رواية جاريتي
الفصل التاسع والعشرون و الثلاثون29و30
بقلم سارة مجدي
كان حذيفه يشعر بأنه قد ضرب على رأسه هل
وافقت جودى على زواجها منه منذ قليل نظر إلى
سفيان يستنجد به فقترب منه ووقف أمامه ووضع
يديه فى جيب بنطاله وقال
- صحيح هى وافقت بس معتقدش أنها وافقت عليك
أنت .
وتركه وخرج
كانت جودى تقف بالخارج تنتظر أخيها وهى تفكر ما هذا الذى قالته بالداخل
هل وافقت على زواجها من حذيفه بعد عدة ساعات من رفضها له
كيف ذلك ولماذا هل حبها لأواب يجعلها تقدم على هذه الخطوه بتلك الطريقه
كانت تنتظر خروج سفيان بنفاذ صبر حتى تعرف رأيه ويخبرها هل ما حدث الأن صواب أو خطأ
كان يقف عند الباب ينظر إليها سارحه ولكن عقلها يعمل وبقوه ... خائفه حائره اقترب منها وضمها إلى صدره قائلاً
- صح إللى حصل جوه ده صح بس كمان حذيفه لازم يحس أنك وافقتى علشان أواب وبس حتى لو عندك أسباب تانيه
قال ذلك هو يغمز لها .
وتحركا ليغادرى المشفى فى هدوء
كانت تشعر بالقلق .... غادر سريعاً دون أى كلام استمعت إليه وهو يخبر جودى أن تستعد سريعاً .... هل حدث شىء للسيده نوال ..... كانت تخشى أن تحادثه فى الهاتف فيصرخ فى وجهها أو ينهرها على اتصالها ... لو كان يريد أخبارها لأخبرها .... كيف ظنت أنها زوجته حقاَ ولها حقوق ... وهل أعطته حقه أولا حتى يعطيها ذلك الحق
استمعت لصوت الباب يفتح ثم يغلق وخطواته أغلقت إضائه الغرفه سريعاً ولكنها استمعت لصوت طرقات على الباب وصوته يقول
- مهيره أنتِ صاحيه ممكن أدخل
انارت الغرفه من جديد وفتحت الباب لتجده يبتسم وهو يقول مباشره
- حذيفه كلمنى أواب تعب جداً وراح بيه على المستشفى وأنتِ عارفه هو متعلق بجودى إزاى فأخدتها معايا
شهقت بصوت عالى وهى تسأل
- حصله أيه ... وبقا كويس ولا لأ
أمسك يديها وقال
- زعل شويه فحصلتله شويه تشنجات .... أنتِ عارفه ظروفه .... بس هو كويس دلوقتى
صمت قليلاً ثم قال
- جودى وافقت على حذيفه ... بعد ما أواب طلب منها أنها تكون مامته .
ضحكت قليلاً وهى تقول
- يعنى عايز تفهمنى أنها وافقت علشان أواب بس
نظر لها بتمعن وهو يرفع حاجبه الأيسر قائلاً
- تفتكرى فى حاجه تانيه يا آنسه مهيره
ثم أكمل قائلاً
- على الرغم من أن كلمه آنسه دى جارحه لرجولتى بس هى الحقيقه فى الأول وفى الآخر .... يلا هنقول أيه ربنا يصبرنى
ثم دفعها برفق من كتفها وهو يقول
- يلا يا بنت الناس ادخلى واقفلى الباب علشان الشيطان بيلعب فى دماغى دلوقتى .... تصبحى على خير
وأغلق الباب وهو يتنهد بصوت عالى وهو يستمع لصوت ضحكتها .
كان جالس بسيارته يشرب شىء ما من زجاجه غريبه وهو يتوعد كل من اهانه وأخطاء فى حقه من وجهة نظره
القى الزجاجه من النافذه وقاد السياره بسرعه عاليه كان يرى كل ما حدث معه ضرب أخيها له كلمات رئيس الجامعه .. ضحك زملائه ولومه وأخيراً فصله من الجامعه وضياع مستقبله كان يمر بين السيارات لا يرى أمامه سوى تلك الفتاه التى دمرت كل شىء هى المسؤله عن ما هو عليه .... هو حازم العامرى كل الكون تحت قدميه تأتى فتاه رخيصه مثلها وتسخر منه وتأخذ منه كل شىء كانت قدمه تضغط على دواسه البنزين ليزيد من سرعته .... كان يتحرك سريعاً فى محاوله لتفادى السياره التى أمامه ليجد ضوء ساطع ضرب عينيه لم يعد يرى شىء و بعدها وفى لمح البصر كان كل شىء قد أنتهى
فى صباح اليوم التالى استيقظت زهره على رنين هاتفها الملح لماذا لا تستطيع النوم براحه ليس لديها محاضرات صباحيه لذا لما الهاتف الأن
أمسكت الهاتف ووضعته على أذنها دون أن ترى الأسم وقالت بعصبيه قليله
- نعم
ضحك بصوت عالى على نبره صوتها الحانقه يعلم أنها نائمه وليس لديها محاضرات صباحيه ولكنه أراد أن يسعدها بشكل مختلف وأن يقوم بتنفيذ خطته
فقال لها وهو يبتسم
- أصحى يا كسلانه أنا جعان وعايز أفطر .
