رواية بنت ليل الفصل الثالث3بقلم هدير سعيد
في صبيحة اليوم التالي استعدت ليل للذهاب للامتحان وجدلت ضفيرتها كالمعتاد ونزلت لتجد تلك السيارة الحمراء في انتظارها يجلس فوقها ايمن مبتسم يناظرها من بعيد صُدمت في بادئ الامر واستعدت للانقضاض عليه ان حاول الحديث إليها ولكنه لم يحاول قط بل قاد سيارته وسار خلفها فقط دون اي كلمة فقط نظرات كالسهام تتنقل بينا الاثنين تجمعت الفتيات ووجدوه خلفهم وكانت ليل قد ايقنت انها لن تسلم من السنتهم ان اخبرتهم انه يتبعها منذ الامس فتركتهم يظنون انه قادم خلف مروة كما يظنون
شهندة : عجبك البلوة دي هو هيفضل رايح جاي ورانا كل يوم بسببك
مروة : وانتي زعلانه ليه هو ماشي وراكي انتي ده جاي ليا انا ولا زعلانه عشان مش جايلك
كادت ليل ان تقهقه بعدما سمعت كلماتها بتلك الثقه ولكن تمالكت نفسها فخرجت ابتسامة ساخرة علي وجهها
سارة : بس مش ملاحظين حاجة ده ماشي ومابيحولش يبسبس ولا يتكلم ولا اي حاجة اومال ماشي ورانا ليه
مروة : يمكن مستنيكم تخفو ويكلمني قبل ماادخل المدرسة
شهندة : ليلتك طين لو فكرتي تردي عليه
مروة : ماهو يا انتي غيرانه انه واحد زي ده معجب بيا يا انتي سواد قلبك مش سامحلك تشوفني مبسوطه
شهندة : مايمشيش معاكي خايفه عليكي واحد زي ده راكب عربية زي دي وشكله ابن ناس اوي ممكن اي يعجبة في بنت صغيرة في ثانوي ومش من مستواه
مروة : الحب مايعرفش لا سن ولا مستويات
ليل لم تتمالك نفسها فضحكت حقا : انتي واثقه اوي كده ليه انه معجب بيكي انتي مش بواحده فينا احنا
مروة : بكرة تشوفي ياختي
سكتت ليل حتي لا ينكشف امر متابعته ايها ولكن ظلت تفكر هل الحب فعلا يمحي الفروق هل معجب بها حقا ام انها لعبة جديدة منجذب إليها كانت شاردة لم تنتبه ان هناك اتوبيس من هيئة النقل العام يتجة نحوها مباشرة فهي تاخرت في عبر الطريق ولم اركض كصديقاتها ولم تسمع إلي صرخاتهن وتفاجئت بيد تمسكها من ذراعيها وتجذبها للخلف ولم يكن خذا سوا ايمن بكل تأكيد
ايمن بصوت هادر : ايه مش شايفه كنتي هتموتي
ولكن تحت صدمتها وبعدما رأت الأتوبيس لم تنطق ببنت شفة كانت الفتيات قد عبرن إليها مرة اخري
شهندة : سرحتي في ايه مخدناش بالنا انك مش جنبنا كنتي هتموتي فزعتينا
مروة : لولا الاستاذ ايمن كان زمانك في خبر كان شكرا ليك
سارة : عندك حق كويس ان حضرتك لحقتها
كانت ليل تحت تاثير الصدمة فلم تنطق نهائيا
شهندة : انتي كويسه يابنتي سمعانا
اشارت ليل بوجهها نعم
شهندة : الحمد : لله يلا علي المدرسة
ايمن : انا ممكن اوصلكم
شهندة وقبل ان تقبل مروة : لاء شكرا خلاص فاضل خطوتين
واتجهت الفتيات الاربع للعبور مرة اخرة
*******
في احد الشركات الكبري الخاصة بمنصور الوزير
كان فريد يجلس خلف مكتبة يتحدث إلي احد الموظفين
الموظف : دي اوراق الصفقة كلها و منصور بيه وقع ناقص توقيع حضرتك وتوقيع حامد بيه عشان الشحنة تتحرك فالبحر
فريد : طب تمام سيبهم هراجعهم ويكون حامد بيه وصل توديهمله يمضي هو كمان
