رواية براءة روح
الفصل الحادي والعشرون21والاخير
بقلم اسماء عبد الهادي
خبر اختفائي انتشر في الفيلا كلها وبدأت التساؤلات تكتر ..انا روحت فين!!... وليه أنا مشيت كدا وبدون مقدمات...وهل حد زعلني ولا أنا اللي مشيت من نفسي... ولا اتخطفت ولا في ايه .
بدأت حالة الطوارئ في الفيلا والكل بيدور عليا
جاسر بعت فرق للبحث عني في كل مكان وهو بنفسه نزل يدور عليا في الشوارع والميادين وحرفيا كان قلبه بيتقطع من الخوف عليا.
اما كل اللي ف الفيلا وخاصة نساء الفيلا طنط نادية وطنط فريدة عمتو...قصدي ماما أشجان... ياااه شعور غريب اول ما نقطت باسمها حسيت بقشعريرة لطيفة مشت في جسمي... يمكن تقولوا عليا غبية علشان سبت أمي ومشيت لكن حقيقي أنا مكنتش عارفة انا عايزة ايه او محتاجة ايه... كنت عاملة زي التايهة ..الغريق في وسط بحر ... مبيعرفش يعوم وقدامه العوامة وقارب النجاة بس مش عارفة استخدمه... من الرعب اللي أنا فيه وشعور الضياع وسط المية المحيطة بيا من جميع الجهات ومش شايفة اي شط او جزيرة للحياة ...رغم وجود وسائل الانقاذ الا ان اللخبطة اللي انا فيها مش مخلياني عارفة استخدمهم ولو استخدمتهم هغرق نفسي بنفسي... فقررت اسيب نفسي أغرق استسلمت تماماً وزي ما الموجة توديني ...يمكن والله أعلم الموجة دي توديني لشط الأمان لوحديها.
المهم كل اللي في الفيلا كانوا في حالة نحيب الا يارا كانت في قمة ارتياحها اني مشيت ماهي خلاص اتخلصت مني ..من ضرتها اللي ممكن تقاسمها في جوزها...لكن هل هي بعد ما أنا اسيب لها الجو هتعيش مع زين مبسوطة؟
اللي زود نحيب العيلة ان أونس حكتلهم على كل حاجة واول ما ماما سمعت دا شقهت جامد وقامت وقفت وهيه حاطة ايدها على بؤها وبعدها هزت راسها وهي بتقول
_لأ لأ لأ... لأ مش معقول... روح بنتي أنا ..
يعني بنتي كانت قدامي طول الوقت وأنا مش عارفة!... بنتي كانت بتاعني طول حياتها وانا مش حاسة بيها وعايشة حياتي عادي... لا لأ مستحيل... عقلي مش قادر يستوعب ازاي روح بنتي... ازاي سبتها تعاني كدا لوحدها... لأ... في حاجة غلط... أنا بنتي ماتت.. اه ماتت.. ارحم ليا من اني اعرف ان بنتي عاشت طول عمرها بتتعذب... أنا كنت بموت علشان روح وهي بنت أخويا اللي علاقتي بيه كاد تكون منعدمة... تفتكروا هيكون سهل عليا اني أعرف ان كل اللي حصل ده حصل لبنتي...لاااااااا.
قالها ووقعت مغمى عليها وفضلت طنط نادية وفريدة يفوقوا فيها لحد الحمد لله ما فاقت بس كانت دايخة وتعبانة وبتبكي وعايزة تشوفني واني ارجعلها...
يمنى كمان مكانتش مصدقة وأول ما اطمنت على مامتها... جريت بسرعة على أوضة أختها تقولها الخبر.
وأول ما يارا شافتها بتنهج جامد كدا ووشها أصفر كأنه مخضوض فضحكت وقالت
_ايه خميرة العكننة ماتت... قولي اه علشان اقوم ارقص دلوقتي .
