رواية عنان المدمر الجزء الثاني2الفصل الثاني2بقلم فاطمة ابراهيم
من المحتمل ألا تستطيع التحكم في الظروف ولكنك تستطيع التحكم في أفكارك فالتفكير الإيجابي يؤدي إلى الفعل الإيجابي والنتائج الإيجابية🤍✨
_______________________________________
كانت السماء صافيه لدرجه نتمني ان يصفوا البشر ربع صفائها ، وضوء القمر يزين السماء ومن حوله النجوم تكمل لوحه السماء حتي تجعل منها شكل خرافي ، كالوحه فنيه برع من صممها..
كانت السكينه والاطمئنان يعم أرض المحروسة ، والجميع يغط في سُبات عـميـق ، بينما كان في إيطاليا خاصتا تلك البقعه عند هؤلاء الاشخاص كان يحدث كل ما يغضب الله و قد حرمه ..
كان يجلس ماركوس بكل غرور وسبات علي كرسيه وهو يحرك كأسه يميناً و يسار ، كان يتحدث بلغه يغلفه ثُـم افعي قائلاً لذلك القابع امامه جامد الملامح :
" مات الراشيدي لسبب غباءه ، وأنه لم يكن يستطيع السيطرة علي ولده، كان يجب عليه ان يتخلص منه عندما علم من زوجته انها قد تنجب له ابناء فا عملنا هذا لا يتحمل لشريك آخر مهما كان هو من !!
ولكنه ظن أنه سوف يكون سند له وهو لم يربيه بيده منذ الصغر حتي يكون ذات ولاء لابيه وقد غدر به ، "جاء يتكلم ذلك القابع امامه ولكنه رفع يده علامه الصمت و احتدت نظرته حتي اصمته ثم أكمل حديثه بحبث" ، ويشاء القدر و تحرق المشفي وبها ولده أيضاً حقا كنت اريد ان اقتله أنا بيدي ولكن خساره عليه ، جاء له قدره بنفسه ، ذكرتني بتلك المره التي قتلت بها تلك العاهره يوم أن جاءت لي بولد وقالت لي أنه ولدي ، وقتلت أيضاً ذلك الطفل ، ولكن يشاء القدر ان يقف امامي الان وهو علي قيد الحياه ، ولكن انا لم اغلط نفس غلطت ذاك الرشيدي واعرف كيف اعلمك الولاء والاخلاص لي ، عرفت من انت من اليوم انت ماكس ماركوس ..
اومأ ما يدعي ماكس برأسه مما جعله يبتسم بجانببه وهو يشير له بالانصراف، ولكنه بمجرد ما اولاه ظهره تحدث ماركوس مقاطعا حركته قائلاً:
"مره أخرى لا تقاطعني بالحديث ماكسي ، حتي لا يحزنك عقابي وقتها فا أنا لا احذر مرتين !!.."
اومأ ماكس برأسه عدت مرات ومازال يوليه ظهره و هو يضغط بقوه علي فكه ، ولكن ما بيده كي يفعل ! ، فجأه وجد نفسه بمكان وأمامه شخص يقول له أنه والده ويجب عليه طاعته و ولاءه.
"لأجل أن نعيش واقعاً أجمل علينا أن ندرك بأن كل ما كان في الماضي هو مجرد درس وليس خيبات نحملها على عاتق حاضرنا"
بعدما انصرف تحدث ماركوس بغل وهو يحطم الكأس بيده متمتماً
"يجب عليّ الانتقام منك يا ابن العلايلي انت و رفاقك ، فكيف تجرأ أن تفعل هذا معي ، حقا انت لا تعرف مع من تلعب اتظن ان الرشيدي وحده وهكذا قد نولت منه انتقام والديك "ابتسم بجانبيه ابتسامه لا تبشر بالخير ابــداً" ولكنك الآن سوف تواجه الافعي بحق والجحيم ، وذلك "ماكسي"سوف يساعدني كثيراً ، انهي جملته بسحقه للكأس علي الارضيه الرخاميه مغادراً تلك الغرفه ذاهب إلي غرمه اجتماعاته حتي ينهي ما عليه من الأعمال المحرمه !!
نرجع بعد مده من الزمن إلي أرض المحروسة مجددا ، ولكن بفرق الوقت فقد اشرقت شمس نهار يوم جديد يحمل أحداث مبهجه للبعض و كأن الشمس كانت تشرق علي البعض بسعاده ، تدخل علي حياتهم النور ، وعلي البعض الاخر وكأنها لم تشرق بعد ..!!