دق باب المكتب ودخلت بنان
فريد : تقدر تروح علي مكتبك
خرج الموظف
فريد : ايه يا احلي بنبونايه صباحك فل مش عادتك ياعني تجيلي علي المكتب
بنان بضيق : انت عرفت انه بابي هيكتب المصنع الجديد باسم ايمن لوحده
فريد: اه عرفت هو قال الكلام ده من مدة قبل ما يتفق اصلا علي شراء المصنع
بنان : ومقولتليش ليه
فريد : معرفش انك متعرفيش ومحستش انه الموضوع ممكن يضايقك كده
بنان : انا وانت اللي تعبانين مع بابي في الشغل وشايلين كتير احنا اولي من ايمن اللي حياته كلها سهر وشرب ودلع وسفر وما بيدخلش من باب اي شركة ولا مصنع منهم
فريد : ومنصور بيه عمرة ما انكر ده وكاتب حاجات كتير بأسمك وهو كان هدفة تقليل ضرايب المجموعه مش اكتر
بنان : كان كتبة باسمك مش اسم ايمن
فريد : علي اساس ايه اني ابن شريكة وخطيب بنتة اكيد ابنة اولي متكبريش المواضيع يابنان واصلا لو منصور بيه الصبح قرر يبيع المصنع هيبيع ماتنسيش انه ممضيكي انتي واخوكي علي توكيلات عامة للبيع عشان مافيش صفقات تقف علي غياب حد فيكم
بنان : عاوزاك تقرب من بابي اوي يا فري خليك انت دراعه اليمين ماتسيبش ايمن بفشله يدخل يخرب الدنيا
كان فريد متعجب من كراهية بنان لشقيقها ولكنه لم يعلق فكلم تحدث بهذا الامر ثارت ثائرتها وانتهي الأمر بينهم بالخصام اما بنان فقد صمتت وهي تتذكر طفولتهم وكم كانت تمقت تدليل ايمن المبالغ فيه من بكينام هانم ولم تكن تعير بنان اي اهتمام ولما تهتم بها فلم تكن ابنتها علي اي حال
*******
انهت ليل الاختبار وخرجت هي والفتيات من المدرسة وكما هو المتوقع وجدن ايمن بأنتظارهن اتخذن طريقهن وهن يتعجبن فعلة وخاصة عدم محاولته للحديث إلي اي منهم وتفرقن وذهبت كل منهن إلي منزلها وعاد هو من حيث اتي وبعد ان صعدت ليل إلي منزلها بقليل دق الجرس خرج مصطفي ليفتح الباب ليجد عمته
العمة : اهلا يا ولد الغالي
مصطفي ازيك يا عمتي ازيك يا عامر ازيك يا مريم
العمة اومال فين امك واخواتك
مصطفي : جوا يا عمتي ادخلي يا ماما يا ماما عمتي جت
خرجت : صفاء ام ليل من الدخل اهلا بام عمران ازيك ازيك يا عامر ازيك يا مريم اومال فين ابو عمران وعمران وفاطمه والله ليكم واحشه
العمة : وانتي كمان يامرت اخويا عاملة ايه
صفاء : الحمد لله بخير والله
العمة اومال فين باقي العيال
في اثناء خروج ليل من المطبخ انا اهو يا عمتي ازيك عامله ايه
العمة : اهلا اهلا بالعروسة عاملة ايه خلصتي امتحانات ولا لسه
ظنت ليل و صفاء انها تقصد ان ليل قد كبرت فلم يعلقن
ليل : لاء لسه فاضل مادتين واحدة الاربع وواحده السبت ان شاء الله
العمة علي خير ان شاء الله
ليل : وحشاني يامريم والله اوي بقالي كتير مشوفتكيش تعالي اقفي معايا فالمطبخ حبة ونرغي يوا علي ما اخلص الاكل
مريم : وانتي كمان وحشاني بس مكنتش عارفه اجي مكنتش متخيلة اني ممكن ادخل وما القيش خالي فالبيت
صمت الجميع في حزن لثوان ومن ثم ردد الجميع الله يرحمه
