رواية قدري انت
الفصل السادس6
بقلم نجمة برقة
كان متمدد على سريره، ويفرد ذراعه لمؤيد ليضع عليه رأسه.. وينظران سويآ لسقف الغرفه
عمار: قول يا معلم
مؤيد: اقول ايه؟!
عمار: قول ايه اللي مزعلك.. احنا ملحقناش نتكلمو بدري
مؤيد: اللي مزعلني إن صاحبي كلهم، امهاتهم بتجبلهم اخوات إصغيره وانا له
عمار: طيب و"يقين "مش أُختك وبتلعب امعاها؟!
مؤيد: له مش اختي، هي بت عمي بس، وامها مش بتخلينى ألعب امعاها كتير
عمار: لأنها بت، ومينفعش تلعب امعاها زي دلوك مثلا.، بس في النهار تقدر تلعب امعاها براحتك
مؤيد: له مش عاوز" يقين" انا عاوز اخوات، اشمعنا انا معنديش اخوات... انت عندك اتنين وانا معنديش ولا واحد
عمار: طيب ما خالتك معندهاش، و غاده معندهاش.. مش لازم يكون عندينا اخوات يا مؤيد
مؤيد: ايوه
عمار: وبعدين هو انا مقصر امعاك، ما احنا بنلعبو كل ليله تقريباً
مؤيد: ايوه
عمار: في ايه تاني؟!... يعني كلامي منافعش امعاك؟!
مؤيد ينهض: عاوز انام علي سريري
عمار ينهض: له لازم نتكلمو لغيت ما حد فينا يقنع التاني؛ مينفعش تنام زعلان
مؤيد: مزعلانش
عمار: امال مادد بوزك تلات اشبار ليه؟!
مؤيد يدمع: علشان انا عاوز اخوات.. وانت معوذش تجيبلي
عمار: ياحبيبي هو سوق، هروح اجبلك منه واجي
مؤيد: معرفش، انا عاوز وخلاص
عمار بتنهيده: طيب تعاله ننام دلوك.. وبكره نتكلمو تاني
مؤيد: طايب ( قالها وتمدد، واغلق عينيه سريعآ، لينظر إليه عمار ويحدث نفسه)
عمار: اجيبلك منين يعني... ماهو انا مستحيل اتجوز دُره بردك
( ظل يفكر لبعض الوقت، ثم أمسك هاتفه ليُراسل دُره)
عمار: صاحيه؟!
دره: ايوه... في حآجه؟
عمار: معارفش اقول ايه لمؤيد وهو ماسك في موضوع الاخوات ده
دره: ما تجوز يا عمار
عمار: انتي اللي بتقولي اكده؟!.. امال لو متكلمناش ميت مره في الموضوع ده وعارفه رأيي
دره: ماهو مقدمكش حل تاني... لو في غيرك هيجبله أخ كنا قولنا.. بس انت دلوك المسؤول عن انك تعمله اللي هو عاوزة
عمار: اتجوز علشان اجبله اخ بس؟!... طيب وانا؟!
دره: مش يمكن تقدر تلاقي واحده تحبها، وتعوضكم انتو الاتنين
عمار: مهيحصلش، انا عمري ما هقدر اعيش مع واحده تانيه غير وفاء... ولو قدرت، عمرها ما هتكون أُم ليه.. في النهايه هي هتكون مرت اب، حتي لو جابتله اخ
دره: لأ، مانت لو اتجوزت انا اللي هراعي مؤيد زي ما انا
عمار: وانتي هتقعديلوه ياك؟!... ده احنا بابنا مش بيتقفل من كتر عرسانك
دره: ههههه مش هتجوز غير لما يعتمد علي نفسه
عمار: لا ياشيخه؟! تكوني عجزتي
دره: يعني مش هلاقي حد يرضا بيه قصدك يا ود خالتي ههههه
عمار: مقولتش اكده، بس بردك مينفعش تعطلي نفسك عشانه
دره: انت عارف اني مش بفكر في الجواز.. وناويه اعمل ماجستير ودكتوراه... وسايبه موضوع الجواز ده لشديد القوي
عمار: ههههه الشديد القوي اللي هو تُجبري على الجواز،.. عارفك انا
دره بإبتسامه: بصراحه اكده مشيفاش امثله حوليه تشجعني علي الجواز... كل صحباتي اللي سابو التعليم واتجوزو، بيحسدوني اني كملت تعليمي ومبقتش زيهم
عمار يبتسم: دماغك كبيره انتي.. ودي احسن حآجه فيكي
دره: من بعض ما عندكم يا ابو مؤيد
عمار: ايوه انا عارف
دره: ههههه ماشي... ناوي على ايه عاد؟!... ادورلك علي عروسه؟!
