CMP: AIE: رواية القلب الاخضر الفصل الحادي والعشرون21 بقلم رباب عبد الصمد
أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل الحادي والعشرون21 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر

 الفصل الحادي والعشرون21 

بقلم رباب عبد الصمد

 اخذت تتخيل شريط حياتها منذ ان عشقته فى صمت حتى الان يمر امام عينيها فقد رات انها كانت تعيش فى وهم اسمه احلام وامنيات ولكنها الان لا تريد تلك الاحلام حيث عاشت ما كانت تريده واقع واكتشفت ان الانسان لا يستطيع ان يعيش فى الاحلام كثيرا فقد يسامها ان طالت ولم تتحول لحقيقة وقد يسامها ايضا ان تحولت لحقيقة ولكن مريرة اذن فالاحلام لا تصح الا لبضعة ايام وان طالت تحولت لكوابيس ويرى الانسان نفسه بعد ان كان يود ان يعيش فيها طوال حياته يهرب منها ومن تنغيصاتها لانه ببساطة يكتشف ان احلامه تلك ان تحققت لواقع لاصبح واقع اليم كما عاشته هى وهنا اكتشفت انها قد نضجت ولم تعد تريد ان تعيش فى الاحلام او حتى فى ذكراها 

 قالت بصوت متحشرج وماذا عن زوجتك 

 كانت ليلى تصارع نفسها وهى تسال هذا السؤال فكانت خائفة كل الخوف ان تسمع منه كلمة تقضى على ما تبقى منها ولكنها فى ذات الوقت تريد ان تسمع منه رايه 

 طارق وهو لا يشعر انه بكلمة واحدة سيقتل تلك التى تقف امامه / زوجتى ستظل زوجتى لانى ان طلقتها لاشعل نار الثار بين العائلتين مرة اخرى ولكنى ساتزوجك وتكونى انتى كل شىء لى وساعلن هذا وستبقين انتى معى هنا وهى ساعيدها الى القرية ثم ابتسم مناغشا واستطرد كلامه لها ولا يعرف انه يميتها / ولكن لا عليكى من الغيرة منها على الاطلاق فلا مجال من الاساس لتضعى نفسك فى موضع مقارنه معها 

 لم تستطع المكوث امامه هكذا بنفس ثباتها فقررت الفرار قبل ان تنهار ولكنها قبل ان تهرب من امامه قالت له / اذن سنكمل كلامنا فى المساء فى نفس المكان حتى نضع النقاط فوق الحروف وكيف ستقيم لى حفل زفاف فاخر ولكن على الرحيل الان فانا حقا متعبة 

 ابتسم لها وقال / اذهبى يا زوجتى المصون ولا تشغلى بالك بحفل الزفاف فانا شغوفا به اكثر منكى 

 عادت لبيتها وانهارت اكثر فى البطاء واخذت ترتب افكارها لمقابلة المساء 

 وكانت قمة وجعها وهى تراه خارجا من غرفته فى كامل اناقته وعطره يملا المكان وفرحته تملا وجهه فقد كانت فرحة عشق حقيقية وهى ادرى الناس بذلك فقد رات تبدل ملامحه وهو معها ووهو مع سكرتيرته

 خرج دون ان يتحدث اليها وذهب للمكان المتفق عليه بينما قامت هى وبدلت ملابسها ولكنهخا لم ترتدى ملابس ليلى السكرتيرة بل ارتدت ملابس ليلى الانسانة البسيطة الغير متكلفة التى عشقت باحساسها وما ان وصلت اخذ قلبها ينبض بشدة حتى خافت ان يتوقف عن النبض نهائيا قبل ان تواجهه فهى لم تخشى الموت ولكن كانت تود ان يسعفها قلبها لمواجهته وبعدها لا يهم ان كان يقف عن النبض ام لا 

 وقفت للحظة تتامله وهو زائغ العين يتمنى لقياها فدمعت عيناها لانه هوى غيرها ولكنها لم تكن دموع شوق اليه ولكنها دموع ندم على وهمها 


ما عدت امشى تحت ظل سماك 

او اقتفى بعد الرحيل خطاك 

ما عدت ابكى فوق اطلال اللقا

او انادى فى الفضاء اهواك

ما عدت اسال عن حكياك التى 

اضحت بعينى فى الكرى اشواكا 

سر حيث شئت فلا البعاد يهدنى 

انا ما انتهيت ولا مات الهوى الاكا 


 خطت للداخل بخطوات متثاقلة واخذت تحدق فيه من بعيد ينظر فى ساعته زوينتظرها واخيرا وصلت اليه ووقفت امامه فما كاد يلتفت بوجهه ليبحث عمن ينتظرها الا وصدم بزوجته تقف امامه ففزع وقاممصدوما من وجودها فى هذا المكان وفى تلك اللحظة وبكل كبرياء سالها / كيف علمتى انى هنا وما الذى جاء بكى وكيف خرجتى من الاساس من البيت دون استئذانى 