عامر : اومال محمد فين
مصطفي : نزل يجيب شوية طلبات للبيت وزمانه جاي تعالي ندخل الأوضة احنا لحد ما يجي
صفاء : قومي يا ام عمران عشان ترتاحي وتغسلي وشك من تعب الطريق وتغيري هدومك علي ما ليل تخلص الغدا
العمة : علي قولم الطريق كان واعر جوي الواحد كل عضمة وجعه
صفاء : سلامتك
العمة : الله يسلمك
*******،
كانت مروة قد دونت رقم هاتفها المنزلي في ورقة وقذفت به تحت قدمي ايمن وقد رأها والتقطه فاطمئنت انه سيتصل ظلت تجوب منزلها ذهابا وايابا وتحوم حول توقعت ان يتصل بها في اي دقيقه وتخشي ان يجيبه احد غيرها فتحدث مشكلة فلم يكن في ذلك الوقت قد انتشر الهاتف النقال كل هذا الانتشار فكان.يمتلكة الاباء فقط او الابناء العاملين فالاسرة في اغلب الاسر لغلو ثمن الهاتف والخط في تلك الاوقات كلنا رن الهاتف وجدت احد الجارات او خالتها علي الشاشة قذفت السماعه إلي امها في ملل حتي اتي ذلك الاتصال المنتظر فحينما وجدت رقم هاتف نقال عرفت انه ايمن مؤكدا فمن سيتصل من هاتف نقال إلي خط ارضي في مثل ذلك الوقت الا هو
مروة : ألو
ايمن : الو
صمت لثوان ومن ثم قال ايمن مستفسرا مروة معايا
مروة : ايوة ازيك يا استاذ ايمن
ايمن : استاذ ايه ايمن بس عامله ايه
مروة وكاد قلبها يقف من شدة دقاته : الحمد لله وانت عامل ايه انا قولت مش هتتصل
ايمن : لاء بس انا بعد ما سيبتكم ريحت شوية وبعدين خلصت مشوار ورايا وانا راجع قولت اكلمك وبصراحة حركة حاوة موضوع رقمك ده بس هو انتي ليه مابتقفيش تكلميني
مروة : البنات مهددني يقولو لماما لو وقفت وماما لو عرفت هتبهدلني
ايمن : انتي مختلفه عنهم فعلا هما لسه مقفلين اوي
مروة : بالذات شهندة وليل مقفلين جدا
ايمن في نفسه ليل اهذا هو اسمها انها جميل ويشبهها في سمرتها وهدوئها و رقتها فهو من محبي الليل وقمرة ونجومه ولولا انه لن يراها الا نهارا لما خرج من منزلة الا فالمساء ليعود من شرودة علي صوت
مروة : الو الو انت هنا ولا فين
ايمن : اه معاكي معلش
مروة : طب انا هقفل دلوقتي عشان ماما لو سمعتني هتبهدلني وهاخد رقمك وابقي اتصل بيك من اي سنترال بره
ايمن : ماشي مستنيكي
واغلق كلايهما
******
في منزل ليل مرة اخري واثناء جلوسهم امام التلفاز بعد انتهاء الطعام
صفاء : منورانا والله يا ام عمران الله يقطع الورث وزعل الورث اللي كان مانعكم عننا
العمة : احنا مش اكلين حقوق يا مرت اخويا بس احنا بنحافظ علي مال العيال لحد ما يكبرو وياخدوة بدل ما يضيع هنا وهناك
محمد بتهكم : ويموتو من الجوع لحد ما يكبرو بقي عشان انتو شايفين اننا صغيرين
صفاء : عيب كده يا محمد ماتدخلش في كلام الكبار
اللي حصل يا ام عمران الحمد لله معاش ابويا ساترنا ربنا ما يحوجنا للعباد مش هنفتح فالقديم ياليل فين الشاي يا حبيبتي
كادت العمة ان تنفجر بهم ولكنها تذكرت ما قد اتت من اجلة فلن تفتعل معهم خلاف الان فبتسمت وقالت تقلي الشاي ياليل ياحبيبتي مابحبوش خفيف
