رواية عنان المدمر الفصل السادس والثلاثون36بقلم فاطمة ابراهيم
خرجت عنان من عِنده وهي لا تري امامها من كثره الدموع بعيونها ختي وجدت بأخر الممر أيهم يقف مستندا علي
الجدار خلفه فهو بالتأكيد قد سمع كل شيء فهي ترتدي القلاده
فجأه دون سابق إنذار كانت تسقط مكانها مغشي عليها.
أسرع أيهم بامساكها قبل ان تصل إلي الارض قام بحملها وذهب إلى
مكتبه فهو يعلم انها تشفق عليها وبكلامه هذا لها من المؤكد انه قد زاد عليها تأنيب ضميرها ،فهي شخص نقي للغايه من الداخل فهي تحب كل الناس وتشفق عليهم من أقل شيء ،اما بال الذي حدث معها هي و هذا المصطفي فهي تحمل نفسها الذنب .
حملها وذهب إلي مكتبه أجلسها علي الاريكه الموضوعه في إحدي اركان المكتب وهو يحاول ايفاقتها حتي استجابت له وقتحت عينيها ببطء ومازالت الدموع متعلقه بها..
فتح باب المكتب فجاءه.
تميم وهي يدندن : الفروله بتاع الفروله..!! قطع باقي جملته عندما رأي أيهم امامه، لم يري وجهه عنان ،فقط رأي أيهم يجلس علي عقبيه علي الارض، ويوجد من أسفله فتاه علي الاريكه.
تميم بدرامه: استغفروا الله ، هنا في الشغل
"وهو يحرك حاجبيه " اما انك خلبوص يا من تحت السواهي دوااااااااااععع.
اردف بصدمه ولكنها لم تكتمل فا عندما سمعه أيهم لم يتحمل اكثر من ذلك وانطلق كالسهم يشق الرياح باتجاهه يأثر عنقه بين يديه ،عندما ابتعد عنها رأي تميم وجهها وتعرف عليه.
تميم بصدمه: عنااااااااااعع لم يكمل جملته فقد وجد عنقه بين يدين صلبه قويه مثل قضيان الحديد .
تميم برعب وهو يحاول التقاط انفاسه : والله مكنت اعرف انها هي ، انت هتتجدد عليا يعني ، ما انت عارف ان انا أهبل ، هتخصرش حياتك هشان واحد أهبل زيي.
سعلت عنان بشده وبعدها انهارت في البكاء ، مما جعله يترك عنقه ويذهب مسرعا إليها ثانياً وهو يسبه بأبشع الالفاظ داخله علي أنه السبب في طرقها والاتجاه إليه ، احضر إليها زجاجه مياه من علي مكتبه واعطاها أياها.
تميم : احم ، طب استئذن انا بقي نظر إليه أيهم مما جعله يبتلع باقي جملته ويسرع هارباً للخارج من نظراته الناريه الموجهه إليه يقسم أنها لكانت تفتك به هذه النظرات.
أيهم بحنان : اهدي يا عنان دا نصيبه انتي ملكيش ذنب في اللي حصل ، هو بردوا اللي عمله مش شويه وعمل غلط كتير ودا عقابه ولازم ياخده .
عنان رفعت نظرها إليه بعينها التي تشبه كؤوس الدماء قائله:
بس هو كان هيتوب ، هو مكنش يعرف اي الصح من الغلط ، لما عرف كان هيتوب خلاص ويبعد عن كل دا، انت السبب انت اللي قولتلي انه شخص وحش وفاسد ، انت السبب ، ابعد عني.
ألمه قلبه للغايه عند سمعه لهذه الكلمات ولكن ما الجديد فا كل شيء يحدث حوله يكون هو المذنب فيه.