يمنى لأول مرة تصرخ في أختها بالشكل دا وقالت
_انتي هتفضلي حقيرة كدا لحد امتا... بقى بتتمني ليها الموت لأ وكمان مش هيتهز فيكي شعره ومش هتعملي اي اعتبار وهتقومي ترقصي... انتي ايه.. انتي مكنتيش بالشكل دا ليه اتغيري اوي وبقيتي من غير قلب كدا .
يارا بصتلها بملل وشاورت بإيدها بأنها مش مهتمة وراضية وحابة نفسها كدا .
_يمنى اسمعي.. ان كنتي جاية تقوليلي أي أخبار عن البتاعة دي فأنا مش مستعدة اسمعها.. خدي بعدك وأمشي.
يمنى فجرت الخبر في وشها على أساس انها تتهز بس متحركتش
_اللي انتي بتتمني ليها الموت دي ..طلعت أختك... روح أختنا اللي كنا مفكرين ماما ولدتها ميتة.
يارا بحلقت فيها شوية وبعدين ضحكة ضحكة طويلة كلها سخرية
_هي اللي ضحكت عليكم وقالت كدا... وانتوا طبعا صدقتوها الكدابة دي... مرة تطلعلنا بكدبة انها بنت عمنا والمرة دي أختنا... لا صراحة المرة دي فرطت معاها جامد... العبيطة محسبتهاش صح
يمنى بصتلها وهي بتبدل في عينيها يمين وشمال
_انتي بتقولي ايه!!.. بقولك روح اختنا ... اختنا افهمي .
يارا قامت منتورة وقالت بكل حدة
_فين دليلها.. ولا هو أي كدبة وخلاص.
يمنى اتكلمت بحزن
_ياريت نلاقيها علشان نتأكد .. ماما مموتة نفسها علشانها .
يارا قالت بغل وغيظ مني وكل ده وهيه مش مصدقة اني أختها
_لو ماما جرالها حاجة بسببها يا ويلها مني... مش هعمل بتحذيرات زين ولا غيره.
يمنى زهقت منها وندمت انها جتلها تبلغها من أصله فسابتها ومشيت ..تقعد مع مامتها وتطمن عليها.
ساعات عدت وأنا مختفية ومحدش لاقيني .
كل ده وزين مش موجود بالفيلا وميعرفش حاجة والكل نسي يبلغه او بالأحرى ظنوا انه عارف ونزل يدور مع جاسر اللي من لبخته عليا نسي فعلا يكلم زين .
زين اول ما رجع الفيلا حس ان الوضع غريب وفي حاجة غلط ولما مامته شافته جاي هادي جريت عليه وسألته
_ها يا زين لقيت روح .
بصلها بعدم فهم
_لقيت روح ايه!! .. مالها روح.
أمه رمشت اكتر من مرة وبعدها استوعبت انه ميعرفش فعلا ان روح مش موجودة
فقالت بتوجس علشان ميتصدمش
_زين انت متعرفش ان روح مشيت وسابت الفيلا!!
زين بحلق جامد وقال بصدمة
_نعم!! مشيت ! ومشيت امتا!! وليه
امه اتوترت لإنها عارفة انها هتواجه موجة غضب جامدة
_ ممم... من كم ساعة يا زين والكل بيدور عليها
زين انفجر في وش مامته بس مش قاصد انه يزعقلها هيه بالتحديد
_يعني ايه والكلام ده وازاي محدش بلغني... مليش لازمة انا ولا ايه.
_يازين الكل فكرك اول واحد عارف بالموضوع.
في الوقت ده زين جاله اتصال من زميل في الشغل
_زين سمعت ان روح قريبتك مفقودة وجاسر أخد فرقة للبحث عنها... هل أبعت فرقة أنا كمان للبحث.
زين اتكلم بهدوء
_لا لا ملوش لزوم ...تسلم يا مدحت ..انا متشكر ليك جدا .
_انت مش مهتم ولا ايه..مش دي قريبتك
_يابني مش مفقودة أنا عارف مكانها.. خلاص بقا .
_تمام انا بس عرفت معلومة ومفكرك مش عارف لانك كنت معانا من شوية ومجبتش سيرة .
