رواية القدر
الفصل الثالث والعشرون23
بقلم رحمه ايمن
اتجمدت علي الارض وكل اطرافي بترجف ومش قادره حتي ارمش ب عيني.
إياد!
حسيت بالخنقه لما المكان ازدحم بالناس حولينا من كل إتجاه وصاحب العربيه نزل وهو بيحركه وبقول بزعر وخوف
~ مخ..دتش بالي هي...هي طلعت فجاه قدامي وهو سحبها وملحقتش ادوس فرامل اوقفها
م.. مدام انتِ كويسه؟ حصلك حاجه؟، هنروح علي اقرب مستشفي حد يساعدني بسرعه!
قومت بسرعه متجاهله ألمي من اثر وقعتي ودموع بتتشكل في عيني زي البركان من الخضه وعدم الوعي و هو بتحرك من قدامه يفتح لي الطريق وانا بحاوط ايدي لتنين بخَده وبقول بصوت قوي، مبحوح، مؤلم
- إيااد! اياد انت سمعني! افتح عيونك ركز معايا، إياد
فَتح عيونه ببطئ وهو بتأملني قدامه لخطات قبل ما يقفلها تاني بتعب وإرهاق وغاب عن الوعي
حركت ايدي علي دراعه برجفه خفيفه وخوف
- إياد متقفلش عينك، إياد لو سمحت ركز معايا! حد يتصل بالاسعاف بسرررعه!
قلتها بصوت عالي متغلف بالقلق والخوف فصاحب العربيه اتكلم وهو بينحني قدامى وبقول بهدوء محاوله منه انه يطمني.
~ حركي معايا للعربيه، مش لسه هنستني عربيه الاسعاف يا بنتي، ساعديني بس واهدى ان شاء هيكون بخير، ساعديني
حركت راسي ودموع لسه بتنزل مني غصب عني وانا بساعده نسنده وواحد كمان قدم المساعده ونام علي المقعد الخلفي وقعدت معاه وانا محاوطه ايدي براسه.
عياطي زاد وصوتي عليِ وانا بشوفه قدامى وهو مش قادر ياخد نفسه وبتنفس ببطئ وبقول بإضطراب
- ونبي يا عمو اسرع! ، اسرع من كده لو سمحت.
~ انا ماشي بقصي سرعه اهو يا بنتي والله ان شاء الله هيكون بخير، هيكون بخير ان شاء الله
"بحزن" انا كنت سايق علي مهلي بس انتوا الي ظهرته قدامي مره واحده، اسف والله، بعتذر
حركت راسى بهدوء وانا بتامله بخوف واتجاهلت اي صوت تاني موجود وانا بصبره وبقوله بصوت خافت انه هيكون بخير، وانه يقاوم عشاني.
--------------------------------------------
دخلنا المستشفي بعد ما دخل فورا للعمليات وساعد الراجل الي وصل نا دكتور تاني وهما بحركه علي السرير الطبي النقال وبتحركه بيه وانا بعمل اوراق دخوله لل مستشفي بسرعه وعيني متثبته عليه بكل خوف.
يا رب يكون كويس
انا قلبي وجعني منه بس انا مقدرش اشوفه في الحاله دي!
يا رب ساعده، يا رب احميه.
ابتسمت الممرضه بهدوء ومسايره ليه عشان تطمني وانا بملى الكشف فحركت راسي ليها وانا بأبتسم إبتسامه خفيفه بين دموعي وبعدها تحركت علي اوضته بسرعه.
نزلت التلفون من علي وداني وانا بقفل مع فيروز الي مبطلتش رن وقلتلها الي حصل قبل ما اسمع اضطربها ورُعبها وهي بتكلم بخضه " بتقولي اي! اي مستشفي! اسمها اي بسرعه انا جيه حالا، عهد متقلقيش ها، هاجي حالا "
اتنهدت بتعب وانا بتحرك علي الشنطه الي اخدتها من الارض واكيد كانت بين إيده.
