أخر الاخبار

رواية القلب الاخضر الفصل الثاني2 بقلم رباب عبد الصمد

رواية القلب الاخضر 

الفصل الثاني2 

بقلم رباب عبد الصمد

صفاء بخبث / ولكن احذرى من ابانا فان علم بذلك ...

 قاطعتها ليلى قائلة / اعلم ستكون نهايتى ولكن لا تنسين اننى قولت الله هو المعين ومن كان الله معه لن يخذل ابدا 

 دخل عليهم اخاهم الاكبر على والذى يبلغ من العمر الثالثة والثلاثون / مامننا على كلمة ليلى فعلى حنونا جدا على شقيقته ويعلم مدى طموحها كما يعلم مدى كسرتها من جهه ابيها فيحاول هو جاهدا تعويضها بالحنان الذكورى الذى فقدته فى ابيها 

 صفاء بنفس الغيظ / اراك دوما ما تساندها ولكنى اخشى ان يصيبك ما سوف يصيبها ان علم اباك 

 علي / عندى امل كبير فى نجاح ما تفعله فانا اكثر منكم اختلاطا بالخارج ووجدت ان فكرتها بدات تاخذ صدى فى البلد كلها 

 ابتسمت ليلى اذ ان كلمته تلك قد اثلجت صدرها 

 على بهدوء / هل ستخرجين الان لعملك 

 ليلى / نعم فقد انشات مشروع صغير بمجهود الامهات وتعمدت على الاختلاط بامهات العائلتين واقنعتهم ان المشروع يقوم على المجهود الذاتى لنعلم بعضنا بعضا فاصبحت كل امراة تعلم الاخريات ما هى ماهرة فيه فاصبح هناك يوم للعجين والخبيز ويوم للعلاج بالاعشاب ويوما للحياكة والتطريز الخ وفى كل هذا هناك اثنتان واحدة من كل عائلة تهتم باطفالهم حتى ينتهى ساعة التدريب ووجدت ان الاختلاط بالابناء ولد شعور لهم بالتداخل فاصبحت كل ام تحب ابناء مثيلاتها حتى وان كانوا من العائلة الاخرى حتى صرن يتسابقن فى عمل الحلوى لكل الاطفال فصار الاطفال ايضا متحابون 

 علي وهو يطمان اخته / ارى املا كبيرا فى مشروعك وساساندك حتى اخر قطرة من دمى 

 قبلته ليلى فى وجهه وقالت / بارك الله لى فيك وجعلك خير سند 

 خرجت صفاء وهى مغلولة منهم وتود ان فشلت اختها حتى لا تصبح افضل منها وتصير الاعين نحوها بدلا منها 

 جاءت الام واخبرت ليلى ان فريدة ابنه الحاج صالح هنا فتوتر علي فهو يعشقها 

 اومات ليلى لامها بان تنادى على فريدة مرحبه 

 فخرجت امها لتدعوها بالدخول 

 ليلى وهى تغمز لاخيها انتظر فساجعلها تاتى وانت هنا لتملى عيناك منها واحمد الله ان صفاء تركتنا وخرجت حتى لا تفطن لتوترك هذا 

 علي / انا احبها يا ليلى ولا اعرف كيف افوز بها فى ظل الكره القائم منذ الازل بين عائلتينا 

 ليلى / عند كل الحق ولكن العجب كل العجب ان ابيك لا يمانع ابدا انها تصادقنى او انها تزورنى ولكنه بالطبع يمنعنى انا بالقيام بالعكس 

 علي / على الرغم من عصبية ابيكى الا انه راجح العقل ويحب الحاج صالح جدا وان وجب الاشارة الى انه يغار منه بعض الشىء ولكن الاثنان يودان لو تجمع شمل العائلتين فى ود حتى تنتهى تلك العادات السيئة والحاج صالح ايضا عاقل ويتحدث مع اباكى بكل عقل واشعر انه هو ايضا يود ما ان اتحدت العائلتين ولكن كلاهما لا يعرف من اين يبدا 

 ليلى وهى تسير فى الحجرة وتغلق الحاسوب قائلة مبررة راى اخيها / ابيك يغار من الحاج صالح لانه يعلم انه يتفوق عليه فى التعليم كما ان الحاج صالح مشهور بطريقته الخاصة فى تربية ابناءه فقد رباهم على التشارك فى الرى حتى صار الجميع عقوهم متفتحه ولا يجبرون على اى شىء مما جعلهم على توافق فيما بينهم بينما كان الاب يتعامل معهم على انه صديق قبل ان يكون اب 

 علي / نعم عندك كل الحق فعقله يخالف هيئته الصعيدية المتعصبة ولكنى اسمع ان اكثر ابناءه رجاحة فى العقل واكثرهم قوة هو ابنه الكبير وهو دوما ما يعمل بالقاهرة وقليل التواجد هنا ولكن له هيبته فى العائلة حتى انى اسمع انهم يهابونه مثل مهابتهم للحاج صالح 

 ليلى اعلم هذا حقا و..