كانت مستيقظة مبكراً علي غير العاده وخاصتا أنها بأيام العطله ، وليست أيام دراسية ، ولكن من يغفو لها جفن وهي تزوجت زواج مفاجئ ليله أمس !
بعدما قامت بقرأه وردها اليومي وصلت ركعتان لله تتطلب منه أن يوفقها في حياتها وقراراتها فهو ملجأها في جميع الاوقات ، الفرح ، والحزن ، والشدائد كلما يضيق ذرعها تنادي الله .
صدح صوت هاتفها معلناً وصول رساله جديده !؟
ذهبت اتجاه السرير والقت نفيها عليه بأريحية وهي تفرد ذراعها حتي تطول الهاتف من جانبها ثم امسكت به وهي ترفع إحدى حاجبيها بحنق وهي تقوم بقراءة الرساله التي كان محتواها...
"حالا تكوني عندي .. يا زوجتي العزيزه"
وبالتأكيد لم يكن غيره "أيهم" من أرسلها ، حتي قررت تجاهله بحنق من أمره الغير محبب لها ، فهو حتي لم يطلب منها ان تأتي له بطريقه لطيف ، ثم تذهب له لماذا؟؟ ألم تنتهي من موضوع مصطفي التي كانت تذهب له لأجله ، ام خياله سرح به انها اصبحت زوجته فتأتي له متي يشاء ، حقا هذا في أحلامه..
"كان هذا ما يدور بخلدها ولم تنتبه لصوت الهاتف الذي صدر لتوه للمره الثاني بعدما انتهي من رنته الاولي ولم تجيب عليه "
أجابت عليه بتأفف قائله باقتضاب:
نعم !
رد هو بحنق لتجاهلها له :
كاريزما انتِ كدا يعني ، عشان مترديش ولا علي الرساله ولا التليفون علطول .
ردت عنان بسخريه:
و الباشا عايزني اجيله لي إن شاء الله ، خير يا تري .. !؟
رد أيهم ببرود :
عايزك في موضوع مهم ، ولازم تيجي دلوقت ضروري .
عنان :
ايوا اللي هو أي بقي الموضوع المهم دا ، لا يا حبيبي ولا هو يكونش عشان اتجوزتني هجيلك بقي البيت زي الاول ، الاول كنت باجي عشان تدريبي للمهمه عشان نقبض علي مصطفي وكنت ولا اعرفك اصلا غير صدفه و روحت معاك مهمه ، دلوقت بقي تسرح بخيالك لبعيد بعد ما اتجوزتني غصب عني امبارح ، وتقولي تعاليلي ، لاء سكسكــيوزمي من الجميع انــــ؟!
قاطع هو باقي جملتها صائحا بها حتي تصمت قليلاً:
"اااااي بلاعه واتفتحت في وشي ، ابلعي ريقك شويه ، ولا اي حاجه هتحصل اصلا ، انا عايزك في موضوع مصطفي في خبر مش كويس حصل بالنسبه ليكي ، 'اكمل بخبث' بعدين انتي لي نيتك شمال كدا !!"
عنان بتخبط :
شمال اي بس والله كله يمين وفي السليم ، المهم بس أي اللي حصل في موضوع مصطفي هتقلقني لي بس ، هو هرب ولا اي ؟!
أيهم:
لا متخافيش ، هو مهربش ، بس تعالي وانتي تعرفي وكمان عايزك في موضوع تاني مهم .
عنان بحنق :
هو أي كل الموضوعات المهمه اللي محتاجني فيها دي ، هو انا وزير الداخليه ، كانت أجازه سوده ومهببه عليّ والله مش عارفه اتهني بيوم واحد فيها
لم يعرف أيقهقه علي حنقها الواضح ام يلتزم الصمت لذلك الخبر المفاجئ الذي سوف يلقيه علي مسامعها حين تأتي عاد للواقع محددا علي حمهحمـٰتها الساخطه قائله:
"احم احم احم ، حضرتك رحت فين كدا ، المهم بقولك اي هـ " قطع هو باقي جملتها قائلاً بسخريه و هو يلوي ثغره بحركه شعبيه متحدثاً..
"و هو انتِ بتعرفي تقولي اصلا حاجات مهمه ، لاء وبتتكلمي كأنك واحد صاحبي ، المهم و بقولك أي وفي الاول خالص حضرتك "
كان الدور عليها هي لتقاطعه قائله بضيق:
"أي يا عم مكانتش كلمه قولتها ، بعدين اي الغلط في اللي قولته ، انا كنت هقولك الموضوع دا مينفعش يتقال علي التليفون اصل مكسله اوي أقوم " قالت آخر جملتها وهي تتمطأ علي السرير بأريحية ..