قطبت جبينها وهى تحاول استيعاب نبرته المرحه التى اشتاقت لها فقالت
- طيب هو حد قالك أن هنا مطعم حضرتك .... النمره غلط يا فندم .
ضحك بصوت عالى وهو يقول
- طيب أصحى علشان نروح المطعم إللى بجد نفطر عشر دقايق فاهمه عشر دقايق وتكونى قدامى .
وأغلق الهاتف وهو يبتسم ولكنه تذكر أنها من ستمر عليه لا هو .... نغزه قلبه كل شىء يعتمد عليها هى من المفروض أن يذهب هو إليها لا العكس
نفض عن رأسه كل هذا وابتسم من جديد وهو يقول لنفسه
- زهره تستحق المحاوله .... وتستحق أنى أحاول بكل طاقتى ...... لازم استحمل أى حاجه علشانها .
كان جالس فى المطعم الخاص بالفندق يتناول إفطاره يفكر أنه حضر إلى هنا كى يهرب من الشهاوى وما تم بينهم .. ومن زواجه من ندى لكن بعد ذلك التهديد الذى وصله أمس أتصل برجله بالقاهره ليصل لسفيان و يخبره بكل شىء وها هو ينتظر الرد لا حول له ولا قوه .... يشعر بالعجز راجى الكاشف ينتظر من ينجده ويحل له مشاكله
كان الشهاوى يجلس فى غرفة مكتبه يتكلم عبر الهاتف وكان يضحك بصوت عالى وهو يقول لمحدثه
- خلاص نهايته قربت
صمت لثوان ثم قال
- بنتوا متهمنيش فى حاجه بعد ما رماها للبودى جارد بتاعه
استمع إلى محدثه بتركيز ثم قال
- أكيد طبعاً .... هيرجع ويبوس الأيادى كمان .... وهيتجوز ندى غصب عنه ..... والباقى عليك
أغلق الهاتف ثم نظر أمامه وعلى وجهه إبتسامة إنتصار لقد حقق حلمه الكبير بالقضاء على راجى الكاشف الرمز الكبير الذى لا ينكسر الأن هو فى قبضة يده كانت ندى الكاشف تنظر إليه بتركيز تحاول معرفه ما حدث
وترجمت حيرتها فى سؤالها
- هتقولى أيه إللى حصل ولا لسه فى أسرار
ضحك بصوت عالى وقال
- خلاص كل حاجه هتم زى ما أحنى عايزين وخلال يومين هتلاقى راجى تحت رجليكى بيترجاكى تقبلى تتجوزيه
كانت ملامح ندى الشهاوى يكسوها الانتصار والسعاده
كانت مريم تجلس فى مكانها المعتاد حين استمعت لطرقات على الباب ليست طرقات عادل هى تحفظها عن ظهر قلب وقفت على قدميها و تحركت فى إتجاه الباب وفتحته لتفاجئ بوجه خديجه
قطبت جبينها وهى تسألها باهتمام وقلق
- خديجه أنتوا كويسين فى حاجه حصلت
رجعت خديجه خطوه للخلف وهى تهز رأسها بنعم
فتنهدت مريم برتياح ولكن كلمات خديجه قبضت قلبها
- للدرجه دى مجيتى ليكى تقلق
لوت مريم فمها وهى تقول
- بالعكس بس دى أول مره يا خديجه هو أنتِ ناسيه أنك مقطعانى و مبتبصيش فوشى مش بس مش بتكلمينى
نكست خديجه رأسها وقالت
- معاكى حق ... طيب ممكن أدخل عايزه أتكلم معاكى فى موضوع
تحركت مريم خطوه واحده لتستطيع خديجه المرور ثم أغلقت الباب وقالت
- تشربى أيه يا خديجه .