 قطع كلامهم صوت فريدة الناعم / السلام عليكم وما ان رفعت عيناها ورات علي الا وارتعدت اوصال كليهما وتوردت وجنتا فريدة ونظرت للارض 

 ليلى بابتسامة / اممم ارانى عزولا بينكما ولهذا ساترككما لدقائق وساعود بسرعة قبل ان تنتبه صفاء لحالكما 

 خرجت ليلى بينما اقترب علي من فريدة وقال لها / كيف حالك 

 فريدة بخجل / الحمد لله 

 على وهو يحاول يستجديها لاى حديث / كيف حال دروسك 

 فريدة / اخذ ملخصاتك التى ترسلها لى مع ليلى 

 علي / هل قراتى على حروفهما اشعارى ؟ 

 فريدة رفعت عيناها له وقالت / اقراها واعيدها فكلماتك تهزنى وتاخذنى لعالم اخر 

 علي / لانى صادق وانا اكتبها 

 فريدة / اعلم ذلك ولكن ما اخر عشقنا هذا ؟ 

 على / لا اعلم ولكنى لا اتخيل حياتى بدونك 

 فريدة وقد اغرورقت عيناها / ولا انا وقد اتخيل الموت ولا اتخيل بعدك عنى 

 علي / لا اريدك ان تتخيلى سوى مكان يجمعنا واطفال حولنا فهذا ما اتمناه واسعى له مهما حدث 


واغرق فى احلامى علها معك تكون 

واقع فيه حيلة وحياتى بك تكون 

وبين حلم ياخذنى لعالمك وواقع 

ياخذنى عن ذاك الهوى والجنون 

وايام عمر قبل ذاك الهوى تاسرنا 

تكبل احلامنا والشوق ملا العيون 


 هنا دخلت ليلى وقالت بهمس / الا تزال تمطران بعضكما البعض بكلمات الحب الم يكفيكما الكلام على الورق ورسائل النت 

 فريدة نظرت لها نظرة ذات معنى وقالت / سوف تجربينه يوما 

 ابتسمت ليلى لها فهى تعلم مغزى قولها فهى عاشقة مثلها 

 تركهم علي وخرج بعدما سمع صوت ابيه فى الاسفل ليجد والده جالسا وهو متجهم الوجه فساله 

 الحاج نعمان / لقد تزوج اخر ابناء اعمامك من ابنة عمتك وقد ذهبت اليه ليقبل بليلى كزوجة ثانية ولكنه رفض فهو يريد ان يتمتع بعروسه الصغيرة اولا ولكنه وعدنى انه بعد مرور سنتين من الان سيتقدم للزواج منها 

 على باسف على كلام ابيه الذى يجده يدنىء من شان اخته فقال / لماذا يا ابى تقلل من شان ليلى وهى لا تستحق كل هذا . هل تجد ان ليلى بضاعة راكضة فتحاول ان تتخلص منها اهى تلك المعاملة التى تستحقها ابنة نعمان المنشاوى ؟ اليلى تستحق ان ندلل عليها وان تصبح زوجة ثانية وبالطلب ؟ لما يا ابى تراها هكذا وهى تستحق الكثي منا فهى اكثرنا تضحية لاجلنا ثم انها لا تفوق صفاء كثيرا فى السن ولكنى لا اراك تعامل صفاء بنفس المعاملة 

 الحاج نعمان / صفاء تحمل من اتعليم ومن الجمال ما يجعلها تتدلل ولكن اين ليلى من تعليمها وجمالها ؟

 علي / ولكن ليلى تحمل من الثقافة والعقل والرزانه ما لا تحمله صفاء كما انها تحمل جمالا رائعا ولكنك لا تراه يا ابى وليس الجمال جمال الوجه فقط 

 وهل لديك ادنى شك فى ان ليلى من السهل عليها ان تبنى بيتا فى حين ان صفاء لا تفقه ما هو معنى بيتا للزوجية وبناء عائلة ؟ 

 اراك تظلمها كثيرا وتدلل صفاء على حسابها حتى صار تدليلك لها مخزيا لها فى كل شىء فاصبحت لا تعنى باى شىء سوى بجمالها وكيف تسلب ليلى اى شىء تحبه لنفسها 

 الحاج نعمان بعصبية / كيف تتلكم هكذا وتقف امامى هكذا كما لو كنت عدوك 

 علي / اسف يا ابى ولكنى ااسف على حال ليلى فهى تستحق قدرا اكثر من هذا ثم تذكر وجود فريدة فقال / لقد حضرت فريد للتو لزيارتها 

 الحاج نعمان / كنت اود ان تصاحب فريدة صفاء فكلاهن طالبات جامعه وعقولهم متفتحة ولكن للعجب اراها تميل لمصادقة ليلى 

 علي متعجبا / حتى فى الصداقة تريد تمييز صفاء ؟ وعلى العموم فعائلة الحاج صالح جميعهم يميلون لليلى بما فيهم الحاج صالح نفسه 