وانا بتامل كفي الي تغرق دم بسبب خَده.
نزلت عيني وانا برمش ونهرت للمره المليون وبقول "انا السبب.. حصل ده بسببي"
قعدت علي المقعد الطويل قدام الاوضه وانا مسمره عيني علي لمضتها الحمره وبدعي من كل قلبي بانه يخرج بسلامه
فيروز
: ابني فين يا عهد! إياد حصله اي!
رفعت عيني وانا بشوف فيروز الي وصلت هنا في سرعه البرق وانا بشوف ملامحها المنطفيه والمخضوضه بكل وضوح ويزيد خوفها من خوفي اكتر
فترمي في حضنها وانا بقول بإنهيار
- لسه محدش خرج من الاوضه، لسه داخل من نص ساعه.
شدت علي دراعي وانا بشوف علي خدها بخوف
فيروز
: كنت عرفه انه هيحصل مشكله، قلبي كان مقبوض
من الصبح وكان هيموت من القلق عليكوا
مكنش ينفع اسيبكوا تخرجه العشاء ده، كان لازم امنعكوا.
استغربت ردها وانا بخرجها من حضني وبركز مع كلامها الي بتقوله بنفس الندم والخوف
فيروز
: كان باين عليه غريب من امبارح، كنت خايفه عليكي اوي وانا بشوف الحقد في عينيه، عهد انا متوقعتش الامور توصل لدرجه دي قلت هترجعوا متخانقين لكن... لكن مستشفي! بالله عليكي طمنيني عليه
ازاي حصل كده، أذاكي؟ طيب اصابته خطيره؟ اتكلمي!
ربت علي كتفها واكون انا الي ب هديها واطمنها مش هي وبشوف كل اطرفها بترجف قدامي وانا بفتكر انها الام لي قبل ما تكون الاخت او الصديقه، وانه اغلي حاجه عندها
- هيكون كويس ان شاء متقلقيش، الراجل الي كان سايق كان سرعته هاديه، مسبنيش خالص غير بعد ما جاله إتصال وتحرك وقال انه هيرجع تاني يفتح بلاغ وانه متكفل بكل حاجه حصلت و علاجه.
متقلقيش انا واثقه انه هيكون بخير ان شاء الله
قعدت وهي بترمي جسمها علي المقعد بتعب
وبعدها حركت إيدها بتوتر واضح وهي بترفع التلفون علي ودنها وبتكلم بهدوء
فيروز
: لازم اكلم خاله حالا يجي يشوف الوضع
حركت راسي بتأيد وقعدت جنبها اراقبها بهدوء بعد ما رنت علي يامن كمان بعده وقالوا انهم جاين فورا.
-------------------------------------
قعدنا قدام الاوضه بصمت قبل ما يجي يامن بسرعه البرق بقلق فتترمي فيروز جواه بتعب وبدات تتنفس بتدريج كانها شافت حياتها قدامها وبعده ظهر عمو صابر بخطى سريعه وقلق وهو بيسال بفضول اي الي حصل.
قعد يامن يهديها وعمو صابر يهديني لما الاضاءه الحمره انطفت وخرج الدكتور منها.
وقفنا قدامه بلهفه وعمو صابر بسال بقلق
صابر
: أمير! طمني يبني إياد بخير
الدكتور بهدوء
: ازاي حضرتك يا دكتور صابر، إياد
تعرض لحادثه مفاجاه لو مجاش بسرعه كان زمان المشكله بقي اسوء بكتير لكن سيطرنا علي قد ما نقدر علي الوضع
اتصاب في دراعه الايمن بسبب دخول العربيه فيها جامد
وكان في جرح كبير في جبهته خيطنها لي وكدمه في رجله وكدمه كمان في صدره بسبب آداه حاده دخلت فيه لكن اطمن حالته مستقره الحمد لله هو غايب عن الوعي دلوقتي بسبب المخدر لكن هيفوق بكره ان شاء الله
هننقله علي الاوضه التانيه حاليا وهنعمله كل الواجب.
