رواية فارس ظلمتي الفصل الثاني2بقلم اسماء الطبلاوي


 رواية فارس ظلمتي الفصل الثاني2بقلم اسماء الطبلاوي



(كان فارس يقف فى مواجهه شمس التي كانت تتلفت حولها كانها تبحث عن شيء سقط منها... كان يطالعها باهتمام فكل حركاتها تشبه حركات الاطفال قبل ان يتوجه اليها و يقف على مقربه منها قائلا.).

فارس: انت بتدوري على ايه كده في حاجه وقعت منك.. اساعدك..

شمس وهي لا زالت تتلفت: لا شكرا بس ارجع وراء شويه كده علشان اعرف اشم كويس.. اصل ريحتك مغطيه عليه.

فارس بدا في شم نفسه بطريقه مضحكه ظنن منه انه ينبعث منه رائحه كريهه ليقول ..

فارس: ريحتى مغطيه على ايه لا مؤاخذه مش فاهم.

شمس: الخوخ.. ريحتك مغطيه على ريحه الخوخ.. اكيد في واحده وقعت هنا ولا هنا وانا بقع.. بس فين يا ترى مش عارفه.

( عقد فارس زراعيه امام صدره ولم يستطع وقتها تمالك نفسه وانفجر ضاحكا امام شمس التي كانت تستمع لضحكته باعين مفتوحه عن اخرها من الغيظ فما الذي يضحك هذا الغليظ..) 

شمس: ممكن افهم حضرتك بتضحك على ايه دلوقت.
فارس: على حضرتك طبعا يعني انت وقعتى.. وكانت هتنكسر رقبتك ومش فارق معاكي غير الخوخه اللي دبستك اصلا في الوقعه دي..

شمس: والله ما حدش حاشرك بينى وبين خوخي يوقعني اكله... ما تخليك في حالك يا جدع انت.

فارس: خوخك.... ههههههه اتهني بيه يا ستي بس يا خساره هو ريحه من غير طعم.. يلا هاقول ايه حسبي الله ونعم الوكيل امشي انا بقى عن اذنك.

( ما ان سمعت شمس كلام فارس حتى استوقفته قائله..

شمس: استنى استنى من فضلك ممكن تفهمني ايه معنى كلامك ده بتحسبن على مين كده وتقصد ايه بإن الخوخ ريحه من غير طعم.

( هنا وانحنى فارس وقتها على الارض وامسك بخوخه من التي سقطت واعطاها لشمس وهو ينظفها قائلا) 

فارس: اتفضلي يا ستي وانت تفهمي قصدي ايه.

(امسكت شمس بالخوخه و واخذت منها قطعه في فمها وبدات تمضغها وتستطعم ثم ظهر على وجهها الحزن الشديد قائله.

شمس: ايه ده الخوخه مسخه قوي وملهاش اي طعم ازاي ده حصل.

فارس: علشان كده بقى بقول حسبي الله ونعم الوكيل اصل انا بقالي شهرين بفوت على الارض دي وابص وانا حزين عليها فبرغم ان مساحتها شاغله معظم البلد الا ان اللي شغالين فيها كفره والعياذ بالله لا اهتمام ولا رى كويس ولا مبيدات ولا تقاوي صالحه لحد ما الارض خلاص قربت تبور..

شمس بحزن شديد: تبور تبور ازاي امال كل الفلوس اللي بدفعها دي ليه.

( نظره فارس بتعجب لشمس فرائها تبكي فتحدث اليها باهتمام قائلا..

فارس: فلوس فلوس ايه هو حضرتك تبقي صاحبه الارض دي ولا ايه..

(شمس بدموع تمسحها بظهر يدها كالاطفال.. 
شمس: للاسف ايوه انا المغفله صاحبه الارض.. هو انت مين. 

فارس: انا ابقى فارس مصطفى رشوان مهندس زراعي والمسؤول عن ارض الحاج غريب اللي جنبكم هنا بس خساره حال الارض دي... ده ممكن لو اتراعت تطرح احسن محاصيل في البلد لان موقعها و تربتها بجوده عاليه لولا ايد الاهمال بس.

شمس: اه ده يفسر معرفتك بامور الزراعه على العموم تشرفنا انا بقى ابقى شمس عز الدين مهران صاحبه الارض.. اقصد الخرابه دي.

فارس بحزن: بس ما تقوليش عليها كده الارض بتحس زي البني ادم تمام يا ريت ما تهينهاش... بس انا ممكن اسالك سؤال؟ هو انت ليه مش باصه ليا وانا بكلمك ده كسوف منك... ولا احتقار لشخصي ممكن اعرف..

( لم تكد شمس ان تجيب عن هذا السؤال حتى سمعت صوت شادي ينادي عليها وهو ينهج لاهثا.. ليتوقف امامها وملامح وجهه تضخ بالقلق قائلا)

شادي: حرام عليك يا شمس ام المرمطه بتاعه كل مره دي انا مش قلتلك ما تمشيش.. 

