CMP: AIE: رواية سانتقم لكرامتي الفصل الستون60بقلم رحمه جمال
أخر الاخبار

رواية سانتقم لكرامتي الفصل الستون60بقلم رحمه جمال

رواية سانتقم لكرامتي
 الفصل الستون60
بقلم رحمه جمال
عندما نريد خوض تجربه ما ، يشتعل الحماس بداخلنا ، وتتزاحم الأفكار داخل عقولنا ، تجعلنا لا ننام ، نحلم بالكثير والكثير من الأشياء وتتوقع نتائج مبهره لتلك التجربه إذا كان تجربه عمل ، خوض لعبه جديده ، صداقه جديده ، اي شئ يكسر روتينك المعتاد 
ولكن ماذا أن حدث العكس ، يتحطم كل شئ أمام أعيننا ، نكره تلك التجربه بعدما كانت حياتنا بأكلمها تقف عليها لذلك 
قلل حماس حتي يكتمل ما تريد
®_________________________®
كان ليث جالس علي مقعده مكتبه ينفث دخان سجائره وينظر له بشرود ، عقله بداخله ضجيج العالم ويقف تفكيره عند نقطه واحده ( كيف سيربح من جميع الأطراف ؟) 
ليقاطع تفكيره دخول أمان أو دعونا نقول الرائد حسام في هيئه أمان ذراعه الأيمن 
أمان : boss
ليث : بقيت تختفي كتير اوي يا أمان 
أمان : الشغل يا boss
ليث : شغل ايه يا أمان ، انت نسيت أني صفيت كل حاجه عشان العمليه اللي كمان كام يوم 
أمان بتوتر حاول أن يداريه وقد نجح في ذلك : هو احنا شغلنا هنا وبس ولا ايه ؟
ليث : في اخبار من الملكه ؟
أمان : مستنيه خبر صافي قبل العمليه 
ليث : وصلها خبر أنه تم 
أمان بدهشه : هو ايه ده اللي تم ، انت قتلتها 
ليث : قتلت مين ، طبعا لا ، بس انا عايزها تطمن ، لحد ما العمليه تخلص ونهرب من البلد 
أمان : ايوه بس ، افرض طلبو اللي يثبت ، هتعمل ايه 
ليث : قولتلك هتصرف ، المهم العمليه 
أمان : أول مره مفهمكش
ليث بغموض : ودي حاجه كويسه 
توتر أمان من نظراته ، يشعر وكأن ليث كشف أمره ، ولكن لالا التريث كل ما عليه التريث حتي يراه ما سيفعله 
®________________________®
_ بقي انا بلف البلد كلها عليكي وفي الاخر الاقيكي في المقابر 
كان شهاب يقول تلك الجمله ل جنه وهو يلهث من كثره بحثه عنها 
جنه بابتسامه : ومالها المقابر ، خروجه ترد الروح 
شهاب بسخريه : للي خالقها ، ترد الروح للي خالقها ياختي ، وبعدين هي دي 
نظرت جنه الي ما يشير إليه شهاب : اه ، خالتي نجاه الله يرحمها وتبقي ام صفاء 
شهاب : هي مش صفاء اختك يا بنتي 
جنه : حكايه طويله ، بس اختصارها أن انا وصفاء اخوات مش بنات خاله
(اومأ لها شهاب بالايجاب ، ثم عاد بنظره الي قبر نجاه وتنهد )
شهاب : تعرفي أن فراق الاهل صعب ، مهما حصل بينا خناق أو مشاكل هما اللي بيكونو باقين ، مهما الواحد صاحب الف صاحب كلهم بيروحو ومحدش بيفضل 
جنه : نداله يعني 
شهاب : لا مش نداله ، بس هي الدنيا كده فترات ، كلنا فترات في حياه بعض ، و دور كل واحد فينا بيخلص عشان يجي دور ناس تانيه ، بس الأهل لا 
الاهل موجودين فرحان ، زعلان ، مخنوق ، مش لاقي حد حواليك ، هما اللي بيشلوك من غير ما تتكلم هما بيبقو حاسين ولما الواحد يبدأ يفهم ويحس بقيمه وجودهم ويبدأ يتغير عشان يعوضهم عن الوقت اللي كان مشغول عنهم ، بتلاقي دورهم كمان خلص في حياتك ، يعني انا مثلا ملحقتش اقول لأمي اني بحبها ، ملحقتش أوفي بوعدي ليها لما قولتلها هفرحك بتخرجي ، ملحقتش أخليها تشيل عيالي زي ما كان نفسها ، ملحقتش ( قال كلمته الاخيره بقله حيله ، ظلت جنه تتابع حديثه و حركته ورأت تلك الدموع الذي تريد التحرر من عيونه ولكنه يقاومهم )
جنه : ليه شايف اللي نقصك ومش بتحمد ربنا علي اللي موجود
شهاب : ايه ، لا طبعا بحمد ربنا .....
