رواية عاصفة باسم الحب الجزء الثاني2من(حي المغربلين)
الفصل السابع عشر17
بقلم شيماءسعيد
بصباح يوم الجمعة بمنزل جليلة بحي المغربلين...
إنتهت جليلة من اعداد وجبة الفطار مع أخواتها فريدة و فتون و زوجة شقيقهم أزهار، مثل كل جمعة يأتوا لمنزل العائلة و يقضوا اليوم هناك ثم يعودو لقصر المسيري بعد العشاء إلا فتون التى تسكن بعمارة الحاج منصور، حملت جليلة طبق الفول بالزبدة الفلاحي و خلفها الفتيات بباقي الطعام، وضعت فتون طبقها و جلست على مقعد السفرة بتعب مردفة :
_ أنا خلاص تعبت مش قادرة أكمل خلوا عندكم دم بقى انا في التاسع و كمان عندي مريم مطلعة عيني....
ضربتها جليلة بقوة مردفة :
_ مالكيش دعودة بمريم يا بت أنتي دي حبيبة قلب خالتها، أقعدي و إحنا نكمل...
قهقهت أزهار بمرح قبل أن تضع العيش على السفرة على حنق فريدة من راحة شقيقتها، قرصت أزهار وجه فريدة مردفة بخبث :
_ ما أنتي لو تحني على الواد و ترضي تروحي تعيشي عنده بدل الحال ده لا أنتو متجوزين و الا أنتو عازبين كان حالياً عندكم عيال، حني بقى يا فريدة...
أخذت فريدة قطعة من الخيار ثم وضعتها بفمها قائلة بغرور :
_ خليه يتعذب شوية نجم مصر يمكن يتربى...
ردت عليها أزهار بعتاب و خوف أخوي :
_ أقولك على حاجة يا فريدة، أنا أكتر واحدة المفروض ترفض تسامح فاروق بعد كل حاجة حصلت، بس لما قربنا من الموت عرفت إن الدنيا قصيرة أوي و العمر أكتر حاجة ممكن تخونك و تخلص من غير ما تاخدي بالك خوفت أموت برة حضنه و أنتي كمان لازم تفكري بعقلك و تخافي...
بالفعل حديث أزهار أصابها بالخوف، فارس صبر عليها ثلاث سنوات يركض خلفها بكل مكان ليثبت كم هو عاشق، شقيقتها أصبحت أم و تعيش حياة مستقرة إلى متى ستظل هي تهرب من الحب و الاستقرار، حتى حلم الإعلام حققه لها فارس على طبق من ذهب، ابتسمت باتساع على جليلة التي أردفت بغضب :
_ قدامي على المطبخ يا بت أختك حامل و مرات أخوكي عملت الفطار قدامي اعملي العصير قبل ما صلاة الجمعة تخلص و الرجالة ترجع...
ذهبت خلف شقيقتها أما أزهار ابتسمت لفتون بحنين، تعشق التطلع على مظهر بطن فتون الرائع، اليوم و لولا ما حدث كان طفلها عمره عامين، نفضت تلك الأفكار سريعا من عقلها ثم غطت شعرها بالحجاب لتفتح الباب لزوجها و من منه...
دلف فاروق بابتسامة مشرقة مقبلا رأس أزهار بمكر مردفا:
_ ايه الهنا اللي أنا فيه ده كله الشوكولاتة نفسها بتفتح ليا الباب...
أومأت له بغرور مصطنع قائلة :
_ مكنتش هفتح عشان زعلانة منك بس لولا وجود عم منصور علي الباب كنت سبتك برة...
سحبها من يدها لغرفته القديمة مغلقا الباب عليهما، تلك الفتاة أفقدته عقله و انتهى الأمر، حاصر جسدها بين جسده و الباب، ثم نزل بفمه لمستوى عنقها مقبلا إياه بخفه قبل أن يعضها مردفا بوقاحته المعتادة :
_ يعني بعد مجهودي معاكي لحد آذان الفجر عشان ترضي عني و في الآخر برضو زعلانة، أخص عليا بجد، بص يا وحش الأوضة هنا حكاية نجربها و نشوف يمكن تحني...