رفع هو إحدي حاجبيه مردفًا بسخريه :
عايزه تقنعيني انك مش صاحيه من بدري عن كدا كمان وانك شبه منمتيش أصلا ، وعماله تفكري !؟
اردفت بتعجب :
وكنت بفكر في مين بقي ان شاء الله ؟!
رد بثقه :
أنــا .
عنان بحنق:
"أي ياض الثقه دي !"
رد أيهم بسخط:
"اشوفك بس يا عنان الكلب بقي علي أخر الزمن المدمر ، يتقاله ياض!! ، دا تميم نفسه مقالهاش "..
اردف مجددا بحنق:
"نص ساعه وتكوني عندي ، تأخير انتِ حره"
لم تمر الثانيه ونص وكان قد أغلق الهاتف بوجهها ،مما زاد من حنقها منهُ واقسمت ان تريه الويلات علي ما فعله بها.
وجدت رساله بعد قليل علي هاتفها محتواها ..
_علفكره انا عرفت باباكي ، عشان ميكونش عندك حجه .
بعد ما يقارب الساعه والنصف كانت عنان تقف أمام باب منزل أيهم ولم تلمس زر الحرس و وجدت الباب يفتح بقوه مما جعلها تردت للأمام ولكن لحقت نفسها بسرعه من الوقوع .
عنان بغضب:
دا منزل تفتح بيه الباب ، نفترض كنت وقعت اتعورت دلوقت بقي.
أيهم :
يا شيخه كنتي وقعتي واتكسرت رقيتك احسن ، كل دا تأخير لي بتجهزي لفرحك عشان تقعدي اكتر من ساعه ونص علي ما تيجي ولا كنتي ليه بتشتري الهدوم اللي هتلبسيها ، مش في الدولاب عندك .
تركها و دخل حتي يفسح لها الطريق للدلوف ولكنه تسمر مكانه عندما اردفت ببرود قائله :
"ما الطريق اللي انت قايله أجيلك منه دا اطول من الطريق المباشر التاني ".
مسح أيهم علي وجهه عدت مرات يحاول تهدأ ذات قبل ان يلف لها قائلا بهدوء غير مبشر بالخير وهو يقترب منها حتي وقف أمامها مباشرةً قائلاً:
عنان ، متقوليش انك جايه من الطريق اللي قايلك عليه أيام العمليه عشان مصطفي !!"
حركت رأسها لأعلي و أسفل عدت مرات ببلاهه مصطحبه ذلك بـ كلمه "ايوه نفســــ!!؟"
قاطعها صوت غلق الباب من خلفها نتيجه يد أيهم الذي أصبح لل يفضل بينه وبينها عدت انشات صغيره قائلا بصراخ:
"انتِ غبيه يا عـنــان ، فين زفت مصطفي دلوقت اللي هتحرصي منه ، مصطفي اصلا مــــــات …
ثواني لا دقائق حتي استوعبت ما تفوه به ولكن ليس كله !! بل فقط استوعبت انها كان من المفترض ان تأتي من الطريق المباشر فا الذي كانت تحرص منه لا يعد موجد حتي تخاف ان يكون يراقبه فهو الان .... وهنا قد استوعب عقلها باقي جملته الاخيره !
تحدثت بلا وعي :
"مين اللي مات".
ابتعد أيهم عنها قليلاً ثم امسك بيدها بحنان ساحبا أياها خلفه نحو الاريكه فهو علي علم بالصراع الذي يدور داخلها الآن ..!
اجلسها وجلس بجوارها بهدوء متحدثاً بحنان:
"بصي يا حبيبتي "رفعت نظرها له داخلها مشاعر كثيره مختلفه ، مشتته داخلياً.
أكمل أيهم حديثه مردفًا:
"احنا بعد ما جينا من الفرح ، لقيت خبر وصلني أن المستشفى اللي كان مصطفي فيها حصل فيها حادثه و!!واتحرقت كلها باللي فيها ومصطفي كان لسه واصل المستشفي من حوالي ساعه وقتها لانه كان كّـل أكل تعب له معدته فا خدوا المستشفي وبعدها حصلت الحادثه دي وكل الجثث اتفحمت بس عملوا ليها تحليل DAN عشان يعرفوا مين الأشخاص دي ، وكان مصطفي من ضمنهم .