عمار: عروسة ايه؟! اسكوتي
دره: مانت محطوط في الأمر الواقع مفيش حل تاني صدقني
عمار: اسكوووتي يابت خالتى
دره: ههههه مسكتاش.. بكره هقول لخالتي انك عاوز تجوز
عمار: اووعي، ابندقك
دره: يا ولد خالتى اسمع الكلام عيب تكسر كلمتي.. عاوز الواد يكبر بعقدة الوحده
عمار: يعني عشان هو ميبقاش وحيد انا اتجوز.. يرضي مين ده؟!
دره: يرضيني انا، ويرضي الكل، وهيرضيك انت ان شاءلله
عمار: اممم... طيب سيبيني افكر يومين واشوف
دره: لولولولولولولولوي. مبروك
عمار: ههههه انا قولت افكر والأكيد اني مش هوافق.. بتزغرتي ليه؟!
دره بإبتسامه: علشان انا وراك وراك لغيت ما توافق.. انت عارفني زنانه قوي
عمار: انتي هتقوليلي
دره: ههههه
عمار بإبتسامة: ماشي ابدأي البحث... هسيبلك انتي الموضوع ده... نقي حآجه زينه.... مش رغايه.. ومش هبله... ومش شغاله ليل نهار تحط زفت علي وشها... ومتضحكش كتير... وتكون ذكيه ومثقفه... والاهم من اكده ميكونش لبسها ملزق... حآجه علي ذوقك اكده يعني
دره تبهت ابتسامتها: بتتكلم جد؟!
عمار: جد طبعا.. اعمل ايه؟! حكم القوي علي الضعيف
دره: ايوه... طيب هدور
عمار: ماشي يادره تعيشي... اسيبك تنامي.. عطلتك
دره: طيب
انهت المحادثه لتشرُد وتُحدث نفسها
: ده وافق.... واشمعنا المره دي ما انا عماله ازن عليه من سنين... وه... قدر ينسا وفاء بسرعه اكده ( تضم فمها بغيظ) رجاله ملهاش أمان
عمار بإبتسامة خفيفه: زين انها رجعت تتكلم عادي بعد اللي حصل ( ينظر لمؤيد) عاجبك اكده ياخوي اهو هنجيبو واحده تاني علشان خاطر حضرتك عاوز أخوات ( مؤيد ينهض بفرحه) وه انت منمتش
مؤيد: صوح يابوي هتجوز وتجبلي اخوات
عمار: ههههه ايوه صوح
مؤيد: هيييييي. انا عاوز تلات اخوات، ولدين وبت... له له خليهم كلهم ولاد.... ولا اقولك بتين و ولدين
عمار: ههههههههههههههه كمان هتنقي
****
جاء الليل وهي تُفكر، كيف يُفضل بنت الراقصه عليها، ويعاملها بهذا الشكل من أجلِها، حتى تذكرت ما قالته له منذ سنوات، ف تعتدل
غاده: مش ممكن.... ده بجد.... اوووبس.... ايه الذاكرة دي؟! وايه الاخلاص ده؟!.... بقا هي نفسها... يخربيتك يابعيد.... دا انا نسيت رامي من اول ما مشيت من عنده.... يعني هو كارهني عشان كلمه قولتها وانا صغيره ولسه فاكرها.... امممم هتعملي إيه دلوقتي ( نهضت واخذت تمشي ذهابآ ايابآ الي ان أتى وفتح الباب، لتقف وتنظر إليه)
بُراق: احم... م.. مساء الخير
غاده: مساء النور
بُراق: صاحيه ليه لدلوك؟!
غاده تفرك اصابعها وتتحدث بتوتر: بُراق، انا افتكرت اللي قولتهولك زمان ... بس انا بجد مكنتش فاكره لأني كنت صغيره وقتها.. وأكيد مش هفتكر حآجه عابره حصلت من عشر سنين في وقت كان فيه حالة وفاه بعدها بدقايق... انا.. انا بجد اسفه مكنتش اعرف ان الموضوع ده حساس بنسبالك لدرجة دي
بُراق: اها... مش مشكله
غاده: انا بصراحه لما سمعت عمي بيقول بنت ال..... يعني انا قصدي اقول اني اضايقت جداً بس بعد ما افتكرت فهمت
بُراق: وفهمتي إيه؟!
