أخر الاخبار

رواية لحم ني الفصل الخامس والعشرون25الاخيربقلم ميمي عوالي



  رواية لحم ني الفصل الخامس والعشرون25الاخيربقلم ميمي عوالي


ممدوح : من غير ماتتكلمى يا حبيبتى انا حاسس بيكى ، فقلت اخدك معايا و اهو بالمرة اعوضك عن شهر العسل اللى انضرب ده
اميرة : ايوة بس تفتكر ماما مش هتضايق اننا هنسيبها لوحدها 
ممدوح : مش هتبقى لوحدها ماتقلقيش ☺️
اميرة باستغراب : تقصد ايه
ممدوح : غادة وعدتنى انها مش هتسيبها وقت سفرنا 
اميرة : ايوة ، بس انا اقصد انها كانت عاملة حسابها انى هفضل معاها
ممدوح : ماتشغليش بالك انتى بالحكاية دى و عموما لو مكسوفة منها انا هقول لها اكيد و هتفهم ان الحكاية بعيد عنك .. ها مبسوطة 
اميرة : الا مبسوطة ، كفاية اننا مش هنبعد عن بعض
ممدوح : ربنا مايجعلش فى بعد ابدا
عن العرسان التلاتة 💃💃💃
بعد ما سامى عزمهم كلهم على الغدا و خلصوا اكل ، و كل واحد كان قاعد مع عروسته فى خصوصية شديدة ، سامى رجع لمهم حواليه من تانى عشان يتكلموا مع بعض
سامى : ها يا اولاد اتفقتوا على ايه
ابراهيم : لسه ما اتفقناش على حاجة
ناجى : انا اتفقت 
سامى : ها اتفقت على ايه
ناجى : انى عاوز اكتب الكتاب 
سامى : حقك ، اهو اخوها قدامك اهو
ابراهيم : انا ماعنديش مانع ، بس لازم رأى ماما و ممدوح
ناجى : اكيد طبعا هكلم ممدوح و اشوف معاه
سامى : طيب .. انا حبيت اقوللكم انى اتفقت مع حياة ان جوازنا بعد شهر من دلوقتى ، و طبعا يا ابراهيم مراتك هتبقى ضيفة عزيزة عندى لحد مانت تشوف ظروفك و تدبر احوالك 
ابراهيم حس ان نورا اتكسفت و حس انها مش موافقة على الكلام ده خصوصا لما قالت : لا طبعا ياريس ، طب و انا اجى معاكم ليه ، انا هفضل فى البيت عادى لحد ما ربنا يعدلها 
حياة باعتراض : و انا عمرى ماهقدر اسيبك ابدا لوحدك يا نورا ، و اخاف لا رفعت يوز عقله و يرجع يضايقك من تانى 
نورا بانتباه : ااه صحيح هو حصل معاه ايه بالظبط 
سامى : اكيد مش هنحبسه يعنى ، بس هنظبطه يومين و نخرجه و هو فاهم كويس اوى انه يوم ما يوزه شيطانه انه يعمل حركة كده و اللا كده … هيبقى نتيجتها ضياع بقية عمره مسجون 
نورا بان على وشها الزعل ، فحياة قالت لها : اوعى تزعلى ، انتى ماعملتيش فيه حاجة ، هو اللى عمل كل حاجة ، بس بما انه هيخرج .. فمش هبقى متطمنة عليكى و انتى لوحدك 
ابراهيم : و مين بس اللى قال انها هتبقى لوحدها
حياة : تقصد ايه
ابراهيم : اقصد انها هتبقى معايا ، يوم ما انتو هتتجوزوا هيبقى يوم فرحى انا كمان على نورا 
سامى : قررت هتقعدوا فين 
حياة : انا شقتى …
ابراهيم قاطعها و قال : لأ 🙄 .. انا هشوف شقة ايجار جديد على ماشقتى تجهز 
حياة : طب ماشقتى موجودة 
ابراهيم بحزم : حياة .. سيبينى براحتى ، انا هاخد شقة صغيرة لمدة سنة و هفرشها على اد مساحتها و امكانياتى و لما تبقى شقتى تجهز ان شاء الله و ننقل نبقى نشوف ايه ناقصنا و نجيبه