_أصيل يا مدحت..اطمن لو احتجتك هبلغك
اول ما زين انهى الاتصال مع زميله مامته قالت بلهفة
_زين انت فعلا تعرف مكانها بالله عليك طمنا .
في الوقت ده كانت أونس وطنط فريدة نزلوا من عند ماما أشجان ولما سمعوا كدا جم يجروا وقربوا منهم .
فزين قال
_لا مش عارف مكانها بس معايا اللي هيعرفني ...أنا زارع في الموبايل اللي مع روح جهاز تتبع ...بس يارب متكونش اتخلصت من الموبايل .
الكل اتحمس جدا وزين بص في الجهاز علشان يشوف مكاني بالتحديد ولما عرفه ابتسم وقام اتحرك بسرعة من مكانه
اونس كانت عايزة تلحق بيه ...بس أول ما زين شافها زعقلها.
_محدش جاي معايا .. أنا هجيبها وارجع لوحدي.
وبالفعل انطلق زين بعربيته للمكان اللي انا كنت فيه .
مش عارفة انتوا متوقعتوش ليه... انا معرفش أماكن اروح ليها فبالتالي يوم ما أمشي هروح للمكان اللي أعرفه... امال يعني هلف في الشوارع زي الهبلة وممكن اتخطف او حد يضحك عليا او يأذيني .. روحت عِشتها .ستي اه ستي فاكرينها... المكان بعد موتها بقى مهجور اشبه بخرابة مينفعش حد يقعد فيه زواره كان الحشرات والعنكابوتات..بس انا مهتمتش... شميت ريحتها فيه وحسيت بروحها في كل ركن... أطباقها موجودة مكانها وسريرها مكانه صحيح الفرشة مش موجودة ونص السقف وقع والنص التاني ممكن يقع في أي وقت بس أنا مهتمتش ... مديت إيدي مسحت التراب والطوب المتكسر من الشلتة اللي ع الأرض الخشنة واللي كأنها معمولة من حجارة مش من قطن وقعدت وضميت رجلي وحضنتها بإيدي وفضلت قاعدة مش عارفة انا هنا بعمل ايه ولا أنا عايزة ايه او مستنية ايه او حتى هعمل ايه زي ما قلتلكم سبت نفسي الموجة توديني مكان ما توديني...فضلت مكاني ومن التعب نمت زي ما أنا صحيت على صوت حد بيزعقلي جامد وهو بيقول بحنق
_متخلفة فعلا... سايبة الفيلا وجاية تنامي هنا !!.
في الأول مكنتش مركزة مين وبعد ما دعكت عيني بإيدي وفقت بصتله وقلتله
_انت.. انت بتعمل ايه هنا ؟
شدني من ايدي بحدة وقفني قدامه وقال بكل عصبية
_انتي اللي بتعملي ايه هنا... وازاي يا متخلفة انتي تخرجي من غير إذني.. انتي ناسية اني جوزك يا هانم .
ضحكت ضحكت جامد وأنا فرحانة فيه
_جواز ايه اللي بتتكلم عنه عقد جوازنا مش صحيح ... أنا معرفش أنا مين ولا بنت مين .
زين اتفاجىء باللي بتقوله
_انتي بتخرفي تقولي ايه
_اللي سمعته يا زين... انا مش بنت سعيد وتهاني سمعتها بتقول الكلام ده بلسانها للست اللي كانت بتكلمها في الموبايل علشان كدا قتلتها... قالت انها بدلت البنت الميتة بيا وده يفسر كل اللي كانت بتعمله فيا .
زين تنح شوية وبعدين قال
_وان يكن ... أنا لما كتبت الكتاب كان قصدي عليكي انتي ونطقت اسمك انتي مش اسم ابوكي والعقد تم بشهادة الشهود .. يعني جوازنا صحيح... انا بالنسبة لمين أهلك لو كان كلامك ده صحيح فده هشوفه بعدين ...فامشي قدامي يلا على الفيلا... الكل قلقان عليكي هناك.