غاده: فهمت انك بتحبها ومش بتستحمل حد يجيب سيرتها
بُراق: اها.... طيب
غاده: طيب ناوي علي إيه؟!
بُراق: ناوي على إيه في إيه؟!
غاده: في موضوعنا.. هنطلق امتي؟!
بُراق: نطلق؟!.... يعني انتي حاطه الاحتمال ده في حسباتك؟!
غاده: مفيش اي احتمالات غيره اصلا... ما احنا اكيد هنطلق... دلوقتي... بعد شهر.. بعد سنه
بُراق: اممم.... طيب نتكلمو في الموضوع ده الصبح علشان راسي وجعاني دلوك
غاده: اوكي زي ما تحب... تحب اعملك قهوه أو اجبلك دوا؟!
بُراق: له انا هنام وهكون زين... بس هنام في الحمام.. لو عاوزة تخشي ولا حآجه خشي دلوك
غاده: ليه هتنام في الحمام؟!.. افرض لبسك عفريت دلوقتي؟!
بُراق: مفيش عفاريت... يلا خلصيني
غاده: ماشي روح، انا مش هدخل
بُراق: طيب ( قالها وذهب فوراً لتنظر له باستغراب ثم تعود لسريرها)
بُراق محدث نفسه: هتعمل ايه دلوك؟!... ابوي مش ممكن يسمح بالطلاق... ولو مدخلتش عليها هيجرسني ( يتنهد ويتابع) وهي مشيفاش اي احتمالات غير الطلاق... امممم طيب اجبهالها كيه اننا ندي لنفسنا فرصه يمكن نطيق بعض....( يتابع بنرفزه) له.. وانت كمان هتشاورها.. انت تقولها بالحرف اكده... هندخلو الليلة ولو نطقت اخبطها كف إسورها( قالها وفتح الباب، ف وجدها جالسه على السرير ليخرج عندها ف تنهض)
بُراق: احم.... اااا، بقول إيه
غاده: قول
بُراق: اممم... اااا... اعملي قهوه، وهاتي برشام الصداع
غاده تبتسم: حاضر ( قالتها وخرجت ليدور حول نفسه)
بُراق: يابوووووي يا وجع القلب... اقولها كيه دي، وانا مطيقهاش.... هتعمل ايه يا بُراق.. فكر ابوك هيفضحك فضيحة المطلقه في يوم صبحيتها...( ينظر لسرير) انا هنام ملهاش حل تاني ( قالها ورمي نفسه على السرير.. وبعد وقت يسمع خطواتها ف يغلق عينيه سريعآ لتفتح الباب وتجده نائم)
غاده: نام؟!... طيب والقهوه والدوا
( قالتها ثم وضعتهم على الطاولة، ف اتجهت نحوه بحذر و شدت عليه الغطاء، الي صدره، ف مدت يدها على جبهته تتحسس حرارته)
غاده: تمام، مش سخن أوي... يعني لسه هتعيش شويه كمان ههههه...( تتابع بسخريه) اممم ملاك نايم ياخواتي.. اللى يشوفك انت ونايم ميشوفكش وانت بتجعر، وتزعقلي من غير سبب ( قالتها واتجهت للكنبه وجلست عليها، وبعد وقت تمددت ونامت ليفتح عينيه وينظر إليها ف يحدث نفسه)
بُراق: بردك رزله ومش هطيقك... انا بجعر يا ام اربعه وأربعين انتي... ماشي بس يصبح عليكي صبح
« اليوم التالي»
خرج مؤيد من الغرفه، يركض لغرفة جده وجدته
مؤيد: جدي جدي جدي
ادريس: عاوز إيه يا ولد المركوب؟!.. مش قولت مش هكلمك
مؤيد: ياجدي عاد..... عارف ابوي قالي إيه؟!
ادريس: قالك ايه؟!