 اسالة متلاحقة وجهها اليه ولم يعرف لماذا وواجهها بكل تلك الاسئلة فهل ليدارى خيانته فى سرعة المواجهه ام لانه خشى ان يسمع منها انها ستبتعد عنه فهو لم يعترف بعد لنفسه انه لا يقوى على ذلك ام انه خشى على منينتظرها ان تحضر وتراه فى هذا الموقف فترى صغر حجمه امامها 

 كلها اسالة مرت كشريط سريع فى عقله لا يعرف لاى منهم اجابة 

 ردت بثبات وقد شعرت لاول مرة بتوتره امامها / جات انا بدلا عنها لانها لن تحضر ابدا فاردت الا تجلس وحيدا زائغ العينين 

 كلامها صدمه ولعثم لسانه وسال نفسه عمن تتكلم ؟ وهل عرفت بحقيقة الامر ؟

 قالت هى / لا تجبر نفسك على ايجاد اى اجابة او اى سؤال فقط انظر لى وحدق النظر عما عميت عيناك عنه فما انا الا هى ولكنك فضلت المتكلفة عنى 

 حدق فيها دون ان يتكلم واخ يتمعن النظر وكانه لتوه وجد التشابه بينهما فقال بحروف خرجت متثاقلة / ولما اخفيتى عنى 

 جلست امامه وقالت / كنت احارب لاخر نفس لى لكسب ودك ولكنى رايت انى افقد اخر نفس لى وانا اتكلف فى ارضاءك وما كسرنى هو انى رايتك تريد الصورة وترفض الاصل وما كانت الصورة الا الاصل 

 شعر بصغر حجمه امامها فجلس وهو مهزوز وقال / والان هل سعدتى بفوزك على خداعى ؟

 ليلى / بل حزنت على خداع نفسى فما عيشت فيه لم يكن خداع لك بل خداع لنفسى التى قاسيت عليها لاجل كسب حبك 

 طارق بتحدى / وهل ترين انكى بهذا اوقعتينى فى شباكك او اننى ساظل اسير هواكى ؟

 ابتسمت ابتسامة سخرية وقالت / انا لم اوقعك انت من اوقعت نفسك لانك اخترت الماديات عن المشاعر والاحاسيس وان كنت اخترت ان ترى حبى لرايت فيه كل ما تبحث عنه ولرايت ان الشوق الذى فى عين زوجتك وسكرتيرتك كان واحد 

 ومع ذلك اكتشفت انا قبلك ان ما كنت اكنه لك لي حبا ولكنى اضفت لك رقم من النساء اللاتى افتتن بك يا طاووس النساء 

 طارق / ولكنى اريد ليلى السكرتيرة مع ليلى زوجتى 

 ليلى بدموع / لا تطمع فيما لم يعد ملكك فقد تغيرت مشاعرى وادركت الحقيقة والمشاعر التى تتغير بالادراك لا تعود فالمدرك ليس كالغاضب او الغيور بل المدرك هو انسان وعى وتمعن وجرح وشفى والالم لا ياتى انسان الا ويغادره وقد اثر فيه باحدى طريقتين فاما ان ينبت مكانه زهرا فيدوى واما ان ينبت شوكا فيدمى وللاسف المك ادمانى وان كنت اعطيتنى قطرات من اهتمامك يوما لكانت سرت فى عروقى مجرى الدم فتداوى كل جروحك التى قد يعجز ان يداويها الف زمان وزمان 

 ضاق صدره من كلامها او قد يكون ضاق من هزيمته امامها او من هزيمته امام نفسه هو نفسه لم يعرف سبب ضيق صدره ولكنه قام بصرامه وجذبها من ذراعها ناهيا ذلك الموقف فهو لم يعتاد ان يكون صغيرا مثلما كان الان وقال لها بعصبية / لا تتعشمى فى ان تكسرينى ايتها البلهاء فانا مالكك شئتى ام ابيتى وانا من اقرر ان كنت سابقى معكى ام لا ولا كان هناك اى داعى لالاعيبك تلك فانا من البداية من نفرتك وان كنت اود ان اتركك لتركتك ولكنى اجبرت على البقاء عليكى كما اجبرت على الزواج منكى لاجل اهل قريتنا وانا من البداية كنت ارفضك ولكن اخيكى استعطفنى عندما صارحنى بانكى عشقتينى فى صمت فحاولت الا اجرح شعورك 

