النور اقعد يا ولدي علشان نفطر 

جاد قعد جنب ملاك و جنا اللي كانت مش طايفه نفسها لكن مضطرة تستحمل 

سما لملاك بحب :
انتي كويسة دلوقتي؟ 

ملاك؛ اه الحمد لله بخير بس كانت أول مرة أتعرض لموقف ضر"ب النار دا و خفت... 

سما بهمس و خبث؛ 
طول ما أنتي مع جاد المحمدي متخافيش هو مستحيل يخلي حاجة عفشه تصيبك... 

ملاك متكلمتش و هي بتبص له..... 

في قاعة كبيرة موجودة في الثريا مخصصة لقعدات الصلح و حل المشاكل 
جاد دخل القاعة ووراه رجب الغفير، قعد على مقعده بهيبة و شاور لرجب بجدية
:رجب دخل الناس اللي وقفه بره 

 رجب بإحترام:وامرك ياكبير ….
دخل رجلين واحد باين عليه الهيبة و الغرور كبير في السن و التاني بسيط جداً شاب
جاد رحب بيهم و هم قعدوا ادامه

:ايه المشكلة يا أحمد؟ 

الشاب بغضب
؛ الحكاية عنده هو يا عمدة اخوي الكبير عايز يحرمني انا وأخواتي البنات من ورث ابوي… يرضيك كده  …عايز يخالف شرع ربنا علشان عادات و تقاليد عف عليها الزمن …. 

جاد بص للحج يونس اللي قعد و باين انه مش راضي عن القعدة دي و عارف رأي جاد المحمدي و انه اكيد مش هيرضي باللي بيحصل..

جاد بحدة و وقار
"ايه رايك في الكلام ده يا يونس ….. انت فعلا تريد تحرم اخواتك البنات من ورثهم وكمان هتحرم اخوك معاهم ..

يونس بحدةٍ وسخرية….
 دي عادتنا يا عمدة و عادات العيلة كلها ماشين عليها من زمن الزمن ..الحريم مالهمش ورث عندنا …..

جاد حس بالغضب و ان الحج يونس بيقبل من شأنه و كمان مش مكسوف من اللي بيقوله لكن اتكلم يهدوءو حكمة لا تخلو من القوة

“معاك حق من عوايدنا اننا نخالف شرع ربنا …. بس انا عايز افهم منك انت رافض تدي اخوك ورثه ليه متصنف من الحريم إياك …

يونس بسرعة ونفي….

:لا بس انا عرضت عليه نقسم ورث ابوي علينا، احنا الاتنين بس هو رفض وصمم قبل ماياخد جرش واحد اعطي لاخواتي البنات حقهم ..وانا قولتله اني هعطيهم مبلغ بسيط كده من الورث ا …

جاد  بسخط و غضب…
:هتعطيهم صدقه اياك ، ولا وفيك الخير  ، كمل يا حج يونس ساكت ليه ..ولا اكمل انا
عنك فى قررت تشيل لحالك… وتمن الفلوس
الى هتورثها من ابوك ، طب لم تقابل ربنا هتقوله إيه؟ والغريبه ان علامة الصلاة على جبهتك
يعني عارف ربنا…… واكيد جه وقت عليك وقرأت
القران ووقفت عند سوره معينه بتقول
(بسم الله الرحمن الرحيم …
يوصيكم الله في اولـٰدكم للذكرِ مِثل حظِ الأنثيـين )
صدق الله العظيم ….في نفس الاية ربك قال
…بسم الله الرحمن الرحيم
(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنـٰتٍ تجرىِ من تحتها الأنهـٰر خـٰلدِين فيها…)
صدق الله العظيم ….وطبعاً اللي هيخالف حدود الله هينول عكس اللي ربنا ذكره….ها اي رايك ياحج يونس ….”

الحج يونس بهدوء





“بس دي عادتنا ومش لازم نغَيرهَا …”

جاد بثبات….
“عادات غلط لا الشرع حلالها ولا ربنا ورسول
وصى بيها بالعكس ربنا اكد ان الست ليها حق
تورث مع الراجل وراجل ربنا كرمه لم اعطاه مثل حظ الاثنين ….وبعدين بلاش مماطلة في الحديث انت عارف انك لو منعت اخواتك البنات واخوك من الورث هتكون بتشيل ذنب إنت مش قده وراح يضله متعلق في رقبتك لحد يوم الدين ….وانا مش بغصبك ياحج  انت اكبر مني وفاهم دينك إيه ….
 …..
يونس بهدوء
“انا محتاج اعيد كلامك في دماغي ياكبير وان شاء الله هعمل الى ربنا يقدرني عليه….”