جنه بمقاطعه : طب احمد ربنا بقي علي نعمه أن والداك لسه عايش واللي كان عمك بيخططله محصلش ، احمد ربنا أن هايدي طلع عندها ضمير ومعملتش اللي أبوها طلبوه منها ، أحمد ربنا أن كل حاجه لسه موجوده ، هقولك جمله بحبها اوي من كرتوني المفضل 
( نظرت جنه الي شهاب رأت الابتسامه إلى ارتسمت علي محياها )
حمحمت جنه وبدأت حديثها بطريقه دارميه : لو فضلت تركز علي اللي ضاع منك عمرك ما هتشوف اللي بيستناك ، شوف رزقك الدنيا واسعه 
( ابتسم شهاب علي كلماتها ، وشرد قليلاً ) 
شهاب : في حاجه مهمه لازم اعملها ، عشان كل ده ينتهي وأوعدك هنبدأ من جديد
جنه بتحذير : من غير أسرار تخبيها عليه 
شهاب : مفيش اي حاجه هتتخبي عليكي تاني 
جنه بمرح : حيث كده بقي خلاص ، عفوت عنك 
شهاب بعدم تصديق : احلفي ، يعني خلاص سماح ، مش هفضل ألف وراكي في كل مكان عشان تسامحني 
جنه : عشان تعرف بس اني قلبي طيب 
شهاب : طبعا ، عقبال اللي في بالي يارب 
جنه : قصدك علي يوسف وصافي 
شهاب : هو في غيرهم 
جنه : ربنا يبعد عننا شر ليث يا شهاب ، عشان طول ما هو موجود مش هنلاقي راحه ولا خير ابدا 
شهاب : يارب ، صحيح مقولتليش ، الشخص اللي كان مهوس بيكي ده واتقدملك عملتي معاه ايه
جنه : انتي بتفكرني بحاجة عدا عليه سنين ليه بس ، علي العموم ربنا يرحمه 
شهاب بدهشه : مات !