قال أخر كلماته ناظراً لها و لتعابير وجهها حتي يري ما أثر حديثه عليها ، ولكنها خالفت جميع توقعاته وجد تعابير وجهها جامده ظل الصمت هو سيد الموقف
تحدث أيهم بعد مده لا يعرف زمنها يحيط وجنتها بين يديه مردفًا:
"مالك يا عنان ساكته لي ، للدرجادي موته أثر فيكي "
نظرت له و ترقرقت طبقه رقيقه من العبرات داخل مقلتيها تأبه النزول قائله بنبره تحمل الشفقه والحزن :
"صعبان عليا اوي يا أيهم ، ربنا يرحمه ميجوزش عليه دلوقت إلا الرحمه ، هو كان ضحيه لأب فاسد ، ضيعه وضيعله مستقبله وحياته ، مات موته صعبه اوي ممكن يكون دا عقاب ربنا ليه ، بس هو كان ناوي يتوب فعلاً ، كان عايز يرجع لربنا ، أيهم انا مش بحبه زي ما أنت هيهيألك شيطانك دلوقك بس بجد بشفق عليه اوي ، ممكن لو كان عاش حياته بين أب وأم حنينين عليه و أب بيحتويه ويعلمه الصح من الغلط ياخده ويروح المسجد يعلمه الصلاه بدل كا كان بيعلمه الخطف والسرقه ، يعلمه انه يقرأ قرآن بدل ما يعلمه ازاي يبعتله بنات ياخد أعضاءها ، يعلمه ازاي يشتغل بالحلال ويرضي ربنا ، بدل ازاي يعتدي علي بنات الناس منها يرضي نفسه ويرضي والده لما بعدها يموتهم ويبعتله جثثهم ، ممكن دا يكون عقاب ربما ليه ، ربنا يغفر له ويرحمه رحمه ربنا كبيره".
ابتسم لها ابتسامه عذبه حنونه فا حبيبته تملك قلب أبيض ناقي حقاً من يراها من الخارج يظن انها طفله لا تعرف شيء عن العقل والمسؤولية تفعل ما تفعله بعفويه ، ولكنها تملك قلب صافي نقي ، كما تملك من العقلانيه ما يكفي علي صغر سنها ، كما أيضاً انها تضيف جو من المرح والبهجة والسرور علي جميع من يراها ، حقاً لا يعرف متي وكيف عشقها ، اراد ان يخرجها من هذا الشعور بالحزن و يمحي ذلك الاثر للدموع بعينيها الذي يؤلمه قرص وجنتيها بيديه المحيطه بها قائلاً بمشاكسه جديده عليه ولكن لأجلها يباح أي شيء لابتسامه واحده منها تدخل السعاده علي قلبه ..
"بقي أنا يتقالي علي آخر الزمن يــاض يا بت انتِ لاء ومن واحده زيك كمان اوزعه متجيش حتي لكتفي"
نفضت يده التي تقرص وجنتها واقفه علي الاريكه متخصره قائله بردح:
"مين دي اللي اوزعه ، تصدق تستاهل كلمه ياض ، وبعدين يا حبيبي انا مش أي حد عشان تقارني بيه "
غمز لها أيهم بعبث:
"في دي عندك حق ، انتِ فعلا مش أي حد ، انتي حرم المقدم أيهم العلايلي ، لاء بس كلمه يا حبيبي طالعه منك زي العسل ، ما تقوليها تاني"
اصطبغت وجنتها باللون الأحمر قائله بتلعثم:
"طب كويس انك عارف ان مش أي حد ، وعلي فكره الكلمه طلعت مني بعفويه بس عشان متعوده عليها .
وقف أيهم أمامها ولكن علي الأرض وهنا لاحظت انها حقاً تستحق ذاك اللقب "اوزعه" كما أطلقه عليها منذ قليل فها هي تقف علي شيء أعلي منه يزيد من طولها الكثير زهو يقف علي الأرض ولم تصل حتي إلي اعلي كتفه فرغت فمها مردده :
"هـــار اســوح ، تصدق أنا فعلا اوزعه اوي ، اي دا مشاء الله عليك انا عارفه انك طويل بس مش للدرجه "
قهقه أيهم ضاحكاً عليها ضحكه تصل لعينيها ، ضحكه تخرج من قلبه ، يحدث هذا فقط معها هي الوحيده الفادره علي تغيره و إسعاده ، سرحت هي بضحكته متمتمه
"يخربيت دي ضحكه يا جدعان دا لو ضحك مره كمان احتمال اتحرش انا بيه"
زادت ضحكت أيهم مردفًا بعبث:
" آه يا قليله الادب و أنا اللي كنت فاكرك مؤدبه ، بس يلا أنا موافق هاتي بوسه بقي".
فرغ فاه عنان بصدمه:
هو انت مخاوي ولا أي انت سمعتني إزاي ، ضربت جبهتها بيدها وهي تسب نفسها علي غباؤها فهي دائما ما تفكر بصوت عالي وبالتأكيد قد سمعها وظن بها السوء عاد اللون الاحمر مجدداً إلي وجنتها وهي تحمحم بحرج ..