ابتعد أيهم بلا روح: انا السبب ، لي انا دايما بكون انا السبب ، انا السبب انه يهرب اعضاء و مخدرات ، انا السبب اللي قولتله اخطف البنات والعب بيهم ، واحد زي دا داخل علي تلاتين سنه لسه ميعرفش الصح من الغلط ، "قائلاً بنبره خاليه من الحياه "
انا السبب بردوا ان ابوه يموت ابويا وامي وعلتي كلها ، انا السبب بردوا ان ابوه يخطف اخويا الحاجه الوحيده اللي فضلالي في الدنيا دي اللي كانت بتخليني احارب كل حاجه عشان ارجع حقنا و يخليه مدمن ويفضل يديه جرعات زياده من المخدرات لحد ما كان هيموت لولا ان انا لحقته وهربته بعد كام سنه لحد ما قدرت اوصله كان خلاص قرب يروح مني لولا ستر ربنا و وقوفه معانا ، انا السبب بردوا ان ابوه يفضل معيشنا الوهم كل السنين دي علي ان اخت إسلام ميته وهي "قالها بانكسار" وهي عايشه كل السنين دي لوحدها ويا عالم حياتها ماشيه ازاي ولا الكلب دا عمل فيها أي هي كمان ، انا كمان السبب في الانهيار اللي حصل لإسلام لما عرف كدا امبارح ، انا اللي كل حاجه بتحصل حواليه ، انا السبب في اللي حصلي انا واخويا عشان معرفتش احميه كل حاجه انا السبب فيها ، "نظر إليها نظرات بثت الذعر داخلها" بس مش انا السبب في اللي هيحصل فيه هو و أبوه انا لو شربت دمهم دا مش هيشفي غليلي ولو واحد في الميه من اللي هما عملوا فيا ، اللي ابوه عمله ميتغفرش ابــــدا ..
علمت هُنا لماذا لم يأتي إسلام حتي الان الشركه هو ورحمه، علمت الان لماذا كان أخيه مختفي كل هذه الفتره وعندما ظهر ،فعلوا هذه الخطه حتي لا يعلم الرشيدي بمكانه ، علمت الان سبب بروده الدائم فالذي مرا به لم يكن هينًا بالمره ، ولكن ما ذنب هذا المصطفي ، وهو أيضا ما ذنبه في كل ما حدث له هو وعائلته علي يد هذا المختل ، قررت مع نفسها ان تنسحب من هذا فلا طاقه لها فهذا حساب قديم وهو يقوم بتصفيته ، وهي لم تقدر علي فعل شيء له او للاخر لذالك من الأفضل أن تنسحب من كل هذا فهي الان تشفق أكثر علي هذا الجالس امامها بلا روح ، لكنها لم تدرك ما الذي فعلته بكلامها هذا الآن.
أيهم وهو يذهب باتجاه الباب متحدث قائلاً:
اتفضلي اعدلي هدومك وامسحي وشك خمس دقايق وهروحك ، واغلق الباب من خلف بقوه لكان الباب يصرخ من شدتها .
قامت عنان من مكانها ،وقامت بترتيب ملابسها و غسل وجهها بالزجاجه التي بيدها ، بعد مده ليست بكبيره كانت سياره أيهم تصف امام منزلها تحت اعتراضها من وصوله لهذا المكان القريب بسيارته من منزلها منعنا من قولنا وقالوا ..
نزلت عنان من السياره علي مضض فقد قررت ان تبتعد عن حياتهم حتي لا تسبب أي اذي لشخص آخر يكفي ما حدث معها ومع مصطفي وانها كثره ثقته وجعلته علي هذه الحاله ، يجب أيضا ان تبتعد عن أيهم حتي لا تفعل به شيء دون ان تقصد فيكفي هكذا الذي حدث له طوال حياته.
لكنها تفاجأت به ينزل من السياره ويتجه نحو باب المنزل خلفها .
توقفت عنان عند أول درجات السلم وهي ترفع حاجبها قائله:
نعم..!؟
أيهم فعل مثلما فعلت وقام برفع حاجبه أيضا قائلاً:
نعم..؟! أي عايز اعدي وقفتي في نص الطريق لي و"بسخريه" تكونيش نسيتي عنوان بتكم.
عنان : هه يا خفه ، عايز اي ، ورايح فين كدا.
أيهم وهو يتخطاها قائلا بسخريه:
هو دا اللي اتعلمتيه و تعرفيه عن الزوق والاحترام ، وسعي كدا ، صعد هو الدرج حتي وصل أمام إحدي الابواب لإحدي الشقق الموجوده في هذه العماره ، قام بطرق الباب بخفه حتي شعر بها خلفه.
عنان بصدمه: هو انت بتعمل أي ، واي اللي مطلعك هنا يعني .
نظر لها أيها باشمئزاز من أسلوبها واردف باستفزاز: ملكيش فيه مش جايلك انتي عشان تتكلمي ، قام بالطرق مره أخر وابتعد عن الباب حتي كانت هي في المقدمه.
فتحت والدتها عندما وجدت عنان تحدثت بدهشه غير واعيه للذي يقف خلفها: هو انتي انا قولت مين جاي دلوقت من غير معاد ، مش متعوده علي الرقه دي في الخبط ،متعودين علي شغل المباحث والافراح اللي بتعمليهم علي الباب .