اومأت جنه بالايجاب وكسا علي ملامحها الحزن :  بعد ما رفضه كان بيطاردني في كل مكان ولما عرفت بابا ، اتكلم مع أهله وأهله خدو و عالجو في مستشفى امراض نفسيه وعقليه لان اكتشفو حاجات تانيه غير هوسه بيا ، وفي يوم جالنا خبر أنه هرب من المستشفى وقبل ما يجي علي هنا حصلتله حادثه ومات ، أهله دفنوا وسابو الشرقيه كلها 
شهاب : ربنا يرحمه 
جنه : يارب 
شهاب : شوفي يا هانم عماله تتكلمي تتكلمي ونسيتني كنت هقولك ايه 
جنه : أنا بردو اللي بتكلم ، اتفضل يا سيدي كنت عايز تقول ايه ؟
شهاب : عمك ومرات عمك في السرايا 
جنه بذهول : ايه ، هما رجعو 
( وقبل أن يجاوبها شهاب ، رآها تركض أمامه بكل قوتها وظل هو ينظر إلي طيفها الذي يختفي من أمامه بالتدريج ) 
شهاب : اااه يا بياعه ، والله يا جنه لأعرفك 
®_______________________® 
منذ ذلك اليوم التي علمت فيه أن زوجها علم الحقيقية بأكملها و وصول عائلته أيضا دون أن تعلم ، توقف عقلها عن التفكير ، لا تعلم كيف وجدت نفسها في بيته في تلك المنطقة الشعبيه ، تخرج المفتاح من جيب سترتها و تدلف للداخل ، بيت بسيط لم تتوقع قط أن يوسف يقطن هنا ف جناحه في القصر يساوي خمس أضعاف ذلك البيت لا تعلم لما تذكرت ذلك اليوم الان 
Flash back
كانت في إحدي الإجازات الصيفية التي دائما تجمع صفاء و يوسف في بلدتهم 
كانت صفاء بعدما تنهي مساعدتها مع والدتها و خالتها في المنزل تذهب الي إحدي الاراضي الزراعيه التابعه لهم و معها دفتر رسم و قلم رصاص ليست فقط جنه من تمتلك تلك الموهبه ، فكانت تختار دائما شجره البرتقال لتجلس تحت ظلها بعدما تضع مفرش علي الارض ، في كل صفحه من صفحات دفتر الرسم الخاص بها ، تغوص بإحدي أحلامها البسيطه ، ك أمنيتها أن تمتلك محل صغير لشراء الورد ، او محل لشراء الكتب و يكون في ذلك المحل ركن لصُنع قهوتها كل يوم بعدما تقوم بفتح محلها ، وكلما تقوم بفتح ذلك الدفتر ، تتوقف دائما عند أول صفحاته التي قامت فيها برسم فتاه تمتلك جديله متوسطه الطول يشع من عيونها أمل و حب تجلس بفستانها الازرق البسيط وتنظر الي تلك النافذة التي أمامها ،  والتي أصرت أن تجعل مسافه بينها وبين الفتاه وقامت برسم تلك النافذه في إتجاه تقلب الصفحات وكأن تلك النافذه تطل علي أحلامها البسيطه أو الورديه كما يلقبها البعض وفي أسفل الصفحه دوّنت بخط يديها ( أحلام كُتب علي أتمناها فقط وليس بوسعي أحققها ، لكي أحقق أحلام أخري لم أتمناها قط ) 
تأملت تلك الصفحات بشرود ، ثم فتحت صفحه جديده و خطت بقلمها وبدأت برسم كوخ متوسط حوله أعشاب و وورود وفي خارج الكوخ رسمت مقعد خشبي (هزاز) تجلس عليه فتاه و تمسك بيديها عصيان من المعدن تنسدل منهما خيط من بكره الكروشيه ، ترسم ابتسامه صافيه علي محياه تلك الفتاه ، ومن أحد نوافذ ذلك الكوخ يخرج منه بخار اعتقاداً بأن تلك النافذه تطل علي المطبخ وعلي بعد سنتيمترات من الفتاه ، رسمت حبل مثبت علي الحائط موضع عليه بعض الملابس المبلله ، نعم حرصت أيضاً علي رسم بعض قطرات المياه التي تسقط من تلك الملابس وكان تلك الفتاه قامت بوضعها للتو ومن ثم جلست ، توقفت عن الرسم عندما شعرت بأحد ما يجلس بجانبها لم تأخد وقت كبير ل تعرف هويته ف بالطبع ليست چنه لأنها تركتها تلهو مع اصدقائها وليس أحد من عائلتها فبمجرد وصول عمها و زوجته أبيها وأمها لا يتذكرون أحد 
يوسف : كنت عارف اني هلاقيكي هنا كالمعتاد ، ليه ديما بتختاري شجره البرتقال
صفاء بأبتسامه : بحب ريحتها 
يوسف بمراوغه  : يا بختها 
صفاء بحده : يوسف 
يوسف : طب خلاص خلاص ، وريني بترسمي ايه ؟
أغلقت صفاء ذلك الدفتر و وضعته جانبها : مش حاجه مهمه 
يوسف بشك : مممممم ، طالما مش حاجه مهمه مش عايزه توريني ليه ، إلا بقي لو كنتي بترسمي ......