_مش جاية ... مش رايحة معاك في أي مكان.
فزين شدني من ايدي غصب ومن غير ولا كلمة ونزلنا لحد العربية وركبني ولف وساق بأقصى سرعة على الفيلا وهو بيقول ليا بوعيد
_حسابي معاكي بعدين.
مهتمتش لتهديده وكنت متوترة من اني هشوف ماما أشجان معقول هيا ماما فعلا ولا انا بتوهم ولا ايه .
وصلنا الفيلا ولما الكل عرف جه جري واوستقبلونب بالأحضان وماما أشجان اول عرفت ده قامت من سريرها رغم انها مكانتش قادرة تمشي ونادت وهيه لسه ع السلم باسمي
_روووح بنتي!!
ويمنى ساعدت أمها انها توصلي وسكنتني بين ذراعتها...في أكتر وقت انا حرفيا كنت محتاجاه فيه
زين طبعا وقف مكانه وتنح للمرة التانية
_مين بنت مين وازاي!!!
فحكوا ليه كل حاجة فتهجم وشه وتنح أكتر و قف مكانه زي الصنم مش قادر يتحرك من الصاعقة اللي ضربت نافوخه ...في اللحظة دي جاسر عرف من اونس اني رجعت وكان اساسا راجع يشوف اي تطورات حصلت ولما شافني جري عليا بلهفة
_روح انتي كويسة!!.. كنتي فين أنا قلبت عليكي الدنيا .
لكنه اتفاجىء بلكمة مباغتة من زين... زين كان هيفرقع ومش عارف يطلع همه ف مين فطلعه في وش جاسر كالعادة
جاسر كان هيقابله بضربه هوجاء زي ضربته لكنه لقى
زين واقف زي المغيب وبيقول
_روح بنت عمتي أشجان!!... يعني أنا متجوز أختين!!! .
في اللحظة دي عمي على..لو فعلا انا بنت أشجان هيكون خالي مش عمي
قال
_احنا لازم نعمل dna
فماما أشجان قالت وهي متمسكة بيا
_مش محتاجين نعمل ده أنا متأكدة انها بنتي... اه انا حاسة انها بنتي ..روح بنتي .
فجاسر قرب منها وكلمها بهدوء
_لازم نثبت ده علشان نأكد هوية روح قانونيا ويطلع لها شهادة ميلاد جديدة .
فوافقت ولما روحنا وعملنا التحليل انا كنت طول الوقت ساكتة ومش بتكلم خالص ... بعد فترة انتظار الكل فيها كان حاطط ايده على قلبه وخاصة زين اللي كان بيتمنى اني مطلعش بنت أشجان علشان جوازنا ميكونش باطل .
ولما طلعت النتيجة و اتضح فعلا اني بنت أشجان ... الكل صرخ من الفرحة وماما اخدتني في حضنها وانا اتصنمت مكاني... معقولة فعلا ماما موجودة وقدام عيني واخداني في حضنها كمان زي ما كنت بحلم وبتمنى ... معقول انا كنت عبيطة اوي لما سبت الفيلا في الوقت ده وكنت ممكن اتحرم من أمي تاني لو كنت روحت مكان بعيد او تهت ... اتجبست مكاني من الصدمة لبعض الوقت وبعد كدا انفجرت في البكا وماما كمان كانت بتبكي من غير توقف حتى يمنى قربت مني وخضنتي انا وماما وعيطت... الكل اتأثر وبقا يبكي من الفرحة ومن القهر ومن الصدمة معقول تهاني وصل بيها الجبروت انها تعمل اللي عملته ايا كانت اسبابها.
كانت لحظة صعبة ومؤثرة ...عليا وعلى ماما ...ومقدرناش نتخطاها او نخرج منها بسهولة
وبعد فترة هدينا وماما مكنتش راضية تسيبني من حضنها أبدا... الا علشان تروح تتوضى وتصلي شكر لربنا
رجعنا الفيلا ويارا لما سمعت الحقيقة تنحت والموبايل وقع من ايديها ومهتمتش ...تقريبا ده يوم التتنيح العالمي وبعدها جريت عليا بلهفة ووقفت قدامي وعنيها مليانة دموع ولأول مرة يصعب عليها اللي حصلي واللي شوفته في حياتي...فحست بالقهر علشاني وصرخت بإسمي
_رووح... انتي أختي !!.