نظرت لها وكأنها لم تتوقع ذلك السؤال
فقالت لها
- وهتضيفينى كمان .... بعد كل إللى عملته فيكى يا مريم
ابتسمت مريم بشجن ثم قالت بحب حقيقى
- عامله عصير برتقال هجيبه واجى .
ظلت خديجه تنظر حولها لتلك الشقه البسيطه التى تبتعد عن كل مباهج الحياه مجرد الأساسيات لا أكثر تذكرت وقت أخبار عادل لها أنه قرر الزواج من مريم وأنه يسكنها فى الشقه الصغيره بالدور الأول ..... ووقتها بيوم واحد كان قد فرشها وأنتهى .... كانت تغلى غيظا كانت تفكر أنه أتى لها بكل شىء وكل تلك السنون لم تدخل تلك الشقه غير الليله التى أتت بها مهيره وكانت الصدمه من بساطه الشقه وافتقادها الكثير من الرفاهيات عادت من شرودها على جلوس مريم أمامها بعد أن وضعت كوبى العصير على الطاوله
ابتسمت مريم وهى تقول
- مريم الصغيره فين ؟
شربت القليل من كوب العصير وهى تجيب
- نايمه ... مش ملاحظه الهدوء إللى فى البيت
ضحكت مريم وهى تقول
- كان حلم أنه يكون عندك ولاد ولما ربنا رزقك هتتبطرى .
ضحكت خديجه وقالت
- معاكى حق سنين بحلم بظفر عيل .... يلا الحمد لله
صمتت قليلاً ثم قالت
- اسمعينى يا مريم من غير ما تقطعينى
ظلت مريم تنظر إليها بصمت وهى تتذكر كلمات عادل لها بعد مغادرة مهيره وزوجها
بموافقه خديجه على جعل زواجهم حقيقه حينها لم تصدقه رغم معرفتها الجيده والواثقه أن عادل لا يكذب ابدا مهما كان السبب ولكنها رفضت حتى تشعر من خديجه بالقبول وهو أحترم ذلك لمعرفته لها جيداً ولأن وجودها بحياته كان أكبر معجزه .
افاقت من شرودها على صوت خديجه وهى تقول
- أنا عمرى ما حبيتك من قبل ما أقبلك وتتجوزى عادل لأنه مكنش شايفنى أنتِ إللى فى بالو وخيالو وقلبو وعقلو .... كان معايا بجسمه لكن كل ذره فيه كانت ملكك أنتِ ..... فعلشان كده مقدرتش كنت فاكره كده بحافظ على كرامتى وبخليه ليا أنا بس لكن أنا كنت غبيه ..... عمر عادل مكان ليا عادل ليكى أنتِ وبس من يوم ما وعى على الدنيا .... وأنا سألت شيخ وقالى أن كده عادل عند ربنا ظالم لأنه مانع عنك حقك علشان يرضينى وأنه يوم القيامه هيقف قدام ربنا ونصه مايل ... وأنا بحب عادل أوى يا مريم ومحبش أنه يكون ظالم ولا إن ربنا يغضب عليه .... وكمان هو نفسه فى قربك يا مريم ... وأنا ... أنا ... موافقه
وتركت الكوب على الطاوله وغادرت سريعاً ولكنها وقفت عند الباب وقالت
- أنا مش ملاك أنا بشر وهفضل أكرهك .... بس استعدى النهارده عادل هيبات عندك .... و جهزى عشا كويس .
وتركتها وغادرت ودموعها تغرق وجهها ومريم تشاركها الدموع
الفصل الثلاثون .
ذهبت زهره إلى والدها وأخذت الأذن منه للذهاب لصهيب و من الواضح كان لديه خبر مسبق ولكنها طلبت منه السياره فوافق أيضاً دون شروط
فى خلال دقائق كانت تركن السياره أسفل بيت عمها وهى تشعر بسعاده كبيره أنها المره الأولى لصهيب منذ أكثر من أربع سنوات اعتزل فيهم العالم أجمع صعدت السلم سريعاً لتقف أمام الباب وقبل أن تطرقه استمعت لما جعلها فى حالة زهول هل ما تسمعه الأن حقيقى .
