أخر الاخبار

رواية عشقت الشيطان الفصل التاسع والثلاثون39والاربعون40بقلم نور سعيد

رواية عشقت الشيطان

 الفصل التاسع والثلاثون39 والاربعون 

بقلم نور سعيد

في مقر شركات بلاك&الفا .

كان يسير في الطرقات المؤدية إلى مكتبه وخلفه سكرتيره الذي يملي عليه جدول أعماله لليوم ،توقف امام مكتبه لحظات ليرفع يده للسكرتير يأذن له بالانصراف،ثم دخل .

غياث دون الالتفات إلى من كانت تتقمص دور وحش :ابقي نزلي الستائر المرة الجاية .

الفتاة بغيظ :يووه ،خليني ولو مرة واحدة انجح بتخويفك 

غياث بحنان نادرا ما يظهر،وهو يمسك كلتا وجنتيها المكتنزة و الحمراء بشكل جعل الضحكات تملأ وجه الاخرى  :ما انو بديكي نصايح عشان تنجحي فمراتك الجاية .

الفتاة والتي تدعى رافليسيا:اذا كان كدة فالمسامح كريم المرادي .

جلس الاثنان يتبادلان الحديث الى ان حان موعد جامعة رافليسيا فغادرت .

اما الاخر ففور مغادرتها ارتدى ثوب الهدوء و الثبات مرة أخرى لينكب على أعماله .

في فيلا أقل ما يقال عنها باهرة .

كان الجد صفوان منغمسا في قراءة احد كتب الفلسفة التي كانت ولا زالت تستهويه .قبل أن يقاطعه صوت ابنه فيصل وقد كان التوتر باديا بشكل كبير عليه :بابا 

وضع الجد الكتاب على الطاولة واراح رأسه على الكرسي بعد ان نزع نظارته :نعم

فيصل :حضرتك بتعرف ان الأولاد كبروا وباقي عز و معتز ويصيروا كلهم متخرجين صح؟

صفوان بنظرة مدققة كأنه افترض ما يود الحديث عنه:ايوا ،والمطلوب.

فيصل بارتباك :يعني انا فكرت يعني لو انك تقسم الشركات مابينهم...

قاطعه الجد:اظن ان الموضوع دا قفلناه يوم ما قلتلكم ان الشغل هيضل زي ماهو لحد ما الوصية تنفتح ودا اكيد بعد موتي.

فيصل :بس..

الجد :مابسش ،ماسمعكش مرة تانية بتحكي بالموضوع دا حتى لو مع نفسك، وهلأ روح شوف وراك ايه بدل قعدة النسوان دي.

في قصر القناوي(المكتب)

كان عماد منكبا على بعض الاعمال المكتبية، وبعد اتمامها اراح رأسه على الكرسي لتتراكم عليه ذكريات الاشهر الماضية، بدا بفاجعة ماسة التي تسببت في تدهور الحالة الصحية لكل من اسماء وأسد، أصبحت الاجواء في القصر مشحونة، ولكن كان هنالك شخص في الخفاء يدمر لهم الخطط و الشرور، ولم يكن سوى زوجته حيث فاجأته ذات ليلة بخبر 

فلاش باك 

مرام :عماد بدي نتكلم سوا شوي

عماد باستعجال: خليها وقت تاني انا هلأ مشغول

مرام بعصبية :يووه انت زودتها كثير من يوم ما راحت ماسة ومعتش شوفك الا نادرا وحتى لو شفتك ياما بتشتغل او الاقيك سرحان عاساس انها اختك مو بنت خالتك يلي لسة شايفها من 3شهور 

عماد: وشو مشكلتك كنتي طلبتي شي ورفضتو ومن امتا أصلا انتيب تهتمي كنت مشغول او فاضي 

مرام بتوجس: لان هلا انا حامل بابنك ولازم ترعاني وتهتم فيني اكتر.....