صفاء : برسم ايه ؟
ظل يوسف مبثت نظراته إليها وكأنها تعلم ما يريد قوله 
صفاء بنفي  : لالالا أكيد انت مش قصدك إني برسمك صح 
رفع يوسف كتفيه دلاله علي عدم معرفته : وليه لا مش انتي مش عايزني اشوف رسمتي ايه 
إذا ظن يوسف أن بتلك الكلمات أثار حنق صفاء فهو محق ، انتشلت صفاء دفترها و وضعته بين يديه بغيظ ، لم يهتم يوسف برده فعل صفاء كثيرا فهو يشتغل بداخله الحماس الأن لمعرفه ما بداخل ذلك الدفتر التي دائما تحرص صفاء علي سلامته و تضعه في مكان لا يعرفها أحد غيرها وكأن يوجد بداخله خريطه لكنز ما 
قام بفتح أول صفحاته ليري تلك الفتاه الجالسه أمام النافذه ظل يقرأ تلك الجمله ، لا يعلم لما تحولت نظراته من حماس الي شفقه تجاه صفاء ، لينظر لها تجاهلت صفاء نظرته و ظلت تتأمل المكان من حولها ، أخذ يوسف يقلب في صفحات الدفتر حتي وصل إلي تلك الرسمه التي كانت صفاء ترسمها منذ قليل 
يوسف بأستنكار  : عايزه تعيشي في كوخ ؟
صفاء : بحس أن البيوت الصغيره البسيطه مريحه 
يوسف : ممممم وعلي كده هتعيشي فيه لوحدك ؟
صفاء : مفكرتش لسه في الموضوع ، وبعدين الرسمه لسه مخلصتش 
يوسف : يعني لو خيروكي بين سرايتك وبين كوخ زي ده ، هتختاري الكوخ 
صفاء : هختار راحه البال يا يوسف ، راحه البال سواء في السرايا هختارها ولو في الكوخ هختارها ، لو راحه بالي مع الناس هختارها ولو هتكون موجوده وانا لوحدي هختارها 
يوسف : سألت سؤال بسيط ، ليه الإجابة تبقي نموذجيه كده 
صفاء : انت اللي بتمل بسرعه ، وكل حاجه بتحتاج ل صبر
يوسف : عشان لو فضلت صابر ، عمري هيضيع يا صافي 
صفاء : لو فضلت صابر علي أمل متأكد أنه هيتحقق في يوم يبقي عمرك مش هضيع هباء 
تنهد يوسف واغلق ذلك الدفتر بيده ونظر ل صفاء مجددا : مش بقولك لازم تجاوبي إجابه نموذجيه 
ابتسمت صفاء علي حديثه ومن ثم أخذت دفترها من بين يده : مش قولتلك بتمل بسرعه 
قامت صفاء تلملم اشيائها ومن ثم قام يوسف أيضا وهو ياخد ذلك المفرش من علي الارض وأكمل حديثه : معني كده لو لاقيتي راحتك في الكوخ هتسيبي كل حاجه
صفاء : ممكن 
صار يوسف بجانب صفاء للعوده الي ديارهم : شرط يكون كوخ يعني عادي لو بيت صغير 
صفاء : اكيد موافقه ، بس معني كده اني لو لاقيت راحتي في البيت الصغير هتسيب اللي انت فيه وتيجي معايا 
يوسف : انتي عارفه اني مبحبش الاماكن دي ، وبرتاح اكتر في الأماكن الواسعة ، لكن ....