صابر
: طيب محتاج اطمن عليه واتاكد، ينفع ادخل
الدكتور
: اكيد يا دكتور صابر، تغير هدومك من هنا، بتمني الشفاء العاجل يا رب، عن اذنكوا.
اتحرك الدكتور وانا وفيروز ملامحنا بتهدا نوعا ما
حضنت يامن تاني وهي بتردد "كسر في دراعه! يامن، إياد"
وهو بربت علي راسها ويهديها.
وانا واقفه بحاول اهدا واريح قلبي الي زي نار من خوفي عليه وبدعي ربنا بهدوء.
----------------------------------
اتحركت فيروز مع يامن بصعوبه بعد ما اكد علينا الدكتور بوجود شخص واحد جنبه.
غير انه البيت مينفعش يكون فاضي وانها لازم تتعامل عادي عشان محدش يتخض.
سحبت كرسي وانا برخي الطرحه وبقعد قدامه وانا شايفه الجبيره حولين دراعه والجرح المتخيط فوق حجبه الايسر، وشعره الفوضاوي وجروح خفيفه منتشره في وشه من جهت اليمين.
ودموعي بتنزل بدون إراده مني
معرفش تأملته قد اي، لكن علي قد جرح قلبي منه وزعلي، علي قد وجعي بحالته دلوقتي قدامى وانا شايفه بضعف ده
كانت ملامحه بتتبدل كل شويه ما بين الالم والانزعاج
وهو لسه مغمض عيونه بإحكام
كأنه بيتخيل
او بيحلم، لكن اكيد مش حلم حلو اطلاقا بنسباله.
حركت إيدي بتردد وانا برفعها فوق قلبه، وبربت عليه بخفه فرجع وشه طبيعي زي ما كان وكأني فوقته او رجعته للواقع من تاني.
استسلمت لنوم، وانا بمدد دراعي علي طرف سريره وبرخي رقبتي وبغرق في نوم مُهدد لل إستعداد لاي حاجه ممكن تحصل منه او انه يصحى في اي وقت .
الساعه 6 صباحا.
حركت جفوني وانا برمش ببطئ مع الضوء الي منتشر في الاوضه في كل مكان
حركت درعاتي من علي السرير وتعدلت بتعب بسبب نومتي المتعبه امبارح
وانا بحرك إيدي علي عيني وبفتحها ببطئ فتنصدم بعيونه البُني الفاتحه المفتوحه قدامي وبتتأملني بحذر.
- انت... انت كويس؟
رد فعل بارد من واحده بتموت جوه وكل مشاعرها متلغبطه واحده كان نفسها تجري دلوقتي وتدخل حضنك وتقولك انها كان ممكن يحصلها حاجه لو جرى لك حاجه وخسرتك
كنت ضربتك بكل قوتي وانا بناديك بابشع الالفاظ عشان بعد كده متعملش ده وتأذي نفسك بشكل ده عشاني.
قبض علي ايدي جامد عشان متهورش، عشان امنع نفسي من اي تصرف غبي ممكن اعمله.
رفعت عيني الي نزلتها بعد سؤالي من عليه لما لقيت سكوته طول ف لقيته لسه بيتأملني من غير ما ينطق
تحركت شفايفي بتوتر وانا بجمع حروفي وسالته تاني
- إياد في اي؟ انتَ كويس
= يعني فعلا انتِ غيرهم! ، مش شبها، مش شبهم كلهم
-......
بصت له بستغراب من غير كلمه وانا بشوف الراحه في عيونه وابتسامه خفيفه علي بقُه.