شمس: ما تعملهاش حكايه بقى يا شادي اتمشيت شويه.. شميت ريحة الخوخ جيت اكل واحده...

شادي: خوخ.... خوخ ايه؟... وايه اللي معورك في ايدك؟ كده ومين الاستاذ ده؟ اوعي يكون ضايقك؟ 

شمس: كفاية اسأله بقى يا شادى.. ده انا كنت هقع من على الشجره وهو اللي لحقني... 

(نظره لها شادي بنظره تحمل الكثير من العتاب ولكن هي لا تراها ليقول..

شادى: كنتى هتقعي من على الشجره ماشي حسبنا لما نروح.. وطالما لحقك يبقى براءه... بس انتي ايه اللي طلعك على الشجره بس.... احنا متشكرين اوى يا استاذ على تعبك كتر خيرك...

فارس: حصل خير ده انا كنت معدى بالصدفه بس.. ابقى طهرلها الجرح ولو عايزه خوخ تانى ابقى ابعت حد يقطفلها بلاش تطلع تجيب هي...

شادي: والله هي تأمر وكل حاجه تيجي عندها... هي بس اللي غاويه تنشف دمي وتتعب قلبي معاها..

شمس: متشكره اوي يا استاذ فارس وفرصه سعيده بعد اذنك هنمشي احنا ..

( انصرف شادي ومعه شمس وفارس ينظر لهم وشادي ممسك بيدها ويدلها على الطريق وهو مهتم للغايه فمرر فارس يده بين خصلات شعره بدون فهم قائلا لنفسه)

فارس: بقى دي تبقى صاحبه كل الاراضي دي بس فلوس ايه اللي كانت بتتكلم عنها؟ وليه قريبها ده ماسكها وماشي بها كده كانها لسه بيبي بيتعلم المشي؟؟؟ مياعة بنات صحيح يلا انا مالي لما ارجع على شغلى احسن يا خساره الارض دي والله.

( وفي منزل عائله فارس كانت والدته تعد الغداء بينما دخل فارس الى المنزل متعبا يدلك رقبته بيده متوجها الى والدته ليقبل اعلى راسها قائلا)

فارس: ازيك يا حبيبتي عامله ايه دلوقتي

شريفه: الحمد لله يا حبيبي انا كويسه انت اللي باين عليك تعبان النهارده. 

(جلس فارس بقربها وهو يمسك يدها ويقبلها بحنان فهي وشقيقته كل ما تبقى له من الدنيا ولا يملك ثروه غيرهم بعد وفاة والده وهو فى سن صغير... لهذا يقلق عليهم من اي شيء حتى ولو بسيط ليقول ردا على سؤال والدته..)

فارس: لا تعبان ايه... ما تخافيش عليا ابنك وحش... ها فين السكر. 

شريفه ضاحكه: اهي في المطبخ بتجيب بقيه الغداء والله ابوك ده ملوش حق كان لازم يعني يسميها سكر انا عارفه جاب لنا الاسم ده منين يلا الله يرحمه.

فارس مبتسما: يا حاجه انتى هتعمليهم عليا ما انتي عارفه جابه منين... وبعدين ماله يعني اسم سكر ده حتى اسم على مسمى.. 

(خرجت سكر بمرح وهي تحمل بعد الاطباق في يدها تضعها فوق الطاوله لتنظر له شذرا وهي تقول من بين اسنانها)

سكر: وانا اقول شنئانه ليه اتاريكم بتقطعوا في فروتي اه يااانااااا يا فروتي.

فارس: فروتك ايه.. احنا قلنا سكر مش خروف انتي ما تعرفيش تتكلمي كلمتين جد ابدا.

سكر وهي تغمز له بعينها بينما تقترب منه.

سكر: طيب بذمتك لو اتكلمت كلمتين جد هتعرفني... يا ابني ده انا سكر😂

فارس بمرح: بصراحه لا.... يلا عشان نتغدى و الحق اريحلى شويه قبل ما ارجع شغلى.

شريفه: ربنا يخليكوا ليا يا رب وما يحرمنيش من ضحكتكم ابدا.

( و في منزل ال مهران دخلت شمس برفقة شادى متعبه عقليا وجسديا حتى راتها دادا حسنيه فركضت اليها تضمها بشده فحسنيه هي من اعتنى بشمس كل تلك السنوات منذ حادثه موت والدها ووالدتها التي فقدت بصرها بها ولهذا تعدها ابنتها وتخاف عليها من اي شيء ومن كل شيء لتقول حسنيه..) 

حسنيه: كل ده يا شمس كل ده تاخير عليا كده تقلقيني عليكى... وايه اللي معورك في ايدك يا لهوووى..

شمس: حاجه بسيطه يا حبيبتى ما تخافيش... المهم عايزاك توديني مكتب عمي بسرعه..

شادي: ما بلاش دلوقتى يا شمس لو شاف جرح ايدك هيسمعنا كلمتين ما لهمش لازمه.. 

حسنيه بغيظ مكتوم: هي يعني الدنيا طارت خلي امضة الورق لبكره وتعالى ارتاحى شويه.