نورا : انا مع ابراهيم يا حياة ، و اصلا انا كمان مش بحب البهرجة و لا الزحمة ، نجيب حاجات سيمبل و حلوة و الاساسيات و بس ، مابقاش حد عنده امكانيات دلوقتى للبهرجة 
علية : و الله و انا من رايك يانورا ، انا واحدة من الناس شايفة ان معظم حالات الفشل فى الزواج الحديث هى البهرجة الزايدة فى الجهاز ، يقعدوا يضغطوا على نفسهم و ياخدوا قروض و يتداينوا عشان يجيبوا حاجات احتمال اصلا ما يستعملوهاش ، بس بيجيبوها منظرة ، و النتيجة ديون و ضغط عصبى و حصار نفسى بيأدى لفشل العشرة فبيتطلقوا 
ناجى بمرح : هو انا حبيتك من شوية ايه الحكم دى 
ابراهيم بسماجة : بس يا بابا ، اما تبقى مراتك ابقى قول لها الكلام ده ، انما دلوقتى فى ادب ، و لما تحب تقولها كلمتين زى دول مرة تانية تجينى هنا و تقدملى طلب و تحط طابعين و دمغة 
ناجى : انت بتغيظنى ، ماشى انا اهو و انت اهو ، و هكتب عليها الاسبوع ده 
سامى بضحك : اول مرة اشوف لك مالكة يا ناجى 
ناجى بامتعاض : انت شمتان فيا 
سامى باستنكار مرح : اعوذ بالله يابنى ، اللهم لا شماته .. بس انا شمتان الصراحة 😝
ناجى بص لعلية لقاها بتضحك ، فقال لها باستنكار : حتى انتى كمان .. ماشى 
و راح مطلع تليفونه و اتصل على ممدوح و يا دوب ممدوح قال الو ، ناجى قال له : جوزنى اختك يا ممدوح ، و قبل ما تسافر 
ممدوح بذهول : هو فى ايه اللى حصل 
ناجى باستنكار و هو بيبص على سامى و ابراهيم بغيظ : فيه ان اخوك و عمى عمالين يغيظوا فيا و يضايقونى عشان هم كتبوا و انا لا ، و كمان هيتجوزوا كمان شهر و انا لسه محلك سر
ممدوح ضحك و قال : يا ابنى مش احنا اتفقنا انى بعد ما ارجع من السفر تكون ….
ناجى بقلة صبر : لما ترجع نعمل الفرح ، لكن دلوقتى انا عاوز اكتب 
ممدوح : طب علية رايها ايه
ناجى بابتسامة عريضة : انا و علية و ابراهيم موافقين 
ممدوح صحك جامد و ضحك اكتر لما سمع ضحك اللى حوالين ناجى فقال : حاضر يا ناجى هاخد راى ماما و هرد عليك ، بس مبدأيا ان شاء الله خير
ناجى بسعادة : يعنى اغيظ الناس دى براحتى 
ممدوح : غيظهم و طلع لهم لسانك كمان 
ناجى قفل مع ممدوح و قال لهم : ممدوح وافق و هنكتب ان شاء الله قبل ما يسافر 
ابراهيم شد علية فى حضنه و قال لناجى بكيد : و لحد يا حبيبى ما ده يحصل تقدملى الطلب اللى قلتلك عليه 
سامى بتحذير لابراهيم : خد بالك .. انا ناجى يخصنى و ممكن اخلى حياة تسحب نورا حالا
ابراهيم زق علية بتهريج و هو بيقول لها باستنكار مرح : انتى ايه اللى جابك هنا .. ماتقعدى جنب خطيبك من سكات 
بعد يومين بالظبط كانت حفلة جميلة فى بيت دولت اتلم فيها كل الحبايب و انضملهم شاكر والد اميرة و كمان غادة و احمد و والدته اللى كان بقالها زمن مابتتحركش من البيت ، بس غادة شجعتها انها تخرج و تشوف الناس و الشارع ، و كمان شهد و سيف 