كنت هتكلم قطاعنا صوت قوي وهو بيدخل بإستعجال
الممرضه بسرعه فائقه
: اهلا بحضرتك ، الحمد لله انك بخير وفوقت، دكتور أمير طلب مني اعلق لك المحلول ده، انا مستعجله جدا ولازم امشي حالا، ممكن تتعاون معايا بسرعه
حركنا عيونا عليها بستغراب وهي بتقرب منه وايديها بترجف بشكل واضح وبين عليها انها هتغزها في دراعه وتجري بدون مقدمات، اي كان المكان مش مهم المهم تخرج بسرعه
قطعتها وانا بقف قصادها بهدوء
- انتِ كده هتقتلي مش هتعلقى له محلول، جيبي انا هركبه
الممرضه بستغراب
: عفوا!
- قلتلك انا هركبه، بعرف متقلقيش
الممرضه بقول بضطراب وسرعه
: عرفه انها هتكون علي مسؤليتي الخاصه، لكن انا مستعده اثق فيكي، انا فعلا لازم اخرج بسرعه، شكرا ليكي
= استني بس! هتلقيها بتهزر! انتوا عايزين تقتلوني
عايزه تنتقمي مني مش كده؟!
خلعت البلطو الابيض ورمته ليا وقالت وهي بتخرج بسرعه
الممرضه
: متنسيش واثقه فيكي، بتمني تكون بخير ، سلام
خرجت وانا شايفه علامات التعجب علي وشه بوضوح وانا ببتسم بديق بسبب رده فعله!
هو فاهم اني فعلا مبعرفش اعمل حاجه خالص ول عندي قدرات ول مُتعلمه!
ومبعملش اعمل اي حاجه غير الطبخ مثلا! لدرجه دي مستقل بيا، جزت علي سناني لما نفس الشعور البارد إتجاه رجع تاني.
اتحركت عليه فقال بصوت مهزوز ومتوتر
= ه.. هكلم خالو يجي يدهولي متتعبي....
اتجاهلت كلامه وانا بقرب لعمود المحلول العَجل وبحركه معايا وانا بقطع كلامه بحزم
- وانا صغيره كان عندي 7 سنين يوم وقت ما خرجنا انا وبابا وماما من الصعيد، لما خرجنا من هناك كان في مشاكل في العيله توصل للقتل بين بابا وعمي وجدي، فعشان كده مشينا ومفكرناش نرجع تاني.
بابا كان تاجر شاطر، كان له سمعه حلوه في القريه الي احنا فيها وعشان عمه سامح صحبه ساب الصعيد ونقل القاهره قله يجي يشتغل معاه وكان فرحان جدا لما بابا وافق.
بابا خد بنت عمه، توئه بنت حنفي اكبر دكتور في الصعيد
اشطر بناته، وأجمالهم، امي!.
نسب وجمال وشطاره لكن دمرها، طفاها بعد ما كانت شمعه منوره حياتهم ومشرفه ابوها ورفعه راسه ديما
فتحت زرار قميصه من جهت الايد وانا بطبقه عشان اوصل لنص دراعه الايسر وحدد العرق وهو منسجم معايا من غير حتي ما يركز انا بعمل اي.
كملت وانا بعيد زكريات بتمني امحيها من دماغي للابد.
- جدو مسمحش لماما تمشي، لكن عشان جوزها والازم تطيعه مشيت معاه، فيك تقول احترام
وخوف!
بابا كان عقله ناشف، لدرجه انه كان... كان بضربها كل يوم قدامي.
إيدي تهزت وانا بستعد لدس الحقنه في عرقه، ورجفت بقله حيله وقلبي وجعني من تاني وانا بكمل وبحاول اثبت إيدي علي قد ما اقدر ودخلتها في دراعه فعلا
- كان بتستحمل ديما، كانت تقفل عليا الاوضه عشان مسمعش او اخاف منه وكره.
لكن مقدرتش تعمل كده لاني فعلا بكره.
لو كانت بين أهلها وليها ضهر، كان هيخاف يقرب منها اكتر من الازم ويأذيها
لكن دلوقتي ملهاش بعد ما نقلنا القاهره
كان بتعدي حدوده معاها لدرجه انه
جروحها مبتنشفش ول الكدمات الي في وشها بتروح.
