رواية فارس ظلمتي الفصل الخامس5بقلم اسماء الطبلاوي


 رواية فارس ظلمتي الفصل الخامس5بقلم اسماء الطبلاوي


(ما زال فارس يقف غاضبا ملوحا بيده لشمس بعد سيل المفاجات الذي يتعرض له منذ ان قابلها ليتوجه فارس ناحيتها مره اخرى قائلا..) 

فارس: بره لما انتى قولتى عني جوزك.. حسيت ان في حاجه غلط علشان كده سكت خصوصا بعد كلام عمك المستفز وانه حاول يضربك كمان...... اتضايقت وفوق كده خليتيني اوقع التوكيل الزفت ده غصبا عني وسكت علشان ما حدش يشك في كونى جوزك وكده.... بس لحد مأزون وجواز وحب وعبط.... انا اسف مش لاعب... انا راجل وراجل اوووي كمان ومش لعبه في ايد اي حد ولا حتى حضرتك فاهمه ولا افهمك اكتر...

( تدخلت حسنيه في الحديث لتحاول ان تهدئ من غضب فارس مدافعه عن شمس قائله......

حسنيه: يا ابني ربنا يهديك وافق ده شمس بنت حلال وغلبانه والله وعمها لو عرف انها كانت بتضحك عليه ومش متجوزاك هيوريها ايام سودا ده مش بعيد يقتلها وياخد كل حاجه منها حاول تقدر موقوفها شويه... انت باين عليك راجل شهم وابن حلال واكيد مش هتسيبها في ازمه زي دي لوحدها....

(نظر لها فارس وهو ينفخ بضيق ولكن باحترام لها فهي في سن والدته ليقول...

فارس: واستاذ شادي ما يتجوزهاش ليه ما هو ابن عمها و اولى بيها بردوا مني.

(حينها تقدم شادي منها وهو يحاول ان يشرح له ابعاد الموقف ليقول.... 

شادي: يا فارس شمس عمرها ما كانت بالنسبه ليا اكتر من اخت ما احبش حد ياذيها او يجي عليها ابدا ولولا اني عارف بابا كويس ما كنتش سمحت بالوضع ده ابدا ولا كنت سمحت انك تقف وتتكلم كده عنها برغم اني عاذرك.... 

(فتح الباب فجاه تحت انظار فارس المصدومه للمره المليون في ذلك اليوم فينظر لمن دخل قائلا بصدمه....

فارس: ماما وانتى كمان انتوا ايه اللي جابكوا هنا.. فهموني. 

شمس موضحه: انا اللي جبتهم يا فارس ده قرار مش سهل ولازم يبقى لاهلك رايي فيه.

( انفجر فارس غاضبا بوجهها ليقول: يعني اقتلك دلوقتى ولا اعمل فيكى ايه انا عمري ما حد عمل معايا كده ولا كان يتجرا ياخد عنى كميه القرارات اللي انتي اخدتيها دي جايبالي اهلي انتى شايفاني قاصر ولا  شايفاني مش راجل... عيل قدامك  انا... 

(هرولت شريفه لتقف بالمنتصف بين فارس وشمس لتقول...

شريفه: فارس اهدا شويه محدش قال انك عيل ولا قاصر وبعدين هو انت هتكبر على امك ولا ايه...من الاخر شمس طلبتني وقالت انها محتاجاني وانا جيت وبصراحه انا موافقه على الجوازه دي واختك كمان..

فارس باندهاش: انت بتقولي ايه يا ماما ازاي تسمحي بالمهزله دي عليا.. 

(لتنطق شمس مره اخرى برغم رعبها من نبرة صوته لتقول... 

شمس: يا استاذ فارس ولا مهزله ولا حاجه مش مقصود كده خالص.. ده هيبقى جواز صوري مش مطلوب منك اي حقوق ولا واجبات جواز على ورق يعني..

شريفه: شمس ما توضحيش حاجة... فارس انا قولت انا موافقه على الجوازه وخلاص خلصنا لما اشوف بقى يا فارس لو كنت هتصغرني ولا لا...

( وقف امامها فارس بعيون راجيه ان تغير رايها ليقول)

فارس: انا عمري ما اصغرك ابدا يا ماما بس اللي انت بتعمليه ده انا وانت هنندم عليه بعدين صدقيني..

شريفه بثقه: وانا اضمنلك انك عمرك ما هتندم على قرارك ده والايام بيننا ولو ليا عمر هفكرك بكلامي..