احمد
“الله يرضى عليك ياخوي صلي استخاره وتقرب من ربنا واكيد هيلهمك بي اللي يرضى لينا وليك …”

يونس
“الله المستعان ، بعد اذنك يا جاد بيه ….”

مشيوا و هو بيفكر في حاجة

رجب بهدوء
ليه كلمته بالحسنى ياكبير كان بامكانك تجبره انه يتنزل لاخواته عن ورثهم …

جاد
“في حاجات متمشيش بالقوة يا رجب لازم تيجي عن إقتناع….. و يونس راجل كبير وعارف دينه كويس لكن ساعات العادات اللي تربينه عليها بتجبارنا نعملها بدون ما نفكر حرام ولا حلال"

ملاك كانت واقفه بعيد و هي بتتفرج على المشهد كله و استغربت ان واحد زيه يعرف في الدين حاجة أصلا 
كانت مستخبية وراء الستاير متنكرش انها حست بهيبته و هو بيتكلم و ابتسمت غصب عنها لكن شهقت بفزع اول ما سما ضربتها على كتفها 

سما:بتعملي ايه هنا؟ 

ملاك:وطي صوتك هيسمعنا....

سما:امم ماشي بس قوليلي بتعملي ايه
ملاك :مفيش كنت بتمشي في الدوار و شفته داخل المكان دا و فضولي اخدني اعرف بيعمل ايه مش اكتر جيت لحد هنا و سمعته...

سما :الكل بيهابه صح؟ 

ملاك بتوتر من طريقتها ؛ 
باين كدا

سما :على فكرة هو طيب اوي و يعرف ربنا بس ساعات بيعمل حاجات لما بتعصب او يغضب تخليكي كارهه اليوم اللي عرفتيه فيه بس هو طيب اوي و الله

ملاك:ما هو باين.... 

سما ؛ انا هروح لماما فاطمة و انتي شوفي بتعملي ايه بس خالي بالك على نفسك 

ملاك هزت راسها الايجاب و كل واحدة مشيت في طريقها 
بعد لحظات في المطبخ




ملاك كانت داخله لكن سمعت صوت الشغالة بتتكلم مع صاحبتها بالهمس

:شفتي اللي حصل يا بت يا نوارة بقا على اخر الزمن دا كله يطلع من العمدة... 

نوارة؛ حصل ايه يا بت مش فاهمة

هند بشهقة:مش فاهمة ايه يا بت دا الموضوع واضح زي عين الشمس.... حضرة العمدة راح جاب واحدة و عايشة معه في نفس البيت و في نفس الاوضة من غير لا خش و لا حياء

نوارة؛ استغفر الله العظيم انتي اتهبلي يا بت انتي دي مراته و بعدين وطي حسك دا لو سمعك هيقطع خبرك من الدنيا كلها... 

هند بسخرية:مراته... دا حتى مشفناش قسيمة جواز و لا اتكتب كتابهم ادامنا و لا شوفنالها لا أهل و لا عيلة دي شكلها اكدة عيلة من الشارع جايبها عشان ينفذ اللي الحج المحمدي قال عليه و بس 
إنما مفيش جواز و لا نيلة

نوارة:يا سنتك الزفت اقفلي خشمك انتي عارفه الحج قال محدش يتكلم في الموضوع دا بس اقولك حاجة أنا سمعت الناس في السوق بيقول ان العمدة و لا العياذ بالله مش متجوزها و كل الموضوع علشان يخلف منها حكم ان  چنا هانم مخلفتش حتى بعد جوازهم بتلات سنين و اكتر... 

هند:اتاكدتي شفتي انا عندي حق 
البت دي شكلها كدا جايبها يخلف منها و بعد كدا يرميها في الشارع و يديها قرشين اصل لو كان فعلا متجوزها كان زمانه قال للبلد كلها زي ما عمل لما اتجوز ست چنا

نوارة: علشان كدا ست جنا عصره على نفسها لمونه و متقبله البت دي لحد ما يخلف منها و بعد كدا تاخد العيل تكتبه باسمها.... 

هند :الدنيا دي غريبة و الله ياله شهلي خلينا نحضر الغداء.... 

ملاك كانت بتسمع الكلام و هي مش فاهمة قصدهم و بتحاول تستوعب اللي بيحصل و ان وجودها مجرد اتفاق علشان يخلف منها و بعد كدا يرميها في الشارع.... 

طلعت اوضتها بسرعة و غصب عنها دموعها نزلت و حاسه بمرارة و قهر..... 


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-