سمح الطبيب لأواب بالخروج من المشفى بعد اطمئنانه عليه ... و أوصى بالاهتمام بالوصفات الطبيه ... وأيضاً تجنب كل ما هو مقلق ومحزن كان حذيفه فى قمه سعادته بعودة ابنه إليه سالماً يشعر دائماً أن أواب هو علامه من الله برضاه عليه .... غير أنه متعلق به بشكل مرضى فهو عائلته الوحيده وتميمة الحظ الخاصه به ... فرحة قلبه الأولى
نظر إلى طفله الجالس بحانبه وقال
- وحشتني جداً يا صاحبى
ضحك أواب بصوت عالى وقال
- ليه هو أنا كنت مسافر .
أبتسم حذيفه ليجيبه قائلاَ
- لا بس كنت خايف أنك تسبنى وتسافر
اجابه الطفل قائلاً
- أكيد فى يوم هسيبك وأسافر على فكره
وكأن يد من حديد قبضت على قلبه فتوقف عن العمل ... كلماته البسيطه المؤلمه جعلته يشعر بالألم الشديد ... ولكنه حاول تجاهل ذلك قائلاً بمرح مصتنع
- على فكره دى بتاعتى اناً ... بلاش تقلدنى على فكره
ضحك أواب ولكنه وكالعاده اجابته دائماً أكبر بكثير من سنه
- لازم الأبن يمشى على نفس خطوات أبوه
نظر إليه حذيفه بحب حقيقى وابتسم بسعاده لعودة روحه من جديد للحياه .
كانت جالسه أمام أمها منكسه الرأس لا تعلم كيف تخبرها عن موافقتها على حذيفه كان عقلها يعمل بكل الاتجاهات ولا تجد طريقه لأخبارها فقررت أن أقصر الطرق بين نقطتين الخط المستقيم سوف تقص عليها كل ما حدث أمس دون رتوش
رفعت نظرها إليها لتجد أمها تنظر لها بتمعن صامت فقصت عليها كل ما صار كانت تشاهد كل انفعالات والدتها التى تظهر على وجهها مع كل كلمه تحاول تخمين ردة فعلها ولكنها لم تستطع أنهت كلماتها بأنها وافقت على الزواج من حذيفه من أجل أواب فقط
ابتسمت السيده نوال وهى ترفع حاجبها الأيسر قائله
- يعنى أنتِ قررتى تكونى بيبى ستر لأواب فوفقتى تتجوزى حذيفه
تحولت نظرات جودى للغضب من استخفاف أمها من كلماتها وقالت
- مش شرط كل اتنين يتجوزوا علشان بيحبوا بعض فى أسباب تانيه كتير على فكره
لوت السيده نوال فمها باستهزاء وهى تقول
- تعرفى أن هو كمان بينهى معظم كلامه بعلى فكره ...... زيك .
صدمه هى أقل ما يقال عن ملامح جودى الأن أنها فى حالة صدمه ولكن أمها لم ترحمها فاكملت قائله
- ولا أنتِ إللى زيه .
حركة عينيها هى كل ما يدل على أن تلك الجالسه كائن حى .
وهى تتذكر أنها كانت دائماً وهى صغيره تقلد حركاته وكلماته حتى أصبحت جزء منه وهناك أشياء مشتركه بينهم دون قصد من أحدهم .... ولكنه لم يطلبها لشخصها هو يريد ام لأواب هكذا قال الصغير لها يوم تقدم لخطبتها عادت بذاكرتها لقبل أن يتحدث حذيفه حين قال لها أواب
- جودى ينفع تبقى ماما
نظرت له باندهاش وقالت
- أنتِ عايزنى أبقا ماما
هز رأسه بنعم فطار قلبها من السعاده ولكنه وقع على الأرض ليتفتت إلى قطع صغيره
- أنا قولت لبابا جودى تكون ماما ... قالى اوك .
وبعد لحظات تقدم هو لخطبتها كيف هذا هل حبى الكبير له يختصره هو فى ام لأواب أو مربيه ... هو لم يخبرنى يوماً هل احبنى ... هل شعر يوماً بتلك الدقه التى تحى قلبى لأنها له هو .... حتى لم يعلق أو يتخذ ما حدث فى الجامعه زريعه لطلبه ولكنه حضر إلى سوق الجوارى ليختار الجاريه المناسبه التى تلائم ظروفه دون تزمر
افاقت من شرودها على صوت أمها تخبرها بموافقتها مهما كانت أسباب جودى هى معها فيها .