نظرت إليها عنان بحنق ثم نظرت للذي يقف خلفها علي وجهه ابتسامه يحاول إخفاءها وإظهار إلا مبالاه.
دخلت عنان وهب تترجم بينها وبين نفسها تقدم أيهم بهدوء مما جعلها تصدر شهقه خفيفه.
حنان وهي تهمس بين نفسها قائله :
اتاري البت كانت بطلع دخان بعد ما قولت كدا ، بس بردوا كانت بتتصنع الرقه عشان معاها حد وأخذت تسأل نفسها..
_يا تري من هذا لم تتذكر انها رأته من قبل.
حمحم أيهم فهو فهم حركة شفاها وعلم ما يدور برأسها:
احم احم ، انا أسف غلي الازعاج لحضرتك انا اللي كنت بخبط علي الباب ، بس كنت عايز الاستاذ أحمد في كلمتين هو موجود.
حنان وهي تفسح له الطريق : ايوه يابني اتفضل هو جوا ، اتفضل هدخل اناديله من الڤرانده ، اتفضل.
شكرها أيهم ودخل حيث أشارت له..
اخذت تترجم بينها وبين نفسها: انا بردوا قولت دي مش خبطت المخبرين بتاع البت عنان .
ذهبت باتجاه الشرفه واخبرت أحمد والد عنان بأنه يوجد شخص في الداخل يريد مقابلته وبما انها أم مثل حميع الامهات إضافة له مثلما يريد قلبها.
حنان وهي تهمس له بفرح: شكله كدا عريس جاي للبت عنان بدل اللي كانت مخطوبه له دا الحمد لله اننا خلصنا منه زي ما قولتلي انه كان واد فاسد واتقبض عليه ، بس دا كدا شكله ابن ناس والمره دي جاي معاها يعني شكلها كدا موافقه مش زي المره اللي فاتت كانت رافضه في الاول دلوقت هو اللي جاي معاها .
أحمد بصدمه: هو اللي جاي معاها ، ليكــون..!! قاطع باقي جملته وخرج لمقابلته ، وتأكد ظنه عندما رأه .
أحمد بترحيب: حضرت المقدم منور.
قام وقف..وقام برد التحيه قائلاً:
دا نور حضرتك .
أحمد : اتفضل اقعد ، خير في حاجه جدت في الموضوع اللي عنان مشتركه معاك فيه .
أيهم : احم ، ايوا .
أحمد بتوتر من ان يكون قد حدث شيء آخر جديد تحدث قائلا:
خير يارب في أي حصل جديد ، انادي علي عنان ولا ..!
قاطعه أيهم باحترام: لا ، ملوش لزوم ممكن حضرتك تبقي تعرفها.
أحمد: خير يابني قول وترتني.
أيهم: لا توتر ولا حاجه يا عمي، انا كنت جاي اطلب أيد الانسه عنان رسمي من حضرتك.
سمع صوت ارتطام أشياء بالارض حولهم.
عنان: دا مستحيــل.
أيهم برفع حاجب: لي انشاء الله.
جاءت حنان علي صوت التكسير الذي حدث ونظرت بصدمه للاكواب المصدومه بالأرض فهي بعدما تركت زوجها توجهت إلي غرفت ابنتها الذي يتضح عليها الضيق واصرت علي ان تقوم بتقديم لهم اكواب من العصير ، وافقت عنان علي مضض حتي تنتهي والدتها من هذا الطلب والإلحاح عليها من ان تخرج وتقدمه هي ، ولكن سمعت ما لم تكن تتوقعه .
أحمد باحراج: اي اللي بتقوليه دا ، مش بالطريقه دي .
قامت بمساعده والدتها بأخذ الزجاج المتناثر في كل مكان حتي جرحت يدها ولكن ام تظهر ذلك ولكن علي من ظهر قلق علي معالم وجهه تحدث قائلا:
أيهم: عنان ايدك اتجرحت خلي بالك .
نظر له أحمد بعمق نظره لم تفهمها عنان تكلمت بكبرياء:
هه متشكرين علي المعلومه ، لم يريد والدها إحراجها أو توبيخها علي هذه الكلمات الماسخه فابالتأكيد يوجد شيء يحدث يدفعها لقول هذا الكلام.
ذهبت عنان من امامهم هي و والدتها التي اعتذرت عما حدث وذهبت لاعداد أكواب اخري من العصير بعدما كانت ذاهبه باتجاه غرقه عنان التي قاطعتها في المنتصف قائله:
ماما بعد أذنك مش عايزه اتكلم دلوقت اي كلمه عايزه تقوليها ممكن تتأجل عن أذنك و دخلت غرفتها وأغلقت الباب علي نفسها حتي لم تقوم بتضميض الجرح لنفسها ، كل ما يدور ببالها هو أنها لم تخوض هذه التجربه مره أخري .