عماد:نعم؟ ابن ايه دا مو انتي بنفسك يلي شفتي التقرير يلي بيثبت اني عقيم

مرام بتوتر :لا ما هو انا كمان استغربت ولما رجعت لعند الدكتور قالي انو تحليلك اتغير مع شخص  تاني 

عماد بتسلية وهو يضع قدما على الأخرى: ااه, صراحة انتي بتستحقي هدية على هذا الخبر ,وبنظرة نارية ,بس اكيد مهاتكونش باني اعترف بالطفل يلي ببطنك ولي مابكنش ابني ,لاحظ محاولتها للدفاع عن نفسها فرفع يده بالرفض ,اعذارك كلتها مابتفرقش معايا لان الدليل معايا انا كنت بعرف بقصة حملك واديتك فرص كثيرة عشان تعترفي بغلطتك بس بدل ما تستغليهم انت كنتي بتخططي مع والدتك المصون كيف تدبسوني ,بس لحد هنا وبس يمكن كنت براعي للعشرة لي بينا وكنت متحمل غرورك و تصرفاتك التافهة بس لحد الخيانة و الخداع ومفيش أي شيء ممكن يغفرلك دا عندي ,وهلأ هتطلعي تضبي غراضك بكل هدوء لحد ما يجي المحامي ونتطلق بالتي هي احسن.

عودة للحاضر

ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى الانتقادات من والدته التي كانت تعتبرها نعم الكنة وكل ذلك بسبب تقارب الطبقات الاجتماعية ,خاصة انه لم يفصح عن السبب الرئيسي للطلاق متحججا بتزايد الخلافات بينهم ,افاق من بحر ذكرياته على تدليك لطيف استطاع تخمين صاحبته بسرعة والتي لم تكن سوى شقيقته  

لمياء بحنان: مين يلي شاغل بالك. 

عماد : مشاكل الشغل بس 

لمياء : همم، يعني مفيش اي حد هيك او هيك 

عماد بضحكة :انت قلبتي على دور الام 

لمياء بضحكة منكسرة: يمكن لاننا ملقيناش يلي يلعبو فاضطرينا نعوض بعض.

عماد وقد استشعر الحزن في نبرتها فأمسك بيديها متجها الى الاريكة وجلس ضاما اياها الى حضنه : صحيح انو ماما مقصرة فكثير شغلات بس دا مايمنعش انها نعمة الله علينا ولازمنا نشكروا عليها في كثير يلي محرمين حتى من مجرد شوفت وشها، اما عن تقصيرها فنحن كبرنا هلأ وممكن نعوض بعض. 

لمياء :تعرف اني وقت حكيت مع ماسة بالموضوع اياه حكيها خلاني قارن بين حياتي وقتها و لو ماما كانت بتهتم فينا، يمكن وقتها مكنتش هكون ضحية لأعدائكم والرايح والجاي يضحك علي. 

عماد :لهيك انا قلتلك هلأ وقت تلاقي نفسك محتاجة حد تحكي معاه او يدعمك متتردديش تطلبي مني وكوني اكيدة اني هكون بانتظارك 

لمياء بحب :ربنا يحفظك يا اروع اخ بالدنيا. 

في تركيا. 

جالسا علي كرسيه يترأس ذلك الاجتماع الممل بالنسبة له 

لوكاس بعناد : لماذا لم تحضر زعيمتك الاجتماع مرة اخرى؟ 

سراج ببرود :ومنذ متى تحضر زعيمتي هذه الاجتماعات التافهة. 

لوكاس بجنون : ايها ***، من تظن نفسك لتسمي اجتماعنا بالتافه.. 

قاطعه مارك بجدية : ليس وقت النزاع لوكاس لم يتبق للعملية الكبرى سوى القليل وتشتتنا بسبب هكذا اسباب لن يساعدنا. 

سراج : انا معك لكن اسئلته، وهو يشير إلى لوكاس، المتكررة حول زعيمتي لا تروقها كما انها ترسل معي كل ما تحتاجونه اذا لما هذه الرغبة العارمة في حضورها؟ 

لوكاس بتوتر :كما تعلم نحتاج النقاش وجها لوجه لتتضح الصورة اكثر. 