( لينفخ فارس بقلة حيله وصبر ليقول..

فارس: اووووف سيبوني طيب افكر يومين ثلاثه وارد عليكوا بعدين.. 

شمس باندفاع: ما ينفعش يا استاذ فارس عمي فاهم ان احنا كتبنا كتابنا خلاص النهارده يبقى لازم نكتب كتابنا بتاريخ النهارده الا لو عايزنا نزور بقى... لان عمي مش غبي وانا واثقه انه هيطلب يشوف القسيمه..

فارس: لا اله الا الله... يعني حتى مش من حقي اني افكر في الموضوع ده انتى ناقص تقدميلي الشبكه ويطبلولنا دوم تا تا تك تك دوم تك تك....

( ظلت الاجواء مشحونه فتره من الوقت يحاول الجميع اقناع فارس بتلك الزيجه وهو يحاول اقناعهم بعدم موافقته او على الاقل بتركه يفكر ولكن دون جدوى وبعد وقت طويل من المحاولات لاقناع فارس بهذه الزيجه رضخ اخيرا لراي الاغلبيه ولكنه صمم على نص بعض الشروط ليقول)

فارس: اسمعي بقى يا حلوه الشروط اللي انا هاقولهالك واللي لازم تنفذيها بالحرف..
اول شرط انك تسمعي كلامي في كل كبيره وصغيره بدون نقاش
ثاني شرط ان الجواز ده يفضل سوري وعلى ورق وبس انا مليش في جو الحب والتلزيق ده
ثالث شرط تحترميني قدام اي حد وتحفظي مكانتي سواء بقى كزوجك او كشخص اصلا.
رابع شرط وده الاهم لو متجوزاني عشان تحافظي على مالك زي ما قولتى عشان عمك ما يسرقكيش لا مؤاخذه يا شادي...يبقى  اياك تمضى على اى  ورقه من غير ما يبقى عندي علم بيها انا كده خلصت كلامي رايك ايه بقى في الكلام ده.

( ظهر على وجه شمس شبح ابتسامه خفيفه فهي تعلم بماذا يفكر لتقول..

شمس: طيب زي ما عندك بقى شروط انا كمان عندي لو وافقت عليها فانا موافقه على شروطك.. 

(فارس بندهاش من تلك الجريئه التي اوقعته في كل هذا ولا زالت تملي عليه شروطها ايضا لا ينكر انه معجب بعقليتها ولكن شعوره العارم بالغضب منها ازاح كل ذلك الاعجاب فى جيب مخفى من ثنايا عقله لينظر لها قائلا.

فارس: انتى كمان هتشرطي.. امممم ماشي اتفضلي سمعيني وعلى حسب اللي هاسمعه اوافق ولا لا..

شمس مبتسمه: اولا انك تدي لراي اهتمام زي رايك تمام وتفكر فيه قبل ما تلغيه.
ثاني شرط زي ما هحترمك قدام اي حد واحفظ كرامتك ومكانتك بردوا تعمل معايا نفس الشيء.
ثالث شرط تبقى عيني اللي باشوف بها في كل مكان وفي كل وقت يعني ما فيش شرده ولا ورده تخفي عني.
رابع شرط وده الاهم انك لازم تعيش معايا هنا انت واهلك وبدون اعتراض  لانى عارفه انك هتعترض..
اصل ده اهم شرط وده كان سبب اصراري على التوكيل اللي عملته ليك علشان ما تحسش انك عايش عالة عليا باي شكل خصوصا انك هتبقى ماسك كل الشغل وده مش معناه خالص اني بستعر اعيش معاك في بيتك المتواضع بالعكس انا لو في وضع تاني غير ده هعيش معاك حتى لو في عشه بس للاسف لو انت ما فضلتش معايا هنا انت واهلك كاصحاب بيت مش ضيوف يبقى ولا كاننا عملنا حاجه انا كده قلتلك اللي عندي والمفروض دلوقتى تقرر هتعمل ايه..

( كانت هناك حرب هوجاء تدور بداخل عقل فارس ما تلك المراه لقد خططت لكل شيء واخذت بداخل عقلها قرارات وشروط وقامت بتحليل الشروط قبل ان تمليها عليه لتضعه في موقف لا يحسد عليه لينظر لها بنظره غضب لا تخلى من قليل من الاعجاب بتلك العقليه ليقول..

فارس: يعني انتى بتقوليلي شروطك وبتحلليها كمان علشان ما يبقاش عندي فرصه ان اعترض صح.. خلاص تمام انا موافق بس خليك فاكره انى كنت رافض..