صفاء : لكن ايه كمل 
يوسف : لكن راحتي موجوده في راحتك ولو راحتك في البيت الصغير ف انا هتبقي راحتي فيه 
ظلت صفاء تنظر له وهي مبتسمه ، كيف له ببضع كلمات يجعل قلبها يتسارع في نبضاته بتلك الطريقه 
Back 
ابتسمت صفاء بألم علي تلك الذكري و ظلت تردد لنفسها  : عيشت في القصر الكبير وملقتش راحه ودلوقتي اهو في البيت الصغير وبردو مش حاسه براحه ، كل يوم بتأكدلي أن الراحه معاك انت حتي لو كان في مشاكل مبتخلص
(تابعت صفاء اكتشفها للبيت حتي وصلت الي غرفه نومه ولم تعلم من أين أتي بتلك الصوره الوحيده التي جمعتهم ، تتذكر ذلك اليوم نعم يوم الحفل الذي أقامه عمها لأشهار زواجها من يوسف ، ذلك اليوم التي تخلت فيه عن ملابسها السوداء وارتدت ذلك الفستان الأبيض الذي اتي به يوسف خصيصاً لها وترجها أيضاً ، حسنا لم تري يوم جيد بعد ذلك الحفل ، تنهدت وهي تضع تلك الصوره مكانها مره اخري وذهبت لكي تغلق النافذه الذي تركها يوسف مفتوحه علي مصراعيها ، رأت أمامها فتاه جمالها بسيط تجلس علي مقعد في ذلك الشرفه أمامها ، ذكرتها بنفسها قديما كانت تلك جلستها المفضله في بيت أبيها ، تجلس في شرفتها بصحبه إحدي الكتب وقهوتها ، اه قهوتها التي مر سنوات علي اخر مره أعدتها لنفسها 
ظلت شارده قليلا غافله عن تلك التي أمامها التي تتطالعها بأستغراب ، هي تعلم أن من يمكث في ذلك البيت هو يوسف ، من تلك الفتاه وتلك الملابس الباهظه التي ترديها ، ظلت تنظر إليها حتي شعرت صافي بأن أحد يراقبها ،  ابتسمت صافي ابتسامه بسيطه مصحوبه بأيماء رأسها وأغلقت النافذة ، وذهبت لكي تجلس علي الفراش تتمنه عوده زوجها قريبا
®_____________________®
بعيدا عن كل هذا وفي إحدي المناطق الصحراوية كان هناك ظلام حالك ، لا تستطيع أن تراه يداك حتي ، مضي أسبوعين علي وجوده في تلك الغرفه الذي لا يوجد بداخلها اي منفذ للضوء ، مربط الايادي في ذلك المقعد ، لا يعلم من يفعل به ذلك ، كل الذي يتذكره ، أنه كان يسير بسيارته لوجهه محدده وظهر من العدم سيارتين تهاجمه وانتهي به المطاف هنا ، بدون طعام دون ضوء ، دون نوم أيضا ، إذا غفت عينه يصتدم بوجه دلو مياه متلچ في ذلك البرد القارص ، يسمع اصوات رجال من حوله ، تهديد ، سخريه ، يشعر بوجود  فئران تقترب من قدمه دائما ، يصرخ بأعلى صوت ، يتوعد لهم ، يحاول التودد لهم لكي يطلقو سراحه ولكن لا فائده ، وعندما يشعر أحياناً بأنه روحه ستخرج من جسده ، يضعون له بقايا طعامهم وكأنه جرو عديم الفائدة ،ف فالنهايه لا يريدون موته بل تعذيبه وليس ذلك العجوز فقط ولكن هناك غرفه أخري بجانب تلك الغرفه يوجد به رجل في نفس عمره تقريبا يتعامل بنفس المعامله بل وأسوء قليلا حيث في خلال اسبوع أصبحوا هذيلي الجسد و أوجه شاحبه هالات من السواد محيطه حول أعينهم وكل دقيقه تمر تدهور حالتهم عن ذي قبل لا يعلمون ما تاريخ اليوم او حتي ما الوقت ، ولكن لن ينتظرون كثيراً ف وقت عقابهم اقترب )