"أنا ..أنا مقصدش المعني اللي وصلك دا ، أنا بقلش بس ، بلاش تفهمني غلط ، اااأ .."
قطع باقي جملتها وهو يسحبها لكي تجلس مجدداً وهو جلس بجوارها ولكنها حاولت ان تبتعد عنه بحرج نظراً انه كان قريب منها بشده ..
رفع أيهم حاجبيه قائلاً:
"علي فكره أنا جوزك مش ليه حتي مخطوبين يعني لو قعدتي حتي علي رجلي عادي مالك بتبعدي لي كدا حد قالك ان عندي جرب "
عنان بحرج تحدثت قائله:
احترم نفسك أي تقعدي علي رجلي دي وشغل روايات بقي ، بلا جوزي بلا مش جوزي أنا اصلا لسه في صدمت انك جوزي مش مستوعباها .
رفع أيهم حاجبه الايسر بخبث :
طب اسكتي بقي عشان اصلا انا ماسك نفسي عنك بالعافيه ، يعني شاب أعذب و معاه بنت هي أينعم مسحوبه من لسانها بس عندها شمس في عنيها بتخلي حرارتي تزيد وقاعدين في بيت لوحدهم و الشيطان تالتهم أكيد ، بس شيطان أي دا ، دا اللي اوحش من الشيطان اللي ممكن استغفر ربنا واحاول اهدي ، انها مراتي يعني مفيش بينا شيطان .
برقت عنان عيناها منتفضه من مكانها بشده محاوله الهروب من كلامه هذا وعينيه التي مثل الغابات التي بمجرد النظر إليها تصبح تائه بين أشجارها ، تملك منها الخوف أن يقوم بتنفيذ كلامه وها هي حقا زوجته أي شيطان هذا سوف يتغلب عليه حاولت الفرار ولكن منعتها يده ساحبا أياها حتي تجلس مكانها مجددا وهو يضحك عليها بشده ..
عنان وهي تنفخ وجنتها قائله:
افففففف بقي علي أم دي ضحكه ، بعدين يا ابن الناس انت ما سكني لي و مقعدني هنا مش خلاص اللي عندك قولته عايزه اروح بيتنا بقي .
أبهم و هو يجلسها مجدداً و هو يحاول السيطرة على نفسه و اتزانه مجدداً .
"اقعدي كدا ما أنا عايزك بقي في موضوع أهم يخص صاحبتك "
تساءلت مستفهمه بعدم فهم:
"صاحبتي ! انهي واحده فيهم ما كلهم في شهر العسل اي بقي موضوعهم المهم ؟!".
ارف أيهم بجديه :
"لاء ما هي هنا مسافرتش ، دي تكون صحبتك رحمه"
عنان بقلق تحدثت قائله :
"مالها رحمه ما هي كويسه الحمد لله و كمان حامل و زمانها قالت لجوزها وبيحتفلوا بالخبر دا ، ربنا يكملها علي خير"
أبهم بصدمه:
_اي حامــل !!!
_طب كدا هتسافر ازاي كدا ممكن يكون خطر عليها دا المفروض الكياره الاسبوع الجاي...
عنان لصدمه من كلامه هي الآخر :
نــعــــم ! تسافر لي اصلا .
أيهم:
هحكيلك ....!
بينما علي الاتجاه الآخر كان يجلس يزن و إسراء بإحدي المطاعم علي النيل في جو هاديء لطيف بدون مشاكسات "ساره" ، ولكن كان الصمت يعم المكان حتي قطعته هي وهي تخبط بحنق علي الطاوله امامها قائله :
"أيوه وبعدين هنفضل بلعين سد الحنك كدا كتير ، دا احنا قبل ما نتخطب كنا بنجيب صداع للمكان كله ، فينك يا ساره كنتي بتعملي جو حلو بدل اخوكي اللي ولا كأنه موجود دا ، قوم يا عم و ديني الشركه أشوف شغلي بدل الصمت اللي فقعلي مرارتي دا "
تحدث يزن بهدوء :
"ايوا يعني اعمل أي المفروض "
تحدثت إسراء بصراخ بعض الشيء تحاول كتمه :
"هتشـــل منك ، يعني انت يا مش بتتكلم خالص يا أما تعملي حركات مجنونه وسط الناس و لما تتكلم ما تسكتش ابدا ، مفيش حاجه وسط عندك "
يزن :
يعني اعمل اي بردوا ..؟!