شادي بسعاده: اوووووف اخيرا طيب كده تمام يلا يا شيخنا اكتب الكتاب وعلى الجواب بسرعه قبل ما يرجع في كلامه..

(و بالفعل بدا الماذون في كتب كتاب شمس وفارس وقام شادي بمحادثه قصيره مع فارس على انفراد لا يعلم احد ما فحواها ليقول فارس لشادي في نهايه الكلام..) 

فارس: خلاص يا شادي انا هحط الموضوع ده في عين الاعتبار اكيد واطمن على شمس وخليك عارف انى مهما جيت عليها بالكلام عمري ما هأذيها افتكر كده كويس... انا بس اضايقت من اللي انتم بتعملوه و اتفاجئت وانا عمري ما حد عمل معايا كده..

شادي: وانا لولا اني عارف انك راجل بجد ما كنتش طلبت منك تتجوزها او قلت لك على اللي قلتهولك ده لان الموضوع ده بالنسبه لشمس خط احمر على فكره هي حساسه جدا...

فارس: وانا هراعي النقطه دي ما تقلقش.

( كان الجميع يحاول رسم الابتسامه على وجهه بينما كان هناك شخص واحد سعيد بالفعل بهذا الارتباط وهي والدة فارس فهي لديها اسبابها الخاصه التي لا يعلمها احد غيرها....
وبالفعل تم نقل جميع اغراض فارس ووالدته واخته الى منزل ال مهران حيث اعدت دادا حسنيه غرفتان لشريفه وسكر في نفس الدور الذي توجد به غرفه شمس وفارس بناء على طلب من شمس وقامت حسنيه بنقل جميع اغراضها من الغرفه الملحقه بغرفه شمس لغرفه اخرى صغيره بجوارها نظرا للظروف الجديده.... 
وفي غرفه شمس جلست على السرير تنتظر ان ياتي فارس وما ان انفتح الباب ودخل حتى وقفت شمس تقول بابتسامه على وجهها...)

شمس: فارس قصدي يا استاذ فارس هما ناموا خلاص..

فارس: ايوه ناموا خلاص.. على الله يقدروا يتعودوا على الوضع الجديد.

شمس: ان شاء الله هيرتاحوا هنا بس على فكره انا مبسوطه اووي..

فارس باندفاع: طبعا لازم تبقى مبسوطه مش عملتي كل اللي في دماغك وخليتى امي تفرض عليا قرار انا رافضه لاول مره في حياتها انبسطى براحتك.. 

شمس بحزن: على فكره ده ما كانش قصدي انا مبسوطه علشان بقى في حد جنبي وفي حياتي بيخاف عليا ومبسوطه اكثر علشان ربنا عوضني بماما شريفه بدل ماما الله يرحمها... 
هو انت ليه كل كلمه بقولها بتفهمها بالعكس وبتزعقلي..

فارس: بت انتي انا دماغي مقلوبه من الصبح يوم من اوله مهبب ومضغوط.

(شعرت شمس بحزن شديد من ما قاله فارس لتضع يدها فوق موضع قلبها بألم من كلامه كانت ستصمت ولكن هذا ليس طبع شمس فهى ان لم تجيب حتى لو بالقليل لا  ماتت خنقا بكلاماتها لتقول..)

شمس: على فكره حتى لو جوازنا صوري وعلى ورق زي ما احنا متفقين ما فيش بنت في الدنيا تحب تسمع عن يوم فرحها انه يوم مهبب زي ما قولت.. بس انت عندك حق يمكن انا جيت عليك بزياده تصبح على خير يا استاذ فارس...

( انهت شمس كلامها وتوجهت باتجاه الغرفه التي كانت تنام بها حسنيه الملحقه بغرفتها الكبيره ليوقفها صوت فارس القوي قائلا)

فارس: على فكره ما كانش قصدي يووووه.. طب انتى رايحه فين دلوقتى

شمس بدموع تحاول ان تخفيها: قصدك ولا لا مش فارقه خلاص كلمه واتقالت انا داخله انام هنا..

فارس: لا...انا مش عاوز الخبطلكوا الدنيا.. تعالي نامي في سريرك وانا هنام هناك.

شمس باعتراض: لا ولا يهمك..انا اما كنت صغيرة كنت بنام هنا لان دى كانت اوضة بابا وماما... وبعدين اصلا انا خليت داده تحطلي فيها كل حاجتي تقدر تعتبر دي اوضتك من النهارده وانا قبل ما ادخل هنا هابقى اخبط اول على الباب من ناحيتي حتى لو مش هبقى شايفاك بس ده الذوق تصبح على خير..