ذابت بين أصابعه مثل قطعة النوتيلا كما يلقبها دائماً، همسة، لمسة، دفء أنفاسه، رائحة عطره، كل ما به و يصدر منه يسحبها إلى بحر متعته التي يكون فاروق المسيري القائد الوحيد بها، انتفضت مبتعدة عنه مع صوت جليلة لتضرب أزهار على صدرها بنواح :
_ يا وقعتي السودة يا بختك المايل يا أزهار...
رفع حاجبه مردفا بتعجب :
_ مالك يا شكولاتة في ايه؟!..
ضربته على صدره بشراسة مردفة :
_ اسكت يا واكل مال الولايا أنت أوري وشي ليهم إزاي بس بعد ما دخلت وراك الأوضة زي العبيطة...
أزهار ستظل أزهار مهما مرت الأيام و أصبحت سنوات، حمقاء، بلسان تلفه حول خصرها، رفع رأسه إليها بغيظ يحاول الثبات بقدر المستطاع قبل أن يقول بابتسامة صفراء :
_ انتي مراتي يا بت و داخلة ورايا الأوضة مش الحمام هيقولوا ايه يعني...
أزاحته ليعود خطوتين للخلف ثم فتحت باب الغرفة مردفة بمكر :
_ هيقولوا ايه يعني يا حبيبي.. فاروق احنا سمعتنا وسط العيلة مش كويسة و كله من تحت رأس قلة أدبك...
جذبها قبل أن تذهب آخذا جسدها الناعم مرة أخرى بين ذراعيه، يعشق خجلها رغم قوة شخصيتها، غمز إليها بابتسامة لا تبشر بالخير ثم أخفض بصره مركزا على منطقة يعشقها، لينعم بحبها و مثل العادة الشهيرة دلف عليهما أحد أفراد العائلة و كانت جليلة الصارخة :
_ انتوا بتعملوا إيه هنا يا قللات الأدب البيت ده بيت الحاجة جليلة يعني طاهر و هيفضل طاهر..
_ جليلة...
خرجت من فاروق بصرامة لتضع جليلة كفها على فمها بتوتر ففاروق إذا تحول لا يعرف أحد التعامل معه، انتهز فاروق توترها و ترك الغرفة بنفس الجمود ليخفي أثر جريمته، أما أزهار اخذت بالمثل الشهير " خدوهم بالصوت" :
_ عجبك تربيتك البايظة في أخوكي يا ست جليلة؟!.. يا ما قولتلك مش محترم و بيعمل حاجات وحشة قولتي عادي يلا بالإذن أنا كمان...
_ آه يا ****** أنتي و هو...
______ شيماء سعيد _______
فعل مثلما طلب منه الطبيب أعدت والدته الثلاث فتيات اللاتي أصبحن بنفس جمال والدتهم أو أكثر جمالاً، جلس بغرفة الطعام بانتظار قدومهم ليأتوا مع صغيره يوسف، ابتسم إليهم ثم قبل رأس الصغار مردفا لوالدته :
_ البنات كدة جاهزين يا حاجة؟!..
أومأت السيدة والدة كارم بحب مردفة :
_ أيوة حبايب قلب ستهم بقوا زي القمر، هيروحوا معاك فين بقى يا كارم؟!...
حمحم كارم بهدوء ثم قال ليوسف صاحب السبع سنوات :
_ يوسف خد أخواتك برة يا بطل و خد بالك منهم...
أومأ إليه الصغير و خرج مع الفتيات لتنظر والدة كارم بقلق :
_ هو في إيه بالظبط البنات هتروح فين يا كارم أوعى تكون ناوي تديهم لفاروق زي ما طلب منك، البنات دول بقوا احفادي و هيفضلوا هنا لحد ما أنا أموت و أمهم تبقى معاهم هنا برضو في بيتك...