اتحركت من قدامه بعد ما ثبت الحقنه باللزق الابيض من غير ما ياخد باله حتي اني ركبتها من تركيزه في كلامي
قلت و غصه ف قلبي بتتملك مني اكتر
- كنت برقبها من بعيد ومبقدرش ادخل او احميها منه ومن بطشه، لانها كانت ديما تحذرني لو دخلتي بينا يا عهد هخاصمك، هزعل منك، مش هنام جنبك
ديما تحذرني انها هتبعد عني فكنت طفله بتخاف في يوم تخسر امها، فكنت براقب بسكوت ودموعي مغرقه وشي وانا بدخل الاوضه في كل مره وإيدي علي ودني وادفن راسي في سريري عشان مسمعش زعيقه فيها.
كانت ديما وهو مش موجود تعلمني كل حاجه تعلمتها، الطبخ، القراءه، التنظيف، ازاي امسك المقشه
ازاي اعمل الرز كده والبطاطس كده
وازاي امسك ابره وانا عندي 10 سنين.
اتحركت من قدامه وانا بجمع الابر الي كسرتها وفضتها في المحلول وبقعد علي كرسي الي قدامه تربيزه صغيره بيضه
وبلمهم بحذر ولسه غرقانه في زكرياتي وهو بسمعني ومركز معايا من غير اي صوت
- امي حِملت بأخويا وانا عندي 10 سنين، معرفش يومها كان متعصب لي كده بسبب الشغل
الي كان بتطور بشكل ملحوظ، وقدر يصنع لنفسه اسم في 3 سنين بس.
م.. مكنش ذنبها، انا الي وقعت علي السجاد يومها الرز ونسيت أكنسه ونشغلت
وكان ديما غلطاتي بتتحمل عواقبها امي! امي وبس
طلبت منه كتير اوي انه يسبها، انه يضربني انا
انه ميلمسهاش كفايه بقي، فيبتسم ويقولي "وانا عارف انه ده هيأذيكي اكتر من ضربك يا عهد"
مسحت دموعي الي نزلت غصب عني وانا بفتكر الذكره المشؤمه الي غيرت حياتنا وبتحرك لساني بألم
- يومها ضربها بعنف، اكتر من المعتاد
لاء اكتر من اي مره ضربها فيها قبل كده في حياتها
وقبضت ايده بتنزل علي بطنها فتجيب دم بعد ما تفقد امي الوعي قدامنا وهي بتقول اكتفت! اكتفت بجسمها مش بلسانها.
اتنهدت بتعب وانا برفع عيوني في سقف وبكمل بأسى
- جرينا علي المستشفي والدكتور بيقلنا بانه الجنين توفي
وبانه رحمها اتكسر!
اخسرت ابنها، وخسرت تعويضه!.
والدكتور بيسال بابا انها تعرضت لضرب، اتخطفت، حد تهجم عليها! وانا بشوف ملامحه كلها انطفت وهو مش موجود ول مركز في اي حاجه
كان نفسي اصرخ واقوله اه! حد تهجم عليها، حد اذاها، حد ضربها، وهو الي قدامك ده
كان نفسي اروح لقسم الشرطه وابلغ عنه من كتر وجعي عليها وعلي قلبي الي تحرق
لكن كنت طفله، كان عندي 10 سنين لسه، ويوم ما بلغ عن حد، ابلغ عن ابويا...
رخيت دراعي ورايه وانا بكمل بصوت هادي
- 8 شهور
8 شهور وماما مبتكلمش مع اي حد، ول بتعمل اي حاجه غير انها في حاله زهول وصدمه
وانا بشوف في عيون بابا الندم والخوف من حالتيها الي كانت بتسوء يوم عن يوم
ومقربلهاش نهائي، ول فكر حتي يكلمها
وفي يوم لقيت دوشه في البيت بعد سكون 8 شهور وانا بحلف انه لو كان تعرض ليها تاني مش هسكت وفعلا هتصل بشرطه فورا.