فارس باختصار: وانتى من اهله..

(شعر فارس انه يجب ان ينهي الحديث معها تلك الليله لانه لا يضمن محتوى الكلام الذي سيتفوه به ان استمروا في النقاش ليتحدث مع نفسه بعد ذهاب شمس قائلا:...) 

فارس: هو ايه اللي انا نيلته ده كان لازم اخد بالي من كلامي شويه بردوا طالما وافقت يبقى لازم التزم حدود الاحترام معاها على الاقل.. 

(بينما هناك شمس في تلك الغرفه الصغيره تجلس فوق الفراش تضع يدها على قلبها وتبكي فاجمل ليله في حياه اي بنت والتي كانت تنتظرها تحولت الى ذكرة سيئه في حياتها... بدلت شمس ملابسها بعد عناء طويل فكم تفتقد وجود دادا حسنيه بجوارها انتهت شمس ثم القت بجسدها المتعب فوق الفراش مغمضه الاعين تدعوا الله قائله..)

شمس: يا رب ريحني يا رب وحنن قلب فارس عليا وعدي الايام دي على خير..

( ثم استسلمت لنوم عميق دامعه الاعين مجروحه الفؤاد.. ولكن عند فارس كان لا زال مستيقظا يفكر في احداث ذلك اليوم الغريب فوجه يده للاعلى داعيا الى الله قائلا..)

فارس: يا رب ريحني يا رب و رجع لشمس نظرها علشان ما تتظلمش وعدى الايام دي على خير..

(و كأن الله الف بين قلوبهم  دون حتى ان يتفقوا يدعون في نفس الوقت ونفس الدعاء فكم كانت قلوبهم صافيه و نظيفه..

( وفي احد الملاهي الليليه حيث الاضاءه الصاخبه والموسيقى المرتفعه الى عنان السماء بين كل السكارى من شباب وبنات في ذلك المكان الذي يعج بالمحرمات والخمور والرقص كان شادي يرقص مع فتاه وهو يترنح مخمورا فتقدمت منه تلك الفتاه وطبعت قبله على فمه قائله بدلع..)

  الفتاه: هااا يا شادي هنروح عندك ولا عندي..

  شادي: لا عندي ولا عندك ولا عند الجن الازرق انا هقوم اروح احسن..

الفتاه باستغراب: كده بدري بدري ده من امتى الانضباط ده ما انت بتسهر على طول  يا ديدوو.. 

شادي بغضب: جرى ايه يا روح امك ما تتعدلى يا بت.. طالما قلت همشي يبقى همشي ما تلوكيش كتيرر..

(طلب شادي الحساب ثم مضى على الشيك الخاص بالمبلغ الكبير الذي قام بانفاقه في هذا المكان ثم توجه الى سيارته عائدا للمنزل فركن السياره بشكل عشوائي دون ان يصفها... ودخل الى المنزل في هذه الاثناء كانت سكر تجلس في بهو المنزل تنجز بحث خاص بجامعتها عندما رات شادي يدخل للمنزل فوقفت تلملم اوراقها سريعا لتذهب الى غرفتها فاوقفها صوته قائلا..)

شادي: اهلا اهلا بالجميل على فين العزم كده.. 

سكر: لا حول ولا قوه الا بالله نعم عايز الساعه دي..

شادي باندفاع: عايز اقولك انك انتي السبب.. انتى السبب في اني راجع بدري كده وانتى السبب في اني مش عارف احط ايدي على واحده من ساعه ما شفتك والسبب في اني مش عارف اركز في اي حاجه هو انتي عايزه مني ايه بالضبط..

سكر بعدم فهم: هو انا عملت لك حاجه يا ابني ما انت فاشل وزي الفل اهو حد كلمك ما تفوق لنفسك..

شادي وهو مخمور ويترنح: حتى لو انا فاشل يبقى انتى السبب بردو ليه ما جتيش من زمان.. ها ليه.. 

سكر باستفهام: اجي فين يا عم انت ما تعقل بقى انا مش فاهمه انت بتتكلم عن ايه اصلا..

شادي: بتكلم عنك انتي.. ايه تعملي العامله وتعملي نفسك مش فاهمه.. بقولك ايه.. تعالي في حضني تعالي هاتي حضن.. 

تعليقات



<>