و انكتب كتاب علية و ناجى وسط سعادة الكل و تم تحديد الزفاف للكل بعد رجوع ممدوح من السفر و اللى كان بعد حوالى شهر و كام يوم 
بعد خمس سنين من كل الاحداث دى ، فى بيت محمود .. كان محمود قاعد فى الصالة بيراجع شوية اوراق ، و سمع صوت مسعد و هو بيزوم ، فساب اللى فى ايده و قام دخل له اوضته اللى كان نايم فى سريرها و متغطى 
مسعد بقى قعيد الفراش بعد جلطة شديدة فى المخ اتعرض لها من سنتين فاتوا سابت اثرها على ايده و رجله اليمين ، شلل نصفى ، جاله بعد ما كان حاول انه يتجوز واحدة من عندهم من الحتة ، لكن لما اتقدملها سمعته كلام كتير قدام الناس عن انه عاطل و طول عمره كان عايش على قفا مراته و بنتها ، و قالت له انها ماعندهاش اى استعداد انها تتجوز واحد و تصرف عليه بدل مايصرف عليها 
و طبعا الحقيقة بتوجع و بتعلم و خصوصا انه حس من عينين الناس اللى كانت موجودة انهم عارفين كل الكلام ده و فاهمينه كويس من غير ماحد يتكلم 
و حصل له اللى حصل ، و كمان اثر على حالة النطق عنده ، كان بيتكلم ، بس ببطء شديد جدا ، و محمود جابله ممرض يبقى جليس معاه فى البيت ، لكن طبعا الموضوع كان مأثر جدا على حالة مسعد النفسية خصوصا انه كان طول عمره عايش بنظام الحاكم بأمر الله
محمود دخل لمسعد و قال له : مالك يا بابا .. انت عاوز حاجة 
مسعد ببطء شديد : عاوز اطلع برة زهقت من الرقدة 
محمود : طب اصبر ربع ساعة بس يكون زكى وصل ، عشان يشيلك معايا
مسعد باعتراض : لأ .. دلوقتى
محمود : يا بابا ، المرة اللى فاتت وقعت منى و كنت هتتأذى و الدكتور نبه عليا انى ما اكررهاش ، اصبر .. زكى راح يجيبلك الحاجات اللى ناقصاك و زمانه جاى على طول ، عشان كمان نغيرلك هدومك قبل ما شهد و جوزها يوصلوا .. جايين يشوفوك
مسعد باعتراض : مش عاوز اشوف حد ، الكل شمتان فيا ، كلهم جايين يشمتوا فيا 
محمود بصبر : ماعاش و لا كان اللى يشمت فيك يا بابا ، مين بس اللى ممكن يشمت فيك و اللا فى المرض
قبل ما مسعد يرد على محمود سمعوا دوشة كبيرة اوى فى الشارع و خناقة جامدة ، محمود راح بص من الشباك لقى منصف بيتخانق مع واحد فى الشارع و معو/ره .. و لقى البوكس بتاع البوليس جه و لم كل اللى كانوا فى الخناقة
محمود رجع عند مسعد اللى كان باصص له و مستنيه يحكيله على اللى شافه ، فمحمود قال بسخرية : خناقة كل يوم بتاعة ابن اخوك ، بس المرة دى البوكس اخده ، يبقى اخوك بقى يروح يطلعه زى كل نوبة
محمود سمع جرس الباب و لقى زكى جاب الحاجة كلها و جه ، فدخل معاه ساعده يغير لمسعد و قعدوه على كرسى بعجل و خرجوه الصالة و هو بيقول : انا مش عاوز حد يجيلى
محمود بمهادنة : ما اقدرش اقول لاختى ماتجيش يا بابا ، فياريت تستقبلها كويس حتى لو عشان خاطرى انا 