لكن لقيت امي! امي الي متهجمه عليه.
صرخت فيه باعلي صوتها، ضربته علي صدره الف مره وهو متكلمش ول بَعدها عنه وعيونه بتلمع بدموع
لاول مره في حياتي اشوفه بعيط يومها!
انه مبيلعبش دور الراجل الشرقي المتعصب الي بيضرب مراته وحديد مبيتهزش وانا مستسلم ليها بكل حواسه
كان اول مره يتكسر بشكل ده قدامنا وبوضحه بطريقه دي من غير اي تصنيع منه.
طلبت الطلاق وهو طلب فرصه
وفعلا سمحتله ب الفرصه دي، تعرف لي؟
- عشاني! ، عشان متبعدش عني وعشان مخسرهاش
وعدها انه مستحيل يلمسها وفعلا بابا ملمسهاش من يومها
لكن تعرف اي الي تكسر، تكسر كل حاجه حلوه بينهم
بعد ما شاف في عينيها البرود والجبروت الي مستحيل كان يشوفه منها في يوم
بقي بيخاف منها وعارف انها خلاص مبقاش في حاجه تخسرها غيري، وعشان كده مكمله الحياه معاه
مخسرتش واجبتها اتجاه، اكل، شرب، طاعه
فعلا مفيش طلب يقولوه مبيتنفذش
لكن اتمردت، اتمردت بعد ما ندمها في يوم علي الوثوق فيه.
مرضيش يعلمني، دخلتني دبلوم تجاره غصب عنه
مرضيش يجبلي تلفون، باعت خاتمها الي جدو ادهولها وجابته ليا.
طلبت نت واعمل باقه وفتحت لي من ورا.
قلتلها علي كورس عايزه اخده شجعتني وبقيت بتكلم إنجليزي احسن من اي حد.
كانت واقفه في ضهري وانا بشوف تغير فيها، امي عمرها ما كانت هتعمل كده زمان
وشوفت تغيره الي بقي اهدى كتير عن زمان
لكن بعد اي
خلاص كان فات الاوان !
وانه الي فعلا تغير ولاقصي حد مشاعرهم
بعد ما لقيت في عيون بابا الندم علي الي فات
ولقيت في عيونها الجمود بعد ما تكَسر عشمها وأملها في انه يتغير في يوم قبل ما يقتل حته منها ويقتل اصعب جزء ممكن تتحمل واحده قتله.
وانا بشوف كل مشاعرها نحيته بتموت مره واحده
وبطريقه دي...
حركت عيوني في إتجاه وانا بقف وبقول كلماتي الاخيره لي
- عرفه انه غلط اقلك كل ده عن عائلتي بعد ما جرحتني بكلامك وافعالك بحاجات بسيطه تعرفها عني
ما بالك بكل الكلام ده!
لكن عايزه اوصلك انه احيانا مبنخترش فين نعيش ول طريقه حياتنا ازاي عشان تبص لي بنظره القليله دي
انا مكنش عندي فرص واخترعت فرص لنفسي عشان اكون انسانه ناجحه في عيني وفي عين امي الي تعبت معايا اوي.
ناجحه بقليل الي اعرفه وفخوره بيه
ف لو سمحت بلاش نظره الاستحقار دي في كل مره تشوفني فيها، بلاش تكسرني تاني يا إياد
عشان لو وصلت لمرحله الجمود الي شوفتها في نظره ماما لبابا لدلوقتي
هتخسرني للابد صدقني!، حتي لو مكنتش بتعتبرني حاجه لكن مشاعري انا هتموت من ناحيتك زيها .
خرجت بسرعه وانا بقفل الباب ورايه وبسند عليه وتنفس بصعوبه وبستسلم لنفسي بعد صمودي قدامه.
اي الجمله الاخيره الي قلتها دي!