مارك بحدة :دعونا من هذه الاحاديث الان، وصلتني اخبار من جاوسيسنا ان الداخلية المصرية بدأت في التخطيط من اجل تخريب العملية. 

لوكاس بسخرية :تشه، لقد فقدت الداخلية المصرية قوتها منذ الاختفاء المفاجئ للشيطان، لن يستطيعوا القيام بشيء في غيابه. 

سراج :الان اكتشفت سبب القبض على زعيمك بكل سهولة. 

مارك بجدية :في الواقع انا الاخر ظننت انهم ضعفاء بدونه، لكنه حسب الاخبار قد عاد وهذه المرة سيتعاون ما الصقر و الغراب (عصام)، لاحباط هذه العملية لذا وجب علينا اخذ الاحتياطات اللازمة لاحباط خططهم. 

سراج :كما تعلمون جميعا زعيمتي تحبذ المواجهة لذا ساقول لكم الان وداعا الي يوم العملية.

لوكاس بعد مغادرته :انظر الى هذا الاحمق الجبان من يظن نفسه ليتعامل معنا هكذا. 

مارك بحدة :لوكاس، انني اعلم جيدا بما تفكر وما سبب اسئلتك اللامحدودة عنها، لكنني احذرك هذه العملية ان تأثرت بتراهتك هذه فل تضع في ذهنك ان نهايتك ستقرر على يدي، هذه اخر فرصة لنستعيد سمعتنا امام باقي المافيات. 

وغادر هو الاخر.

نعود مرة اخرى لشركة بلاك & الفا 

الطابق 16 حيث يعمل المحامون. 

كانت نيار تحمل صينية مشروبات توزعها على المكاتب الى ان انتهت لتجلس على مكتبها بانهاك 

نيار بتعب :ربنا ياخدني على اليوم يلي خترت الشركة دي من بين كل مكاتب المحاماة يلي كانو ادامي 

فؤاد بضحك :ههه، انتي لسة شوفتي حاجة دا الاسبوع الاول بس، لسة ادامك تنظيف المكاتب و.... 

نيار بصراخ :خلااص، انا هقدم استقالتي اول ما اخد نفسي.....





الفصل الاربعون

قاطع حديثها صدى صوت الموظفة المنبعث من مكبر الصوت التابع للطابق الذي يتواجدون فيه

الموظفة : المرجو من المتدربة نيار التوجه لمكتب نائب المدير خلال ست دقائق.

لحظة صمت سادت بعد انتهاء حديث الموظفة لتسلط جميع الانظار لنيار قبل ان يعودو الى مزاولة اعمالهم بغير اكتراث.

نيار بترقب : ودا بدو كوبايه شاي، قهوة او عصير.

فؤاد بضحكة مكتومة على تعابير وجهها : يفضل تروحي وتعرفي بنفسك، بس بسرعة عشان توقيتك بلش من لما خلص الاعلان.

لم تجبه نيار بل غادرت مهرولة ناحية المصعد ضاغطة على زر الطابق49 حيث يقبع المكتب المقصود.

نيار لنفسها : هو ليه الاعلان كان فيه ست دقائق رغم انو المصعد مابيخدش ثواني عشان يوصل... تجمد لسانها اثر المفاجأة امامها حيث فتح باب المصعد ليظهر امامها سبب الست دقائق فكان الطابق مليئا بالمكاتب اضافة الى توزيعها الغريب بين اروقة كثيرة فكان وضعها اشبه بمتاهة، والطامة الكبرى ان لا اثر لاي موظف ولا سكرتير مثل الطوابق التي اعتادت التنقل فيها، لتحاول الخروج من صدمتها فقد شارف التوقيت المحدد على الانتهاء لتبدأ رحلتها في هذه المتاهة، فكانت تطرق على المكاتب، والتي كانت معظمها فارغة...، لتصل اخيرا لغايتها والذي كان اخر مكتب في ذلك وقد كان مميزا بنقوشه الذهبية    ,توقفت للحظات هندمت خلالها مظهرها الذي تاثر ببحثها السريع ,لتطرق بعدها الباب منتظرة الاذن بالدخول و الذي لم يتاخر كان صاحبه على علم مسبق بحضورها .