مؤيد بفرحه: قالي انه هيتجوز ويجبلي اخوات
سماح تبتسم: صوح يا واد
ادريس: بتتكلم جد ياد انت
مؤيد: ايوة والله .. هو قالي انه قال لخالتي تدورله على عروسه
ينظر لسماح: تدورله على ايه؟!..... وتدورله ليه ماهي قدامه
سماح: مش انا قولتلك هو معتبرها اخته
ادريس: خوته تخوتهم هما الجوز... اخته كيه يا مره؟!
سماح: خلاص ياخوي.. المهم ان نحسه اتفك وهيتجوز
مؤيد: ايوه صوح يا جدي
ادريس: ربنا يجير عقلي من العيال دي... طيب وهيلاقي زيها فين؟!.... والله قصدهم يجننوني كلهم... ولا التاني اللي لسه مقربش لمرته.... عارفه يامره، ما اعرف انه مدخلش الليله لا ابندقه وابندقك
سماح: وه... وانا مالي ياخوي، وانا هدخل امعاه يعني
ادريس: اسكوووتي.. روحي جاهزيلي اكول... والله ما حد هيخليني اجري من غير عقلي غيرك انتي وعيالك
مؤيد: مالك ياجدي بتتعرك علي الصبح... وتقول هتخلوني اجري من غير عقلي، وانت اللي هتخلينا كلنا نجرو من غير عقلنا.. بعراكك كل يوم
ينزع نعله: طيب غور من خلقتي يا ولد المركوب... غور جاك شوطه
سماح بضيقه: امشي يا وووولدي مناقصينش
ادريس: قصدك ايه يامره؟!.... قصدك اني رداح ورطاط يعني؟!
سماح: ياخوي وانا اتكلمت من اساسه
ادريس: له اتكلمي وقوليها يامره
سماح تسند رأسها: يا راسي ياراسي... بالاذن ياخوي هجري اخد برشمتين مش حاسه براسي
ادريس: روحي يختي.... العيال وامهم يارب؟!... هتمخولوني يشندل بالكم.
***"*
استيقظ من نومه ليجدها تُرتب الوسادات علي الكنبة، ف ينهض، وعند شعورها به تستدير وتحدثه
غاده: صباح الخير
بُراق: صباح النور
غاده: عامل ايه دلوقتي؟!
بُراق بجديه: زين ( قالها واتجه للحمام لتنظر له وتحدث نفسها)
غاده: ما أنا اعتذرتلك اعمل ايه تانى علشان تعدل وشك معايا... ياباي دا انت كئيب
*******
خرجت دره من غرفتها لتجد "عمار" امام غرفته، ف تعقد حاجبيها بتذمر و تذهب دون ان تصبح عليه ف ينظر لها بأستغراب ويناديها
عمار: دره
تتوقف: نعم
عمار: في حآجه؟!
دره: له مفيش
عمار: مصبحتيش يعني
دره: مخدتش بالى... داخله اعمل فطور ( قالتها وذهبت ليعقد حاجبيه بأستغراب ثم يتجاهل، ويذهب لصاله ويجلس هناك وبعد دقائق يأتي بُراق ويجلس بالمقعد المقابل )
عمار: صباح النور... كنا بايتين مع بعض ولا إيه
بُراق: صباح الخير
عمار: مالك علي الصبح؟!
بُراق: مفيش
عمار: موافقتش ولا ايه؟!
بُراق: هي مين دي؟!
عمار: مرتك.. هي في غيرها
بُراق بتذمر: مكلمتهاش ولا هكلمها.... انا هطلقها
عمار: تطلقها ايه وانت لحقت... الناس يقولو عليها إيه
بُراق: يقولو اللي يقولوه... انا مش هربط نفسي بيها علشان أرضى الناس
عمار: وسُمعتها اللي هتتبهدل
بُراق: يا عمار، لا أنا ولا هي عاوزين نكملو.. دي قالتهالي بلسانها امبارح اننا هنطلقو
عمار: لأنها شايفه الصد منك ياخوي... طيب قولي هتعوذ تكمل ليه مع واحد معوذهاش
بُراق: وانا هعوذها غصب يعني.... مقابلاهاش يا عمار
عمار: سُمعت بت عمك تستاهل تضحي وتحاول مره واتنين
بُراق: طيب وانا
عمار: احلفلك بأيه انك هتحبها غصب عنك.. بس انت بادر وهتشوف
بُراق بتنهيده: مقدرتش احاول... مقدرتش اقولها تعالى نكملو الجوازة دي
عمار: اقدر.. الموضوع مش محتاج أكتر من تلميح وبعد كدة هتيجي واحده واحده
ادريس يأتي: نقول مبروك ولا لسه
بُراق: مبروك على إيه؟!