بعد شوية شهد وصلت هى و سيف و معاهم ابنهم محمود الصغير اللى عمره تلت سنين ، دخلوا سلموا على محمود و شهد قربت بابنها من مسعد و قالت له بطيبة :  وحشتنى يا عم مسعد .. اخبارك ايه ، و قالت لابنها .. بوس جدو مسعد يا حودة ياللا 
محمود الصغير قرب من مسعد باسه من كتفه على اد ما طال و طبطب على كتفه بطفولة بريئة و جرى بعد كده يلعب مع خاله 
شهد كانت من جواها هى و سيف عارفين ان مسعد رافض وجودهم قدامه بس هى كانت بتصمم انها ماتقطعش زيارتها و تفضل دايما واصلة الود معاه عشان خاطر محمود 
اما عند حياة .. فكانت عاوزة تشترى ستاير لشقتها فنزلت الأزهر عشان تتفرج و تختار ، و اثناء ماهى بتتفرج لفت نظرها حد ملامحه مش غريبة عنها .. كان قاعد فى الشارع زى المجذوب و بيشحت من الناس ، و طبعا واحد يديه و عشرة لا ، و لما ماكانش حد يرضى يديله كان يشت/مه و يحدف عليه تراب 
حياة قربت منه بحذر و طلعت خمسة جنية من شنطتها و وقفت قدامه عشان تتاكد من ظنونها و لما رفع وشه ليها ياخد الفلوس .. اتاكدت انه فعلا رفعت ابو نورا ، مدت له ايدها بالخمسة جنية بسخرية و هى بتقول له : اخرتها بتشحت يا رفعت
اتفاجئت بيه اخد منها الفلوس و ماعرفهاش 
قالت له بريبة : انت مش عارفنى يا رفعت 
رفعت بص لها بتوهان و قال : انتى كويسة .. هاتيلى اكل .. عاوز اكل
حياة بقت عمالة تحوقل و تستغفر و نسيت هى كانت نازلة الأزهر ليه من الاساس و راحت جابت اكل و اديتهوله ، و هو اخده منها و قعد ياكل و هو بيردد كلمتين اتنين و بس .. انتى كويسة 
حياة الدموع ملت عينها و صعب عليها رغم كل اللى كان منه فى حقها هى و نورا ، و سابت الشارع كله و رجعت على بيتها مع سامى 
سامى شافها قال لها : الله .. مالك ، خرجتى بلون و رجعتى بلون .. ايه اللى حصل
حياة بزعل حكت له على اللى شافته 
سامى : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، الله اعلم حصل له ايه ، بس ربك بيمهل و لا يهمل ، و يمكن حظه انه يكفر شوية عن ذنبه فى الدنيا قبل ما يواجه رب كريم 
حياة بتساؤل: تفتكر اقول لنورا 
سامى : الحقيقة سؤال يحير يا حياة ، اخاف نقولها نقلب عليها المواجع ، و اخاف نخبى نمنع خير كان ممكن تعمله لابوها 
حياة : حيرتنى اكتر ما انا حيرانة يا سامى
سامى : خدينى مكان ماشفتيه بكرة ان شاء الله ، و نحاول ناخده ندخله مصحة و اللا دار رعاية على الاقل
تانى يوم حياة و سامى راحوا نفس المكان بس مالقيوش حد و لما سألوا عنه قالوا لهم ان اليوم اللى حياة شافته فيه ده كان اول يوم يظهر فى المنطقة ، و واضح ان المتسولين بتوع المكان ماعجبهمش انه يشاركهم رزقهم فطردوه بعيد