®__________________________®
كانت تجلس في غرفتها تشعر بتلك الفراشات من حولها ، تشعر إن جدران تلك الغرفه لا تسع أجنحتها ولا فرحتها ، ظلت تردد ذلك السؤال في خاطرها هلي هذا شعور الراحه ، هل هذا هو الحب ؟
_ مرت ايام علي مقابلتها ل فارس الذي لم يمر دقيقه وهو يخبرها كم يحبها وماذا اكتشف عنها حينما كان يراقبها ، ما الذي تحبه وما الذي تكره ، ما الذي تفعله عندما تكون مشتته ، اكلاتها المفضله و الوانها ، حبها تجاه عملها ، شغفها وهي تتحدث عن حياتها مع والداتها والكثير والكثير حتي ظنت هايدي أنه لم يكن يراقبها خمس أشهر فقط بل عمرها بأكملها 
كانت تجلس علي فراشها وهي ممسكه هاتفها تفتح ذلك التطبيق ( الواتساب) تراسل فارس 
هايدي : في أي مفاجأت تانيه هتفاجأ بيها النهارده ؟
علي الناحيه الأخري كان فارس يقف في مطبخ منزله يرتدي بنطلون اسود رياضي و عاري الصدر و مبعثر خصلاته ويبدو علي وجهه التعب والارهاق ولكن تلك الابتسامة البسيطه التي ارتسمت عندما سمع صوت وصول رساله له من علي ذلك التطبيق وتلك النغمه مخصصه لها فقط ، أمسك هاتفه و في يديه الأخري كوب قهوته ودلف الي غرفته يتسطح علي الفراش ، يدقق النظر في كلمات تلك الرساله وكأنها كلمات غراميه وليس مجرد سؤال 
فارس : لو عليه أتمناه تكوني موجوده معايا عشان احضرلك كل يوم مفاجأه 
نظرت هايدي الي جوابه وكانت تشعر بالخجل من كلماته ومن رغبته في وجودها بجانبه ، ف حاولت تغير مسار الحديث 
هايدي : عامل ايه النهارده واخبار يومك ايه ؟
ابتسم فارس علي ردها وهو يشعر بوجودها جانبه الان ويري تدرج الحمره الي وجنتيها من الخجل ، حسنا سيجاريها في تغير الحديث
فارس : كان يوم متعب شويه ، بس الحمد لله خلص علي خير ، وانتي 
هايدي : روحت الشركه النهارده وحسيت اني مشتاقه للشغل أوي بس انا كنت مفتقده جنه معايا ، تفتكر أكلمها ؟
فارس : كلميها مش انتو أصلا اصحاب ؟
هايدي : هو الموضوع معقد شويه يا فارس ، بس جنه تبقي البنت اللي شهاب بيحبها ، والمفروض اني معرفش ده لحد ما اللي احنا فيه يخلص ، بس تعرف ايه اكتر حاجه مريحه في ايامي الفتره الاخيره 
حسنا مع تلك الجمله زاد الحماس بداخل فارس والان واخيرا سيستمع الي كلماتها المعسوله ولأول مره 
فارس : ايه هي ؟
هايدي : أن بابا مش موجود
تشنج وجه فارس من تلك الكلمات التي ألقتها في وجهه دون تفكير ، حقا هل وجود والداك هو من كان يؤرقك ، وماذا عني الرحمه يا إلهي 
تأخر فارس في الرد عليها ، شعرت بسخافه ما قالته فهو فعل الكثير والكثير لها منذ معرفتهم وهي كل ما تفعله أن تقول له شكرا ، لما كل ذلك التعب ، فحاولت إصلاح ما فعلته
هايدي : بس عارف يا فارس ايه اكتر حاجه خلت لايامي طعم و رجعت احب حياتي تاني
فارس بسخريه : اوعي تقوليلي عمك 
توالت ضحكات هايدي عند قرأتها تلك الجمله ، حسنا فهو كان مستاء من حديثها كما توقعت 