 صدمت هى من طريقته وصدمت اكثر منكون اخيها اعترف له بحبه ورخص من قيمتها امامه فها هى تاخذ الضربات المتتالية من كل من حولها دون شفقة ولهذا لم ترعف كيف ترد عليه فقد جف حلقها وتيبس لسانها فلم يعد قادرا على النطق فقامت ومشت معه وهو يسحبها خلفه ولم تشعر بسحبته ولا بقبضته ولا بالاى شىء حولها 

 اما هو فلا يعلم لما هاجمها هكذا فقد يكون هذا نوع من استرداد كرامته او نوع من خيبة الامل لها فى انه سيتخلى عنها 

 مرت الايام وهى فى غرفتها وحالتها تسوء يوما عن يوما واصبحت اسيرة فراشها 

 اما هو لم يكن اقل منها حزن ولكنه لم يعتاديوما على الاعتراف بالخطا فكيف لطاووس النساء ان يعترف بهزيمته امام احداهن فوقف امام غرفتها للحظات وود ان يدخل ليطمان عليه وهو لازال فى حيرته ولكن حيرته الان لم تكن احبها ام لا فالان هو اعترف لنفسه انه يحبها ولكن الحيرة فى هل اعترف لها اننى هزمت امامها فتتكبر على ام اكسر غرورها فتعيش تحت سيطرتى 

 وقف مشتاق . حزين . يائس . احاسيس متداخلة 


كلما اشتقت لك عاتبت نفسى فانا من صنعت هذا الفراق 

فلا يحيينى كاس من الذكرى ولا تحيينى لحظات الاشتياق


 مرت ايام وهم على نفس الوضع لا يتحدثون وكل منهم حزين فتارة عاشق وتارة جافى 

 قامت ليلى من نومها وهى واهنة الجسد ولاحظت ان هذا الوضع لازمها منذ اربعة ايام ولكن اليوم ازداد الوضع سوء فاخذت تتقيا فاضطربت ولكن كانت الطامة الكبرى فقد حاولت ان تكذب نفسها فاشترت تحليل حمل وفوجئت باعلان حملها فصدمت كيف حدث هذا ؟ ومتى ؟ ومن من ؟ حيث انه لم يمسسها منذ شهور فصرخت صرخة مكتومة وهى تخشى فضيحتها فاغمى عليها ووعت طريحة الارض فسمع هو من الخارج صوت ارتطامها فتوجه لحجرتها وطرق بابها ولكن ما من مجيب فدخل عليها فوجدها ملقاه على الارض ودموعها تغرق وجهها فحملها ووصعها فى سريرها واخذ يوقظها ولكن لا مجيب ووجد فى يدها عبوة التحليل فصعق فاخذها واخباها فى جيبه واخذ يحاول افاقتها واخيرا نجح وما ان استيقظت الا واخذت تبحث عن العبوة فى توتر دون ان تتكلم 

 اما هو فتصنع انه لم يفهم عما تبحث وسالها ماذا حدث ؟

 فبكت بشدة وقالت بضعف اتركنى وشانى 

 تركها وخرج وتوالت الايام وهى لازالت تبحث عن العبوة وساءت حالتها الصحية واصبحت خائفة فقد شعرت بان موتها قتلا اصبح لصيقا بها وقد يتم تنفيذه بين اللحظة والاخرى واخذت تتخيل والدها عندما يعلم بتلك الفضيحة فاما ان يموت قهرا وهذا لا محالة واما سيقتلها اولا ثم سيموت قهرا ايضا واخذت تتخيل ان على اخيها لن يجروء على رفع راسه بعد الان وهو من كان دوما لها الصدر الحنون كما ان حياته مع فريدة ستنتهى لا محالة وصفاء ايضا ستتسبب فى القضاء على حياتها المستقرة مع معتزواخذت ايضا تتخيل طارق زوجها وهو لا يترك تلك الفرصة تذهب هباء دون ان ينتقم منها ردا على كرامته 

 مئات الصور والمواقف والاحداث اخذت تتجسد امامها ولكما تتخيل هذا تنكمش اكثرفى سريرها ويزداد اعياءها وامتنعت عن الطعام والشراب 