في قصر القناوي

استيقظت على غير عادتها باكرا ,فوجدت زوجها لازال يغط في نوم عميق وملامح الإرهاق تستوطن ملامحه ,فقامت من سريرهما بكل هدوء وحملت ثيابها واتجهت لغرفة أخرى لتستحم.

بعد انتهائها نزلت الى المطبخ حيث وجدت الخادمات يحضرن سفرة الطعام لتساعدهن تحت صدمة مخفية منهن .

بعد مايقارب الساعة كان افراد العائلة ينضمون الى المائدة فردا يتبعه الاخر الى ان حضروا جميعا .

اسد بصدمة امتزجت مع السعادة :ماما, ثم قام من كرسيه ليتقدم منها ,في الجهة الثانية كان زين متصنما في مكانه يركز في كل حركاتها كانما يسقي ظمأه من نورها الذي انطفأ فجأة ليسدل على حياته ستار الظلام .

ساعد اسد والدته لتستقر في مكانها الى جوار ابيه تحت تذمرها من معاملتها كالمرضى,وبعد تلقيها التبريكات من الجالسين على سلامتها ,انشغل الجميع بطبقه.

بعد انتهائهم من الطعام غادر معظم العائلة الى اشغالهم لتبقى أسماء رفقة اسرتها ووالديها.

أسماء :قوموا جهزوا حالكم رح ننزل عالسوق وبعدها لبيت ادهم ومليكة .

اسد :خلينا اول شي نروح المشفى نطمن عليكي وبعدها نروحلن.

أسماء بضيق مصطنع : هو ليه انت مصر اني لسة تعبانة

فرح : نحن بس بدنا نطمن عليكي يا ماما ماتنسيش انك لسة قايمة من الغيبوبة

أسماء بتنهيدة :هو اني كمان يا فرح ,خلاص امري لله بس اول شي ادهم وبعدها المستشفى

اسد وهو يقبل ظهر كفيها: خلاص ياست الكل انتي تامري وما علينا غير التنفيذ.

ثم غادر هو وشقيقته ليتجهزا ليلحق بهما كل من أسماء وزين بعد ان طمأنت والدها عنها .

في الجناح الخاص بزين و أسماء.

زين وهو يضع العقد على عنقها: ممكن تقوليلي هلا شوفي 

أسماء وهي تنظر الى انعكاسه على المراة : ممكن تقول انو الرسالة لي كنت بنتظرها من اللحظة يلي سمعت فيها الخبر وصلتني

زين بعدم فهم: رسالة ايه؟

أسماء بجدية: ماسة لسة عايشة ,بس فاي مكان وامتى هترجع معرفش 

زين بحزن: كنت زيك فالاول وكان عندي امل كبير وثقة انها لسة عايشة بس الفترة لي مرت دايما كانت بتثبت العكس ,الغلط كان غلطي ,ماسة زي اسمها الماسة محتاجة حماية عشان تحافظ على بريقها بس ماضينا خلا هالالماسة تندفن تحت التراب ...

قبل 20 عاما في روما عاصمة إيطاليا 

كانت تلك الصغيرة تلهو في الحديقة كبقية اقرانها من الأطفال تحت مراقبة والدتها التي كانت تلتقط صورها وهي تحلق في الهواء اثر دفعات الارجوحة قبل ان تنشغل الام مع طفلتها الرضيعة التي لم تتجاوز الأشهر الست والتي انفجرت في بكاء شديد دون سبب ,وخلال تلك الدقائق المعدودة تغيرت طفولة ماسة الصغيرة ذات السنوات الأربع ,اذ تفاجأت أسماء بعد رفعها بصرها لتتحقق من سلامة بعدم ايجادها لتحاول تهدئة نفسها ان الأخيرة انتقلت الى لعبة أخرى متناسية اخذ اذنها كما اعتادت ,لكن بحثها لمدة ساعات حال دون تحقيق فرضيتها وخلاله قامت بمهاتفة زوجها ليحضر مباشرة بعد تلقيه اتصالها ,ليتبين بعد تحققهم من كاميرات المراقبة ان ماسة  قد اختطفت حيث أظهرت أحدى الكاميرات المثبتة فوق المخرج الخلفي للحديقة والذي يقابل المرجوحة التي كانت عليها ماسة زين وهو يركع فاتحا ذراعيه على وسعهما ليستقبل ماسة التي قفزت من مرجوحتها لتهرول ناحيته بفرحة وهي تردد كلمة 'بابا', ثم اختفى الاثنان .