في الخارج اعتذر أحمد من الذي حدث اومأ له أيهم قائلا: متعتذرش ولا حاجه ، مفيش حاجه حصلت ،هي علطول كدا لسانها سابقها ، ممكن ابقي اقابل حضرتك بكره بس مش في البيت بو مش ها يزعج حضرتك.
اومأ له أحمد قائلا: لا ابدا مفيش ازاعج ولا حاجه ، اتفقا علي ميعاد ومكان لاتمام المقابله غدا دون أن يعلم احد عنها ، استئذن أيهم منه وهو في طريقه للباب قابلته حنان وبيدها أكواب العصير.
حنان: ما بدري يابني تعالي اشرب العصير بدل اللي وقع .
ابتسم أيهم ببشاشه: شكرا لتعب حضرتك بس خليه مره تانيه ، ونظر لاحمد نظرات ذات مغزي جعلته يبتسم له محركا رأسه.
في الشركه تأفأفت آيات علي كل هذا التأخير ولم يصل كلا من عنان او رحمه ، تناولت هاتفها وقامت بالاتصال علي عنان عدت مرات حتي استجابت.
آيات بصراخ: اااااااي كل دا تأخير ، انا خللت هنا وخلاص إسراء ماشيه.
ردت عليها عنان بهدوء: معلش يا آيات تعبت بس شويه و روحت ، خليها بكره نتجمع كلنا وكمان رحمه وإسلام مش هيجوا زي ما انتي عارفه بقي .
آيات بقلق من نبرتها: عنان انتي كويسه طب اجيلك .
عنان: كويسه والله ، متتعبيش نفسك انا تمام.
آيات: انتي هبله يا بت اتعب نفسي اي بس.
عنان: كويسه والله يا آيات وجدت طرق علي باب الغرفه و والدها يدخل يقف امام الباب.
عنان : طب معلش يا آيات عشان بابا بس عايزني في كلمتين ، انا كويسه الحمد لله متقلقيش .
آيات : تمام ، شويه وهكلمك اطمن عليكي.
عنان : تمام سلام ، نظرت لوالدها قائله:
اتفضل يا بابا.
أحمد حتي يخفف حدت الموقف قليلا تحدث قائلا: بابا..!! اكيد في مصيبه بدل مش بتقولي يا أبو حميد.
ابتسمت بخفه قائله: شوف انت اللي بتعارض اهو .
ابتسم ودخل وأغلق الباب خلفه قائلا بهدوء:
ممكن افهم اي سبب اللي عملتيه برا دا.
لا رد فقط قامت بإحناء رأسها لاسفل، ذهب وقف امامها ورفع راسها مجددا لاعلي قائلا بثقه:
طول ما انتي علي الصح اوعي تنحي راسك ابدا لتحت دايما راسك تون مرفوعه لفوق بلاش نتكلم كا أب وبنته خلينا زي ما احنا صحاب ، اومأت برأسها
تحدث قائلا بحنان و سبات: عايز اجابه بأه او لاء ، نظر إلي عينها قائلا:
انتي حبيتي أيهم.
نظرت إليه بصدمه فتحدث قائلا: احنا اتفقنا اننا نتكلم كا أصحاب ، عايز رد.
كان علي الجهه الاخر تتسارع ضربات قلبه بشده يجلس علي نار لمعرفة الاجابه ولكن وللحظه احس بانسحاب الاكسجين كاملا من رئتيه عند قولها..
عنان : لاء...نظر إليها والدها بقوه مما جعلها تردف
لاء مش هقدر اعمل فيه زي ما عملت في مصطفي من غير قصد ، كفايا كدا ممكن مصطفي انا محبتهوش ، بس كنت بشفق عليه ، بس أيهم...قطعت باقي جملتها ونظرت للجهه الاخرى.
والدها ابتسم فقد اتضح كل شيء ولكنها فقط تكابر بخوف فتحدث قائلا:
بس مصطفي غير أيهم ، اللي عملتيه مع مصطفي انتي ملكيش ذنب فيه دي كانت خطه ، أيهم غير ، أيهم هيكون ارتباط بجد مش لعبه من طرف واحد كلها شك .