سامى و حياة ركبوا عربيتهم و قرروا يرجعوا و هم حاسين بالاحباط لكن فى الطريق سامى لقى حياة بتشاور على اتجاه معين و بتقول له يقف ، و لما نزلوا لقوا رفعت مرمى على الرصيف و واضح انه مضر/وب علقة محترمة ، بس برضة اول ما شافهم قال و هو مش واعيلهم تماما : هاتولى اكل .. انا عاوز اكل
سامى قومه و اخده معاهم و وداه دار رعاية و دفع تكاليفها من جيبه و اتعهد بينه و بين حياة انه هيتولى مصاريفه لوجه الله
حياة : الله يخليك يا حبيبى و يبارك فيك ، بس احنا لازم نفهم ايه اللى حصل له ، ده بقى عندى لوثة و مش دريان بحد 
سامى اخد عنوان بيت رفعت من حياة و بعت ناس تعس و تحاول تعرف ايه اللى حصل ، و عرفوا ان مراته طردته بعد ما اجبرته انه يطلقها ، و كمان اته/جمت عليه هى و بناتها بحجة انه ما كانش قادر يوفى بطلباتهم و عرف كمان ان مراته فى طريقها انها تتجوز واحد تانى 
حياة اول ماسمعت اللى حصل هاجت و ماجت و قالت لسامى ان الشقة بتاعة رفعت تمليك و باسمه ، و ان الشقة من حق نورا و ان طليقته و بناتها مش من حقهم ابدا انهم يستولوا عليها 
لكن سامى عرف ان رفعت باع الشقة لمراته قبل ماتطرده بشهر واحد
حياة بزعل : منك لله يا رفعت ضيعت نفسك و ضيعت بنتك 
سامى : بنته و لا ضاعت و لا حاجة يا حياة ، بنته سعيدة فى حياتها و متهنية و مش ناقصها حاجة 
حياة : كان ناقصها اب يا سامى ، اب يرفع راسها و يبقى سندها فى الدنيا 
سامى بعتاب : و هو انا قصرت معاها فى حاجة يا حياة عشان تقولى كده
حياة بحب : انت .. ده انت الضوليلة اللى ربنا بعتهالنا ضللت علينا و طرت على قلوبنا ، ربنا يخليك لينا و ما يحرمناش منك ابدا 
سامى : و يخليكم ليا ، و عموما برضة عشان الامانة ابقى عرفى نورا مكان ابوها و هى حرة التصرف فى انها تروح له او لا 
حياة : حاضر .. اللى تشوفه
بعد ما ده حصل باسبوعين ، نورا قررت تزور ابوها بعد ما سامى قال لها : مهما كان هيفضل ابوكى ، اعملى اللى عليكى و وديه و سدى دينك قدام ربنا ، و لما ابراهيم قال لها اجى معاكى .. ماصدقت و وافقت على طول ، كانت حاسة انها محتاجة حد يدعمها و يشجعها ، و لما وصلوا دار الرعاية ، دخلت على باباها ، لقته قاعد فى اوضته فى حالة شرود جامدة و مش حاسس باللى حواليه 
قربت منه بوجل و الرعشة مستولية على جسمها حطت ايدها على كتفه ، رفع راسه بصلها بتوهان من غير ما يعرفها و بص لها بصة خالية من اى تعبير ، كانت عيونها ابتدت تتملى بالدموع لقته قال لها بنبرة سؤال : جعانة ، و شاور على التلاجة الصغيرة اللى فى اوضته و قال .. فى اكل .. كلى 
نورا ما استحملتش و انهارت فى حضن ابراهيم ، ابراهيم اخدها و مشيوا فورا ، و فضلت فترة مش قليلة عندها اكتئاب بسبب حالته ، لكن ابراهيم ما سابهاش غير لما خلاها اتخطت اللى حصل و قدر يساعدها كمان انها تقدر تزوره من وقت للتانى اكنه حد معرفة و مريض و محتاج زيارة مش اكتر 