ادريس: على ايه؟!... ايه اللي انا بقوله ده صوح؟!... طيب مبروك دي تتقال لرجاله
بُراق ينهض: ايوه صوح يابوي انت مخلفتش غير راجلين بس
ادريس يخرج هاتفه: انا قولت اكده بردو
عمار: هتعمل ايه يابوي
ادريس: هكلم الرجاله، والتُجار يجو يتعشو ويحضرو دُخلت اخوك.... وانت كلم الفرقه اللي جت في فرحه
بُراق: اكده يابوي
ادريس: اكده ونص... هلم الناس ولو مخلصتش.. هقول مخلفتش راجل اسمه بُراق
عمار: يابوي عيب اكده الله يخليك متفرجش علينا الناس
ادريس: ده اللي عندي.... وكرم مني هديلوه الليلة دي فرصه.. والليله التانيه هلم الرجاله ونحتفلو بأني طلعلي بت علي كبر
بُراق بقهر: حتي لو مكنتش طايقها ولا هي طيقاني
ادريس: ومن ميته الحب والكره ليه دعوة بالكلام ده... غيرك كتير خلف دستة عيال وهو مطايقش مرته
بُراق: طيب دوله طفسين انا له يابوي.. انا له... انا معوذش.. غصب يعني
ادريس ببرود: ايوه غصب.... ولو عندك مشكله قولي نوديك لشيخ او دكتور
عمار: يابه مش اكده
ادريس: اسكوت انت... قولت ايه.. نلم الناس ونقول ولدنا مش راجل ولا تخلص
( ظل ينظر إليه وهو يتنهد بغضب وعينيه تشع شرار ثم يتركه ويصعد للأعلي ويفتح الباب فجأه ف يجدها تمشط شعرها المبلل من الاستحمام وعندما تشعر به تستدير وتنظر إليه وهو يتقدم نحوها)
غاده: في إيه؟!
بُراق: رايح الشغل وأرجع الاقيكي جاهزة
غاده: جاهزة ل أيه؟!
بُراق: هندخلو الليله
غاده بصدمه: ايه
بُراق: ولا كلمه... النهارده تسمعي وتنفذي وبس
غاده: افندم... لا
يضع اصبعه على فمها وهو ينظر لها بغضب: لو اتنفستي هكبس على نفسك اموتك تحت يدي.... ولا كلمه( قالها وذهب ليضرب الباب خلفه بغضب)
غاده: ندخلو؟!..... اممم ماشي
***
مر بجانبهم متجه لباب المنزل ليوقفه صوت ادريس
ادريس: ايه ده؟!... ايه نزلك دلوك؟!
بُراق بغضب: الليلة هنخلصو ومعوذش اسمع كلمة لغيت ما يجي الليل( قالها وذهب)
ادريس يتطلع لعمار: قولتك هيخلص؟!
عمار: يابوي ده ميبقاش جواز... مينفعش اللي بتعملو معاه ده
ادريس: اخوك معوذش بت الرقاصه ولا بيحبها لدرجة يقعد لسن ده من غير جواز... اخوك عنيد وبيعمل كل ده عِند امعاي.. ولو معملتش اكده مش هيتجوز ولا هيخلف
عمار: له يابوي انت فاهم غلط.. لو الموضوع ده تم اجبار على التنين.. هيفضلو طول عمرهم فاكرينها، وشايلين منك
ادريس: اجبار ايه يا واد؟!... وانت فاكر انه مكنش قادر يسيب البيت ويمشي... اخوك العِند جه علي مزاجه
عمار: له مش علي مزاجه.. هو ميقدرش يعصاك .. بس يابوي مينفعش.. انت عاوز تقول لناس انه معيوب ومقدرش يكمل الجوازه ودي كبيره في حقه... في مليون طريقه غير الطريقه دي
ادريس: يا واد انا بهدده وخلاص.. وانا هفضح ولدي يعني
عمار: ههههه والله انت غريب يابوي
ادريس: وانت غبي زي امك.. كيه يا واد لما تعوذ تجوز، تدور على واحده تانيه غير دره
عمار: مين قالك؟!... انا لسه مقولتش
ادريس: ولدك الفتان
عمار: يجازيك يا مؤيد.. انا لسه يدوبك فتحت السيره