عنان بعند: انا أسفه يا بابا ، انا اصلا معرفه حضرتك ان انا مش عايزه ارتبط دلوقت انا عايزه اخلص جامعه الاول واتفرغ لها عشان اقدر علي الدبلومه و اخلصها بسرعه واحقق مستقبلي ، قامت وقفت وحررت يدها التي كانت تمسكها تخفيها عن والدها طوال الوقت حتي لايري انها مازالت تنزف ولكن ببطء ونزيف ضعيف فهو مجرد خدش بسيط ولكن حتي لا يقلق عليها.. قائله:
لا أيهم ولا غيره انا مش بفكر في الكلام دا دلوقت.
أحمد: تفتكري ان أيهم زي اي حد غيره ، يعني مش هيساعدك تخلصي جامعتك و...!! قاطع باقي جملته بقلق قائلاً:
عنان ايدك لسه بتنزف انتي معملتيهاش.
عنان بتوتر: متقلقش دا خدش بسيط مش هيضر يعني ، قال بصراخ ازاي يعني ذهب إلي إحدي الادراج في غرفتها تحتفظ فيها بعض القطن والبتادين والشاش للطوارئ ..
جلس امامها ومسك يدها واخذ يطهر لها هذا الخدش البسيط مكان مسكها للزجاج المنكسر ..
عنان قايله بمرح حتي تخفف حده النقاش قليلا..
عنان: تفتكر لو حنان دخلت ولقتنا كدا هتعمل فينا أي .
أحمد ابتسم بخفه: دا كان زمان بعد اخر مره اتعلمت الدرس كويــ!؟ قاطع اخر كلماته دخول آسر اخيها الصغير فجاءه وهو يقول ..
أسر: الحق يا حج حنان جايه تقريبا عشان تقولكم الغدا جاهز.
كانت اعينهم علي وسعها فكيف له ان يعرف أنهم يتحدثون عنها نظر له والده وهو يضيق عينه ولكن قطع كلماته دخول حنان عليهم..
حنان: انتو بتعملوا أي
عنان بسخريه: هاأو ..دي اللي اتغيرت.
حنان بحمحمه: احم قصدي يعني بتعملوا اي هنا يلا عشان الغدا حاهز بقالي ساعه بعتالكم كلب البحر دا عشان يقولكم قالت أخر جملتها وهي تشير نحو أسر..
أحمد وهو يقوم بتشمير اكمامه قائلا:
اه قولتيلي بقي بقالك ساعه بعتالنا ابن ال***دا عشان يقولنا الغدا جاهز ، انطلق نحوه يمسكه من تلابيب ملابسه.
احنا بردوا اللي كنا واقفين قدام باب الاوضه بتاعك فاسمعت كل حاجه صح..
أسر ببراءه: عيب يا حج كدا والله ، بعدين لاء مش انتوا المره دي اللي كنتوا واقفين قدام باب الاوضه بتاعي ، دا انا اللي حيت عندكوا عشان زي ما الست الوالده قالت اعرفكوا ان الغدا جاهز ، بس لقتكوا مندمجين اوي في الخوار فا قولت بلاش تقطع عليهم يا واد يا سماسم.
أحمد وهو يرفعه أكثر من تلابيبه:اااه مندمجين اوي يا واد يا سماسم ، وطبعا روح السماسم اللي جواك لازم تقف تسمع احنا كنا مندمجين في اي.
أسر بابتسامه صفراء: عيب عليك يا حج انت كدا بتشتمني ، هو انا اه سمعت كل حاجه إني افهم كلمه ابدا.
أحمد : اعمل فيك اي بس كتك القرف كانت غلطه وندمان عليها فعلا مش كفايا عندي بلوتين غي حياتي قبلك واحد عمال يحب طول اليوم في التليفون وهيموت ويتجوز والتانيه قالبه علي كابتن مبروك عطيه من ساعت ما اتعلمتلها حركتين .
ابتسمت عليهم عنان بخفه ولم تعلق كعادتها..
أسر بحنق بعدما تركه والده قائلا: ما تعلقي زي كل مره يا استاذه عنان مش عوايدك يعني تسبيني في حالي من غير ما تضيفي التاتش بتاعك.
نظر إليها والدها نظرات ذات معزي لم تفهمها ..
اقتربت له عنان مما ارعبه من ان تفعل به شيء : امم مليش مزاج دلوقت.
اما علي الجهه الاخري كان يستمع إليهم فهي لم تقوم بنزع السلسه تقريبا انها اختبأت بين ملابسها ولم تأخذ بالها منها..