إسراء بصراخ:
"اااععع ، هو اي الاي مش عارف تعمل أي امال اتخطبنا لي ، ولا قولتلي تعالي نفطر قبل الشغل لي بدل مش عارف تعمل أي وقاعد ساكت كدا"
يزن :
"مش مصدق"
إسراء بتعجب :
"مش مصدق أي"
يزن بحب:
"مش مصدق انك قاعده قدامي بعد فراق السنين دي كلها ، مش مصدق اننا قريب هيتقفل علينا باب واحد ، مش مصدق انك معايا دلوقت أصلا ، بحمد ربنا علي أنه جمعني بيكي تاني بعد ما كنت حكمت علي قلبي الوحده من بعدك ، مــ ..!"
قاطعته إسراء قائله و هي ترفع يدها مكان موضع قلبها الذي زاد من خفقانها قائله :
"هو انت يا ابن الناس مفيش حاجه وسط عندك ابدا كدا ، يا هتموتمني مشلوله من الصمت اللي فيك ، يا هموت من كلامك اللي بتقوله دا مره واحده بدون مقدمات حتي ، طب والله أقوم ارقص دلوقت و أنت عارف ان أنا مجنونه و اعملها "
قهقه ضاحكاً عليها مما جذب انظار الناس حولهم بعدها حمحم قائلاً:
"بعد الشر عليكي يا حبيبي ، ربنا يديمك لسا وفي حياتي كول العمر يا رب ، و بعدين انتِ ولا كدا عاجبك ولا كدا عاجبك ، طب اعملك أي قاعد ساكت مش عاجبك ، بتكلم بردوا مش عاجبك "
إسراء وهي تلملم حاجاتها قائله:
"يلا قوم نروح الشركه أنت اللي قولته دا كفايا تقعد عليه سنه متتكلمش خالص"
قهقه ضاحكاً مجددا مما جعل إحدي الفتيات تنظر له بإعجاب وتبتسم ، نظرت لها إسراء بسخط رافعه إحدي حاجبيها مردده ولكن بصوت عالٍ بعض الشيء
"وحيات خالتك"
حاول يزن كتم ضحكته علي منظرها الحانق مما جعلها تردف وهي تشدد علي أسنانها بغيظ :
"يلا"
بعد قليل كان يصف سيارته أمام الشركه و هي تنزل منها بثرثره غاضبه ..
تحدث يزن و هو يحاول السيطرة علي ضحكته حتي لا تنفلت منه و يتشاهد علي روحه وقتها :
"طب انتِ أي اللي مزعلك بس ، هو أنا اللي قولتلها تبصلي وأنا بضحك وتبتسم ما يمكن كانت بتبص علي حد تاني بلاش تظني بيها السوء يـ . .!"
قاطعته و هي ترفع سبابتها بوجهه مما جعله يرتد للخلف فجاءه قائله بحنق:
"ما أنت حضرتك لو مكنتش ضحكت الضحكه دي هي مكنتش هتبصلك أصلا بس ازاي لازم الناس كلها تسمعك و أنت بتضحك و يتفرجوا علي ضحكتك لاء و الاسوء من كدا غمازاتك اللي بتبان لما تضحك ، ابعد عني دلوقت احسن لك يا يزن انا فاضلي تكه و تروح اجيب البت دي من شعرها أصلا دي كانت ناقص تعاكسك "
تركته بعد أخر جملتها وهي تدخل الشركه تكلم نفسها بغضب قابلتها هدير بالاستقبال تحدثت ضاحكه علي منظرها وهي توقفها:
"أي مالك داخله مش طايقه نفسك لي كدا ، أنا قولت مش هتنزلي شغل انهارده بما ان امبارح خطوبتك"
تحدثت إسراء بغيظ:
"عايزه اروح اجيب البت من شعرها اللي في المطعم ، هي و الواد يزن عشان يبقي يضحك حلو اوي بعد كدا بصوته كله "
تحدثت هدير بجهل :
"بت مين الاي عايزه تجبيها من شعرها و يزن كمان ماله "
قصت لها إسراء ما حدث سريعاً فهي الآن اصبحت من ضمن اصدقاءها حيث قامت عنان بتعريفها عليهم حتي تشاركهم مواضيعهم و أي شيء يفعلوه ، وبما ان الجميع لم تراه اليوم فا قصت لها هي سريعا نظراً لوقفهم في الاستقبال ..
بعدما انتهت نظرت لها هدير ضاحكه:
طب هو ذنبه أي ، هو اللي قالها تبصله و تبتسم امال لو كانت غمزتله زي ما حصل مع إسلام قبل كدا بقي و إسلام ضحك او مضحكش غمزاته مش بتروح ، كنتي عملتي أي "
إسراء:
"كنت ولعت فيها و فـ غمزاته "
حركت هدير شفتاها للجانب قائله بتهكم:
"كان نفسي اعمل كدا اوي" .