مر اسبوعان على حادثة اختفاء ماسة لم يكل الابوان عن البحث خلالهما، وفي بداية الأسبوع الثالث اتصل رقم مخفي بزين 

المتصل بالإيطالية: اتمنى ان تكون هدية رجالي قد علمتك عدم التلاعب معنا سيد زين.

زين بعصبية: ادوارد لا دخل لأسرتي بخسارتك، ان كنت ترغب بتفريغ خيبتك فلتقم بذلك رجلا لرجلا كفاك اختباء كالجرذ.

المتصل بسخرية: وفر طاقتك الى القادم، لم اتصل لسماع مديحك، اما ان تنسحب من الصفقة او اقم عزاء صغيرتك. ثم أنهى المكالمة.

لم ينتظر زين طويلا ليتراجع عن تلك الصفقة فقد علم من أصدقائه في الشرطة الإيطالية ان ادوارد أحد أعضاء المافيا الإيطالية وطلب مساعدة الشرطة او مقاضاته لن يؤدي الا لفقدان طفلته دون المساس به.

مرت أيام اخر ولا اثر لماسة ولا ورد اتصال من ادوارد ,وفي احدى محاولاته للاتصال به استاجب الاخر

زين بغضب شديد: الم اتراجع عن الصفقة لم لم تعد طفلتي الى الان؟

ادوارد ببرود :لم اعد باعادتها اخبرتك انها ستظل على قيد الحياة فقط وهذا كرم مني .ثم قطع الاتصال ليقطع معه اخر خيط كان يصل بين ماسة واسرتها.

لم يتوقف الابوان عن محاولة استعادة طفلتهما فقد طلبا مساعدة كل من المخابرات المصرية ,التركية و الامريكية حيث كانت ماسة تحمل آنذاك جنسية جميع هذه الدول ,واتضح مع بحثهم المكثف ان ادوارد قام ببيعها في احدى صفقاته للاتجار بالأطفال ولم تصله اخبارها منذ  ذلك الحين .

مرت شهور ولحقتها سنين الى ان مر عقد كامل لتعود ماسة الى أحضان اسرتها مع بداية السنة الجديدة ولكنها لم تكن نفس ماسة الطفلة البريئة التي لم تكن الابتسامة تفارق محياها الا وقت البكاء فقد أصبحت مراهقة اقرب الى سيدة بملامحها الحادة والبرود الذي كان يصاحبها أينما حلت وارتحلت ,اصبح تعاملها مع والدتها جاف والذي اعتبرته الأخيرة تانيبا على اهمالها ,أصبحت كثيرة الانشغال و الخروج وامتنعت عن سرد طبيعة حياتها في فترة غيابها.

عودة الى الحاضر.

زين بحزن: لو ماصريتش على سفركم معايا يمكن دا مكنش حصل ,ولو اخذت  تهديد أدوار على محمل الجد مكنش هينتقم مني فماسة .

أسماء :الغلط كان مشترك بينا ماتحملش حالك ذنب يلي صار ,الحادثة دي كانت قدر ورجعت ماسة رغم تغيرها كانت هدية ربنا على صبرنا وايمانا الكبير فيه ,نفس الشيء هلأ نحن ماهنفقدش الامل وربنا اكيد هيستجاب لدعائنا و احساسي بيقلي انو بنتي عايشة يستحيل إحساس الام يكذب.