ابتسم الي والدته الحنونة، أحبت بنات هاجر و كأنهم بالفعل أحفادها حتى بعد معاملتها الغير لائقة لهاجر و معرفتها بهوية والد الفتيات، أخذ القليل من كوب الشاي الخالي من السكر ثم نزل على يد والدته مقبلا له مردفا :
_ دول بناتي ياما و مستحيل يخرجوا من بيت أبوهم، دكتور هاجر في المصحة طلب مني أجيب البنات لها يمكن ترتاح نفسياً شوية و توافق تتكلم معاهم بدل ما هي مفيش أي تحسن أو رد فعل طول التلات سنين دول...
رفعت السيدةوالدة كارم كفيها إلى السماء بدعاء قائلة :
_ ربنا يشفيكي يا هاجر يا بنت حوا و آدم، روح يا حبيبي و خد بالك من البنات بس اوعوا تاكلوا بره عشان معدة البنات مش واخدة على أكل الشارع...
بعد ساعة دلف بغرفتها بمفرده و ترك الفتيات بالخارج مع الطبيب، حدق بها بحزن فهي كما هي تجلس أمام الشرفة بصمت ترفض حتى النظر إليه، هاجر قررت الهروب من العالم بهذا الصمت داخل تلك المشفى، بخطوات ثقيلة وصل إليها ثم جلس بجوارها على الأريكة مردفا بعد تنهيدة حارة :
_ ناوية توجعي قلبي لحد امتا يا هاجر؟!.. أنا تعبت من الفراق و قلبي فاض بيه خلاص تعبت من النار اللي جوايا كل ما أشوفك في الحالة دي، ارجعي ليا يا حبيبتي بقى...
لم ترد أو على الأقل تنظر اليه هو بالنسبة لها غير موجود بالغرفة، شاردة ببحر من الذكريات كلما حاولت الخروج منه يأخذها إليه بقوة من جديد، ضغط على يدها بقلة حيلة ثم همس ببعض الأمل :
_ طيب بصي طالما أنا مش فارق معاكي ايه رأيك في بناتك يا هاجر؟!.. مش دول اللي ضيعتي عمرك كله عليهم مش عايزة ترجعي تاخديهم في حضنك من أول و جديد...
قام من جانبها متجها لباب الغرفة لتدلف الثلاث فتيات بمرح طفولي، ركضوا إليها بحماس شديد منذ علمهن من كارم أنهن سيروا والدتهم، جلسوا حولها بشكل دائري لتقول سما :
_ مامي أنتي قاعدة هنا ليه و ليه مش معانا في البيت..
ردت شقيقتها سيدار بحزن طفولي :
_ مامي مش بترد علينا و لا عايزة تعيش معانا شكلها مش بتحبنا يا سما و زعلانة مننا...
دارت وجهها سريعاً لهن و كأنها عادت الآن فقط للحياة، أخذتهن داخل أحضانها تبكي رائحتهن بمفردها أعادتها للحياة، اتسعت عينيه بذهول من تغير حالتها الملحوظ، اقترب منها ليقف أمام عينيها الغارقة بالدموع، ابتسمت إليه قبل أن تهمس بنبرة متحشرجة من سنوات اشتاق إليها :
_ شكراً على حياة بناتي يا كارم شكراً...
_______ شيماء سعيد ______
انتهى اليوم و بصباح يوم جديد...
ارتدت فريدة ملابس الخروج بالساعة التاسعة صباحا، ألقت على نفسها نظرة بكامل الرضا بالمرايا، جميلة مثل عادتها و مع عملها أصبحت أكثر جمالاً، سحبت حقيبتها من على الفراش ثم خرجت من المنزل صاعدة لسيارتها، ستذهب لفيلا فارس زوجها يكفي لهنا ما ضاع من عمرها، تحبه و ستعطي إليه الفرصة الأخيرة..
فتح لها البواب الباب بترحاب شديد لتركن السيارة بمكانها ثم صعدت لغرفة فارس بالتأكيد مازال غارقا بالنوم، تفاجأت من ترتيب الفراش و عدم وجوده، نزلت للمطبخ لترى الخادمة قائلة :
_ هو فارس فين؟!.. مش بايت هنا من إمبارح و الا ايه؟!...
أجابتها الأخرى ببساطة :
_ فارس بيه عنده تصوير و هييجي كمان ساعة مع سمية هانم...