إسراء بصدمه تحدثت قائله:
"نعم ، امال عملتي اي؟!"
هدير:
"قولتله روحني يا حسام" .
إسراء :
"يا برودك يا شيخه دا لو عنان عرفت هتشلوحك هي دي الدروس اللي بتديهالك ، يا بت اتلحلحي كدا شويه متخليش الواد يزهق منك ".
دخل يزن بعدما ركن سيارته وجدها تقف تتساير مع صديقتها ذهب اتجاهها و تحدث بمشاكسه متصنع الصرامه :
"أنتو في مكان شغل يا استاذه منك ليها مش مكان للدردشه "
نظرت له نظره حانقه مردفه :
"باشمهندسه لو سمحت " ثم ودعت صديقتها ذاهبه مكان عملها متجاهلاه تماماً مما زاد من حنقه تاركاً المكان ذاهب هو الآخر لأعلي مكان عمله ..
وصل له خبر أن مديره لم يصل بعد واحتمال أن لا يأتي اليوم جلس ينهي عمله حتي ينتهي !!
في منزل أحمد السيد نجد صوت صراخ ولكن من من يا تري ؟!
نجد هنا حنان تمسك أسر من اذنيه بشده و ترجع قائله بحنق:
"هو انت يالا مفكر نفسك كدا خلاص كبرت عشان بقيت أطول مني ، لاء مش معني كدا إني مش هعرف اربيك ، انت مش ناوي تظبط نفسك بقي ولا اي ، يعني الاول و جايب درجات زي وشك
''قاطعها هو قائلاً بمرح مصاحبه الم مكان أذنه ''
_أهو انتِ نفسك بتقولي درجات زي وشك يعني درجات حلوه و زي القمر ، أي اللي مضايقك بقي .
شدته أكثر من أذنيه تحت صراخه مكمله حديثها
"بس القمر أي دي زي الزفت ، وعديت الموضوع و قولت أخر مره و الواد شايف أخوه مهندس و أخته دكتوره الله أكبر عليهم قولت هيتكسف من نفسه و يذاكر ، بدل ما أخره كدا هيكون سواق توكتوك ، او يبيع حرنكش علي الناصيه "
قاطعها قائلاً:
_طب و ماله الحرنكش دا حتي أنا بحبه اوي ، شوفيلي حاجه غيره ابيعها بدل ما و أنا واقف أقوم وأكله و اخسر الفلوس .
صرخت به عالياً علي دخول زوجها من باب المنزل و خروج عنان من غرفتها علي سماع صراخها قائله :
"هو لسه بتصوتوا في وش بعض ، خلاص يا ماما سبيه بقي الواد ودنه زمانها ورمت"
ذهب أحمد متعجباً من منظر زوجتها الواقف علي الكرسي و أمامها نجله الصغير تمسك بأذنه و تصرخ ..
تحدث أسر وكأنه و جد من ينجيه منها :
"الحقني يا حج أحمد مرات هتخلع ودني في ايدها ، كل دا عشان بس قامت لقتني عامل سبع بيضات و كاسر سته"
بعدما كان شوف يضحك هلي منظرهم و زوجته تقف حتي تطوله و هو يظهر الامتعاض علي وجهه نظر له بصدمه متحدثاً:
"نهار ابوك أسود ، انت عارف كرتونه البيض دلوقت بكام يا ابن الكــ ـلــ ـب ، رايح تعمل لنفسك أكل لي لو حدك بدل مش عارف لازم تكلع روح الشيف اللي جواك علي خراب بيتي "
حنان وهي تشدد من قرصه:
"قوله لاء ودا غير اللي اتكسر منه هنقول قضاء و قدر"
أسر :
_حبيبتي يا ست الكل اهو فعلا كان قضاء و قدر.
حنان مكمله بسخط:
"لاكن رايح تعملك لوحدك سبع بيضات تاكلهم لي دا احنا كلنا مش بعمل سبعه يا مفتري "
أسر و هو يخمس في وجه جميع الموجودين مرددا:
"خمسه عليا خمسه".