واخدتني هيه كمان في حضنها وعمري ما كنت أبدا اتوقع رد الفعل ده منها.
بعد يوم مليان بالمشاعر ماما واخواتي مسابونيش لحظة ويارا فضلت طول الوقت تعتذرلي على سوء ادبها معايا وكلامها الجارح ليا وفعلا كنت شايفة في عنيها الندم على اللي كانت بتعمله فيا .
تاني يوم زين طلعلنا يطمن عليا وانا اول ما شفته ابتسمتله بشماتة وقلتله
_عقدنا باطل .
حسيت جواه وجع غريب ومبقاش عارف يقول ايه عينه بتزوغ هنا وهناك ... مكانش عايز كدا مكانش في نيته انه يطلقني ... كان بيخطط انه هيطلق يارا ونتجوز إحنا هل تفكيره ده بناء على حبه ليا ولا لا هو نفسه مكانش عارف ده ...لكن دلوقتي احنا يعتبر مكناش متجوزين من أصله وهو حاليا متجوز يارا وبس .
بصراحة انا كنت فرحانة لانه اتجوزني غصب عني وكمان استحالة بعد ما عرفت ان يارا أختي اسمح اني اكون ضرتها حتى لو كان ده ينفع ومش حرام ... في كلا الأحوال انا وزين مش لبعض .
زين حس بالخنقة ومبقاش عارف يقول ايه الا انه بصلي بعتاب ومشي من غير ولا كلمة .
يارا طلعت تجري وراه وهي بتنادي عليه
_زين ... زين طلقني واتجوز روح أختي .
زين بلع ريقه وفرح جدا في نفسه بس مرضيش طبعا يبين ده ليارا علشان متزعلش
يارا عملت كدا يمكن تحس انها كفرت بده عن ذنبها تجاهي
ولما لقت زين واقف مبلم مش بينطق
فاتكلمت
_زين انت عارف ان الحياة ما بينا كانت مستحيلة وانا كنت طالبة الطلاق قبل كدا ..فطلقني واتجوز روح وعوضها عن اللي شافته ده رجائي عندك يا زين .... وانا كمان علشانها هتغير وهكون حد الكل راضي عنه وعن تصرفاته وهحاول أعوض أختي عن اللي عملته
زين بصراحة رحب بالفكرة جدا وابتسملها وقال بفرحة هتنط من قلبه هو حبني بس بيعاند او بيكابر او مش عارف ومستحي يقول ده صراحية
_موافق يا يارا .
ولما الخبر انتشر .. اللي هو طلاق زين ويارا
انا رفضت رفضا قاطع ان ده يحصل معقول انا اكون بالأنانية والدناءة دي... افرح بطلاق أختي واتجوز جوزها... استحالة انا أعمل كدا حتى لو كنت بغشق زين مش بحبه بس ... وكمان كان انا كنت رافضاه قبل ما اعرف انها أختي فلما بقت أختي وحبتني ومعاملتها ليا أحسن ما يكون اوجعها وافرح فيها بالشكل ده لا مش هيحصل
زين حاول يتكلم معايا ويقنعني
_روح اسمعي انا من زمان كنت هطلق يارا قبل انتي ما تطلعي من المستشفى يعني طلاقنا كان مسألة وقت .
_لا يا زين .. يارا بدأت تتغير... معلش اتحملها وهتكونلك أحسن ما يكون ..بس انا استحالة أوافق انك تطلق أختي
_حتى لو هيه عايزة دا ...حتى لو قلتلك اني عايزك انتي .
_انت مش عارف انت عايز ايه!! وع العموم يا سيدي شكرا... انا مش عايزة اتجوز من أصله .. انا مش مؤهلة لجواز ولا غيره ولا بفكر ولا عمري هفكر فيه... أنا أقصى أمنياتي أعيش بقية حياتي وسط أهلي وبس..