هايدي : لا ، أنت 
كان فارس يرتشف بعض من قهوته وعندما قرأ رساله هايدي وقف المشروب في حلقه مما أدي الي أن  يسعل بشده وعندما هدأ قليلا
فارس : أنا ! قصدك ايه 
هايدي : حياتي زي ما انت عارف ، مكنتش متوقعه أن هيجي يوم وشخص هيدخل حياتي وخصوصاً بعد ما اكون منفصله ، كنت مرتبه حالي أن هسافر وكمل الباقي من عمري لوحدي ، بس كل حاجه اتغيرت لما ظهرت 
شعر فارس بالتوتر وسرعه ضربات قلبه وهو يسألها ذلك السؤال : اتغيرت للأحسن ولا للأسوء ؟
ارتبكت هايدي من سؤاله ولكن اخذت تفكر في سؤاله جديا وكل ما توصلت إليه أنها تشعر بالراحه في وجوده بل وتريد أن علاقتهم تكون اكتر جديه وقرب أيضا تريده ،تريده نعم بكامل قواها العقلية والقلبيه أيضا تريده أن يكون زوجها 
هايدي : حياتي قبلك مكنتش حياه ولما قولتلك أن كل حاجه اتغيرت ف أكيد اتغيرت للأحسن ، انت جيت لونت ايامي بعد ما كانت مفيهاش غير اللون الاسود ، خليت طعم لايامي بعد المُر اللي دوقته لما ماما ماتت 
كان فارس ينظر بذهول الي الهاتف ، يخرج من المحادثه ينظر إلي اسم هايدي ومن ثم يدخل إليها مره اخري ، هل حقا هايدي هي من قالت ذلك ، ما بال قلبه يشعر وكأنه سيخرج من ضلوعه ، دائما يتريث في قراراته ولكن الآن لا يوجد بداخله ذره عقل
فارس : هايدي ، تتجوزيني 
لم تكن تلك المره الاولي الذي يقولها فارس ولكن تلك المره تشعر بالفرح لأنها أيضا تبادله نفس المشاعر 
هايدي : توعدني بإيه ؟
فارس : أوعدك بالأمان ، بالحب اللي هفضل اديهولك لاخر يوم في عمري ، أوعدك أن مهما حصل بينا هيفضل بينا ومش هسمح لاي حد يدخل بينا ، اوعدك اني هعوضك عن كل حاجه وحشه شوفتيها ، وأوعدك ان كل وعودي دي هتكون أفعال مش بس كلام
هايدي بفرحه : موافقه 
تنهد فارس بعد جوابها ، وهدأ ثوره ضربات قلبه واغمض عينه وكأنه يلتقط أنفاسه الأولي في الحياه ، هل حقاً ما أرداه بشده أصبح حقيقة وهو أيضا يريده ، لن يظل وحيدا باقي عمره سيكون عائله ، وسيشيب بجانب ما أرداه قلبه 
هل هذا هو شعور الراحه ، هل ذلك هو الحب ؟
®___________________________®
ساعه ، ساعتان ، أو ربما خمس ساعات مرو وهو يمشي في تلك الطرقات ، مشتت ، يشعر بغرابه ما يحدثه ، يتذكر أنه بالأمس كان ذلك الطالب الفاشل في الجامعه الابن الوحيد ل والداه والوريث لكل أملاكه ، كانت أيامه مغامره جنون ، سفريات لانحاء العالم ، يفعل ما يحلو له ولاصدقائه دون رقيب عليهم من عائلتهم ظن أن تلك هي الحياه وهكذا يعيش أيامه ، لكن في ليله وضحاها ، أصبح متزوج ممن تبغضه ، كل أملاكه ذهبت هباء ، ضاع من عمره عامين في السجن وعندما خرج لم يجد سوا بيت في إحد المناطق الشعبيه التي لم يخطر بباله قط أنه يمر منها ليس أن يقطن فيها وعمله بعدما كان رجل اعمال أصبح عامل تصليح سيارات ، يالسخريه الدنيا ، ف حياته انقلبت رأسا علي عقب ، حتي هو لم يعد ذلك الشخص الذي كان عليه منذ عامين ، يعلم أن الخطر حوله ويجب عليه المواجهه ، يعلم أن زوجته من تحملت الكثير من أجله واجله عائلته ، يعلم أن مكانها في بيتها محاطه بالأمان والاستقرار ولكن ويا لسخافه تلك الكلمه (ولكن) ولكن ماذا تواجه كل تلك الصعاب بمفردها ، تحاول بكل قوتها الفوز من جميع الأطراف