و فى يوم .. كان اول يوم فى شهر رمضان المعظم ، و زى ما اتعودوا من بعد ما بنوا العمارة الجديدة ، انهم بيتجمعوا فى شقة دولت اول يوم رمضان و يفطروا مع بعض كلهم حتى كمان شاكر و مامة احمد ، و سامى و حياة .. و طبعا الجيل الجديد من الاحفاد اللى كانوا كلهم قريبين من سن بعض و كانوا على طول حوالين دولت و مدلعاهم اخر دلع و هم كلهم بيموتوا فيها 
قبل الفطار .. كانت غادة و اميرة و علية و معاهم نورا .. كانوا جهزوا السفرة و خلاص بيتحضروا للفطار ، و دولت شافت غادة هدومها مبلولة فقالت لها : اجرى يا غادة غيرى هدومك دى بسرعة لا تعيي 
غادة : مش مهم بقى يا مراة عمى ، دلوقتى تنشف
احمد : لو ممكن تغيرى غيرى ، مراة عمى بتتكلم صح عشان ماتتعبيش
غادة : مانا ماجيبتش معايا عبايات تانى
دولت : ادخلى خدى عباية من عندى ، هتبقى واسعة شوية بس اهى تقضى الغرض على ماهدومك تنشف
غادة برضوخ : ماشى 
و مافيش ثوانى و لقوا تسنيم بنت غادة اللى عمرها اربع سنين صوتها عالى و بتتخانق مع مامتها 
دولت : مزعلة تسنيم ليه يا غادة 
غادة : هى دى حد يعرف يزعلها .. دى تزعل بلد 
دولت فتحت دراعاتها لتسنيم و هى بتقول مالك يا قلبى زعلانة ليه
تسنيم بغضب : ماما لبست الهدوم بتاعتك يا دودو 
دولت : ماهى عشان هدومها اتبلت 
تسنيم بتصميم : دى هدوم دودو بس 
دولت ضحكت اوى و حضنت تسنيم جامد و باستها بمرح و قالت : دايما انتى اللى محافظة على حقى فى البيت ده يا بنت غادة 
غادة : ااه ياختى مانتى اللى مدلعاها و مقوياها علينا كلنا 
اميرة : مدلعاها هى بس ، ده العيال كلهم ماحدش بيعرف يكلمهم نص كلمة 
غادة بضحك : انا ولادى بيهددونى انا و ابوهم بيها ، لو حد قاللهم على حاجة غلط و اللا لا على حاجة بس ، تلاقى المحكمة اتنصبت و التهديد و الوعيد بدودو و حماية دودو اشتغل 
ام احمد بضحك : ربنا يخليهالهم ، ماهى العادة كده يا اولاد .. اعز الولد ولد الولد 
شاكر : دول احباب الله و حبايب جدودهم كلهم .. ربنا يحميهم 
اميرة : و يبارك فى صحتكم كلكم 
نورا : طب ايه .. ياللا المغرب هيأذن : كل سنة و انتم طيبين 
حياة : كل سنة و انتم طيبين و متجمعين دايما على السعادة و الفرحة و اللمة الحلوة 
المغرب أذن و ابتدوا كلهم يفطروا فى جو مليان بهجة و روحانيات عالية 
طول الوقت كانت دولت عينها عليهم و هى فرحانة بلمتهم حواليها ، و كانت كل ماعينها تقع على غادة و هى بتضحك و بتتعامل مع ولادها تأنب نفسها على تفكيرها و تصرفاتها معاها زمان ، لكن كانت بترجع تشكر ربنا انه فوقها من غفلتها و رجعها من تانى بعيد عن طريق الضلال و الشيطان اللى كان متملكها 
و لما كانت عينيها تقع على ناجى و طريقة تعامله مع علية اللى كانت مليانة حب و اهتمام و كانت تفتكر انها كانت دايما زعلانة ان غادة بس اللى بيجيلها عرسان 