 فى الشركة طارق مع عامر حكى له كل شىء منذ ان اتت ليلى لمنزله وعن تلك الحيلة التى صنعتها لاجل التقرب منه حتى روسته لتلك العبوة فى يدها وهى ملقاه فى الارض 

 عامر بدهشة / وكيف فعلت ذلك ولماذا ؟

 طارق / فعلت ذلك لانى اشتقت اليها وهى تتمنع وانا لااريد ان اعلمها انى رغبت فيها حتى لا اشعرها بانكسارى امامها وفعلت هذا فى مساء يوم بعدما عدت من الخارج وكنت من الصباح وضعت لها المنوم فى جميع زجاجات المياة التى بالتلاجة 

 عامر / وما الذى تنوى فعله الان ؟

 طارق بكل غرور / ساكسر غرورها وساذهب لوالدى واقول انى اكتشفت حملها اونه ليس منى وانا لا اريدها ولكنى اجبر نفسى على البقاء عليها حتى لا احدث بلبلة فى البلده وعليه ان يجعلها تسقط ما تحمله فى احشاءها 

 عامر بصدمة / لا اتخيل ان يصل غرورك لهذا الحد لدرجة ان تفضحها لتعيش معك مجبرة ومكسورة وتقبل ان تتخلص من صلبك لاجل غرورك 

 طارق / الطفل سانجب غيره ولكن ما يهمنى انه لا طريقة للابقاء عليها الا بتلك الطريقة ويومها ستعيش مكسورة تحت جناحى بعد ان هزمتنى وظهرت امامها فى موقف الابله وفى النهاية ما يهمنى هو الا افقدها 

 عامر / انت متكبر ومتعجرف فهى لم تهزمك بل خسرت نفسها قبلك ولم تسىء لك يوما وما فعلته الا لتبقى عليك وتكسب قلبك فشتان بين تصرفك وتصرفها فانت حقا لم تحبها يوما فالذى يحب لا يجرح ولا يفضح وما يكون فعلك ان عرف اهلها وقتلوها فماذا ستفعل وقتها 

 او يجوز ان تتخلص هى من الجنين قبل ان تعترف انت لوالدك 

 طارق لن تستطيع الانكار ومعى العبوة 

 عامر / انت مغرور ومتكبر فكيف هانت عليك حياة انسانة لكى تبقى على لقبك طاووس النساء ولكن عليك ان تعلم ان الله جبار وعادل ولن يتركك هكذا تفعل ماتشاء فى خلقه وتسىء بسمعه انسانه بريئة لاجل حبك المزعوم 

 طارق بعصبية / حبى ليس مزعوما وليس امامى طريق لكسبها غير ذلك لانها لن تعود الى كما كانت الا بتلك الطريقة 

 عامر هو الاخر بعصبية / ولما تجبرها فقد كانت بين يديك منذ البداية ولكنك تعودت الا ترى النعم الا بعد زوالها 


قالت كفاك تمنعا واراف بنا 

فالشوق ارق يا عنيد منامنا 

عيناك تحكى ما اود سماعه 

ولسانك المحتال ينكر وجدنا 

نظراتك السكرى توافق لهفتى 

وفؤادك المغتر يقتل شوقنا 


 هنا تذكر طارق كلمة علي اخيها وهو يقول ان النعم لا تاتى الا مرة واحدة فهى حقا كانت بين يديه نعمه وبيديه ايضا فقدها 

 فى اليوم التالى سافر طارق لابيه وطلب ان يجلس معه على انفراد 

 ما ان راه والده بهذا الشكل الا وشعر ان هناك خطب ما فقام متوجسا مما سيتفوه به وقال له / اذن فهيا بنا للمزرعة فانا كنت ذاهب اليها 

 ما ان وصلوا لمزرعه الا وقال متصنعا العصبية / لقد اجبرتنى على الزواج من انسانه ما كنت اود يوما ان اربط اسمى باسمها وليس فيها من الصفات من يتوائم معى ومع ذلك صبرت ووجدتك تجبرنى مرة اخرى على ان تراها عينى فى كل دقيقة وجئت بها للقاهرة وايضا صبرت لكن ما لا اصبر عليه ان يضرب بشرفى عرض الحائط 

 ما ان سمع والده تلك الكلمه الا وجحظت عيناه واخذ يتلفت حوله لعل احد من العمال حولهم يسمعهم وقال بهمس / مهلك يا ولد صالح اوعيت لما تفوهت به فى التو 

 اخرج طارق عصا الاختبار ووضعها امام ابيه بنفس العصبية وقال / هذا دليل خيانتها وعليك ان تفسر لى كيف حدث هذا وانا لم امسسها منذ ان اتيت بها الى بل والادهى اننا نعيش منعزلين كلا منا فى غرفة 