_يا روح فكري بالله عليكي
_ده أخر كلام عندي يا زين
_طب ايه رأيك انا هطلق يارا
_افهم حتى لو طلقتها مش هنتجوز أنا مش عايزة اتجوز الجواز مش في خططي الجاية
_روح انتي كدا بتظلميني!
_وهظلم نفسي لو قلتلك غير كدا .. انا منفكعش صدقني... يارا بتحبك حاول تحبها زي ما بتحبك. رجائي عندك يا زين اوعى تطلق يارا واعطيها فرصة تانية... وربنا يسعدكم يا زين وانت هتفضل ابن خالي اللي بحترمه وبحترم تفانيه في شغله.
سبته ومشيت وهو كان حاسس اني أخدت روحه معايا.. المية جفت من حلقه وحس بغصة كبيرة واقفة في زوره مش عارف يبلع او يتنفس... حس اني ضعت منه واني كنت كنز كبير هو فقده ومعندوش القدرة انه يرجعه تاني..
بعد كدا اكتشفنا ان زين بعد الحوادث اللي عملتها أنيسة شك فيها وبدأ يراقبها علشان يشوف اي دليل يوصله لأي معلومة لانه شك انها هي الست اللي تهاني كانت بتكلمها في الموبايل فأكيد وراها حاجة وكبيرة كمان ولما هيه حست بده هربت وهو كان بيلاحقها ولما طلبت من السواق يزود السرعة والسواق رفض مسكت هيه دركسيون العربية وطبعا معندهاش اي فكرة عن السواقة فلخبطت السواق فاتخانق معاها ...العربية حودت بيهم وخبطت في حيطة ...السواق جاله ردود وكدمات اما هيه فماتت...وبكدا الدليل اللي منه هنتأكد هل انا اللي قتلت تهاني ولا لأ مبهم... هتقولوا عايزة أعرف ليه ما كدا كدا أنا خصلت عقوبتي ...هقولكم اني لسه لحد دلوقتي شايلة الذنب ده وحاسة انه حمل كابس على نفسي ومش قادرة اتخلص منه .
زين مقدرش يطلق يارا ومجالوش عين يعملها في الوقت ده وانا كنت مبسوطة لأختي جدا
أما أونس فقررت أنها تنفصل عن جاسر لإنها عارفه انه كان عايز يتجوزني أنا بس لما لقا زين اتجوزني فخطبها هيه وقررت انها تعطي فرصة لجاسر من تاني انه يرجعلي
فأنا قلتلها
_يابنتي افهمي كل ده كان مجرد شفقة جاسر بيحبني زي اخته زي ما أنا بحبه زي أخويا بالظبط .
بس اونس مكانتش مقتنعة وكانت حاسة نفسها عائق في سبيل فرحتي
قلتلها
_ بردو لو سبيتيه مش هتجوزه
اسمعي الكلام ..جاسر طيب ولو كان بيحبني فعلا كان عافر علشاني علشان بس تعرفي إنه مجرد شفقة وعطف وان كنت شاكة فحبه ليكي فالحب بينكم هيجي بعد الجواز والعشرة وانتي يا أونس مفيش حد ممكن يعاشرك وميحبكيش.... ولو اني متأكدة انك بدأتي تشوفي تعلقه بيكي وبداية حبه ليكي .
اونس سكتت فأنا غمزت لها وقلت وانا بضحك
_تنكري
فأونس قالت بهم
_أنا مستعدة أضحي علشان سعادتك ياروح .
_وانا سعادتي في سعادتك انتي وكل اللي بيحبوني..بحبك في الله يا أغلى وأعز صديقة .
عدت الأيام وفضل زين ليارا
وجاسر لأونس
وبعد فترة من إلحاحي عليهم اتجوزوا
و قررت أنا اني مش هتتجوز وان في حياتي تفاصيل كتير لازم أعيشها من أول وجديد....
تمت