و اقتنعت و عرفت ان كل ده لان ربنا كان لسه شايل لعلية نصيبها اللى طلع احسن بكتير من اللى هى نفسها كانت بتتمناهولها
و كانت سعيدة باميرة اللى قدمها كان قدم السعد على ممدوح خصوصا لما استقر فى مصر مع شاكر ، و بابراهيم اللى اتحول لانسان يعتمد عليه ، و بقى انسان مسئول و واعى و روحه فى مراته و ولاده
و نورا اللى فضلت هى و ابراهيم زى القط و الفار ، لكن حبهم لبعض كان مخليهم دايما قلوبهم مولفة على قلوب بعض ، و خصوصا لما نورا حست ان ابراهيم فعلا بيحبها و بيحافظ دايما على مشاعرها 
لكن كان دايما بيحب يناغشها و يناكفها عشان يستمتع بعد كده بردودها عليه و اللى كان بيتابعها بتسلية شديدة جدا و اكن متعته الوحيدة فى الحياة بقت وقت ماييجى يصالحها 😉
💥💥💥💥💥💥💥
لحم نى 
لما قررت اختار الاسم ده لروايتنا .. كنت حاسة انه هيثير فضول كتير منكم ، او انه ممكن ياخدكم فى حتة بعيدة عن الموضوع اللى فى دماغى 
لكن برضة كنت متأكدة انكم هتقدروا تستوعبوه و تفهموا اللى وراه بارت ورا التانى 
يمكن اكون قدرت اقدم لكم اربع نماذج من اللحم النى اللى للاسف موجودين كتير فى مجتمعنا ، و اللى حاولت بقدر الامكان انى اوصل لكم المعاناة و الوجع اللى بيعانى منه اصحابه لما بيتعرضوا للظلم ده بطريقة او باخرى 
يمكن حالة غادة البنت اللى اتيتمت و عاشت مع حد من اهل ابوها بنشوف منها كتير و باشكال مختلفة و كمان شهد اللى جوز امها كان بيحاول بكل الطرق انه ياكل حقها ، و اللى لما بنسمع عن الحالات اللى زى دى بنستغرب من كتر مابقت الحاجات دى تتكرر كتير 
و لبنى اللى عندها استعداد تأذى و تدمر اى بنى آدم لمجرد انه مايبقاش احسن منها او يسكن بؤرة الاهتمام و هى لأ
لكن بالنسبة لى كانت حالة نورا هى الحالة الافج على الاطلاق ، و للاسف برضة الحالة دى بقت تتكرر باشكال كتير و بصور مختلفة 
حالة البنت اللى ابوها بيبعها لجل عيون مراته الجديدة و هو لاهى روحه بمتعه الشخصية عن لحمه و هو بييتاكل قدام عينيه
اكل اللحم النى مابقاش فى النميمة و الغيبة و بس ،  لأ .. اكل اللحم النى بقى فى الحقوق و مواريث الاناث خاصة فى الايام دى و الل بيتتاكل بكل اريحية و راحة ضمير من اقرب المقربون بحجة ان البنات خيرها لغيرها زى ما بيقولوا ، و هم مش واخدين بالهم انهم فى بطونهم نار يوم القيامة 
الغفلة … الغفلة واخدة ناس كتير لسكة مامنهاش رجوع و البوية ملت الوشوش و شوهت المرايات و القلوب 
الا تعودون الى الله ، اما آن لتلك الوجوه ان تستحى من الله ، الا تكفون عن اكل اللحم نيئا ، الا تروعكم الدماء و هى تتساقط من بين انيابكم ، الا تكوى اكبادكم .. اللهم عفوك و رضاك ، اللهم اغننا بحلالك عن حرامك و اغننا بفضلك عن من سواك 

                   تمت بحمد الله 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-