 الحاج صالح لم يعد قادرا على الكلام من هول الصدمة وفى ذات الوقت غير قادر على تصديق ما يتفوه به ابنه فهو يعلم اخلاق ليلى وانه لن يهون عليها شرفها حتى وان لم تعد تطيق العيش معه وساد الصمت المحوب بالصدمة للحظات قطعها طارق بقوله ان ما فى وسعى عمله هو التستر عليها لال عدم اثارة الفتنة ولكن عليك ان تبلغها ان تجهد ما فى احشاءها فانا لن اقبل ان اربى من ليس من صلبى وامامك فرصة كبيرة لاقناعها لانى ساسافر من الغد لسويسرا والا سوف اذهب لوالدها واعترف بكل شىء وليكن ما يكون 

 لازال الحاج صالح صامتا لا يتفوه بحرف وكان الصدمة جعلت الكلمات تهرب منه 

 طارق شعر انه مثل كذبته بطريقة خالت على والده وانه قريبا سيحتفظ بليلى للابد وانها ستلين وتصبح تحت طوعه فقد اعترف اخيرا انه احبها 

 ولكن ما لم يحسب حسابه ان والده شك فى صدق كلامه وتاكدت شكوكه عندما قال انه سيتستر عليها بشرط ان تسقط ما فى احشاءها فهنا تاكد ان هناك امر ما يجهله فابنه ليس بالهين ليقبل على كرامته هذا فشعر ان ابنه هو المخطط لهذا ولكنه لم يتفوه لعله يرتب افكاره ويجد اى خيط يؤكد له شكوكه وما السبب الذى يجعله يرفض هذا الطفل ان كان ولده حقا 

 تركه طارق وعاد للقاهره وهو ظانا ان حيلته خالت على والده 

 مر يومان سافر فيهما طارق لسويسرا وترك تلك المسكينه تبكى حالها ولا تعرف كيف تتصرف وقد ساءت حالتها الصحية وفى يوم سمعت جرس الباب فقامت وهى تتسند على الحائط وتمسك بطنها من شدة الالم وما ان نجحت فى الوصول الى الباب وفتحته الا ووجدت عامر صديق طارق يقف امامها فنظر لها وعلى حالتها المرزية فشعر بالذنب تجاهها فقال / هل لى ان ادخل فهناك سر ما اريد ان اوضحه لكى 

 نظرت له بضيق فليس بينه وبينها اى كلام واعتقدت ان مايريد قوله ان طارق يخونها مع سكرتيرته وهذا اخر حديث تود ان تتحدث فيه فقالت بارهاق وهو لا يزال واقفا امام الباب / ارجوك لا اود سماع اى شىء فما بينى وبين طارق سينتهى فور عودته وهمت ان تغلق فى وجهه الباب معتذرة 

 استوقفها قائلا / حتى وان كان السر بخصوص ما تحملينه فى احشاءك ؟

 ليلى بصدمة من الكلمة فمن اين علم انها حامل وما علاقته بهذا وما هو السر فنظرت له جاحظة عيناها وافسحت له الطريق دون ان تتفوه بحرف 

 خطى للداخل بخطوات ثقيلة وما ان دخل واغلقت هى الباب حتى وقفت امامه منتظرة ما يتفوه به وكلها لهفة فقد شعرت ان معه برائتها وتفسير لما هى فيه 

 نظر هو للارض وبدا متوترا ثم قال / لا تقلقى فانتى اطهر انسانة وما باحشاءك هو ابن طبيعى لطارق 

 شهقت ووضعت يدها على فمها بينما كانت الاخرى لا تزال تضغط بها على بطنها من الالم وبدا تتجمع الدموع فى عينيها وانتظرت ليكمل 

 مرت نصف ساعى حكى فيها عامر كل شىء وهى وقفت كالصنم امامه من هول ما سمعته فقد اصبحت تتاجج نارا وكراهيه لذاك الطاووس فلم تكن تتوقع ابدا ان تصل به الدناءة لتلك الدرجة وفجاة كادت ان تسقط ارضا ولكن عامر مد يده بسرعة واسندها واجلسها على اقرب كرسى وقال متاسفا على حالها / لم اتى لتنهارى بل جئت لعلمى بذكاءك واصرارك ولابد ان تدافعى عن شرفك فقد كذب على والده فاذهبى اليه وقصى عليه الحقيقة وان احتاجتى الى فساشهد معكى

        الفصل الثاني والعشرون من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-