غبيه يا عهد! هيفهم انك.. انك بتحبي
لازم ميعرفش ده، لازم ميلحظش انك بتاعتبي عشان هو غالي عنك، كفايه كل الي عمله وزلك بيه، عايزه اي تاني فوقي بقي.
عمر
: عهد!
رفعت عيني في عمر الي ظهر قدامي وفوقني بعد ما سرحت في افكاري وهو بقول بقلق وفضول واضح
عمر
: دي اوضه خاله؟
حركت راسي بالايجاب وانا ببعد عن الباب وهو بيدخل بسرعه، كنت هساله عن فيروز ف لمحت تيتا بتقرب من الممر وبعدها فيروز ماسكه في ايديها مكه فتحركت من قدام الاوضه وبعدت عن نظرهم بسرعه.
مينفعش يشوفني بالحاله دي، لازم اهدا الاول
رفعت طرحتي بسرعه بعد ما لحظت انها مفكوكه وتحركت علي الحمام بسرعه احاول اطفي نار عيني وقلبي.
------------------------------------
دخلت عليهم بإبتسامه وشاي في ايدي، وانا بقابلهم بهدوء وبتلاشي النظر باي شكل من الاشكال لإياد
اتكلمت مع عمر ومكه وتيتا
وبعدها فيروز رنت بيامن وجيه قعد شويه وبعدها مشيه
لحظت طول القعده عيونه الهاديه الي متوجه ليا وانه بحاول ينبهني لي باي شكل عشان يكلمني
لكن كنت بهرب، بهرب منه ومن نفسي ومن كلامى الي استوعبت وفهمت اني قلت حاجات كتير من غير ما اخد بالي
كأني ما صدقت انطق، وكنت انت الشخص الي انطق قدامه
وغلط مرتين بإختيارك وبالثقه الي قدمتها ليك تاني من غير اي مجهود منك.
خرجت من افكاري علي صوت فيروز وهمسها ليا في ودني بفضول وتوتر
فيروز
: في حاجه؟
- لاء مفيش
فيروز
: بدال مفيش، متجاهله إياد لي؟ واضح جدا مراقبته ليكي
وتجاهلك لي
- صدقني مفيش حاجه، اجبلك حاجه تشربيها
عدتها بمزاجها لما شافتني تعبانه وبتكلم معاها بصعوبه ومش قادره حتي انهدها
عمر
: عهد، تعالي اقلك الجديد
تنفست بإبتسامه صافيه وقلت اخيرا حد هيخرجني من دماغي الي سوحتني وانا بركز معاه وبحاول انسي اي حاجه تانيه مؤقتا ومنهم نظراته دي الي وترتني
----------------------------------
فرحت لما عرفت اني هرّوح معاهم وفيروز هتقعد معاه انهارده، قلبي.. قلبي بيرقص من الفرحه.
وانا بشوف ملامح تيتا وفيروز الي ظاهر عليهم الحيره والاستغراب من اصراري اني امشي
واصرار إياد انى اقعد عشان عايزني في موضوع
لكن لحسن الحظ، قرار تيتا كان لصالحي انا.
روّحت معاهم وحضرت لهم العشاء وهما بيتنمرو علي اكل فيروز كالعاده بعد ما اطمنه انه إياد بخير وكان متفاعل معاهم طول اليوم عادي
دخلت الاوضه وغيرت هدومي ونمت علي سريره بعد ما شميت ريحته الي بتخليني انام براحه وسكينه.
وانا بجلد نفسي للمره الالف وبقول لنفسي بعد الي عمله يا عهد، بعد كل الي عمله لسه بتحسي بالامان من ريحته بس.
غبيه.
---------------------------------
صحيت الفجر صليت ودعتله وبعدها روقت الشقه وعملتلهم فطار وغطيت عليه علي السفره وخرجت بعد ما كلمتني فيروز وقالت انها لازم تمشي دلوقتي الشركه لانه يامن محتاجه هناك في اجتماع
خبطت علي الباب ف لقيت الممرضه الي شوفنها قبل كده
- انتِ!