طرف املاك عمها التي لولاها لذهبت مع الرياح بسبب طيشه 
طرف عائلتها التي تحميها بكامل قوتها من خطر ليث
طرف آخر وهو زوجها ، التي تحاول حمايته وايضا كانت تتطمئن عليها وهو داخل السجن 
ماذا يفعل الان ، هل يذهب ل ليث ويقتله لكي يجعل الجميع يعيش بأمان ويذهب الي السجن مجددا
انتشله من أفكاره تلك صوت احتكاك إطار سياره تأتي باتجاه بسرعه جنونيه وقفت أمامه علي بعض سنتيمترات ، لم يأخد وقت كبير حتي يعلم هويه ذلك الشخص وكأنه خرج من مخيلته ليقف أمامه 
ليث : يااااه علي الصدف ، كنت لسه في بالي يا چو
يوسف ببرود : لعله يكون خير 
ليث : أنا وجودي ديما مرتبط بالخير ، بس مش لازم يكون خير ليك هو خير ليا 
يوسف : مزهقتش
ليث : من ايه ؟
يوسف : لعبه القط والفأر دي ، تعاله دوغري هنرتاح كلنا
ليث بتفكير  : فكره بردو كانت تايها عن بالي فين دي ؟
يوسف : أنا عذرك اصل حياتك كلها  زباله وعدم سلكان ، وأديني حطيتك علي الطريق ها قولي اللي عندك خلينا نخلص 
ليث بترقب : صافي 
يوسف بغضب  : بعينك (ثم سدد له كلمه قويه جعلته يختل في توزانه  ومن ثم أمسك تلابيب قمصيه ) اسمع يلا حظك اني مكنتش عارف الليله دي كلها من الاول ، ولا كنت اعرف اولك ايه واخرك ايه ، لكن مراتي لا فاهم ( ثم دفعه علي سيارته) بس انا ممكن أساعدك في حاجه
ليث : وايه هي ؟
يوسف : اخرجك بره البلد بعد عمليه التفجير 
حاول ليث يخبئ صدمته من معرفه يوسف حقيقته  وظل ينظر بلامبالاه له ، بينما يوسف كان يعطيه ظهره وهو يكمل حديثه : شوفت بقي أنا جيتلك دوغري ازاي ؟ أنا عارف اللي فيها يا .... والله محتار اقولك ايه ليث ولا محجوب ولا .....
ليث : هتخرجني ازاي ؟
ابتسم يوسف ابتسامه جانبيه وهو يخطئ اول خطواته لتحقيق مبتغاه : ازاي دي بتاعتي ، بس اللي عايزه منك التفاصيل 
ليث : انت فاكرني أهبل 
يوسف : لا لاسمح الله انا شايفك عبيط ، عبيط لما تدخل البلد وفي يوم وليله تعمل شركه تنافس بيها اكبر شركات البلد من غير ما حد يدور وراك ، شايفك عبيط لما تحوم حوالين عيله الاسيوطي اللي نص معرفها شغالين في أماكن حساسه في البلد وانت تستغفلنا من غير ما نعرف أصلك وفصلك ، بس اللي خلاني اتأكد من انك عبيط اوي بقي لما تلعب عليه انا ومراتي ، بس انا هنسا كل ده وهساعدك كمان عشان مشوفش وشك تاني طول حياتي ، ها قولت ايه ؟
ليث : قولت لا إله إلا الله
يوسف بسخرية : يا واد يا مؤمن ، فين إيمانك ده وانت بتقتل وتنهب وتسرق 
ليث ببرود : مش شغلك ، خلينا نتفق 
يوسف : خليني الاول اعرف التفاصيل
ليث : وماله ، اركب


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-