ادريس: انا على انك مخترتش دره مش علي مين قال... كيه تدور بره وهي قدامك
عمار: يابه دره اختي... وهي اصلا اللي زنة عليه لغيت ما وافقت
ادريس: يشندل بالك... طيب كنت طلبتها هي يافقري
عمار: بقولك اختي.. وهي اللي زنة عليه علشان اتجوز... تقولي اطلبها هي... لا مقدرش
ادريس: اقولها انا ياخوي
عمار: ابااه.. لا يابه... مينفعش خالص... هتجوز اختي؟!.. ترضهالي
ادريس: اختك كيه ياد
عمار: ابوي.. انا اهو وافقت اتجوز.. الله يخليك ما تتحدت في الموضوع ده
ادريس: جاك شوطه
عمار: طيب قفل اهي جت
ادريس: قفلو عليك باب الحشر
عمار محدث نفسه: ياعذوبة لسانك يابوي
دره: صباح الخير
ادريس: صباح النور
دره: الفطور جاهز
ادريس: تعيشي.... يلا يا خوي
عمار: يلا يابه ( قالها ف نظر ل دره التي تتركهم ويظهر عليها الإنزعاج ليحدث نفسه)
عمار: يكون نوره ضايقتها تانى؟!
ادريس: واقف ليه ما تمشي خلينا ناكلو القمه
عمار: يلا يابه
« عند السفره»
جلس الكل بما فيهم غاده وصفوان، لينظر عمار الى دره التي تنظر لطبق بشرود ولا تأكول
ادريس: مالكم ما تاكلو
عمار: معرفش مالها النهارده، مالك يابتي؟!
ادريس بخبث: له ياخوي كل اللي قاعدين بيقلبو في صحونهم من غير ما ياكلو.... حتى شوف اكده
عمار يبتسم: ايوه صوح.. كُل يابوي بالهنا
ادريس: باكول، ركز انت في وكلك يا عريس.... قال هتدوريله على عروسه يابتي
دره: هه.... له انا مليش دعوه... انتو دورو
عمار: يعني ايه؟!.. مش اتفقنا انك انتي هتدوريلي
تترك الخبز وتنظر إليه: له مهدورش... بيقولك المشي في جنازه ولا المشي في جوازه... دور وحدك ( قالتها لينظر لها بأستغراب وهي تعود لمسك الخبز بانزعاج)
سماح: انا هدورلك
ادريس: وتدوري ليه ما بت ولد ولد ولد عمتي موجوده.. بت حلوه ونغشه وهتنفع
صفوان: ههههه هتجوز ياك ياعمار
عمار: ايوه ياخوي.. كله علشان مؤيد اللي عاوز اخوات... بس يابوي انا معوذهاش نغشه... اهم حآجه تكون عاقله ومتفاهمه
ادريس: زي دره اكده يعني ( قالها لتتوتر وتسعل ف يُمسك عمار بكوب الماء ويعطيه لها)
عمار: حد افتكرها باين
ادريس باشمئزاز: سمعت عن الحكايه اللي بتقول انهم ربطو واحد في الساقيه علشان يدورها يا عمار يا ولدي؟!
عمار: وه.. ليه يربطو واحد.. امال البقر والحمير راحو فين
ادريس: ماهو وقتها فكروه احمار ف خدوه يدورها
عمار: هههههههههههه حلوه يابوي
ادريس: ومفكرتكش بحاجه؟!
صفوان: ههههه متحاولش مش هيفهم يابه
ادريس: والله ما حد مريحني غيرك، شايف شغلك ومناسيش نفسك
صفوان يبتسم: امال ايه يابه.. دا انا حتي بفكر اتجوز تانى
ادريس: طيب اتقندل وكول... انت قادر على واحده لما هتجيب التانيه
صفوان: ههههه اتقندلت اهه
عمار ل دره: وه... يابت ما تاكلي
دره تنهض: شبعت... رايحه اعمل شاي( قالتها وذهبت)
عمار: مالها دي؟!.... حد زعلها تانى ولا ايه؟!
ادريس: ما تاكول انت وساكت... كول الله يخرب مطنك
صفوان: ههههه متخدش في بالك انت يا عمار
عمار: مالها صوح؟!... حد زعلها؟!... تعرفي حآجه يا غاده؟!