 اوما الحاج نعمان بمعنى نعم ولكنه كان متاسفا فكان يريد العكس 


 عند ليلى فى غرفتها نظرت لفريدة بجانب عينها وابتسمت لها بخبث وقالت / لقد اشتعل قلب اخى ولهاً بكى واراه لا ينام الا على صوتك 

 فريدة / وهل خيل لكى ان هذا هو حاله فقط ؟ فهو حالى انا ايضا 

 ليلى / ربى يجمع بين قلوبكم فى اقرب وقت 

 فريدة / لقد وضعنا كل امالنا فى فكرتك فانا وهو ندعوا الله ليل نهار بنجاحها حتى تندثر تلك العادة ويستطيع التقدم لخطبتى 

 ليلى / أأمل فى ذلك وارى ان الفكرة تاخذ طريقها فى منحنى الصعود نحو النجاه فها انا قد نجحت فى الخلط بين الفتيات وبين النساء والاطفال حتى اصبحوا فيما بينهم لا يوجد اى ضغائن وبدا التعاون الخفى فيما بينهم 

 ابتسمت فريدة وقالت / هل يخيل لكى ان والدتى زوجة كبير عائلة الغمراوى تذهب متنكرة لاحد بيوت عائلة المنشاوى لتساعد نسائهن فى تجهيز فرح احدى ابناءهم 

 ابتسمت ليلى وقالت / وهل يخيل لكى انتى ان امى ذات العقل المتحجر ان تتنازل يوما عن غرورها وتبدا هى فى التصالح مع امك 

 فريدة / ولكن ابى وابيكى متحابان منذ زمن وعلى الرغم من انهما كبيرا العائلتين وعلى الرغم من تشبثهما بعادات بلدتنا الا انى اراهم من داخلهم يودون مخالفة ذلك وبالاخص ابى فهو ليس لديه اى مانع فى الصلح وقتل تلك العادات 

 ليلى / نعم اعلم ذلك جيدا فوالدك من الاساس متعلم وعقله متفتح ولكنه فى ذات الوقت يصعب عليه الابتداع فيكون هذا من اسباب ضياع هيبته وعليه ان يظل مظهره مخالف لباطنه 

 فريدة / هل يخيل اليكى انه شعر اننى اميل لهوى اخيكى ؟

 حدقت فيها ليلى بصدمه ووضعت يدها على فمها كنوع من الخوف ولكنها لم تتفوه بحرف فقد شل لسانها ووقفت الحروف فى حلقها 

 ابتسمت فريدة على حالها وقالت / لا تخشين فابى متفهما معنا وهذا ما يشجعنا دوما ان نحادثه كما لو كنا اصدقاء ويشبهه فى ذلك اخى ايوب 

 ليلى بحب وماذا عن طارق ؟

 فريدة بخبث / اممم اخى الذى سلبك عقلك قبل قلبك ؟

 ليلى وهى توكزها فى ذراعها / حدثينى عنه اكثر 

 فريدة / اخى الوسيم فاتن النساء فى بلدتنا وفى القاهرة وحتى فى سويسرا لا يملا قلبه اى فتاه فهو لا يحب الا الجمع من الفتايات وصار اسمه طاووس النساء من جماله وتباهيه وغروره 

 ليلى بحزن / اراكى تظلمينه كثيرا فانا لا اراه هكذا ابدا 

 فريدة / انتى رايتيه من الظاهر فقط ولكنى ارى ان انسب اخوتى اليكى هو ايوب فهو يحمل فى نفسه كل معانى الرجوله فهو وسيم جدا ورجل جدا وحنونا جدا ورايه سديد فى كل الاحوال جدا جدا ويحمل فى قلبه شهامة قريتنا كلها 

 ليلى / اممم هذا جميل ولكنك نسيتى انى قلت لكى حدثينى عن طارق 

 فريدة / عفوا فاخى ايوب هو اقرب الناس الى قلبى ولهذا ترينى اتحدث عنه دوما 

 ليلى / ولانه القريب الى قلبك فهو يطغى على حبك لطارق وارى ن هذا سبب ظلمك له 

 فريدة / لا بالعكس انا احب الثلاثة ايوب وطارق ومعتز ولكن ايوب ابى الاصغر وليس هناك من راه الا واحبه ولكنك فتنتى بطارق فعيناك غفت ان ترى غيره ولكنى اتعجب من قدر حبك هكذا من دون حتى ما تتحدثين معه ولو بحرف او حتى هو لم يراكى من الاساس فكيف لكل هذا الحب الذى يملا قلبك 

 تنهدت ليلى وقالت / الحب الحقيقى لا يشترط ان يكون بتبادل الكلمات فلغة العيون ابلغ واعمق ونداء القلوب اقوى من الجميع 

 فريدة وهل لاحظ هو نظراتك له ليستشف منكى اى شىء 

 ليلى بحزن / لا 

 فريدة / وهل ستظلين هكذا ؟

               الفصل الثالث من هنا 

لقراءة باقي الفصول اضغط هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-