تمني لو كانت لديه عائله مشاكسه مثله ولكن سوف يقوم هو بفعل تلك العائله بزوجته واولاده ارتاح كثيرا من ردها علي والدها هي فقط تكابر وتعاند حتي لا تتحمل ذنب اخر فهي حقا لا تدرك الكثير ، أنب نفسه كثيرا علي انه استمع لكل هذا ولكن كان يموت قلقاً عليها من ان تنهار اوتفعل بنفسا شيء هي عاقبه ولكن ما حدث بينها هي ومصطفي يأنبها مثيرا وتحمل نفسها هي الذنب وأيضا عند جرح يدها لذلك فعل كما فعل ليله أمس وقام بمسك التليفون المحمول الخاص به و فتحه علي أمل ان تكون تمسكها او تقترب من السلسله وتتكلم بجوارها ، اراد ان يستمع صوتها وللحظ كان القدر يمشي معه في هذا الموضوع ، فا في ليله أمس كانت تمسك بها وتتكلم معها كأنها شخص يستمع لها فهو كان يريد ان يستمع فقط لصوتها وهي أعطت له تلك الفرصه و مما جعل الامر اكثر متعه ومرح هو جهاز اللاسلكي الموضوع بها هو كان متردد كثيرا علي وضعه أيضا بجانب باقي الاجهزه ولكنه استقر علي وضعه معهم لذلك تكون حروف السلسه كبيره الحجم والسمك فهي بداخلها فراغات لتسع تلك الاجهزه الصغيره .
علي الجانب الاخر كانت إسراء تغلق الهاتف بسعاده كبيره عندما وصل إليها الخبر..
آيات بمرح: الصناره غمزت ولا اي .
إسراء وهي تلوي فهمها بحركه شعبيه قائله:
غمزت ، بلا وكسه دي الصناره اتكسرت من سنين .
ضحكت آيات بمرح: هههههههههههه ، لي بس كدا يا سوسو "وبغمزه" اومال الابتسامه اللي كانت منوره لحد العين دي بعد ما خلصتي المكالمه كانت أي.
إسراء بحصره: كانت حلم طفوله ودلوقت صحاب مش أكتر ، دا هو جاي هو واخته وهنروح مطعم عشان أخته عايزه تخرج و بتقوله انها حبتني اوي وعايزه تخرج معايا.
ربطتت آيات علي كتفها: ربك عالم الخير جاي منين ، اكيد ربنا عاينلك حاجه حلوه تفرح قلبك كل واحد هياخد نصيبه .
اومأت لها إسراء قائله: ونعم بالله يلا بقي انا هطلع عشان واقف مستني قدام الشركه.
آيات بمشاكسه تعلمتها من تميم وعنان تحدثت قائله: ياذيدي يا ذيدي.
ضحكوا بخفه وخرجوا من المكتب حتي وقفوا امام باب الشركه اقتربت ساره من إسراء سريعاً تحتضنها قائله: اخييا "أخيراً"، أي خدعه انا قولتله يخيجنا "يخرجنا" سوا عشان انا حبيتك اوي يا سوسو.
قبلت إسراء وجنتها قائله بمرح: دا إحنا ننول الرضا.
اقترب منهم يزن بابتسامه عذبه.
اقتربت آيات من أذن إسراء: احييه هو دا.
إسراء بقلق: في أي اه هو دا ماله .
آيات وهي تحاول منع ضحكتها: دا باش مهندس إسلام مش بيطيقه وبيغير منه جامد علي رحمه عشان سكرتير راجل مجبش سكرتيره بسبب رحمه.
ضحك الاثنان سويا مما ادخل الشك بقلبه..
آيات : اذيك يا استاذ يزن ..عن أذنك انا بقي الحق امشي .
اومأ لها قائلا قبل ان ترحل: الحمد لله.
بعدما ذهبت تحدث يزن قائلا:
مش دي بردوا باش مترجمه آيات اللي عند باش مهندس إسلام.
اومأت له إسراء بالإجابة.
تحدثت ساره بطفوله وهي تضيق عينيها : امممم انتو كنتوا بتضحكوا علي اي كدا من غير ما نسمع، لو علي موزز كنتوا قولولي معاكوا طب.
إسراء ويزن بصدمه: موزز ..؟!
ساره بثقه: اها "ثم التفت نحو السياره قائله"
يلا ويايا "ورايا"
يزن بشمئزاز: ويايا يا قزعه.
ضحكت إسراء بشده وذهبت خلف ساره، مما جعله ينسي امر ساره ويتجه خلفهم بابتسامه عذبه تشق ثغره.