الممرضه
: اهلا بالحلوه، شكرا انك انقذتي الموقف، من غير مساعدتك مكنتش هلحق حقيقي، شكرا شكرا
ابتسمت بهدوء
- العفو علي اي
- لسه مصحيش؟
سالتها وانا بلقى نظره عليه سريعه وحرك عيني تاني بعيد
الممرضه
: اه، لسه دخله قبلك بحاجه بسيطه ف لقيته نايم فقعدت استني لما يصحي عشان اتاكد من حالته
- طيب هجيب شاي تشربي معايا؟
الممرضه
: شكرا لسه شربه.
ابتسمت ليها وانا بخرج وهي بتقعد علي التلفون تاني بملل ونزلت الكافيه الي جنب المستشفي تحت اجيب شاي
اتحركت اتجاهي لما زميلها جيه وقعدوا مع بعض شويه وزهقوا بوضوح
وإتضح انهم المسؤولين عن اوضه إياد وصحته ولقتها بتقول بهدوء "لما يقوم
ابقي قوليلنا تمام" حركت راسي ليها وهي بترفع إيدها وبتعملي باي وزميلها بيخرج وراها .
--------------------------------------------
كنت واقفه قدام الشباك وفي إيدي كوبايه الشاي الورق وانا بتأمل العربيات والطرق والهواء الخفيف الي بحرك الستاره من وقت لتاني وانا بشربه وبدفي بي ايدي.
بحاول استجمع شتات نفسي وهديها بعد قلقي ورعبِ اليومين الي فاته
اتنفض جسمي من محاوطه ايد ليا من ورايه والايد التانيه متقيده بالجبيره بعد ما ريحته انتشىرت في كل مكان
دفن راسه في شعري الي حررته بعد ما كلو خرج وهو بيقرب اكتر وبيدفن راسه اكتر في رقبتي.
غمضت عيني بكل المشاعر المضطربه جوايا
والي كان طاغي عليها اكتر حاجه، التوتر.
حاولت ابعد معرفتش، رغم انه مستخدم قبضه واحده بس غير انها محصراني بإحكام، غمضت عيني اكتر ولسه كنت هقله يبعد عني فورا همس بصوت خضني
= عهد..
-.....
= انا آسف
لفيت لي بعد ما رخى ايده وانا بقابل عيونه بزهول وبشوف فيها كميه الندم والوجع الي بشعه منها.
حاولت اتمالك نفسي قدامه وقلت وانا بحرك راسي الاتجاه التاني
: اعتذارك مرفوض
قلتها بصعوبه وانا بتجاهل عينيه علي قد ما اقدر وقربه مني الي موترني ورافع من معدل دقات قلبي واضطرابه
اتوقعته يبعد عني او يستسلم بعد الكلمتين دول لكن وقف زي الصنم قدامي من غير حرف
اتحركت اتخطى اخرج من الاوضه ف لقيته مسك ايدي جامد في نص الممر بإيديه السليمه وشدني وراه غصب عني
- مش هسمحلك ترفضي، مش بالبساطه دي
بتقول اي!!..
رفعت صوتي بعصبيه وانا بحاول اسحب إيدي منه وبتحرك ورا بخطى سريعه غصب عني
- اياد قلتلك اعتذارك مرفوض، إياد سيب ايدي حالا، إياد
عمل نفسه من بنها وهو بتحرك
ومتجاهلني وكأني صرصار بتكلم وبعدها دخل الاوضه
وثبتني جامد علي الباب وهو قدامي بمسافه
قصيره بعد ما قفل الباب بالفتاح ورمي علي الارض
- انت.. انت بتعمل اي؟
= هتكلم وهتسمعيني وهتسمحيني كمان، انا مقدرش
اخسرك يا عهد، مقدرش اخسرك بعد ما لقيتك.