في إيطاليا 

جلست ملاك رفقة فردين من فريقها في احد المقاهي التابعة لمنطقة فقيرة اشتهرت باجتماع عصابات داخل نوادها و محلاتها التي اكتست حلة مزرية من سيخ حديدية تتناثر على جوانب الشوارع و النوافذ التي عوضت زجاجها المكسور بملصقات مهترئة 

على الطاولة كان المفاوضات سارية بين الفريق و احد العاملين في المكان

ملاك بنبرة باحة دليلا على تعاطيها المخدرات: هذا اخر كلامي اما ان ترضى بالمبلغ المعروض او احتفظ بقطع غيارك (المخدرات)

الشاب بسرعة :حسنا حسنا سامنحكم البضاعة مقابل هذا المبلغ رغم انه بخس مقارنة بجودة البضاعة.

احد افراد الفرقة بسكر :جودة ,ههههه ,لولا رحلتنا التي اوصلتنا لهذا المكان القذر كنا سنستمتع الان بتدخين تبغ فرجينيا على شرفة في احد منتجعات "كورومبا المالديف،" عوض هذه القمامة التي تدعي الجودة. 

الشاب وقد تيقن من استحالة بلوغه هدفه: حسنا، ساقوم بمنحكم اياها بالثمن الذي اقترحتموه في البداية، لكن بشرط! 

عضو اخر من الفرقة :قل ما في جعبتك بسرعة كفاك مماطلة. 

الشاب:ستزودون الكمية المطلوبة.

ملاك بضيق :لقد اخبرناك سابقا مدة اقامتنا هنا لن تتجاوز الايام الخمس والكمية التي عليها اكثر من كافية لهذه الايام. 

الشاب برجاء :يمكنكم اخذها للتغيير من حين لاخر بعد عودتكم الى ما تعودتم عليه. 

احد الاعضاء:لا داعي لدينا بالفعل انواع مختلفة هناك ولا حاجة لنا بخاصتك 

الشاب :رجاء، اني حياتي تتعلق ببيع ما معي. 

ملاك :وما الذي يثبت لنا انك لا تحاول خداعنا من خلال قصة خزينة من تأليفك. 

الشاب :لا، انني بالفعل ساقع في ورطة ان لم استطع بيع ما معي من بضاعة قبل الواحدة صباحا، فانا اعمل وكثيرين مع صاحب حانة في الجهة الثانية من المدينة نتوزع في الصباح لبيع هذه البضاعة ومن لم يستعطع بيعها كاملة يعاقب اشد العقاب. 

احد الاعضاء المسمى مارتن بشك :ولماذا لا زلتم تعملون معه رغم هذا الخوف الذي تظهره منه. 

الشاب بحزن : لقد تم خداع المئات منا لنقع في هذا المستنقع، وكل منا كانت قصته تختلف عن الاخر فمثلا انا كنت تلميذا بسيطا في الجامعة قبل ان انضم الى مجموعة شباب رموا بي الى هذا الوضع،وبحكم صداقتنا فاصبحوا يعرفون عني وعن عائلتي الكثير ويهددون بهم.. 

العضو الثاني المدعو فرناند :ولماذا لم تقدم بلاغا للشرطة. 

الشاب بسخرية :الشرطة، ههه، انها اكبر مساند رسمي لهذه التنظيمات خاصة مع التخفيضات والمزايا التي يمنحون. 

في قصر(عائلة غياث)

توقفت سيارة الأجرة من الحجم الكبير التي كانت تحمل خمسا من موظفي شركة بلاك&الفا من بينهم نيار امام القصر ليكون في استقبالهم رجل في بدلة سوداء تبين لاحقا انه احد الخدم ,قادهم الى داخل القصر لينعطف بهم يمينا الى ان اوصلهم الى مايشبه الصالة الواسعة والتي كان جدرانها من زجاج تسمح بالنظر الى الحديقة المزهرة المحيطة بالمكان .

جلس الموظفون في انتظار الرئيس....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-