ابتلعت فريدة ريقها بتوتر مردفة :
_ مين سمية هانم دي؟!..
أكملت الأخرى غسل الأطباق مجيبة بحسن نية :
_ دي مديرة أعمال فارس بيه الجديدة بقالها ييجي سنة كدة و عايشة هنا في اوضة الضيوف...
_ عايشة فين يا عينيا؟!..
صرخت بها فريدة بطريقة سوقية قبل أن تترك المكان بالكامل، ركضت لغرفة نومه منتظرة إياه على الفراش، يعيش حياته هنا بالطول و العرض و هي تحترق بنيران الإشتياق؟!.. أخذت تفرك أصابعها ببعض و الغل يأكل قلبها، مرت عليها الساعة مثل السنوات حتى حن عليها الباشا و عاد لمنزله...
اتسعت عينيها بذهول من تلك الصاروخ المتعلقة بيد زوجها، أهذه الفتاة تعيش تحت سقف واحد مع فارس المهدي؟!. أغلقت الشرفة و نزلت ركضا لتكون باستقباله، نظر إليها فارس بدهشة من وجودها مردفا :
_ فريدة!!! غريبة جداً بتعملي ايه هنا؟!..
رفعت حاجبها إليه بغيظ و عينيها تدور على غريمتها بتفحص ثم قالت من بين أسنانها :
_ بأعمل ايه يعني يا حبيبي هو مش المفروض إني مراتك و ده بيتي زي ما هو بيتك و الا ايه؟!.. جاية أقعد في بيتي عادي جداً مع جوزي...
ابتعد فارس عن سمية بهدوء، مل من تلك اللعبة التي يعيش بداخلها، ركض خلفها الكثير و ما فعله معها من ذنب لا يستحق هذا الكم من العقاب، اقترب منها ثم حرك يده على ظهرها بحنان قبل أن يبتعد بقوة قائلا بغضب :
_ جوزك و بيتك دول حق أنتي اتنازلتي عنهم يوم ما وقفت تحت بيتك مستني تحني عليا في المطر و قولتي لو كنت راجل اطلقك، مش عايز أشوف وشك في بيتي تاني إلا لو ضيفة و وقتها هتكوني ضيفة تقيلة لازم تحترم قواعد المكان اللي هي فيه و اولها ممكن تدخلي هنا طول ما أنا أو سمية مش في المكان....
طردها من بيته لا بل طردها من حياته و قلبه، تعلم أنها تمادت بالغباء و لم يكن في أبشع كوابيسها تلك النهاية، ابتلعت غصة المرارة و الإهانة بحلقها قبل أن تنظر للأخرى التي تبتسم بهدوء مثير للأعصاب مردفة لفارس :
_ بلاش عصيبة يا فارس هي خلاص عرفت قراراتك يلا اطلع ارتاح عشان عندنا تصوير بالليل...
رمق سمية بقوة لتخرس و تترك المكان، أما الأخرى ابتسمت من بين دموعها بسخرية على حالها مردفة بتقطع :
_ فارس بلاش نضيع من عمرنا وقت أكتر في العتاب، أنا غلطانة و جاية عشان نعيش حياة مستقرة...
رد عليها بقوة ساخرا منها :
_ أنتي حققتي كل أحلامك و أنا وراكي من غير قيمة زي مصباح علاء الدين و لما وصلتي قولتي أكمل باقي الشكل الاجتماعي و أبقى مرات النجم فارس المهدي، بس أنا كنت عايز حبك يا بنت خالتي و دلوقتي بقولك مش عايزك و متقبل فكرة طلاقنا... سمية بنت معايا من فترة و بتحب فارس مش فارس المهدي...
______ شيماء سعيد _____
بعد منتصف الليل...
بجناح فاروق و أزهار...