كانت مهيره واقفه بالمطبخ تحاول تجهيز إفطار خفيف لسفيان ولكنها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل لم تقف يوم بالمطبخ ولم تحاول من قبل ورغم محاولاتها التعلم من السيده نوال لكن هذه أول مره لها بمفردها وتريد أن تسعده ولو قليلاً ... تعلم أن الطعام آخر اهتمامات سفيان لكن على الأقل تجعله يرى فيها سيده منزل مناسبه تستطيع الطهو والتنظيف ..... هى حقاً تعرف قدر نفسها ... وإذا فكر قليلاً سوف تكون خارج هذا المنزل .... فلابد من المحاوله ... نحت أفكارها جانبا
و خرجت من المطبخ ترى إذا كان سفيان استيقظ ام مازال نائم تنهدت براحه حين وجدته نائم
عادت إلى المطبخ وامسكت هاتفها واتصلت بمريم
- صباح الخير يا ماما
صمتت لثوانى ثم قالت
- وأنتِ كمان وحشانى جداَ وهستناكى تزورينى
ابتسمت وهى تستمع لرد أمها ثم قالت
- بصراحه كده عايزه أعمل فطار لسفيان ومش عارفه أعمل أيه ... محتاسه .
قطبت جبينها وهى تقول
- أنتِ بتضحكى عليا ... يعنى أنا غلطانه أنى أتصلت بيكى
صمتت تستمع بتركيز لكلمات والدتها و يدها تتحرك للتنفيذ فى دقائق معدوده كانت تضع على طاوله المطبخ الصحون الجبنه البيضاء والمربى و عسل نحل وطبق سلطه متوسط وطبق من البيض والبسطرمه .... والأهم من كل ذلك طبق الفول ووضعت الخبز الساخن ...ووضعت كوبين من العصير وابتسمت فى سعاده شكرت أمها واغلقت معها وتحركت لتخرج من المطبخ لتنادى سفيان
قبل ذلك بقليل استيقظ وهو يشعر بسعاده يكفى وجودها بقربه ... يكفى أنها فى بيته تحرك ليخرج من الغرفه استمع لصوتها فى المطبخ تتكلم مع أحد تحرك بهدوء ليقف عند الباب ليبتسم وهو يسمعها تتكلم مع أمها حتى تحضر له وجبه إفطار طار قلبه سعاده سوف يتناول من يدها افطاره اليوم سيسجل ذلك التاريخ ويحتفل به كل عام .. كان يتابع تحركاتها المتوتره وهو يبتسم وحين شعر بانتهائها عاد إلى غرفته بهدوء حتى يرى ماذا ستفعل تمدد مجدا على السرير وأغلق عينيه وبعد ثوانى قليله استمع لصوت طرقاتها الخجوله على الباب .... لم يجب ففتحت الباب بهدوء وتحركت خطوه واحده إلى الداخل تناديه بصوت ضعيف جعل قلبه يرقص من سماعه لأسمه من بين شفاهها
لم يجيبها فقتربت لتقف أمامه تتأمل ملامحه ثم جلست بجانبه تنظر لذلك الجرح فوق عينيه ومدت يدها تتلمسه برفق وهى تتأمله بتركيز كان قلبه يضرب فى صدره بقوه للمستها الحنون على جرحه انتبهت على ما تفعله فابعدت يديها سريعاً ثم وقفت من جديد وهى تنادى عليه مجددا فقرر ان يستيقظ ففتح عينيه ببطء لتبتعد خطوه للخلف وهى تبتسم بخجل
فابتسم بسعاده حقيقه وقرر التعامل براحه وسلاسه معها فقال لها
- صباح الخير يا مهيره
ابتسمت وقالت
- صباح النور ... أنا جهزتلك الفطار
اعتدل فى جلسته وقال
- بجد ... هغسل وشى وهاجى فوراَ .... هو أنا أطول أن الآنسه مهيره الكاشف تعملى فطار بأيديها .
خرجت سريعاَ تشعر بالخجل ووقف هو وتوجه إلى الحمام وبعد عده دقائق كان يقف فى المطبخ ينظر إلى الطاوله وهو يبتسم بسعاده وقال
- أنتِ إللى عملتى كل ده بإيدك
هزت رأسها بنعم وقالت
- أنا أول مره أعمل حاجه زى كده .... فلو فى أى حاجه عرفنى .... أرجوك أنا عارفه أن أنا فاشله .
ليقاطعها قائلاً
- فاشله أيه بس أنتِ مش واخده بالك من الفطار الملوكى ده
و جلس سريعاً وهو يبعد الكرسى لها لكى تجلس
جلست بهدوء تنظر له يمسك الخبز ويأكل كانت تنتظر أن يقول أى شئ
كان يأكل دون أن يظهر شىء على وجهه حتى يلعب معها قليلاً
وأكل لقمه أخرى وأخرى دون كلمه فلوت فمها كالاطفال وقالت
- هو الأكل معجبكش .