شمس بتفكير: انا عايزاه علشان حاجه تانيه يا دادا... روحي جهزيلي الحمام وانا مش هتاخر عليكى هاطلع وراءك على طول..

( توجهت شمس لغرفه عمها بمساعده شادي الذي تركها امام الباب لتقوم بالطرق عده مرات مستاذنه ثم دخلت وجلست على اقرب كرسي لتقول)

شمس: مساء الخير يا عمو حضرتك كنت قلت ان في ورق عايز يتمضي وشيكات انا جاهزه امضيهم بس ممكن اعرف دول بخصوص ايه..

( رضوان بعد ما تهللت اساريره نظر لها مبتسما ابتسامه ذات مغزى ليقول)

رضوان: طبعا يا حبيبتي بصى يا ستي دي ورقه تخص شراء الات زراعيه للارض عشان الالات الزراعيه اللي كانت عندنا تهلكت وباظت ودول شويه شيكات بمصروفات الشهر اما دي بقى اوراق خاصه بموافقتك على شرا مبيدات وتقاوي جديده...

شمس: تمام يا عمى بس صحيح هو اخبار الارض ايه طرحها كويس السنه دي.

رضوان بثقه: زي الفل.. محاصيل ارضك احسن محاصيل في البلد ده احنا بنصدر منها يا شمس وبنورد كمان الفرز الثالث لمصانع العصير... مصر كلها بتاكل من فاكهه ارضك وبتشرب من عصيرها يا ستي ههههههه.

( قلبت شمس عينها بعدم فهم وبعدد تصديق لتقول...

شمس: والله بجد ااااه بس مش هو ده اللي انا عرفته يا عمي عن الارض .. 

(تجهم وجه رضوان بقلق ما الذي عرفته عن الارض توترت كلماته في فمه ليقول بقلق... 

رضوان: عرفتى ايه يا شمس مش فاهم ومن امتى بتشككى في كلامي.

شمس بعصبيه خرجت رغما عنها: لازم اشكك يا عمي لما ارضي وارض ابويا اللي انت عارف كويس هي ايه بالنسبالي تبقى بتطرح محاصيل ملهاش جوده وكمان تبقى قربت تبور يبقى لازم اشكك في كلامك مع احترامي لك طبعا..

( نظر لها رضوان وجبينه يتصطب عرقا وقد ارتسمت على وجهه ملامح الغضب فكيف علمت شمس بحاله الارض فهي لا ترى ولا تذهب اليها فماذا حدث ليقول..

رضوان: هو انتى خليتى فيها احترام انا بس نفسي افهم مين اللي لعب في دماغك وقال لك الكلام الفارغ ده عن الارض وخلاك متاكده كده ايه شفتيها واتاكدت بنفسك..

(شعرت شمس بالاهانه في كلام عمها نظرا لانه يرمي لعدم قدرتها على البصر ولذلك تحدثت بغضب تقول.) 

شمس: انا هاتغاضى عن مساله شفتيها وكده ومش هاعتبرها اهانه منك ليا.... بس اه يا عمي انا متاكده ولعلم حضرتك بقى انا من بكره هعين مهندس زراعي جديد للارض ومش هامضي على اي ورقه تخص اي حاجه حتى الورق اللي قدامك ده الا اما هو يقولي امضي ويأكدلي انها اتنفذت.. واشوف نتائج انا مش هسمح ان شقا عمر بابا يروح كده بسبب الاهمال سواء بقى منك او من اللي شغالين في الارض عن اذنك يا عمى انا طالعه انام عشان تعبانه..

( ذهبت شمس للخارج وهي لا تعلم ماذا فعلت كلماتها برضوان لتجد شادي بانتظارها ليعيدها لغرفتها بينما جلس رضوان على كرسي مكتبه ينفث دخان سيجارته بعنف ليفح من بين اسنانه قائلا..)

رضوان: بثى كده يا شمس بقى انتى مش هتمضي على الورق... وعايزه تجيبي مهندس جديد للارض...اممممم والله وطلعلك ضوافر يا بنت عز... بس على مين وديني لا اقصهملك بس لو اعرف مين ايلى لعب في دماغك وفضحني مش هرحمه..

( وفي غرفه شمس كانت تمشط لها داده حسنيه شعرها باهتمام بينما لاحظت شرودها نادت عليها حسنيه عده مرات حتى انتبهت لتقول حسنيه..)

حسنيه: مالك يا ضنايا من ساعه ما جيتي من بره وانتى حالك متغير انتى تعبانه ولا ايه اكلم الدكتور.. 

شمس: لا دكتور ولا حاجه يا داده انا بس اللي بالي مشغول شويه... حاجات كده بحاول استوعبها ومش عارفه انا صح ولا لا... على كل حال ما تقلقيش المهم بكره الصبح من بدري عايزاك تخلي شادي يجيلي ضروري عايزاه في موضوع مهم جدا علشان اعرف انا صح والكلام اللي قلته لعمي يستاهل ولا انا غلط وهو ليه عندى حق............ 

تعليقات



<>