غاده: هه.... بتكلمني
عمار: دا الكل شارد اهه
ادريس: مالك يابتي؟!
سماح: فيكى حآجه يا غاده؟!
غاده : لا مفيش، بس مصدعه شويه ( تنهض) هقوم اعمل شاي مع دره ( قالتها وذهبت )
ادريس: عاجبكم اكده.. نكدتو علي حريم البيت كله... ربنا يعيني عليكم( قالها لتنظر له سماح بطرف عين ف ينتبه لها)
ادريس: مالك يا مره؟!
سماح: مالي ياخوي؟!.. مفيش حاجه
ادريس: لويه خلقتك ليه علي الصبح جبتيلنا الفقر
عمار: ههههههههههههههه
صفوان: ههههههههههههههه
ادريس: مالكم يا فرادي المراكيب
عمار: هههههههههههه فيش يابه... قايم رايح الشغل
صفوان: هههههههههههه خدني امعاك ( قالها وذهبو لينظر لهم بأستغراب)
ادريس: مال عيالك يا مره
سماح: معرفش ياخوي... انا هعرف منين ما اديني قاعده جمبك
ادريس: اممم والله ما حد هيجبلي المرض غيرك انتي وعيالك.... اقوم اشوف وكل عيشنا ( قالها ولم تُجيبه ليتابع) مش بكلمك انا يامره
سماح: ميته كلمتني بس
ادريس: طلعيني تلفان وهعوض عاد
سماح: له انا اللي تلفانه وبت تلفانه... اجبلك دوا التوتر؟!
ادريس: يووه. فكرتيني روحي هاتيه
سماح: حاضر( قالتها وذهبت هروله)
ادريس: قال مدخلش على مرته قال.. يخرب مطنكم يا بُعده بوظتو سمعتنا....( ينادي بصوت عالي) كل ده بتجيبي الدوا
« في المطبخ»
غاده: مالك؟!
دره تبتسم: مفيش حبيبتي.. شايك كام معلقه؟!
غاده: مش بشربه
دره: طيب تشربي إيه؟!
غاده: ولا حآجه... نفسي في تفاح
دره: ماشي حبيبتي في، في التلاجه
غاده: طيب مفيش سكينه جديدة بدال دول حساهم تلمين
دره: مش تلمين ولا حآجه.. بس في جديد لسه مطلعش.. في الرف اللي فوق
غاده تفتح الارفف الي ان تجدهم: متشكره حبيبتي
دره: العفو
غاده: طيب انا هاخد واكل فوق
دره: ماشي حبيبتي براحتك
غاده: عن اذنك ( قالتها وذهبت لغرفتها مباشرة)
«عند الزرع»
وصل عمار ليجد بُراق يجلس هناك وينظر لزرع ف يجلس جانبه
عمار: قولت هروح الشغل؟!
بُراق: مليش نفس
عمار: مالك ايه مزعلك؟!
بُراق: يعني معرفش؟!
عمار: عارف،.. بس انا مستغربك قوي
بُراق: ليه؟!
عمار: ايه مانعك؟!... عندك مشكله طيب؟!.. قولي
بُراق: في ايه يا عمار؟!... انت كمان هتعوم علي عوم ابوك
عمار: ياخوي ما أصل الكُره وحده مش كفاية عشان تنفر منها اكده
بُراق: انا على اجباري عليها.. نفسي مقبلاش ابصلها حتي، لما هقربلها
عمار: ماهو انت لو مكنش ابوك جبرك مكنتش هتجوز خالص يا بُراق
بُراق: له كنت هدور علي ساره لغيت ما الاقيها واتجوزها... انا مفييش نقص يا عمار... انا بس كاره فرض غاده عليه... بالك لو كُنت قربتلها من نفسي حتي لو مكنتش حاببها مكنش هيكون في مشكله.. بس انا مش عيل علشان يجبرني اتجوز غصب.. واسيب ساره بردك غصب.. ودلوك عاوزني اكمل الجواز غصب... حتي دي فيها غصب
عمار: يعني انت مشكلتك دلوك هي الاجبار بس
بُراق: ايوه
عمار: طيب وكرهك ليها؟!