أبتسم لها بحب حقيقى وسعاده كبيره ومسك يدها ليقبلها وهو يقول
- أحلى فطار أكلته فى حياتى تسلم إيدك يا حبيبتى
فرحت كثيراً وسفقت بيديها فى سعاده وامسكت قطعه خبز لتتذوق هى الأخرى لتندهش من الطعم حقا لذيذ ولكنها نظرت له وهى تقول
- بس عايز شويه ملح .
قال وهو يأكل بسعاده
- حلو كده أنا حبيته وكفايه أنه من إيدك
أغلقت مريم الهاتف مع ابنتها وابتسمت فى سعاده ودعت الله أن يسعدها ويجعل زوجها خير عوض لها عن كل ما رأت فى حياتها
عادت إلى الغرفه لتجد عادل استيقظ و جالس على السرير يستند على ظهره
ابتسم لها وهو يمد يده لها فلبت نداءه وجلست بجانبه لياخذها بين احضانه وهو يقول
- كنت بتكلمى مهيره
هزت رأسها بنعم ثم قالت
- كانت عايزه تحضر فطار لسفيان ومش عارفه تعمل أيه
أبتسم بسعاده وقبل يديها ووجنتيها وقال
- صباحيه مباركه يا عروسه
احمرت وجنتاها وهى تتذكر ما حدث بالأمس
حين عاد من العمل بعد أن حادثته خديجه واخبرته بما حدث و حظرته من الصعود إليها لأنها حينها لن تجعله يخرج من البيت مره أخرى
فنفذ كل ما قالته وما أحب ذلك إلى قلبه
ومع روتينه اليومى طرقتان على الباب ثم يفتح الباب ... ولكن حين دخل الشقه لم يجد مريم على نفس جلستها ولكن استمع لصوت يصدر من المطبخ ... ليدخل إليها ليفاجئ بها ترتدى منامه حريريه فيروزيه تظهر جمالها الذى أشتاق له ... وعاش عمره كله يحلم بها
اقترب منها بهدوء وحاوط خصرها فانتفضت قليلاً ولكنها ابتسمت وهى تقول
- حمد لله على السلامه ثوانى والغدا يكون جاهز
أدارها إليه وهو يقول
- هو فى أحلى من كده غدا
ابتسمت وقالت
- أنا فرحانه اوووى أنى بطبخلك بايدى أول مره يا عادل .
ألمه قلبه يعرف أنها كانت مجروحه بتنفيذه رغبه خديجه والابتعاد عنها صحيح هى كانت تتألم لبعد ابنتها لكنها كانت بحاجه لقربه .... الأن سيعوضها عن كل شىء لتطبخ له وكل ما تريده مجاب ... أخرج من جيب سترته علبه زرقاء وقدمها لها وهو يقول.
- يارب زوقى يعجبك
ابتسمت فى سعاده وفتحتها لتجد خاتم زواج وبجواره دبله فضيه نظرت له ثم ليده لتنتبه انها لم تراه من قبل يرتدى خاتم زواج
ابتسمت فى سعاده حقيقه أمسك الخاتم وألبسها إياه ثم قبل يديها بتقديس ثم ألبسته هى الأخرى خاتمه
تناولوا غداهم بنقاشات ومجادلات أنتهت بضحك هستيرى ذكرهم بايامهم قديماً وبعد انتهائهم من تناول الطعام أصر هو على غسل الصحون وحضرت هى كوبان من الشاى
وبعد تناولهم امسكها من يدها ليدخلى معاَ عالم كانا يحلمان به عمر طويل .... حلم كم تمنوا تحقيقه ولكن كانت هناك دائما عقبات .... ولكن لكل شئ معاد ..
وحتى ساعات الصباح لم يخرج أحد من الغرفه كان كل منهم يعوض حرمان سنوات ... وسنوات ... حب يتدفق يقابله حب جارف .
كانت خديجه تستمع لصوت ضحكاتهم قلبها يتلوى ألما ولكنها تتذكر يوم وقوفهم أمام الملك الجبار .... يوم يحاسب كل منهم على نواياه وأخطاءه .. يوم تحاسب عن منع الحق عن صاحبه .... توضئت وصلت وظلت طوال الليل تصلى وتدعوا الله ان يقوى قلبها.