في منزل عصافير الحب الذي كان يمتلئ بالحنان والضحك يشق ارجاء المكان أثر مشاكسات إسلام لرحمه الدائمه ، تبخر كل هذا في لحظه واصبح المنزل يمتلئ بالصمت والحزن يعم ارجاء المكان،
استيقظ إسلام من النوم وجد رحمه تنم بجانبه ولكن رأسها مرفوعه علي مسند السرير كانت تنام في وضع الجلوس ويبدوا عليها الارهاق الشديد قعلي ما يبدوا كانت هي أيضا تبكي معه مما سبب لها تورم بالعينين وأيضا يبدوا من وضع جلوسها انها كانت تسهر بجانبه وهذا واضح من الكمادات الموضوعه علي رأسه فعلي ما يبدوا انه بعدما بكي كثيرا ليلا مرض وارتفعت حرارته ككل مره منز كان صغيرا ، كان عندما يبكي كثيرا يمرض بعدها وترتفع درجه حرارته..
حاول إسلام ان يبتعد عنها ببطء حتي لا يتسبب في إيقاظها وهو يحاول ان يعدل من وضع نومها ولكنه بمجرد ما تحرك حركه بسيطه في الفراش كانت هي تفتح عينيها ببطء وترمش عدت مرات برموشها .
رحمه عندما نظرت له وجدته قد استيقظ تحدثت قائله: احسن دلوقت.
ابتسم لها ولكن علي عكس كل صباح لم تكن ابتسامه مشرقه مليئه بالمشاغبات و المشاكسات بينهم، كان ابتسامه مطفيه .
تحدث قائلا: الحمد لله بقيت أحسن ، شكرا علي تعبك وسهرك م..!! رفعت إصبعها علي فمه تقطع باقي جملته متحدثه بلوم.
رحمه : انت بتقول أي يا إسلام، مفيش بينا شكر ابــــدًا ..ضغطت علي أخر كلمه قالته مردفه..
دا مش بس واجب عليا ، لاء دا انت وانت تعبان انا كمان تعبانه "تحدثت وهي تحرك يدها بلمسات خفيفه علي وجنته بحنان"مالك يا إسلام فيك أي ، اتكلم وقول كل اللي جواك ، شكلك حابس كلام كتير جواك من سنين ، اتكلم من ترتاح شويه ونعرف حل .
احتضنها بقوه شاكر الله علي تلك الزوجه الحنونه وبدأ يقصي لها كل شيء بالتفصيل عن ما حدثه أيهم بعد العمليه والقبض علي هذا الحقير الذي يدعي بالرشيدي ، بدأ ينتحب ببطء بين ذراعيها وهو يحدثها عن اخته الصغيره التي كانت ضمن ضحاياه هي و والديهم ، قص لها كل شيء وكانت هي أيضا تبكي معه ببطء وتجاهد في منع دموعها والتظاهر بالقوه حتي تسانده ولكن عندما بكي انهارت تلك القوه وتبخرت مع الهواء فقد تمزق قلبها علي صوت انتحابه ولكن هذا أفضل ان يخرج كل ما داخله وألا يكتمه .
في المطعم كان يجلس تلك الثلاثي علي إحدي الطاولات ، وكالعاده كانت ساره تتحدث وتثرثر عن أي شيء يحدث وتشاكسهم ،ولكن هذه الثرثره كانت الاهم علي الاطلاق التي ممكن ان تغير مجري الحياه بأكملها.
ساره بدرامه كأنها شخص كبير بالغ : مش عايفه "عارفه" يا سوسو ، نفسي افيح "افرح" بالواد دا قالت اخر جملتها وهي تشير علي يزن الذي ترك الطعام ونظر إليها بسخط ، لم تعيره اهتمام ونظرت إلي إسراء التي كانت تنظر إليها بابتسامه تحاول منع ضحكتها علي منظره ، ولكن ركزت جميع حواسها وخاصتا السمع مع باقي حديث ساره عندما اردفت..
ساره وهي تكمل حديثها باهتمام كأنه موضوع قومي :
بس فالح يصدعني بالبت اللي كانت مسافره معاهم وهو صغير وبيحبها ومش عارف يرجعوا زي زمان و..!! قاطعها صراخ يزن
يزن: اااااااااااي اللي بتقوليه دا مفيش حاجه من دي دي كانت حدوته.
نظرت له إسراء بشك..
ساره: حدوته..متأكد ، يعني انت مش لسه من فتره كنت بتحكيلي عنها وبتقول انك شفتها تاني بس هي كبيت"كبرت"عن الاول واكيد مش فكراك وانك بتحبها اوواااععع، كتم يزن فمها سريعا قبل ان تعك الدنيا أكثر من هذا من وجهت نظره..