بُراق بتنهيده: لا اكرها ولا احبها... هي عرفت غلطها واعتذرت وخلصنا
عمار يبتسم: طيب احلفلك انها قادره تخليك تحبها، بس انت تديها فرصه
بُراق: يا عمار ياخوي احنا اهنه مش في فيلم... انا ممكن ابطل اكرهها.. بس مش هنسا ساره واحبها هي
عمار: انت مش مطلوب منك غير تبداء امعاها صفحه جديده وشوف بنفسك
بُراق: يعني انا معوذش اتجوز زيكم ويكون ليه بيت.... طيب ايه رأيك اني فكرت في كلامك امبارح واقتنعت انها ملهاش ذنب، وناويت أبدأ معاها صفحه جديده بس مقدرتش انطقها... وبعد اللي عمله ابوك النهارده.. روحت هبيت في وشها وقولتلها تجهز علشان هندخلو الليله... وهروح النهارده وانا مغمض عيني.. وانفذ كلام ابوي وامشي تانى.... وكل ده علشان ابوك جابرني اجبار
عمار: ههههه.... له متغمضش.. خد الموضوع ببساطة... زي اي عريس... هو مش اغتصاب ياخوي
بُراق: ابوك مخليه في عيني اغتصاب... عرسان ايه اللي متجوزين غصب عنهم
عمار: روق بس واسمع اللي هقوله
بُراق: قول.. والله لا انت قايل.. ماهو انا دلوك مفيش بيدي غير اني اسمع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
« في المكتب»
كان جالس في المكتب عندما أتاه شاب في مُقتبل عمره وبيده بعض المال
صفوان: اتفضل
الشاب: انت صفوان؟!
صفوان: ايوه انا
يضع امامه المال: نهله بت الحج عبدالله بعتتلك دوله وبتقولك متشكرين
صفوان: ومجبتهمش هي ليه؟!
الشاب: معرفش هي قالتلي ادهملك وبس
صفوان: هي في المحل دلوك؟!
الشاب: ايوه
صفوان: طيب روح انت
الشاب: ماشي.. سلام
صفوان: سلام...( قالها وجلس يفكر ويحدث نفسه)
صفوان: بعتالي ليه مع الواد ده.. مجتش هي ليه... امممم طيب( قالها وامسك المال ليعده، ثم يخرج مائة جنيه من جيبه ويضعها عليهم، ويخرج من المكتب ويتجه الي المحل الخاص بها، فيجدها تجلس بداخل المحل وعندما تراه تبتسم بخفه وتنهض لإستقباله)
نهله: اهلا وسهلا اتفضل
صفوان: له ماشي... بس ليه مجتيش بنفسك نتحاسبو
نهله: الموضوع مش مستاهل حسبه، انا بعتلك فلوسك كاملين
صفوان: له مش كاملين
نهله: كيه مش كاملين انا عديتهم بنفسي وبعتهم مع الواد.... وه يكون الواد مد يده
صفوان: له انا قصدت انهم زايدين ميت اجنيه، وجيت ارجعها
نهله تبتسم: كيه ده... انا متاكده اني عديتهم زين
صفوان: جل من لا يسهو
نهله: صوح.. معلش علي الخبطه دي... عطلناك عن شغلك... بس كنت خليتها او بعتها مع حد تاني
صفوان: له كيه ده... انا لقيتها حجه علشان اجي اصلا
نهله: إيه
صفوان بإبتسامة: ولا حآجه.. اتفضلي
نهله بجديه: شكراً
صفوان: اممم. الحج عبدالله، عامل إيه دلوك؟!
نهله: زين
صفوان: انتي زعلتي؟!
نهله: له... في حآجه تانيه؟!
صفوان: له مفيش
نهله: ماشي.. مع السلامه
صفوان يبتسم: الله يسلمك ( قالها وذهب ليقف بعيدآ، ويعود بنظره إليها ف يجدها تنظر إليه ثم تتهرب عندما تراه، ليبتسم ويحدث نفسه)
صفوان: اممم... اذا كان اكده ف لازم اروح ازور الحج عبدالله في بيته... زيارة المريض واجبه بردك
غرفه بُراق
عاد للمنزل ليدخل غرفته وهو يفكر من أين يبدء، ف يجدها جالسه علي السرير
بُراق: السلام عليكم
غاده تنهض: وعليكم السلام
بُراق: احم... ايه الأخبار
غاده : تمام
بُراق وهو يتقدم نحوها: مشايفكش جاهزه يعني
غاده بإبتسامة: لحظه وهكون جاهزه