عنان وهي تخلع خفها البيتي و تحدفه اتجاه والدتها قائله:
" انا قولتلك يا حنان الواد دا مش بينفع معاه غير الشبشب انتِ اللي قولتي ، كفايا عليه ضرب بيه و اجرب أسلوب جديد معاه ، اشقطي يا حنه"
تلقطه منها حنان بمهاره صفر أسر بحماس قائلاً:
"شنـاوي عصرك يا حنان و الله"
ابتسمت له حنان بمرح ولا كأنها والدته و أنه من سوف يضرب به :
"حبيبي يا سوسو ، و بلحظه كانت تنزل ضربه من خفها علي ظهره من الخلف بشده مصاحبه معها صراخ أسر الحانق و قهقهت الجميع "
اتجه أحمد ناحيه زوجته يحاول منعها من الوصول لأسر و هو يقهقه ضاحكاً عليها هي و صغيره ، فا لصغر سنها يعتبرها ابنته لا زوجته رفعها من الكرسي و هي تعافر تريد الوصول إلي أسر مجدداً متحدثه بحنق:
"سيبني بس ، طب ضربه كمان ، طب قرصه واحده "
أحمد و هو يحاول التحكم بها:
"بس خلاص كفايا عليه كدا الولا ودنه ورمت بصي احمرت ازاي " الفت بنظرها عليه رق قلبها لمنظرها الاحمر مصاحب للزراق ، ولكن عادت قطه شرسه مجدداً قائله
_ ولو بردوا احيب انا البيض دا كله منين ، لاء و في الاخر عامل البيض حادق و بالشطه و رماه عشان طعمه مش حلو ، بقي غي حد يحط علي البيض شطه و بالكميه دي انا لو بس كنت شفتك كنت اكلتهولك غصب عنك ..
أسر وهو يفرك ظهره مكان ضربها بيد و اليد الآخر يفرك أذنه قائلا و هو يحني رأسه لاسفل :
"يعني عايزه يجيلي البواسير كمان ، مش كفايا هروح اركب سماعه علي ودني اللي كانت هتتشال في إيدك ، بقي انتِ ام فين قلبك الطيب فين الحنان يا حـ حنان "
رفعت عنان يدها وهي تحيه و تصفق له علي أداءه بالتمثيل قائله:
"الله هايل يا فنان هايل ، يلا الشوط اللي بعده ، حنان وهي بتقوله لاء انا مش قلبي طيب ولا حتي عندي حنان يا ابن حنان و هوب تحدفه بالشبشب "
حنان:
_ الله عليكي يا بت يا عنان بنتي بصحيح تربيتي .
أسر و هو يفر هارباً منهم و من افعالهم به نحو غرفته قائلا قبل ان يغلق الباب :
"ربنا علي الظالم و المفتري ، اما اشوفك بس يا عنان ماشي "
قهقه أحمد ضاحكاً عليهم فهم من يجعلوا لحياته طعم خاص يضيفوا لها المرح بمشاكساتهم و مزاحهم ، يحمد الله دائماً عليهم ويدعوا بأن يديمهم في حياته .
عنان و هي تغمز له بعبث قائله :
"ما تنزل الست بقي يا أبو حميد انت حبيت الوضع ولا أي"
خجلت حنان من جمله ابنتها مما جعل عنان تقهقه عليها تحدث احمد و هو يقبل و جنتها موجه حديثه لعنان:
"بس يا بت ملكيش دعوه "
عنان :
"الله يسهلو "
"المهم يا أبو حميد عيزاك في موضوع"
حنان بطفوله :
" اجي معاكوا، ولا دا سر"
عنان بجديه :
لا يا ماما مش سر ولا حاجه ، بس خلي بابا هو اللي يبقي يقولك عليه عشان مش عارف رد فعلك هيكون أي "
أحمد و هو ينزل حنان وهو يتمتم:
"ربنا يستر الاحترام دا و كلمه ماما و بابا دي وراها حاجه كبيره أكيد ، تعالي يا اخرت صبرك ".
عنان:
اول صبرك لو سمحت يا حج..
ذهب اتجاهها وسحبها من تيشرت البيجاما قائلا يلا يا بت قدامي علي البلكونه .
عنان وهي تحاول ابعاد يده قائله:
طب استني يا ابو حميد كدا اما اروح اجيب الطرحه.
نظر لها و ابتسم بفخر قائلا:
_ماشي يا حبيبت أبوكي يلا وانا هستناكي في البلكونه.
بعد قليل كانت تدخل عنان الشرفه و بيدها كوب من الليمون لوالدها و كان وضح عليها التوتر مما اقلق والدها .
أحمد :
مالك يا حبيبتي ، كنتي عايزه اي ، حصل حاجه بينك و بين أيهم الصبح .
حمحمت عنان وهي ترمي بقنبلتها له قائله:
"انــا مسـافــره الاسبــوع الجـاي ..!!
ياتري ما رد فعل والدها علي هذا القرار ؟! ايستطيع الابتعاد عنها هو و اسرتها ، هل سيوافق !! ام لا ؟!