يزن قائلا بتحذير: قولت دي كانت حدوتـه يا ست زفته ، قصدي ساره اتهدي بقي واسكتي شويه مش كفايا عليكي كلام لحد دلوقت انتي اللي مصدعتيش وانا اول واخر مره احكيلك حواديت تاني.
نزعت ساره يده عن فمها بتكبر: خيااص، خيااص "خلااص" ،"خلااص" ، انا اصيا "أصلا" شبعت تيجي معايا يا سوسو الحمام.
يزن بسرعه وخوف من ان تكمل حديثها: لاء روحي انتي .
إسراء مقاطعه: لاء ازاي بس ، لتوه دي لسه صغيره، تعالي يلا.
يزن بعدما ذهبوا : دي صغيره دي الله يحرقك يا ساره يا بنت ام ساره ، ربنا يستر بقي وحتى منبقاش صحاب زي دلوقت لو عرفت هي قصدها علي مين وتبعد عني خالص رفع يده علي خده وهو يسب ويشتم تلك البلوه الصغيره «ساره».
في الحمام...
ساره : هه انتي مقتنعه ان دي فعلا حدوته ،مش عايفه "عارفه" هو خلاني اسكت لي .
إسراء والشك يأكل قلبها تريد ان تتأكد من ظنها حقا ام سوف يتخيب ظنها.
إسراء : اومال هي اي بقي يا ست صرصور بدل دي مش حدوته.
ساره بتكابر: مع ان مبحبش اسم صيصوي "صرصور" دا، بس هقولك عشان اريح ضميري.
إسراء بمسايره : امم ضميرك .
ساره: بصي يا ستي هو في واحده كانت جارتنا بس طبعا قبل ما ماما تخلفني زي ما هو قالي يعني.
إسراء والشك يكاد يقتلها: هااا وبعدين.
ساره: اصبيي "اصبري"كادت تقتلها لبطئها في الحديث ولكنها فضلت الصمت والصبر.
ساره: المهم بقي هما كانوا اصحاب اوي وهما صغيين "صغيرين" ،ولما كبروا بابا وماما نزلوا مصر وهما لاء فضلوا هناك وهو كان صغير وميعيبش دا أي بس لما كبر وبعدت عنه عيف انه بيحبها اوي ونفسه يشوفها تاني ومن فتيه كدا جه قالي انه شافها تاني في الشغل بس خايف انها تكون نسياه وبعدها تاني جالي وقالي انها لسه فكراه بس مرجعوش زي الاول وفشلوا صحاب بس خايف بقي يقولها عشان متبعدش عنه خالص وتكلمت «ببراءه» هو مفكيني "مفكرني" صغييه "صغيره" وبقول اي كلام بس انا عيزاه يتجوز بجد حتي يجيبها تقعد معايا انا بكون قاعده لوحدي كتيي"كتير" اوي وهو في الشغل و ييجع "ويرجع" يضحك عليا بشكولاته ، انا عيزاه يتجوز واحده حلوه زيك كدا وتحبني وتلعب معايا
"تحدثت بطفوله " ماتتجوزيه انتي يا سوسو حتي تفضلي معايا انا بحبك اووي.
احتضنتها إسراء بسعاده قائله : وانا كمان بحبك يا قلب سوسو ياللي مدوخاني بالدغه بتاعك دي ، "تحدثت بينها وبين نفسها" غبي لما حاول يخاف ويخبي عليا كل دا هو بيتعذب وانا كمان بتعذب اما عرفتك يا يزن ماشي ابتعدت عن ساره وهي تقول:
يلا نطلع بقي عشان اتأخرنا.
ساره: ماشي ، «ثم تحدثت قائله بتحذير مضحك» بس اوعي تقوليله ان انا قولتلك حاجه انا مشفتكيش اصلا ثم تركتها وذهبت للخارج كل هذا وهو يموت قلقاً بالخارج من ان تكمل لها ساره الحديث ويخسرها للأبد.
تأكد ظنه عندما وجدها ذات تعبير جامد
يزن بتوتر: إسراء متفهميش غلط ، ملكيش دعوه بكلام ساره دي عيله وبتتكلم وخلاص تحت تذمر ساره ..
يزن: إسراء انسي كل دا بس خلينا زي ما احنا صحاب ، بلاش تبعدي خالص.
إسراء وعينيها تطلق بريق لامع تحدثت قائله:
بحبك..
صدمه ألجمت الجميع و...؟؟!!