ألقت إختبار الحمل من يدها مثل كل شهر بدموع حارقة، نفس النتيجة السلبية و كأن ما تأخذه من دواء أصاب معدتها بالتعب و الحقن دمرت جسدها بلا أي فائدة، تعيش على أمل مع مرور الوقت يصبح سراب، جلست على أرضية المرحاض تكتم بكائها حتى لا يصل صوتها لفاروق النائم، تعبت، إنكسر قلبها، و خاب أملها، ما الصعب بطفل صغير يقول لها أمي، بكت و بكت حتى أغلقت عينيها من التعب...
فتحت عينيها بعد مدة لا تعلم عددها لتجد نفسها على فراشها و فاروق يضم جسدها إليه بصمت، رفعت نظرها إليه مردفة بأسف و شعور بالذنب :
_ أنا آسفة أوي يا فاروق حقك عليا، مش عارفة أديك أبسط حقوقك عليا و يكون عندك طفل، أنا و الله باخد العلاج و بأعمل كل حاجة الدكتورة قالت عليها بس برضو مفيش حل، أنا خلاص انتهيت اتجوز.....
وضع يده على شفتيها بقوة يمنعها من إكمال أي كلمة يندموا عليها فيما بعد، رؤيته لها تتألم بتلك الطريقة يومياً تكسر رجولته و تشعره بالنقص، لمع الغضب بعينيه و هو يقول :
_ أزهار مش عايز أسمع الكلام الأهبل ده تاني، هتبقي أحسن أم في الدنيا و أنا مش عايز غيرك و بس، اياكي أسمعك بتتنازلي عني لغيرك بالبساطة دي أنا جوزك و حبيبك ملكك و حقك لواحدك سامعة و الا لا...
أومأت إليه سريعاً ثم ضمت رأسها على صدره تأخذ الكثير من عطره لتشعر بالأمان و الارتياح، كلماته دواء يشفي روحها من كل الأمراض، تطلب منه الزواج و هي تنتظر كلمة الرفض التي تريح قلبها و تعطي إليها القوة، شهقت مع شعورها ليده تعبث بظهرها الظاهر بسخاء تحت يده من قميصها الأحمر الناري..
ابتعدت عنه قليلاً بابتسامة ليقول بحنانه المعتاد عليها :
_ أنا اللي آسف كل حاجة وحشة حصلت ليكي كانت بسببي...
وضعت كفها على شفتيه مثلما فعل مردفة بعتاب :
_ بلاش تقول كدة بزعل منك جداً...
_ أنا زبالة عشان مضيع وقتي مع شكولاتة زيك في الكلام، يا بت احنا في نعيم ، حياتنا كلها شهر عسل...
ضحكت ضحكة رقيعة ليضعها أسفله صارخا :
_ أيوة يا شكولاتة كدة اديني من الحب أكتر اديك من الشوق يا سكر...
قطع تلك اللحظة صوت هاتفه مرة و الثانية ليبتعد عنها بضجر، تحولت ملامحه فجأة للتوتر مع رقم جوليا الموضوع علي الشاشة، قام من على الفراش متجها للشرفة قائلا بهمس غاضب :
_ نعم عايزة ايه في حد يتصل في وقت زي ده...
ردت عليه جوليا بلغتها الانجليزية ببكاء :
_ زهرة حرارتها مرتفعة جداً فاروق و الحارس غير موجود على الباب ماذا أفعل معها لم أجد أمامي غيرك لتكون بجانبي و جانب ابنتك...
انحبست أنفاسه ليقول بلهفة :
_ كوني بجانب زهرة دقائق و سأكون مع الطبيب بمنزلكم...
خرج ليجد أزهار تنتظره بتعجب مردفة :
_ أنت رايح تغير هدومك و رايح فين يا فاروق في وقت زي ده؟!...
_ حاجة مهمة لازم أخرج دلوقتي...
_ طيب خدني معاك...
لم يتحمل البقاء و الجدل معها أكثر من ذلك ليصرخ بها قبل أن يترك الغرفة بالكامل :
_ أنا مش فاضي لدلعك ده دلوقتي اياكي تتحركي من على السرير لحد ما أرجع...
تركها لتقوم هي الأخرى من مكانها بعناد واضعة أحد فساتينها سريعا على جسدها مع الحجاب بشكل غير مرتب لتصعد لسيارتها و تذهب خلفه برعب...
